من هو مصنف رسالة الشجرة الطورية المطبوعة في المجلد التاسع من جوامع الكلم؟

إنّ مجموعة جوامع الكلم هي مجموع آثار العالم الربّاني المرحوم الشيخ أحمد الأحسائي اع. وكانت هذه المجموعة قد طُبعت فيما مضى في مجلّدين طبعة حجريّة، وجُدِّد طبعها في السنوات الأخيرة (1431ق) في البصرة. وقد استُنسخت وقُوبلت وصُحِّحت – في الطبعة البصريّة الأخيرة الجديدة – رسائل الشيخ المعظّم المذكور، فطُبعت مجموعة جوامع الكلم في تسع مجلّدات.

وفي الكويت أيضاً طُبعت آثار الشيخ المعظّم بعنوان مختلف، كان أحدثها المجموعة المعنونة ب(تراث الشيخ الأوحد)، على التفصيل المذكور فيما يلي: المقدمة (مجلّدان)، شرح الفوائد (3 مجلّدات)، شرح المشاعر (4 مجلّدات)، شرح العرشيّة (5 مجلّدات)، شرح الزيارة (9 مجلّدات)، مجموعة جوامع الكلم (19 مجلّداً)، بالإضافة إلى فهارس الآيات والروايات والموضوعات.

وينبغي لنا أن نشير أن للشيخ المرحوم اع آثاراً متعددّة بين أيدينا لم يُطبع أيٌّ منها في ضمن هذه المجموعات، ونأمل أن نشهد في يومٍ من الأيام نشر كلّ هذه الآثار (من الرسائل والكتب والإجازات والفوائد والمكتوبات المختصرة والمفصّلة).

ونُشرت في الطبعة البصريّة لجوامع الكلم رسالة للشيخ المرحوم اع لم تكن قد وُجدت في الطبعة الحجريّة للجوامع، وليس يراها الناظر أيضاً في الطبعات الكويتيّة.

وهذه الرسالة المنشورة في المجلّد التاسع من الطبعة البصريّة لجوامع الكلم معنونة بعنوان الشجرة الطوريّة. وموضوع الرسالة كما هو معروف من اسمها عند أهل الفن إنّما هو في علم الإكسير والكيمياء. وقد كُتبت هذه الرسالة بلغة مرموزة، وإنّا لنعلم أنّ اصطلاحات علم الكيمياء غير مطابقة لمصطلحات المجتمع والسوق الذائعة والمرسومة، والحكيم عبّر بتلك الكلمات عن بعض الحقائق.

تبدأ هذه الرسالة بهذا النحو:

بسم الله الرحمن الرحيم   خذ الشجرة الطورية فانه افضل في برج الحمل ما بين خمسة عشر الي ثلثين و الاسود احسن و افضل من الاشقر و اغسله غسلا جيدا بالطين او الصابون و الاشنان و اغسله بالماء البارد افضل من الساخن الي ان ينظف و ينشف في الظل علي شيء نظيف و ينقي عن غيره ثم يقرض اصغر ما يقدر عليه و يوضع في اثال الي نصفه او ثلثه و يؤخذ عليه راس الفيل و يشد الوصل بينهما و بين القابلة فاذا جف الوصل جعل علي المستوقد له بابان باب يوقد منه و باب يخرج منه الدخان و يكون قويا غليظ الحايط عاليا من الارض قدر ذراع او ازيد و يكون قرع او اكثر و يكون مسطوح الاعلي بين القروع لتكون النار كامنة و الانابيق لايصل اليها النار و الحرارة و تجعل تحتها نار الفحم اللينة الدائمة النفخ فاذا سخن راس الفيل فهو علامة الصاعد… .

إنّ لغة الرسالة الرمزيّة تستلزم معرفةً باصطلاحات العلم الفلسفي والكيمياء والإكسير، وما يعسّر الأمر أنّ يُقال بأنّه من الممكن لكلّ حكيمٍ أن يكون قد وضع لنفسه اصطلاحات يريد منها أموراً غير التي يريدها حكيم آخر منها، كالكبريت والشمع الأبيض وما شابههما. وهذا لا ينفي وجود بعض الاصطلاحات المشتركة بينهم والتي لا محيص عنها كبرج الحمل والثرع والأنبيق والحجر وأمثال ذلك.

ورسالة الشجرة الطوريّة في المجلّد التاسع من جوامع الكلم (طبعة البصرة) تقع في سبعة عشر صفحة، وعبارتها الأخيرة هي هذه:

…و اما الالقاء علي الزيبق فضعه في الة صابرة علي النار و ضع عليه وقاية و انفخ عليه حتي يحصل منه نشيش فيكون بحكم ساير الاجساد في الاذابة فالق عليه الاكسير و ان شئت الق الاكسير و ان شئت الق الاكسير علي جسد ثم القه علي الزيبق و اما الالقاء علي الزهرة فاذب الزهرة فاذا ذابت فالق النطرون و النكا فاذا انقطع دمائها فالق الدواء علي الزهرة و امكث قليلا ثم اقلب فيكون الزهرة قد تخلصت من شبها و كبريتها و الق كل عشرة درهم درهم قمر معدني و الحمد لله رب العالمين و صلي الله علي محمد و آله الطاهرين، تمت.

وسؤالنا الرئیسي في هذا المقال أنّ هذه الرسالة لمن؟ أهي للمرحوم الشيخ أحمد الأحسائي اع؟ فنعرض الجواب في ضمن نقاط:

1.إنّ العالم الربّاني السيّد كاظم الرشتي اع قد عمل على تنظيم فهرس لمؤلّفات الشيخ المرحوم اع، وطُبع بعنوان (تذنيب) في المجلّد السابع من جواهر الحكم، وهو مشهور باسم (فهرس السيّد اع). وليس يُرى في هذا الفهرس أثر لاسم رسالة الشجرة الطوريّة ضمن مؤلّفات الشيخ المرحوم.

2.لم تُطبع هذه الرسالة في الطبعة القديمة من جوامع الكلم ولا في المجاميع الأخرى لرسائل الشيخ المعظّم ولا وجود لنسخها الخطيّة. ونقول بتعبير آخر: لم يُعثر على هذه الرسالة بخط الشيخ المرحوم اع.

3.جرت عادة الشيخ المرحوم اع في الرسائل وأجوبة المسائل على ذكر اسمه الشريف، وليس في هذه الرسالة إشارة لاسمه لا في بداية الكتاب ولا في آخره ولا في أثنائها.

4.يُعلم من مراجعة كتاب فهرس كتب المشايخ العظام أنّ رسالة بهذا العنوان قد ذُكرت هناك، ولكن في عداد مؤلّفات العالم الربّاني المرحوم الحاج محمّد كريم الكرماني أعلى الله مقامه. وعبارة الفهرس ص386-387 هكذا:

«(506) رسالة الشجرة الطورية. في عمل الشعر. 340 سطراً، النسخة الأصليّة، (ج25)، عربية، طبع كرمان (مجموعة الرسائل 22) 1352 ش».

ومن جانب آخر نجد في ص210 رسالتين فقط للشيخ المرحوم اع في الفلسفة والحكمة العمليّة، ولم يأتِ هنالك ذكر لرسالة باسم الشجرة الطوريّة. (والرسالتان المُشار إليهما هما الرسالة الفارسيّة في شرح أشعار الشيخ علي بن عبد الله بن فارس، والأخرى رسالة في الصناعة في بيان عمل الشعر، وهي مشتملة على: تفصيل المادة، التزويج الذي هو من تمام العمل، تفصيل الأركان والطبايع، تركيب الأركان الذي به تمام العمل).

5.يُعلم من مراجعة مجمع الرسائل 22 الحاوي لرسائل المرحوم الحاج محمد كريم الكرماني اع في علم الكيمياء (واسم المجمع الكامل هو: مجموعة الرسائل في علم الكيمياء 22)؛ يُعلم أنّ الحاج المعظّم قد ألّف وصنّف أيضاً رسالة باسم الشجرة الطورية.

 

فيُقال بعدئذٍ أنّ هذه الرسالة أهي نفسها المطبوعة في جوامع الكلم؟ الجواب أنّا نجد بعد مقابلة الرسالتين المطبوعتين في مجمع الرسائل 22 وجوامع الكلم ج9 أنّهما رسالة واحدة، وأنّها هي المعرّفة في الفهرس ضمن مصنّفات المرحوم الكرماني اع.

 

التعريف بنسخة خطية لرسالة الشجرة الطورية وتحليلها

لحسن الحظ أن نسخة مخطوطة لهذه الرسالة بين أيدينا. وهذه النسخة المحفوظة في المكتبة العامة لمكتب التبليغات في قم (برقم 641) مجموعة ترجع لعائلة السادات الرضوية حيث يُشاهد في أقسام متفرقة من هذه النسخة حواشي لأفرادٍ من هذه الأسرة. فكُتبت على هذه النسخة حواشي وجاء في تلكم الحواشي ذكر اسمي الشيخ المرحوم اع والسيد المرحوم اع، وكان ذلك سبباً لاحتمال البعض أن الرسالة هي للشيخ المرحوم اع وأن الحواشي عليها للسيد المرحوم اع. وجاء في هذه الحواشي: (قال الشيخ: …) بما يفيد أن المقصود هو متم رسالة الشجرة الطورية، وجاء في أواخر بعض الحواشي: (من سيد كاظم أعلى الله مقامه) أو (للسيد أعلى الله مقامه).

فالآن وبالنظر في كل واحدة واحدة من تلكم الحواشي نعرج على تحليل النسخة ونعرض في الختام نتائج ذلك.

جاء في الصفحة الأولى هكذا:

بسم الله اعلم ان الشیخ قد القی کیفیة نصف العمل المکتوم و اخفی کیفیة التعفین و حل الشجرة و قد اشار  الیه بقوله: و التقطیر یکون بالرطوبة کما ان التعفین بالیبوسة… .

استنتج البعض من هذه الحاشية أن الرسالة للشيخ المرحوم اع، والحال أنه يجب توضيح العبارات أعلاه بهذا النحو، وهو أن الشيخ المرحوم اع قد بين في رسائله كيفية نصفِ العمل المكتوم (أي الكيمياء والإكسير) وأخفى كيفيّة تعفين وحلّ الشجرة (أي الشجرة الطوريّة). أمّا مؤلّف هذه الرسالة فإنّه أشار إلى كيفيّة التعفين وحلّ الشجرة بقوله: (والتقطير يكون… إلى آخره)، والواقع أنّ المؤلّف قد أكمل في هذه الرسالة أقوال الشيخ المرحوم اع التي بيّنها في رسائلها (ونعني الرسالة الرشتيّة التي أتى فيها ببيّنات مفصّلة بهذا الخصوص).

وليس في الوسع توضيح هذه الحاشية بغير هذا، لأنّه ابتدأ بقوله أنّ الشيخ اع أخفى كيفيّة التعفين، وأتبع ذلك مباشرةً بقوله أنّه قد أُشير في هذه الرسالة إلى كيفيّة التعفين وحلّ الإشارة. ثمّ إنّ المحشّي بعد ذلك يتعرّض لتوضيح قول الرسالة: (كما أنّ التعفين باليبوسة) بالتفصيل.

الحاشية الثانية:

أشار المحشّي في الحاشية الثانية (المطويّة الأولى بعد شروع الرسالة، الصفحة الثانية) صراحة لاسم العالم الربّاني المرحوم الحاج السيّد كاظم الرشتي اع، وعبّر عن رسالته بقوله (شرح الشذوري للسيّد كاظم)، ونقل عبارته اع، وهذا صريح في أنّ المحشّي شخص غير السيّد المرحوم اع.

الحاشية الثالثة:

جاء في الحاشية الثالثة (المطويّة الثانية، الصفحة الأولى): (قال الشیخ ره: ففی اول مرة منها یخرج ازرق شدید الزرقة). وهذه العبارات هي عبارات الرسالة الرشتيّة نفسها التي هي تأليف الشيخ المرحوم اع، حيث يقول: (فی اول مرة منها یخرج ازرق الشدیده الزرقة و فی الثانیه بزرقة سماویة و فی الثالثة یخرج اشهب منحلا کالروب… إلى آخر العبارة). والرسالة الرشتيّة رسالة كتبها الشيخ المرحوم اع جواباً للملّا علي ميرزا جان الجيلاني (الگيلاني).

الحاشية الرابعة:

عبارات للشيخ المرحوم اع (المطويّة الثانية، الصفحة الأولى) متشتّتة هي عبارات منقولة بنقص من الرسالة الرشتيّة، وكأنّها ملحوظات تكون تذكاراً لشخص الكاتب في المراجعات اللاحقة. هذه العبارات الناقصّة جاءت بهذا النحو: (قال الشیخ ره تاخذ من الماء المدخر اربعة امثال العسل او خمس [؟!] و الاول)، إلى هنا تنتهي الحاشية.

وتكملة هذه العبارة بعينها جاءت في الرسالة الرشتيّة هكذا: (اقول المراد انك تأخذ مثل العسل اربع مرات او خمس مرات علي الخلاف و الاشهر الاول و الكل يصح من الماء الذي ادّخرته بعد ان‏بيّضت به العسل).

الحاشية الخامسة:

الحاشية الخامسة حاشية قد زُيِّن آخرها باسم السيّد المرحوم اع (المطويّة الثانية، الصفحة الأولى)، والعبارة فيها هكذا: (و کل مرة تجعل فی نار الزبل عشرین یوما و تقطره ففی المرة الاولی یمیل الی البیاض و فی الثانیة زبرجدی و فی الثالثة ازرق کالسماء او ابیض و هذا علامة النقاء، من سید کاظم اعلی الله مقامه)، وهذه العبارة مطابقة لرسالة شرح القصيدة البائية حيث يقول هنالك: (و کل مره تجعله فی نار الزبل عشرین یوما ثم تخرجه و تقطره ففی المره الاولی یمیل لونه الی البیاض و فی المره الثانیه یکون زبرجدیا و فی المره الثالثه یکون ازرقا (ازرق ظ) الغالب علیه البیاض کلون السماء او یکون ابیضا (ابیض ظ) و المعنی فی کلتا الحالتین سواء لایختلف و هذا البیاض الثانی بعد السواد علامه النقاء الکامل و التصفیه البالغه).

الحاشية السادسة:

تبدأ الحاشية السادسة بـ«قال الشیخ»، وهذه العبارة في الرسالة الرشتيّة تماماً، بَيْد أنّ الكاتب نقل بيانات الشيخ المرحوم اع على نحو الشرح المزجي. وعبارة الرسالة الرشتيّة هكذا:

(أقول المراد انک تأخذ الباقی من الماء و هذا فی عمل النبات بعد تمام المعدن فتقسم الماء علی سته اقسام فاذا قطرت الحجر اولا فاردد علی الثفل الماء القاطر و سدسا من الماء الباقی و اطبخ السفل بالجمیع و قطره و اردد القاطر مع سدس و هکذا و هو المراد من قول جابر و تقسم فضله الروح العتید علی ست تمام وافیات فذلک بغیه الشهم المرید فیظهر النوشاذر هنا ان لم‏یخرج اولا فی تحصیل الماده قبل ان‏یحصل العسل فیصعد الی قبه القرع فیوضع مع شی‏ء من ثفله و مائه لئلا یهرب فاذا اردت تثبیته فضعه فی الاله العمیاء و اوقدتحته بنار کشمس الشتاء یوما و لیله حتی یجف ثم زد فی ناره سدسا فی الیوم الثانی و کذا فی الثالث الی سبعه ایام فتکون النار فی الیوم السابع کنار السبک).

فالآن ننقل عبائر الكاتب أنّه كيف شرح نفس هذه العبارة شرحاً مزجياً، ونُميِّز عبائر الشيخ بهذين القوسين «»:

(قال الشیخ فی تزویج الجواری انه «فی عمل النبات بعد تمام المعدن» ای عمل الحجر الکریم قال «فتقسم الماء» ای النصف الباقی «علی ستة اقسام فاذا قطرت الحجر اولا فاردد علی الثفل الماء القاطر و سدسا من الماء الباقی…»)، إلى آخر الهامش.

الحاشية السابعة:

وفي حاشيةٍ بعد صفحات قليلة (المطويّة الرابعة، الصفحة الثانية) عبارةٌ مزيّنٌ آخرها باسم السيّد المرحوم اع (للسيد اعلى الله مقامه)، والعبارة هكذا:

(الصاعد هو النوشادر و کیفیة طبحه ان تضعه مع الثفل و تجعله اولا علی النار اللینة کجناح الطایر تمام الیوم و اللیلة و الیوم الثانی بالضعف و هکذا و فی الیوم السابع السبک ثم اخرجه فانه الخمیرة و هو التربة التی یموثها الملک بین النطفتین).

وهذه التوضيحات منقولة عن السيد المرحوم اع من رسالة شرح القصيدة البائية، وعين عبارته اع في ذلك الموضع هكذا:

(طریق طبخه ان‌تضعه و تخلطه مع الثقل و تجعله اولا علی النار اللینه حرارتها حراره جناح الطیر تمام الیوم بلیله و الیوم الثانی تجعل الحراره ضعف الیوم الاول فلاتزال تضعف کل یوم ایاها بمقدار الی سبعه ایام و فی الیوم السابع تشدد النار کنار السبک لحصول القوه البالغه للنضج البالغ ثم اخرجه فانه الخمیره و هی التربه التی یموثها الملک بین نطفه الرجل و المرأه).

وبمقابلة العبارات الأصلية ومتن الحاشية نجد أن هدف الكاتب هو نقل مفهوم الكلام لا عين العبارة، فإنّه غيّر على سبيل المثال عبارة «بين نطفة الرجل والمرأة» بـ«بين النطفتين»، وبتعبير آخر فإنّا نقول أنّه يُرى النقل بالمعنى في بعض منقولات الكاتب.

وقد توصلت أنا كاتب هذه السطور بالنظر والتحقيق في هذه النسخة و غیرها من القرائن و الشواهد إلى هذه النتائج:

1.إن هذه المجموعة الخطية مجموعة فيها رسائل المرحوم الكرماني اع، وجاء هذا الفهرس لتلك الرسائل في أولى صفحات هذه المجموعة:

(هو العلیم الحکیم فهرست ما فی هذا الکتاب المستطاب من الرسائل: رسالة فی علم الاکسیر، رسالة فی علم الاعداد، رسالة فصول، رسالة لب اللباب. و السلام علی محمد و آله).

وانتساب كلّ هذه الرسائل للمرحوم الحاج محمد كريم الكرماني اع مسلّم، والتشكيك إنّما هو في الرسالة الأولى حصراً (رسالة الشجرة الطورية)، ويبين خط المفهرس أن هذا الفهرس يعود لزمان كتابة هذه المجموعة، فكأن انتساب هذه الرسائل للمرحوم الكرماني كانت مسلمة آنذاك فلم ير لزوماً للإشارة للمؤلف.

2.شخص صاحب الحاشية غير معلوم، ويُحتمل أن يكون هو كاتب الرسالة أي عبد الرحيم الرضوي الحسيني الهمداني.

3.هذه الحواشي تتشكّل من:

أ. نقل عبارات للشيخ المرحوم اع من الرسالة الرشتية.

ب. نقل عبارات للسيد المرحوم اع من رسالة شرح القصيدة البائية من كتاب شذور الذهب.

ج. اختصر الكاتب بعض العبارات قليلاً و قدم و أخر بعض الكلمات أو حذفها.

د. هنالك جمل وعبائر لنفس صاحب الحاشية أوضح فيها بعض التوضيحات، وقد أتت هذه التوضيحات في مواضع من الحاشية ومواضع بين الخطوط وهي في بيان عبائر الرسالة وتوضيحها. ويبدو أن هدف الكاتب – مضافاً إلى كتابة الرسالة – شرح وتوضيح وتبيين معضلات الرسالة أيضاً، وقد بلغ مرماه هذا بالسبل المُشار إليها.

4.صاحب الحاشية ليس هو السيد المرحوم اع.

5.لم يأتِ في أيٍّ من حواشي الكتاب أنّ هذه الرسالة للشيخ المرحوم اع.

6.في الحاشية الثانية (المطويّة الثانية، الصفحة الثانية) أُتي بهذا التعبير في حق السيد المرحوم اع: «السید کاظم انار الله برهانه و اطال الله بقاه»، وهذه الجملة تثبت أن كتابة الحاشية كان في حياة السيد المرحوم، ولكنها لا تثبت كون الرسالة للشيخ المرحوم، فإن المرحوم الكرماني اع ألف رسائل متعددة في حياة السيد المرحوم اع. الرسائل التالية هي الرسائل التي صنفها المرحوم الكرماني اع في حياة السيد المرحوم اع:

1.رسالة في شرح ثلاثة أحاديث (الحكمة). تاريخ الكتابة: سلخ محرم 1257

2.رسالة في شرح الحديث المروي في الكافي: اكتب بسم الله.. إلخ. تاريخ الكتابة: 6 محرم 1226.

3.رسالة في الاستدلال على طهارة الماء القليل. تاريخ الكتابة: 9 محرم 1254.

4.رسالة في علم الحلقة الكريمة. غرّة محرم 1259.

5.رسالة في جواب السيد هداية الله. تاريخ الكتابة: 4 محرم 1254.

6.فائدة في أصول الفقه. تاريخ الكتابة: جمادى الأولى 1256.

7.رسالة الاستيفاء. تاريخ الكتابة: 21 رجب 1252.

8.رسالة القصر والتمام في الصلاة. تاريخ الكتابة: 16 شعبان 1256.

9.رسالة أذكار الأسبوع. تاريخ الكتابة: 9 شعبان 1247.

10.رسالة في جواب السيد حسين النهبنداني. تاريخ الكتابة: 11 شهر رمضان 1256.

11.رسالة في أحكام الخمس على نحو الاستدلال. تاريخ الكتابة: 26 شوال 1257.

12.رسالة في جواب شيخ الإسلام الكردستاني. تاريخ الكتابة: ذو القعدة 1255.

13.رسالة في شرح فقرات من دعاء (اللهم إني أسئلك باسمك الذي). تاريخ الكتابة: 1252.

14.رسالة في شرح بعض فقرات كتاب اللوامع الحسينية. تاريخ الكتابة: 1249.

15.رسالة في شرح الخطبة العلوية. تاريخ الكتابة: 1249.

16. المقتل. تاريخ الكتابة: 1255.

وهذه رسائل مؤرّخة بتاريخ الكتابة، ومن الممكن أن بعض الرسائل غير المؤرخة قد أُلفت وصٌنفت في هذه الفترة. وعلة الإشارة إلى هذه الرسلة أنه يُحتمل أن يكون المرحوم الكرماني اع قد كتب هذا الكتاب في زمان حياة السيد المرحوم اع، وصاحب الحاشية بسبب نقله لعبارات السید أع أشار لحياة السيد المرحوم اع في زمان كتابة الحاشية. على أنه كيف يتأتى لأحد من علماء السلسلة الحصول على رسالة للشيخ المرحوم اع وكتابة حاشية عليها دون أن يكون السيد المرحوم اع قد رآها ولا أشار إليها في فهرسه لكتب الشيخ اع بأدنى إشارة؟ فضلاً عما في الحاشية الأولى مما يرد انتساب هذه الرسالة للشيخ المرحوم اع.

فعلى هذا لا توجد أي قرينة بين أيدينا لنسبة رسالة الشجرة الطورية للشيخ المرحوم اع. فالآن نبلغ سؤال هذا المقال، وهو أن هذه الرسالة لمن؟ والجواب أنه لم ليس في اليد جواب قطعي على هذا السؤال، ولكن وجود النسخة الخطية لهذه الرسالة ضمن الآثار المخطوطة للمرحوم المعظم الحاج محمدکریم الكرماني وتحشية أحد الطلبة عليها وتأييدها بكلمات الشيخ والسيد اع يبين أن المصنف أولاً من علماء المدرسة، وثانياً أنه – أي المصنف – ليس الشيخ ولا السيد اع، وثالثاً أنه يُحتمل احتمالاً قوياً أن يكون المصنف هو المرحوم الكرماني اع.