07-06 جواهر الحکم المجلد السابع ـ خطبة انشدت في يوم الغدير و الجمعة ـ مقابله

خطبة انشدت فی یوم الغدیر و الجمعة

 

من مصنفات السید الاجل الامجد المرحوم الحاج

سید کاظم بن السید قاسم الحسینی اعلی الله مقامه

 

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 223 *»

بسم الله الرحمن الرحیم

ايها الناس ان هذا يوم قد اجتمعت فيه حرمتان احديهما الغدير و الاخري الجمعة فازداد شرفاً علي شرف و نوراً علي نور و الحرمة الثالثة الحضور عند اميرالمؤمنين؟ع؟ و هذه حرمات قل ما يتفق اجتماعها و تواصلها فاحمدوا اللّه و اشكروه و اعرفوا قدر هذه النعمة و افهموا مقام هذه الكرامة و تقربوا الي اللّه تعالي بالعمل الصالح و اعلموا ان العمل الصالح لايصعد الي درجة القبول الّا بالاعتقاد الصحيح و معرفة فضل اميرالمؤمنين؟ع؟ و الاعتراف بعلوّ مقامه و سموّ رتبته و اعلموا انه7و اخوه و اولاده و زوجته؟عهم؟ امناء اللّه و ابواب رحمته و مقاليد مغفرته و سحائب رضوانه و مفاتيح جنانه هم مفاتح الغيب هم السرّ اللّاريب هم محال المشية و هم السن الارادة و هم قصبة الياقوت و هم حجاب الملك و الملكوت.

ايها الناس نزّلوهم في مراتبهم و لاترفعوهم عن الحدّ الذي جعله اللّه لهم لاتغلوا في دينكم و لاتقولوا علي اللّه الّا الحق هم ليسوا بارباب من دون اللّه و لا هم شركاء مع اللّه و لا فوّض اليهم امر اللّه بل هم عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول و هم بامره يعملون يعلم ما بين ايديهم و ما خلفهم و لا يشفعون الّا لمن ارتضي و هم من خشيته مشفقون و من يقل منهم اني اله من دونه فذلك نجزيه جهنم و كذلك نجزي الظالمين.

ايها الناس انهم كلمة اللّه و انهم حملة امر اللّه و ان رسول اللّه؟ص؟ عبد للّه شرفه اللّه و عظمه بحقيقة ما هو اهله و عرج بجسمه الي السماء بل بثيابه و نعله و ان الخلق يوم القيمة يحشرون بابدانهم و اجسادهم الدنيوية المرئية المحسوسة في الدنيا و اللّه سبحانه هو العالم بالاشياء كلها قبل ايجادها و مع وجودها و بعد وجودها فلا تتفاوت له الاحوال و لا يوصف بالانتقال و

 

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 224 *»

لا يعتريه زوال و لا اضمحلال و هو الحي القيوم القادر المتعال.

ايها الناس هذا هو الاعتقاد الصحيح فمن اعتقد بهذا الاعتقاد فميزانه رجيح يستحق ثواب اللّه و يستوجب عطاء اللّه بزيارة امير المؤمنين؟ع؟ في هذا اليوم و من لم يعتقد الذي ذكرناه كلّه او بعضه فقد حبط عمله و ما له في الاخرة من خلاق.

ايها الناس هذا اعتقادي و ديني و عليه انعقد ضميري و به ادين اللّه في سرّي و علانيتي و ملأت كتبي و مصنفاتي من هذا النوع من الاعتقاد و جميع كلماتي ترجع الي ما ذكرنا و ان كانت بعبارات مختلفة و اري علماء هذا البلد ينازعوني و يخالفوني فان كان نزاعهم و خلافهم في هذه العقايد فاني ادين اللّه بها و ابرأ الی الله من كل من لم يعتقدها و ان كان ينسبون اليّ ما ينافي هذه العقايد فاني ابرأ الي اللّه منها و ممن يدين بها و ارادوا منّي الاجتماع فطلبت منهم الحكم لقطع النزاع و ما استصعبت عليهم في امر الحكومة بل اخترت لهم علماء اتقياء ابراراً زهاداً يصلحون للحكم في هذه المسائل لان الحكم في هذا المقام هو الذي يعرف ضروريات المذهب و الدين و حيث ان علماء العراق متهمون بي و بهم اخترت لهم علماء غرباء زوّاراً اتقياء و انا عندكم من الان الي غداة غد متي ما شاءوا بشرط الحكم فانا حاضر و لا تختلفوا و لاتتقولوا الكذب و الزور و لا تقولوا ان فلاناً اردنا منه الاجتماع لقطع النزاع فابي و لا ريب ان قطع النزاع لا يكون الّا بالحكم المطاع و اما بدونه فيزداد النزاع و الجدال و يحدث ما تمجّ منه اولوا الابصار و الاسماع و الصلوة علي رسول اللّه الصادق الامين و السلام علي عباد اللّه الصالحين و السلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته.