02-1 كشف الاسرار المجلد الثانی ـ چاپ – القسم الاول

کشف الاسرار

 

تعليقات

 

للعالم العامل و الفاضل الباذل المرحوم الحاج

الميرزا ابوتراب بن محمد حسن الكرماني

علي المصحف المحشي الكريم

 

 

المجلد الثانی – القسم الاول

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 1 *»

«سورة النسـاء»

مدنية و هي مائة و ستّ و سبعون اية و قيل باستثناء اية انّ اللّه يأمركم ان‏تؤدوا الاية و اية يستفتونك قل اللّه يفتيكم في الكلالة الاية فانّهما مكية و هي مائة و سبع و سبعون شامي و خمس في الباقين اختلافها ايتان ان‏تضلوا السبيل كوفي شامي فيعذبهم عذاباً اليماً شامي (هـ) روي من قرأ سورة النساء في كل جمعة أمن من ضغطة القبر.

(بسم اللّه الرحمن الرحيم)

(ياايها الناس) نعت اي (ل) (اتّقوا ربكم) سئل الصادق7 عن التقوي فقال هي طاعته فلايعصي و ان‏يذكر فلاينسي و ان‏يشكر فلايكفر (الذي خلقكم من نفس واحدة) لمّاكانت السورة تذكر فيها احكام النساء و المواريث افتتح السورة بانّ اللّه خلقكم من اب واحد و خلق زوجه منه و بثّ الذرية منهما فكلّكم اخوة و ارحام و يجب معاشرتكم بالمعروف و عطف بعضكم علي بعض (يم) (و خلق) تدلّ علي انّ الواو تأتي لغير ترتيب (منها زوجها) سمّيت المرأة امرأة لانّها خلقت من المرء  (ث) سمّيت حواء حواء لانّها خلقت من حي (ث) (و بثّ منهما رجالاً كثيراً و نساء و اتقوا اللّه) رسول اللّه (يم) (الذي تساءلون به) علي قراءة الكوفيّين القارين بالسواد و الباقون قرأوا تسّاءلون بالتشديد (هـ) روي نحن قسم اللّه الذي يسأل به (و الارحام) بالنصب علي السواد و الجر علي قراءة (ح) القارئ بالحمرة (هـ) اتقوا الارحام (ث) ان‏تقطعوها (ث) ارحام رسول اللّه (ث) المراد ارحام ال‏محمد اولاً ثم سائر الارحام (ث) (انّ اللّه كان عليكم رقيباً  1) حفيظاً (ث) عالماً مطلعاً.

(و اتوا اليتامي) ال‏محمد و شيعتهم (يم) لمّا ذكر انّهم من نفس واحدة و استعطف بعضهم علي بعض و ذكر الارحام ناسب استعطافهم علي اليتامي (يم)([1])

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 2 *»

(اموالهم و لاتتبدّلوا الخبيث) الحلال من اموالكم الردي (ث) (بالطيّب) بالحرام من اموالهم الجيّد (ث) (و لاتأكلوا اموالهم) مضافاً (الي اموالكم انّه كان حوباً) هو ممايخرج الارض من اثقالها (ث) اثماً (كبيراً  2).

(و ان خفتم ان لاتقسطوا) لاتعدلوا (في اليتامي) سقط من هنا اكثر من ثلث القرءان (ث) القمي: نزلت هذه الاية مع قوله و يستفتونك في النساء الاية فنصف الاية في اول السورة و نصفها علي رأس المائة و العشرين (هـ) اي المأة و السادسة و العشرين الآن (يم) (فانكحوا ما) مصدرية (طاب لكم من النساء مثني) بدل ماطاب (و ثلث و رباع فان خفتم الاّتعدلوا) في النفقة (ث) (فواحدةً) اي انكحوا واحدة (ل) (او) عطف علي واحدة (ل) (ما) مصدرية (ل) (ملكت ايمانكم ذلك ادني الاّتعولوا 3) تميلوا (هـ) اي لايتزوج من لايقدر ان‏يعول (ق).

(و اتوا) ايها الاولياء (ث) (النساء صدقاتهنّ نحلة) هبة (ق) عطية من اللّه (هـ) مصدر (هـ) لمّاذكر امر النساء ناسب ذكر صدقاتهن (يم) (فان طبن لكم عن

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 3 *»

شي‏ء منه) مماملكن (ث) للتبيين (نفساً) تمييز (هـ) النفس جنس يقع علي الواحد و الجمع (فكلوه هنيئاً مريئاً  4) حال.

(و لاتؤتوا السفهاء) النساء و الولد اذا كانت مفسدة (ث) شارب الخمر (ث) و روي من لاتثق به (هـ) قوله لاتؤتوا السفهاء اي النواصب و اعداء علي اذ ليس اسفه منهم (يم) روي اي سفيه اسفه من شارب الخمر (هـ)([2]) (اموالكم التي جعل اللّه لكم قياماً) علي السواد و قرأ (ن) و (ر) قيماً بحذف الالف (هـ) تقومون به (ز) (و ارزقوهم) فيطلق الرازق علي غير اللّه (يم)([3]) (منها) من عرض مالك (و

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 4 *»

اكسوهم و قولوا لهم قولاً معروفاً  5).

(و ابتلوا) ايها الاولياء (هـ) اختبروا (ز) (اليتامي حتي اذا بلغوا النكاح )الاحتلام او انبات العانة او السن (ث) روي هم اليتامي لاتعطوهم اموالهم حتي تعرفوا منهم الرشد و سئل مولانا الصادق7 عن ذلك كيف تكون اموالهم اموالنا فقال اذا كنت انت الوارث له (فان انستم) ابصرتم (منهم رشداً) ايناس الرشد حفظ المال (ث) لايكون مضيّعاً و لا شارب خمر و لا زانياً (ث) روي اذا رأيتموهم يحبّون ال‏محمد فارفعوهم درجة (فادفعوا اليهم اموالهم) ثم عاد الي ذكر اموال اليتامي (يم) (و لاتأكلوها اسرافاً) مفعول‏له (ل) حال (و بداراً ان) خوف ان (يكبروا )منصوب ببداراً (هـ) كبر كفرح طعن في السن و اما كبر ككرم فهو ضد صغر (يم) (و من كان) من القيمين (ث) (غنياً فليستعفف و من كان فقيراً فليأكل) قدّم الاستعفاف ترغيباً عليه (يم) (بالمعروف) حال (هـ) بقدر (ث) القوت (ث) روي انّها منسوخة (ث) علي جهة القرض اذا كان يأخذ بقدر حاجته و كفايته (ث) روي هذا رجل يحبس نفسه لليتيم علي حرث او ماشية يشغل فيها نفسه فليأكل بالمعروف و ليس ذلك له في الدنانير و الدراهم التي عنده موضوعة (هـ) انّما ذلك لمن‏يحبس لهم عن شغله و الاّ فلايزرأ اموالهم و كذا ان كان المال قليلاً فلايأكل منه شيئاً (ث) (فاذا دفعتم اليهم اموالهم فاشهدوا عليهم و كفي باللّه) مزيدة (هـ) فاعل (حسيباً  6) حال او تمييز.

(للرجال نصيب مماترك الوالدان و الاقربون) لمّا ذكر احوال اموال اليتامي ناسب ان‏يذكر المواريث (يم) (و للنساء نصيب مماترك الوالدان و الاقربون )فصّل تفصيلاً لانّ اهل الجاهلية ماكانوا يورثون النساء و انّما كانوا يورثون من يذبّ عن الحوزة ففصّل اللّه القول لرفع الابهام و زيادة التوضيح و التصريح (هـ) القمي: انّها منسوخة و روي انّها محكمة غيرمنسوخة و علي النسخ ناسخها يوصيكم اللّه في اولادكم (مماقلّ منه) مماترك (او كثر نصيباً) مصدر اي نصب نصيباً (ز) حال

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 5 *»

(مفروضاً  7).

(و اذا حضر القسمة اولواالقربي و اليتامي و المساكين) روي نسختها اية الفرائض و روي انّها محكمة غيرمنسوخة و روي انّهم يعطون علي سبيل الندب و الطعمة (فارزقوهم) فيطلق الرازق علي غير اللّه (يم) (منه) من المقسوم (ل) (و قولوا لهم قولاً معروفاً  8).

(و ليخش الذين) صلته محذوفة (لو تركوا من خلفهم ذريةً ضعافاً خافوا) جواب لو (هـ) ان اخلفه في ذريته كمافعل بهؤلاء اليتمي (ث) (عليهم) بكسر الهاء علي السواد و قرأ (ح) عليهم بضم الهاء (فليتّقوا اللّه و ليقولوا قولاً سديداً  9) عدلاً.

(انّ الذين يأكلون اموال اليتامي) ال‏محمد (يم) قيل لابي‏جعفر7 ماايسر مايدخل به العبد النار قال من اكل من مال اليتيم درهماً و نحن اليتيم (هـ) روي من اكل مال اليتيم سلّط اللّه عليه من يظلمه او علي عقبه او علي عقب عقبه و استدل بالاية (ظلماً) من الكبائر اكل مال اليتيم ظلماً (ث) مصدر او حال (انّمايأكلون في بطونهم) يمكن ان‏يكون جمع باطن (ناراً) اوجب النار لمن اكل مال اليتيم (ث) (و سيصلون) علي السواد و قرأ (ر) علي صيغة المجهول (هـ) سيلزمون (سعيراً  10).

(يوصيكم اللّه في اولادكم للذكر) تفسير يوصيكم (مثل حظّ الانثيين) ماابين الاية في انّ البنتين لهما الثلثان فانّ اللّه سبحانه قدبيّن انّ حظّ الذكر كالانثيين و الذكر له الثلثان و البنت الواحدة لها الثلث فالثلثان مساوٍ لحظ البنتين فافهم (يم) (فان كنّ نساء فوق) خبر ثانٍ (ز) (اثنتين فلهنّ ثلثا ماترك و ان كانت واحدة) علي النصب علي السواد و قرأ (ن) علي الرفع (فلها النصف و لابويه لكل واحد منهما السدس) مبتدأ مؤخر (ل) (مماترك) روي انّ اللّه تبارك و تعالي ادخل الوالدين علي جميع اهل المواريث فلم‏ينقصهما من السدس (ان كان له ولد فان لم‏يكن له

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 6 *»

ولد و ورثه ابواه فلامّه) بضم الهمزة علي السواد و قرأ (ح) و (س) بكسرها (الثلث فان كان له اخوة) من الاب (ث) (فلامّه) بضم الهمزة علي السواد و قرأ (ح) و (س) بكسرها (السدس من بعد وصية يوصي) و قرأ (ث) و (ر) يوصي علي صيغة المجهول (بها او دين) كلمة «او» للترديد لا للترتيب فلاتدلّ الاية علي تقديم الوصية علي الدين (يم) قال ابوعبداللّه7 اول شي‏ء يبدء به من المال الكفن ثم الدين ثم الوصية ثم الميراث و روي انّ الدين قبل الوصية ثم الوصية علي اثر الدين ثم الميراث بعد الوصية ( اباؤكم و ابناؤكم لاتدرون ايّهم اقرب لكم نفعاً) تمييز (ل) (فريضةً) مصدر (ل) حال مؤكدة (من اللّه انّ اللّه كان عليماً حكيماً  11) في وليه (يم).([4])

(و لكم نصف ماترك ازواجكم) روي انّ اللّه ادخل الزوج و المرأة علي جميع المواريث فلم‏ينقصهما من الربع و الثمن (ان لم‏يكن لهنّ ولد فان كان لهنّ ولد فلكم الربع مماتركن من بعد وصية يوصين بها او دين و لهنّ الربع مماتركتم ان لم‏يكن لكم ولد فان كان لكم ولد فلهنّ الثمن مماتركتم من بعد وصية توصون بها او دين و ان كان) تامة (رجل يورث) صفة رجل (كلالةً) خبر كان (ز) تمييز  (ل) حال (هـ) الكلالة مالم‏يكن والد و لا ولد (ث) الاخوة و الاخوات (ث) انّماعني بذلك الاخوة و الاخوات من الامّ خاصة (ث) (او امرأة و له اخ او اخت فلكل واحد منهما السدس فان كانوا اكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث) روي انّمايدخل النقصان علي الذين لهم الزيادة (من بعد وصية يوصي) علي قراءة (ث) و حفص و يوصي معروفاً علي قراءة الحمرة (بها او دين غيرمضارّ) حال من مدلول‏عليه يوصي (ز) (وصيةً) مصدر (من اللّه و اللّه عليم حليم  12) في

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 7 *»

وليه (يم).([5])

(تلك حدود اللّه و من يطع اللّه و رسوله يدخله) بالياء علي السواد و بالنون علي قراءة (ن) و (ر) (جنات) الولاية (يم) (تجري) نعت (ل) (من تحتها الانهار خالدين) حال (فيها و ذلك الفوز العظيم  13).([6])

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 8 *»

(و من يعص اللّه و رسوله و يتعدّ حدوده يدخله) علي السواد و علي قراءة (ن) و (ر) ندخله علي صيغة المتكلم (ناراً خالداً) حال (فيها و له عذاب مهين14).

(و اللاّتي يأتين الفاحشة) لمّاتقدم امر النساء ارجع الكلام الي احكامهنّ  (يم) (من نسائكم) اي الحرائر (فاستشهدوا عليهنّ اربعة منكم فان شهدوا فامسكوهنّ في البيوت حتي يتوفّيهنّ) يدركهن (الموت او يجعل اللّه لهنّ سبيلاً  15) الجلد و الرجم (ث) روي انّ هذه الاية منسوخة و روي كل سورة النور نزلت بعد سورة النساء لانّ حكم الزانية هنا الحبس و هو منسوخ و هناك الجلد.

(و الّذان) بتخفيف النون علي السواد و قرأ (ث) بتشديدها (يأتيانها )الفاحشة (يم) (منكم فاذوهما فان تابا و اصلحا فاعرضوا عنهما انّ اللّه كان توّاباً رحيماً 16).

(انما التوبة علي اللّه) ولي (يم) لمّا ذكر توبتهما ناسب بيان احوال التوبة (يم) (للذين يعملون السوء) افرد هنا لانه يتوب و يمحي ثم يعصي و جمع في الاخرين لانّهم يكثرون و لايتوبون الي وقت موتهم (يم) (بجهالة) روي كل ذنب عمله العبد و

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 9 *»

ان كان عالماً به فهو جاهل حين خاطر بنفسه في معصية ربه و قدحكي اللّه قول يوسف لاخوته هل علمتم الاية فنسبهم الي الجهل لمخاطرتهم بانفسهم (ثم يتوبون من قريب فاولئك يتوب اللّه عليهم و كان اللّه عليماً حكيماً  17) في وليه (يم).

(و ليست التوبة للذين يعملون السيئات) ولاية الاعداء (يم)([7]) (حتي اذا حضر احدهم الموت) اذا عاين احوال الاخرة (ث) (قال انّي تبت الان و لا الذين) للذين (يموتون و هم كفار) بعلي (يم) عن ابي‏عبداللّه7 اذا بلغت النفس هيهنا و اشار بيده الي حلقه لم‏يكن للعالم توبة ثم قرأ انّما التوبة علي اللّه  الاية و روي من تاب و قدبلغت روحه هذه و اهوي بيده الي حلقه تاب اللّه عليه و لعل المراد من الحديث الاول لم‏يكن للعالم اي العالم بالموت المعاين له و الجاهل من لم‏يعاين و ليس من لحن كلامهم ببعيد (يم)([8]) و يمكن ان‏يراد بالعالم عدوهم فانه عاص عن عمد

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 10 *»

و بالجاهل الشيعة فانه مخاطر نادم (يم) (اولئك اعتدنا لهم عذاباً اليماً  18).

(ياايّها الذين امنوا) لمّا كان الكلام في النساء رجع الي احكامهن (يم) (لايحلّ لكم ان‏ترثوا) فاعل يحلّ (النساء كرهاً) علي السواد و قرأ (ح) و (س) كرهاً بضم الكاف (هـ) حال (و لا) ان (تعضلوهنّ) لاتضيّقوا عليهن (لتذهبوا ببعض مااتيتموهنّ) تكون له المرأة فيضربها حتي تفتدي منه ببعض مالها (ث) روي في قوله تعالي لايحلّ لكم ان‏ترثوا النساء كرهاً الرجل تكون في حجره اليتيمة فيمنعها من التزويج و في العضل ضرب المرأة حتي تفتدي منه و روي انّ العضل طرح الثوب علي المرأة بعد موت زوجها و روي انّ الاستيراث هو طرح الثوب علي مرأة الحميم و كان في الجاهلية (الاّ) منقطع (ان‏يأتين بفاحشة) الزنا (ث) كل معصية  (ث) (مبيّنة) بكسر الياء علي السواد و قرأ (ث) بفتحها (هـ) روي اذا قالت لااغسل لك من جنابة و لاابرّ لك قسماً و لاوطأن فراشك من تكرهه حلّ له ان‏يخلعها و يحلّ له مااخذ منها (و عاشروهنّ بالمعروف فان كرهتموهنّ فعسي ان‏تكرهوا) فاعل عسي (ز) (شيئاً) و لم‏يقل امسكوهن مع الكراهة (يم) (و

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 11 *»

 يجعل اللّه فيه خيراً كثيراً  19) لكم او لغيركم (يم) القمي: الرجل يكره اهله فاما ان‏يمسكها فيعطفه اللّه عليها و اما ان‏يخلّي سبيلها فيزوجها غيره فيرزقه اللّه الودّ و الولد ففي ذلك جعل اللّه الخير الكثير.

(و ان اردتم استبدال زوج مكان زوج و اتيتم احديهنّ قنطاراً) ملؤ مسك ثور ذهباً (ث) مالاً كثيراً (فلاتأخذوا منه شيئاً) هذا اذا كان الرجل هو الكاره (ق) (أتأخذونه بهتاناً) حال (و اثماً مبيناً  20).

(و كيف تأخذونه و قدافضي) المباشرة (ق) (بعضكم الي بعض و اخذن منكم ميثاقاً) الكلمة التي عقد بها النكاح (ث) هو امساك بمعروف او تسريح باحسان (ث) (غليظاً  21) فهو ماء الرجل يفضيه الي امرأته (ث).

(و لاتنكحوا مانكح اباؤكم من النساء الاّ) منقطع (ما قدسلف انّه كان فاحشةً و مقتاً) بغضاً (و ساء سبيلاً  22) تمييز.

(حرّمت عليكم امّهاتكم و بناتكم و اخواتكم و عمّاتكم و خالاتكم و بنات الاخ و بنات الاخت و امّهاتكم اللاّتي ارضعنكم و اخواتكم من الرضاعة و امّهات نسائكم) مبهمة (ث) سواء دخل بهن او لم‏يدخل (ث) (و ربائبكم) الربيبة حرام سواء تولدت بعد تزويج الرجل او قبله (اللاّتي في حجوركم) هذا تأليف لاتقييد فروي في الحجور و غير الحجور (من نسائكم اللاّتي دخلتم بهنّ فان لم‏تكونوا دخلتم بهنّ) تصريح بعد اشعار دفعاً للقياس (ز) (فلاجناح عليكم و حلائل ابنائكم الذين من اصلابكم و ان‏تجمعوا) فاعل حرّمت (ل) (بين الاختين الاّ) منقطع (ل) (ما قدسلف) في زمن يعقوب (ث) (انّ اللّه كان غفوراً رحيماً23).

(و المحصنات من النساء) هنّ ذوات الازواج (ث) (الاّ ما) مصدرية (ل) (ملكت ايمانكم) من اللاتي سبين و لهنّ ازواج كفار فانّهنّ حلال للسابين و اللاتي اشترين و لهن ازواج فانّ بيعهن طلاقهن (ث) الاّ ماملكت ايمانكم روي هو ان‏يأمر الرجل

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 12 *»

عبده و تحته امته فيقول له اعتزل امرأتك و لاتقربها ثم يحبسها عنه حتي تحيض ثم يمسّها فاذا حاضت بعد مسّه اياها ردّها عليه بغير نكاح (هـ) و روي ليس ينزع الامة عن الحرّ حتي تباع (كتاب) منصوب بعليكم (ل) مصدر (اللّه عليكم و احلّ) علي قراءة (ح) و (س) و علي الحمرة احلّ علي صيغة المعروف (لكم ما) الذي (وراء ذلكم ان‏تبتغوا) بدل او معناه لان‏تبتغوا (باموالكم محصنين) حال (هـ) متعففين  (يم) التزويج بمحصنة (ق) (غير) صفة (مسافحين) زانين (يم) غير متزوجين بذات سفاح (فما) مبتدأ شرط (ل) (استمتعتم به) نزلت في المتعة  (ث) (منهنّ) فمن تمتعتم به منهن (ز) (فاتوهنّ) جزاء خبر (ل) (اجورهنّ) الطبرسي: قدروي عن جماعة من الصحابة منهم ابي بن كعب و عبداللّه بن عباس و عبداللّه بن مسعود فمااستمتعتم به منهنّ الي اجل مسمي و كذا رواه عن سعيد بن جبير و عن ابي‏جعفر7 ايضاً كذا (فريضةً) حال (ل) مصدر (و لاجناح عليكم فيماتراضيتم به من بعد الفريضة) ماتراضوا به بعد النكاح فهو جائز و ماكان قبل النكاح فلايجوز الاّ برضاها (ث) و روي هو ان‏يتزوجها الي اجل ثم يحدث شي‏ء بعد الاجل و روي هو ان‏يزيدها في الاجر و تزيده في الاجل (انّ اللّه كان عليماً حكيماً  24).

(و من  لم‏يستطع منكم طولاً) تمييز (هـ) المهر (ث) غني (ث) (ان‏ينكح) مفعول (المحصنات) بفتح الصاد علي السواد و قرأ (س) بكسرها (المؤمنات فمن ماملكت ايمانكم) عند الاضطرار (ث) (من فتياتكم) امائكم (المؤمنات )باذن مواليها (ث) روي كمالايسع الرجل ان‏يتزوج الامة و هو يستطيع ان‏يتزوج الحرة فكذلك لايسع الرجل ان‏يتمتع الامة و هو يستطيع ان‏يتزوج بالحرة (و اللّه اعلم بايمانكم بعضكم من بعض) يعني من ولد ادم او علي دين واحد فلاتستنكفوا من نكاح الاماء (فانكحوهنّ) الاماء (ث) (باذن) و الاّ فهو زنا (اهلهنّ) مواليهن (و اتوهنّ اجورهنّ بالمعروف محصنات) بفتح الصاد علي السواد و قرأ (س)

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 13 *»

بكسرها (هـ) حال (هـ) متزوجات (غير مسافحات) زانيات (و لا متخذات اخدان )في الظاهر قوله محصنات غير مسافحات و لا متخذات اخدان خبر و المعني نهي كانّه قال فليكنّ محصنات متزوجات و لايزنين و لايتخذن اخداناً (يم) (فاذا احصنّ) علي السواد و قرأ (ح) و (س) احصنّ علي صيغة المعروف (هـ) زوّجن (فان أتين بفاحشة فعليهنّ نصف ماعلي المحصنات) بفتح الصاد علي السواد و قرأ (س) بكسرها (هـ) الحرائر (من العذاب) نصف حدّ الحرة (ث) و تقتل في الثامنة (ث) (ذلك) مبتدأ (لمن) خبر (ل) (خشي العنت) المشقة (منكم) روي لاينبغي للرجل المسلم ان‏يتزوج من الاماء الاّ من خشي العنت و لايحل من الاماء الاّ واحدة (و ان تصبروا )مبتدأ (خير) خبر (لكم و اللّه غفور رحيم  25).

(يريد) او مايريد (اللّه) بتعليمكم هذه الاحكام (ليبيّن لكم و يهديكم سنن) علم النبيّين (ث) (الذين) الانبياء (ث) (من قبلكم و يتوب عليكم و اللّه عليم حكيم 26).

(و اللّه يريد ان‏يتوب عليكم) يقبلكم (يم) فتعليم اللّه سبحانه سننه توبته علي عباده و اتخاذ الخلق بسننه توبتهم الي اللّه سبحانه و تركها الميل العظيم عن اللّه سبحانه الي غيره (يم) (و يريد الذين) الخلفاء (يم)([9]) (يتّبعون الشهوات

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 14 *»

ان‏تميلوا ميلاً عظيماً  27).

(يريد اللّه ان‏يخفّف عنكم) فتعليم اللّه سبحانه خير عبده تخفيف عنه لانّ المعاصي قاصمة للظهر مهلكة ثقيلة و اتباع الشرع تخفيف (يم) (و خلق الانسان ضعيفاً  28) حال (ل) لايهتدي الي خيره و شره (يم)([10])

(ياايّها الذين امنوا) لمّاذكر حرمة عضل النساء و اخذ اموالهن ناسب بعض حكم الاموال (يم) (لاتأكلوا اموالكم) الاكل يطلق علي وجوه الانتفاعات (يم)([11])

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 15 *»

(بينكم بالباطل) منه القمار (ث) و منه الربا و الظلم و البخس و السحت و الايمان (ث) (الاّ) منقطع (ل) (ان‏تكون) الاموال (ل) (تجارة) علي النصب قراءة الكوفيين و علي الرفع قراءة الحمرة (هـ) الشراء و البيع الحلال (ق) (عن تراض منكم) فكل ماليس فيه التراضي فهو باطل (يم) (و لاتقتلوا انفسكم) ائمتكم (يم) اخوانكم (يم) باخذ اموالهم علي الباطل و تدعوهم يموتوا جوعاً (يم) منه استعمال الماء علي البرد الذي يخاف معه علي نفسه (ث) و منه قتال من لايطيقه و من غير امر الرسول (ث) من قتل النفس مخالفة اللّه و ارتكاب مناهيه (يم) عن ابن‏عباس اي لاتقتلوا اهل بيت نبيكم انّ اللّه يقول في كتابه قل تعالوا ندع الاية قال كان ابناء هذه الامة الحسن و الحسين و كان نساؤهم فاطمة و انفسهم النبي و علي8 و هو تفسير لطيف (يم)([12])(انّ اللّه كان بكم رحيماً  29) و من رحمته علّمكم الدين (يم).

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 16 *»

(و من يفعل ذلك) قتل نفسه (يم) او اكل الاموال بالباطل (يم) (عدواناً )حال (ل) تمييز (و ظلماً) حال (ل) (فسوف نصليه) نلزمه (ناراً و كان ذلك علي اللّه يسيراً  30).

(ان تجتنبوا) لمّانهي عن محرّمات ناسب ذكر فضله (يم) (كبائر ماتنهون عنه) هي التي اوجب اللّه عليها النار (ث) ولاية الاعداء ليس شي‏ء اكبر منها (يم) روي الكبائر سبع فينا انزلت و منّا استخفّت (هـ) في تفسير كنز الدقائق عن تفسير فرات بن ابرهيم بسنده عن ابي‏عبداللّه7 ماملخّصه انّ اكبر الكبائر سبع الشرك و قتل النفس و اكل اموال اليتامي و عقوق الوالدين و قذف المحصنات و الفرار من الزحف و انكار ماانزل اللّه اما الشرك فردّوا علي اللّه و رسوله مانزل فيهم و قتل النفس قتل الحسين و اصحابه و اكل اموال اليتامي ظلمهم و عقوق الوالدين عقوق محمّد و علي عليهما و الهما الصلوة و السلام و قذف المحصنات قذف فاطمة و الفرار نقض بيعة علي و انكار ماانزل اللّه انكار حقّهم ثم قال هذا ما لايتعاجم فيه احد انّ اللّه يقول ان تجتنبوا الاية انتهي تفكر فيه مع قوله حبّ علي حسنة لاتضرّ معها سيئة و فيماروي لو انّ المؤمن خرج من الدنيا و عليه مثل ذنوب اهل الارض لكان الموت كفارة لتلك الذنوب تفكر فيها و اعرف الكبائر و الصغائر (يم)([13]) (نكفّر عنكم سيئاتكم) الصغائر (ث) (و

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 17 *»

ندخلكم مدخلاً) مصدر ادخل (ل) و قرأ (ن) القارئ بالحمرة بفتح الميم (كريماً  31 )الولاية (يم).([14])

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 18 *»

(و لاتتمنّوا) نزلت في علي (ث) لمّاذكر حرمة اكل الاموال بالباطل ناسب ذلك (يم) روي فيماعلّم اميرالمؤمنين7 اصحابه في كل امرء واحد من الثلث الكبر و الطيرة و التمني و اذا تطيّر احدكم فليمض علي طيرته و ليذكر اللّه عزوجل و اذا خشي الكبر فليأكل مع عبده و خادمه و ليحلب الشاة و اذا تمني فليسأل اللّه عزوجل و ليبتهل اليه و لاتنازعه نفسه الي الاثم (مافضّل اللّه) عينه لا مثله (ث) (به بعضكم )ال‏محمد (يم)([15]) (علي بعض) سائر الناس (يم) روي ليس من نفس الاّ و قدفرض اللّه بها رزقها حلالاً يأتيها في عافية و عرض لها بالحرام في وجه اخر فان هي تناولت من الحرام قاصّها به من الحلال الذي فرض اللّه لها و عند اللّه سويهما فضل كثير (للرجال نصيب ممااكتسبوا و للنساء نصيب ممااكتسبن و سئلوا) علي السواد و قرأ (ث) و (س) و سألوا علي صيغة الماضي (اللّه من فضله) روي من لم‏يسأل اللّه من فضله افتقر (هـ) هو الذي يقسم بين الطلوعين (ث) يجوز ان‏يقول اللّهم اعطني مثله (ث) (انّ اللّه كان بكل شي‏ء عليماً  32).

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 19 *»

(و لكل) تركة (ز) احد (ل) (جعلنا) هم (ز) او هو صفة كل (ز) (موالي )من اولي الارحام (ث) (مماترك) بيان كل (ز) صفة موالي (هـ) او متعلق ممّا محذوف معناه يرثون مماترك (الوالدان) تفسير الموالي (ز) لمّاذكر حرمة اكل اموال الناس بالباطل ذكر من يستحق الاموال بعد موت صواحبها (يم) روي انماعني اللّه بذلك الائمة بهم عقد اللّه عزوجل ايمانكم و روي عني بذلك اولي‏الارحام في المواريث و لم‏يعن اولياء النعمة فاولاهم بالميت اقربهم اليه من الرحم التي تجره اليها (هـ) و هذا تفسير الموالي (هـ) احسن الوجوه لمعاني الاية لكل قوم جعلناهم موالي مماترك الوالدان و الاقربون اي سهم او نصيب مماترك ثم قال و الذين عقدت ايمانكم فاتوهم نصيبهم (يم) (و الاقربون و الذين) عطف علي الوالدان او هو مبتدأ و فاتوهم خبره او عطف علي موالي (عقدت) علي قراءة الكوفيين و قرأ القارئ بالحمرة عاقدت (ايمانكم فاتوهم نصيبهم انّ اللّه كان علي كل شي‏ء شهيداً  33).

(الرجال قوّامون) قيّمون (علي النساء) لمّاكان اصل الكلام في النساء و النكاح اراد بيان عشرة الزوجين و فضل الرجال عليهنّ (يم) (بما) مصدرية (هـ) متعلقه قوّامون (فضّل اللّه بعضهم علي بعض) روي المتعرب بعد الهجرة التارك لهذا الامر بعد معرفته (هـ) فضل الرجال علي النساء كفضل السماء علي الارض و الماء علي الارض (ث) (و بما) مصدرية (انفقوا من اموالهم فالصالحات) امر في صورة الخبر (يم) (قانتات) مطيعات لازواجهن (ث) (حافظات) تحفظ نفسها اذا غاب عنها زوجها (ق) (للغيب) غيبة ازواجهن (بماحفظ اللّه) بحفظ اللّه اياهن (ز) (و اللاّتي تخافون نشوزهنّ) ترفّعهن (فعظوهنّ و اهجروهنّ) يحوّل ظهره اليها  (ث) سبّوهن (ق) (في المضاجع و اضربوهنّ) بالسواك (ث) (فان اطعنكم فلاتبغوا عليهنّ سبيلاً انّ اللّه كان عليّاً كبيراً  34) ليس لاحد دونه علوّ و لا كبرياء.

(و ان خفتم شقاق بينهما) يحصل الشقاق بنشوزهما معاً و نشوز المرأة

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 20 *»

وحدها هو الخلعة (فابعثوا) ايها الحكّام (ث) (حكماً من اهله و حكماً من اهلها) يشترطان ان شاءا فرّقا و ان شاءا جمعا (ث) و ليس لهما ان‏يفرّقا حتي يستأمراهما (ث) (ان‏يريدا اصلاحاً يوفّق اللّه بينهما انّ اللّه كان عليماً خبيراً  35).

(و اعبدوا اللّه و لاتشركوا به) لمّاذكر انّ اللّه خلقهم من نفس واحدة و جميعهم ارحام و انساب و بني اب و امّ واحد و جرّ الكلام الي ماجرّ و انتهي عاد الي استعطاف بعضهم علي بعض و فتحه بالتوحيد فانّه خالقهم (يم) (شيئاً) بسبب الشرك بالولي (يم) (و بالوالدين) بمحمد و علي (ث) (احساناً) مصدر  (هـ) يمكن ان‏يقال لاتشركوا بهؤلاء من حيث الاحسان (يم) روي انّ النبي9 قال لعلي اخرج فناد الا من ظلم اجيراً اجرته فعليه لعنة اللّه الا من توالي غير مواليه فعليه لعنة اللّه الاّ من سبّ ابويه فعليه لعنة اللّه فنادي بذلك. اقول الاجير محمّد9 و اجرته مودة ذي‏القربي و الموالي محمّد و ال‏محمد: و الابوان محمّد و علي و سبّهما انكار مكارمهما و فضلهما هذا هو المعني الاعظم (يم) (و) احسنوا (يم) (بذي القربي )بال‏محمد (يم) (و اليتامي) المنقطعين عن امامهم (يم) (و المساكين) جهال الشيعة (يم)([16]) (و الجار ذي‏القربي) الذي قرب جواره (ص) (و الجار الجنب )

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 21 *»

البعيد (ص) كل اربعين داراً من الاطراف جار (ث) (و الصاحب بالجنب) الذي في السفر (ق) (و ابن السبيل) المستعينين في الطريق (ق) (و ماملكت ايمانكم )الاهل و الخادم (انّ اللّه لايحبّ من كان مختالاً) في مشيه بطراً (فخوراً  36).

(الذين) بدل «من» او مذموم (يبخلون) الاول المانع لحق ال‏محمد (يم) لمّاذكر الاحسان ذكر البخل من باب التضاد (يم) احد معاني البخل هنا البخل باظهار ماانزل اللّه في كتابه من العلم و فضائل ال‏محمد: و فضائل شيعتهم و امر سائر الناس ايضاً بالبخل به و القرينة علي ذلك و يكتمون مااتاهم اللّه من فضله فانه ظاهر في العلم و الكتاب و الحكمة (يم) روي ليس البخيل من ادّي الزكوة المفروضة من ماله و اعطي الباينة في قومه انما البخيل حق البخيل من لم‏يؤدّ الزكوة المفروضة من ماله و لم‏يعط البائنة في قومه و هو يبذّر فيماسوي ذلك (هـ) الباينة العطية و روي البخيل يبخل بما في يده و الشحيح يشحّ بما في ايدي الناس و علي ما في يديه حتي لايري في ايدي الناس شيئاً الاّ تمنّي ان‏يكون له بالحلّ و الحرام و لايقنع بمارزقه اللّه (يم) (و يأمرون الناس بالبخل) علي السواد و قرأ (ح) و (س) بالبخل بفتحتين (هـ) البخل ترك اداء الفريضة (ث) (و يكتمون مااتيهم) ال‏محمد (يم) (اللّه من فضله) من العلم بفضل ال‏محمد (يم) (و اعتدنا للكافرين) بعلي (يم) فسمّي اللّه البخيل كافراً (ق) (عذاباً مهيناً37).

(و الذين) عطف علي الذين او علي الكافرين (هـ) الثالث (يم) (ينفقون) ثم ذكر الانفاق بالمناسبة (يم) (اموالهم) يبثّون علمهم رياءً (يم) (رئاء) مفعول‏له (ل)

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 22 *»

حال (الناس) منه انفاق العلم رياءً فمنفق العلم رياءً و ان لم‏يبخل و لم‏يكتم مااتاه اللّه الاّ انّه انفق لغير اللّه فلا البخيل مأجور و لا المرائي و انمايحبّ اللّه الاخلاص و الانفاق (يم) (و لايؤمنون باللّه) برسول اللّه (يم) (و لا باليوم الاخر )بعلي (يم) (و من يكن الشيطان) الثاني (يم) (له قريناً) قال اللّه سبحانه و من يعش عن ذكر الرحمن نقيّض له شيطاناً فهو له قرين فلايجوز معاشرة الغافلين العاشين عن ذكر اللّه (يم) اشارة الي اية المبذّرين (يم)([17]) (فساء قريناً  38) تمييز (هـ) ساء ذلك الذي قارنه الشيطان قريناً لمن اراد مقارنته و معاشرته يعني لاينبغي معاشرة قرناء الشيطان (يم).([18])

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 23 *»

(و ماذا عليهم) اي شي‏ء عليهم او ما الذي عليهم (لو امنوا باللّه) برسول اللّه (يم) لم‏يتّبعوا الثالث (يم)([19]) (و اليوم الاخر) و علي (يم) (و انفقوا مما )

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 24 *»

منه الخمس (يم) (رزقهم اللّه) من العلم بفضائل ال‏محمد (يم) لم‏يتبعوا الاول (يم)([20]) (و كان اللّه بهم عليماً  39).

(انّ اللّه لايظلم) احداً (مثقال) زنة (ذرّة) هي النملة الحمراء الصغيرة التي لاتكاد تري او جزء من اجزاء الهباء (و ان تك) الذرة (هـ) من عمل العبد (يم) (حسنة) بالنصب علي السواد و قرأ الحرميان حسنة بالرفع (يضاعفها و يؤت من لدنه) من غير ان‏يعمل العبد و يستحق (يم) (اجراً عظيماً  40).

(فكيف) حالهم (هـ) خبر مبتدأ محذوف (اذا جئنا) لمّاذكر الاحسان الي الوالدين و ذي‏القربي و اشرفهم ال‏محمد: بل اصلهم و امر بالانفاق عليهم انتقل الي صفتهم و فضلهم (يم) (من كل) حال (امّة) نوع خلق (يم) في كل قرن من امة محمد (بشهيد) بامام شاهد (يم) (ث) روي نزلت في امة محمد خاصة في كل قرن منهم امام منا شاهد عليهم و محمد9 في كل قرن شاهد علينا (هـ) يشرح هذا المعني قوله ملة ابيكم ابرهيم هو سمّيكم المسلمين الاية (يم) (و جئنا بك علي هؤلاء )الائمة (يم) الشهداء (يم) (شهيداً  41) حال (ل) لايمكن ان‏يكون محمد9 شهيد جميع الامة الي يوم القيمة لقوله و كنت عليهم شهيداً مادمت فيهم فلمّاتوفّيتني كنت انت الرقيب عليهم فلابد في كل قرن من هذه الامة من شهيد و لولا الحاجة الي بشر حي لكان

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 25 *»

اللّه كافياً في الشهادة (يم).

(يومئذ) عامله يودّ (يودّ الذين كفروا) بعلي7 (يم) (و عصوا الرسول )في الولي (يم) غصبوا اميرالمؤمنين (ق) (لو تُسوّي) قرأ (ن) و (ر) بفتح الاول و تشديد الثاني و الثالث و (ح) و (س) بفتح الاول و تشديد الثالث فقط مع فتحه و الباقون بتبديل فتح الاول ضمة (بهم الارض) يوم السقيفة (ق) يصيرون تراباً فتسوّي بمصاحبتهم الارض من غير تمايز (و لايكتمون) و انّهم لم‏يكونوا كتموا (هـ) او هو مستأنفة (اللّه حديثاً  42) قال رسول اللّه في علي7 (ق).

(ياايّها الذين امنوا لاتقربوا الصلوة) المسجد علي وجه (يم) (و) حال (انتم) مبتدأ (ل) (سكاري) خبر (ل) بالنوم (ث) اصل السكر من سدّ مجري الماء (هـ) و روي هذا قبل ان‏تحرّم الخمر (هـ) (حتي) ان (تعلموا) الجار و المجرور مفعول لاتقربوا (ماتقولون) او المراد لاتقربوا مواضع الصلوة جنباً الاّ عبوراً و يسمي موضع الصلوة بالصلوة كما في قوله و صلوات و مساجد فعلي هذا لاتقربوا الصلوة في الاول ايضاً اي لاتقربوا المسجد و انتم سكاري و يكون المراد منه الصلوة او علي ظاهره يعني لاتدخلوا المسجد و انتم سكاري خوف ان‏تقولوا فيه مالايليق (يم) (و لا جنباً )عطف علي انتم (هـ) الجنب يستوي فيه المذكر و المؤنث و الواحد و الجمع (الاّ )مستثني (عابري سبيل) اي الاّ مسافرين (ث) و علي ان‏يكون المراد بعابري سبيل المسافر فلايحتاج الي تكلف و المعني يجوز قرب الصلوة جنباً في السفر عند عدم الماء (يم) روي الحائض و الجنب لايدخلان المسجد الاّ مجتازين و استشهد بالاية (حتي) ان (تغتسلوا) مفعول (و ان كنتم مرضي او علي سفر) منصوب اي مسافرين (او جاء) «او» في هذه الايات للاباحة (احد منكم من الغائط او لمستم) علي السواد و قرأ (ح) و (س) لمستم من الثلاثي المجرد (هـ) الجماع (ث) (النساء فلم‏تجدوا ماء) و لو بالشراء (فتيمّموا صعيداً) الموضع المرتفع (ث) ماينحدر عنه الماء (ث) هو وجه الارض (هـ) (طيّباً) لمّاذكر صلة محمد و

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 26 *»

ال‏محمد: ناسب ان‏يذكر الصلوة التي هي ظاهرها و الطهارة لها و التيمم بمناسبة الارض (يم) (فامسحوا بوجوهكم) اي بعض وجوهكم (يم)([21]) (و ايديكم انّ اللّه كان عفوّاً غفوراً  43) دلّت علي انّ التيمم حكم اجزائي عفوي (يم).

(الم‏تر) لم‏تنظر (الي الذين اوتوا نصيباً) لمّاذكر الولاية و امر الاولياء ذكر الضالّين عن الولي (يم) (من الكتاب) من القرءان (يم) (يشترون) حال (ل) (الضلالة) يضلّون في علي (ق) (و) حال (ل) (يريدون ان‏تضلّوا السبيل  44 )ان‏تخرجوا من الولاية (ق).

(و اللّه اعلم باعدائكم و كفي باللّه) اي اكتف باللّه (يم) لتأكيد الاتصال (هـ) فاعل (وليّاً) تمييز (ل) (و كفي باللّه) اكتف باللّه (يم) (نصيراً  45).

(من الذين) يتعلق بنصير (ل) (هادوا) من الذين من بيان الذين اوتوا و العامل فيه اوتوا و يحتمل ان‏يكون مستأنفاً و تأويله من الذين هادوا من يحرّفون او فريق

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 27 *»

يحرّفون (هـ) ثم مثّل و عرّض بذكر اليهود و المراد منكروا الولاية (يم)([22]) (يحرّفون )حال علي وجه (الكلم عن مواضعه و يقولون سمعنا و عصينا و اسمع )سبّ (ث) (غير) حال (ل) (مسمع) معناه كان في لغة اليهود اسمع لاسمعت (هـ) اسمع غيرمسمع اي ندعو عليك بلاسمعت بصمم او موت او اسمع غيرمجاب الي ماتدعو اليه او غير مستمع كلاماً ترضاه (ز) (و راعنا ليّاً) فتلاً (هـ) مصدر (ل) مفعول‏له (ل) (بالسنتهم و طعناً) مفعول‏له (ل) (في الدين ولو انّهم) مبتدأ (ل) (قالوا سمعنا و اطعنا و اسمع و انظرنا لكان خيراً لهم و اقوم ولكن لعنهم اللّه بكفرهم )فكفرهم هو لعنهم و طردهم عن الخلق(كذا) او كفرهم سبب لعنهم و الاول احسن (يم) (فلايؤمنون الاّ قليلاً  46) بقليل او ايماناً قليلاً او قليلاً منهم.

(ياايّها الذين اوتوا الكتاب) ثم عرّض باهل الكتاب و المراد ايمان اهل الكتاب اي القرءان و ساير الكتب بماانزل من امر الولي (يم) (امنوا بمانزّلنا) علي القائم (ث) كذا نزلت في علي نوراً بيّناً (ث) (مصدّقاً لمامعكم) اي مصدّقاً برسول اللّه (ث) (من قبل ان‏نطمس) عن الهدي (ث) نمحي اثارها (وجوهاً) و هي وجوه ثلثة من كلب من جيش سفياني (ث) (فنردّها علي ادبارها) في ضلالتها بحيث لايفلح ابداً (ث) (او نلعنهم) لعناً (ل) (كمالعنّا اصحاب السبت )اصحاب يوم عاشوراء (يم) (و كان امر اللّه مفعولاً  47).

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 28 *»

(انّ اللّه لايغفر ان‏يشرك به) بعلي (يم) لمن‏يكفر بولاية علي (ث) ادني الشرك ان‏تبتدع رأياً فتحبّ عليه و تبغض عليه (ث) (و يغفر مادون ذلك) من الكبائر و غيرها (ث) (لمن يشاء) لمن والي علياً (ث) روي المؤمن علي اي حال مات و في اي يوم مات و في اي ساعة قبض فهو صديق شهيد و لقدسمعت حبيبي رسول اللّه9 يقول لو انّ المؤمن خرج من الدنيا و عليه مثل ذنوب اهل الارض لكان الموت كفارة لتلك الذنوب (و من يشرك باللّه) بولي (يم) (فقدافتري اثماً )مصدر (عظيماً48).

(الم‏تر الي الذين يزكّون) يطهّرون (انفسهم) ثم ذكر المتلقبين بالقاب الاولياء (يم) القمي: هم الذين سمّوا انفسهم بالصديق و الفاروق و ذي‏النورين (بل اللّه يزكّي من يشاء و لايظلمون فتيلاً  49) اذا وصل فتيلاً بكلمة انظر قراءة (ص) و (و) و (ح) فتيلاًنِ و الباقون فتيلاًنُ (هـ) مفعول ثانٍ (هـ) هو ما في بطن النواة (هـ) القمي: القشرة التي تكون علي النواة (هـ) فيزكّي كل احد بقدر استعداده (يم).

(انظر كيف يفترون) الخلفاء (ق) (علي اللّه الكذب) تدلّ الاية علي انّ كل قول بغير حق افتراء علي اللّه فانّ اللّه لم‏يجعله كذا فمن قال للنواة حصاة و ان لم‏ينسب الي اللّه فقدافتري علي اللّه (يم)([23]) (و كفي به) اكتف به (اثماً مبيناً  50).

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 29 *»

(الم‏تر الي الذين اوتوا نصيباً) ثم ذكر حال اتباع اولئك المتلقبين الغاصبين لحقوق الاولياء (يم) (من الكتاب) القرءان (يم) (يؤمنون بالجبت) بالساحر (هـ) الاول (يم) فلان و فلان (ث) (و الطاغوت) الثاني (يم)([24]) و الشيطان (هـ) روي كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت يعبد من دون اللّه عزّوجلّ (و يقولون للذين كفروا) بعلي7 (يم) الائمة الضلال (ث) (هؤلاء اهدي من الذين امنوا) بعلي7 (يم) من ال‏محمد (ث) (سبيلاً  51) تمييز.

(اولئك) من اهل الكتاب و الجبت و الطاغوت و الذين كفروا (يم) (الذين لعنهم اللّه و من يلعن اللّه فلن‏تجد له نصيراً  52).

(ام) بل (لهم) ألهم (نصيب من الملك) الامامة (ث) (فاذاً) اذن كلمة معناها الجواب و الجزاء فالمعني ان كان لهم نصيب لايؤتون الناس نقيراً (لايؤتون الناس) ال‏محمد (ث) (نقيراً  53) ماعلي ظهر النواة (هـ) النقطة التي في وسط

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 30 *»

النواة (ث) الناس هو محمد و ال‏محمد: لقوله تعالي ثم افيضوا من حيث افاض الناس و لم‏يأمر اللّه الخلق باتباع بعضهم بعضاً بل باتباع محمد و ال‏محمد و روي نحن الناس و شيعتنا اشباه الناس و ساير الناس نسناس (يم).([25])

(ام) بل (يحسدون الناس) ال‏محمد: (ث) (علي مااتيهم اللّه من فضله) من رسوله (يم) النبوة في محمد و الامامة في علي (ث) (فقد اتينا ال‏ابرهيم الكتاب) النبوة (ث) (و الحكمة) الفهم (ث) فكيف يقرّونه في ال‏ابرهيم و ينكرونه في ال‏محمد (ث) روي الحجة في ال‏ابرهيم لقول اللّه فقد اتينا ال‏ابرهيم الاية

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 31 *»

و الحجة الانبياء حتي تقوم الساعة (و اتيناهم ملكاً عظيماً  54) الطاعة المفروضة (ث) من اطاعهم فقداطاع اللّه (ث).

(فمنهم) من ولد ابرهيم (ث) (من) مبتدأ مؤخر (ل) (امن به) بعلي (يم) بمااتيهم اللّه (هـ) فمنهم من امن به يعني اميرالمؤمنين و هم سلمان و ابوذر و المقداد و عمار (ث) (و منهم) الخلفاء (ث) (من صدّ عنه) عن علي (يم) (و كفي بجهنّم )اكتف بجهنم (يم) (سعيراً  55) تمييز (ل).

(انّ الذين كفروا باياتنا) ال‏محمد (ق) (سوف نصليهم) نلزمهم (ناراً كلّما) عامله بدّلناهم (ل) (نضجت جلودهم بدّلناهم جلوداً غيرها) هي هي و هي غيرها (ث) (ليذوقوا العذاب انّ اللّه كان عزيزاً) في محمد (يم) (حكيماً  56) في علي (يم).([26])

(و الذين امنوا) بالولي (يم) (و عملوا الصالحات) بالولاية و البراءة (يم)([27]) (سندخلهم جنات تجري) نعت (ل) (من تحتها الانهار خالدين) حال (ل) (فيها ابداً لهم فيها ازواج) مبتدأ مؤخر (مطهّرة و ندخلهم

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 32 *»

ظلاًّ) هو ظلّ الولي (يم)([28]) (ظليلاً  57) كنيناً.

(انّ اللّه) هذه الاية لال‏محمد: (ث) ثم خاطب الاولياء و امرهم بالقاء الامانة الي اخلافهم المعصومين و الحكم بالعدل (يم) (يأمركم) يا ال‏محمد (ث) (ان‏تؤدّوا الامانات) منها اداء العبادات (ث) الكتاب و العلم و السلاح (ث) امانات اللّه اوامره و نواهيه و امانات عباده مايأتمن بعضهم بعضاً (ث) رسم القرءان الامانات (الي اهلها) الي الامام اللاحق (ث) روي لو انّ قاتل الحسين بن علي ائتمنني علي السيف الذي قتله به لادّيته اليه (و اذا حكمتم) اذا ظهرتم (ث) (بين الناس ان‏تحكموا بالعدل) الذي في ايديكم (ث) (انّ اللّه نعمّا) قرأ (ث) و حفص نِعِمّا و قالون و ابوبكر و (و) نِعْما و الباقون نَعِمّا(هـ) نعم شيئاً شي‏ء (هـ) «ما» منصوبة موصوفة بيعظكم او مرفوعة موصولة به (ز) (يعظكم به انّ اللّه كان سميعاً) في علي (يم) (بصيراً  58) في محمد (يم).([29])

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 33 *»

(ياايها الذين امنوا) ثم خاطب الامة بوجوب طاعتهم و امتثال امرهم (يم) هذه الاية للشيعة (ث) (اطيعوا اللّه و اطيعوا الرسول و اولي الامر )ال‏محمد: (ث) الامر بالمعروف و النهي عن المنكر (ز) (منكم) عن علي7 اعرفوا اللّه باللّه و الرسول بالرسالة و اولي‏الامر بالامر بالمعروف و العدل و الاحسان (هـ) عن علي7 انما الطاعة للّه و لرسوله و لولاة الامر و انما امر اللّه بطاعة الرسول لانّه معصوم مطهر لايأمر بمعصية و انما امر بطاعة اولي‏الامر لانّهم معصومون مطهرون لايأمرون بمعصية (هـ) سئل علي7 ماادني مايكون به الرجل ضالاً فقال ان لايعرف من امر اللّه بطاعته و فرض ولايته و جعله حجة في ارضه و شاهده علي خلقه (فان تنازعتم في شي‏ء فردّوه الي اللّه) الي كتابه (ث) (و الرسول) الي سنته (ث) و اولي‏الامر منكم كذا نزلت (ث) روي كذا نزلت ان خفتم تنازعاً في امر فردوه الي اللّه و

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 34 *»

الرسول و اولي‏الامر منكم و كيف يأمرهم بطاعة ولاة الامر و يرخص في منازعتهم (هـ) ماابينه في حقّيّة الاجماع اي ان اجتمعتم علي شي‏ء فلا ردّ فان كان في الامة واحد منازع يجب الردّ (يم) (ان كنتم تؤمنون باللّه) برسول اللّه (يم) (و اليوم الاخر )و علي7 (يم) (ذلك خير و احسن تأويلاً  59) تمييز (ل) عاقبة.

(ألم‏تر الي الذين يزعمون انّهم امنوا) ثم ذكر حال المتحاكمين الراجعين الي غيرهم (يم) القمي: نزلت في الزبير بن العوام فانّه نازع رجلاً من اليهود و رضي الزبير بابن‏شيبة اليهودي و اليهودي بمحمد9 (بماانزل اليك) في علي (يم) (و ماانزل من قبلك يريدون ان‏يتحاكموا) مفعول (يم) (الي الطاغوت )الخلفاء  (يم) كل من يحكم بغير الحق (ث) فوجب ان‏يكون اولواالامر المأمور بطاعتهم غير الطاغوت فكل امير يأمر بغير ماانزل اللّه به طاغوت لايجوز طاعته فوجب طاعة اولي‏الامر المعصومين بنص الاية (يم)([30]) (و قدامروا ان‏يكفروا به و يريد الشيطان) الثاني (يم) (ان‏يضلّهم ضلالاً بعيداً  60) عن الحق (هـ) مااصرح هذه الايات في امر الولاية و اللّه يهدي من يشاء الي صراط مستقيم (يم).

(و اذا قيل لهم تعالوا الي ما) الي علي (يم) (انزل اللّه) في علي (يم)([31])

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 35 *»

(و الي الرسول رأيت المنافقين) اعداء ال‏محمد كلهم جرت فيهم هذه الاية (ق) (يصدّون عنك صدوداً  61) مصدر.

(فكيف) خبر محذوف اي فكيف صنيعهم او هو حال (اذا اصابتهم

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 36 *»

مصيبة) الخسف واللّه (ث) (بماقدّمت ايديهم ثم جاءوك يحلفون) حال (باللّه ان) جواب القسم (اردنا الاّ احساناً) مفعول به (و توفيقاً  62) هذا مماتأويله بعد تنزيله تأويله في القيمة اذا بعثهم حلفوا لرسول اللّه9 انّا مااردنا بمافعلنا من ازالة الخلافة عن موضعها الاّ احساناً و توفيقاً (يم).

(اولئك) فلان و فلان (ث) (الذين يعلم اللّه) فقدسبقت عليهم كلمة الشقاوة و سبق لهم العذاب (ث) (ما في قلوبهم) من العداوة لعلي في الدنيا (ق) (فاعرض عنهم و عظهم) في امر علي (يم) (و قل لهم في انفسهم قولاً بليغاً  63) اي بلّغهم الحجة و اخّر امرهم الي يوم القيمة (ق) اي قل لهدايتهم في شأن الخلفاء خلفاء الجور الذين هم انفس المنافقين قولاً بليغاً تعرّفهم شأنهم و كفرهم حتي تتمّ الحجة عليهم او في انفسهم اي في علي علي حسب الظاهر (يم) و معني اخر اي اظهر لهم الحق في انفسهم و كلّمهم بفطرتهم في قلوبهم و انفسهم حتي يعرفوا الحق كماقال و جحدوا بها و استيقنتها انفسهم (يم).([32])

(و ماارسلنا من) لتأكيد النفي (رسول الاّ ليطاع باذن اللّه) بامر اللّه (ق) (و لو انّهم) انّ مع اسمه و خبره في محل الرفع علي انّه فاعل فعل محذوف بعد «لو» كأنّه قال لو وقع مجيئهم (اذ ظلموا انفسهم جاءوك) يا علي (ث) كذا نزلت (ق) يمكن ان‏يقال اذ ظلموا انفسهم يعني ال‏محمد و كذا فيمامرّ و قل لهم في انفسهم اي في ال‏محمد و كذا في قوله و لو انّا كتبنا عليهم ان‏اقتلوا انفسكم الاية يعني لو اوجبنا عليهم قتال الحسين و اسر اولاده مافعلوه و الان فعلوا و اقدم عليهما جميعهم و قدحرّم عليهم فتدبر (يم) (فاستغفروا اللّه و استغفر لهم الرسول لوجدوا اللّه) عند

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 37 *»

النبي9 (يم)([33]) (توّاباً رحيماً  64).

(فلا و ربّك) ليس كمايزعمون من جواز الرجوع الي غيرك (لايؤمنون) روي لو انّ قوماً عبدوا اللّه و وحّدوه ثم قالوا لشي‏ء صنعه رسول اللّه لم صنع هكذا و كذا و لو صنع كذا و كذا خلاف الذي صنع لكانوا بذلك مشركين ثم قرأ فلا و ربّك الاية (حتي يحكّموك) يا علي (ث) (فيماشجر) فيماتعاقدوا من خلافك (ث) (بينهم) اي ماشجر بينهم ماتعاقدوا عليه لئن امات اللّه محمداً ان لايردّوا هذا الامر في بني‏هاشم (ث) (ثم لايجدوا في انفسهم حرجاً مماقضيت) من القتل او العفو (ث) يامحمد من ولايته (ث) (و يسلّموا تسليماً  65) لعلي (ث) الرضا بقضائه (ث) انّ المسلّمين هم النجباء (ث) مصدر مؤكد.

(و لو انّا كتبنا) اوجبنا (عليهم ان اقتلوا) بكسر النون علي قراءة (ص) و (و) و (ح) و علي قراءة الحمرة ضمها (هـ) (انفسكم) الخلفاء (يم) و سلّموا للامام تسليماً (ث) ثم وبّخ قوماً لايقاتلون في سبيله و عرّض ببني‏اسرائيل انا كتبنا عليهم قتل انفسهم ففعلوا و لو كتبنا علي هؤلاء مافعله الاّ قليل منهم و سرّ النظم لمّاكان الكلام في طاعة اللّه و رسوله و اولي‏الامر اراد ان‏يذكر منتهي الطاعة و توطئةً لمايأتي (يم) (او اخرجوا )بكسر الواو علي قراءة (ص) و (ح) و علي قراءة الحمرة او اخرجوا بضمها (هـ) اعلم انّ عاصم و ابوعمرو و حمزة يكسرون النون الساكنة قبل الهمزة

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 38 *»

المضمومة و كذا الدال الساكنة و التاء و التنوين و عاصم و حمزة يكسران اللام الساكنة و الواو الساكنة قبل الهمزة المضمومة و الباقون يضمّون ذلك كله (يم) و عن ابن ذكوان كسر التنوين قبل الهمزة المضمومة (يم) (من دياركم) رضاً له (ث) (مافعلوه الاّ قليل) بالرفع علي السواد و قرأ (ر) قليلاً علي النصب (هـ) بدل فاعل فعلوا (ل) (منهم و لو انّهم) اهل الخلاف (ث) (فعلوا مايوعظون) اشارة الي قوله و عظهم (يم) (به) في علي7 (ث) (لكان خيراً لهم و اشدّ تثبيتاً  66) تمييز (ل).

(و اذاً لاتيناهم من لدنّا اجراً عظيماً  67).

(و لهديناهم صراطاً) الولاية (يم) (مستقيماً  68).

(و من يطع اللّه و الرسول) في امر علي (يم)([34]) (فاولئك مع الذين انعم اللّه عليهم) هم المشار اليهم في قوله صراط الذين انعمت عليهم (يم) (من النبيين) رسول اللّه (ث) (و الصديقين) علي7 (ث) ال‏محمد: (ث) (و الشهداء) الحسن و الحسين (ث) و روي حمزة (و الصالحين) حمزة (ث) الشيعة (ث) الائمة (ق) و روي فاطمة و اولادها:([35]) (و حسن اولئك) كل الفرق

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 39 *»

من ال‏محمد:(ث) الائمة (ث) القائم (ق) (رفيقاً  69) تمييز.

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 40 *»

(ذلك) اي الكون مع هؤلاء (الفضل من اللّه و كفي باللّه عليماً  70).

(ياايها الذين امنوا) سمّوا مؤمنين باقرارهم الظاهر (ث) سمّاهم مؤمنين باقرارهم (ث) و روي ليسوا هم بمؤمنين و لا كرامة (خذوا) اي احذروا (حذركم )اسلحتكم (ث) (فانفروا ثبات) حال (هـ) جمع ثبة اي الجماعة و المراد السرايا (ث) (او انفروا جميعاً  71) المراد العسكر (ث) حال (هـ) ثم ساق الكلام الي امر القتال بمناسبة ماذكره توطئةً و تقريباً (يم).

(و انّ منكم لمن) لام ابتداء (ليبطّئنّ) لام قسم اي لمن حلف باللّه ليبطّئن اي يتأخرن عن الخروج (فان اصابتكم مصيبة قال قدانعم اللّه) الجملة مفعول (علي اذ لم‏اكن معهم شهيداً  72) لو قاله اهل السماء و الارض لكانوا مشركين (ث).

(و لئن اصابكم فضل من اللّه ليقولنّ كأن) كأنه (لم‏تكن) بالتاء علي قراءة (ث) و حفص و قرأ الباقون يكن بالياء (هـ) الجملة معترضة (هـ) اي معناه ليقولن قول من لم‏تكن (بينكم و بينه مودة ياليتني) مفعول يقولنّ (كنت معهم فافوز )منصوب لانّه جواب التمني بالفاء اي ان‏افوز (فوزاً عظيماً  73) اي اصيب غنيمة عظيمة.

(فليقاتل في سبيل اللّه) في علي (يم) روي فوق كل برّ برّ حتي يقتل الرجل في سبيل الله فاذا قتل في سبيل اللّه ليس فوقه برّ (الذين يشرون) يبيعون (الحيوة الدنيا) ولاية الاعداء (يم) (بالاخرة) بولاية علي (يم)[36] (و من يقاتل في سبيل الله) في علي (يم) (فيقتل) عطف علي يقاتل (او يغلب فسوف) جزاء (نؤتيه اجراً عظيماً  74).

(و ما) استفهام و مبتدأ (لكم) خبر (لاتقاتلون) حال (في سبيل اللّه)

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 41 *»

تحريص و تقريب من حيث طباعهم (يم) (و المستضعفين) عطف علي السبيل او اللّه (هـ) او المستضعفين منصوب علي الاختصاص فان سبيل اللّه يعمّ ابواب الخير (ز) (من الرجال) علي7 (يم) روي نحن اولئك (و النساء) فاطمة3 (يم) (و الولدان) الحسنان8 (يم)[37] (الذين يقولون ربنا اخرجنا من هذه القرية )

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 42 *»

الدنيا في زمان الهدنة (يم) (الظالم) نعت قرية (ل) (اهلها و اجعل لنا من لدنك وليّاً) يلي امرنا (يم) القائم (يم) (و اجعل لنا من لدنك نصيراً  75 )شيعتهم (يم).([38])

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 43 *»

(الذين امنوا) بعلي (يم) (يقاتلون في سبيل اللّه) فسبيل المستضعفين اي ال‏محمد سبيل اللّه (يم) (و الذين كفروا) بعلي (يم) (يقاتلون في سبيل الطاغوت) الخلفاء (يم) الذي حكّموه علي انفسهم كمامرّ  (يم) (فقاتلوا) ذلك في الرجعة ان‏شاءاللّه (يم) تحريص و تحمية لقلوبهم للقتال (يم) (اولياء الشيطان) الثاني (يم) (انّ كيد الشيطان كان ضعيفاً  76) ان كيد الثاني ضعيف لايشتبه باطن

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 44 *»

باطله علي احد (يم) عن ابي‏جعفر7 اذا سمعتم فاستعملوه لتتّسع قلوبكم فان العلم اذا كثر في قلب رجل لايحتمله قدر الشيطان عليه فاذا خاصمكم الشيطان فاقبلوا عليه بماتعرفون فان كيد الشيطان كان ضعيفاً فقيل فما الذي نعرفه قال خاصموه بماظهر لكم من قدرة اللّه عزّوجلّ.

(الم‏تر) هي منسوخة بقوله و قاتلوا في سبيل اللّه الذين يقاتلونكم (ث) (الي الذين) اصحاب الحسن (ث) (قيل لهم كفّوا) بمكة بعد الهجرة (ق) (ايديكم )اي السنتكم (ث) (و اقيموا الصلوة) حق الاعلي (يم) (و اتوا الزكوة) حق الادني (يم)([39]) روي أماترضون ان‏تقيموا الصلوة و تؤتوا الزكوة و تكفّوا و تدخلوا الجنة (فلمّا كتب) فرض (عليهم القتال) مع الحسين7 (ث) بالمدينة (ق) كتب اللّه علي الحسين و علي اهل الارض ان‏يقاتلوا معه (ث) (اذا) ظرف مكان (هـ) اذا هنا ظرف مكان بمنزلة الفاء في تعليقه الجملة بالشرط في محل النصب بيخشون (فريق)مبتدأ (ل) (منهم) نعت (ل) (يخشون) خبر (ل) (الناس كخشية اللّه) في محل النصب للمصدر (او اشدّ) عطف علي خشية اللّه (هـ) «او» هنا للابهام علي السامع او بمعني الواو (خشيةً) تمييز (و قالوا ربّنا لم كتبت علينا القتال لولا اخّرتنا الي اجل قريب) الي عصر القائم (ث) (قل متاع الدنيا قليل) فلاتبالوا بالموت (يم) (و الاخرة خير لمن اتقي و لاتظلمون) بالتاء علي السواد و قرأ (س) و (ح) و (ث) يظلمون بالتحتانية (فتيلاً 77) ما في شق النواة او ماتفتله بيدك من الوسخ ثم تلقيه.

(اين‏ما) من الظروف التي تجازي (تكونوا يدرككم الموت) ثم اراد ان‏يبين ان الموت باجل مقضي لاينجو منه الفارّ من القتال (يم) (و لو كنتم في بروج )

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 45 *»

الظلمات الثلث و هي البطن و الرحم و المشيمة (ق) في الارض او السماء (مشيّدة )المزيّنة بالشيد و هو الجصّ او المرفوعة (و ان تصبهم حسنة) صحة و سلامة و عافية (يم) و (ق) (يقولوا هذه من عند اللّه و ان تصبهم سيئة) مرض او نكبة  (يم) و (ق)([40]) (يقولوا هذه من عندك قل كلّ) من النكبة و الراحة (يم) و (ق) (من عند اللّه) قوله كلّ من عند اللّه العبرة بعموم اللفظ فلايخصّ السيئة و الحسنة  (يم)([41]) (فمالِ‏هؤلاء القوم لايكادون يفقهون حديثاً  78).

(ما) الذي (ل) (اصابك) ايها السامع (يم) (من) للتبيين (حسنة فمن اللّه و مااصابك من) للتبيين (سيئة فمن نفسك) باعمالك (ق) روي قال اللّه ابن‏ادم بمشيتي كنت انت الذي تشاء لنفسك ماتشاء و بقوتي ادّيت الي فرائضي و بنعمتي قويت علي معصيتي جعلتك سميعاً بصيراً قوياً مااصابك من حسنة فمن اللّه و مااصابك من سيئة فمن نفسك و ذاك اني اولي بحسناتك منك و انت اولي بسيئاتك مني و ذاك اني لااسأل عماافعل و هم يسألون (و ارسلناك للناس رسولاً )تأكيد (هـ) حال (هـ) (و كفي باللّه شهيداً  79) تمييز (ل) مصدر (هـ) استدلال بالتقرير (يم).([42])

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 46 *»

(من يطع الرسول) في علي (يم)([43]) (فقداطاع اللّه) ثم اعاد الكلام علي حسن اطاعة الرسول و التهديد علي تركها (يم) (و من تولّي) جوابه محذوف كأنه فليس عليك شي‏ء و قوله فما تعليل (فماارسلناك عليهم حفيظاً  80).

(و يقولون) المنافقون (ق).امرنا (ل) (طاعة) خبر محذوف او مبتدأ محذوف الخبر (فاذا برزوا من عندك بيّت) دبّرت ليلاً (طائفة) و قرأ (ح) و (و) بادغام تاء بيّت في طاء طائفة (منهم غير الذي تقول و اللّه يكتب مايبيّتون )مايبدّلون (ق) (فاعرض عنهم و توكّل علي اللّه و كفي باللّه وكيلاً  81).

(أفلايتدبّرون القرءان) ثم اراد التعليل علي ان طاعة الرسول طاعة اللّه فاثبت

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 47 *»

ان القرءان من عند اللّه و الرسول لايحكم الاّ بالكتاب فطاعته طاعة اللّه (يم) (و لو كان من عند غير اللّه لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً  82) فيه للافهام اي يفهمه كثير  (يم) اي لو كان القرءان افتري من دون اللّه و نسب الي اللّه سبحانه لكان يضربه اللّه بالاختلاف الكثير حتي يعرفه كل احد ممن له فهم الكلام لان اللّه لايصلح عمل المفسدين و يقذف بالحق علي الباطل فيدمغه و ليس معناه ان كل ماليس من عند اللّه يجب ان‏يكون فيه اختلاف فافهم ما لم‏يفهمه كثير (يم).

(و اذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا) اشاعوا (به) انّ اللّه عيّر اقواماً بالاذاعة فاياكم و الاذاعة (ث) (و لو ردّوه الي الرسول و الي اولي‏الامر منهم) الائمة (ث) (لعلمه الذين يستنبطونه) يستخرجونه (هـ) ال‏محمد و هم الذين يستنبطونه من القرءان و يعرفون الحلال و الحرام (ث) ثم بيّن ان الرسول و اولي‏الامر كلهم يستنبطون مايفتون و يقولون من القرءان فطاعتهم طاعة اللّه (يم) (منهم) للتبيين (هـ) من ال‏محمد: (ث) (و لولا فضل اللّه) محمد9 (ث) علي7 (ث) (عليكم و رحمته) ولاية الائمة (ث) علي7 (ث) النبي9 (ث) (لاتّبعتم الشيطان) الثاني (يم) (الاّ قليلاً  83) الاّ اتّباعاً قليلاً (ز) الاستثناء من قوله اذاعوا به او من الذين او من ضمير عليكم فيبقي لاتبعتم الشيطان علي عمومه او من ضمير لاتبعتم و المراد بالفضل و الرحمة الخاصة لا العامة و لذا فسّر بمحمد و علي8 فافهم (يم).

(فقاتل) ثم رجع الي ماكان فيه من امر القتال (يم) (في سبيل اللّه) في علي (يم) (لاتكلّف الاّ نفسك) علياً7 (يم) فرسالته الي علي7 و اما لسائر الناس تحريض لا تكليف (يم) كلّفه ما لم‏يكلّف به احد من خلقه كلّفه ان‏يخرج الي الناس كلهم وحده بنفسه (ث) (و حرّض المؤمنين عسي اللّه ان‏يكفّ) يمنع (بأس الذين كفروا) بعلي في الرجعة (يم) (و اللّه اشدّ بأساً) نكايةً (و اشدّ تنكيلاً  84 )النكال الشهرة بالفاضحة.

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 48 *»

(من يشفع) من دعا لاخيه المسلم بظهر الغيب استجيب له و قال له الملك و لك مثلاه (ث) (شفاعة) دلّ علي الخير (ث) (حسنة يكن له نصيب منها و من يشفع شفاعة سيئة) امر بسوء (ث) (يكن له كفل) نصيب (هـ) عدل الي لفظ الكفل لان المسي‏ء ضامن سيئته و جريرته و الكفل بمعني الحظ ايضاً (يم) (منها)الظلم الذي يظلم صاحب الشفاعة (ق) حاصله الدالّ علي الخير كفاعله و الدالّ علي الشر كفاعله (يم)([44]) (و كان اللّه علي كل شي‏ء مقيتاً  85) مقتدراً (ق) ثم ذكر امر الدالّين علي الخير بمناسبة قوله و حرّض المؤمنين و امر الدالّين علي الشرّ بمناسبة التضاد (يم).

(و اذا حيّيتم) ثم  ذكر امر التحية بمناسبة الشفاعة الحسنة فانها كلمة مطلقة و منها الدعاء للاخ المؤمن فناسبها التحية لانه شفاعة (يم) (بتحية) السلام و غيره من البرّ (ث) (فحيّوا بأحسن منها او ردّوها انّ اللّه كان علي كل شي‏ء حسيباً  86 )كافياً او حافظاً.

(اللّه) مبتدأ (ل) (لا اله) خبر اللّه (ز) مبتدأ خبره محذوف الجملة خبر اللّه  (ل) (الاّ هو) بدل من موضع لا اله (ل) (ليجمعنّكم) لام قسم (هـ) اللّه مبتدأ لااله الاّهو معترضة ليجمعنّكم خبر (ز) (الي يوم القيمة) ليجمعنكم في البرزخ حتي تجتمعوا الي يوم القيمة و ذلك كقول علي7 تخفّفوا تلحقوا فانماينتظر باولكم اخركم (يم) فيه تحذير عن مخالفة النبي9 في امره بالقتال (يم) (لاريب فيه و من

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 49 *»

اصدق من اللّه حديثاً  87) تمييز.

(فمالكم في) امر (المنافقين) صرتم (فئتين) حال (هـ) ثم عاد الي امر القتال كماكان (يم) نزلت في قوم قدموا المدينة فاظهروا الاسلام و رجعوا الي مكة فاظهروا الشرك فاختلف المسلمون في غزاهم (ث) (و اللّه أركسهم) ردّهم الي الكفر (بماكسبوا أتريدون ان‏تهدوا) الي امام (يم) (من اضلّ اللّه) عن الامام  (يم) (و من يضلل اللّه فلن‏تجد له سبيلاً  88) اماماً (يم).([45])

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 50 *»

(ودّوا) تمنّوا (هـ) شياطين الانس (ث) (لو تكفرون) بالولي (يم). كفراً (ل) (كماكفروا فتكونون سواءً فلاتتخذوا منهم اولياء حتي يهاجروا) عن الباطل (يم) (في سبيل اللّه) في علي (يم) (فان تولّوا فخذوهم و اقتلوهم حيث وجدتموهم و لاتتخذوا منهم وليّاً) اماماً (يم) (و لا نصيراً  89 )و اخاً (يم).([46])

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 51 *»

(الاّ الذين) منصوب استثناء (ل) (يصلون) ينتهون (ص) (الي قوم بينكم و بينهم ميثاق) موادعة (او جاءوكم) قد (حصرت) ضاقت (ث) حال (صدورهم ان‏يقاتلوكم) مفعول‏له (ل) من قتالكم (او يقاتلوا قومهم) و قتال قومهم (و لو شاء اللّه لسلّطهم عليكم فلقاتلوكم فان اعتزلوكم) كان رسول اللّه9 لايقاتل احداً اعتزله و تنحّي عنه حتي نزلت عليه سورة براءة فامر بعدها بقتل المشركين من اعتزله و من لم‏يعتزله الاّ من عاهده (ث) (فلم‏يقاتلوكم و القوا اليكم السلم) الصلح (فماجعل اللّه عليهم سبيلاً  90).

(ستجدون اخرين يريدون ان‏يأمنوكم و يأمنوا قومهم) نزلت في عيينة بن الحصين الفزاري وادع رسول‏اللّه و كان منافقاً و قدسمّاه رسول‏اللّه الاحمق المطاع (ث) (كلما ردّوا) دعوا (الي الفتنة اركسوا فيها) ردّوا (هـ) اي نكسوا كما في المعيار (فان لم‏يعتزلوكم و) لم (يلقوا اليكم السلم و) لم (يكفّوا ايديهم

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 52 *»

فخذوهم و اقتلوهم حيث ثقفتموهم) وجدتموهم (و اولئكم جعلنا لكم عليهم سلطاناً مبيناً  91).

(و ماكان لمؤمن ان‏يقتل) اسم كان (ل) متعمداً (مؤمناً الاّ) منقطع (خطأً) و لا خطأ (ق) فمن قتل مؤمناً متعمداً ليس بمؤمن (و من قتل مؤمناً خطأً )الخطأ من اعتمد شيئاً و اصاب غيره (ث) انما الخطأ ان‏يريد الشي‏ء فيصيب غيره (ث) لمّاذكر قتال اولياء الشيطان و المنافقين ناسب ذكر قتل النفس و ديتها (يم) (فتحرير )مبتدأ (رقبة مؤمنة) اي مقرّة (ث) هي اذا عقلت (ث) علي الفطرة (ث) (و دية مسلّمة الي اهله) كفارته (الاّ ان‏يصّدّقوا) حال (هـ) اي يتصدق الاولياء (ث) (فان كان من) جملة (قوم عدو لكم و هو) في نفسه (مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة )فيمابينه و بين اللّه (ث) فقط (هـ) و لا دية لذلك فان الدية ارث و الكفار لايرثون المسلمين (و ان كان من قوم بينكم و بينهم ميثاق فدية مسلّمة الي اهله) تلزم عاقلة القاتل (و تحرير رقبة مؤمنة) تلزم القاتل (فمن لم‏يجد فصيام شهرين متتابعين توبةً) مفعول‏له او مصدر (من اللّه) ان كان قتله لايمانه فلا توبة له و ان كان لغضب او لشي‏ء من اشياء الدنيا فان توبته ان‏يقاد منه (ث) (و كان اللّه عليماً حكيماً  92).

(و من يقتل مؤمناً متعمداً) علي دينه (ث) (فجزاؤه جهنم خالداً فيها )ان جازاه (ث) فكيف اذا اضله و قتل روحه (يم)([47]) (و غضب اللّه عليه و لعنه )

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 53 *»

و لايلعن اللّه مؤمناً قال انّ اللّه لعن الكافرين  (ث) روي انزل في بيان القاتل و من يقتل الاية و لايلعن اللّه مؤمناً قال اللّه عزّوجلّ انّ اللّه لعن الكافرين و اعدّ لهم سعيراً خالدين فيها الاية (و اعدّ له عذاباً عظيماً  93).

(ياايها الذين امنوا اذا ضربتم) سرتم (في سبيل‏اللّه فتبيّنوا) علي السواد و قرأ (ح) و (س) فتثبّتوا بالثاء و التاء (هـ) تميّزوا (و لاتقولوا لمن القي اليكم السلام) علي السواد و قرأ (ر) و (ح) السلم متحركتين (هـ) حيّاكم بتحية الاسلام (لست مؤمناً تبتغون) حال (عرض الحيوة الدنيا فعند اللّه مغانم كثيرة كذلك) خبر كنتم (كنتم من قبل فمنّ اللّه عليكم فتبيّنوا) اعاده تأكيداً (انّ اللّه كان بماتعملون خبيراً  94).

(لايستوي القاعدون من المؤمنين) ثم اراد ان‏يبين فضل المجاهدين علي القاعدين بمناسبة امر القتال و الجهاد (يم) (غير) مرفوعاً علي السواد و قرأ (ن) و (ر) و (س) منصوباً (هـ) غير علي الرفع نعت القاعدون و علي النصب استثناء من القاعدين او المؤمنين او حال من القاعدين (ل) (اولي الضرر و المجاهدون في سبيل‏اللّه )في علي7 (يم) (باموالهم و انفسهم فضّل اللّه المجاهدين باموالهم و انفسهم علي القاعدين درجة) تمييز (يم) اسم وضع موضع المصدر اي تفضيلاً بدرجة او تمييز و هو اصوب (و كلاًّ) مفعول وعد (وعد اللّه الحسني) مفعول ثان (و

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 54 *»

فضّل اللّه المجاهدين علي القاعدين) و آجرهم (ل) (اجراً عظيماً  95).

(درجات) بدل اجراً (منه و مغفرة و رحمة و كان اللّه غفوراً رحيماً  96).

(انّ الذين) نزلت فيمن اعتزل اميرالمؤمنين و لم‏يقاتل معه (ق) (توفّيهم )ماض او مستقبل (الملئكة) هم اعوان ملك الموت فعلهم فعله و فعله فعل اللّه (ث) (ظالمي) حال (انفسهم قالوا) صفة ظالمي (فيم) خبر كنتم (كنتم قالوا )صفة ظالمي (كنّا مستضعفين) نزلت في الذين لم‏يقاتلوا مع علي7 (ق) لمّاذكر امر القاعدين المتشبهين بالمستضعفين و قال سابقاً مالكم لاتقاتلون في سبيل اللّه و المستضعفين ناسب ان‏يذكر المستضعفين و من يعذر منهم و من لايعذر (يم) (في الارض) لم‏نعلم مع من الحق (ق) روي الارض مسيرة اربعمائة منها خراب و مائة منها عمران فعلي هذا الحديث خمس الارض عمران (يم) (قالوا ألم‏تكن ارض اللّه) اي دين اللّه و كتاب اللّه (ق) (واسعة فتهاجروا فيها) فتنظروا فيها (ق) (فاولئك )خبر ان (مأويهم جهنم و ساءت مصيراً  97).

(الاّ المستضعفين) مستثني من الذين (ل) المستضعفون هم الصبيان و من كان من الرجال و النساء عقولهم مثل عقول الصبيان مرفوع عنهم القلم (ث) و روي من عرف اختلاف الناس فليس بمستضعف و روي من لم‏يكن من اهل القبلة ناصباً فهو مستضعف (هـ) و روي في حدّ المستضعف من لايحسن سورة من سور القرءان و قدخلقه اللّه خلقة ماينبغي لاحد ان لايحسن (هـ) و روي هم البلهاء و الخادم لايدري الاّ ماقلت له و الجليب الذي لايدري الاّ ماقلت له و الكبير الفاني و الصبي و الصغير (هـ) روي هم الاخذون باغصان الشجرة (هـ) اي الفروع و لايعرفون الاصول كمايظهر من خبر اخر (يم)([48]) (من الرجال و النساء و الولدان لايستطيعون) حال (حيلة) الي

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 55 *»

الكفر (ق) الي النصب فينصبون (ث) (و لايهتدون سبيلاً  98) الي الايمان (ق) الي الحق (ث).

(فاولئك) اولئك يدخلون الجنة بالحسنات و اجتناب المحارم و لاينالون منازل الابرار (ث) (عسي اللّه ان‏يغفر عنهم و كان اللّه عفوّاً غفوراً  99).

(و من يهاجر) ثم ذكر صفة المهاجرين بمناسبة توبيخ الظالمين علي ترك الهجرة (يم) (في سبيل اللّه) في علي (يم) (يجد في الارض) في القرءان  (يم)([49])(مراغماً) متحولاً (هـ) من فرّ بدينه من ارض الي ارض و لو كان شبراً

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 56 *»

من الارض استوجب الجنة (ث) المراغم المضطرب في البلاد و المذهب (كثيراً)من العلم (يم) يجد خيراً كثيراً اذا جاهد مع الامام (ق) )و سعةً) في الرزق (و من يخرج من بيته مهاجراً) حال (ل) (الي اللّه و رسوله) في طلب الامام اللاحق بعد موت السابق حاصل الخبر (يم)([50]) (ثم يدركه الموت فقدوقع اجره علي اللّه و

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 57 *»

كان اللّه غفوراً رحيماً 100).

(و اذا ضربتم في الارض فليس عليكم جناح) في (ل) (ان‏تقصروا من الصلوة) اي من الركعتين تنقص منها واحدة (ث) لمّاذكر الضرب في الارض و الهجرة ناسب صلوة المسافر و صلوة الخوف (يم) (ان خفتم ان‏يفتنكم) يقتلكم او يتعرضكم بماتكرهون (ز) (الذين كفروا انّ الكافرين كانوا لكم عدواً) مصدر اي ذوي  عداوة (ل) (مبيناً  101).

(و اذا كنت فيهم) في الضاربين في الارض (فاقمت لهم الصلوة فلتقم )الاصل في هذه اللامات الكسر و سكنت تخفيفاً (طائفة منهم معك) و سائرهم في وجه العدو (و ليأخذوا اسلحتهم فاذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة اخري لم‏يصلّوا) لوحظ فيه معني الطائفة (فليصلّوا معك و ليأخذوا حذرهم و اسلحتهم) يقوم فرقة خلف الامام و فرقة بازاء العدو فيصلّي الامام بهم

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 58 *»

ركعة و يستمر قائماً حتي يصلّي من خلفه ركعة فيسلّمون ثم يخرجون و يقومون بازاء العدو و يجي‏ء اصحابهم فيقومون خلف الامام و يكبّر و يكبّرون و يصلّون معه ركعة فيسلّم عليهم ثم يقومون فيصلّون ركعة اخري و يسلّمون (يم)([51]) (ودّ) تمني (الذين كفروا) بعلي (يم) (لوتغفلون عن اسلحتكم) عن براهينكم القاطعة (يم)([52])(و امتعتكم فيميلون) يحملون )عليكم ميلةً) حملة (واحدةً و لاجناح

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 59 *»

عليكم ان كان بكم اذي من مطر او كنتم مرضي) في (ان تضعوا اسلحتكم و خذوا حذركم انّ اللّه اعدّ للكافرين) بعلي (يم) (عذاباً مهيناً  102).

(فاذا قضيتم الصلوة فاذكروا اللّه قياماً) حال (ل) الصحيح (ق) (و قعوداً) العليل (ق) (و علي جنوبكم) الذي لايقدر علي القعود (ق) عطف علي قعوداً و حال (فاذا اطمأننتم) سكنتم (فاقيموا الصلوة انّ الصلوة كانت علي المؤمنين كتاباً) واجبة (موقوتاً  103) ثابتاً (ث) مفروضاً (ث) مفروضة.

(و لاتهنوا) لاتضعفوا (في ابتغاء) طلب (القوم) ثم رجع الي التحريض علي امر القتال كماكان فيه (هـ) كان الامر بخروج المجروحين بعد الرجوع من احد (ق) هذه الاية معطوفة علي قوله في سورة ال‏عمران ان يمسسكم قرح فقد مسّ القوم قرح مثله (يم) (ان‏تكونوا تألمون) من الجراح (فانهم يألمون كماتألمون و ترجون من اللّه ما لايرجون و كان اللّه عليماً حكيماً  104).

(انّا انزلنا اليك الكتاب) ثم عاد الي ماكان فيه من حكم النبي بالكتاب (يم) (بالحق) حال (ل) (لتحكم بين الناس بمااريك) و كان الرأي من رسول‏اللّه9صواباً و من دونه خطأً (ث) و هي جارية في الاوصياء (ث) (اللّه) في الكتاب (يم) (و لاتكن) ايها السامع (يم) (للخائنين خصيماً  105) تخاصم عنهم غيرهم (يم) فلايجوز المحاجّة عن دين منافق علي مؤمن (يم) او معناه لاتخاصم الخائنين و اللام لتقدم المفعول و ما في المتن انسب بمابعده (يم) روي من بالغ في الخصومة اثم و من قصر فيها ظلم و لايستطيع ان‏يتقي اللّه من خاصم([53]) (و استغفر اللّه انّ اللّه كان غفوراً رحيماً  106).

(و لاتجادل) من باب اياك اعني و اسمعي ياجارة (هـ) ثم ذكر امر المنافقين

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 60 *»

بمناسبة القاعدين عن القتال و غير الراضين بحكم النبي و اولي‏الامر (يم) (عن الذين يختانون) يخونون (انفسهم) ائمتهم (يم) و كذا تشهد هذه الاية علي عدم جواز المجادلة عن دين المبطل مع مؤمن (يم)([54]) (انّ اللّه لايحبّ من كان خوّاناً) كثير الخيانة (اثيماً  107) فلايجوز المجادلة عمن لايحبه اللّه مطلقاً او ان المجادل عن الخائن خوّان اثيم و لايحبه اللّه (يم).

(يستخفون) يستحيون (من الناس و لايستخفون من اللّه و هو) حال او استيناف (معهم) بلانهاية لايخلو منه مكان و لايشغله مكان (يم)([55]) (اذ يبيّتون)يدبّرون بالليل (يم) يعني فلاناً و فلاناً و اباعبيدة بن الجراح  (ث) (مالايرضي من القول) من الفعل (ق) من تغيير الدين و الكتاب (ث) اعلم ان تفسير القمي ليس بعيداً

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 61 *»

عن الصواب فان العرب قديسمي الفعل قولاً كماروي في احاديث طهارة الغدران في دفع الماء قل بيدك هكذا اي ادفع الماء ليصفو فعلي هذا يمكن ان‏يكون القول بمعني الفعل فقوله يبيّتون مالايرضي من القول اي مالايرضي من الفعل و القرينة و كان اللّه بمايعملون محيطاً فعلي ذلك يمكن ان‏يكون حكاية القول في كثير من المواضع حكاية عن الفعل كماهو شايع في اللغات جميعاً (يم) (و كان اللّه بمايعملون محيطاً108).

(ها انتم) مبتدأ (هؤلاء) اي الذين و هو خبر (جادلتم عنهم في الحيوة الدنيا فمن) مبتدأ (ل) (يجادل) خبر (ل) (عنهم يوم القيمة ام من يكون عليهم وكيلاً 109) قائماً بامرهم.

(و من يعمل سوء) قبيحاً (هـ) اخذ باغصان الاعداء (يم) روي ماكان اللّه ليفتح باب التوبة و يغلق باب المغفرة و هو يقول و من يعمل سوء الاية (او يظلم نفسه)امامه (يم) (ثم يستغفر اللّه) يعتذر عند امامه (يم) ثم قرّب المسيئين و وعدهم و ادناهم (يم) (يجد اللّه غفوراً رحيماً  110) من اعطي الاستغفار لم‏يحرم المغفرة (ث).([56])

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 63 *»

(و من يكسب) من الشيعة (يم) (اثماً فانمايكسبه علي نفسه) علي امامه (يم) (و كان اللّه عليماً حكيماً  111).([57])

(و من يكسب خطيئة) ثم رجع الي احوال المنافقين (يم) (او اثماً) كان

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 64 *»

الخطيئة في الفعل و الاثم في القول (ثم يرم به) بواحد منهما او بتكسبه (بريئاً )اعلم انه من رمي البري‏ء ادعاء التشيع فان الامام بري‏ء من اثمه (يم) (فقداحتمل بهتاناً) كذباً (هـ) البهتان ان‏تقول في اخيك ماليس فيه (ث) (و اثماً) ذنباً (مبيناً  112) ظاهراً.

(و لولا فضل اللّه عليك و رحمته لهمّت) لاضمرت (طائفة منهم ان‏يضلوك و مايضلون الاّ انفسهم) ان‏يضلوك اي يزيلوك عن الحق او يهلكوك من قوله ضللنا في الارض و كذا مايضلون (و مايضرّونك من شي‏ء و انزل اللّه عليك الكتاب) النبوة (يم) (و الحكمة) الفهم (يم)([58]) (و علّمك مالم‏تكن تعلم و كان فضل‏اللّه عليك عظيماً  113).

(لا خير في كثير من نجويهم) اسرارهم بينهم (هـ) و فسر في الخبر بالقيل و القال (الاّ من امر) في نجوي من امر او هو استثناء منقطع (هـ) ان كان الاستثناء منقطعاً فمعناه لكن من امر ففي نجواه خير (بصدقة او معروف) قرض (ث) روي ان اللّه فرض التحمل في القرءان قيل و ما التحمل جعلت فداك قال ان‏يكون وجهك اعرض عن وجه اخيك فتحمل له و قرأ الاية (او اصلاح بين الناس) روي الكلام ثلثة صدق و كذب و اصلاح بين الناس قيل و ما الاصلاح بين الناس قال تسمع من الرجل كلاماً يبلغه فيخبث نفسه فتلقاه فتقول انّ فلاناً قال فيك كذا و كذا خلاف ماسمعت منه  (هـ) و روي ثلثة يحسن فيهن الكذب المكيدة في الحرب و عدتك زوجتك و الاصلاح بين الناس (و من يفعل ذلك) الامر بالصدقة و المعروف و الاصلاح (يم) (ابتغاء )مفعول‏له (ل) (مرضات اللّه فسوف نؤتيه) بالنون علي السواد و قرأ

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 65 *»

(ح) و (و) يؤتيه بالياء (اجراً عظيماً  114).

(و من يشاقق الرسول من بعد ماتبيّن له الهدي) ولاية علي (يم)([59])(و يتّبع غير سبيل) امام (يم) (المؤمنين) فلايجوز التفريق عن الجماعة و اهل الحق (يم)([60]) (نولّه) نكله (ماتولّي) الي ماقرب منه (هـ) او معناه نكله الي ماتولاه و تصدي له من العمل (يم)([61]) (و نصله) نلزمه (جهنم و ساءت مصيراً  115 )

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 66 *»

تمييز (ل).

(انّ اللّه لايغفر ان‏يشرك به) بعلي7 (يم)([62]) (و يغفر مادون ذلك) ثم عاد الي تقريب العاصين من الموحدين (يم) (لمن يشاء) للشيعة (ث) (و من يشرك باللّه) بولي (يم) (فقدضلّ ضلالاً بعيداً  116).

(ان) ما (يدعون من دونه) من دون علي7 (يم) ان يدعون باميرالمؤمنين

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 67 *»

احداً من دون علي الاّ اناثاً اي منكوحاً (ث) (الاّ اناثاً) القمي: الملائكة قالوا بنات اللّه (هـ) ذكر حال الاوثان بمناسبة احوال المشركين (يم) (و ان يدعون الاّ شيطاناً )الثاني (يم) القمي: كانوا يعبدون الجن (مريداً  117) خارجاً عن الطاعة.

(لعنه) صفة شيطاناً (هـ) طرده (اللّه و قال لاتّخذنّ) لام يمين (من عبادك) ياعلي (يم)([63]) (نصيباً) حظّاً (مفروضاً  118) محدوداً.

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 68 *»

(و لاضلّنّهم) جواب قسم محذوف (هـ) روي من بني‏ادم تسعه‏وتسعون في النار و واحد في الجنة و روي من كل الف واحد للّه و سائرهم للنار (و لامنّينّهم )ازيّن لهم الامنية اي ظنّ طول البقاء (هـ) الموكل بها خنّاس (ث) (و لامرنّهم )رؤساءهم (يم) (فليبتّكنّ) جواب شرط محذوف بقرينة لامرنهم اي فان امرتهم (هـ) ليقطعنّ من اصلها (ث) (اذان الانعام) رعاياهم (يم) ليقطعنّ اذان الرعايا حتي لايقبلوا الحق و ذلك في العرف معروف يقال قطع اذنه اذا مكر به و خدعه  (يم)([64]) (و

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 69 *»

لامرنّهم فليغيّرنّ خلق اللّه) دين اللّه و امره (ث) (و من يتخذ الشيطان) الثاني لانه شرك شيطان (يم) (وليّاً) بعد رسول‏اللّه9 (يم) (من دون اللّه) ولي اللّه (يم)([65]) (فقدخسر خسراناً مبيناً  119).

(يعدهم) الخناس (ث) (و يمنّيهم) يوهم لهم طول البقاء و تمني الباطل (هـ) حاصل رواية ان اللّه اعان ادم علي ابليس بخمس خصال السيئة بالسيئة و الحسنة بعشر الي سبعمائة و لايولد له ولد الاّ جعلت معه ملكان يحفظانه و التوبة معروضة في الجسد مادام فيه الروح و يغفر الذنوب و لايبالي و قوّي الشيطان بانه لايولد لادم ولد الاّ ولد له ولد و يجري منه مجري الدم و يتخذ هو و ذريتهم في صدورهم مساكن و يعدهم و يمنّيهم و مايعدهم الشيطان الاّ غروراً (و مايعدهم الشيطان) الثاني  (يم) (الاّ غروراً120) ايهام النفع.

(اولئك مأويهم) مستقرهم (جهنم و لايجدون عنها محيصاً  121) مهرباً.

(و الذين امنوا) بالولي (يم) ذكر حال المؤمنين بمناسبة التضاد (يم) (و عملوا الصالحات) بالولاية و البراءة (يم) (سندخلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ابداً وعد اللّه) مصدر (حقاً) مصدر (و من) انكار (اصدق) و قديكون الصدق في الفعل (من اللّه قيلاً  122) قولاً (هـ) تمييز.

(ليس) الامر (بامانيّكم) الخطاب مخصوص باهل التوحيد لا الشيعة (يم)([66])(و لا اماني) جمع امنية هي تقرير الامر في النفس علي جهة

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 70 *»

الاستمتاع به (اهل الكتاب) ان لاتعذبون باعمالكم (ق) (من) مبتدأ (يعمل سوء) ثم حكم حكماً كلياً بين الفريقين (يم) (يجز به) خبر (هـ) روي اماتبتلون في اموالكم و في انفسكم و ذراريكم قالوا بلي قال هذا ممايكتب اللّه لكم به الحسنات و يمحو به السيئات (و لايجد) عطف علي يجز به (له من دون اللّه) ولي (يم) (وليّاً) اماماً  (يم) (و لا نصيراً  123).

(و من يعمل من) زائدة او لتبيين الجنس و هو احسن (الصالحات) تولّي و تبرأ (يم) (من ذكر او انثي و هو) حال (هـ) افرد للفظ من (مؤمن) بالولي (يم) (فاولئك) جمع للمعني (يدخلون) علي المعروف في قراءة السواد و المجهول في قراءة (ث) و (و) (الجنة و لايظلمون نقيراً  124) نكتة علي ظهر النواة.

(و من احسن ديناً) تمييز (ممن اسلم وجهه للّه) لولي اللّه (يم) (و هو) حال (محسن) روي الاحسان ان‏تعبد اللّه كأنّك تراه فان لم‏تكن تراه فانه يراك (و اتبع ملّة ابرهيم) لم‏يتخذ اماماً ظالماً لنفسه (يم)([67]) (حنيفاً) مستقيماً (هـ) حال

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 71 *»

من ابرهيم (هـ) عندي انه حال من ضمير اتبع (يم) الحنيفية العشرة التي جاء بها ابرهيم التي لم‏تنسخ الي يوم القيمة (ق) (و اتخذ اللّه ابرهيم) لكثرة صلوته علي محمد و اله (ث) (خليلاً  125) مفعول ثان (هـ) محباً (هـ) قائماً باموره (ث) فقيراً اليه منقطعاً (ث) روي اتخذه اللّه خليلاً لكثرة سجوده علي الارض و روي لانه لم‏يرد غير اللّه و روي لكثرة صلوته علي محمد و اله و روي لاطعام الطعام و الصلوة بالليل و الناس نيام (ث) قدتخلل معانيه و وقف علي اسرار لم‏يقف عليها غيره كان معناه العالم به و باموره (ث).

(و للّه) لولي اللّه (يم) (ما في السموات و ما في الارض و كان اللّه) ولي (يم) (بكل شي‏ء محيطاً  126).

(و يستفتونك في النساء) مالهن من الميراث (ث) (قل اللّه يفتيكم فيهنّ و ما) عطف علي ضمير فيهن (هـ) او عطف علي اللّه او ضميره في الفعل بعده (ز) مبتدأ او قسم (ز) (يتلي عليكم في الكتاب) خبر (ز) (في يتامي النساء) في النساء اليتامي (هـ) ان اهل الجاهلية كانوا لايورثون الصبي الصغير و لاالجارية من ميراث ابائهم شيئاً و كانوا لايعطون الميراث الاّ لمن يقاتل (ق) القمي: انهم كانوا لايستحلون ان‏يتزوجوا يتيمة قد ربّوها فسألوا النبي9 عن ذلك فانزل اللّه يستفتونك في النساء الي قوله مثني و ثلث و رباع فان خفتم ان لاتعدلوا فواحدة او ماملكت ايمانكم (هـ) و قدمضت نصف الاية في صدر السورة و قوله فانكحوا ماطاب بعد قوله و ترغبون ان‏تنكحوهن (اللاتي لاتؤتونهنّ ماكتب لهنّ) من الميراث (ث) (و ترغبون )عن او في (ان تنكحوهنّ و المستضعفين) عطف علي يتامي (ز) و يفتيكم في المستضعفين (من الولدان و ان‏تقوموا) عطف علي يتامي (ز) عطف علي المستضعفين (لليتامي بالقسط و ماتفعلوا من خير فانّ اللّه كان به عليماً  127 )علي ماذكر القمي في تأليفه تقديم و تأخير و محل الاية اول السورة.

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 72 *»

(و ان) خافت (امرأة) مبتدأ و فاعل خافت محذوف (ل) (خافت) ظنّت (من بعلها نشوزاً) ترفّعاً (او اعراضاً فلاجناح) لا حرج (عليهما) في (ل) (ان يصلحا) علي قراءة الكوفيين و علي الحمرة يصّالحا بتبديل ضمة الياء فتحة و تشديد الصاد بعدها الف و تبديل كسرة اللام فتحة (بينهما صلحاً) مصدر (ل) (و الصلح )عام (يم) (خير) من طلب الفرقة (هـ) ان ترك المرأة بعض حقها تستعطفه بذلك فالصلح بترك بعض الحق خير من طلب الفرقة بعد الالفة اذا كانت بطيبة من نفسها حاصل الاخبار (و احضرت الانفس) فمنها مااختارته و منها ما لم‏تختره (ق) (الشحّ )افراط البخل مع الحرص (و ان‏تحسنوا و تتقوا فانّ اللّه كان بماتعملون خبيراً128).

(و لن‏تستطيعوا ان‏تعدلوا) التسوية في كل الامور (ث) في المودة (ث) (بين النساء و لو حرصتم فلاتميلوا كل الميل فتذروها كالمعلّقة) كالايّم (و ان‏تصلحوا و تتقوا فانّ اللّه كان غفوراً رحيماً  129).

(و ان‏يتفرقا يغن اللّه كلاً من سعته و كان اللّه واسعاً عليماً  130).

(و للّه) لولي اللّه (يم) (ما في السموات و ما في الارض) تكرار قوله و لله ما في السموات و ما في الارض ثلث مرات هنا لاجل ان الاول معطوف علي قوله و كان اللّه واسعاً حكيماً فالاول دليل علي انه مالك الملك يغني من يشاء من سعته و قوله و لقدوصينا اول الكلام و قوله الثاني لبيان الغني و عدم حاجته الي ايمان و عدم تضرره بكفر و الثالث توطئة لقوله ان يشأ يذهبكم فلا تكرار فتدبر (يم) (و لقدوصّينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم و اياكم) عطف علي الذين (ز) (ان) مفسرة او بان (اتقوا اللّه) ولي (يم) هي جماع كل عبادة صالحة (ث) لان فيه صلاح الكل (يم) (و ان تكفروا) بولي اللّه (يم) فلاضير (يم) (فانّ) علة الجزاء (يم) (للّه) لولي اللّه  (يم) (ما في السموات و ما في الارض و كان اللّه) ولي (يم) (غنياً حميداً  131).

(و للّه) لولي اللّه (يم) (ما في السموات و ما في الارض و كفي باللّه )

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 73 *»

بولي اللّه (يم) (وكيلاً  132) يوكّل اللّه امر السموات و الارض و هو المالك لما ملّكهم (يم).([68])

(ان يشأ يذهبكم ايها الناس و يأت باخرين) ضرب النبي يده علي ظهر سلمان فقال قوم هذا يعني عجم الفرس (ث) (و كان اللّه علي ذلك قديراً  133).

(من كان يريد ثواب الدنيا فعند اللّه ثواب الدنيا و الاخرة) سمّيت الدنيا بالدنيا لانها ادني من كل شي‏ء و سمّيت الاخرة اخرة لانها متأخرة تجي‏ء من بعد الدنيا (هـ) روي من كانت الاخرة همّه كفاه اللّه همّه من الدنيا و من اصلح سريرته اصلح اللّه علانيته و من اصلح فيمابينه و بين اللّه اصلح اللّه فيمابينه و بين الناس (و كان اللّه سميعاً بصيراً  134).

(ياايها الذين امنوا) ثم بعد ماامر و نهي قرّبهم الخطاب و امرهم بالقيام

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 74 *»

بالخدمة كما امر (يم) (كونوا قوّامين بالقسط) باتباع ال‏محمد (يم)([69])(شهداء) حال او خبر بعد خبر او صفة لقوّامين (للّه) الاّ ان‏تخاف علي اخيك ضيراً (ث) (ولو علي انفسكم) اخوانكم (يم) (او الوالدين و الاقربين ان يكن)المشهود عليه او له (غنياً او فقيراً فاللّه اولي بهما) بغني الغني و فقر الفقير (فلاتتبعوا الهوي ان) لان (تعدلوا و ان تلووا) علي السواد و قرأ (ر) و (ح) تلوا بفتح التاء و ضم اللام (هـ) تميلوا في اداء الشهادة و تبدّلوها (ث) (او تعرضوا) او تكتموها (ث) عن الحق  (ث) و في رواية تعرضوا عماامرتم به (فانّ اللّه بماتعملون خبيراً  135).

(ياايها الذين امنوا) في الظاهر (يم) (امنوا) صدّقوا (ق) (باللّه و رسوله و الكتاب الذي نزّل) علي قراءة الكوفيين و في قراءة الحمرة علي صيغة المجهول (علي رسوله و الكتاب الذي انزل) علي قراءة الكوفيين و في قراءة الحمرة انزل علي صيغة المجهول (من قبل) في امر علي حتي لايخفي (يم) (و من يكفر باللّه) بولي اللّه (يم) (و ملئكته) و شيعته (يم) (و كتبه) و اوامره و نواهيه (يم) (و رسله) علماء شيعته الذين يرسلهم الي الاطراف (يم) (و اليوم الاخر) الرجعة (يم) (فقدضلّ ضلالاً بعيداً  136).([70])

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 77 *»

(انّ الذين) نزلت في فلان و فلان (ث) (امنوا) بمحمد (ث) (ثم كفروا) حين عرض الولاية (ث) لمّا كتبوا الكتاب ان لايردّوا الامر في اهل‏بيته ابداً (ق) (ثم امنوا) بالبيعة لعلي7 (ث) (ثم كفروا) حين مضي رسول‏اللّه9 (ث) (ثم ازدادوا كفراً) باخذهم من بايعه الي بيعتهم فهؤلاء لم‏يبق فيهم من الايمان شي‏ء (ث) روي في تفسير قوله انّ الذين امنوا الاية من زعم ان الخمر حرام ثم شربها و من زعم ان الزنا حرام ثم زني و من زعم ان الزكوة حق فلم‏يؤدّها (هـ) لايخفي ان الشريب هو الاول و ولدالزنا هو الثاني و مانع الزكوة هو الثالث فالاية فيمن عرف هؤلاء ثم تولاهم او فيهم و هم عرفوا حرمة المذكورات (يم) (لم‏يكن اللّه ليغفر لهم و لا ليهديهم سبيلاً 137 )ولاية علي7(يم).

(بشّر) تهكّم (المنافقين) ثم رجع الي احوال المنافقين كماكان (يم) (بانّ لهم عذاباً اليماً  138).

(الذين) نزلت في بني‏امية حيث خالفوهم علي ان لايردّوا الامر في بني‏هاشم (ق) صفة المنافقين (يم) (يتخذون) و تدلّ الاية علي ان المنافقين الذين يظهرون الايمان و يبطنون النفاق اخذوا الكافرين اولياء من دون المؤمنين فان حبّ المؤمنين و الكافرين لايجتمع في قلب (يم) (الكافرين) ائمة الضلال (يم) (اولياء من دون المؤمنين) ال‏محمد و شيعتهم (يم) فمنافقوا هذه الامة الذين اتخذوا الكافرين اولياء علي انفسهم و خلفاء (يم)([71]) (أيبتغون عندهم العزّة فان العزّة

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 78 *»

للّه) لولي (يم) (جميعاً  139) فلاعزيز سواه (يم).([72])

(و قدنزّل) علي قراءة (ص) و في قراءة الحمرة علي صيغة المجهول (عليكم في الكتاب ان) مفسرة او مصدرية (اذا سمعتم ايات اللّه) الائمة: (ق) (يكفر بها) في السقيفة و غيرها (يم) يجحد الحق و يكذّب به و يقع في الائمة فقم من عنده و لاتقاعده كائناً ماكان (ث) (و يستهزأ بها فلاتقعدوا معهم حتي يخوضوا في حديث غيره انكم اذاً مثلهم) ان لم‏تقوموا و ترضوا بفعلهم (هـ) فيها شاهد المرء علي

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 79 *»

دين خليله (يم)([73]) (انّ اللّه جامع المنافقين) فالقاعد اليهم مترضياً منافق (يم) (و الكافرين في جهنم جميعاً  140).

(الذين يتربّصون بكم) ينتظرون وقوع امر بكم (ز) ينتظرون لكم (فان كان لكم فتح من اللّه قالوا ألم‏نكن معكم و ان كان للكافرين نصيب قالوا ألم‏نستحوذ) نغلب (عليكم) اي ألم‏نغلب عليكم بالاراءة و الارشاد سبيل الغلبة علي المسلمين و نمنعكم و نحميكم من سطوتهم (هـ) و في الكنز اي ألم‏نغلبكم و نتمكن من قتلكم فابقينا عليكم و الاستحواذ الاستيلاء اقول: الاحواذ علي الشي‏ء المحافظة عليه كالحوذ فقوله ألم‏نستحوذ عليكم اي ألم‏يكن همّنا طلب الحفظ عليكم و حياطتكم (يم) (و نمنعكم من المؤمنين فاللّه يحكم بينكم يوم القيمة و لن‏يجعل اللّه للكافرين) بعلي (يم) (علي المؤمنين) بعلي (يم) (سبيلاً141 )حجة (ث) برهاناً (يم) و ان قتلوهم و سلبوهم (يم).([74])

 

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 81 *»

(انّ المنافقين يخادعون اللّه) يعملون بماامروا و يريدون غيره (ث) اي المؤمنين لان مخادعتهم مخادعة اللّه (يم)([75]) (و هو خادعهم) يجازيهم جزاء

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 82 *»

الخديعة (هـ) معذّبهم (ق) قوله تعالي و هو خادعهم اي بخدعتهم التي يخادعون بها المؤمنين فنفس خدعتهم المؤمنين خدعة اللّه لهم يهلكهم اللّه بها من حيث لايشعرون (يم) (و اذا قاموا الي الصلوة قاموا كسالي) حال (هـ) متثاقلين (هـ) روي اياك و الكسل و الضجر فانهما يمنعانك من حظّك في الدنيا و الاخرة (يراءون الناس) انهم مؤمنون (ق) (و لايذكرون اللّه الاّ قليلاً  142) كانوا يذكرون اللّه علانيةً و لايذكرونه في السرّ (ث).

(مذبذبين) حال (هـ) مطرودين (هـ) مذبذب من الذبّ بمعني الطرد لايقبلهم المؤمنون و لا الكافرون (بين ذلك لا الي هؤلاء) يأوون او لايسكنون (و لا الي هؤلاء) ليسوا من الكافرين و لا المؤمنين و لا من المسلمين يظهرون الايمان و يصيرون الي الكفر (ث) (و من يضلل اللّه فلن‏تجد له سبيلاً  143) اماماً (يم).

(ياايها الذين امنوا) بعلي (يم) (لاتتخذوا الكافرين) الخلفاء (يم) (اولياء من دون المؤمنين) ال‏محمد: (يم) من اتبع الكافرين في عقائدهم و علومهم و اعمالهم فقداتخذهم اولياء فللّه عليه سلطان مبين فانّ اللّه نهي عنه سريعاً(كذا) و اما من تاب و اصلح و اعتصم بحجج اللّه و اخلص دينه للّه فهو مؤمن (يم)([76])

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 83 *»

(أتريدون ان‏تجعلوا للّه عليكم سلطاناً) حجة (هـ) القائم (يم)([77]) (مبيناً  144) ظاهرة.

(انّ المنافقين في الدرك) بالسكون علي قراءة الكوفيين و الفتح علي قراءة الحمرة (هـ) الطبقة (الاسفل من النار و لن‏تجد لهم نصيراً  145).

(الاّ الذين تابوا) عن الشرك (يم) و عن اتخاذ الكافرين اولياء (يم) (و اصلحوا) انفسهم بطاعة النبي9 (يم) (و اعتصموا باللّه) بولي اللّه (يم) (و اخلصوا) بالولاية و البراءة (يم) (دينهم للّه) لولي اللّه (يم) فبيّن ان المؤمن تائب من الشرك مصلح بطاعة النبي9 معتصم باللّه بالولاية لال‏محمد مخلص للّه بولاية

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 84 *»

اولياءاللّه و البراءة من اعدائه فانها الاخلاص (يم)([78]) (فاولئك) مبتدأ (ل) خبره

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 85 *»

محذوف اي اولئك مؤمنون  (ل) (مع المؤمنين) من رفقائهم (يم) مع ال‏محمد: (يم) قدظهر من قوله مع المؤمنين انهم بعد ذلك ليسوا من هؤلاء المؤمنين اذ ليسوا من عرضهم فالمراد بالمؤمنين الائمة الذين ليس المؤمنون من جنسهم فالمنافق اذا امن يصير من جنس المؤمنين من الشيعة لا من جنس المؤمنين الذين هم الائمة فافهم فانه نصّ (يم) (و سوف يؤت اللّه المؤمنين اجراً عظيماً  146).

(مايفعل اللّه بعذابكم) تعدية الفعل بالباء لافادة معني الاشتغال مثلاً اي لايشتغل بعذابكم (يم) (ان شكرتم) اطعتم (يم)([79]) (و امنتم) و صدّقتم (يم)[80]

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 86 *»

(و كان اللّه شاكراً) مجازياً علي الصالحات (عليماً  147).

(لايحبّ اللّه الجهر بالسوء من القول) ان‏يذكر الرجل بمافيه (ث) نهي عن الجهر بالقول السوء لانه ضد الشكر (يم) (الاّ من ظلم) منقطع (هـ) اي لايحب اللّه الشتم في الانتصار الاّ من ظلم فلابأس به عليه ان‏ينتصر ممن ظلمه بمايجوز الانتصار به في الدين (ث) و عن ابي‏عبداللّه7 ان الضيف ينزل بالرجل فلايحسن ضيافته فلاجناح عليه في ان‏يذكر سوء مافعله (هـ) القمي: ان جاءك رجل و قال فيك ماليس فيك من الخير و الثناء و العمل الصالح فلاتقبله منه و كذّبه فقدظلمك (و كان اللّه سميعاً )لقول المظلوم (يم) (عليماً  148) بظلمه (يم).

(ان تبدوا) جزاؤه محذوف (خيراً او تخفوه او تعفوا عن سوء) كان الجزاء يعفي عنكم و يغفر لكم و قوله فانّ اللّه تعليل الجزاء (يم) و المعني الاخر للاية انكم ان فعلتم خيراً او عفوتم عن سوء فالعفوّ القادر هو اللّه و هو الذي عفا و قدر علي فعل الخير غاية الامر انه عفي بكم و اجري الخير علي ايديكم و حاصله علي حذو لم‏تقتلوهم و لكنّ اللّه قتلهم لقوله مااصابك من حسنة فمن اللّه فجزاء الشرط محذوف و هو فلم‏تفعلوا انتم فان اللّه هو العافي القادر لاسواه (يم) و يمكن قريباً ان‏يكون ضمير تخفوه راجعاً الي السوء من القول فالمعني انّ اللّه  لايحب الجهر بالسوء من القول ثم رخّص للمظلوم ثم قال ان احسنتم بدل الاساءة و ابديتم خير المسي‏ء او اخفيتم سوءه و لم‏تجهروا به او تعفوا عن سوء بالكلية فان اللّه يعفو عنكم و يغفر لكم  (يم) و معني اخر ان فعلتم انتم ذلك فلانقص لكم فان اللّه كان كذا و انتم قداتصفتم بصفات اللّه و تخلقتم باخلاقه (يم) فابداء الخير و العفو عمن اساء مع ان‏يكون الانسان مظلوماً احسن و ان كان يجوز الجهر بالسوء من القول في الظالم (يم) (فانّ اللّه كان عفوّاً قديراً  149).

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 87 *»

(انّ الذين يكفرون باللّه و رسله) ثم رجع الي ماكان فيه من حال المنافقين الكافرين (يم) القمي: هم الذين اقروا برسول‏اللّه و انكروا اميرالمؤمنين (و يريدون )اثبت لهم الكفر مع اقرارهم باللّه (يم) (ان‏يفرّقوا بين اللّه و رسله) الاظهار لاجل ان لايتوهم الاختصاص بالرسل و لايحتمل التفريق بين انفس الكفار (يم) التفريق بين اللّه و رسله يحصل بوجوه احدها ان‏يؤمن باللّه و يكفر بالرسل و ثانيها ان‏يؤمن بالنبي و يكفر بالائمة و ثالثها ان‏يؤمن بالائمة و يكفر بالعلماء من شيعتهم كل ذلك راجع الي التفريق فاولئك هم الكافرون صرفاً و الاعادة في ذيل الاية ما في الصدر للتأكيد و من التفريق اثبات الواسطة كماقال يريدون ان‏يتخذوا بين ذلك سبيلاً (يم) (و يقولون نؤمن ببعض) اي ببعض مايجب الايمان به (يم) و من الرسل و ليس اللّه سبحانه ببعض من جملة (يم)([81]) (و نكفر ببعض) فالكفر بالبعض كفر بالكل (يم) (و يريدون ان‏يتخذوا بين ذلك) ذلك يقع اشارة للواحد و الاثنين و الجمع جميعاً (ل) (سبيلاً150) اي ينالوا خيراً (ق).

(اولئك هم الكافرون حقاً) مصدر (و اعتدنا للكافرين) للمفرّقين و غيرهم من الكفار (يم) (عذاباً مهيناً  151).

(و الذين امنوا باللّه و رسله و لم‏يفرّقوا بين احد منهم) من الرسل (يم) و بين اللّه او بين احد من اللّه و رسله و انمايصح ذلك في مقام الواحدية و في مقام المعية بالثالثية و الرابعية فتدبر (يم)([82]) (اولئك سوف يؤتيهم) علي قراءة حفص و علي

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 88 *»

قراءة الحمرة نؤتيهم علي صيغة المتكلم (اجورهم و كان اللّه غفوراً رحيماً  152).

(يسألك اهل الكتاب) ثم عرّض بذكر اهل الكتاب و بسؤالهم ما لايليق بمناسبة ايمانهم ببعض ماجاء به موسي7 و كفرهم ببعض و اتخاذهم العجل سبيلاً بينهم و بين اللّه (يم) (ان‏تنزّل عليهم كتاباً من السماء فقدسألوا موسي اكبر من ذلك فقالوا ارنا اللّه جهرة) مجاهرين (ز) صفة القول او الرؤية (هـ) و قداجترأوا علي نبينا9باعظم من ذلك فقالوا او تأتي باللّه و الملائكة قبيلاً (يم) (فأخذتهم الصاعقة بظلمهم ثم اتخذوا العجل) الهاً (من بعد ماجاءتهم البيّنات فعفونا عن ذلك و اتينا موسي سلطاناً مبيناً  153).

(و رفعنا فوقهم الطور بميثاقهم) بسبب اخذ ميثاقهم (يم) (و قلنا لهم ادخلوا الباب) ولاية محمد و ال‏محمد: (يم) باب مدينة العلم (يم)([83]) (سجّداً )

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 89 *»

حال (ل) خضّعاً (يم) (و قلنا لهم لاتعدوا) لاتتجاوزوا الحدّ (في السبت) في يوم عاشوراء (يم)([84]) (و اخذنا منهم ميثاقاً غليظاً  154) وكيداً.

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 90 *»

(فبما) ما زائدة للتوكيد (نقضهم) العامل في قوله فبمانقضهم محذوف حذف بقرينة بل طبع اللّه عليها بكفرهم او بقرينة حرّمنا عليهم طيبات كمايأتي بعد اي او هي متعلق الكل و هذا اصوب (ميثاقهم و كفرهم بايات اللّه و قتلهم الانبياء بغير حق) تأكيد (هـ) القمي: هؤلاء لم‏يقتلوا الانبياء و انماقتلهم اجدادهم فرضي هؤلاء بذلك فالزمهم اللّه القتل بفعل اجدادهم و كذلك من رضي بفعل فقدلزمه و ان لم‏يفعل (و قولهم قلوبنا غلف) جمع اغلف اي في غلاف (هـ) ارادوا ان قلوبنا غلف من الايمان بكم في اصل الخلقة فلانؤمن (يم) (بل) معترضة (طبع اللّه عليها بكفرهم )عقوبة علي كفرهم (ث) (فلايؤمنون) معترضة (يم) (الاّ قليلاً  155 )الاستثناء من ضمير عليها اي طبع علي قلوبهم جميعاً الاّ قليلاً منهم لم‏يطبع عليه (يم).

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 91 *»

(و بكفرهم و قولهم علي مريم بهتاناً) حال او مصدر (ل) (عظيماً  156 )بذكرهم يوسف نجار (هـ) روي ان رضا الناس لايملك و السنتهم لاتضبط الم‏ينسبوا مريم ابنة عمران الي انها حملت بعيسي من رجل نجار اسمه يوسف (و قولهم انّا قتلنا المسيح عيسي) عطف بيان (ابن مريم رسول‏اللّه) صفة او بدل (هـ) تهكم (يم) (و ماقتلوه) معترضة (و ماصلبوه ولكن شبّه لهم و انّ الذين اختلفوا فيه لفي شكّ منه مالهم به من علم الاّ) منقطع (اتّباع) مستثني (هـ) اي لايقصدون الاّ اتباع (يم) (الظنّ) دلّت الاية علي ان الظن هو الشك (يم) (و ماقتلوه يقيناً157).

(بل رفعه اللّه اليه) كان عمره ثلث و ثلثون سنة (ث) روي ان للّه بقاعاً في سمواته فمن عرج به الي بقعة منها فقدعرج به اليه الاتسمع اللّه يقول في قصة عيسي بن مريم بل رفعه اللّه اليه (هـ) روي رفع عيسي بمدرعة صوف من غزل مريم و من نسج مريم و خياطة مريم فلماانتهي الي السماء نودي ياعيسي الق عنك زينة الدنيا (و كان اللّه عزيزاً حكيماً  158).

(و ان من اهل الكتاب) من ولد فاطمة (ث) (الاّ ليؤمننّ) حال رجعة عيسي (ث) (به) بعيسي (ث) برسول‏اللّه (ث) (قبل موته) موت عيسي في الرجعة (ث) روي ليس من احد من جميع الاديان يموت الاّ رأي رسول‏اللّه و اميرالمؤمنين حقاً من الاولين و الاخرين (هـ) فمعني قبل موته انسلال الروح بالكلية و انمحائه (ق) روي حرام علي روح ان‏تفارق جسدها حتي تري محمداً و علياً (و يوم القيمة يكون) رسول‏اللّه (ث) (عليهم شهيداً  159).([85])

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 92 *»

(فبظلم) بدل قوله فبمانقضهم و لمّاطال الكلام اجمل التفصيل السابق ثانياً و العامل في الباء حرّمنا (هـ) علي محمد و اله: (يم) (من الذين هادوا) العامة  (يم) روي من زرع حنطة فلم‏يتزكّ في ارضه و زرعه و خرج زرعه كثير الشعر فبظلم عمله في ملك رقبة الارض او بظلم مزارعه او اكرته لان اللّه يقول فبظلم الاية الي ان قال و ماكان اللّه ليجعل شيئاً من كتابه يحرّمه من بعد مااحلّه و مايحرّم شيئاً ثم يحلّه بعد ماحرّمه قيل و كذلك قوله و من البقر و الغنم حرّمنا عليهم شحومهما قال نعم، الخبر([86]) (حرّمنا عليهم طيبات) لحوم الابل و البقر و الغنم (ث) ماجاء به

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 93 *»

محمد9  (يم)([87]) (احلّت لهم و بصدّهم) بمنعهم (عن سبيل اللّه )

 

چ«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 94 *»

علي7 (يم) (كثيراً  160) صدوداً (ل) او كثيراً من الناس (يم).

(و اخذهم الربوا و قدنهوا عنه و اكلهم اموال الناس) ال‏محمد: (يم) (بالباطل و اعتدنا للكافرين منهم عذاباً اليماً  161).

(لكن الراسخون في العلم منهم) من اليهود (يم) فيجوز اطلاق الراسخ في العلم علي كاملي الشيعة بالطريق الاولي (يم) (و المؤمنون) منهم (يم) (يؤمنون )خبر او حال و اولئك خبر لكن (ز) (بماانزل اليك) في علي7 (يم) (و ماانزل من قبلك و المقيمين) عطف علي ماانزل (يم) نصب علي المدح (ز) (الصلوة )مقيمون الصلوة هم الائمة: لانهم مقيموا الولاية او المراد الشيعة فانهم مقيموها بالطاعة و التولي فالراسخون و المؤمنون يؤمنون بماانزل الي النبي9 و بالائمة: او بالشيعة و حينئذ ماانزل هو الولاية او عطف علي ضمير اليك فهم يؤمنون بماانزل اليك و ماانزل الي مقيمي الصلوة فتدبر في بواطنه (يم) (و المؤتون) عطف علي الراسخون (هـ) يمكن ان‏يكون اول الكلام و مبتدأ و اولئك بدله و سيؤتيهم خبر  (يم) (الزكوة و المؤمنون باللّه و اليوم الاخر) من المسلمين (اولئك )بدل الاسم او مبتدأ و الجملة خبر (سنؤتيهم) علي قراءة غير (ح) القارئ بالحمرة و علي قراءته سيؤتيهم بالياء (اجراً عظيماً  162).

(انّا اوحينا اليك) ثم اراد ان‏يبين انك لست ببدع من الرسل و كماعاملوهم يعاملونك (يم) (كما) مصدرية او موصولة (اوحينا الي نوح و النبيين) امر كل نبي بالاخذ بالسبيل و السنة (ث) (من بعده) فجمع له كل وحي (ث) فجمع له مافرّقه في جميع النبيين (يم) (و اوحينا) اي كمااوحينا (يم) من باب التخصيص (الي ابرهيم و اسمعيل و اسحق و يعقوب و الاسباط و عيسي) لمّاذكر ابرهيم و بنيه ذكر عيسي لانه من اولي‏العزم ثم اعاد ذكر الباقين و اما موسي فافرد ذكره بعد (يم)

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 95 *»

(و ايوب و يونس و هرون و سليمان و اتينا) عطف علي اوحينا اي كما اتينا (يم) (داود زبوراً  163) علي قراءة غير (ح) القارئ بالحمرة و بالضم علي قراءته.

(و) قصصنا (رسلاً) هم المستعلنون من الانبياء (ث) يمكن ان‏يكون عطفاً علي داود اي كما اتينا داود زبوراً و كما اتينا رسلاًاي ما اتينا كماقصصنا عليك مااتيناهم و كمااتينا رسلاً لم‏نقصصهم عليك مااتينا (يم) (قدقصصناهم عليك من قبل و رسلاً )هم المستخفون منهم (ث) (لم‏نقصصهم عليك) روي كان بين ادم و نوح من الانبياء مستخفين و مستعلنين فلذلك خفي ذكرهم في القرءان و هو قوله و رسلاً قدقصصناهم عليك الاية (و كلّم) عطف علي اوحينا اي كما كلّم اللّه موسي (يم) (اللّه موسي تكليماً  164) بمائة الف كلمة و اربعة و عشرين الف كلمة في ثلثة ايام و لياليهن ماطعم فيها موسي و لاشرب (ز) فجمع لمحمد9 جميع انحاء الوحي  و الكلام و الالهام و النكت و القذف و الرؤيا (يم) روي ان الكلام صفة محدثة ليس بازلية كان اللّه عزوجل و لا متكلم.

(رسلاً) حال (هـ) او بدل رسلاً في الاية الاولي (يم) (مبشرين و منذرين لئلا) متعلقه ارسلنا او مبشرين و منذرين (ز) (يكون للناس) خبر او حال (ز) (علي اللّه) خبر او حال (ز) (حجة) اسم (ز) (بعد الرسل و كان اللّه عزيزاً حكيماً165).

(لكن اللّه) ولي (يم) لكن استدراك يرجع الي مفاهيم ماسبق من كفر القوم بالكتاب و سؤالهم كتاباً من السماء (ز) (يشهد بماانزل) اللّه (يم) (اليك) في علي (ث) كذا نزلت (انزله بعلمه و الملئكة) الشيعة الذين ملكوا علم ال‏محمد: (يم)([88]) (يشهدون و كفي باللّه) اكتفوا باللّه (يم) اكتف باللّه (شهيداً  166) هذه دليل التقرير قرة عين كل بصير (يم).

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 96 *»

(انّ الذين كفروا) بعلي7 و انكروا حقه (يم) ثم ذكر حال من كفر بالنبي بعد شهادة اللّه (يم) (و صدّوا عن سبيل اللّه) علي7 او شيعته لماروي ان سبيل اللّه شيعتنا (يم) (قدضلّوا ضلالاً بعيداً  167).

(انّ الذين كفروا) بعلي7 (يم) (و ظلموا) ال‏محمد حقهم (ث) كذا نزلت (لم‏يكن اللّه ليغفر لهم و لاليهديهم طريقاً  168) يؤدي الي الجنة (يم) اماماً (يم).([89])

(الاّ طريق جهنم) ولاية الخلفاء (يم) هداية طريق جهنم هي الخذلان و اِصحاب المشية لتمكن المكلف من المعاصي و تهيأة اسبابها له حتي يقع في المعاصي و هي طريق جهنم و عكس ذلك هي هداية طريق الجنة لان الطاعات هي طريق الجنة فهو يضل من يشاء و يهدي من يشاء و لايشاء اضلال الكفرة و هداية المؤمنين فافهم  (يم) (خالدين فيها ابداً و كان ذلك علي اللّه يسيراً  169).

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 97 *»

(ياايها الناس قدجاءكم الرسول بالحق) للتعدية (هـ) بولاية من امر اللّه بولايته (ث) (من ربكم فامنوا) و اقصدوا (ث) (خيراً لكم) يمكن ان‏يكون خيراً مفعول‏له اي امنوا لاجل ان‏تصيبوا خيراً (و ان) جزاؤه محذوف (تكفروا )بولايته (ث) فلاضير (يم) (فانّ) علة الجزاء (يم) (للّه) لولي‏اللّه (يم) (ما في السموات و الارض) اي لاتخرجون من ملكه و عبوديته و بكفركم انتم عبيد صادرون عن امره و نهيه (يم)([90]) (و كان اللّه عليماً حكيماً  170).

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 98 *»

(يااهل الكتاب لاتغلوا في دينكم) ثم ذكر بعد تقصيرهم في حق النبي غلوهم في دينهم (يم) (و لاتقولوا علي اللّه الاّ الحق) علياً (يم) (انما المسيح )سمي به لانه ممسوح البدن من الادناس و الاثام (ث) (عيسي ابن مريم رسول اللّه و كلمته القيها الي مريم و روح منه) خلقها فيه (ث) روح مخلوقة خلقها اللّه في

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 99 *»

ادم و عيسي (ث) و ليس بالحق و لا ولده و لا شريكه (يم) (فامنوا باللّه و رسله و لاتقولوا) هم (ثلثة) اللّه و عيسي و مريم (ق) (انتهوا) اطلبوا  (يم) (خيراً )نعت مصدر محذوف اي انتهاءاً خيراً او حال (ل) او هو مفعول‏له اي لاجل ان‏تصيبوا خيراً (يم) (لكم انما) كافة (ل) (اللّه) مبتدأ (ل) (اله) خبر  (ل) (واحد )نعت (ل) قوله واحد استدلال لنفي الولد (يم) (سبحانه) عن  (ل) (ان‏يكون له ولد له) اي مملوكه لا ابنه (يم) (ما في السموات و ما في الارض و كفي باللّه )اكتفوا باللّه (يم) (وكيلاً  171).

(لن‏يستنكف) لن‏يأنف (ق) (المسيح) من (ل) (ان‏يكون عبداً للّه )بطاعة وليه (يم)([91]) (و لا الملئكة المقربون) جبرئيل و ميكائيل (ث) عن النبي9 عن جبرئيل ان بين اللّه و بين خلقه تسعين الف حجاب و اقرب الخلق الي اللّه انا و اسرافيل و بيننا و بينه اربعة حجب حجاب من نور و حجاب من ظلمة و حجاب من

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 100 *»

الغمام و حجاب من الماء (و من يستنكف) جزاؤه محذوف  (يم) (عن عبادته )طاعة الولي اعظم عبادات اللّه (يم) (و يستكبر) فلايفوتنا (يم) الظاهر ان الكلام انقطع علي قوله يستكبر و جزاء من محذوف بقرينة قوله فيعذبهم فيمابعد و قوله فسيحشرهم يرجع الي جميع الخلق و التفصيل تفصيل احوالهم (يم) (فسيحشرهم) المؤمنين و الكافرين (يم) علة الجزاء المحذوف (يم) (اليه )الي الولي (يم) (جميعاً  172).

(فاما) الفاء للتفصيل (يم) (الذين امنوا) بعلي7 (يم) (و عملوا الصالحات) ولاية الاولياء و البراءة من الاعداء (يم) (فيوفّيهم) الولي (يم) (اجورهم و يزيدهم من فضله و اما الذين استنكفوا) عن طاعة علي (يم) (و استكبروا) علي الشيعة (يم) (فيعذّبهم) الولي لانه رحمة اللّه علي الابرار و نقمته علي الفجار (يم)([92]) (عذاباً اليماً و لايجدون من دون اللّه) ولي (يم) (ولياً و لا نصيراً  173).

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 101 *»

(يا ايها الناس قدجاءكم برهان) محمد9 (ث) (من ربكم) علي من محمد9(يم) برهان اللّه محمد9 في جميع متعلقات وجوده من اخلاقه و علومه و معجزاته و اخبار الانبياء به و امثالها (يم) (و انزلنا اليكم نوراً) علياً7 (يم)([93])(مبيناً  174).

(فامّا) حذف شطره للوضوح (يم) (الذين امنوا باللّه) برسول‏اللّه (يم) (و اعتصموا به) بعلي (يم) تمسكوا بولايته (ق) اعتصموا به بولاية علي و الائمة من بعده (ث) (فسيدخلهم في رحمة منه) نور علي (يم) (و فضل) نور محمد9 (يم) (و يهديهم اليه) الي الولي (يم) صفة صراطاً قدمت حالاً (يم) (صراطاً) مفعول ثان (مستقيماً  175) هو علي7 (ث).

(يستفتونك) في الكلالة (هـ) ثم رجع الي ماافتتح به السورة من امر المواريث (يم) (قل اللّه يفتيكم في الكلالة) عامله يفتيكم (هـ) الاخوة و الاخوات  (ث) ما لم‏يكن والد و لا ولد (ث) (ان) هلك (امرؤ هلك ليس له ولد و له اخت فلها نصف ماترك) الاخ (و هو) الاخ (يرثها) الاخت (ان لم‏يكن لها ولد فان كانتا) الاختان (اثنتين) ذكرت ذلك مع تثنية الفعل لبيان ان المطلوب

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 102 *»

العدد (فلهما الثلثان مماترك و ان كانوا اخوة رجالاً و نساءً فللذكر مثل حظّ الانثيين يبيّن اللّه لكم ان) لئلا او مصدرية (تضلّوا و اللّه بكل شي‏ء عليم  176).

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 103 *»

«سورة المائـدة»

مدنية و هي مائة و عشرون اية كوفي (هـ) و استثني بعضهم اية اليوم اكملت لكم دينكم فانها نزلت في حجة الوداع و هي ثلث و عشرون بصري و اثنتان و عشرون في الباقين اختلافها ثلث بالعقود و يعفوا عن كثير غير الكوفي فانكم غالبون بصري (هـ) روي لم‏ينسخ من هذه السورة شي‏ء (هـ) روي سورة المائدة نزلت كملاً (هـ) روي نزلت المائدة قبل ان‏يقبض النبي9 بشهرين او ثلثة و روي كان القرءان ينسخ بعضه بعضاً و انما كان يؤخذ من امر رسول‏اللّه9 باخره فكان من اخر مانزل عليه سورة المائدة فنسخت ماقبلها و لم‏ينسخها شي‏ء فلقدنزلت عليه و هو علي بغلته الشهباء و ثقل عليه الوحي حتي وقفت و تدلي بطنها حتي رؤيت سرّتها تكاد تمسّ الارض و اغمي علي رسول‏اللّه9 الخبر و روي من قرأ سورة المائدة في كل خميس لم‏يلبس ايمانه بظلم و لم‏يشرك بربه احداً.

(بسم اللّه الرحمن الرحيم)

(ياايها الذين امنوا) لايخفي ان ياايها المؤمنون اخصر و اوجز البتة الاّ ان الخطاب مع المحبوب يقتضي التطويل و في الذين كناية و فيها تفخيم و تعظيم و في ياايها المؤمنون تصريح بعيد عن التكريم و في الذين من اعداد النفس للاستماع ماليس في عدمه (يم) (اوفوا بالعقود) التي عقدت عليكم لاميرالمؤمنين في عشرة مواطن (ث) العهود (ث) بماعاهدتم اللّه في عالم الذرّ علي قبول امره و نهيه و حلاله و حرامه الذي يذكّركم به هذا القرءان فمنها ماذكر في هذه السورة (يم) (احلّت لكم بهيمة )اجنة (ث) (الانعام) و روي في معني بهيمة الانعام الجنين في بطن امّه اذا اشعر و اوبر فذكوته ذكوة امّه و يفهم من الخبر الاطلاق في جميع الانعام المحللة عن الصادق7 و قدسئل عن معني هذه الاية فقال البهيمة هنا الولي و الانعام المؤمنون (هـ) كأنه7 اخذ البهيمة علي تفسير ظاهرالظاهر من البهمة بمعني الشجاع فبهيمة الانعام

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 104 *»

يعني شجاعهم و الحامي عنهم او من البهيم بمعني الخالص الذي لايشوبه غيره و منه يحشر الناس بهماً فخالص الناس عن شوب الكدورات المعصوم الحقيقي و معني احلّت لكم يعني مكّنتم من معاشرته و الاخذ عنه و الاستهداء به لان الاحلال التمكين و يمكن صرف الاستثناء الي زمان الغيبة و صرف الصيد الي الحسين7 و الحرم اي قاصدين وجه اللّه طالبين رضاه فافهم فان اللّه يحكم مايريد (يم) (الاّ) مستثني (مايتلي عليكم غير) حال من ضمير لكم (محلّي الصيد و انتم) حال (حرم) جمع حرام بمعني المحرم (ز) (انّ اللّه يحكم مايريد  1).

(ياايها الذين امنوا) لمّا ذكر و انتم حرم التفت الي بعض مناسك الحج (يم) (لاتحلّوا) لا تهاونوا (ز) (شعائر اللّه) علياً7 (يم) جمع شعيرة و هي اعلام الحج و اعماله (هـ) كانت العرب لاتري الصفا و المروة من الشعائر و لايطوفون بينهما فنهاهم اللّه عن ذلك (ث) (و لا الشهرالحرام) الحسن7 (يم) (و لا الهدي )الحسين7(يم) الذي يسوقه اذا احرم (ق) (و لا القلائد) الائمة: (يم) مايقلد النعل التي قدصلي فيها (ق) (و لا امّين) الشيعة المنقطعين (يم)([94]) قاصدين

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 106 *»

(البيت الحرام) ليست منسوخة بقوله اقتلوا المشركين لانه لايجوز ان‏يبتدء المشركون في اشهر الحرام الاّ اذا قاتلوا (ث) (يبتغون) حال (ز) نعت امّين (ل) (فضلاً من ربهم و رضواناً) بكسر الراء علي السواد و علي قراءة ابي‏بكر ضمها (و اذا حللتم فاصطادوا) رخصة لا وجوب (يم)([95]) (و لايجرمنّكم) لايكسبنّكم (هـ) لايحملنّكم  (ق) (شنئان) بفتحتين علي السواد و علي قراءة (ر) بسكون الثاني (هـ) بغض (قوم) قريش (ق) (ان) لان و قرأ (ث) و (و) القارئان بالحمرة ان بكسر الهمزة (صدّوكم عن المسجد الحرام) في غزوة الحديبية (ق) (ان) مصدرية

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 107 *»

(تعتدوا) عليهم (ق) مفعول ثان ليجرمنّكم (ز) الغرض ان‏لاتحلوا حرمة شعائر اللّه و الشهرالحرام بعداوة الصادّين (و تعاونوا) جملة منفصلة (علي البرّ) الولاية (يم)([96]) (و التقوي) البراءة من الاعداء (يم)([97]) (و لاتعاونوا علي الاثم)ولاية الاعداء (يم)([98]) (و العدوان) مجاوزة الحدّ  (هـ) علي الاولياء (يم)([99]) (و

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 108 *»

اتقوا اللّه انّ اللّه شديد العقاب  2).

(حرّمت عليكم الميتة) لمّا كان اصل الكلام في الحلال و الحرام ذكر المحرمات بالمناسبة (يم) (و الدم) المسفوح (ز) (و لحم الخنزير و مااهلّ لغير اللّه به) ماذبح لصنم او وثن او شجر (ث) ذكر عليه اسم غير اللّه (و المنخنقة )التي انخنقت باخناقها (ث) التي تدخل رأسها بين شعبتين من شجرة حتي تموت (و الموقوذة) التي تضرب حتي تموت (هـ) التي ضربت حتي لم‏يكن بها حركة (ث) (و المتردية) الواقعة من عالٍ (ث) (و النطيحة) ماينطحها غيرها (ث) (و مااكل السبع) هي فريسة السبع (هـ) الظاهر منها ماتري و الباطن منها ائمة الجور فانهم اصل كل شرّ و من فروعهم كل فاحشة ثم اللّه اعلم بترتيبهم (يم) (الاّ) منقطع (هـ) يرجع

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 109 *»

الاستثناء الي الجميع ماخلا الدم و لحم الخنزير (ث) (ما) مستثني (ذكّيتم )ماادركتم ذكوته فذكّيتموه و ان كان من الاجناس السابقة اي المتردية و النطيحة و اكيل السبع (ث) و عنهما8 ان ادني مايدرك به الذكوة ان‏يدركه يتحرك اذنه او ذنبه او تطرف عينه (و ماذبح علي النصب) الاحجار (و ان تستقسموا) طلب القسمة (بالازلام) بالاقداح (ث) (ذلكم) ماسبق (فسق) حرام (ث) (اليوم) يوم يقوم القائم (ث) يوم الغدير (يم) كان بين غدير خمّ و وفاة النبي9 مائة يوم (ث) (يئس) لمّا ذكر الوفاء بالعقود و منها التزام الحلال و الحرام ثم نهي عمايستحله المشركون قال اليوم يئس الاية و حقيقة الارتباط ان بواطن المحرمات اعداء ال‏محمد: فنسبة التضاد اقتضت ذلك (يم) (الذين كفروا) بنوامية (ث)([100]) (من

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 110 *»

دينكم) ال‏محمد: (ث)([101]) (فلاتخشوهم و اخشون اليوم) نزلت بكراع

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 111 *»

الغميم (ث) (اكملت لكم دينكم) بعلي بن ابي‏طالب (ث) (و اتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الاسلام ديناً) لاانزل بعد هذه الفريضة فريضة (ث) (فمن )مبتدأ (ل) (اضطرّ في مخمصة) مجاعة (غير متجانف لاثم) غير متعمد لاثم (ث) منحرف الي اثم (فانّ) خبر (ل) (اللّه غفور رحيم  3) رخصة للمضطرّ ان‏يأكل الميتة و الدم و لحم الخنزير (ق).

(يسألونك) لمّا ذكر المحرّمات انتقل الي المحلّلات (يم) (ماذا) مبتدأ (ل) ما الذي او اي‏شي‏ء و هي كلمة واحدة (احلّ لهم) خبر (ل) (قل احلّ لكم الطيّبات )روايات الشيعة (يم) علوم ال‏محمد: (يم) الاية تدلّ علي حلّية كل مستطاب الاّ مااخرجه النص و كذا قوله اليوم احلّ لكم الطيبات (يم)([102]) (و ما) صيد

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 112 *»

ما (هـ) او شرط و جزاؤها فكلوا (ز) (علّمتم من الجوارح) و المراد الكلاب خاصةً (ث) الكواسب من الطير و السباع (مكلّبين) حال اي اصحاب صيد بالكلاب (هـ) في القاموس المكلّب معلّم الكلاب الصيد (تعلّمونهنّ) حال (مماعلّمكم اللّه) فان لم‏تكن معلّمة لايؤكل صيدها (ث) (فكلوا مما) للتبعيض (امسكن) روايات العامة اذا وافقت الحق (يم) (عليكم) بعد ما بيّن لهم انه حرّم عليهم الميتة و تواليها و هم الاعداء اراد ان‏يبيّن المحلّلات فقال احلّ لكم الطيبات اي ولاية ال‏محمد: و علومهم و لابأس بماامسكن الكلاب الرجسة لعنهم‏اللّه من العلوم لكم اذا كان حلالاً فكلوا مماامسكن و اذكروا الولي عليه كماروي ان لنا اوعية من العلم نملؤها علماً فخذوها و صفّوها و اياكم و الاوعية فتنكبوها فانها اوعية سوء (يم) (و اذكروا اسم اللّه عليه)فهو ذكاته (ث) (و اتقوا اللّه انّ اللّه سريع الحساب  4).

(اليوم) يوم الغدير (يم) (احلّ لكم الطيّبات) علوم ال‏محمد: برواية الشيعة (يم) (و طعام الذين اوتوا الكتاب) العلوم المحلّلة بروايات المخالفين اذا وافقت الحق (يم) البقول و الحبوب (ث) (حلّ لكم و طعامكم حلّ لهم)ان‏تطعموهم (و المحصنات) بالفتح علي قراءة غير (س) القارئ بالحمرة و عليها فبالكسر (هـ) العفايف (من المؤمنات) هنّ المسلمات (ث) (و المحصنات )علي اختلاف القراءتين علي نحو ما مرّ (هـ) العفايف من نسائهم (ث) (من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم) القمي: احلّ اللّه نكاح اهل الكتاب بعد تحريمه في قوله في سورة البقرة و لاتنكحوا المشركات حتي يؤمنّ قال و انما يحلّ نكاح اهل الكتاب الذين يؤدّون الجزية و غيرهم لاتحلّ مناكحتهم (هـ) و عن ابي‏جعفر7 انه منسوخ اي قوله و المحصنات من الذين الاية بقوله لاتنكحوا المشركات حتي يؤمنّ و بقوله لاتمسكوا بعصم الكوافر (هـ) و روي ان سورة المائدة اخر القرءان نزولاً فاحلّوا حلالها و حرّموا حرامها (اذا اتيتموهنّ اجورهنّ )مهورهنّ (محصنين) اعفّاء (هـ) حال (غير مسافحين) زانين (و لامتخذي اخدان )بغيّة ليفجر بها متفرداً بها (و من يكفر )

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 113 *»

من امن ثم اطاع اهل الشرك (ث) (بالايمان )بولاية علي7 و علي هو الايمان (ث) بعلي7 لانه اصله (يم) ترك العمل الذي اقرّ به (ث) عن ابي‏عبداللّه7 ان ادني مايخرج الرجل من الايمان ان‏يري الرأي بخلاف الحق فيقيم عليه قال و من يكفر بالايمان الاية الخبر (فقدحبط عمله و هو) خاسر (ل) (في الاخرة من الخاسرين  5).

(ياايها الذين امنوا اذا قمتم) من النوم (ث) (الي الصلوة فاغسلوا وجوهكم) كلّها (ث) (و ايديكم) كلّها (ث) (الي) من (ث) (المرافق) لمّاذكر الايمان الذي ظهوره الصلوة كماقال و ماكان اللّه ليضيع ايمانكم اي صلوتكم انتقل الي احكام الطهارة للصلوة (يم) (و امسحوا برءوسكم) للتبعيض (ث) (و ارجلكم )بفتح اللام علي قراءة (ن) و (ر) و (س) و حفص و هم القارئون بالسواد و بكسرها علي قراءة الحمرة (هـ) عطف علي محل رءوسكم (الي الكعبين و ان كنتم جنباً )الجنب يقع علي الواحد و الجمع و المؤنث و المذكر (هـ) يدلّ علي ان غسل الجنابة يكفي عن الوضوء فان قوله و ان كنتم جنباً عطف علي فاغسلوا (فاطّهّروا و ان كنتم مرضي او علي سفر او جاء احد منكم من الغائط او لمستم) علي السواد و قرأ (ح) و (س) لمستم باسقاط الالف (النساء فلم‏تجدوا ماءً فتيمّموا صعيداً )ظرف او مفعول (ل) (طيّباً) نعت (فامسحوا بوجوهكم و ايديكم منه) علي كفيك من حيث موضع القطع (ث) (مايريد اللّه ليجعل عليكم من حرج) من ضيق (ث) (ولكن يريد ليطهّركم و ليتمّ نعمته عليكم لعلكم تشكرون  6).

(و اذكروا نعمة اللّه عليكم و ميثاقه الذي واثقكم به) في حجة الوداع من تحريم المحرّمات و كيفية الطهارة و فرض الولاية (ث) لمّا كان ابتداء الكلام في الوفاء بالعقود و فروعها انتقل الي ذكر الميثاق في عالم الذرّ و نعمته باظهار النبي و الولي: و ابداء الشرايع (يم) (اذ قلتم سمعنا و اطعنا) ثم نقضوا ميثاقهم بالولاية (ث) (و اتقوا اللّه انّ اللّه عليم بذات الصدور  7).

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 114 *»

(ياايها الذين امنوا) يا ال‏محمد: (يم) (كونوا قوّامين) خبر (هـ) عادتكم القيام (هـ) بولاية علي (يم) (للّه) ابتغاء رضاء اللّه (هـ) لمّاذكر سرّ الميثاق امر بالقيام به للّه لا لدنيا يصيبها و الشهادة له بالعدل و السلوك بالعدل و هو الاخذ بماواثق اللّه به و وعد بعده و اوعد (يم)([103]) (شهداء) حال (هـ) للناس و عليهم و بالحق في الدنيا و الاخرة (يم) (بالقسط) لساير الناس للولي (يم)([104]) (و لايجرمنّكم )

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 115 *»

يكسبنّكم (هـ) عدّي بعلي ليفيد معني لايحملنّكم (ز) (شنئان) بغض (قوم علي الاّتعدلوا) و لاتؤدوا حق ال‏محمد: اليهم (يم) (اعدلوا هو اقرب للتقوي و اتقوا اللّه انّ اللّه خبير بماتعملون  8).

(وعد اللّه) المؤمنين و الكافرين بما وعد (يم) يحتمل ان‏يكون الموعود به محذوفاً بقرينة قوله لهم مغفرة و يحتمل ان‏يكون الجملة اي لهم مغفرة في محل النصب (الذين) مبتدأ (يم) (امنوا) بوليّه (يم) (و عملوا الصالحات) توالوا و تعادوا في اللّه (يم) (لهم) خبر (يم) (مغفرة) الجملة مفعول ثانٍ (يم) (و اجر عظيم  9).

(و الذين) عطف علي الذين الاولي (يم) (كفروا) بالولي (يم) (و كذّبوا باياتنا) بالشيعة (يم) (اولئك اصحاب الجحيم  10) الاول (يم).([105])

(ياايها الذين امنوا) المراد الشيعة (يم) (اذكروا نعمت اللّه) ولاية ال‏محمد:(يم) ثم جدّد تذكير النعمة و حفظه باهل الميثاق و هو النبي و الولي8 (يم) (عليكم اذ همّ قوم) اعداء ال‏محمد: (يم) (ان‏يبسطوا اليكم ايديهم) فيزلقوكم عن دينكم (يم) (فكفّ ايديهم) اهل مكة (ق) (عنكم و اتقوا اللّه و علي اللّه فليتوكل المؤمنون  11).

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 116 *»

(و لقداخذ اللّه ميثاق بني‏اسرائيل) كماواثقكم يوم غدير خم (يم) لمّا نبّه علي الميثاق اراد تفصيله بالاشارة  لان سنته في الامم واحدة كماقال هذه امتكم امة واحدة و انا ربكم فاعبدون (يم) (و بعثنا منهم اثني‏عشر نقيباً) كفيلاً (و قال اللّه اني معكم لئن) قسم (ز) (اقمتم الصلوة) علي محمد و ال‏محمد: (يم)([106]) (و اتيتم الزكوة) البراءة من اعدائهم (يم)([107]) (و امنتم برسلي و عزّرتموهم)اي عظّمتموهم و اعنتموهم (هـ) اي ذببتم عنهم (يم) (و اقرضتم اللّه) عباد اللّه([108]) (قرضاً حسناً لاكفّرنّ) جواب قسم سادّ مسدّ جواب

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 117 *»

الشرط (ز) (عنكم سيئاتكم و لادخلنّكم جنات تجري من تحتها الانهار )يمكن ان‏يراد بقوله من تحتها يعني في الدنيا و المراد بالانهار الفيوض و الخيرات الدنياوية فانها من تحت الجنة (يم) (فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضلّ سواء )وسط (السبيل  12) عن اميرالمؤمنين7اليمين و الشمال مضلّة و الطريق الوسطي هي الجادة.

(فبما) ما زائدة (يم) (نقضهم ميثاقهم) عهد علي7 (ق) (لعنّاهم) ثم اوعد علي الاشارة بانكم اذا نقضتم نلعنكم كمالعنّاهم و الدليل علي الاشارة قوله و لاتزال تطّلع الاية([109]) (و جعلنا قلوبهم قاسية) علي قراءة غير (س) و (ح) القارئين بالحمرة بتخفيف الياء و علي قراءتهما بتشديدها (يحرّفون) الجملة في

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 118 *»

محل الحال (يم) (الكلم) القرءان (يم)([110]) علياً و الدليل علي ان الكلمة علي قوله و جعلها كلمة باقية (ق) (عن مواضعه و نسوا) تركوا (حظّاً) نصيباً (مماذكّروا به) بواسطة محمد9(يم) (و لاتزال تطّلع علي خائنة) مصدر اي خيانة (منهم) باهل بيتك (يم) (الاّ قليلاً منهم فاعف عنهم و اصفح) القمي: هي منسوخة بقوله اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم و علي ان لاتكون منسوخة في هذه السورة يكون مرجع منهم امته لا بني‏اسرائيل (يم) (انّ اللّه يحبّ المحسنين  13).

(و من الذين) متعلقه اخذنا (ل) (قالوا انّا نصاري) قيل ان النسطورية منهم

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 119 *»

قالت عيسي ابن اللّه و اليعقوبية قالت ان اللّه هو المسيح بن مريم و المكائية و هم الروم قالوا بثلثة اللّه و عيسي و مريم (هـ) من (ل) (اخذنا ميثاقهم) ان عيسي بن مريم عبد مخلوق (ق) ثم اشار ايضاً باخذه ميثاق النصاري و كلّه من باب اياك اعني و اسمعي يا جارة (يم) (فنسوا حظّاً مما ذكّروا به) روي اما انه سيذكرون ذلك الحظ اي مع القائم7 (هـ) و روي لاتشتر من السودان فان كان و لابد فمن النوبة فانهم من الذين قال اللّه و من الذين قالوا انا نصاري الاية اما انهم سيذكرون ذلك الحظ و سيخرج مع القائم منا عصابة منهم و لاتنكحوا من الاكراد احداً فانهم جنس من الجن كشف عنهم الغطاء (فاغرينا) الصقنا و القينا (بينهم العداوة و البغضاء الي يوم القيمة و سوف ينبّئهم اللّه بماكانوا يصنعون  14).

(يا اهل الكتاب) ثم صرف الكلام الي اهل الكتاب بالمناسبة و فيه تعريض الي هذه الامة (يم) (قدجاءكم رسولنا يبيّن) حال (لكم كثيراً مما كنتم تخفون من الكتاب و يعفوا) يدع كثيراً (ق) لايبينه (ق) (عن كثير قد جاءكم من اللّه نور) النبي و الائمة (ق) محمد9 (يم) (و كتاب) و علي7 (يم) (مبين  15).([111])

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 120 *»

(يهدي) نعت او حال (ل) (به اللّه من اتبع رضوانه) محمداً9 (يم) فمن العبد اتباع الرضوان و من اللّه الهداية اي نفس الاتباع من حيث الربّ هداية اللّه و من حيث العبد عمله كقوله يهديهم ربهم بايمانهم (يم) (سبل السلام) سبل اللّه و سبل السلامة (هـ) ال‏محمد: سبل اللّه (يم) (و يخرجهم) ذلك النور او اللّه (يم) (من الظلمات) الكفر و النصب (يم) (الي النور) الي الولاية (يم)([112]) (باذنه و

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 121 *»

يهديهم الي صراط مستقيم  16) ولاية اوليائهم (يم).([113])

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 122 *»

(لقد) جواب يمين (كفر الذين قالوا انّ اللّه هو المسيح ابن مريم) لمّا ذكر امر القالين و المقصرين المغضوب عليهم انتقل الي ذكر الغالين الضالّين و فيه تعريض و تمثيل لانه ضرب ابن مريم مثلاً (يم) (قل فمن يملك من اللّه شيئاً ان اراد ان‏يهلك المسيح ابن مريم و امّه) و الدليل علي امكان هلاك المسيح و امّه انه بشر تولد و انها بشر كسائر الخلق يجري عليهما البداوات (يم) (و من في الارض جميعاً و للّه ملك السموات و الارض و مابينهما) السماء و الارض (يخلق مايشاء و اللّه علي كل شي‏ء قدير  17).

(قالت اليهود و النصاري نحن ابنؤا اللّه) ثم ذكر غلوّ اليهود و النصاري في انفسهم (يم) (و احبّاؤه قل فلم يعذّبكم بذنوبكم) بمثل الطاعون و القحط و الامراض و تسليط العدو و غيرها (يم) فيه اشارة لطيفة علي ان اللّه لايعذب احباءه

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 123 *»

بذنوبهم و انما ردّ ذلك علي اهل الكتاب و لاشك في ذلك (يم) (بل انتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء و يعذّب من يشاء و للّه ملك السموات و الارض و مابينهما و اليه المصير  18).

(يا اهل الكتاب) لمّا احتج عليهم برسوله و امره بان‏يحاجّهم انتقل الي بيان حال الرسول (يم) (قد جاءكم رسولنا يبيّن لكم علي فترة) حال انقطاع (ق) خفاء  (يم) لماروي لاتخلو الارض من حجة (يم) (من الرسل) روي اوصي عيسي الي شمعون بن حمون الصفا و اوصي شمعون الي يحيي بن زكريا و اوصي يحيي بن زكريا الي منذر و اوصي منذر الي سليمة و اوصي سليمة الي بردة ثم قال9 و دفعها بردة الي و انا ادفعها اليك ياعلي (ان) لئلا (تقولوا ماجاءنا من) لتأكيد النفي (بشير و لا نذير) موضع الجار رفع و فاعل (هـ) يدلّ علي ان خفاء الرسل و الحجج عذر للمكلف مقبول اذا ادّي الي خفاء العلائم و الايات (يم) (فقدجاءكم بشير و نذير و اللّه علي كل شي‏ء قدير  19).

(و اذ قال) لمّا ذكّر هذه الامة بنعمته العظمي باظهار اهل الحق و اخذ الميثاق و دفع عدوان اهل الباطل مثّل و عرّض بذكر موسي و قومه (يم) (موسي )محمد9 (يم) (لقومه) لاهل بيته (يم)([114]) (ياقوم اذكروا نعمة اللّه عليكم اذ

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 124 *»

جعل فيكم انبياء) محمداً (يم) رسول‏اللّه و ابرهيم و اسمعيل و ذريته (ث) غير منصرف([115]) (و جعلكم) تكرير الجعل لان النبوة كانت في بيت لاوي و الملك في بيت يوسف فذكر لكل جعلاً و قال فيكم انبياء لانه لم‏يكن كلهم نبياً و قال و جعلكم ملوكاً لان كلهم كان مالكاً علي مايليق بحاله و علي هذا تكرار الجعل لبيان تغير الامرين (يم) (ملوكاً )الائمة (ث) يعني اكمل لكم الدين و الدنيا (يم)([116]) (و اتيكم ما لم‏يؤت

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 125 *»

احداً من العالمين  20) عالمي زمانكم (يم) جميع العالمين (يم).([117])

(يا قوم ادخلوا الارض المقدسة) اي الشام (ث) (التي كتب اللّه) فرض (لكم) دخولها (هـ) روي كتب اللّه لهم ثم بدا له فدخلها ابناء الابناء و روي كتبها لهم ثم محاها (و لاترتدّوا علي ادباركم فتنقلبوا خاسرين  21) حال من الواو.

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 126 *»

(قالوا) و كانوا ستمائة الف (ث) (يا موسي انّ فيها قوماً جبّارين و انّا لن‏ندخلها حتي يخرجوا منها فان‏يخرجوا منها فانّا داخلون  22).

(قال رجلان) يوشع بن نون و كالب بن يوحنا (ث) و سلّم الامر هرون و ابناه و يوشع بن نون و كالب بن يوحنا (ث) و قال هما ابنا عمه (من الذين يخافون انعم) صفة رجلان (اللّه عليهما) حال (ل) (ادخلوا عليهم الباب فاذا دخلتموه فانّكم غالبون) فعصي اربعون الفاً (ث) (و علي اللّه فتوكّلوا) جعل التوكل مفتاح الايمان (ث) (ان كنتم مؤمنين  23) دلّت علي ان التوكل من حدود الايمان (يم).([118])

(قالوا ياموسي انّا لن‏ندخلها ابداً) ظرف (ل) (ماداموا) بدل ابداً (ل) (فيها فاذهب انت) تأكيد (و ربك فقاتلا انّا هيهنا قاعدون  24).

(قال رب انّي لااملك الاّ نفسي و اخي) لايملك الاّ نفسه (يم) فالاخ من يكون مملوكاً او مطيعاً لاخيه (يم) و اخي اما عطف علي ضمير اني او علي ضمير املك او علي نفسي (هـ) روي الوحي كان ينزل علي موسي و موسي يوحيه الي هرون([119])

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 127 *»

(فافرق بيننا و بين القوم الفاسقين  25).

(قال فانّها) اي المصر (ث) (محرّمة عليهم) بدا للّه فانه كتب الدخول اولاً ثم محي (يم) (اربعين) ظرف عامله يتيهون (ل) (سنة) عن كل يوم عبدوا العجل سنة (يتيهون) حال (ل) يتحيرون (هـ) عقوبةً لقولهم اذهب انت و ربك (ث) (في الارض) و كان بينهما و بين المصر اربعة فراسخ (ث) روي كانوا حذو النعل بالنعل ان رسول‏اللّه9 لمّا قبض لم‏يكن علي امر اللّه الاّ علي و الحسن و الحسين و سلمان و المقداد و ابوذر فمكثوا اربعين حتي قام علي7 فقاتل من خالفه (فلاتأس علي القوم الفاسقين  26).

(و اتل عليهم نبأ ابني) علي و ابي‏بكر (يم) (ادم) محمّد9 (يم) لمّا ذكر قصة بني‏اسرائيل و جعله فيهم انبياء و ملوكاً التفت علي نحو من الالتفات الي طغيانهم علي الانبياء و قتلهم انبياءهم فمثّل لهم بقابيل و هابيل فقابيل مثل الملوك و هابيل مثل الانبياء و ادم مثل اسرائيل (يم)([120]) (بالحق اذ) عامله نبأ (قرّبا) هابيل قرّب كبشاً

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 129 *»

من افاضل غنمه و قرّب قابيل من زرعه مالم‏ينق (ث) (قرباناً) جنس (هـ) يقع علي الواحد و الكثير (فتقبّل من احدهما) من علي7 (يم) من هابيل (ث) (و لم‏يتقبّل من الاخر) من ابي‏بكر (يم) من قابيل (ث) (قال لاقتلنّك) بغصب حقك (يم) (قال انما يتقبّل اللّه من المتقين  27) العارفين (ث) فالتقوي شرط قبول الاعمال (يم).

(لئن) للقسم (بسطت الي يدك لتقتلني) لان‏تقتلني (ما) جواب قسم سدّ مسدّ جواب الشرط (انا بباسط يدي) بفتح الياء علي قراءة (ن) و (ر) و حفص (اليك لاقتلك) لان‏اقتلك (انّي) بسكون الياء علي السواد و علي قراءة الحرميين و (و) بفتح الياء (اخاف اللّه ربّ العالمين  28) روي كن عبد اللّه المقتول و لاتكن عبده القاتل (هـ) و روي من قتل مؤمناً متعمداً اثبت اللّه علي قاتله جميع الذنوب و برّأ المقتول منها و ذلك قول اللّه اني اريد الاية.

(انّي) بسكون الياء علي السواد و علي قراءة (ن) بفتحها (اريد ان‏تبوء)ترجع (باثمي) متلبساً و هو حال (ز) (و اثمك فتكون من اصحاب النار و ذلك جزاؤا الظالمين  29).

(فطوّعت) زيّنت او سهّلت (له نفسه قتل اخيه فقتله فاصبح من الخاسرين 30).

(فبعث اللّه غراباً يبحث في الارض ليريه) ليري اللّه قابيل (كيف يواري سوءة اخيه) ماتكره منه اي جسده (قال ياويلتي أعجزت ان‏اكون مثل هذا الغراب فاواري سوءة اخي فاصبح من النادمين  31).

(من) متعلقه النادمين او كتبنا و الاول اولي (اجل ذلك كتبنا) فرضنا (علي

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 130 *»

بني‏اسرائيل) لفظ الاية خاص و معناها عام (ق) لمّا كان المثل قتل بني‏اسرائيل انبياءهم عاد اليهم تشديداً انهم قتلوهم مع ما كتبنا عليهم في سائر الانفس (يم) (انه من قتل نفساً) اماماً (يم) من اخرجها من هدي الي ضلالة (ث)([121]) (بغير نفس) قود (هـ) قتل نفس يوجب الاقتصاص (ص) (او) غير (فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعاً) في ورود مكان يرده القاتلون في جهنم (ث) روي من استنّ بسنة حق كان له اجرها و اجر من عمل بها الي يوم القيمة و من استنّ بسنة باطلة كان عليه مثل وزرها و وزر من عمل بها الي يوم القيمة و لهذا القول من النبي9 شاهد في كتاب اللّه و قرأ قوله من اجل ذلك الاية (و من احياها) انجاها من حرق او غرق (ث) اطعمها من جوع (ث) من اخرجها من ضلال الي هدي (ث)([122]) (فكأنما احيا الناس جميعاً) روي يوضع في موضع من جهنم اليه ينتهي شدة عذاب اهل الدنيا لو قتل الناس جميعاً كان انما يدخل ذلك المكان قيل فان قتل اخر قال يضاعف عليه (و لقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم انّ كثيراً منهم بعد ذلك في الارض لمسرفون  32) المسرفون الذين يستحلون المحارم و يسفكون الدماء (ث).

(انما جزاؤا) مبتدأ (الذين) لمّا ذكر قتل نفس بغير نفس او فساد ذكر حال المحاربين و المفسدين في الارض (يم) (يحاربون) من حمل السلاح بالليل فهو محارب الاّ ان‏يكون رجلاً ليس من اهل الريبة (ث) المحارب كل من شهر السلاح و اخاف الطريق سواء كان في المصر او خارج المصر (ث) و روي فيمن ضرب مسلماً في السوق و اخذ ثوبه و استقضاه فهو من اهل هذه الاية (اللّه) اولياء اللّه (يم)

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 131 *»

(و رسوله) بغصب حق علي7 (يم)([123]) (و يسعون في الارض فساداً) علة او مصدر (ز) حال (ان‏يقتّلوا) خبر جزاء (هـ) ان قتل (ث) (او يصلّبوا) بعد القتل ان قتل و اخذ المال (ث) (او تقطّع ايديهم و ارجلهم من خلاف) ان اخذ المال و لم‏يقتل (ث) (او ينفوا) سنةً (ث) (من الارض) ان اخاف السبيل وحده و شهر السيف (ث) ينفي من مصر الي اخر (ث) و روي في النفي القذف في البحر (ث) روي انّ او للتخيير و الخيرة للامام (ل) الذي ينفي لايبايع و لايؤوي و لايتصدق عليه و لايطعم (ث) و حدّ النفي سنة (ث) و روي لاتجالسوه و لاتبايعوه و لاتناكحوه و لاتشاربوه فيفعل ذلك به سنةً فان خرج من ذلك المصر الي غيره كتب اليهم بمثل ذلك حتي تتم السنة و روي يضرب عنقه ان اراد الدخول في ارض الشرك و روي في معني النفي الحبس و روي القذف في البحر (ذلك لهم خزي في الدنيا و لهم في الاخرة عذاب عظيم  33).

(الاّ الذين) مرفوع مبتدأ او منصوب بالاستثناء (تابوا من قبل ان‏تقدروا )قبل ان‏يأخذه الامام (ث) (عليهم فاعلموا) خبر الذين علي وجه (انّ اللّه غفور رحيم34).

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 132 *»

(ياايّها الذين امنوا اتقوا اللّه و ابتغوا اليه) تقربوا اليه بالامام (ق) (الوسيلة) ال‏محمد: (ث) عن علي7 انا وسيلته (هـ) روي الوسيلة درجتي في الجنة و هي الف مرقاة مابين المرقاة الي المرقاة حضر الفرس الجواد شهراً الخبر فعلي ذلك فـابتغوا اليه الوسيلة الوسيلة هي المفعول و اليه حال له مقدم يعني فابتغوا الوسيلة الي اللّه لمحمد و ال‏محمد: كماروي اذا سألتم اللّه لي فاسألوه الوسيلة (يم) (و جاهدوا في سبيله) في سبيل الوسيلة (يم) في علي و في شيعته (يم) (لعلكم تفلحون  35) نهي عن المحاربة و الفساد بالامر بالتقوي و امر بطلب الوسيلة و الجهاد في الولي (يم).

(انّ الذين كفروا) بعلي7 (يم) (لو انّ) في موضع الحال (لهم) الجملة خبر انّ بالفتح (ما في الارض جميعاً و مثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيمة ماتقبّل منهم) جزاء لو سدّ مسدّ خبر انّ بالكسر (يم) (و لهم) حال او عطف علي خبر انّ (عذاب اليم  36).

(يريدون) يريد اعداء علي7 (ث) (ان‏يخرجوا من النار و ما هم) اعداء علي7(ث) (بخارجين منها) الاية صريحة في خلودهم الابدي و عذابهم الدائمي (يم) (و لهم عذاب مقيم  37).

(و السارق) مبتدأ (هـ) قيل اي فيما كتب عليكم السارق (يم) لمّا ذكر الفساد في الارض و المحاربة ذكر السرقة و حدّها (يم) (و السارقة فاقطعوا ايديهما) في ربع دينار بلغ الدينار مابلغ (ث) الفاء في الخبر للشرط المنوي كأنه قال من سرق فاقطعوا يده (هـ) روي لايقطع السارق حتي يقرّ مرتين فان رجع ضمن السرقة و لم‏يقطع اذا لم‏يكن له شهود (ث) تقطع يد السارق و يترك ابهامه و صدر راحته و تقطع رجله و يترك عقبه يمشي عليها (ث) و علّل في خبر انّ السجود علي سبعة اعظم منها اليدان و قد قال و انّ المساجد للّه و ماكان للّه لم‏يقطع، صلوات اللّه علي ال‏محمد: (جزاءً )مفعول‏له او مصدر (بما) متعلقه اقطعوا (كسبا نكالاً) عقوبةً (هـ) مفعول‏له او

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 133 *»

مصدر لمعني فاقطعوا (من اللّه و اللّه عزيز حكيم  38).

(فمن تاب من بعد ظلمه و اصلح فانّ اللّه يتوب عليه انّ اللّه غفور رحيم39).

(الم‏تعلم انّ اللّه له ملك السموات و الارض يعذّب من يشاء و يغفر لمن يشاء و اللّه علي كل شي‏ء قدير  40).

(ياايها الرسول لايحزنك الذين يسارعون في الكفر) بعلي7 (يم) لمّا كان اصل الكلام في الميثاق و الايمان و حدوده و التذكير بالنبي9 اراد تسلية النبي9 من الكافرين (يم) (من الذين قالوا) عبداللّه بن ابي (ق) (امنّا بافواههم) نزلت في قتل وقع بين قريظة و بني‏النضير فسألوا عنه النبي9 بواسطة عبداللّه بن ابي (ق) (و لم‏تؤمن) حال (قلوبهم) عن علي7 ليس كل من وقع عليه اسم الايمان كان حقيقاً بالنجاة مما هلك به الغواة و لو كان كذلك لنجت اليهود مع اعترافها بالوحدانية و اقرارها و نجي سائر المقرين بالتوحيد من ابليس فمن دونه في الكفر و قدبيّن اللّه ذلك بقوله و من الذين قالوا امنّا بافواههم الاية فالايمان بالقلب هو التسليم للربّ و من سلّم الامور لمالكها لم‏يستكبر عن امره (و من الذين) عطف علي من الذين اوّل (ز) (هادوا سمّاعون) فريق (ل) هم (هـ) او مبتدأ لقوله من الذين او فاعل للظرف (للكذب) اللام للتأكيد او لتضمن السماع معني القبول او للعلة اي سمّاعون كلامك ليكذبوا عليك (ز) هم عبداللّه و بني‏النضير (ق) اي سمّاعون قولك لاجل ان‏يكذبوا عليك (سمّاعون لقوم اخرين) لاجل قوم اخرين ان‏يرووا لهم (لم‏يأتوك) صفة (يحرّفون) صفة سمّاعون او حال (الكلم من بعد مواضعه )وضعه اياه مواضعه (هـ) كل جمع الفرق بينه و بين مفرده التاء يجوز فيه التذكير و التأنيث كالنخل و النخلة و منها الكلم و الكلمة (يقولون) حال (ل) (ان اوتيتم هذا) ماتحبون من الحكم في قتلاكم (فخذوه و ان لم‏تؤتوه فاحذروا و من يرد اللّه فتنته فلن‏تملك له من اللّه شيئاً اولئك الذين لم‏يرد اللّه) يدلّ علي حدوث

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 134 *»

الارادة (يم)([124]) (ان‏يطهّر قلوبهم لهم في الدنيا خزي و لهم في الاخرة عذاب عظيم  41).

(سمّاعون) هم (ل) قولك لاجل ان‏يكذبوا عليك (يم) (للكذب اكّالون للسحت) بسكون الحاء علي قراءة السواد و علي قراءة (ث) و (و) و (س) بضمها و هم القارئون بالحمرة (هـ) روي في السحت هو الهدية بعد قضاء الحاجة و روي كل شي‏ء غلّ من الامام فهو سحت و اكل مال اليتيم و شبهه سحت الي ان قال فاما الرشا في الحكم فان ذلك الكفر باللّه العلي العظيم و روي الصناع اذا سهر الليل كله فهو سحت (هـ) روي السحت بين الحلال و الحرام و هو ان‏يوجر الرجل نفسه علي المسكر و لحم الخنزير و اتخاذ الملاهي فاجارته نفسه حلال و من جهة مايحمل و يعمل هو سحت (فان جاءوك فاحكم بينهم او اعرض عنهم و ان تعرض عنهم فلن‏يضرّوك شيئاً و ان حكمت فاحكم بينهم بالقسط) بالعدل (انّ اللّه يحبّ المقسطين  42) و روي ان الحاكم اذا اتاه اهل التورية و اهل الانجيل يتحاكمون اليه كان ذلك اليه ان شاء حكم بينهم و ان شاء تركهم.

(و كيف يحكّمونك و عندهم التورية فيها حكم اللّه ثم يتولّون) عن متابعة التورية او عن حكمك الموافق للتورية (يم) (من بعد ذلك و ما اولئك بالمؤمنين43) بكتابهم (ز).

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 135 *»

(انّا انزلنا التورية) لمّا ذكر محاكمتهم الي النبي9 ساق الكلام الي بيان حكم الكتاب (يم) (فيها هدي و نور يحكم بها النبيون الذين) صفة نعت و مدح لا صفة فرق (ل) (اسلموا للذين) يتعلق بيحكم او يهدي (هـ) او متعلق بانزلنا (ز) (هادوا) تابوا (و الربّانيّون) الائمة (ث) المربّون للناس (و الاحبار )و  العلماء (هـ) العلماء (ث) (بما) مصدرية (هـ) متعلق بالاحبار او بيحكم (استحفظوا من كتاب اللّه) الاستحفاظ غير الحمل بل هو العلم بخاصه و عامه و محكمه و متشابهه و دقائق علمه و غرائب تأويله و ناسخه و منسوخه حاصل الخبر (و كانوا) عطف علي استحفظوا او حال (عليه شهداء فلاتخشوا الناس و اخشون و لاتشتروا باياتي ثمناً قليلاً و من لم‏يحكم بماانزل اللّه) ممن له سوط و عصي (ث) (فاولئك هم الكافرون44) الساترون للحق (هـ) روي من حكم في درهمين بغير ماانزل اللّه عزوجل فهو كافر باللّه العظيم و في رواية قيّده ثم جبر عليه قيل و كيف يجبر عليه فقال يكون له سوط و سجن فيحكم بحكومة فان رضي بحكمه و الاّ ضربه بسوطه و حبسه في سجنه.

(و كتبنا) فرضنا (عليهم فيها انّ النفس بالنفس) هي منسوخة بقوله كتب عليكم القصاص (ق) روي هذه الاية محكمة (و العين) علي النصب في قراءة السواد و علي الرفع في قراءة (س) (هـ) علي الرفع علي المعني (ل) (بالعين و الانف )علي القراءتين (بالانف و الاذن) ايضاً علي القراءتين المزبورتين (بالاذن) و قرأ (ن) بسكون الذال فيهما (و السنّ) علي القراءتين السابقتين (بالسنّ و الجروح )علي النصب في السواد و علي الرفع في قراءة (ث) و (و) و (ر) (قصاص) خبر (فمن تصدّق به فهو كفارة له) يكفّر عنه عن ذنوبه بقدر ما عفي عن جراح او غيره (ث) (و من لم‏يحكم بماانزل اللّه فاولئك هم الظالمون  45).

(و قفّينا) اتبعنا (علي اثارهم) النبيين (بعيسي ابن مريم مصدّقاً) حال عن عيسي (يم) (لما بين يديه من التورية و اتيناه الانجيل فيه) خبر (هدي )

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 136 *»

مبتدأ (هـ) الجملة حالية (و نور و مصدّقاً) حال عن الانجيل (يم) (لمابين يديه من التورية و هدي) حال (و موعظةً للمتقين  46) يمكن في التأويل القول بان المراد باليهود بنوامية لعنهم‏اللّه الحاكمون بغير ماانزل اللّه في ال‏محمد: لانهم قتلوا النفوس بغير نفس و عوّروا العيون بغير عين و الاذان و السنّ و الجروح بغير طلاب فكفروا باللّه و ظلموا ال‏محمد: و كانوا صاحب سوط و سجن و هم اشد عداوةً لال‏محمد و اما النصاري فهم بنوعباس اقربهم مودةً لمماسة رحمهم و لين جانبهم و هم الحاكمون بغير ماانزل اللّه في ال‏محمد و هم الفاسقون و القائم هو الحاكم بماانزل اللّه يحكم بالحق و كذا علي7 هو الكتاب المهيمن (يم).

(و ليحكم) بسكون اللام و جزم الاخر علي قراءة السواد و بكسر اللام و نصب الاخر علي قراءة (ح) و هو القارئ بالحمرة (اهل الانجيل بماانزل اللّه فيه و من لم‏يحكم بماانزل اللّه فاولئك هم الفاسقون  47).

(و انزلنا اليك الكتاب بالحق مصدّقاً) حال الكتاب (لمابين يديه من )جنس (يم) (الكتاب و مهيمناً) حال (عليه) فهذا الكتاب اشرف من جميع الكتب السماوية لانه مهيمن علي مابين يديه (يم) (فاحكم بينهم بماانزل اللّه )روي لايحلف اليهودي و لا النصراني و لا المجوسي بغير اللّه انّ اللّه يقول فاحكم بينهم بماانزل اللّه (و لاتتّبع اهواءهم) تضمن معني لاتنحرف لاجل عمّا (ز). متجاوزاً (عمّا جاءك من الحق لكل جعلنا منكم) ايها الامم (شرعةً و منهاجاً) سبيلاً و سنةً (ث) لكل نبي شريعة و طريق (ق) لايدلّ الاية انّ الواجب علي كل امة الان ان‏يعمل بشرعه بل تدلّ علي انه جعل لهم سابقاً لكل امة شرعة و اما بعد بعث النبي يجب علي الكل ان‏يتبعوا شرعته لانه قال اني رسول اللّه اليكم جميعاً (يم) و يحتمل ان‏يكون قوله منكم خطاباً لامتنا فلكل قرن منهم شرعة و امام و انما ذلك ليبلوهم في طاعة اللّه و رسوله (يم) (و لو شاء اللّه لجعلكم امة واحدة ولكن) جعلكم في شرايع و مناهج(ليبلوكم) ليختبركم (ق) (فيما اتيكم فاستبقوا الخيرات) الولاية (ث)

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 137 *»

طاعة الامام([125]) (الي اللّه مرجعكم جميعاً فينبّئكم بما كنتم فيه تختلفون  48) دلّت الاية علي ان اختلاف الحجج لاجل الابتلاء و الاختبار ليتبين المسلم من غير المسلم لان الطباع مختلفة و انسها بالاشياء مختلفة (يم).

(و ان احكم) عطف علي الكتاب في الاية السابقة (بينهم بماانزل اللّه) كرّر ان احكم لانّ في القضية كان حكمان بينهم في قتل و زنا (ث) لم‏يقل في هذا المقام و من لم‏يحكم بماانزل اللّه فهو كذا تكريماً للنبي9 و لعصمته و عدم الحاجة الي التعريض و و قوله و لاتتّبع اهواءهم من باب اياك اعني و اسمعي ياجارة و نزل القرءان عليه (يم) (و لاتتّبع) ايها السامع (يم) من باب اياك اعني و اسمعي يا جارة لعموم الخبر (يم) (اهواءهم و احذرهم) ايها السامع (يم) (ان‏يفتنوك عن بعض ماانزل اللّه) الولاية (يم) (اليك فان تولّوا) صاروا والياً علي الناس قهراً (يم)[126]) فاعلم انمايريد اللّه ان‏يصيبهم) فمحض توليهم اصابة اللّه اياهم و ارادة اللّه الاصابة (يم) (ببعض ذنوبهم) في الدنيا (يم) و يجازيهم بسائر ذنوبهم في

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 138 *»

الاخرة (يم)([127]) (و انّ كثيراً من الناس لفاسقون  49).

(أفحكم الجاهلية) روي الحكم حكمان حكم اللّه و حكم الجاهلية (يبغون) بالياء علي السواد و علي قراءة (ر) بالتاء و هو القارئ بالحمرة (و من احسن من اللّه حكماً لقوم) متعلقه احسن (يوقنون  50).

(ياايّها الذين امنوا) لمّا نهي عن اتباع اهوائهم و بيّن كفرهم و فسقهم و ظلمهم نهي عن اتخاذهم اولياء و الركون اليهم (يم) (لاتتخذوا اليهود) الثاني (يم) (و النصاري) الاول (يم) (اولياء) من اتبع احداً فقد اتخذه ولياً (يم)([128]) (بعضهم

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 139 *»

اولياء بعض و من يتولّهم منكم فانه منهم) فيها صراحة بانّ من احبّ قوماً فهو منهم ففيها اشارة و بشارة لقوم يفقهون (يم) عن الصادق7 من تولّي ال‏محمد و قدّمهم علي جميع الناس بما قدّمهم من قرابة رسول‏اللّه9 فهو من ال‏محمد: لا انه من القوم باعيانهم و انما هو منهم بتوليه لهم و اتباعه اياهم و كذلك حكم اللّه في كتابه و من يتولّهم الاية و قول ابرهيم من اتبعني فانه مني (انّ اللّه لايهدي القوم الظالمين  51) فيه دلالة علي التقرير (يم).

(فتري الذين) نزلت في عبداللّه بن ابي (ق) (في قلوبهم مرض يسارعون فيهم) في موالاتهم (يقولون نخشي ان‏تصيبنا دائرة) دولة تدور للكافرين علي المسلمين (فعسي اللّه ان‏يأتي) منصوب بعسي (ل) (بالفتح او امر) القائم (يم)([129]) (من عنده فيصبحوا علي مااسرّوا في انفسهم نادمين  52 )اذن في هلاك بني‏امية بعد احراق زيد سبعة ايام (ث).

(و يقول) علي الرفع في قراءة السواد و علي النصب و حذف الواو في قراءة الحرميين و النصب و اثباتها في قراءة (و) (هـ) يقول علي النصب معطوف علي معني عسي اللّه ان‏يأتي فان معناه عسي ان‏يأتي اللّه (الذين امنوا أهؤلاء الذين اقسموا

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 140 *»

باللّه جهد) مصدر (ل) (ايمانهم) باغلظ ايمانهم (انهم لمعكم حبطت اعمالهم فاصبحوا خاسرين  53).

(ياايها الذين امنوا) ظاهراً (يم)([130]) (من يرتدّ) علي السواد و قرأ (ن) و (ر) يرتدد بفكّ الادغام (هـ) يرجع (منكم) الذين غصبوا ال‏محمد حقهم (ق) من جملتكم (عن دينه) عن الولاية (يم)([131]) (فسوف يأتي اللّه) نزلت في علي7 (ث) (بقوم )مع القائم (ث) القوم الاتي هم اميرالمؤمنين و اصحابه حين قاتل من قاتله من

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 141 *»

الناكثين و القاسطين و المارقين (ث) (يحبّهم) نعت (ل) (و يحبّونه) هم من الفارس (ث) (اذلّة علي المؤمنين اعزّة علي الكافرين) فالتذلّل للمؤمنين و التعزّز علي الكافرين من اسباب محبة اللّه لعبده و محبة العبد للّه و علامته ذلك (يم) (يجاهدون في سبيل اللّه) في علي7 (يم) (و لايخافون لومة لائم ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء و اللّه واسع عليم  54).

(انما وليّكم اللّه) اي انما اولي بكم و باموالكم من انفسكم (ث) حصر الولاية يدلّ علي ان المراد بها الاولي بالتصرف (هـ) لمّا نهي عن موالاة الكافرين و هدّد علي الارتداد اراد ان‏يبيّن امر من يجب ولايته و ولاية اوليائه (يم) (و رسوله و الذين امنوا) يعني علياً و اولاده الائمة الي يوم القيمة (ث) (الذين يقيمون الصلوة و يؤتون الزكوة و هم) حال من يؤتون (راكعون  55) طرح الي السائل حلّة قيمتها الف دينار (ث) و روي كان خاتماً (هـ) روي كل من بلغ من اولاده مبلغ الامامة يكون بهذه النعمة مثله فيتصدقون و هم راكعون و السائل الذي سأل اميرالمؤمنين من الملائكة و الذين يسألون الائمة من اولاده يكونون من الملائكة (هـ) و عن علي بن محمد العسكري7 اتفقت روايات العلماء في ذلك لاميرالمؤمنين انه تصدق بخاتمه و روي ان الخاتم الذي تصدق به وزن اربعة مثاقيل حلقته من فضّة و فصّه وزنه خمسة مثاقيل و هو من ياقوتة حمراء و ثمنه خراج الشام و خراج الشام ثلثمائة جمل من فضة و اربعة اجمال من ذهب و كان الخاتم لمروان بن طوق قتله اميرالمؤمنين و اخذ الخاتم من اصبعه و اتي به الي النبي فاعطاه اياه و قيل انه كان خاتم سليمان بن داود عن الغزالي في كتاب سرّ العالمين.

(و من) مبتدأ (يتولّ اللّه) موضع من مبتدأ و الجزاء موضع خبر بمعني من (و رسوله و الذين امنوا) الائمة (ث) علياً و اله (يم) (فانّ) فيه معني الجزاء (حزب اللّه هم الغالبون  56) فالذي يتولي اللّه و رسوله و الائمة و شيعتهم هو من حزب اللّه الغالب (يم) روي يجي‏ء رسول‏اللّه9 يوم القيمة اخذاً بحجزة ربه و نحن

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 142 *»

اخذون بحجزة نبينا و شيعتنا اخذون بحجزتنا فنحن و شيعتنا حزب اللّه و حزب اللّه هم الغالبون ثم فسّر الحجزة بالدين.

(ياايّها الذين امنوا لاتتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزواً و لعباً من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم) ثم نهي عن موالاة الذين يخالفون الولي الذي هو الدين و يتخذونه لعباً من اهل الكتاب و من كفار هذه الامة (يم) يمكن ان‏يكون الخطاب الي ال‏محمد:نهوا ان‏يتخذوا اهل الكتاب و كفار هذه الامة لهم شيعة فتدبر كماامروا بقوله ان اتخذي من الجبال بيوتاً (يم) (و الكفار) علي النصب في السواد و علي قراءة (و) و (س) علي الجرّ (هـ) عطف علي الذين اول او الثاني (ل) الذين في عصركم او قبلكم (هـ) من هذه الامة (اولياء و اتقوا اللّه ان كنتم مؤمنين  57) فالايمان شرطه التقوي (يم).

(و اذا ناديتم) في الاذان او دعوتم الي الولاية (يم) (الي الصلوة اتخذوها هزواً و لعباً) ثم وصفهم و ذكر علامتهم بانّكم اذا دعوتم الي الولاية و ذكرتم فضائل ال‏محمد: اتخذوها هزواً و لعباً و يحتمل في الظاهر عيبهم علي الشيعة قول «علي ولي اللّه» و «حي علي خير العمل» (يم)([132]) (ذلك بانّهم قوم لايعقلون  58).

(قل يا اهل الكتاب هل تنقمون منّا) عرّض باهل الكتاب بالمناسبة الظاهرية لسابق الكلام (يم) (الاّ ان) مستثني (هـ) منصوب بتنقمون (ل) (امنّا باللّه و ماانزل الينا) في علي (يم) (و ماانزل من قبل) فامر علي في جميع الكتب (يم)([133])

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 143 *»

(و انّ) مستثني او معطوف علي اللّه اي امنّا بان (هـ) او هذا لمقابلة الكلام (هـ) فالايمان بانّ اكثر اهل الكتاب فساق جزء للايمان تدبر (يم) (اكثركم فاسقون  59).

(قل هل انبّئكم بشرّ من ذلك) ممانقمتم به علينا (مثوبةً) جزاء (هـ) تمييز (هـ) وضعت محل العقوبة (ز) (عند اللّه) هم (من لعنه اللّه و غضب عليه و جعل منهم القردة و الخنازير و عبد) بقراءة فتح الباء في السواد و بضمها في قراءة (ح) و هو القارئ بالحمرة (الطاغوت) منصوباً علي السواد و مخفوضاً علي الحمرة (هـ) علي قراءة عبد بضم الباء و كسر الطاغوت ان عبد اسم واحد معناه جمع كقوله و ان تعدّوا نعمة اللّه فالمعني جعل منهم عباد الطاغوت فهو معطوف علي القردة (هـ) علي ضم الباء اسم للمبالغة و المعني جعل منهم من بالغ في عبادة الطاغوت (ل) (اولئك شرّ مكاناً) تمييز (و اضلّ عن سواء السبيل  60).

(و اذا جاءوكم) مثل عبداللّه بن ابي و غيره (قالوا امنّا و قد) حال (دخلوا

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 144 *»

بالكفر) بمصاحبة الكفر (يم) (و هم قدخرجوا به) من الايمان (يم) (و اللّه اعلم بماكانوا يكتمون  61).

(و تري كثيراً منهم يسارعون في الاثم) في قول الاثم (يم) الاوّل (يم) (و العدوان) مجاوزة حدود اللّه (هـ) الثاني (يم) (و اكلهم السحت) مابين الحلال و الحرام (ق) مايؤدي الي الاستيصال (هـ) الثالث (يم) كان السحت هو كل عوض حرام قد لبّس عليه بعض صور الحلال (يم)([134]) (لبئس ماكانوا يعملون  62).

(لولا) هلاّ (ينهيهم الربّانيّون) المربّون (و الاحبار) العلماء (عن قولهم الاثم و اكلهم السحت) فالنهي عن المنكر شأن الربانيون و الاحبار الذين هم حكّام (يم) (لبئس) لام قسم (هـ) شيئاً (ماكانوا يصنعون  63).

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 145 *»

(و قالت اليهود يد اللّه مغلولة) مقبوضة بخيلة (هـ) اي قد فرغ من الامر لايزيد و لاينقص (ث) (غلّت ايديهم) شدّت علي اعناقهم او قبضت ايديهم (هـ) عن ابي‏جعفر7 اليد في كلام العرب القوة و النعمة قال و اذكر عبدنا داود ذا الايد و السماء بنيناها بايدٍ اي بقوة و انّا لموسعون قال و ايّدهم بروح منه اي قوّاهم و يقال لفلان عندي يد بيضاء اي نعمة (و لعنوا بما قالوا بل يداه) روي جعلنا يده المبسوطة (مبسوطتان) بالرحمة و المغفرة (ث) (ينفق كيف يشاء) اي يقدم و يؤخر و يزيد و ينقص و له البداء و المشية (ث) يقول يمحو اللّه مايشاء و يثبت (ث) (و ليزيدنّ كثيراً منهم ماانزل اليك) من ولاية علي7 (يم) (من ربك طغياناً و كفراً و القينا بينهم العداوة و البغضاء الي يوم القيمة كلما اوقدوا ناراً للحرب اطفأها اللّه) اي كلما اراد جبار من الجبابرة هلكة ال‏محمد: قصمه اللّه (ث) (و يسعون في الارض فساداً و اللّه لايحبّ المفسدين  64).

(و لو انّ اهل الكتاب امنوا) بولي اللّه (يم) (و اتقوا) من ولاية اعدائه (يم) (لكفّرنا) لسترنا (عنهم سيئاتهم و لادخلناهم جنات النعيم  65).

(و لو انّهم اقاموا التورية و الانجيل و ما) الولاية (ث) (انزل اليهم) في محمد و علي8 (يم) (من ربهم لأكلوا من فوقهم) المطر (ق) من السلاطين و العلماء (يم) (و من تحت ارجلهم) النبات (ق) من العبيد و المطوعين (يم)([135])

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 146 *»

(منهم امة مقتصدة) اسلموا (ق) روي انّ امة موسي تفرقت احدي و سبعين فرقة واحدة في الجنة و الباقون في النار و تفرقت امة عيسي اثنتين و سبعين فرقة واحدة في الجنة و الباقون في النار و تفرقت هذه الامة بثلث و سبعين فرقة فرقة منها ناجية و الباقون في النار و هو قوله منهم امة الاية (و كثير منهم ساء) قبح (ما) حرف موصول او اسمه (يعملون  66).

(ياايها الرسول بلّغ ماانزل اليك من ربك) في علي (ث) كذا نزلت (و ان لم‏تفعل فمابلّغت رسالته) علي السواد و قرأ (ن) و (ر) رسالاته (هـ) و حبط عملك (ث) لمّا كان اصل الكلام في عقد الولاية و اوضح امر الولي باية الولاية و بيّن تمام النعمة و كمال الايمان به انتقل الي امر الرسول بالتصريح (يم) دلّت الاية علي انّ الولاية اساس الرسالة و لم‏يرسل الرسول الاّ لها فانه يقول ان لم‏تبلّغ الولاية لم‏تبلّغ الرسالة فتدبر (يم). أتخشي الناس (ث) (و اللّه يعصمك من الناس) قيل للرضا7 انه يروي انه توفي النبي9و هو في تقية فقال اما بعد قوله ياايها الرسول بلّغ الاية فانه ازال كل تقية بضمان اللّه عزّوجلّ و بيّن امر اللّه ولكن قريش فعلت مااشتهت و اما قبل نزول الاية فلعله (انّ اللّه لايهدي القوم الكافرين  67) فيه نصّ علي التقرير (يم).

(قل يا اهل الكتاب) لمّا بيّن امر الولاية انتقل الي اهل الكتاب انهم هالكون الاّ ان‏يقيموا حكم التورية في محمد و علي خليفته و القائم مقامه (يم) (لستم علي شي‏ء حتي تقيموا التورية و الانجيل و ماانزل) ولاية علي (ث) روي هي ولايتنا (اليكم) من التصديق بمحمد و علي و الهما صلوات اللّه عليهم (يم) (من ربّكم و ليزيدنّ كثيراً منهم ماانزل اليك) من ولاية اميرالمؤمنين (ث) (من ربّك طغياناً و كفراً فلاتأس) تحزن (علي القوم الكافرين  68).

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 147 *»

(انّ الذين) اسم (امنوا) في الظاهر (يم) (و الذين هادوا) صاروا يهوداً (و) كذا (يم) او عطف علي محل انّ ام خبر انّ محذوف بقرينة خبر المبتدأ و لاضير (يم) (الصابئون) قوله و الصابئون علي تأويل و كذا الصابئون و النصاري و ذلك احسن ممازعموا في  معناه و ليس محمولاً علي التأخير بل هو تشبيه بالتأكيد و قد غفل عن ذلك الاكثرون (يم) (و النصاري من) شرط (هـ) او بدل الذين (يم) (امن) منهم (باللّه) و الجملة الشرطية خبر انّ (و اليوم الاخر و عمل صالحاً فلا) جزاء (خوف عليهم و لا هم يحزنون  69).

(لقد) قسم (اخذنا ميثاق بني‏اسرائيل) ثم عرّض بذكر بني‏اسرائيل انه كان فيهم بعد موسي انبياء يقيمون التورية و هم كذّبوا فريقاً و قتلوا فريقاً كذلك دأب هذه الامة في سلوكهم مع قيّمي القرءان (يم) (و ارسلنا اليهم رسلاً كلما جاءهم رسول بمالاتهوي انفسهم فريقاً) مفعول مقدم (كذّبوا و فريقاً) مفعول مقدم (يقتلون70) قوله فريقاً يقتلون عطف مستقبل علي الماضي لموافقة رؤس الاي في الظاهر و يمكن ان‏يكون قوله كلماجاءهم مع ما في صلته كلاماً مستأنفاً و يكون الضمير راجعاً الي هذه الامة ففريقاً كذّبوا و هو محمد9 و فريقاً يقتلون كال‏محمد: و المراد بالرسول الحجة و كان القتل مستقبلاً حين نزول الاية (يم).

(و حسبوا الاّتكون) علي السواد و قرأ (و) و (ح) و (س) علي الرفع (هـ) تقع (فتنة) حيث كان النبي9 بين اظهرهم (ث) (فعموا و صمّوا) حين قبض رسول‏اللّه9(ث) بعد عيسي7 (يم) (ثم تاب اللّه عليهم) بمحمد9 (يم) حيث قام علي7(ث) (ثم عموا و صمّوا) بعد محمد9 (يم) (كثير) بدل واو صمّوا او من باب اكلوني البراغيث و هو لغة (منهم) الي الساعة (ث) (و اللّه بصير بمايعملون 71).

(لقد كفر الذين) ثم  ذكر امر الغلاة بعد المقصرين (يم) (قالوا) القائلون هم اليعقوبية قالوا انّ اللّه اتحد بالمسيح فصارا شيئاً واحداً (انّ اللّه هو المسيح ابن

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 148 *»

مريم و قال المسيح يا بني‏اسرائيل اعبدوا اللّه ربّي و ربّكم انه من يشرك باللّه )بولي اللّه (يم) (فقد حرّم اللّه عليه الجنة) ولاية ال‏محمد: (يم)[136] (و مأويه النار و ما للظالمين) اي المشركين لقوله انّ الشرك لظلم عظيم (يم) (من انصار72) فيه نصّ علي التقرير و التسديد (يم).

(لقد كفر الذين قالوا انّ اللّه) ولي (يم) (ثالث ثلثة) الصنمين و الولي الحق (يم)([137]) هذا القول عن جمهورهم من المكائية و اليعقوبية و النسطورية

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 149 *»

فيقولون ثلثة اقانيم جوهر واحد اب و ابن و روح‏القدس و هم معاً اله و شي‏ء واحد (و ما من) للتوكيد (اله) ولي (يم) (الاّ اله) ولي (يم) بدل اله اول (ل) (واحد و ان لم‏ينتهوا عمايقولون ليمسّنّ) قسم (الذين كفروا منهم عذاب اليم  73).

(أفلايتوبون) استفهام اريد به الامر (هـ) يرجعون (يم) (الي اللّه) ولي (يم) (و يستغفرونه و اللّه) حال (يم) (غفور رحيم  74).

(ما المسيح ابن مريم الاّ رسول قد خلت من قبله الرسل و امّه صديقة كانا يأكلان الطعام) كناية اي كانا يتغوّطان (ث) (انظر كيف نبيّن لهم الايات ثم انظر انّي يؤفكون  75) يصرفون.

(قل أتعبدون من دون اللّه ما لايملك لكم ضرّاً و لا نفعاً و اللّه هو السميع العليم  76) فلاسميع و لا عليم سواه (يم).

(قل يا اهل الكتاب لاتغلوا في دينكم غير) حال (الحق و لاتتبعوا اهواء قوم) هم النصاري (ث) (قد ضلّوا) اليهم الاشارة في قوله و لا الضالّين (ث) (من قبل و اضلّوا كثيراً و ضلّوا) الان (عن سواء السبيل  77).

(لعن الذين كفروا) الايات كلها تعريض بهذه الامة (يم) (من بني‏اسرائيل علي لسان داود) فصاروا قردة (ث) روي انهم الخنازير (و عيسي ابن مريم )

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 150 *»

فصاروا خنازير (ث) روي انهم القردة (ذلك بما عصوا و كانوا يعتدون  78).

(كانوا لايتناهون عن منكر) الثاني (يم)([138]) (فعلوه لبئس) قسم (ما )نكرة اي شيئاً (هـ) او بمعني الذي (ل) (كانوا يفعلون  79) عن ابي‏عبداللّه7 اما انهم لم‏يكونوا يدخلون مداخلهم و لايجلسون مجالسهم ولكن اذا لقوهم ضحكوا في وجوههم و انسوا بهم (هـ) القمي: كانوا يأكلون لحم الخنزير و يشربون الخمور و يأتون النساء ايام حيضهن (هـ) اقول: ماانسب الاول بالاول و الثاني بالثاني و الثالث بالثالث (يم).

(تري كثيراً منهم يتولّون الذين كفروا) الخلفاء (يم)([139]) (لبئس) قسم

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 151 *»

(ما )شيئاً (قدّمت لهم انفسهم) هو (ل) (ان) مصدرية و في محل الرفع علي انه المخصوص او معناه لانه سخط اللّه (سخط اللّه عليهم و في العذاب هم خالدون80) فمتولّي الكفار مسخوط عليه مخلد في العذاب (يم)([140]) عن ابي‏جعفر7 يتولون الملوك الجبارين و يزيّنون لهم اهواءهم ليصيبوا من دنياهم.

(و لو كانوا يؤمنون باللّه و النبي و ماانزل اليه) من ولاية علي و اله الطاهرين (يم) (مااتخذوهم اولياء ولكنّ كثيراً منهم فاسقون  81) فنفي عن موالي الكفار اسم الايمان و اثبت لهم الفسق كماقال أو من كان مؤمناً كمن كان فاسقاً و انما ذلك لان اللّه يقول و من يتولّهم منكم فانه منهم (يم).

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 152 *»

(لتجدنّ) قسم (اشدّ الناس عداوةً) تمييز (للذين امنوا اليهود و الذين اشركوا) بعلي7 من هذه الامة (يم) (و لتجدنّ) قسم (اقربهم مودةً) تمييز (للذين امنوا الذين قالوا انا نصاري ذلك بانّ منهم) بعضهم (يم) (قسّيسين و رهباناً) كانوا بين عيسي و محمد ينتظرون مجي‏ء محمد9 (ث) (و انّهم لايستكبرون  82).

(و اذا) عطف علي لايستكبرون (ز) (سمعوا) نزلت في النجاشي و القسيسين الذين ارسلهم الي رسول‏اللّه9 (ق) (ماانزل الي الرسول تري اعينهم تفيض)حال (ل) (من الدمع) تنصبّ من امتلاء الدمع (ز) (مما) ابتدائية (ز) (عرفوا من)تبيين او تبعيض (ز) (الحق يقولون) حال (ربنا امنّا فاكتبنا مع الشاهدين  83)مع الائمة: (يم).([141])

(و ما لنا لانؤمن) حال (باللّه و ماجاءنا من) تبيين (هـ) او ابتدائية اي من اللّه (الحق) في علي (يم) (و نطمع ان‏يدخلنا) الجنة (يم) (ربنا) امامنا (يم) (مع القوم) او مع بمعني في (يم) (الصالحين  84) الشيعة (يم) فدليل صدق

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 153 *»

الطمع الايمان و العمل (يم).([142])

(فاثابهم اللّه) جازاهم (بما قالوا) فتبين انّ للقول بالحق ايضاً اثار و ثواب كما انّ للقول بالباطل اثار و يقول اللّه سبحانه و لعنوا بما قالوا (يم) (جنات تجري)نعت (ل) (من تحتها الانهار خالدين) حال (ل) (فيها و ذلك جزاء المحسنين  85) فالقول بالحق من الاحسان (يم).

(و الذين كفروا) بمحمد9 (يم) (و كذّبوا باياتنا) بال‏محمد: (يم) (اولئك اصحاب الجحيم  86) الاول (يم).

(ياايها الذين امنوا) لمّا فرغ من التعريضات و الاشارات الي الولاية عاد الي اول الكلام و اطرده من حيث افضي من بيان الحلال و الحرام (يم) (لاتحرّموا) نهي شفقة و رأفة (يم) اي لاتعملوا عملاً يمنع عنكم نعم اللّه (يم) (طيّبات) علم ال‏محمد (يم) (مااحلّ اللّه لكم) نزلت في علي و بلال و عثمان بن مظعون (ث) روي انّ الايات نزلت في اميرالمؤمنين و بلال و عثمان بن مظعون فاما اميرالمؤمنين حلف ان لاينام بالليل ابداً الاّ ماشاء اللّه و اما بلال انّه حلف ان لايفطر بالنهار ابداً و اما عثمان حلف ان لاينكح ابداً (هـ) ابطلت الايتان الرهبانية و الخروج عماعليه المسلمون من الطريقة المعهودة عن رسول‏اللّه9 و ماقرّره منهم (يم) (و لاتعتدوا انّ اللّه لايحبّ المعتدين  87).

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 154 *»

(و كلوا مما رزقكم اللّه) من علوم ال‏محمد (يم)([143]) (حلالاً طيّباً و اتقوا اللّه) ولي (يم) في الحرام فلاتقربوه (يم) (الذي انتم به مؤمنون  88).

(لايؤاخذكم اللّه) روي اذا رأيت خيراً من يمينك فدعه (باللغو في ايمانكم) متعلقه لايؤاخذكم او اللغو (ز) او حال (ز) قول الرجل لا واللّه و بلي واللّه (ث) (ولكن يؤاخذكم بما عقّدتم) بالتشديد علي السواد و قرأ (ح) و (س) بالتخفيف (الايمان فكفّارته اطعام عشرة مساكين) اليمين الذي لايوجب الكفارة الحلف علي ان لايبرّ و الحلف علي ان لايعصي فيعصي يوجب الكفارة و اليمين علي حبس حق مسلم غموس توجب النار (ث) (من اوسط) بدل اطعام (ز) صفة مفعول محذوف اي طعاماً من اوسط (ز) (ما تطعمون) الخلّ و الزيت (ث) (اهليكم) عن الصادق7 انه قرأ اهاليكم (او) روي كل شي‏ء في القرءان «او» فصاحبه فيه بالخيار يختار مايشاء (كسوتهم) ثوبان و روي ثوب واحد (او تحرير رقبة فمن لم‏يجد) اذا لم‏يكن عنده فضل من قوت عياله فهو ممن

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 155 *»

لايجد (ث)(فصيام ثلثة ايام) متصلة (ث) (ذلك كفارة ايمانكم اذا حلفتم و احفظوا ايمانكم كذلك يبيّن اللّه لكم اياته لعلّكم تشكرون  89).

(ياايّها الذين امنوا انّما الخمر) كل مسكر (ث) الاول (يم) (و الميسر) كل قمار (ث) حتي الكعاب و الجوز (ث) الثاني (يم) عن علي7 كلّ‏ما الهي عن ذكر اللّه فهو من الميسر (و الانصاب) الاوثان (ث) ما ذبحوا لآلهتهم (ث) الثالث (يم) (و الازلام) القداح (ث) الرابع (يم)([144]) روي في الانصاب و الازلام ائمة الضلال (رجس)قذر (من عمل الشيطان فاجتنبوه) اي عمل الشيطان او كل واحد من المذكورات (يم) (لعلّكم تفلحون  90).

(انما يريد الشيطان ان‏يوقع بينكم العداوة و البغضاء في الخمر )الاول (يم) (و الميسر) الثاني (يم) (و يصدّكم عن  ذكر اللّه )رسول‏اللّه (يم) علي7 (يم) (و عن الصلوة) علي7 (يم) الشيعة (يم)([145])

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 156 *»

(فهل انتم منتهون  91) امر في صورة الاستفهام (هـ) يمكن ان‏يراد به هل انتم منتهون عن الصلوة و عن ذكر اللّه امتثالاً لنهي الشيطان فيكون استفهام تعجب و استغراب (يم).

(اطيعوا اللّه) في نبيه (يم) (و اطيعوا الرسول) في وليه (يم) روي اما واللّه ماهلك من كان قبلكم و ماهلك من هلك حتي يقوم قائمنا الاّ في ترك ولايتنا و جحود حقنا و ماخرج رسول‏اللّه9 من الدنيا حتي الزم رقاب هذه الامة حقّنا و اللّه يهدي من يشاء الي صراط مستقيم([146]) (و احذروا) ان‏يحلّ بكم ما حلّ بمن تعدي و عصي (ق) ان‏تعتدوا كمااعتدي اصحاب السبت (ق) (فان تولّيتم فاعلموا انما علي رسولنا البلاغ المبين  92) لامر الولاية و حق ال‏محمد: (ث).

(ليس علي الذين امنوا) اي كانوا قبلُ و شربوا الخمر قبل تحريمها (ق) (و عملوا الصالحات جناح) اثم (ق) حرج و اثم (فيما طعموا) سابقاً من الخمر (ق) من الحلال (ث) روي في هذه الاية مااطعم اهلها فهو حلال و ليس يأكلون و لايشربون الاّ ما يحلّ لهم (اذا مااتّقوا و امنوا و عملوا الصالحات ثم اتّقوا و امنوا ثم اتّقوا)روي للتقوي ثلث درجات ترك الحلال و ترك الشبهات و ترك الحرام (و احسنوا و اللّه يحبّ المحسنين  93).

(ياايّها الذين امنوا ليبلونّكم) قسم (هـ) ليختبرنّكم (اللّه بشي‏ء من )تبعيض او جنس (الصيد) اي المصيد (هـ) الحسين7 (يم) (تناله ايديكم )

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 157 *»

كالفراخ و البيض و الصغار (ث) (و رماحكم) كالكبار (ث) حشر عليهم الصيد في العام الحديبية من كل مكان حتي نالته ايديهم و رماحهم ليبلوهم اللّه به (ث) حشر لرسول‏اللّه9 في عمرة الحديبية الوحوش حتي نالتها ايديهم و رماحهم (ث) (ليعلم اللّه) علم وجود بعد ما علم انه سيوجد (يم) (من يخافه بالغيب) حال (فمن اعتدي بعد ذلك فله عذاب اليم  94).

(ياايها الذين امنوا لاتقتلوا الصيد و انتم) حال (حرم) روي كلما خاف المحرم علي نفسه من السباع و الحيات فليقتله و ان لم‏يردك فلاتقتله (و من قتله منكم متعمّداً فجزاء) علي التنوين و عدم الاضافة علي قراءة الكوفيين و علي الاضافة علي قراءة الحمرة (هـ) فعليه (مثل) علي الرفع نعت لجزاء (ل) (ما قتل من النعم) نعت جزاء (ل) في الخلقة (يحكم به ذوا عدل) و روي ذوعدل و هذا ممااخطأت به الكتّاب (هـ) رسول‏اللّه و الامام من بعده (ث) (منكم هدياً) حال (بالغ الكعبة) الهدي يذبح حيث يشاء و جزاء الصيد بالغ الكعبة (ث) اي بالغاً الكعبة فالاضافة لفظية (هـ) في الضبي شاة و في حمار الوحش بقرة و في النعامة جزور و في البقرة بقرة (ث) (او كفارة) عطف علي جزاء (ل) (طعام) علي قراءة (ن) و (ر) القارئين بالحمرة بالاضافة اي اضافة كفارة الي طعام و علي قراءة غيرهما بدونها (مساكين او عدل ذلك صياماً) تمييز (هـ) يصوم لكل مدّين يوماً (ث) (ليذوق )متعلقه محذوف اي عليه الجزاء ليذوق (ز) يقوّم الصيد ثم يفضّ قيمته علي البرّ ثم يكال ذلك البرّ اصواعاً فيصوم لكل نصف صاع يوماً (ث) (وبال) ثقل (ز) (امره عفا اللّه عماسلف و من عاد فينتقم) فهو ينتقم (اللّه منه) من عاد ثانياً متعمداً فلا كفارة له و ينتقم اللّه منه و في الاول له كفارة (ث) (و اللّه عزيز ذوانتقام  95).

(احلّ لكم صيد البحر) الحيتان المالح (ث) لايأكل المحرم طير الماء (ث) البحر بحر الفتن فالمنغمسون في لجج الفتن صيدهم حلال و اما صيد البرّ البارّ فلا و صادوا الحسين و اصحابه: و هم من البرّ (يم) (و طعامه متاعاً) مصدر (هـ) الغير

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 158 *»

المالح (ث) (لكم و للسيارة و حرّم عليكم صيد البرّ مادمتم حرماً و اتقوا اللّه) ولي (يم) (الذي اليه تحشرون  96).

(جعل اللّه الكعبة) علياً7 (يم) لمّا ذكر الاحرام بيّن امر الكعبة (يم) روي سميت الكعبة كعبة لانها مربعة و ربّعت لانّها بحذاء بيت‏المعمور و هو مربع و هو مربع لانه بحذاء العرش و هو مربع لان الكلمات التي بني عليها الاسلام اربع سبحان‏اللّه و الحمدللّه و لااله الاّاللّه و اللّه‏اكبر (البيت الحرام قياماً) علي السواد بالالف و قرأ (ر) قيماً بالكسر فالفتح من دون الالف (هـ) مادامت الكعبة قائمة و يحجّون الناس اليها لم‏يهلكوا فاذا هدمت و تركوا الحج هلكوا (ق) (للناس) لدينهم و معايشهم (ث) (و الشهر) جنس (هـ) الحسن7 (يم) (الحرام و الهدي) الحسين7 (يم) (و القلائد) ما قلّد به الهدي من نعل قد صلي فيه او غيره ليعلم انه هدي فلايتعرض له (ص) الائمة: (يم)([147]) (ذلك) اي جعل اللّه ذلك او خذوا ذلك (يم) (لتعلموا انّ اللّه يعلم ما في السموات و ما في الارض و انّ اللّه بكل شي‏ء عليم  97).

(اعلموا انّ اللّه) ولي (يم) (شديد العقاب و انّ اللّه) ولي (يم) (غفور

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 159 *»

رحيم98) هذه الاية من اسباب المغفرة لانه روي من اذنب ذنباً صغيراً او كبيراً و هو لايعلم انّ لي ان‏اعذّبه و اعفو عنه لا غفرت له ذلك الذنب ابداً و من اذنب ذنباً صغيراً او كبيراً و هو يعلم انّ لي ان‏اعذّبه و ان‏اعفو عنه عفوت عنه (يم).

(ما علي الرسول الاّ البلاغ و اللّه يعلم ماتبدون و ماتكتمون  99).

(قل لايستوي الخبيث) الحرام و علوم الاعداء (يم) اعداء ال‏محمد (يم) (و الطيب) الحلال و علوم ال‏محمد: (يم) ال‏محمد (يم)([148]) (و لو اعجبك كثرة الخبيث) فالخبيث كثير دائماً (يم)([149]) (فاتقوا اللّه) ولي (يم) (يا اولي الالباب) ياايها الشيعة (يم)([150]) (لعلّكم تفلحون  100).

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 160 *»

(ياايّها الذين امنوا لاتسئلوا عن اشياء) لم‏تبد لكم (ث) اشياء اسم جمع لا جمع شي‏ء و اصله شيئاء علي فعلاء كطرفاء و قدّم الهمزة تخفيفاً فهو علي وزن لفعاء و قيل و هو الاولي ان اشياء جمع شي‏ء كابيات جمع بيت و عدم صرفه سماعي (ل) اقول: عدم صرفه جري لشباهة حمراء (يم) (ان تبد لكم تسؤكم) الجملة نعت اشياء (ل) الظاهر انه معترضة فان مالم‏يعلم الانسان حقيقته لايعلم انّه اذا سأل يسوءه و لذا روي اي لاتسألوا عن اشياء لم‏تبد لكم نعم عفا اللّه عنها صفة اشياء فمعني الاية لاتسألوا عن اشياء عفا اللّه عنها و لم‏يكلّفكم بها و هي امور ان‏تبد لكم تسؤكم و ان لم‏تنتهوا و تسألوا تبد لكم حين ينزّل القرءان فيسوءكم و لاتحبون ذلك (يم) روي انه خطب النبي9فقال انّ اللّه كتب عليكم الحج فقال رجل في كل عام يا رسول‏اللّه فاعرض عنه حتي عاد مرتين او ثلثاً فقال9 ويحك و مايؤمنك ان‏اقول نعم واللّه لوقلت نعم لوجبت و لو وجبت مااستطعتم و لو تركتم كفرتم فاتركوني ماتركتكم فانما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم و اختلافهم علي انبيائهم فاذا امرتكم بشي‏ء فأتوا منه مااستطعتم و اذا نهيتكم عن شي‏ء فاجتنبوه (هـ) روي انما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم و قرأ الاية (هـ) و روي ان اللّه افترض عليكم فرائض فلاتضيعوها و حدّ لكم حدوداً فلاتعتدوها و نهاكم عن اشياء فلاتنتهكوها و سكت لكم عن اشياء و لم‏يدعها نسياناً فلاتتكلفوها (و ان تسئلوا عنها) الجملة نعت بعد نعت لاشياء (يم) يمكن ان‏يكون المعني ان لم‏تنتهوا و تسألوا تبد لكم حين ينزّل القرءان فحين ظرف لقوله تبد لكم و هذا اجود و فيه تهديد لهم (يم) (حين ينزّل القرءان تبد لكم عفا اللّه عنها )صفة اشياء اي كفّ اللّه عن ذكرها (يم) (و اللّه غفور رحيم  101).

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 161 *»

(قدسألها قوم من قبلكم) متعلق بسألها او صفة لقوم او حال (يم) (ثم اصبحوا بها كافرين  102).

(ماجعل اللّه) ثم اعاد الكلام الي الحرام (يم) (من) زائدة (ل) (بحيرة )مابحرت اذنه اي شقّت (و لا سائبة) يسيبونها اي يتركونها ترعي (و لا وصيلة )ماوصلت ذكراً و انثي في بطن واحد (و لا حام) ماحمي ظهره (هـ) يمكن ان‏يؤخذ بظاهر الظاهر و يكون المراد بالبحيرة الاول لتبحره و اتساعه في الكفر و السائبة الثاني من سابت الحية اذا مضت مستمرة فانّه استمر في الكفر و مضي فيه و الوصيلة الثالث لانه وصل بني‏امية بمال اللّه و اتصل بالكفر بالاولين و الحام معاوية فانه حمي عن الكفر و عن طريقة الاول و منع الحق فاللّه سبحانه لم‏يجعل هؤلاء خليفة ولكن الذين كفروا يفترون (يم) روي ان اهل الجاهلية كانوا اذا ولدت الناقة ولدين في بطن واحد قالوا وصلت فلايستحلون ذبحها و لا اكلها و اذا ولدت عشرة جعلوها سائبة و لايستحلون ظهرها و لا اكلها و الحام فحل لم‏يكونوا يستحلونه و روي غير ذلك في تفسيرها و اللّه اعلم (هـ) و روي السائبة التي لا ولاء لاحد من الناس عليها الاّ اللّه الي ان قال فانّ ولاءه للامام و ميراثه له (هـ) و سئل عن السائبة فقال انظر في القرءان فماكان منه فتحرير رقبة. امّا بهذا المعني هو غير ما في هذه الاية (يم) (ولكنّ الذين كفروا يفترون علي اللّه الكذب و اكثرهم لايعقلون  103).

(و اذا قيل لهم تعالوا الي ماانزل اللّه) علي7 (يم) (و الي الرسول قالوا حسبنا) مبتدأ (ل) (ما) خبر (ل) (وجدنا عليه اباءنا) اكابرنا (يم) الخلفاء اباء الاشقياء (يم) فمن ترك الرجوع الي اللّه و هو الرجوع الي كتابه و الي الرسول و هو الرجوع الي سنته و اله و عمل بتقليد اكابره هو من اهل هذه الاية (يم) روي ائتمروا بالمعروف و تناهوا عن المنكر فاذا رأيت دنياً مؤثرة و شحّاً مطاعاً و اعجاب كل ذي‏رأي برأيه فعليك بخويصة نفسك و ذر عوامهم (ث) الدنيا المؤثرة الاول و الشحّ المطاع هو الثاني و الاعجاب بالرأي هو الثالث فالمؤمن ملجم في زمانهم و زمان التقية (يم) (أو)

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 162 *»

حالية (ز) (لو كان اباؤهم لايعلمون شيئاً) لم‏يعملوا بكتاب و لا سنة (يم) (و لايهتدون  104).

(ياايّها الذين امنوا عليكم) الزموا (انفسكم) ائمتكم او اخوانكم (يم) اي اصلحوا انفسكم و لاتتبعوا عورات الناس (ق) (لايضرّكم) يمكن ان‏يكون خبراً و يمكن ان‏يكون مجزوماً اي لايضرركم فيكون جواب الامر (من ضلّ اذا اهتديتم) اذا كنتم صالحين (ق) روي نزلت في التقية هذه الاية (الي اللّه) ولي (يم) (مرجعكم جميعاً فينبّئكم بماكنتم تعملون  105).

(ياايها الذين امنوا شهادة) مبتدأ (ل) الاضافة الي الظرف للاتساع (ز) (بينكم) ظرف استعمل اسماً (اذا) يتعلق بالشهادة (حضر احدكم الموت )لمّا ذكر الرجوع الي اللّه بالموت ساق الكلام الي بيان الشهادة في الوصية (يم) (حين )بدل من اذا حضر او عامله حضر (ل) (الوصية اثنان) خبر (ل) شهادة اثنين حذف المضاف و اقيم المضاف‏اليه مكانه (ذوا عدل) صفة اثنان (ز) (منكم) صفة (هـ) اي مسلمان (ث) (او اخران) شهادة اخرين (من غيركم) صفة (هـ) غير اهل ملّتكم (ث) من اهل الكتاب (ث) (ان) جوابه محذوف بقرينة اخران (انتم ضربتم في الارض فاصابتكم مصيبة الموت تحبسونهما) صفة اخران او امر (من بعد الصلوة)صلوة العصر (ث) (فيقسمان) عطف علي تحبسون او جزاء شرط مقدر (باللّه ان ارتبتم) ارتاب الوارث (ص) (لانشتري) جواب يقسمان (ل) (به)بتحريف شهادتنا (ثمناً) اي ذاثمن (ولو كان) المشهودله (ذا قربي و لانكتم شهادة اللّه )هي شهادة الحق و التي امر اللّه بها (يم) (انّا اذاً لمن الاثمين  106).

(فان عثر) اطلع (علي انّهما استحقا) استوجبا (اثماً) عقوبة اثم (هـ) اي حلفا علي كذب (ث) (فاخران) مبتدأ (يم) (يقومان) خبر (يم) من اولياء المدعي (ث) (مقامهما) مقام الشاهدين من غيركم (من) بيانية (الذين) صفة اخران (يم) (استحق) علي قراءة حفص و علي قراءة الحمرة استحق علي صيغة

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 163 *»

المجهول (هـ) الايصاء (هـ) استحق الاثم اي استوجبه فالاثم مستحق بالفتح و الفاعل مستحق فقوله من الذين استحق اي من الذي صار الاثم مستحقاً ضرراً عليهم و هم الورثة فان اثم الشاهدين اضرّ بهم (يم) فقراءة المجهول احسن و قراءة حفص فيها تكلف (يم) (عليهم) اي الورثة (الاوليان) في قراءة السواد و قرأ (ح) القارئ بالحمرة الاوّلين علي الجمع (هـ) بدل اخران (هـ) الاولين علي الجمع بدل الذين او ضمير عليهم (ل) الاوليان خبر محذوف اي هما الاوليان او خبر اخران او مبتدأ خبره اخران او بدل منهما و من الضمير في يقومان (ز) (فيقسمان) اي الاوليان بالميت من الذين استحق عليهم (باللّه لشهادتنا) ليميننا (هـ) جواب يقسمان (ل) (احقّ من شهادتهما) من يمينهما (و مااعتدينا انّا اذاً لمن الظالمين  107).

(ذلك) الاحلاف (ادني ان‏يأتوا) مضاف اليه (يم) (بالشهادة علي وجهها او يخافوا) اي ادني (ان‏تردّ ايمان) الي اولياء الميت (بعد ايمانهم )اي الشهود التي من غيرنا (و اتقوا اللّه و اسمعوا و اللّه لايهدي القوم الفاسقين  108) فيها الشهادة علي التقرير و التسديد (يم).

(يوم) عامله اتقوا او لايهدي (هـ) او عامله محذوف (يجمع اللّه الرسل فيقول ماذا اجبتم) في اوصيائكم (ث) لمّا ذكر الميثاق ختم الكلام بانّ الرسل يسألون يوم القيمة عن وفاء الناس بالمواثيق (يم) (قالوا لا علم لنا) بسؤالك (ث) بمافعلوا بعدنا بهم (ث) (انّك انت علاّم الغيوب  109) علي قراءة (ح) القارئ بالحمرة بكسر الغين و غيره بضمها (هـ) القرءان كلّه تقريع و باطنه تقريب (ث) في هذه الاية دلالة علي ان الحجج ماداموا احياء يشهدون اعمال الرعية فاذا ماتوا لابد للناس من حجة اخري شاهد عليهم كماقال عيسي و كنت عليهم شهيداً مادمت فيهم فلمّا توفّيتني كنت انت الرقيب عليهم و كذلك قالوا هنا لا علم لنا الخ (يم).

اذكر (اذ قال اللّه يا عيسي ابن مريم) ثم ذكر بمناسبة سؤال الرسل سؤال عيسي:(يم) (اذكر نعمتي عليك و علي والدتك اذ ايّدتك بروح القدس)

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 164 *»

بضمتين علي السواد و علي قراءة (ث) بسكون الدال (تكلّم) حال (الناس في المهد) حال (و كهلاً) عطف علي موضع في المهد (هـ) علم منه ان اصح معاني الكهل هو من جاوز الثلثين فان عمر عيسي ثلث و ثلثون سنة (يم) (و اذ علّمتك الكتاب و الحكمة و التورية و الانجيل و) اذكر (اذ تخلق) تجعل (يم) (من الطين) هيئةً (يم) (كهيئة الطير باذني فتنفخ فيها فتكون طيراً) طائراً علي قراءة (ن) القارئ بالحمرة (هـ) قوله تكون طيراً دليل بيّن علي ان الاسماء تقع علي الهيئات و علي انّ الشي‏ء شي‏ء بروحه فانه قال في البدن تخلق كهيئة الطير و لم‏يقل طيراً و في الروح قال تكون طيراً و صار طيراً لهيئته و لو كان كهيئة شاة كان يكون شاة (يم) (باذني و تبرئ الاكمه) المولود اعمي (و الابرص باذني و) اذكر (اذ تخرج الموتي باذني و) اذكر (اذ كففت) منعت (بني‏اسرائيل عنك اذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم ان) ما (ل) (هذا الاّ سحر) علي السواد و قرأ (ح) و (س) ساحر (مبين  110) يمكن ان‏نفسّر الاية بان المعني اذكر اذ صرفت بني‏اسرائيل عنك اي ان‏يؤمنوا بك و منعتهم عن الايمان بك اذ جئتهم بالبينات فقالوا كذا و قرينة المقام و ذيل الاية يدلّ علي ذلك و لا مانع لانه كقوله تعالي بكفرهم لعنّاهم و جعلنا قلوبهم قاسية يحرّفون الكلم عن مواضعه، فلمّا زاغوا ازاغ اللّه قلوبهم ان يؤمنوا به فتدبر (يم).

(و اذ اوحيت) الهمت (ث) (الي الحواريّـن ان) مفسرة (يم) او مصدرية (ز) (امنوا بي و برسولي قالوا امنّا و اشهد باننا مسلمون  111).

اذكر (اذ قال الحواريون) الحواريون اي المخلصون لانفسهم المخلصون غيرهم من اوساخ الذنوب و هو اسم مشتق من الخبز الحواري (ث) (يا عيسي ابن مريم هل يستطيع) علي السواد و قرأ (س) تستطيع علي صيغة الخطاب (هـ) اي هل تستطيع ان‏تدعو ربك (ث) و هذا المعني يؤيد قراءة الكسائي (يم) (ربّك) بالرفع علي قراءة السواد و علي قراءة (س) بالنصب (ان‏ينزّل علينا مائدة من السماء )

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 165 *»

روي ماحاصله ان عيسي قال لاتأكلوا منها حتي اذن لكم فاكل رجل فاخبره الحواريون به فانكر الرجل و حلف الحواريون علي اكله فقال7 صدّق اخاك و كذّب بصرك (قال اتقوا اللّه) انكر عليهم قولهم هل يستطيع (ان كنتم مؤمنين  112).

(قالوا نريد ان‏نأكل منها و تطمئنّ قلوبنا و نعلم ان قدصدقتنا و نكون عليها من الشاهدين  113).

(قال عيسي ابن مريم اللّهم ربنا انزل علينا مائدة) خواناً عليه طعام (من السماء تكون) صفة مائدة (لنا) حال (عيداً لاوّلنا و اخرنا و اية منك و ارزقنا و انت خير الرازقين  114) لم‏تكن من طعام الدنيا و لا من طعام الاخرة لكنه شي‏ء افتعله اللّه بالقدرة الغالبة، عن سلمان;.

(قال اللّه انّي منزّلها) بالتشديد علي قراءة (ن) و (ر) و (ص) و علي قراءة الحمرة منزلها علي صيغة الفاعل من باب الافعال (عليكم) اكل منها اربعة الاف و سبعمائة (ث) (فمن يكفر بعد منكم فانّي) علي السواد و قرأ (ن) فانّي بفتح الياء (اعذّبه عذاباً لااعذّبه) صفة عذاباً و معني لااعذّبه اي لااجعله عذاباً لاحد او المعني لااعذّب به فلمّا حذف الجار تعلق الفعل بالمجرور و عمل فيه (يم) (احداً من العالمين  115) فمسخوا قردة و خنازير (ث).

(و اذ قال اللّه) عطف علي اذ قال اللّه اول (ياعيسي ابن مريم ءانت قلت للناس اتخذوني و امّي) بفتح الياء علي قراءة (ن) و (ر) و (و) و حفص و سكونها علي قراءة الحمرة (الهين من دون اللّه) صفة الهين او صلة اتخذوني (ز) انماسأله ذلك و هو علاّم الغيوب تبكيتاً علي من اتخذه الهاً و اسنده بان عيسي امره بذلك (يم) (قال سبحانك مايكون لي) بسكون الياء علي السواد و قرأ الحرميان و (و) لي بفتح الياء (ان‏اقول ما ليس لي بحق ان كنت قلته فقدعلمته تعلم ما في نفسي) يعني اثنين و سبعين حرفاً من الاسم الاكبر (ث) (و لااعلم ما في نفسك) لانك احتجبت من خلقك بذلك الحرف فلايعلم احد ما في نفسك (ث) روي ان الاسم الاكبر ثلثة و

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 166 *»

سبعون حرفاً فاحتجب الربّ تبارك و تعالي بحرف فمن ثم لايعلم احد ما في نفسه عزوجل و اعطي ادم اثنين و سبعين حرفاً فتوارثها الانبياء حتي صارت الي عيسي (انك انت) فاصلة (ل) (علاّم الغيوب  116) علي قراءة (ح) القارئ بالحمرة بكسر الغين و الباقين بضمها.

(ما قلت لهم الاّ ماامرتني به ان) مفسرة (هـ) عطف بيان لضمير به او بدل و ليست بمفسرة لمكان ربي و ربكم (ز) (اعبدوا اللّه) اطيعوا ولي اللّه (يم) (ربي )امامي (يم) (و ربكم) و امامكم (يم) (و كنت عليهم شهيداً مادمت) ظرف عامله شهيداً (ل) (فيهم فلمّا توفّيتني كنت انت الرقيب عليهم و انت علي كل شي‏ء قدير 117) دلّت الاية علي ان الحجة علي الخلق الشاهد عليهم في كل عصر يجب ان‏يكون حياً و المتوفي لايكون شاهداً فلابد من امام حي في كل عصر (يم).

(ان تعذّبهم فانّهم عبادك و ان تغفر لهم فانّك انت العزيز الحكيم  118) فلا عزيز و لا حكيم سواك (يم).

(قال اللّه هذا) مبتدأ (ل) او مفعول (ل) (يوم) مرفوعاً علي السواد و منصوباً علي قراءة (ن) (هـ) خبر (ل) او ظرف القول (ل)([151]) (ينفع الصادقين) المؤتمّين بالامام الحق (يم) (صدقهم) امامهم (يم)([152]) (لهم جنات تجري من تحتها الانهار

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 168 *»

خالدين فيها ابداً رضي اللّه عنهم و رضوا عنه ذلك الفوز العظيم  119).

(للّه ملك السموات و الارض) لمّا فتح السورة باخذ الميثاق و التحليل و التحريم و بيّن و فصّل اراد ان‏يختم السورة بانّ له الملك يحلّل مايشاء و يحرّم مايشاء (يم) و كذا لمّابيّن احوال عيسي و ان امته اتخذوه الهاً مع اللّه اراد ان‏يبيّن انّ جميع السموات و الارض و مافيهما عبده و ملكه ليس فيها الهة الاّ اللّه (يم) (و مافيهنّ و هو علي كل شي‏ء قدير  120).

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 169 *»

«سورة الانـعـام»

مكية و هي مائة و خمس و ستون اية و استثني بعضهم ستّ ايات و ماقدروا اللّه الي ثلث ايات قل تعالوا الي ثلث ايات و قيل غير الثلث الاخيرة و قيل كلّها مكية و قيل ستّ و سبعون و قيل سبع و سبعون اختلافها اربع ايات و جعل الظلمات و النور حجازي لست عليهم بوكيل كوفي كن فيكون و الي صراط مستقيم غير الكوفي (هـ) روي نزلت الانعام جملة واحدة شيّعها سبعون الف ملك فعظّموها و بجّلوها فانّ اسم اللّه عزّوجلّ فيها في سبعين موضعاً.

(بسم اللّه الرحمن الرحيم)

(الحمد للّه) لواء الحمد بيد علي (يم) لمّا كان الغرض في هذه السورة بيان التوحيد و مقاماته و اركانه افتتح السورة بالتوحيد و التفريد و اراءة الايات الدالة عليه (يم)([153]) (الذي خلق السموات و الارض) ردّ علي الدهرية (ث) (و جعل الظلمات و النور) ردّ علي الثنوية الذين قالوا انّ النور و الظلمة هما المدبران (هـ) فالظلمة شي‏ء مجعول مخلوق فمن زعم انه محض عدم خطاء و هذا ردّ عليهم (يم) عن

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 170 *»

ابي‏جعفر انّ اللّه عزّوجلّ خلق الجنة قبل ان‏يخلق النار و خلق الطاعة قبل ان‏يخلق المعصية و خلق الخير قبل الشرّ و خلق الارض قبل السماء و خلق الحيوة قبل الموت و خلق الشمس قبل القمر و خلق النور قبل الظلمة (ثم الذين كفروا) ردّ علي مشركي العرب (بربهم)بامامهم (يم) (يعدلون  1) يسوّون غيره (ث) ينبغي ان‏تقول اذا قرأت هذه الاية كذب العادلون باللّه (ث).

(هو الذي خلقكم من طين) لمّا ذكر خلق الافاق انتقل الي خلق الانفس و اظهر قدرته فيهما (يم) (ثم قضي اجلاً) هو المحتوم (ث) هو الموقوف (ث) ما له فيه المشية (ث) (و اجل مسمّي عنده) الذي له البداء (ث) ما سمّي لملك‏الموت و هو غير موقوف (ث) روي اجلان اجل محتوم و اجل موقوف (هـ) روي الاجل المقضي هو المحتوم الذي قضاه و حتمه و المسمي هو الذي فيه البداء يقدم مايشاء و يؤخر مايشاء و المحتوم ليس فيه تقديم و لا تأخير (هـ) روي الاوّل مانبذه الي الملائكة و الرسل و الانبياء و الاجل المسمي عنده هو الذي ستره اللّه عن الخلائق (ثم انتم تمترون2) تشكّون.

(و هو) مبتدأ (هـ) او ضمير قصة (اللّه) مبتدأ (يم) خبر (هـ) ثم بيّن انّ الالوهية له لانّه الخالق للافاق و الانفس (يم) (في السموات) عامله اللّه او خبر بعد خبر (هـ) مفعول يعلم (هـ) او يتعلق باسم اللّه علي معني المعبود (و في الارض يعلم) خبر (هـ) خبر بعد خبر (سرّكم) ما في انفسكم (ق) (و جهركم) مااظهرتم (ق) (و يعلم ماتكسبون  3) دليل ان الله يعلم الشي‏ء قبل كونه (يم).

(و ماتأتيهم من) تأكيد نفي (اية) امام (يم) (من) تبعيض (ايات ربهم )من الائمة (يم) او المعني دليل من ادلة امامهم او شيعة من اشياعهم (يم)([154]) (الاّ كانوا

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 171 *»

عنها معرضين  4) من معجزة من معجزات يظهرها اللّه علي يدي رسوله و اوليائه: اية لهم الاّ كانوا عنها معرضين (يم).

(فقد كذّبوا) لمّا كان صدر الكلام في الردّ علي الدهرية و الثنوية و الكفار توجه الي بيان حالهم و التهديد لهؤلاء (يم) (بالحق) بعلي (يم) (لمّا جاءهم )فاعراضهم عن الايات نعوذباللّه تكذيب و استهزاء بالايات و ذلك تكليف لايطيقه باطلاقه الاّ الكاملون الذين لايغفلون عن اية ابداً و اما غيرهم فمحرومون و لكل درجات مماعملوا (يم) (فسوف يأتيهم انبؤا ماكانوا به يستهزءون  5) فالاعراض استهزاء (يم).

(ألم‏يروا كم) منصوب باهلكنا (اهلكنا من قبلهم من قرن) عالم (يم) جماعة مقترنين (يم) (مكّنّاهم في الارض) في القرءان و تفسيره (يم)([155]) (ما لم‏نمكّن لكم و ارسلنا السماء) علم السنة (يم)([156]) (عليهم مدراراً) حال (ل)

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 172 *»

مغزاراً (ز) (و جعلنا الانهار تجري من تحتهم) يعلّمون غيرهم (يم)([157])(فاهلكناهم بذنوبهم) حيث لم‏يعملوا بعلمهم نعوذباللّه (يم)([158]) (و انشأنا من

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 173 *»

بعدهم قرناً اخرين  6).

(و لو نزّلنا عليك كتاباً في قرطاس فلمسوه بايديهم) ثم وجّه الكلام الي منكري الرسالة بعد مابيّن منكري الالوهية (يم) (لقال الذين كفروا ان هذا الاّ سحر مبين 7).

(و قالوا) القريش (ق) (لولا) الاّ (انزل عليه) رسول‏اللّه9 (ق) (ملك) اي نشاهده لقولهم لولا انزل عليه ملك فيكون معه نذيراً (يم) (و لو انزلنا ملكاً) و لم‏يؤمنوا هلكوا (ق) (لقضي الامر ثم لاينظرون  8).

(و لو جعلناه) النازل او الرسول (ملكاً لجعلناه رجلاً و للبسنا) خلطنا عليهم ما يخلطون علي انفسهم (ص) لشبّهنا (عليهم) علي الناس (يم) (مايلبسون 9) مثل مايشبّهون علي انفسهم او علي ضَعَفَتهم (يم) فيقولون ماهذا الاّ بشر مثلنا فكذّبوه كما كذّبوك (ث) روي لبّسوا عليهم لبس اللّه فان اللّه يقول و للبسنا عليهم مايلبسون.

(و لقد استهزئ برسل من قبلك) لمّا ذكر امر منكري الرسالة اراد ان‏يسلّي النبي و يهدّد المنكرين (يم) (فحاق) اشتمل (بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزءون  10) نزل بهم العذاب (ق).

(قل سيروا في الارض) في القرءان و اخبار الانبياء (ق) لمّا ذكر احوال منكري التوحيد و الرسالة اراد ان‏يحاجّهم في الولاية و يذكر حالهم فيها (يم) (ثم انظروا كيف كان عاقبة) تأنيثه غير حقيقي (ل) (المكذّبين  11).

(قل لمن ما في السموات و الارض قل للّه) فهو الولي لا غيره (يم) قوله تعالي قل للّه اما امر للنبي او هو جزؤ المأموربه و يجب ان‏يقول النبي لمخاطبه قل للّه او امر من اللّه لمخاطبي النبي او امر لكل سامع و للكل وجه (يم) (كتب) اوجب (ق) (علي

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 174 *»

نفسه) اميرالمؤمنين7 (ث) (الرحمة) علي الابرار (يم) فسبقت قبل الغضب (ث) و ذلك من علم اليقين و علم التقوي (ث)([159]) (ليجمعنّكم) جواب قسم (ل) ابتداء كلام او بدل الرحمة (الي يوم القيمة لاريب فيه الذين) مبتدأ (خسروا انفسهم )ائمتهم (يم) (فهم) خبر و الفاء لاشتمال الموصول علي معني الشرط (لايؤمنون12) بالولي (يم).

(و له ما سكن) اي خلق هو كله للّه (ق) سكن اما من السكني او من السكون و علي الثاني يكون التقدير ما سكن في الليل و النهار و تحرّك و حذف و تحرّك للوضوح بالمقابلة (ز) (في الّيل و النهار و هو السميع) في محمد (يم) (العليم  13) في علي (يم) فلاسميع و لاعليم غيره (يم) و في وجه السميع في علي و العليم في محمد.([160])

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 175 *»

(قل أغير) مفعول اتخذ (اللّه) ولي (يم) (اتّخذ ولياً) مفعول ثان (فاطر السموات و الارض و هو يطعم) يعلِّم (يم) (و لايطعم) و لايعلَّم (يم)([161]) (قل انّي) بسكون الياء علي السواد و قرأ (ن) بفتح الياء (امرت ان) بان (اكون اول من اسلم) دليل علي ان النبي9 اول ماخلق اللّه لانه امر ان‏يكون اول من اسلم و له اسلم من في السموات و الارض فهو اول من اسلم مما في السموات و الارض لانه لايعصي ربه فهو اسبق اسلاماً من الكل لامر اللّه و حكمه فتدبر (يم) (و لا) عطف علي قل (يم) قيل لي (تكوننّ) ايها السامع (يم) (من المشركين  14) بعلي (يم).

(قل انّي) بسكون الياء علي السواد و قرأ الحرميان و (و) بفتح الياء (اخاف ان) معترضة (هـ) جوابه محذوف (عصيت ربي) في علي (يم)([162]) (عذاب يوم عظيم15) روي ماترك رسول‏اللّه9 اني اخاف ان عصيت ربي الاية حتي نزلت سورة الفتح فلم‏يعد الي ذلك الكلام (هـ) هذا الخبر يدلّ علي ان الامر للتكرار (يم).

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 176 *»

(من يصرف) علي المجهول في السواد و المعروف في قراءة (ح) و (س) (هـ) العذاب (ل) (عنه يومئذ فقد رحمه) فلايصرف بعمل (يم) عن النبي9 ما من الناس احد يدخل الجنة بعمله قالوا و لا انت يا رسول‏اللّه9 قال و لا انا الاّ ان‏يتغمّدني اللّه برحمة منه و فضل (و ذلك الفوز) الظفر (المبين  16).

(و ان يمسسك اللّه بضرّ) بمكروه (فلاكاشف له الاّ هو و ان يمسسك بخير فهو علي كل شي‏ء قدير  17).

(و هو القاهر فوق عباده) مستعلياً علي عباده (هـ) فيها دليل التقرير و هو هداية لكل بصير (يم) (و هو الحكيم) في علي (يم) (الخبير  18) في محمد (يم) فلاحكيم و لاخبير سواه (يم).

(قل اي شي‏ء اكبر شهادةً) تمييز (قل اللّه) ولي (يم) دلّت علي ان اللّه شي‏ء (ث) فعلم ان اللّه شي‏ء لكن ليس كمثله شي‏ء (يم) اللّه مبتدأ خبره محذوف اي اللّه اكبر شهادةً و شهيد خبر مبتدأ محذوف (يم) (شهيد بيني و بينكم و اوحي الي هذا القرءان لانذركم به) ثم اخذ يحاجّهم في امر الائمة: (يم) (و من )عطف علي كم او علي فاعل انذر او علي ضمير به (بلغ) بكل انسان (ث) فمن لم‏يبلغه القرءان لايؤخذ به (يم) روي من بلغ ان‏يكون اماماً من ال‏محمد: و ينذر بالقرءان كماينذر به رسول‏اللّه9 (ائنّكم لتشهدون انّ مع اللّه) ولي (يم) (الهة)ائمة (يم)([163]) (اخري) دليل علي بطلان القول بتعدد القدماء (يم) (قل لااشهد قل

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 177 *»

انما هو اله) امام (يم) (واحد و انني بري‏ء مماتشركون  19) و براءته دليل اخر في مقام التحدي علي التوحيد اذ لايقدر الهتهم ان‏تصيبه بشي‏ء ولو في التحدي (يم) قال علي7للحسن7 يابني لو كان لربك شريك لأتتك رسله و لرأيت اثار ملكه و سلطانه و لعرفت احواله و صفاته ولكنه اله واحد كماوصف نفسه لايضاده في ملكه احد و لايزول ابداً.

(الذين) مبتدأ (اتيناهم الكتاب يعرفونه) رسول‏اللّه (ق) (كمايعرفون ابناءهم) يمكن ان‏يراد بابنائهم الائمة بدليل اية و ابناءنا و اهل الكتاب اليهود و النصاري و ضمير هم راجع الي المسلمين يعني يعرفون الرسول كمايعرفون الائمة (يم) (الذين) مبتدأ (خسروا انفسهم) ائمتهم (يم) الذين خسروا انفسهم اي تلفت انفسهم و ذهبت من ايديهم و استولي عليها الشيطان و استعبدها فصارت عبداً مغصوباً بيد الشيطان و سلبوها (يم) (فهم) خبر و الفاء لمعني الجزاء اي ان خسروا انفسهم فهم (يم) (لايؤمنون  20).

(و من) مبتدأ (هـ) توبيخ (ل) او انكار (ل) (اظلم) خبر (ممن افتري) تمام افعل (ل) (علي اللّه) ولي (يم) (كذباً او كذّب باياته) بالائمة (يم) (انه لايفلح الظالمون 21) دليل التقرير و فيه هداية كل بصير (يم) فالمفتري اولي من كل ظالم ان لايفلح (يم).

(و) اذكر (يوم نحشرهم جميعاً ثم نقول للذين اشركوا) الاثنين و

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 178 *»

سبعين فرقة (ث) القدرية (ث) (اين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون  22 )شراكته.

(ثم لم‏تكن) علي السواد و قرأ (ح) و (س) بالياء (فتنتهم) علي الرفع علي قراءة حفص و علي النصب علي قراءة الحمرة (هـ) كذبهم (ق) معذرتهم (ث) (الاّ ان )اسم كان (ل) او خبر كان (يم) (قالوا و اللّه ربنا) علي الجر في قراءة السواد و علي النصب علي قراءة (ح) و (س) (ما كنّا مشركين  24) بولاية علي (ث) روي ان اللّه يعلو يوم القيمة علواً لايخطر علي بال احد حتي يقول اهل الشرك واللّه ربنا ما كنّا به مشركين.

(انظر) عامله كذبوا (كيف) حال (كذبوا علي انفسهم و ضلّ عنهم ما) الخلفاء (يم) (كانوا يفترون  24) يفهم من قوله و ضلّ عنهم ان المشركين اذا رأوا شركاءهم عدمي الاصل مجتثة زائلة كسراب بقيعة يحسبه الظمئان ماءاً حتي اذا جاءه لم‏يجده شيئاً و وجد اللّه عنده قالوا واللّه ربنا ما كنّا مشركين شيئاً باللّه بل شركاؤنا لا شي‏ء (يم).([164])

(و منهم) خبر (ل) (من) مبتدأ (يستمع اليك و جعلنا علي قلوبهم اكنّة) غطاء (ق) جمع كنان بمعني الستر (ان‏يفقهوه و في اذانهم وقراً )صماً (ق) ثقلاً (و ان يروا كلّ اية) علياً (يم) كل اية اي ظاهرها و باطنها و ليس بمعني كل الايات (يم) و قديقال كل الشي‏ء اي احاطته و سعته كمايقال كل اللّه اي احاطته و سعة قدرته و ملكه فكل اية اي احاطة علي و سعته و سلطانه و سعة علمه

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 179 *»

فافهم (يم) (لايؤمنوا بها حتي اذا جاءوك يجادلونك) يخاصمونك (ق) (يقول الذين كفروا ان هذا الاّ اساطير) جمع اسطور اي احاديث (الاولين  25).

(و هم) بنوهاشم (ق) (ينهون) الناس (عنه) عن النبي او القرءان (و ينئون) يتباعدون (ق) (عنه) اغلب الناس في هذا الزمان اي زمان الغيبة من اهل هذه الاية و هم ينهون عنه الاية بالنسبة الي الدين و الايمان (يم) (و ان يهلكون الاّ انفسهم و مايشعرون  26).

(و لو تري) جوابه محذوف اي لرأيت عجباً مثلاً (اذ وقفوا) اطلعوا (هـ) بنوامية (ق) (علي النار فقالوا ياليتنا نردّ و لانكذّب) حال عن ضمير نردّ (ز) او استيناف (ز) جواب التمني (هـ) و قرأ (ح) و حفص القارئان بالسواد علي النصب و غيرهما علي الرفع (هـ) و لانكذّب عطف علي نردّ ان قرئ علي الرفع او كلام منقطع عنه (بايات ربنا) بالائمة او شيعتهم (يم)([165]) (و نكون) علي النصب علي قراءة (ر) و (ح) و حفص و علي الرفع علي قراءة الحمرة (من المؤمنين  27).

(بل بدا لهم ما كانوا يخفون) من عداوة اميرالمؤمنين7 (ق) (من قبل ولو ردّوا لعادوا لما نهوا عنه) انهم ملعونون في الاصل (ث) (و انهم لكاذبون  28).

(و قالوا) الدهرية (ق) (ان هي الاّ حياتنا الدنيا) لمّا ذكر حال منكري التوحيد و الرسالة و الولاية اخذ في حال منكري البعث و النشور و محاجتهم (يم) (و مانحن بمبعوثين  29) في الرجعة و القيمة (يم).

(و لو تري اذ وقفوا) عرفوا (يم) (علي ربهم) امامهم (يم) (قال) اللّه

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 180 *»

(أليس) الهمزة للتقريع (ز) (هذا) الامام (يم) (بالحق قالوا بلي و ربنا )و امامنا(يم) (قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون  30) بعلي و ولده (يم).

(قد خسر الذين كذّبوا بلقاء اللّه) ولي (يم) الاية مطلقة ليس فيها انّهم كذّبوا بلقاء اللّه يوم القيمة بل كل من كذّب بلقاء اللّه في الدنيا و الاخرة فهو خاسر اذ هو اكبر شهادة من كل شي‏ء و اظهر من كل ظاهر و مثله قوله الا انهم في مرية من لقاء ربهم الا انه بكل شي‏ء محيط (يم) (حتي) عامله كذّبوا (اذا جاءتهم الساعة )القائم7 (يم)([166]) (بغتةً) حال (ل) (قالوا ياحسرتنا) يري اهل النار منازلهم من الجنة فيقولون ياحسرتنا (علي مافرّطنا) قصّرنا (فيها و هم يحملون اوزارهم)اثقال ذنوبهم (علي ظهورهم) فالمعاصي من جهة الظهور اي النفوس لا البطون اي جهة الرب (يم) (الا ساء ما) شيئاً (ل) او الذي (ل) (يزرون  31) يحملون.

(و ما الحيوة الدنيا) الخلفاء (يم) (الاّ لعب و لهو و للدار) بتشديد الدال علي السواد و قرأ القارئ بالحمرة بتخفيفها (هـ) مبتدأ (ل) (الاخرة) بالضم علي السواد و قرأ القارئ بالحمرة بالكسر (هـ) نعت (ل) ولاية علي (يم) (خير) خبر (ل) (للذين يتقون) امامهم (يم) (أفلاتعقلون  32) علي قراءة (ن) و (ر) و حفص و

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 181 *»

يعقلون علي قراءة الحمرة.

(قدنعلم انّه) كسر انّ لوجود لام التعليق (يم) (ليحزنك الذي يقولون) في امر علي7 (ث) (فانّهم لايكذّبونك) علي السواد و قرأ (ن) و (س) يكذبونك من باب الافعال (هـ) لايستطيعون علي ابطال قولك (ث) بحجة (هـ) في امر علي7 (ث) لايكذبونك بالتخفيف مروي عن اميرالمؤمنين7 قال بلي واللّه لقدكذّبوه اشدّ التكذيب ولكنها مخففة لايكذبونك لايأتون بباطل يكذّبون به حقّك (هـ) و في العرب يقال اكذبه اي وجده كاذباً فقوله لايكذبونك اي لايجدونك كاذباً (يم) (ولكنّ الظالمين) الاظهار لبيان صفتهم و ان جحودهم ظلم او لظلمهم جحدوا (يم) (بايات اللّه) بالائمة (يم) (يجحدون  33) بغير حجة لهم.

(و لقدكذّبت رسل من قبلك فصبروا علي ماكذّبوا) ثم اراد تسلية النبي بانكارهم ماجاء به بذكر سنن الماضين و فيه انذار و اعذار و روي تصديق المشهور (يم) روي انّ من صبر صبر قليلاً و من جزع جزع قليلاً عليك بالصبر في جميع امورك (ث) (و اوذوا حتي اتيهم نصرنا و لا مبدّل لكلمات اللّه و لقدجاءك من نبائ المرسلين  34) فاصبر حتي يأتيك النصر (يم).

(و ان كان كبر) كان رسول‏اللّه9 يحبّ اسلام الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف و هو جاحد و شقّ ذلك علي رسول‏اللّه9 فنزل (ث) (عليك) ايها السامع (يم) (اعراضهم فان) جوابه محذوف كأنه فافعل و الشرطية جواب ان كان (استطعت ان‏تبتغي نفقاً) مسلكاً (في الارض) صفة نفقاً (ز) او متعلق بتبتغي كفي السماء و هما حالان من المستكنّ فيه (ز) (او سلّماً في السماء) صفة سلّماً (ز) (فتأتيهم باية و لو شاء اللّه لجمعهم علي الهدي) علي الولاية (يم) عن النبي9 ان اللّه قدقضي الفرقة و الاختلاف علي هذه الامة فلوشاء اللّه لجمعهم علي الهدي حتي لايختلف اثنان من هذه الامة الخبر (فلاتكوننّ) ايها السامع و الناظر في كلامي (يم) (من الجاهلين35).

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 182 *»

(انما يستجيب الذين يسمعون) يعقلون و يصدّقون (ق) (و الموتي) الذين لايسمعون يتمّ الحجة عليهم (يم) (يبعثهم اللّه ثم اليه يرجعون  36).

(و قالوا لولا) هلاّ (نزّل عليه اية) كالمائدة و الناقة و امثال ذلك (يم) (من ربه قل انّ اللّه قادر علي ان‏ينزّل اية) روي سيريكم في اخر الزمان ايات منها دابة الارض و الدجال و نزول عيسي بن مريم و طلوع الشمس من مغربها (هـ) اعلم ان الاية الواجبة علي النبي9 مايثبت به نبوته و ينقطع به حجة المنكر حسب و ليس للنبي9ان‏يقترح علي اللّه بسؤال كل سائل و اقتراح كل جاهل و ماينبغي له ان‏يلعب بالايات و يضيع حرمتها فلذلك كان يجيب بمايجيب عن سؤالهم اية و الاية الواجبة منها ماقال اللّه و انّه لفي زبر الاولين اولم‏يكن لهم اية ان‏يعلمه علماء بني‏اسرائيل فاخبار الكتب السماوية به و بعلاماته و بكتابه من اعظم الايات و يقطع به عذر كل احد و من الايات هذا الكتاب فليأتوا بحديث مثله ان  كانوا صادقين فبعد هذين لايجب عليه اتيان اية فلذلك اجابهم بمااجابهم هنا و في مواضع اخر (يم) (ولكنّ اكثرهم لايعلمون37) انّ الاية اذا جاءت و لم‏يؤمنوا بها لهلكوا (ق).

(و ما من) تأكيد نفي (دابّة في الارض و لا طائر يطير بجناحيه) تأكيد (الاّ امم امثالكم) خلق مثلكم (ق) لمّاذكر انّهم ليسوا باحياء بحيوة الايمان و انهم اموات اراد ان‏يبين اختلافهم بان منهم جمادي و منهم نباتي و منهم حيواني و ليس احدهم انساناً و ان المذكورين صفاتهم و امثال لهم في الدنيا (يم) روي كل شي‏ء مماخلق خلق مثلكم (مافرطّنا) تركنا (ق) قصّرنا (في الكتاب من) تأكيد نفي (شي‏ء ثم الي ربهم) امامهم (يم) (يحشرون  38) قوله الي ربهم رب مضاف و لكل شي‏ء مبدأ مربٍّ لايتجاوزه في معاده اذا حشر (يم) روي في الكنز روايات تدلّ علي حشر الدواب و الطيور (يم).([167])

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 183 *»

(و الذين) مبتدأ (كذّبوا) هم من ولد ابليس (ث) (باياتنا )الاوصياء (ث) روي كذّبوا باياتنا كلها في بطن القرءان كذّبوا بالاوصياء كلهم (صمّ )خبر (هـ) عن الهدي (ث) (و بكم) لايتكلمون بخير (ث) (في الظلمات) ظلمات الكفر (ث) من ولد ابليس (ث) قدخفي عليهم ماتقوله (ق) (من يشأ اللّه يضلله )ردّ علي القدرية (ث) يعذّبه (ق) (و من يشأ يجعله علي صراط مستقيم  39 )هم من ولد ادم (ث) يبيّن له و يوفّقه حتي يهتدي الي الطريق (ق) روي مجوس هذه الامة الذين يقولون لا قدر و يزعمون ان المشية و القدرة اليهم و لهم.

(قل ارأيتكم) علي السواد و (ن) يسهّل و (س) يحذف الهمزة و هما القارئان بالحمرة (هـ) اخبروني (هـ) كُم مفعول عند الكوفيين (هـ) موضع الجملة مفعول (هـ) ارأيتكم الكاف لتأكيد الضمير لا محل له من الاعراب (ز) معني ارأيتكم كذا اي ارأيتك عالماً بكذا و قيل ان كم لا موضع لها من الاعراب و هي للخطاب (ل) (ان اتيكم عذاب اللّه او اتتكم الساعة) القائم (يم) ثم اراد ان‏يحاجّهم بالقيمة الصغري و ظهور الحجة و هو الساعة بمناسبة القيمة الكبري (يم) (أغير اللّه تدعون ان) جوابه محذوف (كنتم صادقين  40).

(بل ايّاه تدعون) اذا اصابكم ضرّ (ق) (فيكشف ماتدعون اليه ان شاء و تنسون ماتشركون  41) الاصنام (ق) حتي اذا كفي همّه عاد الي شركه (ث) عن علي7 لو انّ الناس حين تنزل بهم النقم و تزول عنهم النعم فزعوا الي ربهم بصدق

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 184 *»

نياتهم و وله قلوبهم لردّ عليهم كل شارد و اصلح لهم كل فاسد.

(و لقد ارسلنا) اي رسلاً (الي امم من قبلك) فخالفوهم (هـ) ثم عرّض بذكر الامم و هدّد ضمناً و سلّي النبي9 (يم) (فاخذناهم بالبأساء) بالفقر (و الضرّاء) الاوجاع (لعلّهم يتضرّعون  42).

(فلولا) هلاّ (اذ) عامله تضرّعوا (جاءهم بأسنا تضرّعوا) تحريك الاصابع يميناً و شمالاً (ث) رفع اليدين (ث) (ولكن) عطف علي تأويل الكلام اي لم‏يتضرعوا (قست قلوبهم و زيّن لهم الشيطان) الثاني (يم) (ما كانوا يعملون  43).

(فلمّانسوا) تركوا (ث) نزلت في ولد عباس (ث) (ماذكّروا به) ولاية علي7(ث)([168]) (فتحنا) علي السواد و قرأ (ر) فتّحنا من باب التفعيل (عليهم ابواب) دولتهم في الدنيا (ث) (كل شي‏ء) استدراجاً (ث) اغناهم عقوبةً لفعلهم (ق) روي كان في مناجاة اللّه لموسي ياموسي ان رأيت الفقر مقبلاً فقل مرحباً بشعار الصالحين و اذا رأيت الغني مقبلاً فقل ذنب عجّلت عقوبته فمافتح اللّه علي احد هذه الدنيا الاّ بذنب ينسيه ذلك الذنب فلايتوب فيكون اقبال الدنيا عليه عقوبةً لذنبه

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 185 *»

(حتي اذا فرحوا بمااوتوا اخذناهم بغتةً) حال (هـ) بسيف القائم (ث) روي اخذ بنوامية بغتةً و يؤخذ بنوالعباس جهرةً (فاذا هم مبلسون  44) ايسون (ق).

(فقطع دابر القوم الذين ظلموا و الحمدللّه ربّ العالمين  45) فمن اغتمّ علي بوار الظلمة خالف اللّه (يم).

(قل) لقريش (ق) (أرأيتم ان) جوابه محذوف اغني عنه من اله غير اللّه (هـ) الشرطية في موضع الحال (اخذ اللّه سمعكم و ابصاركم) يقول اخذ اللّه منكم الهدي (ث) (و ختم علي قلوبكم) اخذ سمعكم عن التوحيد و ابصاركم عن النبوة و ختم علي قلوبكم عن الولاية (يم)([169]) (من) مبتدأ (اله) خبر (هـ) الجملة مفعول ارأيتم (غير) صفة (اللّه يأتيكم) يردّ ذلك عليكم (ث) (به) بكل واحد او بمااخذ (هـ) وحدة الضمير علي ماروي لاجل وحدة الحاصل من السمع و البصر و القلب و هو الهداية فقوله ان اخذ اللّه الي قلوبكم اي اخذ اللّه هداكم فابان عن ذلك بوحدة الضمير (انظر كيف نصرّف الايات) نوجّهها في جهات البيان (ثم هم يصدفون  46 )يكذبون (ث) يعرضون (ق) يميلون عنه.

(قل أرأيتكم) أعلمتم (ان اتيكم عذاب اللّه بغتةً) يأخذ بني‏امية بغتةً (ث) (او جهرةً) و بني‏العباس جهرةً (ث) (هل يهلك الاّ القوم الظالمون  47) يعني لايصيبكم الاّ الجهد و الضرّ في الدنيا و اما العذاب الاليم الذي فيه الهلاك فلايصيب الاّ القوم الظالمين (ق).

(و مانرسل المرسلين) بالولاية و البراءة (يم) (الاّ مبشّرين) حال (ل) (و منذرين فمن) مبتدأ (ل) (امن) بولي اللّه (يم) (و اصلح) بالولاية و البراءة (يم) (فلا خوف) خبر (ل) (عليهم و لا هم يحزنون  48).

([1]) اقول: و الدليل علي انّ المراد من اليتامي في الباطن ال‏محمّد و شيعتهم قول الصادق7 في رواية يعدّ الكبائر السبع الي ان قال و اما اكل مال اليتيم فقدذهبوا بفيئنا الذي قدجعله اللّه لنا و اعطوه غيرنا و في رواية اخري عنه7 ايضاً قال نحن اليتيم الخبر و عن الباقر7 في قوله تعالي يتيماً ذامقربة قال يعني رسول اللّه9 و عن تفسير الامام7 عند قوله تعالي في سورة البقرة و بالوالدين احساناً و ذي القربي و اليتامي قال7 حثّ اللّه علي برّ اليتامي لانقطاعهم عن ابائهم فمن اكرمهم و صانهم اكرمه اللّه ولكن اشدّ من يتم هذا اليتيم يتيم يتم عن امامه لايقدر علي الوصول اليه و لايدري كيف حكمه فيماابتلي به من شرايع دينه الا فمن كان من شيعتنا عالماً بعلومنا فهذا الجاهل بشريعتنا المنقطع عن مشاهدتنا يتيم في حجره و هو من ايتام ال‏محمّد المنفرد عن مواليه فمن هداه و ارشده و علّمه شريعتنا كان معنا في الرفيق الاعلي.

([2]) اقول: المراد من السفهاء في بطن القرءان اعداء ال‏محمد: كمايدلّ عليه قوله7في قوله تعالي و ان انستم منهم رشداً يعني اذا رأيتموهم يحبون ال‏محمد فانّ هذا الخبر يدلّ علي انّ المراد من السفيه الذي هو خلاف الرشيد الذين لايحبّونهم و يعادونهم و ينصبون لهم و قدورد اخبار كثيرة في النهي عن اعطائهم الزكوة التي هي من المال و النهي عن اطعامهم الذي هو نوع من اعطاء المال فعن ابن‏اذينة قال كتب الي ابوعبداللّه7 انّ كل عمل عمله الناصب في حال ضلاله او حال نصبه ثم منّ اللّه عليه و عرّفه هذا الامر فانّه يوجر عليه و يكتب له الاّ الزكوة فانّه يعيدها لانّه وضعها في غير موضعها و انّما موضعها اهل الولاية و عن ابي‏عبداللّه7 من مثّل مثالاً او اقتني كلباً مبغضاً لاهل‏البيت اقتناه فاطعمه و سقاه من فعل ذلك فقدخرج من الاسلام فقلت له هلك اذاً كثير من الناس فقال انماعنيت بقولي من مثّل مثالاً من نصب ديناً غير دين اللّه و دعا الناس اليه و بقولي من اقتني كلباً مبغضاً لاهل البيت اقتناه فاطعمه و سقاه من فعل ذلك فقدخرج من الاسلام و عنه7 ايضاً ليس الناصب من نصب لنا اهل البيت لانّك لن‏تجد احداً يقول انّي ابغض محمداً و ال‏محمد ولكنّ الناصب من نصب لكم و هو يعلم انّكم تتولونا و تبرؤن من اعدائنا ثم قال7 من اشبع عدواً لنا فقدقتل ولياً لنا.

([3]) اقول: كمايرشد الي ذلك ايضاً قوله تعالي و اللّه خير الرازقين.

([4]) اقول: قدمرّ اخباره و بيانه في البقرة في تلو قوله تعالي فاللّه يحكم بينهم يوم القيمة فيماكانوا فيه يختلفون الاية.

([5]) اقول: قال اللّه سبحانه سبحان ربّك رب العزة عمايصفون و قال علي7 في خطبته كمال التوحيد نفي الصفات عنه و قال من عرف مواقع الصفة بلغ قرار المعرفة فاللّه سبحانه بذاته منزّه عن جميع الصفات و النعوت و انّمايوصف في مقام الولاية و السلطنة بصفة العلم و الحلم و سائر الصفات لا في الذات فهو سبحانه عالم حليم في علي7ففي الكافي في خبر طويل في وفات رسول اللّه و كان علي حليماً عليماً و في الزيارة الجامعة و خزان العلم و منتهي الحلم.

([6]) اقول: لايخفي علي من تتبع الاخبار و تفحص خلال الاثار انّ الجنة الواقعية التي بها يتنعّمون اهل الجنة هي الولاية لمحمّد و ال‏محمد كماصرّح به بعض العلماء الاخيار و اشار الي دلالة الاخبار عليه ففي مرءاة الانوار نقلاً عن البصائر عن نصر بن قابوس قال سألت اباعبداللّه7 عن قول اللّه عزّوجلّ و ظلّ ممدود و ماء مسكوب و فاكهة كثيرة لامقطوعة و لاممنوعة قال يا نصر انّه ليس حيث تذهب الناس انما هو العالم و مايخرج منه قال شيخنا العلامة; «لعلّ المعني ليس حيث تذهب الناس من انحصار جنة المؤمنين في الجنة الصورية الاخروية بل لهم في الدنيا ايضاً ببركة ائمتهم: جنات روحانية من ظلّ حمايتهم و لطفهم الممدود في الدنيا و الاخرة و ماء مسكوب من علومهم الحقة التي بها تحيي النفوس و الارواح و فواكه كثيرة من انواع معارفهم التي لاتنقطع عن شيعتهم و لايمنعون منها و فرش مرفوعة ممايتلذّذون بها من حكمهم و ادابهم بل لايتلذّذ المقربون في الاخرة ايضاً في الجنان الصورية الاّ بتلك الملاذّ المعنوية التي كانوا يتنعمون بها في الدنيا كمايشهد به الاخبار» انتهي كلامه اعلي‏اللّه‏مقامه فتأمل و لاتغفل عن جريان مثله في سائر نعم الجنة مثل انهار الخمر و امثالها انتهي.

و لذا ورد تأويل اصحاب الجنة بالمطيعين لعلي7 و المقرين بولايته و المعترفين بفضائله فعن النبي9 تلا قوله تعالي لايستوي اصحاب النار و اصحاب الجنة الاية فقال اصحاب الجنة من اطاعني و سلّم لعلي بعدي و اقرّ بولايته و اصحاب النار من انكر الولاية و نقض العهد من بعدي الخبر و يؤيد المقام ماورد من تأويل النار بولاية عدوهم من جهة التقابل بين الجنة و النار فالجنة ولايتهم و محبتهم فعن الصادق7 في قوله تعالي كمن هو خالد في النار قال اي انّ المتقين كمن هو خالد في ولاية عدو ال‏محمد و ولاية عدو ال‏محمد هي النار من دخلها فقد دخل النار الخبر.

([7]) اقول: و عن تفسير القمي عن الصادق7 في قول اللّه تعالي من جاء بالحسنة الاية قال الحسنة واللّه ولاية علي7 و السيئة واللّه عداوته و اتباع اعدائه و في رواية ابن ابي‏يعفور عنه7 قال انما الحسنة معرفة الامام و طاعته و السيئة انكار الامام الذي من عند اللّه و عن الكاظم7 في قوله تعالي لاتستوي الحسنة و لا السيئة قال نحن الحسنة و بنوامية السيئة و في الخبر المعروف حبّ علي حسنة لاتضرّ معها سيئة و بغضه سيئة لاتنفع معها حسنة و قدورد اخبار كثيرة في تفسيرها بالثلثة كلّ ذلك مضافاً الي كثير من عمومات الاخبار كقوله نحن اصل كل خير و من فروعنا كلّ برّ و اعداؤنا اصل كل شرّ و من فروعهم كل فاحشة ثم قال7 و من البرّ التوحيد اقول: اذا كان من البرّ التوحيد المنبئ عن ولاية علي7 بل هو عين ولايته فولايتهم المنبئة عن الشرك من الشرّ كمايدلّ علي جميع ذلك اخبار كثيرة معروفة مشهورة.

([8]) اقول: في فصل الخطاب قال ابوجعفر7 ذنوب المؤمن اذا تاب منها مغفورة له فليعمل المؤمن لمايستأنف بعد التوبة و المغفرة لا واللّه انّها ليست الاّ لاهل الايمان و فيه عنه7 ايضاً في قوله تعالي و انّي لغفّار لمن تاب و امن و عمل صالحاً ثم اهتدي قال الاتري كيف اشترط و لن‏تنفعه التوبة و الايمان و العمل الصالح حتي اهتدي و اللّه لو جهد ان‏يعمل ماقبل منه حتي يهتدي قيل الي من جعلني اللّه فداك قال الينا و فيه قال ابوعبداللّه7 ما علي ملة ابراهيم احد غيركم و مايقبل اللّه الاّ منكم و لاتغفر الذنوب الاّ لكم و فيه ايضاً قال ابوجعفر7 كل من دان اللّه عزوجل بعبادة يجهد فيها نفسه و لا امام له من اللّه فسفيه غير مقبول و هو ضال متحير و اللّه شانئ لاعماله الي ان قال فان مات علي هذه الحال مات ميتة كفر و نفاق و اعلم انّ ائمة الجور و اتباعهم لمعزولون عن دين اللّه قدضلّوا و اضلّوا فاعمالهم التي يعملوها كرماد اشتدّت به الريح في يوم عاصف لايقدرون مماكسبوا علي شي‏ء ذلك هو الضلال البعيد الي غير ذلك من الاخبار.

([9]) اقول: الشهوات هي ماتميل اليه النفس الامارة و تهواه فاتباعها بمعني اتباع الهوي و قدورد في الاخبار تأويل من اتبع هواه بمن اتخذ دينه رأيه بغير امام من اللّه و لاشك انّ الخلفاء هم الذين اتخذوا دينهم رأيهم و اتبعوا شهواتهم و ميلهم فعن الصادق7 في قوله تعالي و من اضلّ ممن اتبع هواه بغير هدي من اللّه قال هو من يتخذ دينه رأيه بغير امام من اللّه من ائمة الهدي هذا و قدعرفت انفاً انّ الشهوات هي ماتميل اليه النفس الامارة لاتميل الاّ الي الشر لانّها منه خلقت و اصل جميع الشرور و الفواحش هم الخلفاء كماقال7 و اعداؤنا اصل كل شر و من فروعهم كل فاحشة.

([10]) اقول: و يدلّ علي ذلك خبر زرارة قال سألت اباجعفر7 عن المستضعف فقال هو الذي لايهتدي حيلة الي الكفر فيكفر و لايهتدي سبيلاً الي الايمان لايستطيع ان‏يؤمن و لايستطيع ان‏يكفر فهم الصبيان و من كان من الرجال و النساء علي مثل عقول الصبيان و خبره الاخر عنه7 ايضاً المستضعفون الذين لايستطيعون حيلة و لايهتدون سبيلاً قال لايستطيع حيلة الي الايمان و لايكفرون الخبر و لاشك انّ الايمان خير الانسان و الكفر شره فهو لايهتدي الي خيره و شره و كانّه الي هذه الاية و الاخبار اشار اعلي‏اللّه‏مقامه بقوله لايهتدي الي خيره و شره.

([11]) اقول: اطلاق الاكل علي انواع الانتفاعات كتعلم العلوم و اكتساب الكمالات و تحصيل المعارف و الحكم و امثالها من البديهيات و الضروريات لمن تتبع في الاخبار و جاس خلال الديار و نظر في الاثار الصادرة عن الائمة الاطهار بل يمكن الاستدلال علي ذلك من انواع الاخبار فعن علي7 في الاحتجاج علي الزنديق الذي سأله عن ايات كثيرة من القرءان قال7 و جعل اللّه اهل الكتاب القيّمين به و العالمين بظاهره و باطنه من شجرة اصلها ثابت و فرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين باذن ربها اي يظهر مثل هذا العالم لمحتمليه في الوقت بعد الوقت و قال ابوعبداللّه7 في قول اللّه عزوجل و ظلّ ممدود و ماء مسكوب و فاكهة كثيرة لامقطوعة و لاممنوعة قال يانصر انه ليس حيث تذهب الناس انما هو العالم و مايخرج منه و قال اميرالمؤمنين عليه صلوات المصلين انا اطعمت ثمارها فقال الباقر7 يعني به انّه علّم الناس اعمالهم الزكيّة و عن الباقر7ايضاً انّه قيل له في قوله تعالي فلينظر الانسان الي طعامه ماطعامه قال علمه الذي يأخذه عمن يأخذه و عن الصادق7 في قوله تعالي و ممارزقناهم ينفقون قال اي و مماعلّمناهم يبثّون الي غير ذلك من انواع الاخبار التي تدلّ علي انّ الاكل و الرزق و الاطعام و امثالها تطلق علي انواع الانتفاعات و لذا صرّح في تفسير المرءاة بذلك فقال «انّه يستفاد من الجميع امكان تأويل مايشتمل علي الاكل مهمايناسب بالانتفاعات العلمية و اللذات الدينية في مقام المدح و بضدها في مقام الذمّ».

([12]) اقول: للنفس اطلاقات منها الحقيقة و منه قوله7 من عرف نفسه فقدعرف ربه و قوله اعرفكم بنفسه اعرفكم بربه و منها عين الشي‏ء و منه قولك جاءني زيد نفسه اي عينه لاغيره فعلي الاول تأوّل بالائمة: و علي الثاني بالاخوان فتأمل و افهم و قدفصّلنا شرح ذلك في سورة البقرة و يمكن ان‏تأوّل علي المعني الاول ايضاً بالاخوان فانّهم من انفس الائمة كماروي ففي فصل الخطاب عن ابي‏عبداللّه7 قال انتم ال‏محمد انتم ال‏محمد و قال والله مابعدنا غيركم و انّكم معنا في السنام الاعلي فتنافسوا في الدرجات لعلّي نقلته بالمعني.

([13]) اقول: قوله اعلي‏اللّه‏مقامه ولاية الاعداء ليس شي‏ء اكبر منها يدلّ عليه قوله7 في اخبار كثيرة اكبر الكبائر الشرك باللّه و قدورد انّ عداوة اولياء اللّه هو الشرك فعن الرضا7 الناصب مشرك و في بعض الزيارات اشرك من ابغضكم و في بعضها و من حاربكم مشرك و عن الخصال عن الصادق7 قال انّ الكبائر سبع فينا نزلت و منّا استخفت فاوّلها الشرك باللّه ثم قتل النفس التي حرّم اللّه و اكل مال اليتيم و عقوق الوالدين و قذف المحصنة و الفرار من الزحف و انكار حقّنا فاما الشرك باللّه فقدانزل اللّه فينا ماانزل و قال رسول‏اللّه9 فينا ماقال فكذّبوا اللّه و كذّبوا رسوله فاشركوا باللّه و اما قتل النفس التي حرّم اللّه فقدقتلوا الحسين7 و اصحابه و اما اكل مال اليتيم فقدذهبوا بفيئنا الذي قدجعله اللّه لنا و اعطوه غيرنا و اما عقوق الوالدين فعقّوا رسول اللّه9 في ذريته و عقّوا امّهم خديجة الكبري في ذريتها و اما قذف المحصنة فقدقذفوا فاطمة علي منابرهم و اما الفرار من الزحف فقداعطوا اميرالمؤمنين7 بيعتهم طائعين غير مكرهين ففرّوا عنه و خذلوه و اما انكار حقنا فهذا ما لايتنازعون فيه.

([14]) اقول: الاخبار واضحة الدلالة علي انّ المراد من الكريم و المكرم و الكرام و سائر المشتقات الائمة: و ولايتهم و مودتهم فعن تفسير فرات عن الباقر7 قال انّ الائمة هم الخيرة الكرام و في كثير من الزيارات انتم العباد المكرمون و عن الباقر7 بل عباد مكرمون و اومأ بيده الي صدره و عنه7 ايضاً نحن جلال اللّه و كرامته الي غير ذلك من الاخبار و لذا قال صاحب مرءاة الانوار «اعلم انّ المدخل جاء في القرءان بمعني الدخول و محله و المراد بالممدوح بذلك ما لاهل الحق المتمسكين بالولاية فيصح تأويل المدخل الممدوح بالولاية و ما لاهلها هذا و المدخل الكريم هو بيت النبي9فانّه رسول كريم و بيت النبي هو ولاية علي7 كماعن ابي عبداللّه7 في قوله عزوجل رب اغفر لي و لوالدي و لمن دخل بيتي مؤمناً يعني الولاية من دخل في الولاية دخل في بيت الانبياء: و قوله انمايريد اللّه ليذهب عنكم الرجس اهل البيت و يطهّركم تطهيراً يعني الائمة: و ولايتهم من دخل فيها دخل في بيت النبي9 و هو السلم و السلامة التي امرنا بالدخول فيها في قوله ياايها الذين امنوا ادخلوا في السلم كماعن ابي‏جعفر7في هذه الاية قال في ولايتنا الخبر و هو الجنة» و قدمرّ في البقرة في تلو قوله تعالي اولئك اصحاب الجنة هم فيها خالدون انّ المراد منها علي و ولايته و مودّته و لقاؤه قال7 اذا تنعم اهل الجنة بالجنة تنعم اهل اللّه بلقاء اللّه الخبر.

([15]) اقول:  في شرح الزيارة قال علي7 في خطبة يوم الغدير و الجمعة و اشهد انّ محمداً عبده و رسوله استخلصه في القدم علي سائر الامم علي علم منه انفرد عن التشاكل و التماثل من ابناء الجنس و انتجبه امراً و ناهياً عنه اقامه في سائر عالمه في الاداء مقامه اذ كان لاتدركه الابصار و لاتحويه خواطر الافكار و لاتمثّله غوامض الظنون في الاسرار لا اله الاّ اللّه الملك الجبّار ثم قال7 في وصف العترة الطاهرة: بعد هذا الكلام بلافاصلة و انّ اللّه تعالي اختص لنفسه بعد نبيه9 من بريّته خاصة علاّهم بتعليته و سمابهم الي رتبته و جعلهم الدعاة بالحق اليه و الادلاّء بالارشاد عليه لقرن قرن و زمن زمن انشأهم في القدم قبل كل مذروء و مبروء.

([16]) اقول: قدذكرنا علة جعله اعلي‏اللّه‏مقامه باطن ذي القربي ال‏محمد: و كذا وجه كون الوالدين في الباطن محمّد و علي8 في البقرة في قوله تعالي الوصية للوالدين و الاقربين و كذا ذكرنا فيها في قوله تعالي و يسألونك عن اليتمي مايدلّ علي انّ المراد من اليتامي الشيعة المنقطعون عن امامهم و لنذكر هنا مايدلّ علي انّ المراد بالمساكين جهال الشيعة ففي تفسير مرءاة الانوار «و في تفسير الامام مايدلّ علي تأويل المساكين بضعفاء الشيعة و انّ اعطاءهم و اطعامهم تعليمهم العلوم و استخلاصهم من ايدي اعدائهم النواصب قال7 انّ محبي محمد و اله مساكين مواساتهم افضل من اطعام الفقراء و هم الذين سكنت جوارحهم و ضعفت قواهم عن مقابلة اعداء اللّه الذين يعيّرونهم بدينهم و يسفّهون احلامهم الا فمن قوّاهم بفقهه و علّمهم حتي ازال مسكنتهم قضي اللّه بذلك حقاً علي لسان النبي الخبر ثم ذكر احاديث في فضل هذا صريحة في التأويل المذكور» انتهي كلامه;.

([17]) اقول: و هو قوله سبحانه في سورة بني‏اسرائيل و لاتبذّر تبذيراً انّ المبذّرين كانوا اخوان الشياطين و كان الشيطان لربّه كفوراً.

([18]) اقول: جعل اعلي‏اللّه‏مقامه باطن هاتين الايتين الاول و الثالث فجعل باطن الاية الاولي الاول لانّه المانع لحق ال‏محمد: حيث غصب خلافتهم اولاً فهو بخل و منع حقهم اولاً و البخل منع المال و الحق عن اهله ثم امر الناس بالبخل و المنع و كان امره امراً فعلياً من قبيل قول النبي9 صلّوا كمارأيتموني اصلّي فهو منع حقهم و قال امنعوا و ابخلوا عن ال‏محمد: حقهم و مالهم كمارأيتموني امنع و ابخل و كان قوله ايضاً قولاً فعلياً يفهم كل احد كلامه بلغته و هذا القول لايحتاج الي مترجم و اما الثالث فهو انفق مالهم و حقهم و ردّه اليهم حيث نقل الخلافة من بعده الي علي7 ولكن كان نقله الخلافة و انفاقه و ردّ المال الي صاحبه رياء الناس لاجل انّ الناس ماكانوا يمكّنون منه لو كان نقله الي احد غير علي7 فكان صدور ذلك العمل منه لاجل رياء الناس لا للاخلاص و لمحض رضاء اللّه و لان الحق حقهم و هم مستحقوه. و جعل باطن الاية الثانية الثالث لانّه الذي انفق حق ال‏محمد و ردّه اليهم ولكن كماعلمت صدر ذلك منه رياء فهو ليس بمأجور لانّه لم‏يؤمن برسول اللّه و لا بعلي7 فلم‏يردّ حقهم لاجل الايمان بهم بل لاجل رياء الناس هذا و كان قرينه و رفيقه الثاني فهو كان عاشياً عن ذكر الرحمن و لم‏يكن مؤمناً به و لذلك قيّضنا له الثاني و جعلناه له قريناً و من يكن الشيطان له قريناً فساء قريناً و هو اشارة الي انّه كان مبذّراً و لذلك كان اخوه و قرينه الثاني قال اللّه سبحانه انّ المبذّرين كانوا اخوان الشياطين.

بقي هنا نكتة ينبغي التنبيه عليها و هو سرّ التعبير عنهما بالجمع حيث قال الذين يبخلون و قال في الاية الثانية و الذين ينفقون اموالهم فاقول سرّ ذلك انّهما في جهة الشرّ كليان كما انّ الائمة: في جهة الخير كليّون فكما انّ الائمة: اصل كل خير و جميع الخيرات من فروعهم و نورهم و تجليهم و ظهورهم و هم الظاهرون في جميع الخيرات و المتجلون في كافة المبرّات فهم المصلّون و هم المزكّون و هم الحاجّون و هم الصائمون اشهد انّك قداقمت الصلوة و اتيت الزكوة و امرت بالمعروف و نهيت عن المنكر بهم ملأت سماءك و ارضك حتي ظهر ان لا اله الاّ انت نحن اصل كل خير و من فروعنا كل برّ ان ذكر الخير كنتم اوله و اصله و فرعه و معدنه و مأواه و منتهاه فكذلك الاول و الثاني و الثالث اصل كل شرّ و من فروعهم كل فاحشة و هم الكليّون في جهة الشرّ فجميع الشرور من عكوسهم و ظلّهم و من فروعهم فان ذكر الشرّ كانوا اصله و معدنه و مأواه و منتهاه فهم الظاهرون في جميع الفواحش ماظهر منها و مابطن و هم المتجلون في جملة القبايح و الرذائل فهم البخلاء و هم المنفقون رياءً و هم الكافرون باللّه و برسوله و هم الكاتمون مااتاهم اللّه من فضله و هم المانعون للزكوة و هم المفطرون للصيام لا غيرهم فافهم.

([19]) اقول: و ذلك لانك قدعلمت سابقاً انّ الثالث لم‏يؤمن باللّه و لا باليوم الاخر و علمت انّه الاصل في ذلك فكلّ من لم‏يؤمن باللّه و رسوله و الائمة فانّما اتبعه و اقتفي اثره فقال اللّه سبحانه و ماذا عليهم لو امنوا باللّه و رسوله و علي7 و لم‏يتبعوا الثالث فانّ في ذلك خير دنياهم و اخرتهم.

([20]) اقول: فانّك عرفت انفاً انّ البخيل المانع لحق ال‏محمد و لنشر فضائلهم هو الاول و هو الاصل في ذلك فجميع من يفعل ذلك فهو فرعه و اتبعه و اقتفي اثره فقال ماذا عليهم لو انفقوا و اعطوا حق ال‏محمد و ردوه اليهم و لم‏يتبعوا الاول في غصبه حقهم و في ذلك خير دنياهم و اخرتهم هذا و قدذكرنا مايدلّ علي اطلاق الرزق علي العلم سابقاً في تحت تفسير قوله و لاتأكلوا اموالكم بينكم بالباطل.

([21]) اقول: اراد اعلي‏اللّه‏مقامه انّ الباء في قوله بوجوهكم للتبعيض فالمعني فامسحوا ببعض وجوهكم كماروي عن زرارة انّه قال لابي‏جعفر7 الاتخبرني من اين علمت و قلت انّ المسح ببعض الرأس و بعض الرجلين و ذكر الحديث الي ان قال ابوجعفر7 ثم فصّل بين الكلام فقال و امسحوا برءوسكم فعرفنا حين قال برءوسكم انّ المسح ببعض الرأس لمكان الباء ثم وصل الرجلين بالرأس كماوصل اليدين بالوجه فقال و ارجلكم الي الكعبين فعرفنا حين وصلهما بالرأس ان المسح علي بعضهما ثم فسّر ذلك رسول‏اللّه9 للناس فضيّعوه ثم قال فلم‏تجدوا ماء فتيمموا صعيداً طيباً فامسحوا بوجوهكم فلما ان وضع الوضوء عمن لم‏يجد الماء اثبت بعض الغسل مسحاً لانّه قال بوجوهكم ثم وصل بها و ايديكم منه اي من ذلك التيمم لانّه علم انّ ذلك اجمع لم‏يجر علي الوجه لانّه يعلق من ذلك الصعيد ببعض الكفّ و لايعلق ببعضها ثم قال مايريد اللّه ليجعل عليكم من حرج و الحرج الضيق.

([22]) اقول: و يدل علي انّ منكري الولاية يهود و نصاري قول علي7 انّه جاء رجل الي النبي9 فقال يا رسول الله أكلّ من قال لااله الاّاللّه مؤمن قال انّ عدواننا تلحق باليهود و النصاري انكم لاتدخلون الجنة حتي تحبوني و كذب من زعم انّه يحبني و يبغض هذا يعني علياً7 و قول الرضا عن ابائه: قال قال رسول اللّه9 لعلي7 من احبك كان مع النبيين في درجتهم يوم القيمة و من مات و هو يبغضك فلايبالي مات يهودياً او نصرانياً الي غير ذلك من الاخبار الواردة في هذا المضمار.

([23]) اقول: الاخبار واضحة الدلالة علي انّ المراد من المفترين في بطن القرءان الخلفاء فانّ ماادّعوه في نزع الخلافة و الامامة عن الائمة: من اعظم الكذب و الفرية بل لا افتراء في الاسلام اعظم من ذلك فعلي ذلك لاشك في انّهم هم المفترون في ذلك و في ماقالوا و فعلوا من احاديثهم المجعولة في حق انفسهم ففي رواية داود بن فرقد عن الصادق7 قال من ادّعي الامامة و ليس بامام فقدافتري علي اللّه و علي رسوله و علينا و عن ابي‏بصير عنه7 في قوله تعالي و من اظلم ممن افتري علي اللّه كذباً قال من ادّعي الامامة دون الامام7 الي غير ذلك من الاخبار الواردة في هذا المضمار.

([24]) اقول: جعل اعلي‏اللّه‏مقامه و رفع‏في الخلداعلامه باطن الجبت الاول و باطن الطاغوت الثاني لقول الباقر7 في هذه الاية انّ المراد فلان و فلان و في دعاء صنمي قريش اللّهم العن صنمي قريش و جبتيها و طاغوتيها و افكيها و في بعض الزيارات اللّهم العن جوابيت هذه الامة و فراعنتها الرؤساء منهم و الاتباع من الاولين و الاخرين و في خبر داود بن كثير عن ابي‏عبداللّه7 يا داود عدوّنا في كتاب اللّه الفحشاء و المنكر و البغي و الخمر و الميسر و الانصاب و الازلام و الاوثان و الجبت و الطاغوت الخبر و لاشك انّ الاول و الثاني من اعدي عدوّ ال‏محمد و هما الاصل في جميع الاعداء و الكل من فروعهما و في خبر المفضل قال7 ثم كأنّي يامفضل انظر الينا معاشر الائمة بين يدي رسول اللّه9 نشكو اليه مانزل بنا من الامة بعده و ما نالنا من التكذيب و الردّ علينا و سبّنا و لعننا و تخويفنا بالقتل و قصد طواغيتهم الولاة لامورهم من دون الائمة الخبر.

([25]) اقول: قدورد نصّ صريح خاص في ذلك فعن علي بن الحسين8 انّ رجلاً جاء الي علي7 فقال علي7 يا حسن اجبه فقال اما الناس فرسول اللّه9 و نحن و لذلك قال اللّه تعالي ثم افيضوا من حيث افاض الناس فرسول اللّه9 الذي افاض الناس و نحن منه و اما اشباه الناس فهم شيعتنا و موالينا و هم منا و لذلك قال ابرهيم فمن تبعني فانّه مني و اما النسناس فهم هذا السواد الاعظم و اشار بيده الي جماعة الناس ثم قال ان هم الاّ كالانعام بل هم اضلّ سبيلاً و عن بريد العجلي قال سألت اباجعفر7 عن قول اللّه عزوجل اطيعوا اللّه و اطيعوا الرسول و اولي‏الامر منكم فكان جوابه الم‏تر الي الذين اوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت و الطاغوت و يقولون للذين كفروا هؤلاء اهدي من الذين امنوا سبيلاً يقولون لائمة الضلالة و الدعاة الي النار هؤلاء اهدي من ال‏محمد سبيلاً اولئك الذين لعنهم اللّه و من يلعن اللّه فلن‏تجد له نصيراً ام لهم نصيب من الملك يعني الامامة و الخلافة فاذاً لايؤتون الناس نقيراً نحن الناس الذين عني اللّه و النقير النقطة التي في وسط النواة ام يحسدون الناس علي مااتاهم اللّه من فضله نحن الناس المحسودون علي مااتانا اللّه من الامامة دون الخلق اجمعين فقداتينا ال‏ابرهيم الكتاب و الحكمة و اتيناهم ملكاً عظيماً يقول جعلنا منهم الرسل و الانبياء و الائمة فكيف يقرّون به في ال‏ابرهيم و ينكرونه في ال‏محمد الخبر.

([26]) اقول: ظهر صفة عزة اللّه في محمد9 كماظهر صفة حكمته في علي7 قال سبحانه لقدجاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ماعنتّم حريص عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم و قال سبحانه و انّه في امّ الكتاب لدينا لعلي حكيم قال الصادق7 في قوله تعالي اهدنا الصراط المستقيم قال هو علي و معرفته قال و الدليل علي ذلك قوله تعالي و انّه في امّ الكتاب لدينا لعلي حكيم و هو علي7 في الفاتحة في قوله تعالي اهدنا الصراط المستقيم و قدمرّ مايدلّ علي ذلك في الفصل الثاني و العشرين من المقدمة في ذيل كلمة العزيز و العلي.

([27]) اقول: قدمرّ ادلة ذلك مفصلاً في قوله تعالي و يسخرون من الذين امنوا و قوله انّ الذين امنوا و عملوا الصالحات في سورة البقرة.

([28]) اقول: يقال ظلّ ظليل اي دائم طيب و لاظليل اي غيرطيب و قدورد تأويله في المواضع الممدوحة بظلّ الائمة: فانّهم اظلة اللّه العالية علي رؤس الناس او هم اظلة اللّه العالي و انواره و ظهوراته و بالجملة لاشك في انّ المراد من ظلّ العالي هم الائمة: فعن ابن‏عباس في قوله تعالي و لا الظلّ يعني ظلّ علي في الجنة و في رواية اخري الظلّ علي7 في الجنة و في رواية طارق عن علي7 انّ الامام السماء الظليلة و عن الباقر7 انّ الائمة اظلة عن يمين عرش اللّه الخبر و الاخبار في هذا المضمار اكثر مماذكرنا تركناها اختصاراً.

[29] اقول: لاشك و لاريب انّ اللّه سبحانه هو السميع البصير لكن ظهر صفة سمعه في علي7 و صفة بصره في محمد9 لانّ مقام السمع مقام الهواء و مقام البصر مقام النار و النار اشرف العناصر و اقدمها و اسبقها و الهواء تحتها و دونها بدرجة فاختص البصر بمحمّد لانّه اشرف من الباقين فهو عين اللّه الناظرة بها يبصر اللّه مافعل الاعداء بالنسبة الي الائمة و الانبياء: و شيعتهم و كذا به يبصر الموالي و الاعادي و الطاعة و المعصية قال الباقر7 في قوله تعالي الم‏نجعل له عينين و لساناً و شفتين قال العينان رسول اللّه9 و اللسان اميرالمؤمنين و الشفتان الحسن و الحسين: و اختص السمع بعلي7لانّه بعد محمد و دونه في الدرجة فهو اُذن اللّه السامعة يسمع به اللّه مايسمع كماعن المقداد قال رسول اللّه9 انّ علياً7 اُذن اللّه السامعة و اُذنه الواعية كماعن معاني‏الاخبار و غيره عنه7 انّه قال في حديث له و انا الاذن الواعية قال تعالي و تعيها اذن واعية و عن كنزالفوائد انّ محمد بن عباس اورد ثلثين حديثاً عن الخاص و العام في انّ الاذن الواعية اذن علي7 فانّه مانسي شيئاً سمعه من النبي9 ابداً و في زيارة صفوان لعلي7 عن الصادق7 علي اذن اللّه الواعية و في بعض الزيارات له7 ايضاً اشهد انّك اذن اللّه السميعة التي حازت المعارف العلوية الي غير ذلك من الاخبار الدالة علي انّ علياً7 هو مظهر صفة سميعية اللّه سبحانه به يسمع مايسمع من كل من يسمع و بمحمد9 يبصر مايبصر من كل من يبصر.

([30]) اقول: قدمرّ انفاً مادل علي انّ المراد من الطاغوت في الباطن الخلفاء و اعداء ال‏محمد لاسيما الثاني.

([31]) اقول: معني الاية اذا قيل للمنافقين تعالوا الي علي7 الذي انزله اللّه من عنده او الي ماانزل اللّه في حق علي7 من الولاية و الخلافة و الي الرسول و قدورد علي كل من المعنيين اخبار كثيرة فممايدل علي المعني الاول و هو ان‏يكون المراد مماانزل اللّه علياً7 و اولاده الطيبين الطاهرين قول ابي‏جعفر7 في قول اللّه تعالي امنّا باللّه و ماانزل الينا قال انماعني بذلك علياً و فاطمة و الحسن و الحسين و جرت بعدهم في الائمة: و قول ابي‏عبداللّه7 في قوله تعالي هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هنّ امّ الكتاب قال اميرالمؤمنين و الائمة و قوله ايضاً في خبر علي بن ابراهيم في قول اللّه عزوجل الذين يتبعون الرسول النبي الامّي الي قوله و اتبعوا النور الذي انزل معه و اولئك هم المفلحون قال النور في هذا الموضع اميرالمؤمنين و الائمة: و خبر ابي‏خالد الكابلي قال سألت اباجعفر7 عن قول اللّه عزوجل فامنوا باللّه و رسوله و النور الذي انزلنا فقال يااباخالد النور واللّه الائمة من ال‏محمد الي يوم القيمة و هم واللّه نور اللّه الذي انزل الخبر.

و ممايدل علي المعني الثاني و هو انّ المراد مماانزل اللّه في حق علي7 من الولاية و الخلافة و المودة خبر سالم الحناط قال قلت لابي‏جعفر7 اخبرني عن قول اللّه تبارك و تعالي نزل به الروح الامين علي قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين قال هي الولاية لاميرالمؤمنين و خبر ربعي عن ابي‏جعفر7 في قول اللّه عزوجل و لو انّهم اقاموا التورية و الانجيل و ماانزل اليهم من ربهم قال الولاية و خبر جابر قال نزل جبرئيل7 بهذه الاية علي محمد9 هكذا ان كنتم في ريب ممانزّلنا علي عبدنا في علي7 فأتوا بسورة من مثله و عن ابي‏عبداللّه7 قال نزل جبرئيل علي محمد9بهذه الاية هكذا ياايها الذين اوتوا الكتاب امنوا بمانزّلنا في علي7 نوراً مبيناً و عن الصادق7 انّه قال في حديث له انّ ماانزل اللّه و الذي انزل اللّه هو ماافترض علي خلقه من ولاية علي7 و عن تفسير الامام في قوله تعالي مماانزلنا علي عبدنا قال7 يعني في ابطال عبادة الاوثان من دون اللّه و في النهي عن موالاة اعداءاللّه و معاداة اوليائه و في الحثّ علي الانقياد لاخي رسول‏اللّه و اتخاذه اماماً و اعتقاده فاضلاً راجحاً.

([32]) اقول: من معاني النفس الحقيقة و لاشك انّ الخلفاء حقيقة المنافقين و اصلهم و اسّهم و جميع المنافقين من فروعهم كماروي نحن اصل كل خير و من فروعنا كل برّ و اعداؤنا اصل كل شرّ و من فروعهم كل فاحشة.

([33]) اقول: فانّه سبحانه عند ذاته ـ  و لا عند ـ  منزه عن التوابية و الرحيمية فلاجرم هاتان الصفتان كساير صفاته في خلقه و عند خلقه و ليس الذات موقع الصفات من عرف مواقع الصفة بلغ قرار المعرفة سبحان ربك رب العزة عمايصفون فصفة توابيّته العامة و رحيميّته الشاملة للكل ظهر عند النبي و في النبي9و ان كان الخاص منهما باهل الولاية ظهر في علي7 و قدمرّ شرح ذلك و علته مفصلاً في تلو قوله سبحانه في سورة البقرة و اللّه يعدكم مغفرةً منه و فضلاً الاية.

([34]) اقول: كمايدلّ علي ذلك قول الصادق7 في قوله تعالي و من يطع اللّه و رسوله قال في ولاية علي7 و الائمة من بعده فقدفاز فوزاً عظيماً و في تفسير الامام7 في قوله تعالي اعبدوا ربكم اي اطيعوا ربكم من حيث امركم ان‏تعتقدوا ان لااله الاّاللّه وحده لاشريك له عدل لايجور و انّ محمداً عبده و رسوله و انّ ال‏محمد افضل ال‏النبيين و انّ علياً افضل ال‏محمد الي غير ذلك من الاخبار الدالة علي ان العمدة في اطاعة الرسول اطاعته في امر الولاية فانه الاصل في جميع الاوامر و الافعال و العبادات و المحاسن.

([35]) اقول: قدذكرنا فصلاً مشبعاً في ذيل قوله و يقتلون النبيين في سورة البقرة يعلم منه وجه تأويل النبيين برسول‏اللّه و الصديقين بعلي و الشهداء بالحسنين و الاشارة اليه هنا انّ لكل واحد من المعصومين مقام كلي بسيط احدي قدظهر في الكثيرين و تجلي في المتعددين فرسول‏اللّه ظهر في النبيين و كلهم من نوره و ظهوره و تجليه كما ان الاجسام الجزئية من ظهورات الجسم الكلي و النفوس القدسية من تجليات النفس الكلية القدسية فهو9 النبيون في مقام التعدد و الظهور و التمثل و هم النبي في مقام الوحدة و الكلية فهو هم ظهوراً و وجوداً و تمثلاً و تجلياً و ليسوا هم اياه جمعاً و احاطةً و كذلك القول في الصديقين فانّ علياً7 ظهر فيهم و تجلي بهم فالكل نوره و ظهوره بل هم ليسوا شيئاً غيره في مقام التعدد و التكثر فهو الصديق الاعظم و الفاروق الاكبر و كذلك الشهداء فان جميعهم من نور الحسنين و شعاعهما و هم ليسوا شيئاً غيرهما الظاهرين في عالم التعدد و التكثر فافهم فانه دقيق و بالاشارة يليق و بالتصريح غير حقيق ففي شرح‏الزيارة عن ابي‏الصباح الكناني عن ابي‏جعفر7 قال اعينونا بالورع فانه من لقي اللّه عزوجل منكم بالورع كان له عند اللّه فرجاً انّ اللّه عزوجل يقول من يطع الله و رسوله و قرأ الي و حسن اولئك رفيقاً فمنا النبي9 و منا الصديق و الشهداء و الصالحون و فيه عن انس بن مالك قال صلي بنا رسول‏اللّه9 في بعض الايام صلوة الفجر ثم اقبل علينا بوجهه الكريم فقلت يا رسول‏اللّه9 ارأيت ان‏تفسّر لنا قوله تعالي فاولئك مع الذين انعم اللّه عليهم من النبيين و الشهداء و الصالحين و حسن اولئك رفيقاً فقال اما النبيون فانا و اما الصديقون فاخي علي و اما الشهداء فعمّي حمزة و الصالحون فابنتي فاطمة و اولادها الحسن و الحسين و فيه عن تفسير علي بن ابرهيم و اما قوله و من يطع اللّه و الرسول فاولئك مع الذين انعم اللّه عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن اولئك رفيقاً فقال النبيين رسول‏اللّه9 و الصديقين علي7 و الشهداء الحسن و الحسين8 و الصالحين الائمة: و حسن اولئك رفيقاً القائم7 الخبر و قال النبي9 اما النبيون فانا و اما الوصيون فاخي علي و قدمرّ مايدلّ علي ذلك في المقدمة في الفصل الثالث و العشرين و في ذيل قوله تعالي و يقتلون النبيين الاية.

([36]) اقول: عن مفضل بن عمر قال قلت لابي‏عبداللّه7 في قوله تعالي بل تؤثرون الحيوة الدنيا قال ولايتهم و الاخرة خير و ابقي قال ولاية اميرالمؤمنين الخبر.

([37]) اقول: هذا بيان غريب و تفسير عجيب منبئ عن الباطن بل باطن الباطن و قداشرنا الي مثله انفاً في ذيل قوله تعالي فاولئك مع الذين انعم اللّه عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء فمن نظر فيماذكرنا هنالك علم سرّ اتيان التعبير عنهم بالجمع فعلي7 هو الرجل كل الرجل بل و هو الرجال جميع الرجال فان الكل تمثله و نوره و كذلك فاطمة3 هي المرأة بل و هي جميع النساء و جميعهن من تجلياتها و ظهوراتها في عالم الانسانية و الدرك و الشعور و كذلك باطن الولدان هو الحسنان فانهما الظاهران فيهم المتجليان بهم و الكل من انوارهما و الشاهد علي هذا البطن من الاخبار قول الصادق7 في قوله تعالي و علي الاعراف رجال الاية قال نحن اولئك الرجال علي الصراط مابين الجنة و النار فمن عرفنا و عرفناه دخل الجنة و من لم‏يعرفنا و لم‏نعرفه ادخل النار و تفسير الباقر7 الرجال في قوله تعالي رجال صدقوا ماعاهدوا اللّه الاية بهم: و في بعض زيارات شهداء كربلاء انتم رجال اللّه و عن الباقر7 قال قال علي7 اني مخصوص في القرءان باسماء ثم قال و انا السلم لرسول‏اللّه يقول اللّه تعالي و رجلاً سلماً لرجل انا الرجل السلم لرسول‏اللّه9.

بالجملة اطلاق الرجل علي كل واحد منهم: لاسيما علي7 شايع في الاخبار لانه كثيراًما يطلق علي الكامل في الرجولية الجامع للصفات الحسنة و المتصف بالخير كلّه و لاشك ان ائمتنا متصفون بتلك الصفات و قول الكاظم7 في اية المباهلة لم‏يدّع احد انه ادخله النبي تحت الكساء عند المباهلة للنصاري الاّ علي بن ابي‏طالب و فاطمة و الحسن و الحسين فكان قوله عزوجل ابناءنا الحسن و الحسين و نساءنا فاطمة و انفسنا علي بن ابي‏طالب الخبر بالجملة فعلم مماذكرنا من الاخبار ان المراد من الرجال علي و من النساء فاطمة و من الولدان الحسنان و قدعلمت سابقاً سرّ ذلك الاستعمال علي نحو الحقيقة فانهم كليون و الكلي هو اظهر في تجلياته من نفس تجلياته و اولي بها منها بل ليس هي شي‏ء غيره الظاهر في تلك العرصة و اما علي اللسان الظاهري فقل المطلق ينصرف الي فرده الاكمل و هم الفرد الاكمل من الرجال و النساء و الولدان فافهم و اما الدليل علي ان المراد من هذه الاية الائمة علي نحو الاطلاق فماعن الباقر7 في هذه الاية قال نحن اولئك و عن الصادق7 ان رسول‏الله9 نظر الي علي7 و الحسنين8 فبكي ثم قال انتم المستضعفون بعدي الخبر.

([38]) اقول: فمعني الاية في الباطن مالكم لاتقاتلون في سبيل اللّه و في سبيل المستضعفين يعني علي و فاطمة و الحسنان: الذين يقولون و يستدعون ربنا اخرجنا من هذه الدنيا في زمان الهدنة الظالم اهلها و اجعل لنا من لدنك ولياً هو القائم حتي يلي امرنا و اجعل لنا من لدنك شيعة ينصرنا فعلي هذا المراد من القرية الظالم اهلها الدنيا في زمان الهدنة فان فيها يظلم اهلها بعضهم بعضاً حيث يضعون كل شي‏ء في غير موضعه و الظلم هو وضع الشي‏ء في غير موضعه و اما بعد ظهور القائم عجل‏اللّه‏فرجه ففي اخره لايظلم احد احداً و هو حين الخروج من هذه القرية الظالم اهلها و المراد من الولي القائم فانه يلي امر الائمة الماضين و يقوم في الخلافة مقامهم فهو قائم بامر اللّه او قائم مقام اللّه يعني رسول اللّه او ولي لانه يلي امر جميع الخلائق و كل من ولي امراً فهو وليه او هو ولي لانه صاحب الامارة و السلطنة و الولاية او لانه صاحب المحبة و الوداد و الولي بمعني المحب او لانه نصير ناصر ينصر الله بقتل الاعادي و دفع اذيتهم عن خلق اللّه و الولي بمعني النصير او هو سمّي بذلك لانه قريب من الله او لانه من اقرباء رسول الله و اولاده و الولي بمعني القريب و الصديق او سمّي ولياً لانه اولي بالناس من انفسهم من قبيل قوله النبي اولي بالمؤمنين من انفسهم و بالجملة قدورد ايات عديدة و اخبار كثيرة علي ان الائمة: اولياء الله و ولاة الامر و اولوا الامر حتي انه صار لفظ الولي كالعلم لهم لاسيما لعلي و القائم8 ففي سورة المائدة انما وليّكم اللّه و رسوله و الذين امنوا الاية و المراد من الذين امنوا الائمة كمامرّ و في هذه السورة اطيعوا اللّه و اطيعوا الرسول و اولي‏الامر منكم و قدعرفت سابقاً في تلو الاية ان المراد من اولي الامر الائمة: و عن النبي9 قال اللّه عزّوجلّ الائمة ولاة امري و خزّان علمي و عن الصادق7نحن ولاة امر اللّه الي غير ذلك من الايات و الاخبار.

و المراد من النصير الشيعة فانهم ينصرون القائم و القائم هو المنصور قال7 في قوله تعالي  و من قتل مظلوماً فقدجعلنا لوليّه سلطاناً فلايسرف في القتل انه كان منصوراً ان الولي المقتول المنصور هو القائم7 و قال الصادق7 في قوله تعالي فالذين امنوا به يعني رسول اللّه و عزّروه و نصروه الاية قال اخذ اللّه ميثاق رسوله علي الانبياء ان‏يخبروا اممهم و ينصرونه فقدنصروه بالقول و امروا اممهم بذلك و سيرجع رسول‏اللّه9 و يرجعون و ينصرونه في الدنيا الخبر و لاشك ان الانبياء من شيعة الائمة كماقال الله سبحانه و انّ من شيعته لابرهيم و قال الباقر7 لجماعة من شيعته انتم شيعة ال‏محمد و انتم شرط اللّه و انتم انصار اللّه.

([39]) اقول: قدمرّ ان المراد من الصلوة بحسب التأويل حق العالي و من الزكوة حق الداني مفصلاً في تلو و اقام الصلوة و اتي الزكوة و الموفون بعهدهم في سورة البقرة.

([40]) اقول: القمي عنهم: ان الحسنات في كتاب اللّه علي وجهين احدهما الصحة و السلامة و السعة في الرزق و الاخر الافعال كماقال من جاء بالحسنة فله عشر امثالها و كذلك السيئات فمنها الخوف و المرض و الشدة و منها الافعال التي يعاقبون عليها.

([41]) اقول: اي كل شي‏ء من عند اللّه اذ ليس الاّ اللّه و صفاته و اسماؤه اللّه الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم لا محرك في الوجود الاّ اللّه فجميع ما في الخلق من عند اللّه او جميع ما في عرصة الامكان و الاكوان و الاعيان من عند اللّه كمايشهد بذلك ادلة توحيد الذات و الصفات و الافعال و العبادة.

([42]) اقول: قدمرّ شرح هذا الدليل السديد في تلو قوله تعالي و اللّه لايهدي القوم الظالمين في سورة البقرة و كيفية الاستدلال به هنا ان اللّه سبحانه شهيد علي الخلق كلهم فيري اعمال المحقين و المبطلين فيحق الحق و يبطل الباطل لامحالة فيكفي شهادته دليلاً علي رسالة الرسول اذ لوكان من عند غير اللّه لابطله و ادحض حجته و اكذبه و لم‏يكن يسدّده و يقرّره و يصدّقه و يظهر امره.

([43]) اقول: لان الرسول9 لم‏يأمر احداً بشي‏ء الاّ بالولاية لعلي7 و لم‏ينه الاّ عن ولاية اعدائه و جميع الاوامر و النواهي من شئونهما فمن اطاعه فيه فقداطاعه في جميع الشرايع من الاوامر و النواهي او المعني ان اطاعة النبي محله و موقعه الولي فانه خليفته و محل ظهور اوامره و نواهيه و لان مقام الاوامر و النواهي مقام التفصيل و مقام النبي مقام الاجمال و الولي مبدء التفصيل فجميعها ظهر منه فمن اطاعه فيه فقداطاع النبي و قدمرّ وجوه اخري قال الصادق7 في قوله تعالي و من يطع اللّه و رسوله قال في ولاية علي و الائمة من بعده: فقدفاز فوزاً عظيماً و الاخبار في ان طاعة علي طاعتي و طاعتي طاعة اللّه و من اطاعه اطاعني و من اطاعني اطاع اللّه كثيرة جداً قال في المرءاة ماحاصله «قدمرّ مايدلّ علي تأويل طاعة اللّه باطاعة النبي في امر الولاية و باطاعة الامام فيماامر و نهي و انه معني عبادة اللّه و اطاعته» انتهي.

([44]) اقول: هذا اشارة الي الخبر النبوي قال9 كل معروف صدقة و الدال علي الخير كفاعله الخبر و الي خبر اسمعيل الجعفي قال سمعت اباجعفر7 يقول من استنّ بسنة عدل فاتبع كان له اجر من عمل بها من غير ان‏ينتقص من اجورهم شي‏ء و من استنّ بسنة جور فاتبع كان عليه مثل وزر من عمل به من غير ان‏ينتقص من اوزارهم شي‏ء و عن ابي‏جعفر7 قال من علّم باب هدي فله مثل اجر من عمل به و لاينقص اولئك من اجورهم شيئاً و من علّم باب ضلال كان عليه مثل اوزار من عمل به و لاينقص اولئك من اوزارهم شيئاً.

([45]) اقول: اصل الهداية بمعني الارشاد و الدلالة الي الحق و الدعاء اليه و اراءة طريقه و الامر به و لاشك ان الحق و اصل الحق الامامة و الولاية فاصل الهداية بمعني الهداية الي الامامة و الولاية و الارشاد الي الحق و الصواب عكس الضلالة فالمراد من الهداية اذا اطلق من غير المتعلق الهداية الي الامام و الحق و الولاية و من الضلالة الضلالة عن الامام و عن الحق و الولاية و لذلك سمّي الائمة بالهادين و منكريهم بالضالّين و المضلّين و لذلك فسر بذلك في كثير من الاخبار فعن المناقب في قوله تعالي و اني لغفار الي قوله ثم اهتدي قال اي الي ولاية علي7 و اهل‏البيت و في الكافي في قوله تعالي فمن اتبع هداي فلايضل و لايشقي قال من قال بالائمة و اتبع امرهم و لم‏يجز عن طاعتهم و عن غيبة النعماني عن النبي9 انه قال في حديث ذكر فيه فضائل الائمة انهم هداة مهديون و عن الكتاب المزبور قال7 ان كل من خالف الائمة ضال مضل تارك للحق و الهدي و عن سليم بن قيس قال قلت لاميرالمؤمنين7 ماادني مايكون الرجل به ضالاً قال ان لايعرف من امر اللّه بطاعته و فرض ولايته و في تفسير الامام7 ان الضالين الذين ضلّوا عمن دلّ اللّه عليه بدلالته و اختصه بكرامته الواصفين له بخلاف صفاته و في الزيارة الجامعة و ضلّ من فارقكم و في بعض الزيارات لعلي7 ضلّ واللّه و اضلّ من اتبع سواك الي غير ذلك من الاخبار التي تدلّ علي ان المراد من الهداية الهداية الي الامام و ولايته و من الضلالة الضلالة عنه.

و لنذكر ايضاً شطراً من الاخبار التي تدلّ علي ان المراد من السبيل الائمة فعن جابر عن الباقر7 في قوله تعالي و لئن قتلتم في سبيل اللّه او متّم الاية قال سبيل اللّه علي و ذريته فمن قتل في سبيلهم و في ولايتهم قتل في سبيل اللّه و من مات في ولايتهم مات في سبيل اللّه و عنه7 ايضاً ان الائمة هم السبيل الاقوم و في خطبة لعلي7 ان الائمة هم السبيل الرشاد و قدمرّ بعض مادلّ علي ذلك في الفصل الثاني و العشرين و في ذيل قوله سبحانه و قاتلوا في سبيل اللّه الذين يقاتلونكم في سورة البقرة.

([46]) اقول: اطلاق النصير علي الاخ لانه ورد في الاخبار كثيراً في حقوق الاخ ان‏يكون ناصراً لاخيه معيناً له ينصره بماله و نفسه و عياله بل ينبغي للاخ ان‏يكون فيه ستون خصالاً و هذه الصفة عامة تشمل كثيراً منها مثلاً من الحقوق ان لاتشبع و يجوع و لاتروي و يعطش و لاتكتسي و يعري و هذه كلها من فروع نصرته و ان‏تكون له ظهراً اذا غاب فاحفظه في غيبته و اذا شهد فزره و اجلّه و اكرمه فان كان عليك عاتباً فلاتفارقه حتي تسأل سمحته و ان اصابه خير فاحمد اللّه و ان‏تسلّم عليه اذا لقيته و ان‏تعوده اذا مرض و تنصح له اذا غاب و تسمّته اذا عطس و تجيبه اذا دعاك و تتبعه اذا مات الي غير ذلك من الحقوق التي هي باجمعها من فروع النصرة فلنذكر مايدلّ علي ان الاخ نصير لاخيه و لو بغير هذا اللفظ فعن ابي‏المأمون الحائري قال قلت لابي‏عبداللّه7 ما حق المؤمن علي المؤمن قال المودة له في صدره و المواساة له في ماله و الخلف له في اهله و النصرة له علي من ظلمه الخبر انظر في دلالة كل واحدة من فقرات هذا الخبر علي المدعي لاسيما الاخيرة فانها كماتري مشتملة علي لفظه ايضاً و في خبر ابرهيم كن له ظهراً فانه لك ظهر و فيه ايضاً فان ابتلي فاعضده و ان تمحّل له فأعنه و في خبر معلّي عن ابي‏عبداللّه7 و الحق الثاني ان‏تجتنب سخطه و تتبع مرضاته و تطيع امره الخبر انظر في هذه الفقرات فانها و ان صدرت بغير لفظ النصرة و لكن مـآل الكل الي النصرة و الاعانة و في الخبر المزبور و الحق الثالث ان‏تعينه بنفسك و مالك و عيالك و يدك و رجلك الي غير ذلك من الاخبار و لو اردنا استقصاءها لافضي الي رسم كتاب مستقل و بالجملة فعلم مماذكرنا ان المراد من النصير الاخ فانه نصير لاخيه و يدلّ علي ذلك الاخبار التي سمّي فيها النبي9 علياً اخاه اذا ضمّت الي الاخبار التي سمّاه فيها نصيراً كماروي في قوله تعالي واجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً قال ان اللّه استجاب دعاء النبي9 فان علياً7سلطان ينصره علي اعدائه الخبر و قدمرّ بعض المؤيد في ذيل قوله تعالي و اجعل لنا من لدنك ولياً و اجعل لنا من لدنك نصيراً.

([47]) اقول: فالاضلال هو قتل الروح و اماتتها فانّ قتل كل شي‏ء علي حسبه فقتل البدن التفريق بين الروح البخارية التي بها الحيوة و بين البدن و قتل الروح هو التفريق بينها و بين من به حيوتها و هو امامه و لذلك سمي في الاخبار كثيراً العارف بغير الامام بالضالّ و الميت و قدمرّ اخباره انفاً و بالجملة فالقتل الروحاني الذي هو اعظم من القتل الظاهري هو الاضلال عمن به الحيوة الواقعية فعن تفسير الامام7 عن علي بن الحسين7 في حديث له ذكر فيه حكم القتل و القصاص الا اخبركم بالقتل الاعظم من هذا و مايوجب علي قاتله ماهو اعظم من هذا القصاص قالوا بلي قال اعظم من هذا ان‏تقتل رجلاً قتلاً لايحيي بعده ابداً قال ماهو قال ان‏يضله عن نبوة محمد9 و عن ولاية علي7 و يسلك به غير سبيل اللّه و يغويه باتباع طريقة اعداء علي7 و القول بامامتهم و دفع علي عن حقه و جحد فضله فهذا هو القتل الذي هو تخليد هذا المقتول في نار جهنم خالداً مخلداً فجزاء هذا مثل ذلك الخلود في نار جهنم الخبر.

([48]) اقول: لعل مراده اعلي‏اللّه‏مقامه من خبر اخر خبر سماعة قال سألت اباعبداللّه7عن المستضعفين قال هم اهل الولاية قلت اي ولاية تعني قال ليست ولاية الدين ولكنها في المناكحة و الموارثة و المخالطة و هم ليسوا بالمؤمنين و لا بالكفار الخبر وجه الدلالة انه7 قال ليست ولاية الدين التي هي من الاصول بل اسّ الاصول و اصلها ولكنها في المناكحة و الموارثة التي هي من الفروع و يؤيد هذا المعني قوله بعد و هم ليسوا بالمؤمنين فانهم لوكانوا اخذين بالاصول لكانوا مؤمنين و لا بالكفار لانهم من يجوز مناكحتهم و مخالطتهم و يورثون و لو كانوا كفاراً لماكانوا يورثون و لماكان مناكحتهم و مخالطتهم جائزة او الخبر المروي عن الامام7 في تفسيره قال قيل لرسول‏اللّه9 من يستحق الزكوة قال المستضعفون من شيعة محمد و اله الطيبين لم‏تقو بصائرهم فاما من قويت بصيرته و حسنت بالولاية لاولياءاللّه و البراءة من اعدائه معرفته فذلك اخوكم في الدين و امسّ بكم رحماً من الاباء و الامهات الخبر.

([49]) اقول: القمي في قوله تعالي ألم‏تكن ارض اللّه الاية قال نزلت فيمن اعتزل اميرالمؤمنين7 و لم‏يقاتل معه فقالت الملائكة لهم عند الموت فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الارض اي لم‏نعلم مع من الحق فقال اللّه ألم‏تكن ارض اللّه واسعة فتهاجروا فيها اي دين اللّه و كتاب اللّه واسع فتنظروا فيه و عن ابي عبداللّه7 انه سئل عن قوله تعالي اولم‏يسيروا في الارض قال معناه او لم‏ينظروا في القرءان الخبر.

([50]) اقول: و الخبر طويل ولكنا نذكره بتمامه لكثرة محصوله في زماننا هذا اي في زمان الفترة من العالم الكامل المعروف ففي الكافي عن عبدالاعلي قال سألت اباعبداللّه7عن قول العامة ان رسول‏اللّه9 قال من مات و ليس له امام مات ميتة جاهلية فقال الحق واللّه قلت فان اماماً هلك و رجل بخراسان لايعلم من وصيه لم‏يسعه ذلك قال لايسعه ان الامام اذا هلك وقعت حجة وصيه علي من هو معه في البلد و حقّ النفر علي من ليس بحضرته اذا بلغهم ان اللّه عزّوجلّ يقول فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين و لينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون قلت فنفر قوم فهلك بعضهم قبل ان‏يصل فيعلم قال ان اللّه عزّوجلّ يقول و من يخرج من بيته مهاجراً الي اللّه و رسوله ثم يدركه الموت فقدوقع اجره علي اللّه قلت فبلغ البلد بعضهم فوجدك مغلقاً عليك بابك و مرخي عليك سترك لاتدعوهم الي نفسك و لايكون من يدلّهم عليك فبمايعرفون ذلك قال بكتاب اللّه المنزل قلت فيقول اللّه عزّوجلّ كيف قال أراك قدتكلمت في هذا قبل اليوم قلت اجل قال فذكّر ماانزل اللّه في علي7 و ماقال له رسول‏اللّه9 في حسن و حسين8 و ماخصّ اللّه به علياً7 و ماقال فيه رسول‏اللّه9 من وصيته اليه و نصبه اياه و مايصيبهم و اقرار الحسن و الحسين بذلك و وصيته الي الحسن و تسليم الحسين له بقول اللّه النبي اولي بالمؤمنين من انفسهم و ازواجه امهاتهم و اولواالارحام بعضهم اولي ببعض في كتاب اللّه قلت فان الناس تكلموا في ابي‏جعفر7 و يقولون كيف تخطّت من ولد ابيه من له مثل قرابته و من هو اسنّ منه و قصرت عمن هو اصغر منه فقال يعرف صاحب هذا الامر بثلث خصال لاتكون في غيره هو اولي الناس بالذي قبله و هو وصيه و عنده سلاح رسول‏اللّه و وصيته و ذلك عندي لاانازع فيه قلت ان ذلك مستور مخافة السلطان قال لايكون في ستر الاّ و له حجة ظاهرة ان ابي استودعني ماهناك فلمّاحضرته الوفاة قال ادع لي شهوداً فدعوت اربعة من قريش فيهم نافع مولي عبداللّه بن عمر قال اكتب هذا مااوصي به يعقوب بنيه يابني انّ اللّه اصطفي لكم الدين فلاتموتنّ الاّ و انتم مسلمون و اوصي محمد بن علي الي ابنه جعفر بن محمد و امره ان‏يكفّنه في برده الذي كان يصلي فيه الجمع و ان‏يعمّمه بعمامته و ان‏يربّع قبره و يرفعه اربع اصابع ثم يخلي عنه فقال اطووه ثم قال للشهود انصرفوا رحمكم‏اللّه فقلت بعد ماانصرفوا ماكان في هذا ياابت ان‏تشهد عليه فقال اني كرهت ان‏تغلب و ان‏يقال انه لم‏يوص فاردت ان‏تكون لك حجة فهو الذي اذا قدم الرجل البلد قال من وصي فلان قيل فلان قلت فان اشرك في الوصية قال تسألونه فانه سيبيّن لكم انتهي.

([51]) اقول: و شاهد هذا التفصيل ما في الكافي عن الصادق7 صلي رسول‏اللّه9باصحابه في غزوة ذات‏الرقاع صلوة الخوف ففرّق اصحابه فرقتين اقام فرقة بازاء العدو و فرقة خلفه فكبّر و كبّروا فقرأ و انصتوا فركع و ركعوا فسجد و سجدوا ثم استمر رسول‏اللّه قائماً و صلّوا لانفسهم ركعة ثم سلّم بعضهم علي بعض ثم خرجوا الي اصحابهم فقاموا بازاء العدو و جاء اصحابهم فقاموا خلف رسول‏اللّه فصلي بهم ركعة ثم تشهّد و سلّم عليهم فقاموا و صلّوا لانفسهم ركعة ثم سلّم بعضهم علي بعض الخبر.

([52]) اقول: انّمااوّل اعلي‏اللّه‏مقامه الاسلحة بالبراهين لماقداسلفنا ان منسوبات كل شي‏ء و متعلقاته علي حسبه فالانسان الذي هو من عالم الانسانية و الدرك و الشعور و العلم اسلحته من جنسه و علي حسبه فهي البراهين القاطعة و الحجج الدامغة و الادلة المفرقة بين الحق و الباطل و لذا ورد في اخبار عديدة ان سلاح الانبياء و المؤمنين الدعاء فعن الرضا7 كان يقول لاصحابه عليكم بسلاح الانبياء قيل و ما سلاح الانبياء قال الدعاء و عن ابي‏عبداللّه7 قال قال رسول‏اللّه9 الدعاء سلاح المؤمن فهذه الاخبار تدلّ علي امكان كون السلاح من الكلمات و الحروف فان الدعاء منها كما ان البراهين منها و قداجاد صاحب مرءاة الانوار فيها حيث قال «و ربما امكن مهما يناسب تأويل الحديد بالقائم و اصحابه بل مطلق الاسلحة بكل امام و ولايته و براهينه فان كل واحد سيف‏اللّه و سلاحه لاتباعه من شر الدنيا و الاخرة و كذا ولايته و براهينه كما هو ظاهر» انتهي.

([53]) اقول: مراده اعلي‏اللّه‏مقامه بما في المتن معناه الاول فانه مكتوب في اصل النسخة في المتن.

([54]) اقول: المراد من انفسهم ائمتهم يعني ال‏محمد: فانهم انفس الخلائق و حقيقتهم و الكل من نورهم و فاضل طينتهم و قد مرّ دليل ذلك في قوله تعالي في البقرة و ماتنفقوا من خير فلانفسكم.

([55]) اقول: اراد اعلي‏اللّه‏مقامه من المعية غيرالمتناهية انه سبحانه مع جميع ذرات وجودهم من ذواتهم و صفاتهم و افعالهم و جواهرهم و عوارضهم و بواطنهم و ظواهرهم و غيوبهم و شهودهم و جميع منسوباتهم و مضافاتهم عميت عين لاتراك و لاتزال عليها رقيباً متي غبت حتي تحتاج الي دليل يدلّ عليك و متي بعدت حتي تكون الاثار هي التي توصلني اليك بهم ملأت سماءك و ارضك حتي ظهر ان لااله الاّانت وحدك لا شريك لك بالجملة فهو سبحانه معهم و معيته غيرمتناهية كما ان ذاته غيرمتناهية لا كيف لفعله كما لا كيف لذاته فهو سبحانه قدتجلي في عالم الكون في جميع ذرات وجودهم فهو اولي بهم منهم و اوجد في امكنة جميع ذرات وجودهم منهم فهو معهم بلانهاية و قد مرّ مايوضح المرام و يؤيد المقام في سورة البقرة في ذيل قوله تعالي و اعلموا انّ اللّه مع المتقين.

([56]) اقول: شرح كل واحدة من هذه الفقرات مرّ فرداً فرداً في تضاعيف الكتاب المستطاب و لكن احب ان‏اشير اليه هنا تذكرةً لاولي‏الالباب فاقول اصل كل سوء هو من دوحة شجرة عداوة محمد و اله و هي شجرة خبيثة اجتثت من فوق الارض مالها من قرار و هي الشجرة الملعونة في القرءان و جميع السيئات و الشينات اغصان هذه الشجرة و فروعها فمن يعمل سوء فقداخذ بفرع من هذه الشجرة و غصن منها و الاخبار الواردة في ان جميع السيئات فرع عداوة ال‏اللّه اكثر من ان‏تحصي و يكفيك قوله و اعداؤنا اصل كل شر و من فروعهم كل فاحشة و في خبر مفضل بن عمر فعدوهم يعني عدو ال‏محمد: هم الحرام المحرّم و اولياؤهم هم الداخلون في امرهم الي يوم القيمة فهم

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 62 *»

الفواحش ماظهر منها و مابطن و الخمر و الميسر و الزنا و الربا و الدم و الميتة و لحم الخنزير فهم الحرام المحرّم و اصل كل حرام و هم الشر و اصل كل شر و منهم فروع الشر كله و من ذلك الفروع الحرام و استحلالهم اياها و من فروعهم تكذيب الانبياء و جحود الاوصياء و ركوب الفواحش و ركوب المحارم كلها و انتهاك المعاصي الخبر و هو طويل و كله دليل علي مانحن فيه تركناها اختصاراً و بالجملة فمن يعمل سوء فهو اخذ باغصان الاعداء لانهم اصل شجرة السوء كماعلمت.

و اما المراد من ظلم النفس ففي الباطن ظلم الامام7 لانه كمامرّ مراراً انفسهم و حقيقتهم و فؤادهم و هم انواره و ظهوراته و تجلياته و اما انه يظلم بمعصيتهم لان الامام كماذكر سابقاً بمنزلة اصل الشجرة و هي الشجرة الطيبة و الشجرة المباركة و الشيعة فروعها و اغصانها و اوراقها فعن الصادق7 في قوله تعالي كشجرة طيبة قال الشجرة الطيبة رسول‏اللّه9 اصلها ثابت في بني‏هاشم و فرع الشجرة علي7 و غصنها و عنصرها و فاطمة3 ثمرها و اغصانها اولادها الائمة: و ورقها شيعتنا و ان الرجل ليموت فتسقط منه ورقة و ان المولود ليولد فتورق ورقة قال الراوي فقلت له تؤتي اكلها كل حين باذن ربها قال هو مايخرج من الامام من الحلال في كل سنة الي شيعته الخبر فاذا كان الامام بمنزلة الشجرة و الشيعة بمنزلة الاوراق فلامحالة كلماكان الشجرة خضرة مورقة كان ابهي و اضحي و اذا كانت يابسة غيرمورقة كانت اقل بهاء و ضحاء و شرفاً فمعصية الشيعة تلحق بامامهم و انه يظلم بمعصيتهم حيث يمنع حقه و هو البهاء و الخضارة و النضارة بمعصيتهم و الظلم هو منع حق الرجل هذا و لاشك ان الشيعة خلقوا من نورهم فهم نوره و ظهوره و تجليه و اذا كان نوره انور و ظهوره اظهر و ازهر و تجليه اعدل كان فخره و قوته و نضارته اكثر و لهذه المسألة بيانات ليس هنا موضعها.

و اما كون المراد من استغفار اللّه التعذر عند الامام فلمااسلفنا ان معصية اللّه لايحصل و لايتحقق الاّ بمعصية الامام و من عصي ينبغي ان‏يتعذر عنده و من خولف ينبغي ان‏يتوب علي المخالف فكما ان معصية اللّه لايحصل الاّ بمعصية الامام كذلك استغفار اللّه لايحصل الاّ بالتعذر عند الامام7.

و اما قوله اعلي‏اللّه‏مقامه ثم قرّب المسيئين الخ لعله اشارة الي الخبر المروي عن الرضا7 و الخبر طويل نذكر منه موضع الحاجة بلفظه و نشير الي حاصل الباقي جاء جماعة من موالي ال‏محمد: الي الرضا و قالوا انا شيعة علي بن ابي‏طالب فلم‏يأذنهم شهرين متتابعين لادعائهم ذلك ثم بعد الاذن بالدخول لم‏يأذن لهم بالجلوس و لم‏يردّ عليهم السلام و عاتبهم عتاباً شديداً فقالوا ياابن رسول‏اللّه انا نستغفر اللّه و نتوب اليه من قولنا بل نقول كماعلّمنا مولانا نحن محبوكم و محبوا اوليائكم و معادوا اعدائكم قال الرضا7 فمرحباً بكم يااخواني و اهل ودّي ارتفعوا ارتفعوا فمازال يرفعهم حتي الصقهم بنفسه ثم قال لحاجبه كم مرة حجبتهم قال ستين مرة فقال لحاجبه فاختلف اليهم ستين مرة متوالية فسلّم عليهم و اقرأهم سلامي فقد محوا ماكان من ذنوبهم باستغفارهم و استحقوا الكرامة لمحبتهم لنا و موالاتهم و تفقّد امورهم و امور عيالاتهم و اوسعهم نفقات و مبرّات و صلات و رفع معرّات.

([57]) اقول: يدلّ علي هذا المعني قول النبي9 انّ اللّه تبارك و تعالي حمّلني ذنوب شيعتك ياعلي ثم غفرها لي و ذلك قوله عزوجل ليغفر لك اللّه ماتقدّم من ذنبك و ماتأخّر هذا و لاشك انهم منهم: كما في اخبار عديدة فحملهم و وبالهم عليهم الم‏تسمع ان اباعبداللّه الحسين7 تحمّل جميع هذه المصيبات و البليات لان‏يغفر اللّه ذنوب شيعته.

([58]) اقول: روي الكليني و الصدوق و البرقي عن الصادق و الباقر8 في قوله تعالي فقداتينا ال‏ابرهيم الكتاب قال النبوة قيل و الحكمة قال الفهم و القضاء فقيل و اتيناهم ملكاً عظيماً قال الطاعة المفروضة و في رواية الخلافة بعد النبوة.

([59]) اقول:  في الكافي عن الكاظم7 في قوله تعالي انا لمّا سمعنا الهدي امنّا به الاية قال الهدي الولاية اي امنّا بمولانا فمن امن بولاية مولاه فلايخاف بخساً و لا رهقاً و عن ابي‏جعفر7 في قوله تعالي لمّا سمعنا الهدي قال الهدي سبيل علي7 و في الكافي في قوله تعالي فمن اتبع هداي الاية قال من قال بالائمة و اتبع امرهم و لم‏يجـز عن طاعتهم الخبر الي غير ذلك من الاخبار.

([60]) اقول: و هذا هو معني قول النبي9 لاتجتمع امتي علي ضلالة فان المراد من الامة الامة المرحومة فانهم امة محمد9 كماروي ابوبصير عن الصادق7 قال قلت له من امة محمد9 قال المؤمنون الذين صدّقوا بماجاء به المتمسكون بالثقلين كتاب اللّه عزّوجلّ و عترته اهل بيته الذين اذهب اللّه عنهم الرجس الخبر و هم اولاده و جزؤه كماقال سبحانه و جعلوا له من عباده جزءاً و هو و علي8 ابواهم دون غيرهم من الامة المهلكة الضالة و اجتماع هذه الامة الذين هم مسمّون بالمؤمنين و اهل الحق هو الحجة كماصرّح به الكاظم7 في الخبر المروي عنه لا اجتماع كل الامة المهلكة غير المسمين بالمؤمنين فلايجوز التفرق عن هؤلاء الجماعة و هذا هو المراد من الاجماع الذي هو احد الادلة الاربعة و قدشرحنا ذلك في كتبنا الاصولية مفصلاً.

([61]) اقول: تولي اما من الولي بمعني القريب او من الوالي و المتولي و هو المتصدي للامور فعلي الاول معني قوله سبحانه نولّه ماتولّي يعني نكله الي ماقرب منه و لاشك انه حين مشاقته الرسول و اتباعه غير سبيل المؤمنين يقرب من الشيطان حيث عصي الرحمن و خرج من الايمان فنكله الي الشيطان و علي الثاني معناه نكله الي ماتصدي له من العمل و هو قوله سبحانه و ماتجزون الاّ ماكنتم تعملون و قوله سبحانه ليس بامانيكم و لا اماني اهل الكتاب من يعمل سوء يجز به و قوله فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره و من يعمل مثقال ذرة شراً يره و قوله سيجزيهم وصفهم الي غير ذلك من الايات و الاخبار ايضاً بهذا المضمون قدجاوزت حد التواتر و الادلة الحكمية العقلية ايضاً تساعده بل كأنه من الاجماعيات عند الشيعة الاثني‏عشرية.

([62]) اقول: قدورد اخبار كثيرة في ان اللّه سبحانه لايغفر للمشركين بعلي7 و هم الذين اشركوا الثلاثة في خلافته و امنوا باللّه و رسوله في الظاهر او هم الذين اشركوا باللّه فان الشرك باللّه هو الشرك بعلي7 و هكذا يشرك به سبحانه و قدشرحنا ذلك مراراً و كراراً و قدورد الاخبار علي كلا التقديرين فممايدلّ علي الاول ماعن الاحتجاج عن الباقر7قال قال النبي9 في خطبة الغدير من اشرك ببيعة علي7 كان مشركاً قال7 في قوله تعالي لئن اشركت الاية اي لئن اشركت في امامة علي و ولايته غيره و ممايدلّ علي الثاني قول الرضا7 في قوله تعالي كبر علي المشركين ماتدعوهم اليه قال يعني كبر علي المشركين بولاية علي7 ماتدعوهم اليه من ولايته و قول الصادق7 قال ان الكبائر سبع فينا نزلت و منا استحلّت فاولها الشرك باللّه ثم قتل النفس التي حرّم اللّه الي ان قال فاما الشرك باللّه فقدانزل اللّه فينا ماانزل و قال رسول‏اللّه9 فينا ماقال فكذّبوا اللّه و كذّبوا رسوله فاشركوا باللّه الخبر.

([63]) اقول: لاشك و لاريب في انّ الخلق كلهم عبيد ال‏محمد: كمايشهد بذلك اخبار سبق خلقتهم علي جميع الكائنات و ان جميعها من نورهم و فاضل طينتهم اذ لا عبد اذلّ و احقر من النور عند المنير و التجلي عند المتجلي و الظهور عند الظاهر قال علي7 في خطبة نحن صنائع اللّه و الخلق بعد صنائع لنا الخطبة و اللام في لنا للتمليك فالخلق كلهم مملوكون لال‏محمد: و عبيد لهم و تقول حين الدخول في المشاهد المشرفة عبدك و ابن عبدك و ابن امتك المقرّ بالرّق و تسمي اولادك بعبدالنبي و عبدعلي و عبدالحسن و عبدالحسين و عبدالرضا و عبدالجواد و في شرح‏الزيارة عن الصادق7 انه قال رحم اللّه شيعتنا اوذوا فينا و لم‏نؤذ فيهم شيعتنا منا و قدخلقوا من فاضل طينتنا و عجنوا بنور ولايتنا و رضوا بنا ائمة و رضينا بهم شيعة و يصيبهم مصائبنا و تبكيهم اوصابنا و يحزنهم حزننا و يسرّهم سرورنا و نحن ايضاً نتألم لتألمهم و نطلع علي احوالهم فهم معنا لايفارقونا و نحن لانفارقهم لان مرجع العبد الي سيده و معوّله علي مولاه الخبر و في الكافي بسنده الي محمد بن زيد الطبري قال كنت قائماً علي رأس الرضا7 بخراسان و عنده عدة من بني‏هاشم و فيهم اسحق بن موسي بن عيسي العباسي فقال يا اسحق بلغني ان الناس يقولون انا نزعم ان الناس عبيد لنا لا و قرابتي من رسول‏اللّه9 ماقلته قط و لاسمعته من احد من ابائي قاله و لابلغني من احد من ابائي قاله ولكني اقول الناس عبيد لنا في الطاعة موال لنا في الدين فليبلغ الشاهد الغائب الخبر و هذا الخبر و ان كان في الظاهر علينا لكنه بعد التأمل لنا لانه صريح في التقية عند من يفهم معارض الكلام مع انه قال7 ماقلت ان الناس عبيد لنا و ماقال ذلك احد من ابائي و لم‏يقل انهم ليسوا بعبيد لنا و قوله7 ولكني اقول الناس عبيد لنا في الطاعة صريح في التقية اذ لو لم‏يقل ذلك لفهم اسحق بن موسي العباسي و غيره قال ذلك تقية فلمااظهر لهم ان الناس عبيد لهم في الطاعة فهموا منه ان هذا اعتقاده و مذهبه و انه لو اتقي لماقال ذلك بالجملة لا كلام في كون الخلق عبيداً لهم عبد طاعة و انما الكلام هل انهم عبد رقّ ايضاً لهم ام لا بل لا كلام بين الشيعة في ذلك ايضاً و انما هذا الاختلاف بين العامة دون غيرهم.

([64]) اقول: جعل اعلي‏اللّه‏مقامه باطن الانعام الرعايا لقوله تعالي و ان هم الاّ كالانعام بل هم اضلّ و لقوله7 الناس كلهم بهائم الاّ المؤمن و لقوله7 نحن الناس و شيعتنا اشباه الناس و باقي الناس نسناس و لقوله7 في قوله تعالي انّ شرّ الدوابّ عند اللّه الاية قال هم بنوامية و لقوله7 لايغرّنكم صلوتهم و صيامهم و علومهم فانهم حمر مستنفرة الخبر هذا اذا كان المراد من الانعام مطلق البهيمة و عدم الفهم و الدرك و الشعور فحينئذ يشمل كل المنافقين و الكافرين و الذين هم غير المؤمنين و اما اذا كان المراد منه خصوص الغنم و الابل او الابل فقط او باضافة البقر اليه كماهي موارد استعمالها فالمراد منه في الباطن الرعايا من المنافقين و رؤساؤهم رعاتهم و هو مقابل استعمال الراعي علي الائمة و الانعام علي المؤمنين ففي الزيارة و استرعاكم امر خلقه و في قوله تعالي احلّت لكم بهيمة الانعام قال ابوعبداللّه7 البهيمة هنا الولد و الانعام المؤمنون الخبر.

([65]) اقول: عن الصادق7 في قوله تعالي اتخذوا الشياطين اولياء من دون اللّه قال اتخذوا ائمة دون ائمة الحق الخبر.

([66]) اقول: و الدليل علي ان ذلك الخطاب لاهل التوحيد دون الشيعة ماورد في الاخبار المتواترة ان شيعة علي بن ابي‏طالب لايخرج من الدنيا الاّ طاهراً من كل ذنب و ان كان عليه مثل ذنب الثقلين قال اللّه سبحانه قل يا عبادي الذين اسرفوا علي انفسهم لاتقنطوا من رحمة اللّه ان اللّه يغفر الذنوب جميعاً انه هو الغفور الرحيم قال7 حبّ علي حسنة لاتضر معها سيئة و بغضه سيئة لاتنفع معها حسنة قال ابوعبداللّه7 ان المؤمن ليهوّل عليه في نومه فيغفر له ذنوبه و انه ليمتهن في بدنه فيغفر له ذنوبه و قال7 ايضاً في خبر اخر ان العبد المؤمن ليهتمّ في الدنيا حتي يخرج منه و لاذنب عليه و الاخبار بهذا المضمون متواترة و عن عباد بن زياد قال قال لي ابوعبداللّه7 ما علي ملة ابرهيم احد غيركم و لايقبل اللّه الاّ منكم و لاتغفر الذنوب الاّ لكم و عنه7 في خبر اخر قال من لم‏يأت اللّه عزوجل يوم القيمة بماانتم عليه لم‏يتقبل منه حسنة و لم‏يتجاوز له عن سيئة و الاخبار بهذا المضمون ايضاً كثيرة.

([67]) اقول: هو اشارة الي قوله سبحانه و لاينال عهدي الظالمين.

([68]) اقول: في البصائر عن الصادق7 في قوله تعالي و جعلكم ملوكاً قال الملوك الائمة: فانهم اعطوا ملك الجنة و ملك الكرّة و في خطبة البيان انا ولي اللّه في الارض و المفوض اليه امره فاحكم في عباده و قال انا الذي يملّكني اللّه شرق الارض و غربها من طرفة عين و لمح البصر و في فصل الخطاب في خبر طويل في سبق خلقة محمد9علي جميع الكائنات قال محمد بن سنان كنت عند ابي‏جعفر7 فاجريت اختلاف الشيعة فقال يا محمد ان اللّه تبارك و تعالي لم‏يزل منفرداً بوحدانيته ثم خلق محمداً و علياً و فاطمة فمكثوا الف دهر ثم خلق الاشياء فاشهدهم خلقها و اجري طاعتهم عليها و فوّض امورها اليهم فهم يحلّون مايشاؤن و يحرّمون مايشاؤن و لن‏يشاؤا الاّ ان‏يشاء اللّه الخبر و في الكافي عن ابي‏جعفر7 قال قال رسول‏اللّه9 خلق ادم و اقطعه الدنيا قطيعة فماكان لادم فلرسول‏اللّه9 و ماكان لرسول‏اللّه9 فهو للائمة من ال‏محمد و في خبر اخر الدنيا كلها للامام في جهة الملك الخبر و يدلّ علي ذلك ايضاً الاخبار الواردة في انهم قسيم الجنة و النار و مالكها.

([69]) اقول: في كتاب فضائل الشيعة ان النبي9 قال ياعلي انت و شيعتك القائمون بالقسط كماقال اللّه عزّوجلّ و القسط العدل و العدل في ظهر القرءان محمد و في بطنه علي7 الخبر و عن الباقر7 في قوله تعالي انّ اللّه يأمر بالعدل و الاحسان الاية قال العدل هو محمد فمن اطاعه فقدعدل و الاحسان علي7 فمن تولاه فقداحسن.

([70]) اقول: قدذكرنا سابقاً مادلّ علي ان المراد من الكفر باللّه في الباطن الكفر بولي‏اللّه و لنذكر هنا الاخبار الخاصة في ذلك و في ان المراد من الملائكة في الباطن في وجه شيعة علي7 و ان المراد من رسله علماء شيعته الذين يرسلهم الي الاطراف و ان

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 75 *»

المراد من اليوم الاخر في الباطن الرجعة فممايدلّ علي الاول قول الصادق7 عند قوله تعالي سأل سائل بعذاب واقع للكافرين بولاية علي7 ليس له دافع و قول الباقر7 في قوله تعالي الذين كفروا الاية قال هم بنوامية الذين صدّوا عن ولاية علي7 و قدمرّ اخبار كثيرة تدلّ علي ذلك سابقاً حتي ان بعضاً من العلماء ادعوا الاجماع عليه.

و ممايدلّ علي الثاني قول الباقر7 في قوله تعالي و ماجعلنا اصحاب النار الاّ ملائكة قال النار هو القائم7 الذي ضوؤه و خروجه لاهل الشرق و الغرب و الملائكة هم الذين يملكون علم ال‏محمد: الخبر و لاشك ان الذين ملكوا علم ال‏محمد: هم شيعتهم كماقال في حق سلمان  رضي‏الله‏عنه السلمان علم علم الاولين و الاخرين فتعجب الراوي و قال علم علم الاولين و الاخرين فقال7 بل علم محمد و علي و لعلّي نقلته بالمعني و قول الصادق7 في تفسير انا انزلنا قال و اما قوله تعالي تنزّل الملائكة و الروح فيها الملائكة في هذا الموضع المؤمنون الذين يملكون علم ال‏محمد الخبر.

و ممايدلّ علي الثالث قوله تعالي ان اللّه اصطفي من الملائكة رسلاً الاية وجه الاستدلال انك علمت انفاً ان المراد من الملائكة في الباطن علي وجه هم المؤمنون فالحاصل ان اللّه سبحانه اصطفي من المؤمنين رسلاً يرسلهم امامهم الي الاطراف فان الرسول بمعني المرسل اي الموجّه الي امر و المبعوث لفعل و من هذا الباب يصحّ استعماله علي جبرئيل كما عن الكاظم7 في قوله تعالي و انه لقول رسول كريم يعني جبرئيل7الخبر فانه كان رسولاً من اللّه الي النبي9 و من هذا الباب ايضاً اطلاقه علي الائمة:كما في اخبار كثيرة قال الصادق7 في قوله تعالي و كل رسول قال اي في كل قرن امام يدعوهم الي طريق الحق بالجملة اطلاق الرسل علي العلماء الذين يبعثهم الامام الي الاطراف غير عزيز في العرف و اللغة اما اللغة فظاهرة و اما العرف فقول النبي9 علماء امتي كانبياء بني‏اسرائيل و في خبر جابر قال سألت الباقر7 عن هذه الاية و لكل امة

 

 

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 76 *»

رسول فاذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط و هم لايظلمون قال7 تفسيرها في الباطن ان لكل قرن من هذه الامة رسولاً من ال‏محمد يخرج الي القرءان الذي هو اليهم رسول و هم الاولياء و هم الرسل.

و ممايدلّ علي الرابع ما في مرءاة الانوار «و اعلم ثانياً ان الذي يظهر من الاخبار ايضاً تأويل اكثر الايام التي وردت بحسب التنزيل بالنسبة الي يوم القيمة الكبري كيوم الدين و يوم القيمة و يوم الخروج و اليوم الاخر و امثالها بيوم قيام القائم و زمان الرجعة و كذا يظهر من اخبار تأويل غير تلك الايام ايضاً بيوم قيام القائم7 و الرجعة و بين اخذ الميثاق و نحوها بادني مناسبة كتأويل يوم الحج الاكبر و يوم الفتح و يوم الوقت المعلوم و يوم يسمعون الصيحة بالحق و يوم كان مقداره خمسين الف سنة و يوم ينفخ في الصور و يوم الفصل و امثالها بقيام القائم» الي ان قال «و بالجملة اكثر الايام الواردة في القرءان مايمكن تأويله باحد ماذكر بل باكثر ايضاً حتي انه ورد تأويل اليوم الاخر مثلاً بالقائم7و بيوم الغدير و بيوم قيام القائم» انتهي.

و لنذكر بعض الاخبار التي تدلّ علي ان المراد بالاخرة الرجعة فالمراد من يوم الاخر يوم الرجعة و زمان القائم7 فعن الباقر7 في قوله تعالي الذين لايؤمنون بالاخرة يعني لايؤمنون بالرجعة انها حق و عن ابي‏بصير عن احدهما8 في قوله تعالي و من كان في هذه اعمي فهو في الاخرة اعمي قال يعني في الرجعة و عن الصادق7 في قوله تعالي و للاخرة خير لك من الاولي قال يعني الكرّة في الاخرة للنبي و عنه7 ايضاً في قوله تعالي و ماله في الاخرة من نصيب ليس له في دولة الحق مع القائم نصيب الي غير ذلك من الاخبار و يؤيد المقام ماورد من تأويل الايام التي هو مرادف ليوم الاخر في المعني كيوم الوقت المعلوم و يوم يسمعون الصيحة و يوم كان مقداره خمسين الف سنة و يوم الفصل و يوم الحج الاكبر و يوم الحق و يوم يقوم الاشهاد و يوم القيمة و يوم ينفخ في الصور و يوم الدين و يوم ينادي المناد و اليوم الموعود و يوم لاينفع نفساً ايمانها كلها بخروج القائم و زمان الرجعة و قيام القائم كماسيأتي ما لم‏يأت في محله ان‏شاءاللّه.

([71]) اقول: ورد اخبار كثيرة تدلّ علي ان المراد من الكفار و الكافرين في بطن القرءان ائمة الضلال و خلفاء الجور فانهم كافرون حقاً كمايدلّ هذه الاخبار بحكم المقابلة و التضاد مضافاً الي اخبار اخر صريحة في المقام علي ان المراد من المؤمنين في البطن الائمة و شيعتهم: فعن تفسير العياشي عن الباقر7 في قوله تعالي و يقولون للذين كفروا قال يعني لائمة الضلال و الدعاة الي النار هؤلاء اهدي من الذين امنوا سبيلاً يعني من ال‏محمد و اوليائهم الخبر و عن الباقر7 انه قال في قوله تعالي و كان الكافر علي ربه ظهيراً ان تفسيرها في بطن القرءان علي هو ربه في الولاية و الربّ هو الخالق الذي لايوصف و عن القمي قديسمي الانسان رباً كقوله تعالي اذكرني عند ربك و كل مالك للشي‏ء يسمي ربه فقوله تعالي و كان الكافر اي الثاني و عنه ايضاً في قوله تعالي مثل الذين كفروا بربهم اعمالهم كرماد اشتدت به الريح الاية قال من لم‏يقرّ بولاية علي7بطل عمله مثل الرماد الذي تجي‏ء الريح فتحمله و عن الباقر7 في قوله تعالي و جعل كلمة الذين كفروا السفلي قال المتكلم به عتيق يعني الاول الخبر و عن الصادق7 في قوله تعالي فلمّاجاءهم ماعرفوا كفروا به فلعنة اللّه قال في تفسيرها في الباطن لمّاجاءهم ماعرفوا في علي7 كفروا به فقال اللّه فيهم فلعنة اللّه علي الكافرين يعني بني‏امية فانهم كافرون في بطن القرءان و عن الصادق7 في قوله تعالي الذين امنوا و عملوا الصالحات قال اميرالمؤمنين7 و اصحابه و قدمرّ مايدلّ علي ذلك في ال‏عمران في قوله تعالي و هذا النبي و الذين امنوا الاية.

([72]) اقول: و مايوجد منها لغيره سبحانه من العزة التي لرسوله و للمؤمنين فالكل عزة اللّه الظاهرة فيهم فالعزة كلها للّه.

([73]) اقول: كمايدلّ علي ذلك اخبار كثيرة قال ابوعبداللّه7 العامل بالظلم و المعين له و الراضي به شركاء ثلثتهم و عن احدهما8 قال اتي رسول‏اللّه9 فقيل له يا رسول‏اللّه9 قتيل في جهينة فقام رسول‏اللّه9 يمشي حتي انتهي الي مسجدهم قال و تسامع الناس فأتوه فقال من قتل اذا قالوا يا رسول‏اللّه ماندري فقال قتيل بين المسلمين لايدري من قتله و الذي بعثني بالحق لو ان اهل السماء و الارض شركوا في دم امرئ مسلم رضوا به لاكبّهم اللّه علي مناخرهم في النار او قال علي وجوههم.

([74]) اقول: ينبغي لنا اولاً ايراد مايدلّ علي ان المراد من السبيل في الباطن البرهان ثم مايدلّ علي انه ليس للكافرين علي المؤمنين برهاناً ان قتلوهم و سلبوهم فممايدلّ علي الاول قول الصادق7 في هذه الاية اي قوله و لن‏يجعل اللّه للكافرين علي المؤمنين سبيلاً اي سبيلاً بالحجة و البرهان و ان جاز ان‏يغلبوهم بالقوة و اما مايدلّ علي الثاني فجميع الايات و الاخبار التي وردت في قتال الكافرين و المشركين و سبي نسائهم و

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 80 *»

سلب اموالهم و لكنا هنا نتبرك بذكر خبر واحد منها فعن ابي‏عبداللّه7 قال سأل رجل ابي عن حروب اميرالمؤمنين7 و كان السائل من محبينا فقال ابوجعفر7 بعث اللّه محمداً بخمسة اسياف ثلثة منها شاهرة فلاتغمد حتي تضع الحرب اوزارها و لن‏تضع الحرب اوزارها حتي تطلع الشمس من مغربها فاذا طلعت الشمس من مغربها امن الناس كلهم في ذلك اليوم فيومئذ لاينفع نفساً ايمانها لم‏تكن امنت من قبل او كسبت في ايمانها خيراً و سيف منها مكفوف و سيف منها مغمود سلّه الي غيرنا و حكمه الينا و اما السيوف الثلثة الشاهرة فسيف علي مشركي العرب قال اللّه عزوجل اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم و خذوهم و احصروهم و اقعدوا لهم كل مرصد فان تابوا يعني امنوا و اقاموا الصلوة و اتوا الزكوة فاخوانكم في الدين فهؤلاء لايقبل منهم الاّ القتل او الدخول في الاسلام و اموالهم و ذراريهم سبي علي ما سنّ رسول‏اللّه فانه سبا و عفا و قبل الفداء و السيف الثاني علي اهل الذمة قال اللّه تعالي و قولوا للناس حسناً نزلت هذه الاية في اهل الذمة ثم نسخها قوله عزوجل قاتلوا الذين لايؤمنون باللّه و لا باليوم الاخر و لايحرّمون ماحرّم اللّه و رسوله و لايدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتي يعطوا الجزية عن يد و هم صاغرون فمن كان منهم في دار الاسلام فلن‏يقبل منهم الاّ الجزية او القتل و مالهم في‏ء و ذراريهم سبي و اذا قبلوا الجزية علي انفسهم حرم علينا سبيهم و حرمت اموالهم و حلّ لنا مناكحتهم و من كان منهم في دار الحرب حلّ لنا سبيهم و اموالهم و لم‏تحلّ لنا مناكحتهم و لم‏يقبل منهم الاّ الدخول في دار الاسلام او الجزية او القتل و السيف الثالث سيف علي مشركي العجم يعني الترك و الديلم و الخزر قال اللّه عزوجل في اول السورة التي يذكر فيها الذين كفروا فقصّ قصتهم ثم قال فضرب الرقاب حتي اذا اثخنتموهم فشدّوا الوثاق فاما منّاً بعد و اما فداءً حتي تضع الحرب اوزارها فاما قوله فامّا منّاً بعد يعني بعد السبي منهم و اما فداء يعني المفاداة بينهم و بين اهل الاسلام فهؤلاء لن‏يقبل منهم الاّ القتل او الدخول في الاسلام و لاتحلّ لنا مناكحتهم ماداموا في دار الحرب و اما السيف المكفوف فسيف علي اهل البغي و التأويل قال اللّه عزوجل و ان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت احديهما علي الاخري فقاتلوا التي تبغي حتي تفي‏ء الي امر اللّه الي ان قال و اما السيف المغمود فالسيف الذي يقوم به القصاص قال اللّه عزوجل النفس بالنفس الاية الخبر فيعلم من هذه الفقرة اي قوله يقوم به القصاص ان سائر السيوف ليس لها قصاص و ليس لاهلها برهان و حجة و ان قتلوهم و سلبوهم.

([75]) اقول: قدورد اخبار كثيرة في ان كل معاملة يعامل مع المؤمن فهو مع اللّه سواء كان احساناً او اساءةً فالاحسان بالمؤمن هو احسان اللّه و زيارته زيارة اللّه و اطعامه اطعام اللّه و كذلك اذيته اذية اللّه و محاربته محاربة اللّه و غضبه غضب اللّه و اسفه اسف اللّه و مخادعته مخادعة اللّه لان اللّه سبحانه هكذا اي بالاحسان بالمؤمن و بزيارته و اطعامه يحسن اليه و يزار و يطعم و هكذا اي بغضبه و اسفه و مخادعته يغضب و يأسف و يخادع و يؤذي و يحارب قال ابوعبداللّه7 من زار اخاه في اللّه قال اللّه عزوجل اياي زرت و ثوابك علي و لست ارضي لك ثواباً دون الجنة و عن ابي‏حمزة الثمالي قال سمعت اباجعفر7 يقول قال رسول‏اللّه9 من سرّ مؤمناً فقدسرّني و من سرّني فقدسرّ اللّه و قال ابوجعفر7 لمااسري بالنبي قال يارب ما حال المؤمن عندك قال يامحمد من اهان لي ولياً فقدبارزني بالمحاربة و انا اسرع شي‏ء الي نصرة اوليائي و قال ابوعبداللّه7 قال اللّه عزوجل ليأذن بحرب مني من اذي عبدي المؤمن الي غير ذلك من الاخبار التي تدلّ علي ان جميع معاملات المؤمن هو المعاملة مع اللّه فمخادعته مخادعة اللّه و مخادعة اللّه مخادعته و قدبيّنا حكمة ذلك في خلال التفسير الشريف.

([76]) اقول: من البديهيات ان التابع ولي المتبوع و الاّ لماكان يتبعه و يقتفي اثره قال اللّه سبحانه ان كنتم تحبون اللّه فاتبعوني يحببكم اللّه و قال ان اولي الناس بابرهيم للذين اتبعوه و هذا النبي و الذين امنوا و اللّه ولي المؤمنين و عن الباقر7 قال قال رسول‏اللّه9 الروح و الراحة و الرحمة و النصرة و اليسر و الرضوان و المخرج و القرب و المحبة من اللّه و رسوله لمن احبّ علياً7 و ائتمّ بالاوصياء من بعده حقّ علي ان‏ادخلهم في شفاعتي و حقّ علي ربي ان‏يستجيب لي فيهم لانهم اتباعي و من اتبعني فانه مني مثل ابرهيم جري في لانه مني و انا منه و سنتي سنته و سنته سنتي و ذلك قول ربي ذرية بعضها من بعض الخبر و عن الصادق7 انه قال من اتبعنا و احبنا فهو منا اهل‏البيت يقول ابرهيم7 من اتبعني فانه مني الخبر فهذه الايات و الاخبار بحكم المقابلة و التضاد تدلّ علي ان من اتبع الاعداء و احبهم فهو منهم فهو وليهم و هم اولياؤه و عن تفسير العياشي عن الصادق7 ان المراد بقوله تعالي و اتبعوا مااسخط اللّه يعني موالاة فلان و فلان و ظالمي علي7 الخبر فانه7 جعل اتباعهم موالاتهم و اتخاذهم اولياء و عن الصادق7 من تولي ال‏محمد: و قدّمهم علي جميع الناس بماقدّمهم من قرابة رسول‏اللّه9 فهو من ال‏محمد9 لا انه من القوم باعيانهم و انما هو منهم بتوليه لهم و اتباعه اياهم و كذلك حكم اللّه في كتابه و من يتولهم منكم فانه منهم و قول ابرهيم من اتبعني فانه مني.

([77]) اقول: اصل السلطان في اللغة بمعني الغلبة و الحجة و البرهان و قدجعل في الاخبار باطنه القائم7 كماروي عنهم: في قوله تعالي و من قتل مظلوماً فقدجعلنا لوليه سلطاناً ان القائم7 ولي الحسين المقتول ظلماً قدجعل اللّه له سلطاناً علي الناس الخبر قال صاحب مرءاة الانوار «انهم: ملوك الدنيا و الاخرة و جعل اللّه الملك لهم فهم سلاطين الامة و لهم التسلط و الغلبة عليهم بحسب الحجة و البرهان دائماً و بحسب السيف و الغلبة الظاهرة في الرجعة».

([78]) اقول: قدعلمت سابقاً ان المراد من الكافرين الخلفاء فانهم كفروا بولاية علي7فالمراد من الذين تابوا يعني تابوا عن اتخاذ الخلفاء اولياء و عن مودتهم و ولايتهم كما في خبر جابر عن الباقر7 في قوله تعالي و اغفر للذين تابوا يعني تابوا من ولاية بني‏امية و في رواية اخري تابوا من ولاية الطواغيت الثلثة و من بني‏امية الخبر و لاشك ان ولاية الخلفاء هي الشرك فالذين تابوا عن ولايتهم يعني تابوا عن الشرك ففي الكافي قال الصادق7 في قوله تعالي لئن اشركت الاية يعني ان اشركت في الولاية غيره و عن الباقر7 قال تفسيرها لئن امرت بولاية احد مع ولاية علي7 و في خبر المفضل بن عمر اعلم ان اللّه حرّم هذا الاصل و حرّم فرعه و نهي عنه و جعل ولايته كمن عبد من دون اللّه وثناً و شركاً الي ان قال ثم اني لو قلت ان فلاناً ذلك كله لصدقت ان فلاناً هو المعبود المتعدي حدود اللّه التي نهي عنها ان‏يتعدي الخبر و المراد من الذين اصلحوا انفسهم يعني باطاعة النبي و علي8 كماعن الصادق7 في قوله تعالي و لاتفسدوا في الارض بعد اصلاحها برسول‏اللّه و علي لاتفسدوا باطاعة غيرهما الخبر و لذلك ورد في تفسير المصلحين انهم محمد و اشياعه و عن الباقر7 في قوله تعالي الذين امنوا و عملوا الصالحات قال اي الذين امنوا باللّه و برسوله و بالائمة: اولي‏الامر و اطاعوا بماامروهم فذلك هو الايمان و العمل الصالح الي غير ذلك من الاخبار التي تدلّ علي ان المراد من الاصلاح و الصلاح و الصالح العمل بماامر به النبي و الائمة: و اطاعتهم و متابعتهم فانهم كلهم من نور واحد و طينة واحدة.

و اما الدليل علي ان المراد من اخلاص الدين الولاية و البراءة فخبر سلمان الفارسي  رضي‏الله‏عنهقال علي7 انه لايستكمل احد الايمان حتي يعرفني كنه معرفتي بالنورانية فاذا عرفني هذه المعرفة فقدامتحن اللّه قلبه للايمان و من قصر عن ذلك فهو شاك مرتاب ثم قال معرفتي بالنورانية هي معرفة اللّه عزوجل و معرفة الله عزوجل معرفتي بالنورانية و هو الدين الخالص الذي قال اللّه تعالي و ماامروا الاّ ليعبدوا اللّه مخلصين له الدين و عن الصادق7 ان اعرابياً قال للنبي9 ماثمن الجنة فقال لااله الاّاللّه يقولها العبد مخلصاً قال و ما اخلاصها قال العمل بمابعثت به و حبّ اهل بيتي و انه لمن اعظم حقها و عن علي بن الحسين يااباخالد ان اهل زمان غيبته المنتظرين القائلين بامامته اي القائم7افضل اهل كل زمان لان اللّه جعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول‏اللّه9اولئك المخلصون حقاً و شيعتنا صدقاً و الدعاة الي دين اللّه سرّاً و جهراً الخبر.

([79]) اقول: في تفسير الامام7 في قوله تعالي كلوا من طيبات مارزقناكم و اشكروا للّه قال اي علي مارزقكم منها بالمقام علي ولاية محمد9 و علي صلوات‏اللّه عليه و بطاعتهما و طاعة من امركم اللّه بطاعته من خلفائهما الطاهرين و قال في موضع اخر فاشكروا نعمه بطاعة من امركم بطاعته من محمد و علي و الهما الطيبين و روي في قوله تعالي و سيجزي اللّه الشاكرين و قوله تعالي و سنجزي الشاكرين نزل في علي7لمّاشكر اللّه علي اطاعة النبي9 مع شدة جراحاته في يوم احد.

[80]  اقول: و ذلك من باب تفسير الظاهر فان الايمان في اللغة بمعني التصديق قال في مرءاة الانوار «اما الايمان فهو في اللغة بمعني التصديق و الاذعان و شرعاً هو كذلك بالنسبة الي التوحيد و النبوة و الامامة و لمّاكان الاخير منهما متمماً للاولين بحيث لاينفعان بدونه و لايتمّ بل لايتحقق الايمان الاّ به اوّل الايمان في روايات كثيرة بل المتواترة بالولاية و بالامامة و بحبّ النبي و الائمة:» انتهي.

([81]) اقول: كماهو معلّل ثابت في الحكمة بل هو عند ابناء الحكمة و المعرفة من البديهيات لقدكفر الذين قالوا انّ اللّه ثالث ثلثة و ما من اله الاّ اله واحد بل مايكون من نجوي ثلثة الاّ هو رابعهم و لا خمسة الاّ هو سادسهم و لا ادني من ذلك و لا اكثر الاّ هو معهم قل هو اللّه احد اللّه الصمد هو اللّه الاحد الفرد الصمد.

([82]) اقول: للتوحيد مقامات خمس مقام الذات و مقام الهوية و مقام الالوهية و مقام الاحدية و مقام الواحدية و قوله بين احد منهم يعني بين احد من اللّه و رسله يصح في مقام الواحدية و المعية بالثالثية و الرابعية اي في مقام هو ثالث اثنين و رابع ثلثة قال سبحانه مايكون من نجوي ثلثة الاّ هو رابعهم و لا خمسة الاّ هو سادسهم و لا ادني من ذلك و لا اكثر الاّ و هو معهم اينماكانوا الاية لا في مقام ثالث ثلثة فانّه كفر قال سبحانه لقدكفر الذين قالوا انّ اللّه ثالث ثلثة انما هو اله واحد و قال و لا تقولوا ثلثة انتهوا خيراً لكم انما الله اله واحد الاية و اما في سائر المقامات فلايصح كونه سبحانه معهم فانه قدطوي باحديته جميع ماسواه طي الامتناع البحت الباتّ فليس سواه احد ابداً ابداً حتي يكون هو سبحانه معهم فافهم.

([83]) اقول: المعني الاول اشارة الي الخبر المروي عن الباقر و عن علي8 في قوله تعالي ليس البرّ ان‏تأتوا البيوت الاية قال نحن البيوت التي امر اللّه تعالي ان‏تؤتي من ابوابها نحن باب اللّه و بيوته التي يؤتي منه فمن تابعنا و اقرّ بولايتنا فقداتي البيوت من ابوابها و من خالفنا و فضّل علينا غيرنا فقداتي البيوت من ظهورها الخبر و الخبر المروي عن ابي‏ذر ان النبي9 قال ان علياً7 باب اللّه الاكبر فمن اراد اللّه فليدخل من الباب و عن كتاب سليم بن قيس قال سمعت سلمان الفارسي; يقول ان علياً7 باب فتحه اللّه من دخله كان امناً و من خرج عنه كان كافراً و المعني الثاني اشارة الي الخبر المتواتر انا مدينة العلم و علي بابها و الي رواية الكفعمي عن الباقر7 انه قال في معني انهم باب اللّه ان اللّه احتجب عن خلقه بنبيه و الاوصياء من بعده و فوّض اليهم من العلم ماعلم احتياج الخلق اليه و لمّااستوفي النبي9 علي علي7 العلوم و الحكمة قال انا مدينة العلم و علي بابها و قداوجب اللّه علي خلقه الاستكانة لعلي7 بقوله ادخلوا الباب سجّداً و قولوا حطّة نغفر لكم خطاياكم و سنزيد المحسنين اي الذين لايرتابون في فضل الباب و الي غيرهما من الاخبار و في الواقع مرجع المعنيين الي الواحد فان الولاية اعظم ابواب مدينة العلم و اصلها.

([84]) اقول: في تفسير الامام7 مايدلّ علي بيان تطبيق اصحاب السبت و تأويله بمافعله اعداء النبي9 بالائمة و ذريتهم و اهل بيتهم و لعل مبناه علي تأويل السبت بالعاشوراء و الحيتان بذرية النبي9 و البحر ببحر الفتن او بحر الدماء قال النبي9 قدغرقوا في دمائهم في ذلك البحر في يوم السبت اي العاشوراء و اصطادوهم الاعداء في ذلك اليوم مع انهم نهوا عن مطلق الصيد في هذا اليوم فضلاً عن صيد ال‏الرسول و الدليل علي ماذكرنا قوله7 بعد ماذكر حكاية السبت قال علي بن الحسين8 انّ اللّه مسخ هؤلاء لاصطياد السمك فكيف تكون تري عند اللّه حال من قتل اولاد رسول‏اللّه و هتك حريمه ان اللّه ان لم‏يمسخهم في الدنيا فان المعدّ لهم من عذاب الاخرة اضعاف اضعاف المسخ الخبر قال صاحب مرءاة الانوار بعد ذكره هذا الخبر «اعلم ان اللّه تعالي اجري فيهم ايضاً حالة المسخ بل مسخهم في نظر البصير بل صريحاً ايضاً كماورد في بعض الاخبار حكاية مسخ بني‏امية لعنهم‏اللّه كمروان مثلاً بالوزغة و نحو ذلك حتي روي ان بني‏امية يمسخون قردة كمايستفاد من رواية الصحيفة السجادية و غيرها الواردة في ذكر مقام النبي9 حيث رأي ان قرداً ينزون علي منبره فاخبره جبرئيل7 بامر بني‏امية و ملكهم و لعل عدم تصريح سيد الساجدين بهذا كله لمراعاة التقية» انتهي و الاخبار في ان يوم عاشوراء هو يوم السبت كثيرة جداً بل هي اصح الاخبار الواردة في المقام و اقربها الي الادلة الحكمية كماهو ظاهر علي العارف بالكلام فعن ارشاد المفيد مضي الحسين7 في يوم السبت العاشر من المحرم سنة احدي و ستين من الهجرة بعد صلوة الظهر و عن مناقب ابن شهراشوب ولد الحسين7 عام الخندق بالمدينة يوم الخميس او يوم الثلثاء لخمس خلون من شعبان سنة اربع من الهجرة بعد اخيه بعشرة اشهر و عشرين يوماً الي ان قال و مضي قتيلاً يوم عاشوراء و هو يوم السبت العاشر من المحرم قبل الزوال و يقال يوم الجمعة بعد صلوة الظهر و قيل يوم الاثنين الخ الي غير ذلك من الروايات فلااشكال في تأويل يوم السبت بيوم عاشوراء لانه احد افراده و ظهوراته.

([85]) اقول: كمايدلّ علي ذلك الايات و الاخبار قال اللّه سبحانه ليكون الرسول شهيداً عليكم و تكونوا شهداء علي الناس و عن علي7 قال ان اللّه تعالي ايانا عني بقوله شهداء علي الناس فرسول‏اللّه9 شاهد علينا و نحن شهداء اللّه علي خلقه قال اللّه تعالي فكذلك جعلناكم امة وسطاً الي قوله عليكم شهيداً و قال الصادق7 في قوله تعالي فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد و جئنا بك علي هؤلاء شهيداً قال نزلت في امة محمد9خاصة و في كل قرن منهم امام منا شاهد عليهم و محمد9 شاهد علينا و عن الصادق7 ايضاً في قوله تعالي و شاهد و مشهود قال النبي9 و اميرالمؤمنين7 و عن كتاب الفضائل عنه7 ايضاً انه قال في هذه الاية الشاهد النبي9 و المشهود علي7 الي غير ذلك من الاخبار.

([86]) اقول: اطلق اعلي‏اللّه‏مقامه و رفع في الخلد اعلامه قوله تعالي و الذين هادوا علي العامة لرواية حمران قال الباقر7 لحمران ظهر القرءان الذين نزل فيهم و بطنه الذين عملوا بمثل اعمالهم يجري فيهم مانزل في اولئك الخبر فبناء علي هذا الخبر كل ماورد ظاهره في اهل الكتاب الذين اختلفوا بعد انبيائهم و تفرقوا في دينهم و حرّفوا كتبهم و غيّروا اياتها و نبذوها وراء ظهورهم و اتبعوا اراءهم و كبراءهم و ساير ماصدر عنهم نحو خذلان بني‏اسرائيل هرون بعد مفارقة موسي و اتخاذهم العجل بمكر السامري و اشياعه و اشباه ذلك فبطنه وارد في اشباههم من العامة الذين اختلفوا بعد نبيهم و تفرقوا في دينهم و نبذوا الكتاب وراء ظهورهم و غيرّوه و اخرجوا منه ماكان مضراً لهم و خذلوا من هو بمنزلة هرون و اتخذوا فلان العجل بمكر الثاني السامري و اشياعه و لذا ورد ان المخالفين هم المغيرون المبدلون المحرفون المشترون بايات اللّه ثمناً قليلاً و انهم الذين هادوا و اختلفوا و تفرقوا و ظلموا انفسهم و ال‏الرسول فعن ابن‏عباس قال قال لي النبي9 ان‏اتبرء من طوائف منهم المرجئة و هم الذين ضاهئوا اليهود في دينهم و قدذكرنا سابقاً خبراً دلّ علي ان اعداء ال‏محمد يموتون يهودياً او نصرانياً و في تفسير الامام قال رسول‏اللّه9 ان اصحاب موسي اتخذوا من بعده عجلاً و خالفوا خليفة اللّه و ستتخذ هذه عجلاً و عجلاً و عجلاً و يخالفونك ياعلي و انت خليفتي هؤلاء يضاهئون اليهود في اتخاذهم العجل الي غير ذلك من الاخبار الواردة في هذا المضمار و قدمرّ بعضها في تلو قوله تعالي من الذين هادوا يحرّفون الكلم عن مواضعه.

([87]) اقول: جميع ماجاء به النبي9 و امر به فهو طيّب حسن يقرّب العامل به من الجنة و جميع مانهي عنه و لم‏يجئ به فهو خبيث غيرجيّد يقرّب المرتكب به من النار كماروي عن النبي9 انه قال ماامرتكم بشي‏ء الاّ و يقرّبكم من الجنة و يبعّدكم عن النار و مانهيتكم عن شي‏ء الاّ و يبعّدكم من الجنة و يقرّبكم من النار و في فصل‏الخطاب قيل لابي‏عبداللّه7 سنن رسول‏اللّه9 كفرائض اللّه عزوجل فقال ان اللّه عزوجل فرض فرائض موجبات علي العباد فمن ترك فريضة من الموجبات فلم‏يعمل بها و جحدها كافر و امر رسول‏اللّه9 بامور كلها حسنة فليس من ترك بعض ماامر اللّه به عباده من الطاعة بكافر ولكنه تارك للفضل منقوص من الخير الخبر هذا و لاشك ان اعظم ماجاء به محمد9 هو الولاية بل ليس شي‏ء غيرها فان جميع ماجاء به من فروعها و لذا قال سبحانه و ان لم‏تفعل فمابلّغت رسالته فمعلوم انه9 ارسل لاجل ابلاغ الولاية فان لم‏يبلّغها فمابلّغ رسالته و بالجملة ذلك من البديهيات يومنا هذا و لذلك جعل باطن الطيب في الاخبار علي و احدعشر من ولده: و ولايتهم و محبتهم قال الصادق7في قوله تعالي و هدوا الي الطيب من القول قال هدوا الي اميرالمؤمنين7 و امارته و امامته و عن الحسن المجتبي انه قال في قوله تعالي الطيبات للطيبين هم علي7 و اصحابه و شيعته.

([88]) اقول: قدمر انفاً حديث يدلّ علي ذلك في هذه السورة.

([89]) اقول: و عن معاني‏الاخبار عنه7 قال الطريق المستقيم في الدنيا هو ماقصر عن الغلو و ارتفع عن التقصير و استقام فلم‏يعدل الي شي‏ء من الباطل و الطريق في الاخرة هو طريق المؤمنين الي الجنة الذي هو المستقيم لايعدلون عن الجنة الي النار و لا غير النار سوي الجنة و عن الصدوق عن الصادق7 انه قال في حديث له نحن طريق النجاة و الطريق المستقيم و في بعض الزيارات انتم الطريق الارشد و الطريق الاقوم و نحو ذلك كثير هذا و لاشك ان الطريق و الصراط و السبيل بمعني فجميع الاخبار التي وردت في ان الائمة: صراط اللّه و سبيل اللّه يشمل الطريق فلاشك في ان المراد من الطريق في بطن القرءان مهمايناسب الامام7 و من الطرق الائمة: فانهم الطريق الي اللّه و الطريق الي الجنة و الي كل خير و من ذلك يعلم ان المراد من طريق جهنم و الطرق المتشابهة المتشعبة الخلفاء و ولايتهم فانهم السبب الاصلي الواقعي الي الجحيم و العلة الحقيقية الي جهنم فانهم اصل كل شر و من فروعهم كل فاحشة و قبيح و سوء.

([90]) اقول: الاخبار الدالة علي ان لولي‏اللّه ما في السموات و ما في الارض اكثر من ان‏تحصي و تعدّ ولكنا نذكر منها ماتيسر لنا قال7 الدنيا و مافيها للّه تبارك و تعالي و لرسوله و لنا فمن غلب علي شي‏ء منها فليتّق اللّه و ليؤدّ حق اللّه تبارك و تعالي و ليبرّ اخوانه فان لم‏يفعل ذلك فاللّه و رسوله و نحن براء منه و قال العسكري7 في جواب كتاب محمد بن الريان كتب اليه7 روي لنا ان ليس لرسول‏اللّه9 من الدنيا الاّ الخمس فقال7 ان الدنيا و ماعليها لرسول‏اللّه9 و قال ابوجعفر7 قال رسول‏اللّه9 خلق الله ادم و اقطعه الدنيا قطيعة فماكان لادم فلرسول‏اللّه9 و ماكان لرسول‏اللّه فهو للائمة من ال‏محمد: و عن ابي‏بصير قال قلت له اما علي الامام زكوة فقال احلت يابامحمّد اماعلمت ان الدنيا و الاخرة للامام يضعها حيث يشاء و يدفعها الي من يشاء جائز له ذلك من اللّه الخبر.

و الاخبار الواردة في ان الارض كله للامام7 قدجاوز حدّ التواتر فعن ابي‏جعفر7وجدنا في كتاب علي7 ان الارض للّه يورثها من يشاء من عباده و العاقبة للمتقين انا و اهل بيتي الذين اورثنا اللّه الارض و نحن المتقون و الارض كلها لنا فمن احيا ارضاً من المسلمين فليعمرها و ليؤدّ خراجها الي الامام من اهل بيتي و له مااكل منها الخبر و قال7 ان اللّه تبارك و تعالي جعل الدنيا كلها باسرها لخليفته حيث يقول لملائكته اني جاعل في الارض خليفة فكانت الدنيا باسرها لادم7 و صارت بعده لابرار ولده و خلفائه فماغلب عليه اعداؤهم ثم رجع اليهم بحرب او غلبة سمي فيئاً و عن الصادق7 في قوله تعالي و جعلكم ملوكاً قال الملوك الائمة: فانهم اعطوا ملك الجنة و ملك الكرّة الي غير ذلك من الاخبار التي تدلّ علي ان لهم ما في السموات و الارض و انهم مالكون لمافيهما فان اللّه سبحانه قداتاهم مالم يؤت احداً من العالمين كما في زيارتهم قال في مرءاة الانوار «و لاريب في ان اللّه عزوجل اعطي النبي9 و كذا الائمة جميعاً حيث انه فضّلهم علي العالمين باجمعهم كل مااعطي غيرهم من الانبياء و غيرهم كما في الزيارة اتاكم اللّه مالم‏يؤت احداً من العالمين فهم الملوك الحقيقية في الدنيا و الدين لم‏يكن فيهما ملك اعظم و امكن منهم و لايكون و ان لم‏يظهر علي سائر الناس الاّ عند قيام القائم بل هم المالكون للعلم كمايأتي في الملائكة و لما في الارض كماورد في صحاح الاخبار ان الارض و مافيها للامام» الي ان قال «و كذلك هذه الحالة لهم: يوم القيمة و في الجنة بل ازيد و اعظم فان اللّه تعالي ملّكهم امر يوم القيمة فجعلهم الملوك و الحكّام فيها و بايديهم الجنة و النار كمايدلّ علي ماذكرنا اخبار متواترة» انتهي.

بالجملة هذه المسألة من البديهيات عند المتتبعين في الاخبار و الحكماء من العلماء الابرار فان اللّه سبحانه لايتعقل مالكيته الاّ في الولي الذي هو اولي بالخلق من انفسهم و املك منهم و هكذا اي بالولي يكون اللّه مالك السموات و الارض لا بذاته و حقيقته فافهم ان كنت تفهم و الاّ فاسلم تسلم و لاتردّ ما لم‏تفهمه لاسيما اذا كان معلّلاً بانواع الاخبار المتواترة و الاثار و الادلة الحكمية الصادرة عن ينبوع الحكمة.

([91]) اقول: في مرءاة الانوار «و بالجملة دلالة الاخبار علي ان المراد بعبادة اللّه طاعته في امر الولاية و طاعة النبي و الائمة: و متابعتهم و التعبد للّه مع هذا الاعتقاد و علي النهج الوارد عنهم كمامرّ في الطاعة صريحاً ظاهرة و في تفسير الامام في قوله تعالي اعبدوا ربكم اي اطيعوا ربكم من حيث امركم ان‏تعتقدوا ان لا اله الاّ اللّه وحده لاشريك له عدل لايجور و ان محمداً عبده و رسوله و ان ال‏محمد افضل ال‏النبيين و ان علياً افضل ال‏محمد و قال7 في موضع اخر اي اعبدوه بتعظيم محمد و علي و الهما الائمة: و اطاعتهم و التمسك بهم و بولايتهم» انتهي و بالجملة الاخبار و الاقوال متظافرة في ان المراد من العبادة لله سبحانه اطاعة اولياء اللّه: و محبتهم و متابعتهم و لايحصل العبودية لله سبحانه الاّ بطاعة النبي و الولي8 و لذا ورد التصريح في الاخبار بتأويل عبادة اللّه بولاية علي7 و التسليم له بالامامة و الخلافة و قداشرنا الي ذلك سابقاً في تلو قوله فاعبدوه فان شئت فراجع.

([92]) اقول: الاستنكاف بمعني الاستكبار و هو من الانفة بمعني الانقباض و الامتناع و التكبر فالاستنكاف عن الولاية بمعني الاستكبار عنها و قدورد تأويل الاستكبار و المستكبرين بالاستكبار و المستكبرين عن الولاية فعن الباقرين8 في قوله تعالي انه لايحب المستكبرين اي عن ولاية علي7 و قال7 في قوله تعالي و الذين لايؤمنون بالاخرة قلوبهم منكرة و هم مستكبرون فانهم عن ولاية علي مستكبرون و عن الباقر7ماخلاصته ان من سوي الشيعة استكبروا و عتوا عن ولاية علي7 الخبر و لاشك ان الاستكبار و الاستنكاف عن ولايته و اطاعته لايحصل الاّ بالاستكبار علي الشيعة و التفوق عليهم و استبدادهم بالقول و العمل و عدم اخذ العلم عنهم رضوان‏اللّه‏عليهم و لذلك فسر الاية اعلي‏اللّه‏مقامه بانه و اما الذين استنكفوا عن طاعة علي7 و استكبروا علي الشيعة.

([93]) اقول: عن الصادق7 في هذه الاية قال النور علي7 و عن ابي‏جعفر7 في قوله تعالي و اتبعوا النور الذي انزل معه قال النور علي7 و عن الباقر7 قال قال رسول‏اللّه9 في خطبة يوم‏الغدير معاشر الناس امنوا باللّه و رسوله و النور الذي انزل معه الخطبة هذه علي الخصوص و اما الاخبار الدالة علي ذلك عموماً فهي ايضاً كثيرة قال الباقر7 ان اللّه تعالي جعل الائمة نوراً في الظلم للنجاة و جعلهم نوراً للبلاد و هم نور اللّه في قلوب المؤمنين و انهم النور و الضياء و في الزيارات ايها النور المنير و النور الانور و النور الساطع و نور اللّه الذي لايطفي و امثال ذلك مماكثر وروده فيها انحاء عديدة.

([94]) اقول: انماجعل اعلي‏اللّه‏مقامه باطن شعائر اللّه علياً لانه7 اثار اللّه و علائمه التي تدلّ عليه و الشعائر العلائم و الاثار في الدعاء بمقاماتك و علاماتك التي لاتعطيل لها في كل مكان و عن علي7 قال نحن الشعار و الاصحاب الخبر و في خبر مفضل مايدلّ علي انهم شعائر اللّه و انهم المشعر الحرام و الخبر طويل جداً تركناها اختصاراً.

و اما وجه جعله اعلي‏اللّه‏مقامه باطن الشهرالحرام الحسن7 قول ابي‏جعفر7 انه قال في حديث له في وصف الائمة قال اللّه سبحانه انّ عدة الشهور عند اللّه اثني‏عشر شهراً الي قوله تعالي منها اربعة حرم ذلك الدين القيّم ثم قال ان معرفة الشهرالحرام و مابعده و الحرم منها لايكون ديناً قيّماً لان اليهود و النصاري و المجوس و ساير الملل جميعاً يعرفونها و يعدونها باسمائها بل انما هم الائمة القوامون بدين اللّه: و هم اثني‏عشر

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 105 *»

فالسنة رسول‏اللّه9 و الاشهر الاثني‏عشر هم سلام‏اللّه‏عليهم و الحرم منها علي الذي اشتق اللّه اسماً من اسمه العلي كمااشتق لرسوله اسماً من اسمه المحمود الخبر و في رواية ان الاربعة الحرم علي و الحسن و الحسين و القائم: بدلالة قوله ذلك الدين القيّم و في رواية قال7 نحن شهر اللّه و نحن الشهرالحرام الي غير ذلك من الاخبار التي تدلّ علي ان الائمة الشهرالحرام و الحسن منهم: و اشرفهم بعد علي7 فهو الحرام يعني ذاحرمة و احترام او لانه حرم دمه و قتله و اذيته و الاختصاص به لانه الفرد الاكمل و المطلق ينصرف الي فرده الاكمل.

و اما جعل باطن الهدي الحسين7 فلانّ الهدي هو مايهدي الي البيت الحرام ليذبح و قدذبح الحسين7 اشد من ذبح الهدي و في بعض الاخبار فيذبح ذبح الشاة من القفا و ينهب رحله عداه و تشهر رؤسهم في البلدان و معهم النسوان كذلك سبق في علم الواحد المنان و لانه هو الكبش المذبوح الذي افدي به اسمعيل كماقال سبحانه و فديناه بذبح عظيم فعن العيون عن الرضا7 قال لمّاامر اللّه تعالي ان‏يذبح مكان ابنه اسمعيل الكبش علي الجبل الذي انزله عليه تمني ابرهيم ان‏يكون قدذبح ابنه اسمعيل بيده و ان لم‏يؤمر بذبح الكبش مكانه ليرجع الي قلبه مايرجع الي قلب الوالد الذي يذبح اعزّ ولده بيده فيستحق بذلك ارفع درجات اهل الثواب علي المصائب فاوحي اللّه عزوجل اليه ياابرهيم من احب خلقي اليك قال يارب ماخلقت خلقاً هو احب الي من حبيبك محمد فاوحي اللّه عزوجل اليه ياابرهيم هو احب اليك او نفسك قال بل هو احب الي من نفسي قال فولده احب اليك او ولدك قال بل ولده قال فذبح ولده ظلماً علي ايدي اعدائه اوجع لقلبك او ذبح ولدك بيدك في طاعتي قال يارب بل ذبحه علي ايدي اعدائه اوجع لقلبي قال ياابرهيم ان طائفة تزعم انها من امة محمد ستقتل الحسين ابنه من بعده ظلماً و عدواناً كمايذبح الكبش و يستوجبون بذلك سخطي فجزع ابرهيم لذلك فتوجع قلبه و اقبل يبكي فاوحي اللّه ياابرهيم قدفديت جزعك علي ابنك اسمعيل لو ذبحته بيدك بجزعك علي الحسين و قتله و اوجبت لك ارفع درجات اهل الثواب علي المصائب و ذلك قول اللّه عزوجل و فديناه بذبح عظيم و لا حول و لا قوة الاّ باللّه العلي العظيم.

و اما جعل باطن القلائد الائمة لانهم: كالقلادة علي عنق الانسان حيث يجب عليه متابعتهم و تقليدهم قال7 اين التقليد الذي كنتم تقلّدون جعفراً و اباجعفر.

و اما جعل باطن امّين البيت الحرام الشيعة المنقطعين لان المراد من البيت كما مرّ سابقاً الامام7 لانه اول بيت وضع للناس فامّين البيت هم القاصدون للامام المنقطعون عنه المريدون التشرف بحضرته و المسافرون اليه.

([95]) اقول: و ذلك لان الامر قدجاء لمعان و منها الرخصة كقوله سبحانه اذا حللتم فاصطادوا و منها الاباحة نحو كلوا و اشربوا و منها المعالجة نحو كلوا الرمان بشحمه و منها الشفاعة نحو قولك للخصم صالح اخاك و ارجعي الي زوجك و منها التهديد نحو اعملوا ماشئتم الي غير ذلك من المعاني و الحاصل ان الامر ليس منحصراً في الوجوب و الاستحباب كمازعمه بعض المتفقهين كماعلمت ممثلاً و الي ذلك اشار اعلي‏اللّه‏مقامه بقوله رخصة لا وجوب.

([96]) اقول: في فصل‏الخطاب قال ابوعبداللّه7 نحن اصل كل خير و من فروعنا كل برّ و من البرّ التوحيد و الصلوة و الصيام و كظم‏الغيظ و العفو عن المسي‏ء و رحمة الفقير و تعاهد الجار و الاقرار بالفضل لاهله الخ وجه الاستدلال انه7 قال و من البرّ التوحيد و لاشك انه لايتحقق الاّ بالولاية و انها باطنه فمن البرّ الولاية و يمكن الاستدلال عليه من قوله و الصلوة فان باطنها كما مرّ مراراً الولاية و يمكن الاستدلال عليه ايضاً من قوله و الاقرار بالفضل لاهله بل ذلك عبارة اخري عنها و كناية عنها كماهو ظاهر بعد التأمل و عن تفسير العياشي عن الصادق7 في قوله تعالي لن‏تنالوا البرّ حتي تنفقوا قال نحن البرّ و التقوي الخبر.

([97]) اقول: اصل التقوي بمعني تنزيه القلب عن الذنوب و المعاصي و لاشك ان من اعظم الذنوب و اشد المعاصي ترك ولاية الائمة و متابعة اعدائهم و محبتهم فالتقوي الكاملة البراءة من الاعداء و الولاية للاولياء و لاجل ذلك ورد تأويل التقوي بحب ال‏محمد و ولايتهم و عرفان حقهم و تأويل مايشتمل علي الاتقاء كاتقوا اللّه مثلاً بالاتقاء عن ترك الولاية و عن ظلم ال‏محمد و عن ولاية الطواغيت و عن كتمان امر النبي و الائمة و امثالها و قد مرّ اخباره في البقرة في ذيل قوله تعالي و الذين اتقوا فوقهم يوم القيمة.

([98]) اقول: في القاموس الاثم الذنب و القمار و ان‏يعمل مالايحل انتهي و لاشك ان من اعظم مالايحل و اشد المحرمات ولاية الاعداء و محبتهم فلا اثم اعظم من هذا قال7في رواية المفضل و لم‏يبعث اللّه نبياً قط الاّ بالبرّ و العدل و المكارم و النهي عن الفواحش ماظهر منها و مابطن فالباطن منه ولاية اهل الباطل و الظاهر منه فروعهم الخبر فهو الاثم كل الاثم و لذلك سمي الاول و الثاني اللذين هما الاصل في ذلك بالاثيم كما في الخبر المروي عن الصادق7 في قوله تعالي و مايكذّب به الاّ كل معتد اثيم قال الاول و الثاني الخبر.

([99]) اقول: اصل العدوان بمعني التعدي و التجاوز عن الحدّ و المراد من مطلقه التعدي علي الامام و الولي و ظلمهما و اضاعة حقهما ففي تفسير الامام7 في قوله تعالي غير باغ و لاعاد اي غير باغ علي امام هدي و لا عاد اي و لامعتد عليه قوّال بالباطل في امامة من ليس بامام و عن الصادق7 في قوله تعالي منّاع للخير معتد مريب قال المنّاع هو الثاني و الخير ولاية علي7 و حقوق ال‏محمد: و لماكتب الاول كتاب فدك بردّها علي فاطمة3 منعها الثاني و مزق الكتاب فهو معتد مريب الخبر و قد مرّ انفاً قول الصادق7 الدالّ علي ان المراد من معتد اثيم الاول و الثاني و بالجملة المقصود ان المراد من العدوان العدوان علي الاولياء و المراد منه العدوان علي اللّه ولكن هكذا يعدي علي اللّه اي بالعدوان علي الاولياء كماانه هكذا يظلم كماهو صريح الاخبار.

([100]) اقول: القمي: حين نزلت ولاية اميرالمؤمنين انتهي و لاشك انه نزل في غدير خم فالمراد من اليوم يوم غدير كماصرح به اعلي‏اللّه‏مقامه و يؤيد الاخبار الواردة في انّ قوله سبحانه اليوم اكملت لكم دينكم نزلت في يوم غدير فان اليوم الثاني بدل من اليوم الاول بدل الكل من الكل او عطف بيان منه هذا علي فرض كونهما ايتين و اما علي فرض كونهما اية واحدة فقد وردت اخبار عديدة في انّ المراد من قوله اليوم اكملت لكم دينكم يوم نصب علي7 و هو يوم غدير ففي خبر طويل عن ابي‏جعفر7 يقول فرض اللّه عزّوجلّ علي العباد خمساً اخذوا اربعاً و تركوا واحدة قلت أ تسميهن لي جعلت فداك فقال الصلوة و كان الناس لايدرون كيف يصلون فنزل جبرئيل7 فقال يامحمد اخبرهم بمواقيت صلوتهم ثم نزلت الزكوة فقال يامحمد اخبر من زكوتهم مااخبرتهم من صلوتهم ثم نزل الصوم فكان رسول‏اللّه9 اذا كان يوم عاشوراء بعث الي ماحوله من القري فصاموا ذلك اليوم فنزل شهر رمضان بين شعبان و شوال ثم نزل الحج فنزل جبرئيل7فقال اخبرهم من حجّهم مااخبرتهم من صلوتهم و زكوتهم و صومهم ثم ترك الولاية و انمااتاه ذلك في يوم الجمعة بعرفة انزل اللّه عزّوجلّ اليوم اكملت لكم دينكم و اتممت عليكم نعمتي و كان كمال الدين بولاية علي بن ابي‏طالب7 الخبر و قال ابوجعفر7 و كانت الفريضة تنزل بعد الفريضة الاخري و كانت الولاية اخر الفرائض فانزل اللّه عزّوجلّ اليوم اكملت لكم دينكم و اتممت عليكم نعمتي الخبر.

([101]) اقول: قدورد اخبار كثيرة تدلّ علي انّ المراد من الدين في الباطن النبي و الائمة:ففي خبر مفضل بن عمر عن الصادق7 في حديث طويل ثم اني اخبرك ان الدين و اصل الدين هو رجل و ذلك الرجل هو اليقين و الايمان و هو امام امته او اهل زمانه فمن عرفه عرف اللّه و دينه و من انكره انكر اللّه و دينه و من جهله جهل اللّه و دينه و لايعرف اللّه و دينه و حدوده و شرايعه بغير ذلك الامام فذلك معني انّ معرفة الرجال دين اللّه ثم قال لو قلت انّ الصلوة و الزكوة فعدّ جملة من الفرائض و كل فريضة كان ذلك هو النبي الذي جاء به من عند ربه لصدقت لانّ ذلك كله انمايعرف بالنبي و لولا معرفة ذلك النبي و الايمان به و التسليم له ماعرف ذلك فهذا كله ذلك النبي و اصله و هو فرعه الي ان قال و انما انكر الدين من انكره و عن علي7معرفتي بالنورانية معرفة اللّه عزّوجلّ و معرفة اللّه عزّوجلّ معرفتي بالنورانية و هو الدين الخالص الذي قال اللّه تعالي و ماامروا الاّ ليعبدوا اللّه مخلصين له الدين و عن ابي‏جعفر7 في قوله تعالي انّ عدة الشهور عند اللّه الاية قال ان معرفة الشهر الحرام و مابعده و الحرم منها لايكون ديناً قيماً لان اليهود و النصاري و المجوس و ساير الملل جميعاً يعرفونها و يعدّونها باسمائها بل انما هم الائمة القوّامون بدين اللّه: و هم اثني‏عشر و عن الباقر7 في قوله تعالي فمايكذّبك بعد بالدين قال الدين علي7 و في بعض زياراته7يا دين اللّه القويم و في بعضها السلام علي الدين المأثور و عن الصادق7 في قوله تعالي و اقيموا الدين قال اي الامام الي غير ذلك و يؤيد المقام الاخبار الدالة علي ان المراد من يوم الدين يوم خروج القائم و هي كثيرة.

([102]) اقول: وجه الدلالة انّ الطيبات جمع محلي بالالف و اللام و هو يفيد العموم اي كل الطيبات ايّاً كان طعاماً او علماً او روايةً او عملاً او غير ذلك و اما الدليل علي ان المراد من الطيبات في الباطن علوم ال‏محمد: او روايات الشيعة فقول الباقر7 في قوله تعالي و يحلّ لهم الطيّبات قال اخذ العلم من اهل الخير الخبر و لاشك ان اهل الخير ال‏محمد: فانهم ان ذكر الخير كانوا اصله و فرعه و معدنه و مأواه و منتهاه و اهله و عن الباقر7 في قوله تعالي و يحرّم عليهم الخبائث قول من خالف الامام الخبر فالطيبات بحكم المقابلة و التضاد قول من وافق الامام فهو رواية الشيعي الصادق و عن الباقر7 في قوله تعالي فلينظر الانسان الي طعامه ما طعامه قال علمه الذي يأخذه ممن يأخذه قال في مرءاة الانوار بعد ذكره الخبر الاخير «و لعل ذلك لانه كما ان الطعام غذاء بدن الانسان كذلك العلم غذاء روحه فيصح تأويله به فعلي هذا كما ان الحلال الطيب من الطعام الجسماني مايكتسب من الوجوه المحللة التي امر الشارع بها فكذلك الروحاني اي العلم الصحيح الحق مايحصّله و يأخذه من الكتاب و السنة المأخوذة من الائمة:».

([103]) اقول: في كتاب مرءاة الانوار «و قدورد في الاخبار تأويل الاستقامة و مابمعناها بالاستقامة و الاستقرار علي ولاية الائمة و امامتهم و الثبات علي ذلك و علي اطاعتهم و منه يستفاد تأويل الاعوجاج بترك الولاية كمااشرنا اليه في العوج و ورد تأويل الاقامة و مابمعناها بالاتيان بذلك الامر الذي علقت به علي الوجه الذي هو الاقرار بالولاية بل في الاقرار بالامام و بولايته و الدوام عليها حتي تعتدل و تستقيم و تأويل الاقوم و القائمين بامور الخير و المقيمين عليها و امثال ذلك كالقيّم و القيمة و القيام و نحوها بالامام القائم و بالائمة و بشيعتهم و بولايتهم و ملتهم و نحو ذلك علي حسب المناسبة و كذلك حال تأويل القيام بمعني القيّم و اما ماهو بمعناه المصدري فيمكن تأويله فيمايناسب بالقيام علي الولاية او مايرجع اليها».

([104]) اقول: امر اللّه سبحانه ال‏محمد: بالامر الكوني ان‏يكونوا قوّامين بولاية علي7اي قائمين به دائماً بحيث لاينفكّون عنها طرفة عين و يصير ذلك عادتهم و طبيعتهم و يكون ذلك للّه لا لغيره و لذلك عبّر بلفظ القوّامين الدالّ علي التكرار و المبالغة و الدوام و ان‏يكونوا شهداء للناس و عليهم و بالحق في الدنيا و الاخرة و قدامتثلوا هذا الامر حيث خلقوا و انوجدوا هكذا بايجاد اللّه فعن الكاظم7 في قوله تعالي و اكتبنا مع الشاهدين قال نحن نشهد للرسل علي اممهم و عن المناقب عن علي7 قال ان اللّه تعالي ايانا عني بقوله شهداء علي الناس فرسول‏اللّه شاهد علينا و نحن شهداء اللّه علي خلقه و عن الاحتجاج عن علي7 و يشهد يعني رسول‏اللّه9 علي منافقي قومه و امته و كفارهم بالحادهم و عنادهم و نقضهم عهدهم و تغييرهم سنته و اعتدائهم علي اهل‏بيته و انقلابهم علي اعقابهم و ارتدادهم علي ادبارهم الخبر.

([105]) اقول: في النهاية «الجحيم اسم من اسماء جهنم و اصله مااشتدّ لهبه من النار» و في القاموس «الجحيم النار الشديدة و كل نار بعضها فوق بعض و كل نار عظيمة في مهواة او المكان الشديد الحرّ» و قد مرّ في ذيل النار مادلّ علي ان المراد منها في الباطن الثاني مفصلاً فاذا كان الثاني ناراً فالاول يكون جحيماً لانه اخبث منه و اشد حرارةً و بغضاً لال‏محمد و احراقاً لهم: و قدعرفت ان الجحيم النار الشديدة و النار العظيمة.

([106]) اقول: استعمال الصلوة علي الصلوة علي محمد و ال‏محمد كثير في الايات و الاخبار قال اللّه سبحانه ياايها الذين امنوا صلّوا عليه و سلّموا تسليماً و قال اللّه سبحانه و ذكر اسم ربه فصلّي فعن الرضا7 انه سأل رجلاً ما معني قوله و ذكر اسم ربه فصلّي قال كلما ذكر اسم ربه قام فصلي فقال له لقدكلّف اللّه عزوجل هذا شططاً فقال جعلت فداك و كيف هو فقال كلما ذكر اسم ربه صلّي علي محمد و ال‏محمد و عن تفسير الامام7في قوله تعالي اقيموا الصلوة قال اي اقيموا الصلوة المكتوبات بتمام ركوعها و سجودها و حفظ مواقيتها و حدودها و صيانتها عمايفسدها او ينقصها و باداء حقوقها اللازمة التي اعظمها اتباعها بالصلوة علي محمد و علي و الهما الطاهرين منطوياً علي الاعتقاد بامامتهم و ولايتهم و انّهم افضل الخلق و القوّام بحقوق اللّه و الانصار لدين اللّه و اقيموا ايضاً الصلوة علي محمد و اله الذين علي سيدهم و افضلهم الخبر.

([107]) اقول: قد مرّ اخباره و بيانه في البقرة في قوله تعالي و اقيموا الصلوة و اتوا الزكوة الاية.

([108]) اقول: و ذلك لان اقراض اللّه لايتعقل الاّ باقراض عباده لانّه بنفسه و ذاته لايحتاج الي الاستقراض فاقراضه اقراض عباده كما انّ اطعامه اطعامهم و سقيه سقيهم و عيادته عيادتهم و اسفه اسفهم و انتقامه انتقامهم و قد شرحنا مثله سابقاً مكرّراً معلّلاً باخبار كثيرة و لاشك ان اعظم عباد اللّه و اشرفهم و اكرمهم ال‏محمد: فاقراض اللّه اقراضهم و صلتهم و اداء الدين عنهم فعن كنز الفوائد عن الصادق7 في الاية المذكورة اي قوله تعالي قرضاً حسناً قال ذاك صلة الرحم و الرحم ال‏محمد خاصة و في رواية الصدوق عن الكاظم7 في الاية المذكورة قال صلة الامام في دولة الفسقة.

([109]) اقول: اوّل اعلي‏اللّه‏مقامه الميثاق بعهد علي7 لقول الباقر7 في قوله تعالي يوفون بعهد اللّه و لاينقضون الميثاق قال اي المأخوذ عليهم في الدين بولاية علي7يوم الغدير و لقول الصادق7 في قوله تعالي و اذكروا نعمة اللّه عليكم و ميثاقه الذي واثقكم به قال لمّااخذ رسول‏اللّه9 الميثاق عليهم بالولاية قالوا سمعنا و اطعنا ثم نقضوا ميثاقه الي غير ذلك من الاخبار و يؤيد المقام ماورد من تأويل العهد بالعهد المأخوذ في ولاية علي7 و هي كثيرة جداً نذكر بعضها فان الميثاق هو العهد فعن تفسير الامام7 في قوله تعالي و ينقضون عهد اللّه قال اي عهد اللّه المأخوذ عليهم للّه بالربوبية و لمحمد9 بالنبوة و لعلي7 بالامامة و لشيعتهم بالجنة و الكرامة من بعد ميثاقه قال اي احكامه و تغليظه.

([110]) اقول: تفسيره اعلي‏اللّه‏مقامه الكلم بالقرءان هو من باب التأويل كما ان تفسير القمي اياه بعلي7 من باب الباطن او الاول من باب الظاهر فان القرءان اسم للحروف و الكلمات و الايات المركبة المؤلفة علي نحو مخصوص و الكلم هو جمع الكلمة كما في القاموس و الكلمة اللفظة و القصيدة جمعها كلم فبناءً علي ذلك لايحتاج الاول الي دليل لانه معناه الظاهر و اما الدليل علي الثاني من الاخبار فكثير فعن جابر قال سألت اباجعفر7 عن قوله تعالي و يريد اللّه ان‏يحقّ الحق بكلماته قال تفسير ذلك في الباطن انه يريد و لم‏يفعله بعد و قوله يحقّ الحق يعني حق ال‏محمد و قوله بكلماته في الباطن علي7هو كلمة اللّه في الباطن و المراد انّ اللّه يحقّ حق ال‏محمد حين يقوم القائم7 الخبر و عن الرضا7 في قوله تعالي و لولا كلمة الفصل قال الكلمة الامام و الدليل علي ذلك قوله تعالي و جعلها كلمة باقية في عقبه قال يعني الامامة و عن حذيفة بن اليمان قال قال النبي9 ان من الائمة تسعة من ولد الحسين7 فقلت له فمابال الحسن قال ان اللّه عزّوجلّ جعل الامامة في عقب الحسين7 و ذلك قوله تعالي و جعلها كلمة باقية في عقبه الخبر و في الزيارات المتفرقة السلام علي الكلمة التامة و علي كلمة الرحمن و علي كلمة المعبود و علي كلمة اللّه الحسني و العليا و امثالها الي غير ذلك من الادلة التي تدلّ علي ان باطن الكلمة علي7 او كل واحد من الائمة الاثني‏عشر.

([111]) اقول: في خبر جابر الجعفي عن ابي‏جعفر7 كان اللّه و لاشي‏ء غيره و لامعلوم و لامجهول فاول ماابتدأ من خلق خلقه ان خلق محمداً9 و خلقنا اهل‏البيت معه من نوره و عظمته فاوقفنا اظلة خضراء بين يديه حيث لاسماء و لاارض و لامكان و لاليل و لانهار و لاشمس و لاقمر يفصل نورنا من نور ربنا كشعاع الشمس من الشمس الي ان قال ثم اودعنا بذلك النور صلب ادم فمازال ذلك النور ينتقل من الاصلاب و الارحام حتي صار في صلب عبدالمطلب فافترق النور جزئين جزء في عبداللّه و جزء في ابي‏طالب و ذلك قوله تعالي و تقلّبك في الساجدين يعني في اصلاب النبيين و ارحام نسائهم و عن الباقر7 قال قال رسول‏اللّه9 في خطبة يوم‏الغدير معاشر الناس امنوا باللّه و رسوله و النور الذي انزل معه معاشر الناس النور من اللّه في مسلوك ثم في علي7 ثم في النسل منه الي القائم المهدي7 و عن الصادق7 في قوله تعالي الم ذلك الكتاب لاريب فيه قال الكتاب علي7 و لاشك فيه الخبر و في رواية النصراني انه سئل الكاظم من تفسير حم و الكتاب المبين في الباطن فقال اما حم فهو محمد و اما الكتاب المبين فهو علي7.

([112]) اقول: انما جعل اعلي‏اللّه‏مقامه باطن الرضوان محمداً9 لان الرضوان مصدر رضي يرضي في القاموس «رضي عنه و عليه رضي و رضواناً بكسر الراء و ضمها ضد السخط» و لاشك ان اللّه تعالي لايرضي الاّ عن النبي و اهل بيته و من احبهم و والاهم قال اللّه سبحانه فلايظهر علي غيبه احداً الاّ من ارتضي من رسول علي ان‏يكون من رسول بيان لمن ارتضي فهو9 بدلالة هذه الاية رضوان و قد ورد ايضاً اخبار عديدة في ان الائمة: رضوان اللّه كما عن الصادق7 في قوله تعالي أفمن اتبع رضوان اللّه كمن باء بسخط من اللّه الي قوله هم درجات عند اللّه فقال الذين اتبعوا رضوان اللّه هم الائمة: الخبر و لاشك انهم مع محمد9 من نور واحد و طينة واحدة و انهم كلهم محمد كما قال اولنا محمد اخرنا محمد اوسطنا محمد كلنا محمد فاذا كان هم رضوان اللّه فهم محمد فمحمد رضوان اللّه هذا و لاشك ان رضوان اللّه غير ذاته سبحانه و كل‏ما هو غيرها فهو خلقه و اشرف خلقه محمد9 فهو رضوانه او لان الرضوان بمقتضي الخبر السابق المروي عن الصادق7 متبوع للائمة: فانهم اتبعوه فهو متبوعهم و مقتداهم و لاشك ان متبوع الائمة و مقتداهم و سيدهم و اميرهم و مولاهم هو النبي9 فانه مقدم عليهم و متبوع لهم فقوله اتبعوا رضوان اللّه يعني اتبعوا محمداً9 و لذلك صاروا منهم فانه من اتبعني فانه مني قال9 حسين مني و انا من حسين فافهم.

و جعل باطن سبيل اللّه ال‏محمد: لان المراد من السلام اللّه سبحانه كما عن الصادق7 في قوله تعالي و اللّه يدعو الي دار السلام قال ان السلام هو اللّه و داره التي خلقها هي الجنة الخبر فسبل السلام يعني سبل اللّه و سبيل اللّه و سبل اللّه هم ال‏محمد: كماتقرأ في زياراتهم انتم السبل الواضحة و انتم السبيل الاعظم و في رواية عنهم: نحن السبيل و في رواية اخري ان الائمة هم سبيل اللّه و صراطه.

و اما تأويله اعلي‏اللّه‏مقامه الظلمات بالكفر و النصب و النور بالولاية فلقول الباقر7 في قوله تعالي يخرجهم من الظلمات الي النور قال اي من الكفر الي الايمان يعني الي الولاية لعلي7 و في قوله تعالي و الذين كفروا اولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور الي الظلمات قال الذين كفروا بالولاية اولياؤهم الطاغوت يعني اعداء علي7 و من تبعهم و هم يخرجون الناس من النور النور ولاية علي7 فيصيرون الي الظلمة اي ولاية اعدائه و في الكافي عن الصادق7 قال في قوله تعالي يخرجونهم من الظلمات الي النور اي من ظلمات الذنوب الي نور التوبة و المغفرة لولايتهم كل امام عدل و عن ابن‏عباس في قوله تعالي و مايستوي الاعمي و البصير و لا الظلمات و لا النور قال ان الظلمات ابوجهل يعني الاول الي غير ذلك من الاخبار التي تدلّ علي ان تأويل الظلمات الكفر و النصب و عداوة ال‏محمد: و ان المراد من النور ولايتهم و محبتهم بل و انفسهم:.

([113]) اقول: في القاموس الصراط بالكسر الطريق و جسر علي متن جهنم و فسّره المفسّرون بدين الاسلام لانه يؤدي بمن يسلكه الي الجنة و مئال المعنيين الي الواحد و لاشك ان ولاية اولياء ال‏محمد هو الطريق الي اللّه و الطريق الي الجنة و انه هو دين الاسلام فهو الصراط و هو المستقيم لانه اقرب الطرق الي اللّه سبحانه ففي فصل‏الخطاب قيل لابي‏جعفر7 ان خثيمة بن ابي‏خثيمة يحدّثنا عنك انه سألك عن الاسلام فقلت ان الاسلام من استقبل قبلتنا و شهد شهادتنا و نسك نسكنا و والي ولينا و عادي عدونا فهو مسلم قال صدق خثيمة الخبر و فيه عن العسكري7 قال قال اللّه لادم يا ادم لو احب رجل من الكفار او جميعهم رجلاً من ال‏محمد و اصحابه الخيّرين لكفاه اللّه عن ذلك بان‏يختم له بالتوبة و الايمان ثم يدخله الجنة ان اللّه ليفيض علي كل احد من محبي محمد و ال‏محمد و اصحابه من الرحمة لو قسمت علي عدد كعدد كل ماخلق اللّه من اول الدهر الي اخره و كانوا كفاراً كفاهم و لأدّاهم الي عاقبة محمودة الايمان باللّه حتي يستحقوا به الجنة و ان رجلاً ممن يبغض ال‏محمد و اصحابه الخيّرين او واحداً منهم لعذّبه اللّه عذاباً ما لو قسم علي مثل عدد خلق اللّه لاهلكهم اجمعين الي غير ذلك من الاخبار التي تدلّ علي ان ولاية الاولياء هو الطريق الي اللّه و الطريق الي الجنان و الطريق الي الايمان و انها من دعائم الدين و الاسلام و قد عنون الاستاد اعلي‏اللّه‏مقامه في فصل‏الخطاب باباً لذلك و ذكر فيه احاديث جمّة.

([114]) اقول: ممايدلّ علي ان المراد من موسي في الباطن محمد قوله9 علي مني بمنزلة هارون من موسي و منها قول الامام7 في تفسيره قال رسول‏اللّه9 ان اصحاب موسي اتخذوا من بعده عجلاً و خالفوا خليفة اللّه و ستتخذ هذه عجلاً و عجلاً و عجلاً و يخالفونك ياعلي و انت خليفتي هؤلاء يضاهئون اليهود في اتخاذهم العجل و منها قول الكاظم7 ان الاول بمنزلة العجل و الثاني بمنزلة السامري و منها قول الباقر7 ان علياً7 قال لابن‏عباس أتشهد ان النبي9 استخلف ابابكر قال ماسمعته الاّ انه اوصي اليك فقال7 فهلاّبايعتني قال اجتمع الناس علي ابي‏بكر فكنت منهم فقال كمااجتمع اهل العجل علي العجل فتنتم الخبر و لاشك في دلالة هذه الاخبار علي ان المراد من موسي في الباطن محمد9 فانه اذا كان علي7 هرون هذه الامة و هو خليفة موسي فمحمد9 موسي هذه الامة و كذلك اذا كان المراد من العجل الاول في الباطن و هو عجل هذه الامة الذي عبدوه بعد ذهاب موسي9 من هذه الدنيا الدنية في سقيفة بني‏ساعدة فالمراد من موسي محمد9 و كذلك البواقي كل ذلك مضافاً الي ما مرّ في الفصل الثاني‏عشر من المقدمة و ما مرّ سابقاً في ذيل تفسير موسي في سورة البقرة قال في المرءاة «ثم يمكن ان‏يكون شبيهه اي موسي في هذه الامة محمد9 من جهات منه كون علي بمنزلة هرون من موسي» الي ان قال «و علي هذا يمكن ان‏يكون يده البيضاء علياً7 و عصاه ذوالفقار كمايتضح وجه الشبه عند التأمل الصادق» ثم قال «و يمكن ان‏يكون غرق فراعنة امته و اتباعهم عبارة عن غرقهم في بحر ضلالة عداوة اهل‏البيت و هلاكتهم دينياً و عن غرقهم في دماء سيف القائم7 و اصحابه» الي ان قال «و يأتي ايضاً في مواضع وجوه تشابه احوال هذه الامة و احوال موسي و اصحابه و فرعون و اتباعه و من ذلك تشابه احوال يوم‏الغدير و يوم‏الزينة و يوم‏السقيفة و يوم‏العجل و حميراء و صفوراء».

([115]) اقول: قدذكرنا في النبيين وجه جعل باطنه محمداً9 مفصلاً.

([116]) اقول: هذا اي اشتقاق ملوك من اكمل لكم الدين و الدنيا من باب اشتقاق الكبير و قدشرحناه في صدر الكتاب في تفسير البسملة هذا و ملوكاً نكرة تفيد العموم و الاطلاق فيشمل ملوك الدين و الاخرة و ملوك الدنيا.

([117]) اقول: علي تفسير الظاهر المراد من العالمين عالمي زمانكم فان اللّه سبحانه اتي قوم موسي ما لم‏يؤت احداً من عالمي زمانهم و علي تفسير الباطن المراد من العالمين جميع العالمين فان اللّه سبحانه اتي قوم محمد9 و اهل‏بيته ما لم‏يؤت احداً من جميع العالمين كمايشهد بذلك اخبار كثيرة قال عبدالاعلي سمعت اباعبداللّه7 يقول مامن نبي جاء قطّ الاّ بمعرفة حقنا و تفضيلنا علي من سوانا و في الزيارة طأطأ كل شريف لشرفكم و بخع كل متكبر لطاعتكم و في خبر سليمان بن خالد قال سمعت اباعبداللّه7 يقول مامن نبي و لا من ادمي و لا من انسي و لا جني و لا ملك في السموات الاّ و نحن الحجج عليهم و ماخلق اللّه خلقاً الاّ و قدعرض ولايتنا عليه و احتج بنا عليه فمؤمن بنا و كافر و جاحد حتي السموات و الارض و الجبال و في خبر سلمان انه دخل علي علي7 فسأله عن نفسه فقال ياسلمان انا الذي دعيت الامم كلها الي طاعتي فكفرت فعذّبت في النار و انا خازنها عليهم حقاً اقول ياسلمان انه لايعرفني احد حق معرفتي الاّ كان معي اخذ اللّه علي الناس الميثاق لي فصدق من صدق و كذب من كذب قال سلمان لقدوجدتك يا اميرالمؤمنين في التورية كذلك و في الانجيل كذلك بابي انت و امي يا قتيل كوفان انت حجة اللّه الذي به تاب علي ادم و بك انجي يوسف من الجبّ و انت قصة ايوب و سبب تغير نعمة اللّه عليه الخبر و الخبر طويل شريف كله دليل علي مانحن فيه الاّ انّا تركناه اختصاراً و لان ذلك يومنا هذا من الاجماعيات بل الضروريات بين العامة و الخاصة حتي ان مدّاحهم ينادون بذلك في الاسواق و المعابر و قد كتب الاستاد اعلي‏اللّه‏مقامه كتاباً برأسه و سمّاه بـ «نعيم الابرار».

([118]) اقول: عن ابي‏عبداللّه عن ابيه8 قال قال اميرالمؤمنين7 الايمان له اركان اربعة التوكل علي اللّه و تفويض الامر الي اللّه و الرضا بقضاء اللّه و التسليم لامر اللّه عزّوجلّ.

([119]) اقول:  اعلم ان الاخ اما ان‏يكون مساوياً لاخيه في الايمان او اكبر منه او اصغر فالاخ الاصغر ينبغي ان‏يكون مملوكاً لاخيه الاكبر مطيعاً له فان هرون كان اصغر من موسي فكان مملوكاً له مطيعاً له و يشهد بذلك اخبار كثيرة مذكورة في «ابواب الجنان» لمولانا الاكرم و سيدنا الاعظم اعلي‏اللّه‏مقامه و نحن نشير هنا الي بعضها قال اللّه سبحانه و يؤثرون علي انفسهم و لو كان بهم خصاصة الاية و لم‏يخصّص الايثار بشي‏ء دون شي‏ء فلابد ان‏يؤثره علي نفسه بنفسه و ولده و ماله و خدمه و حشمه و جميع ماخوّله ربه و عن العسكري7 و امرك ان‏تواسي اخوانك المطابقين لك علي تصديق محمد و تصديقي و الانقياد له و لي ممارزقك اللّه و فضّلك علي من فضّلك به منهم بسدّ فاقتهم و بجبر كسرهم و خلّتهم و من كان منهم في درجتك في الايمان ساويته في مالك بنفسك و من كان فاضلاً عليك في دينك اثرته بمالك علي نفسك حتي يعلم اللّه منك ان دينه اثر عندك من مالك و ان اولياءه اكرم عليك من اهلك و عيالك الخبر فالمراد من الاخوان في صدر الخبر الاخوان الاصغرون فقال فيهم اميرالمؤمنين7 ان‏تواسيهم ممارزقك اللّه اي بعض مارزقك اللّه فان من هنا للتبعيض و المراد من قوله و من كان منهم في درجتك في الايمان الاخوان المساوون لك و لذا قال فيهم ساويته في مالك بنفسه و قال في الفاضلين اثرته بمالك علي نفسك و بالجملة الحاصل ان الاخ الاصغر مملوك و مطيع للاكبر و هو بمنزلة ابيه.

([120]) اقول: المراد من ادم في الباطن محمد9 و من ابنيه علي و ابوبكر فانهما كانا ابنيه

 

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 128 *»

اما علي فظاهراً و باطناً حيث تعلّم منه و تأدّب بادابه و تخلّق باخلاقه ظاهراً و باطناً و اما ابوبكر فهو ابنه في الظاهر لانه تعلّم منه و تأدّب بادابه في الظاهر دون الباطن فانّه اظهر الايمان و ابطن الكفر و الدليل علي ان محمداً9 والدهما جميعاً ما في الخصال عن الصادق7 قال الكبائر سبع فينا نزلت و منا استحلّت فاولها الشرك باللّه ثم قتل النفس التي حرّم اللّه و اكل مال اليتيم و عقوق الوالدين و قذف المحصنة و الفرار من الزحف و انكار حقنا الي ان قال و اما عقوق الوالدين فعقّوا رسول‏اللّه9 في ذريته و عقّوا امهم خديجة الكبري في ذريتها الخبر فهذا الخبر يدلّ علي انّ محمداً9 اب جميع الامة و خديجة امّهم الاّ ان اعداء ال‏محمد: هم العاقّ منهم و الائمة: افضلهم و اشرفهم من كل الوجوه و اقربهم نسباً و حسباً بالجملة فالمراد من ادم محمد9 لانه ادم الاول الذي لم‏يخلق قبله احد فانّه اول ماخلق و انه ابوالبشر و انه سجد له الملائكة كل ساعة الي يوم القيمة و انه كان قبلةً و اماماً للانبياء ليلة المعراج فكان اماماً لادم و انه خلق من النور كما خلق ادم من طين و انه خلق قبل ادم بالفي الف سنة فكان اول من خلق كما انّ ادم كان اول من خلق و هو اول الانبياء و اقدمهم و اشرفهم كما ان ادم اول الانبياء و هو عرج به الي قاب قوسين او ادني كماادخل ادم في الجنة فهو بكل اعتبار و لحاظ ادم هذا علي الظاهر و اما باطناً فهو ادم دون غيره و ادم صار ادم لانه تجلي منه بالادمية و نوح صار نوحاً لانه تجلي منه بالنوحية و ليسوا هم اي الانبياء شيئاً سواه و هو المتجلي بهم عنهم

ما في الديار سواه لابس مغفر   و هو الحمي و الحي و الفلوات

فكأنه خمر و لا قدح، الا و من اراد ان‏ينظر الي ادم و شيث فها انا ذا ادم و شيث الخبر فخصّ ادم9 احد ابنيه بالعلم الذي عنده و الايمان و الاسم الاكبر و ميراث العلم و اثار النبوة فهو علي7 و لم‏يخصّ به الاخر فتقبّل من احدهما لانه دعا بالعلم الذي عنده فلذلك تقبّل قربانه و لم‏يتقبل من الاخر فقتله بغصب حقه و سلب الخلافة عنه.

([121]) اقول: قد مرّ في البقرة في قوله تعالي و ماتنفقوا من خير فلانفسكم ان المراد من النفس الامام و ذكرنا ادلته هناك.

([122]) اقول: يدلّ علي هذا المعني قوله7 في معني القتل من اخرجها من هدي الي ضلالة فان الحيوة ضد القتل و قدذكرنا شواهد ذلك سابقاً.

([123]) اقول: قال ابوعبداللّه7 في قول اللّه عزّوجلّ فلمّا اسفونا انتقمنا منهم فقال ان اللّه تعالي لايأسف كأسفنا ولكنه خلق اولياء لنفسه يأسفون و هم مخلوقون مربوبون فجعل رضاهم رضا نفسه و سخطهم سخط نفسه لانهم جعلهم الدعاة اليه و الادلاء عليه فلذلك صاروا كذلك و ليس ان ذلك يصل الي اللّه كمايصل الي خلقه لكن هذا معني ماقال من ذلك و قدقال من اهان لي ولياً فقدبارزني بالمحاربة و دعاني اليها الي ان قال و كل هذا و شبهه ماذكرت لك و هكذا الرضا و الغضب و غيرها من الاشياء ممايشاكل ذلك و في الاخبار الكثيرة قال رسول‏اللّه9 ياعلي حربك حربي و حربي حرب اللّه و قال ايضاً حرب علي حرب اللّه و سلمه سلمه و قال7 من ناصب علياً فقد حارب اللّه.

([124]) اقول: اختلف الحكماء في حدوث الارادة و قدمه و هذه الاية يردّ القائلين بالقدم لانه سبحانه لم‏يرد ثم اراد و كل صفة يتصف اللّه بها و بعدمها فهو حادث كشاء فتقول شاء اللّه ذلك و لم‏يشأ ذلك و فعل فتقول فعل هذا و لم‏يفعل ذلك و منها الارادة فتقول اراد اللّه كماتقول لم‏يرد اللّه و كل صفة يتصف اللّه بها و لايتصف بضدها فهو قديم كالسمع و العلم فتقول علم اللّه ذلك و قدسمع اللّه لمن حمده و لاتقول لم‏يعلم اللّه هذا و لم‏يسمعه.

([125]) اقول: في تفسير مرءاة الانوار «و قد ورد تأويل الخير ايضاً بطاعة الامام بل به ايضاً و بالولاية و حقوق الائمة و بما كان ينزل من اللّه في زيادة شرفهم: و كذا ورد تأويل الخيرات بالولاية ففي كنزالفوائد عن الكاظم7 في قوله تعالي و افعلوا الخير الولاية و حقوق ال‏محمد:» الي ان قال «و في روضة الكافي عن ابي‏جعفر7 في قوله تعالي فاستبقوا الخيرات قال الخيرات الولاية ثم قد روي في اخبارهم انهم قالوا انّا اصل كل خير و من فروعنا طاعة اللّه و عدونا اصل كل شر و من فروعهم الفواحش» انتهي و لاشك ان طاعة اللّه لاتحصل الاّ بطاعة الامام فحاصل الخبر انا اصل كل خير و من فروعنا طاعة اللّه الحاصلة بطاعتنا و معرفتنا.

([126]) اقول: و ذلك ان فعل التفعل جاء كثيراً بمعني التكلف كتكلّف و تجشّم و تجشّع و تحلّم و تحكّم و امثالها.

([127]) اقول: الذنوب ان كانت دنيوية ظاهرية بدنية من غير الفكر و الخيال و المحبة فيجازيها اللّه في الدنيا و ان كانت برزخية صدرية بالفكر و الخيال من غير المحبة فيجازيها في البرزخ و ان كانت اخروية قلبية بالبدن و الفكر و الخيال و المحبة فيجازيها في الاخرة و لاشك ان الذين صاروا والياً علي الناس قهراً ذنوبهم غالباً برزخية او اخروية فيجازيهم اللّه في الاخرة و بعض ذنوبهم دنيوية ظاهرية فيجازيهم فيها و المراد من الاخرة هنا مايقابل الدنيا فتشمل البرزخ و الاخرة جميعاً.

([128]) اقول: قد ذكرنا سابقاً اخباراً تدلّ علي انّ المراد من اليهود و النصاري في الباطن اعداء ال‏محمد: كخبر جابر الجعفي عن الباقر7 عن ابائه: عن علي7 قال جاء رجل الي النبي9 فقال يا رسول‏اللّه أكل من قال لااله الاّاللّه مؤمن قال ان عدواننا تلحق باليهود و النصاري الخبر و امثاله و لاشك ان الاول و الثاني هما العدو الحقيقي الواقعي و ساير الاعداء من ظلّهم و عكسهم و اما وجه اختصاص الثاني باليهود و الاول بالنصاري لان الثاني كاليهود خشن صعب عريكته ظاهر العداوة و اما الاول فكالنصاري ليّن منافق رطب يخفي عداوته فالثاني هو المتجلي في اليهود و هو حقيقتهم و الاول متجل في النصاري و هو اصلهم و حقيقتهم فهو النصاري حق النصاري كما ان الثاني هو اليهود حق اليهود و هما الواحدان الظاهران بالجمع كما هو شأن الكلي فافهم.

([129]) اقول: يدلّ علي ذلك البطن اخبار كثيرة ولو علي نحو العموم فعن طارق بن شهاب عن اميرالمؤمنين7 انه قال في حديث له انّ الامام7 روح قدسي و امر الهي و قال ايضاً انّ الائمة من ال‏محمد: اولياء اللّه المقربون و امره بين الكاف و النون و عن ابن‏مهزيار عن القائم7 انه قال في قوله تعالي اتيها امرنا ليلاً او نهاراً الاية نحن امر اللّه عزوجل و جنوده و عن الصادق7 في قوله تعالي اتي امر اللّه فلاتستعجلوه قال هو قيام القائم و عن ابي‏عبداللّه7 في هذه الاية انه قال هو امرنا امر اللّه عزوجل لاتستعجل به الخبر فهذه الاخبار تدلّ علي انّ الائمة جميعهم امر اللّه و اما الاختصاص بالقائم هنا فلقوله فعسي ان‏يأتي الاية فانه القائم المنتظر.

([130]) اقول: قيد الظاهر لان المؤمن الواقعي الحقيقي لايرتدّ عن الولاية بل ذلك شأن المستودع للايمان كمايشهد بذلك اخبار كثيرة ففي الكافي عن حسين بن نعيم الصحاف قال قلت لابي‏عبداللّه7 لم يكون الرجل عند اللّه مؤمناً قدثبت له الايمان عنده ثم ينقله بعد من الايمان الي الكفر قال فقال انّ اللّه عزّوجلّ هو العدل انما دعا العباد الي الايمان به لا الي الكفر و لايدعو احداً الي الكفر به فمن امن باللّه ثم ثبت له الايمان عند اللّه لم‏ينقله اللّه عزّوجلّ بعد ذلك من الايمان الي الكفر به قلت له فيكون الرجل كافراً قدثبت له الكفر عند اللّه ثم ينقله اللّه بعد ذلك من الكفر الي الايمان قال فقال انّ اللّه خلق الناس كلهم علي الفطرة التي فطرهم اللّه عليها لايعرفون ايماناً بشريعة و لا كفراً بجحود ثم بعث اللّه الرسل تدعو العباد الي الايمان به فمنهم من هدي اللّه و منهم من لم‏يهده اللّه و فيه عن ابي‏الحسن7 انّ اللّه خلق النبيين علي النبوة فلايكوننّ الاّ انبياء و خلق المؤمنين علي الايمان فلايكوننّ الاّ مؤمنين و اعار قوماً ايماناً فان شاء تمّمه لهم و ان شاء سلبهم اياه و قال فيهم جرت فمستقر و مستودع و قال انّ فلاناً كان مستودعاً ايمانه كذب علينا سلب ايمانه ذلك الخبر.

([131]) اقول: قال الصادق7 في تفسير قوله تعالي انّ اللّه اصطفي لكم الدين الاية ولاية علي7 فلاتموتنّ الاّ و انتم مسلمون لولاية علي7 و في تفسيرالقمي في قوله تعالي و ان اقيموا الدين اي الاقرار بالولاية الي غير ذلك من الاخبار التي مرّ شطر منها.

([132]) اقول: قوله في الاذان اذا اخذ قوله الي الصلوة علي ظاهره و الي الولاية اذا اخذ علي باطنه فان باطن الصلوة الولاية كما مرّ مراراً.

([133]) اقول: كمايشهد بذلك اخبار كثيرة فعن الحسن بن علي7 انه قال من دفع فضل اميرالمؤمنين7 فقد كذّب بالتورية و الانجيل و الزبور و صحف ابرهيم و موسي و سائر كتب اللّه المنزلة فانّه مانزل شي‏ء منها الاّ و اهمّ ما فيه بعد الاقرار بتوحيد اللّه عزّوجلّ و الاقرار بالنبوة الاعتراف بولاية علي و الطيبين من اله: قال قال رسول‏اللّه9 ماقبض اللّه نبياً حتي امره ان‏يوصي الي عشيرته من عصبته و امرني ان‏اوصي فقلت الي من يارب فقال الي ابن عمك علي بن ابي‏طالب7 فاني قداثبتّه في الكتب السالفة و كتبت فيها انه وصيك و علي ذلك اخذت ميثاق الخلائق و مواثيق انبيائي و رسلي اخذت مواثيقهم لي بالربوبية و لك يا محمد بالنبوة و لعلي بالولاية و عن سلمان; قال دخلت علي اميرالمؤمنين فسألته عن نفسه فقال يا سلمان انا الذي دعيت الامم كلها الي طاعتي فكفرت فعذّبت في النار و انا خازنها عليهم حقاً اقول ياسلمان انه لايعرفني احد حق معرفتي الاّ كان معي اخذ اللّه علي الناس الميثاق لي فقدصدق من صدق و كذب من كذب قال سلمان لقدوجدتك يا اميرالمؤمنين في التورية كذلك و في الانجيل كذلك بابي انت و امي يا قتيل كوفان انت حجة اللّه الذي به تاب علي ادم و بك انجي يوسف من الجبّ و انت قصة ايوب و سبب تغير نعمة اللّه عليه الخبر.

([134]) اقول: الاثم الذنب و القمار و ان‏يعمل ما لايحلّ و العدوان التعدي و الظلم و تجاوز الحدّ و السحت الحرام و ماخبث من المكاسب و كل عوض حرام لبّس عليه صورة الحلال فهذه الثلثة كلها من الحرام المحرّم فعن البصائر باسناده عن مفضل بن عمر انّ الامام7 كتب اليه في جواب مسائله مابعض فقراته فعدوّهم اي عدو الانبياء و الرسل و محمد و اهل بيته: هم الحرام المحرّم و اولياؤهم هم الداخلون في امرهم الي يوم‏القيمة فهم الفواحش ما ظهر منها و ما بطن و الخمر و الميسر و الزنا و الربا و الدم و الميتة و لحم الخنزير فهم الحرام المحرّم و اصل كل حرام و هم الشر و اصل كل شر و منهم فروع الشر كله و من ذلك الفروع الحرام و استحلالهم اياها و من فروعهم تكذيب الانبياء و جحود الاوصياء و ركوب الفواحش و ركوب المحارم كلها و انتهاك المعاصي الخبر و عن الاحتجاج عن الباقر7 قال قال النبي9 في خطبة يوم الغدير الا انّ اعداء علي7 هم العادون و قد مرّ مايدلّ علي ذلك في البقرة في قوله تعالي و يسألونك عن الخمر و الميسر قل فيهما اثم كبير الاية و في المائدة في تلو قوله تعالي و لاتعاونوا علي الاثم و العدوان الاية.

([135]) اقول: المراد من الاكل من فوق في الباطن الانتفاع من السلاطين و العلماء فانهم فوقهم و من الاكل من تحت الانتفاع من العبيد و المطوعين فانهم تحتهم و قد كثر في الاخبار استعمال الاكل علي الانتفاعات العلمية و اللذات الدينية قال علي7 في خبر الزنديق الذي رواه في الاحتجاج تؤتي اكلها كل حين باذن ربها اي يظهر مثل هذا العلم لمحتمليه في الوقت بعد الوقت الخبر و كذا استعمال الفوق و التحت علي السلطان و العبد غيرعزيز في الاخبار فعن تفسير القمي في قوله تعالي هو القادر علي ان‏يبعث عليكم عذاباً من فوقكم و من تحت ارجلكم قال الصادق7 عذاباً من فوقكم السلطان الجائر و من تحت ارجلكم السفلة و العبيد و من لاخير فيه الخبر.

([136]) اقول: في مرءاة الانوار «و مرّ مفصلاً في الوجه الرابع من الفصل الثالث من المقالة الاولي من المقدمة الاولي مايدلّ علي امكان تأويل الجنة فيمايناسب بحبّ الائمة و ولايتهم من حيث كونها سبب دخول الجنة الحقيقية و حينئذ اصحابها ايضاً الشيعة و هم فيها خالدون في الدنيا و الاخرة» و في الكتاب المزبور «عن نصر بن قابوس قال سألت اباعبداللّه7 عن قول اللّه عزوجل و ظلّ ممدود و ماء مسكوب و فاكهة كثيرة لا مقطوعة و لا ممنوعة قال يانصر انه ليس حيث تذهب الناس انما هو العالم و مايخرج منه قال شيخنا العلاّمة; لعل المعني ليس حيث تذهب الناس من انحصار جنة المؤمنين في الجنة الصورية الاخروية بل لهم في الدنيا ايضاً ببركة ائمتهم: جنات روحانية من ظلّ حمايتهم و لطفهم الممدود في الدنيا و الاخرة و ماء مسكوب من علومهم الحقة التي بها تحيي النفوس و الارواح و فواكه كثيرة من انواع معارفهم التي لاتنقطع عن شيعتهم و لايمنعون منها و فرش مرفوعة ممايتلذذون بها من حكمهم و ادابهم بل لايلتذّ المقربون في الاخرة ايضاً في الجنان الصورية الاّ بتلك الملاذّ المعنوية التي كانوا يتنعمون بها في الدنيا كمايشهد به الاخبار» انتهي كلامه; و بالجملة لاشك انّ باطن الجنة و اعلاها و حقيقتها محبة ال‏اللّه و ولايتهم قال7 اذا تنعم اهل الجنة بالجنة تنعم اهل اللّه بلقاء اللّه و قال الجنة اسفلها الاكل و الشرب و اعلاها العلم.

([137]) اقول: لقد كفر الذين قالوا ان الولي ثالث ثلثة و انه خليفة في عرض الشيخين السابقين و صنم كالصنمين السالفين اللذين نحتوهما بايديهما ثم عبدوهما و سجدوا و خضعوا و انقادوا لهما و قولهم هذا كفر من جهتين الاول عدّهم الولي الحق في عرضهما و هو فوقهما و خالقهما فهو رابع ثلثة و ثالث اثنين لا ثالث ثلثة قال سبحانه مايكون من نجوي ثلثة الاّ هو رابعهم و لا خمسة الاّ هو سادسهم و لم‏يقل ثالثهم او خامسهم فافهم قال انا احيي و اميت انا اخلق و ارزق و الثاني جعل الشريك له اذ الولي الحق و الخليفة من عند اللّه واحد لانه من عند اللّه الواحد فـ لا اله الاّ اللّه الواحد القهّار و ما من اله الاّ اله واحد الاية.

([138]) اقول: قد ورد اخبار كثيرة تدلّ علي انّ المراد من المنكر الثاني عموماً و خصوصاً فمن الثاني قول الباقر7 في قوله تعالي و ينهي عن الفحشاء و المنكر و البغي قال الفحشاء الاول و المنكر الثاني و البغي الثالث و قول الصادق7 في هذه الاية قال فلان و فلان و فلان و من الاول في الاية المذكورة قول الصادق7 ايضاً قال هو من ظلم ال‏محمد و قتلهم و منعهم حقهم الخبر و لاشك انّ اول من ظلمهم هو الثاني فهو الفحشاء و المنكر و البغي و قول ابي‏عبداللّه7 يا داود عدوّنا في كتاب اللّه الفحشاء و المنكر و البغي و الخمر و الميسر الخبر و لاشك انّه اعدي عدوهم فهو في كتاب اللّه معبر عنه بالفحشاء و المنكر و البغي و الخمر و الميسر و قول الصادق7 في جواب ابي‏حنيفة حيث سأله عن المنكر قال جعلت فداك ما المنكر قال اللذان ظلماه حقه و ابتزّاه امره و حملا الناس علي كتفه يعني به علي بن ابي‏طالب7 كمايعلم ذلك من صدر الخبر و قد مرّ مايدلّ علي ذلك في ال‏عمران في قوله تعالي و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر الاية.

([139]) اقول: قد ورد اخبار مستفيضة بل متواترة في كفر الخلفاء و جاحد علي7 قد ذكرنا كثيراً منها في خلال التفسير الشريف و نذكر هنا بعضاً منها فعن الباقر7 في قوله تعالي الذين كفروا و صدّوا عن سبيل اللّه الاية هم بنوامية الذين صدّوا عن ولاية علي7 و عن تفسير العياشي عنه7 في قوله تعالي و يقولون للذين كفروا قال يعني ائمة الضلال و الدعاة الي النار هؤلاء اهدي من الذين امنوا سبيلاً يعني من ال‏محمد: و عن الصادق7 انّه قال عند قوله تعالي سأل سائل بعذاب واقع للكافرين بولاية علي7 و عنه7من جحد ولاية النبي9 و علي7 و عدل عنهما كان عند اللّه من الكافرين الضالّين.

([140]) اقول: و الدليل علي انّ متولي الكفار مسخوط عليه و في النار و العذاب مخلد اخبار كثيرة نتبرك بذكر واحد منها اختصاراً ففي فصل‏الخطاب قال العسكري7 في حديث حارث بن كلزة الثقفي الطبيب الذي جاء الي النبي9 فقال يا محمد جئت لاداويكم من جنونكم فقدداويت مجانين كثيرة فشفوا علي يدي و ذكر الخبر الي ان دعا النبي9شجرة فأتت قال فنادت اشهد ان لااله الاّاللّه ثم شهدت للنبي9 بالرسالة ثم شهدت لعلي7 بالوصاية ثم قالت و اشهد ان اولياءك الذين يوالونه و يعادون اعداءه حشو الجنة و ان اعداءك الذين يوالون اعداءك و يعادون اولياءك حشو النار الخبر و الاخبار في كفر اعداء علي7 كثيرة جداً و قد ذكرنا انفاً في الاية السابقة بعضها.

([141]) اقول: عن الكاظم7 في قوله تعالي و اكتبنا مع الشاهدين قال نحن نشهد الرسل علي اممهم و عن المناقب عن سليم بن قيس عن علي7 قال ايانا عني بقوله شهداء علي الناس فرسول‏اللّه شاهد علينا و نحن شهداء اللّه علي خلقه قال اللّه تعالي و كذلك جعلناكم امة وسطاً الي قوله عليكم شهيداً و عن الصادق7 في قوله تعالي فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد و جئنا بك علي هؤلاء شهيداً قال نزلت في امة محمد خاصةً و في كل قرن منهم امام منا شاهد عليهم و محمد9 شاهد علينا و روي عنه7 لايكون شهداء علي الناس الاّ الرسل و الائمة دون سائر الامة فانه غيرجائز ان‏يستشهد اللّه بهم و منهم من لاتجوز شهادته في الدنيا علي حزمة بقل و عن الباقر7 في قوله تعالي يوم يقوم الاشهاد و قوله سبحانه و يقول الاشهاد قال هم الائمة:.

([142]) اقول: و الدليل علي انّ المراد من الصالحين الشيعة و اصحاب الائمة و اتباعهم قول النبي9 انه قال في قوله تعالي و صالح المؤمنين ياعلي انت و المؤمنون من بنيك الصالحون و عن الصادق7 في قوله تعالي انّ الارض يرثها عبادي الصالحون قال القائم و اصحابه و عن الباقر7 انه قال في قوله تعالي الذين امنوا و عملوا الصالحات ان ذلك علي و شيعته الخبر و لاشك ان العامل بالصالحات هم الصالحون المتصفون بذلك العمل الصالح.

([143]) اقول: الرزق بالكسر في اللغة بمعني ماينتفع به الانسان اي نفعٍ كان قال ابن الاثير «الارزاق نوعان ظاهرة للابدان كالاقوات و باطنة للقلوب كالمعارف و العلوم» انتهي فعلي هذا قوله رزقكم اللّه يعني اعطاكم اللّه من علوم ال‏محمد: فانه الرزق الحلال و العلم الطيب فعن تفسير العياشي عن الصادق7 في قوله تعالي و ممارزقناهم ينفقون قال اي مما علّمناهم يتلون و عن كنزالفوائد عن الكاظم7 في قوله تعالي و من يتق اللّه يجعل له مخرجاً و يرزقه من حيث لايحتسب قال هؤلاء قوم من ضعفاء الشيعة لايقدرون علي الوصول الينا و اخذ العلوم منا فيجي‏ء جماعة اخري الينا و يأخذون العلوم منا و ينقلونها اليهم و يروونها لهم فهم يسمعونها و يحفظونها فهذا الرزق من حيث لايحتسبون الي غير ذلك مما يدلّ علي ان المراد من الرزق الحلال في الباطن علوم ال‏محمد و من الحرام علوم اعدائهم.

([144]) اقول: قال ابوعبداللّه7 في خبر داود بن كثير يا داود عدوّنا في كتاب اللّه الفحشاء و المنكر و البغي و الخمر و الميسر و الانصاب و الازلام و الاوثان و الجبت و الطاغوت و الميتة و الدم و لحم‏الخنزير الخبر و في العيون عن الرضا7 انه كتب الي المأمون و البراءة من الانصاب و الازلام ائمة الضلال و قادة الجور كلهم اولهم و اخرهم واجبة الخبر.

([145]) اقول: قد ذكرنا سابقاً ما دلّ علي اطلاق الصلوة في الباطن علي علي7 و سائر الائمة: و اما اطلاقها علي الشيعة فكذلك لاشك في صحته بعد ما ورد انّ شيعتنا منا كشعاع الشمس من الشمس و بعد ما ورد انّهم خلقوا من فاضل طينتنا عرفاً و شرعاً كماتري من صحة اطلاق الشمس في العرف و الشرع علي النور المنفصل عنها فتقول الشمس في وسط الجدار او وسط الدار او البيت و تقول غرب الشمس من الجدار و كماتري من صحة اطلاق الجسم علي الاجسام المقيدة و الروح علي الارواح الجزئية كيف و لا ظهور للمنير الاّ في الانوار كما لا ظهور للجسم الاّ في الاجسام و للروح الاّ في الارواح و ذلك من المسلميات الضروريات عند ابناء الحكمة و اولي‏الالباب.

([146]) اقول: قد مرّ في النساء في ذيل قوله تعالي و من يطع اللّه و الرسول الاية ان المراد من اطاعة اللّه و اطاعة الرسول اطاعتهما في وليه و ولايته و اتباعه كما عن الصادق7في قوله تعالي و من يطع اللّه و رسوله قال في ولاية علي و الائمة من بعده: فقد فاز فوزاً عظيماً.

([147]) اقول: قدذكرنا سابقاً شواهد تلك البطون اي وجه تسمية الحسن بالشهر الحرام و الحسين7 بالهدي و الائمة: بالقلائد في الباطن و لنذكر هنا وجه تسمية علي7بالكعبة في بطن القرءان و دليله من الاخبار ففي تفسير الامام7 قال قال علي بن الحسين8 ان علياً كان كالكعبة التي امر اللّه باستقبالها جعله اللّه ليؤتم به في امور الدين و الدنيا كما ان الكعبة لاتنقص في شرفها ان ولّي عنها الكافر فكذلك لايقدح في علي ان اخّره المقصرون الخبر و عن تفسير العياشي عن الصادق7 نحن قبلة اللّه و نحن كعبة اللّه و في خبر داود بن كثير عن ابي‏عبداللّه ياداود نحن الصلوة الي ان قال و نحن الشهر الحرام و نحن البلد الحرام و نحن كعبة اللّه و نحن قبلة اللّه و نحن وجه اللّه قال تعالي فاينما تولّوا فثمّ وجه اللّه.

([148]) اقول: في الكافي عن الباقر7 في قوله تعالي و يحرّم عليهم الخبائث قال الخبائث قول من خالف الامام و عنه7 ايضاً في قوله تعالي لايستوي الخبيث و الطيب و قوله تعالي الخبيثات للخبيثين نزلت في الثاني و عن الحسن المجتبي7 في قوله تعالي الخبيثات للخبيثين هم معوية و اصحابه و شيعته و في قوله تعالي الطيبات للطيبين هم علي7 و اصحابه و شيعته الي غير ذلك من الاخبار و قد مرّ كثير منها سابقاً.

([149]) اقول: كمايدلّ علي ذلك الاخبار الواردة في قلة عدد المؤمنين الطيبين فانها بحكم المقابلة و التضاد تدلّ علي كثرة عدد المنافقين الخبيثين ففي فصل‏الخطاب قال يعني ابوعبداللّه7 الناس كلهم بهائم ثلثاً الاّ قليل من المؤمنين و المؤمن عزيز ثلث مرّات و قال علي7 لايستوحشنك في الحق قلة اهله و يدلّ علي ذلك ايضاً الايات المتعددة كقوله تعالي اكثرهم لايعقلون اكثرهم لايؤمنون اكثرهم لايعلمون و امثالها و قول العبد الصالح7 اما واللّه ان المؤمن لقليل و ان اهل الكفر لكثير الخبر.

([150]) اقول: اصل اللبّ بمعني العقل فاولوا الالباب يعني ذوي العقول و قد ورد في الاخبار انّ بطنه الشيعة و المتابعون للامام7 فعن الباقر7 انه قال اولواالالباب الموصوفون بقوله تعالي الذين يوفون بعهد اللّه الخبر و لاشك انهم الشيعة الذين اوفوا بعهد اللّه في الولاية و قبلوا الولاية و عن الكافي عنه7 في حديث له شيعتنا اولوا الالباب و في بعض الزيارات امام اولي الالباب الزيارة فاولوا الالباب الشيعة فانّ الامام امامهم و مقتداهم و هم المؤمنون حقاً.

([151]) اقول: و لذا قرئ مرفوعاً و منصوباً.

([152]) اقول: قد ورد اخبار عديدة تدلّ علي انّ المراد من الصدق في البطن مطلق الامام7و خصوص علي7 و النبي و الولاية لاهل‏البيت فعن علي7 انه قال الامام هو الصدق و العدل كماقال اللّه تعالي و تمّت كلمة ربك صدقاً و عدلاً و عنه7 في قوله تعالي و كذّب بالصدق اذ جاءه قال الصدق ولايتنا اهل‏البيت و عن الكاظم7 انه قال في هذه الاية هو من ردّ قول النبي9 في علي7 و في غيره و عن الرضا7 في هذه الاية قال قال النبي9 الصدق علي7 و في رواية اخري عن الكاظم7 انه محمد9 و علي7.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 167 *»

و يدلّ علي ان المراد من الصادقين المؤتمّين بالامام الحق ماورد في بطن الكاذبين ان المراد منهم الجاحدين لعلي7 و المبغضين له و لكل امام حق كالخبر المروي عن الباقر7 في قوله تعالي فاما ان كان من المكذّبين الضالّين قال اي الجاحدين للامام7 و الخبر المروي عن النبي9 من زعم انه امن بماجئت به و يبغض علياً فهو كاذب فان امثال هذين الخبرين تدلّ بحكم المقابلة علي ان المراد من الصادقين المؤتمّين بالامام الحق و المقرين له هذا و الصادقون هم المتلبسون بالصدق و قدعلمت ان المراد من الصدق الامام فالصادقون يعني المؤتمّون بالامام و المعتقدون به و المتصفون بصفاته و المتلبسون به و لك ان‏تجعل الصادقين صفة مشبهة كطاهرين فمعناه يعني ذووا صدق يعني امام يعني من له امام يأتمّ به كل ذلك مضافاً الي ماورد من خصوص بطن الصادقين في الائمة: كقوله7 نحن الصادقون اذا نطقنا و قول علي7 في قوله تعالي و كونوا مع الصادقين نحن الصادقون الخبر و لاشك ان هذا الاسم ايضاً يصدق علي المؤتمّين بهم و علي شيعتهم لانهم منهم و لانّهم نورهم و يصدق اسم المنير علي النور شرعاً و عرفاً كماتري من صدق اسم الشمس علي القرص السماوي و علي الانوار و اطلاق الجسم علي الجسم المطلق و الاجسام هذا و قد ثبت في الحكمة انّ الاسماء تقع علي الصفات و الهيئات و لاشك ان المؤتمّين بهم: هم المتصفون بصفاتهم و المقتدون بهداهم فهم: لمااتصفوا بالصدق سمّوا صادقين و كذلك المؤتمّون بهم لمااتصفوا بذلك صح اطلاق اسم الصادقين عليهم جميع ذلك مضافاً الي الخبر المروي عن ابن‏عباس انه قال في قوله تعالي كونوا مع الصادقين يعني كونوا مع علي7 و اصحابه علي ان‏يكون المراد من الاصحاب الشيعة المؤتمّون به فانه نص صريح في ذلك و قد صرّح بذلك صاحب مرءاة الانوار حيث قال في هذا الخبر «لعل المراد باصحابه شيعته الخواص كماذكرنا صدق التأويل عليهم ايضاً» الي ان قال «و عن علي7 انه قال فينا نزلت رجال صدقوا ماعاهدوا اللّه عليه الاية قال انا واللّه المنتظر و من قضي نحبه حمزة و جعفر و قد مرّ ايضاً تأويل هذه الاية بالحسين و اصحابه و في الكافي عن الصادق7قال قال رسول‏اللّه9 ياعلي من احبّك ثم مات فقدقضي نحبه و من احبّك فلم‏يمت فهو ينتظر الخبر و دلالته علي شمول الصادق لاكثر الشيعة واضحة و يؤيد الشمول لخواص الشيعة ما مرّ في الايمان» انتهي كلامه;.

([153]) اقول: و الدليل علي انّ لواء الحمد بيد علي7 ما في فصل‏الخطاب عن النبي9ياعلي ان امتي اول الامم يحاسبون يوم القيمة ثم ابشّرك يا علي ان اول من يدعي يوم القيمة يدعي بك هذا لقرابتك مني و منزلتك عندي فيدفع اليك لوائي و هو لواء الحمد تسير به بين السماطين و انّ ادم و جميع من خلق اللّه يستظلّون بظلّ لوائي يوم القيمة و طوله مسيرة الف سنة سنانه ياقوتة حمراء قصبه فضة بيضاء زجّه درة خضراء له ثلث ذوائب من نور ذؤابة في المشرق و ذؤابة في المغرب و ذؤابة في وسط الدنيا مكتوب عليها ثلثة اسطر الاول بسم اللّه الرحمن الرحيم و الاخر الحمد للّه رب العالمين الثالث لا اله الاّ اللّه محمد رسول اللّه الخبر.

([154]) اقول: قدذكرنا سابقاً مادلّ علي ان المراد من الايات الائمة: في بطن القرءان و قد عقد الكليني في الكافي باباً في ذلك و ذكرنا سرّ ذلك ثم ان جعل الاية بمعني الدليل فقوله دليل من ادلة امامهم من باب تفسير الظاهر فان الاية في اللغة بمعني الدليل و العلامة و اما ان جعل بمعني الشيعة فهو من باب باطن الباطن او باطن الظاهر فان الشيعة دليل امامهم و علامتهم و الاية الدليل و العلامة.

([155]) اقول: قدذكرنا سابقاً في سورة البقرة وجه جعله اعلي‏اللّه‏مقامه باطن الارض القرءان و تفسيره و لنذكر هنا وجه جعله اعلي‏اللّه‏مقامه باطن القرن العالم او جماعة مقترنين اما الثاني فواضح فان القرن و الاقتران و المقترن كل واحد منها من اصل واحد و باب واحد فهو من باب تفسير الظاهر و كذا تفسير القرن بالعالم فهو ايضاً من باب تفسير الظاهر فانه كما في النهاية القرن اهل كل زمان مأخوذ من الاقتران و العالم من اهل ذلك الزمان الاّ انه سيدهم و اعلاهم و القرن ايضاً الجانب الاعلي و الرأس و يمكن ان‏يؤخذ من القرن بمعني سيد القوم و العالم ايضاً سيد القوم و الرعية.

([156]) اقول: قد ورد تأويل السماء في الاخبار بالنبي و الائمة: كماذكرنا اخباره سابقاً و قديطلق علي السحاب و المطر و الماء و المراد بها هنا ايضاً الماء و المطر بدليل قوله ارسلنا و قوله مدراراً فالمراد منه الماء النازل من سماء الائمة و لاشك ان الماء النازل من سمائهم هو علم السنة و لذا جعله اعلي‏اللّه‏مقامه باطنها و يؤيد ماذكرنا الاخبار الواردة في تأويل الماء بالعلم و هي كثيرة ذكرناها سابقاً و يؤيده ايضاً قول الرضا7 النبي هو السماء الذي يسمو اليه الخلق في العلم.

([157]) اقول: لاشك انّ الانهار التي تجري من تحتهم هي العلوم التي تظهر منهم يعلّمون غيرهم فانّها هي الماء التي تجري و تظهر من تحتهم اي من اسفل مقامهم فان مايظهر من الشي‏ء و يطفح منه هو فاضل علمهم و رديّه و اسفله فهو يجري من تحتهم قال الباقر7في قوله تعالي و انهار من خمر لذة للشاربين فانه علمهم يتلذذ منه شيعتهم الخبر و يؤيد المقام ايضاً ماورد من تأويل الماء بالعلم فان النهر هو مجري الماء فاذا كان مافيه من العلم فهو ايضاً من العلم لوجوب التناسب بين الظرف و المظروف لاسيما ان المراد من النهر هنا ليس صرف المجري بل المجري مع مافيه من الماء و قدعلمت تأويل الماء بالعلم كماعن الصادق7 في قوله تعالي و ان لو استقاموا علي الطريقة لاسقيناهم ماء غدقاً قال يعني لواستقاموا علي الولاية لاذقناهم علماً كثيراً يتعلمونه من الائمة.

([158]) اقول: ورد اخبار عديدة في هلاكة من لم‏يعمل بعلمه فعن اميرالمؤمنين7 عن النبي9 قال للعلماء درجات رجل عالم اخذ بعلمه فهذا ناج و عالم تارك لعلمه فهذا هالك و ان اهل النار ليتأذون من ريح العالم التارك لعلمه و ان اشد اهل النار ندامة و حسرة رجل دعا عبداً الي اللّه فاستجاب له و قبل منه فاطاع اللّه و ادخله اللّه الجنة و ادخل الداعي النار بترك علمه و اتباعه الهوي و طول الامل اما اتباع الهوي فيصدّ عن الحق و اما طول الامل فينسي الاخرة.

([159]) اقول: قوله اعلي‏اللّه‏مقامه علي الابرار اشارة الي قوله7 رحمة اللّه علي الابرار و نقمته علي الفجّار.

([160]) اقول: قدذكرنا وجه كونه سبحانه سميعاً في محمد9 و عليماً في علي7 سابقاً مكرراً و لنذكر وجه كونه سميعاً في علي7 و عليماً في محمد9 فاقول: لاشك انّ السمع من المشاعر الظاهرة كالبصر و الشمّ و الذوق و اللمس و العالمة من المشاعر الباطنة كالفكر و الخيال و الوهم و العقل و لاشك ان المشاعر الباطنة اشرف و الطف من المشاعر الظاهرة و محمد9 اشرف من علي7 فاللّه سبحانه عليم بمحمّد الذي هو اشرف و سميع بعلي الذي هو اخس منه بدرجة هذا و محمد9 في مقام الاجمال و الخفاء و الباطن و علي7 في مقام التفصيل و الظهور و التعدد فظهر العلم الذي هو من الباطن في محمد و بمحمد9 و السمع الذي هو من الظاهر في علي و بعلي7 فعن احدهما8 في قول اللّه عزوجل و مايعلم تأويله الاّ اللّه و الراسخون في العلم فرسول اللّه افضل الراسخين في العلم قدعلّمه اللّه عزوجل جميع ماانزل عليه من التنزيل و التأويل و ماكان اللّه لينزل عليه شيئاً لم‏يعلّمه تأويله و اوصياؤه من بعده يعلمون كلّه و قال9 انا مدينة العلم و علي بابها و في زيارة صفوان لعلي7 عن الصادق7 السلام علي اذن اللّه الواعية و في اخري اشهد انك اذن اللّه السميعة التي حازت المعارف العلوية.

([161]) اقول: قد مرّ في البقرة في ذيل قوله تعالي و اذ قلتم ياموسي لن‏نصبر علي طعام واحد ما دلّ علي ان المراد من الطعام العلم فمن يطعم يعلِّم و من لايطعم لايعلَّم.

([162]) اقول: المراد من عصيان اللّه في الباطن عصيان النبي و اهل‏بيته او عصيانه فيهم و مئال المعنيين الي الواحد ففي تفسير الامام7 قيل لعلي7 من العاصون من هذه الامة فقال الذين امروا بتعظيم اهل‏البيت و تعظيم حقوقنا فخالفوا ذلك و عصوا و جحدوا حقنا و استخفوا به و قتلوا اولاد الرسول الذين امروا باكرامهم و حبهم و عن تفسير القمي عن الصادق7 في قوله تعالي و من يعص اللّه و رسوله قال اي في ولاية علي7.

([163]) اقول: قد ورد اخبار عديدة في اطلاق لفظ الجلالة و الالهة علي الائمة: فعن ابي‏عبداللّه7 في قوله تعالي ءاله مع اللّه بل اكثرهم لايعلمون قال اي امام هدي مع امام ضلال في قرن واحد و سئل ابوجعفر7 عن المرجئة فقال صلّ معهم و احمل جنائزهم و اذا ماتوا فلاتستغفر لهم فانا اذا ذكرنا عندهم اشمأزت قلوبهم و اذا ذكر الذين من دوننا اذا هم يستبشرون يعني7 بذلك تأويل قوله تعالي و اذا ذكر اللّه وحده اشمأزت قلوب الذين لايؤمنون بالاخرة و اذا ذكر الذين من دونه اذا هم يستبشرون و عن القمي في تفسير قوله تعالي و من يقل منهم انّي اله من دونه يعني ان المراد من زعم انه امام و ليس بامام و عن جابر قال سألت الباقر7 عن قوله تعالي و من الناس من يتخذ من دون اللّه انداداً يحبّونهم كحبّ اللّه قال هم اولياء فلان و فلان اتخذوهم ائمة من دون الامام الذي جعله اللّه للناس اماماً الي غير ذلك من الاخبار الواردة في هذا المضمار.

([164]) اقول: الفرية بمعني الكذب و الافتراء العظيم من الكذب و افتراه اي افتعله و اختلقه و لاشك ان اعظم ماادّعاه المخالفون و اثبتوه كذباً و جعلوه افتراءً هم الخلفاء فالمخالفون هم المفترون و الخلفاء هم الافتراء و ماكان يفتري فمصداق ما الموصولة الخلفاء فافهم.

([165]) اقول: ان كان المراد من الربّ الامام فالمراد من الايات الشيعة فانّهم ايات امامهم و علائمه و دليله و ان كان المراد من الربّ اللّه جل‏جلاله فالمراد من الايات الائمة:فانهم ايات ربهم و ايات اللّه كما في اخبار عديدة.

([166]) اقول: كمايدلّ علي هذا البطن ما في تفسير مقاتل بن سليمان و غيره في قوله تعالي و انه لعلم للساعة قال هو المهدي يكون في اخر الزمان و بعد خروجه تكون الساعة و عن الصادق7 في قوله تعالي حتي اذا رأوا مايوعدون اما العذاب و اما الساعة قال خروج القائم و هو الساعة فسيعلمون ذلك اليوم من هو شر مكاناً يعني عند القائم7 و عن المفضل قال سألت سيدي الصادق7 هل للمأمول المنتظر المهدي من وقت موقت يعلمه الناس فقال حاش للّه ان‏يوقّت ظهوره بوقت يعلمه شيعتنا قلت و لم ذاك قال لانه هو الساعة التي قال اللّه تعالي و ذكر7 الايات المشتملة علي ذكر الساعة مشيراً الي ان المراد بها ذلك.

([167]) اقول: و يدلّ علي حشرهم ايضاً روايات في الصافي قال في الفقيه عن الصادق7اي بعير حجّ عليه ثلث سنين جعل من نعم الجنة و فيه ان النبي9 ابصر ناقة معقولة و عليها جهازها فقال اين صاحبها مروّةً فليستعد غداً للخصومة و في الخصال عن النبي9 في حديث القيمة قال لن‏يركب يومئذ الاّ اربعة انا و علي و فاطمة و صالح نبي اللّه اما انا فعلي البراق و اما فاطمة ابنتي فعلي ناقتي الغضباء و اما صالح فعلي ناقة اللّه التي عقرت و اما علي فعلي ناقة من نور زمامها من ياقوت عليه حلّتان خضراوان.

([168]) اقول: الاخبار نادية بان المراد من ماذكّروا به الولاية لعلي7 ففي تفسير الامام في قوله تعالي اذكروا اللّه اي اذكروا اللّه بالائه لديكم و احسانه اليكم فيماوفقكم له من الايمان بنبوة محمد9 سيد الانام و اعتقاد وصية اخيه علي زين الاسلام و تصديق امامة اولاده الائمة الكرام و في الكافي عن الصادق7 في قوله تعالي و اذا ذكر اللّه وحده يعني اذا ذكر اللّه بطاعة من امر بطاعته من ال‏محمد و قال في قوله تعالي و اذا ذكر اللّه وحده كفرتم قال يعني بولاية من امر اللّه بولايته الخبر و لذلك سمّي الذكر بالولاية فانه مصدر بمعني المفعول فمعناه ماذكر فعن الصادق7 في قوله تعالي و من اعرض عن ذكري قال ولاية علي7 الخبر.

([169]) اقول: قد مرّ شرح ذلك في اول سورة البقرة في ذيل قوله تعالي ختم اللّه علي قلوبهم الاية.