07-10 جواهر الحکم المجلد السابع ـ رسالة في شرح کلمات معميات للفخرالرازي في التوحيد ـ مقابله

رسالة فی شرح کلمات معمیات للفخر الرازی فی التوحید

 

من مصنفات السید الاجل الامجد المرحوم الحاج

سید کاظم بن السید قاسم الحسینی اعلی الله مقامه

 

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 387 *»

بسم الله الرحمن الرحيم و به نستعین

الحمد لله رب العالمين و صلي الله علي خير خلقه و مظهر لطفه محمد و آله و صحبه اجمعين.

اما بعد؛ فان العبد الفاني الجاني کاظم بن قاسم الحسيني الرشتي يقدم اليکم العذر من بسط المقال و شرح حقيقة الحال و ايراد غرايب المطالب التي تخطر بالبال من جهة تراکم الامراض و الاعراض و تبلبل البال و اختلال الاحوال و قد احببت ان تأتيني هذه العبارات الدقيقة المشتملة علي الاسرار الغامضة العميقة قبل هذا الوقت لاؤدي بعض حقّها من التحقيق و اوصل الطالب السالک في فيافي معرفتها سواء الطريق فانها و لعمري کلمات ما ادقها و اغمضها و اشارات ما ارفعها و اکملها و تلويحات ما ابهاها و اسناها و مطالب ما اخفاها و ابينها و دلائل ما اعظمها و اتمها تحتاج الي بيان وافي و شرح کاف شافي ولکني الان في واسع العذر و آت بما هو الميسور فانه لايسقط بالمعسور و تلک العبارات و ان کانت فارسية الا اني احببت ان اجعل شرحها عربياً لشرافة‌ اللغة العربية و ليکون نفعها اشمل و برهانها اکمل و بيانها ادل ليعلم کل اناس مشربهم و ينال کل احد مطلبهم.

قال السائل اعزه الله و ابقاه و بلغه ما يتمناه و اخذه بهواه الي رضاه: جناب فخر الدين رازي در اين کلمات اشاره خفي به سه دليل از دلايل وحدت و يک دليل از شرکت فرموده: سد توحيد از پي توحيد است، با تو توحيد از پي توحيد است و قطع توحيد از دو قدرت با وجود، با جمع است ميانه در بود و نبود، يا در قدرت رجو (رجوحي ظ) بي تفاوت، اين دلايل توحيد است، هرکه داند از دلائل توحيد است، نيک و بد دليل خلاف است، هرکه دارد دليل خراف است انتهي کلامه.

 

 

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 388 *»

اقول: قد اجاد المحقق المدقق و افاد و جمع في هذه الکلمات الوجيزة مراتب التوحيد علي مذاق اهل الکشف و الشهود و اهل الحقايق و الاشارات و التلويحات و علي مذاق اهل النظر من العلماء المتکلمين و الحکماء المشائين و الرواقيين فقدم اهل المشاهدة لانهم المقدمون السابقون و ارباب الوصال القدسيون لقد شربوا من رحيق القدس و جلسوا علي سرير الانس و هبت المغايرة و ارتفعت المخالفة المؤداة الي المنافرة فقرن الفرق بالوصل و الجمع بالفصل فقدمهم و اشار الي طريقتهم اولاً  ثم عطف علي اهل النظر الظاهر و اشار الي ادلة التوحيد علي مذاقهم و  طريقتهم و لک ايضاً ان تجعل الکل علي مذاق العرفاء الکاملين و الاجلاء الموحدين کما سيأتي اليه الاشارة بواضح العبارة.

فنقول: قد اشار الفاضل الکامل بالفقرة الاولي الي موانع التوحيد و حجبه و ان التوحيد نفسه حجاب بين الموحد بالکسر و الموحد بالفتح و بالفقرة الثانية الي کيفية الوصول الي حقيقة التوحيد و مقام الوحدة و التجريد و بالفقرة الثالثة الي دليل الترکيب علي فرض التعدد و الاشتراک و بالفقرة الرابعة جواب ما يرد علي الدليل المذکور من الاعتراض و بالفقرة الخامسة الي الدليل المشهور بالتمانع من ادلة التوحيد و بالسادسة اشارة الي دليل الفرجة و الدليلان المذکوران اي التمانع و الفرجة اعلي و اعظم يستدل اهل الظاهر علي التوحيد و بالفقرة السابعة اشار الي وصف الحال و بيان المقال و بالثامنة اشار الي مقام اهل التوحيد و علو مرتبة اهل التفريد و التجريد و بالتاسعة اشار الي اصل وقوع الکثرة و الاختلاف و التعدد في العالم و بالعاشرة اشار الي احکام القاطنين مقام الاختلاف المعرضين من مرتبة الوحدة و الايتلاف تلک عشرة کاملة اشار بها الي احوال الاصول و الفروع و الوحدة و الکثرة و الحق و الخلق بادلتها و احکامها.

اما الفقرة الاولي سد توحيد از پي توحيد است فترجمتها ان سد باب التوحيد لاجل التوحيد فان پي في اللغة الفارسية لها معان يراد منها معنيان

 

 

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 389 *»

احداهما العلة و السبب و ثانيهما العقب و التأخر ففي هذه الفقرة يراد به العلة و السبب کما في قول الفردوسي:

پي مصلحت مجلس آراستند          نشستند و گفتند و برخاستند

اي لاجل المصلحة و في الفقرة الثانية يراد منه العقب و التأخر  و المعني.

اعلم ان الله سبحانه ماجعل لرجل من قلبين في جوفه ففي حال التوجه الي شيء يمتنع التوجه الي شيء اخر مطلقاً فلايتمحض التوجه اليه الا بالاعراض عن کل ما عداه حين التوجه.

فاذا عرفت هذه المقدمة النافعة فاعلم ان توحيدک لله سبحانه ليس الّا توجهک الي الواحد الاحد اي الي الذات الاحدية من غير اعتبار جهة و جهة و حيث و حيث و کيف و اين و متي و لايتأتي لک هذا التوجه الّا اذا اعرضت بتوجهک عن کل ما سواه من الامکان و ما فيه و الّا لکنت متوجهاً الي الکثرة و انت مرادک التوجه الي الوحدة و التوجه علي طبق التوجه اليه فلايسعک التوجه الي الاحمر بملاحظة البياض و لا الي العالي بملاحظة السافل و هذا ظاهر معلوم فالتوجه الي الواحد لايکون الا بالاعراض عن ملاحظة کل ما يقتضي التعدد و الاثنينية و لو بالاعتبار و ملاحظة الاعراض و عدم الملاحظة و هو قول امير المؤمنين عليه السلام کشف سبحات الجلال من غير اشارة هـ  فان الاشارة الي کشفها سبحة فالموحد يجب ان يتوجه الي ربه ناسياً لنفسه و ملقياً لها و لاعتبارها و ماحياً قواها و مشاعرها و مدارکها و مدرکاتها معرضاً عنها و عن جهاتها و کمياتها و کيفياتها و جواهرها و اعراضها و علويها و سفليها و مجرداتها و مادياتها و فلکياتها و عنصرياتها و ذواتها و صفاتها و اشعتها و اثارها و اطوارها و اوطارها و اکوارها و ادوارها و کلياتها و جزئياتها و لوازمها و شرايطها و متمماتها و مکملاتها و کل ما لها و بها و منها و اليها و فيها و عنها و عندها و ساير احوالها من لم و مم و علي‌م و فيم و بم و متي و اذ و مذ و قد و حتي و اذما و کيفما و غيرها من غير التفات اليها بل من غير التفات الي انه غير ملتفت اليها فان هذه الالتفات التفات الي السوي و هو شاغل و حاجب فاذا التفت الي نفسه و

 

 

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 390 *»

الي توحيده و انه مو حد و هو سبحانه موحد فقد التفتّ الي ثلاثة اشياء التوحيد و الموحد و الموحد و الله سبحانه واحد فلا يتوجه اليه بما يتوجه الي الثلاثة فالکثرة لا تري الا الکثرة کالوحدة فهو  ح مثلث ناظر الي ربه من حيث انه موحد بالفتح و الي نفسه من حيث انه موحد بالکسر و الي التوجه الي الواحد من حيث انه توحيد فقد جعله سبحانه ثالث ثلاثة و لا تقولوا ثالث ثلاثة انما الله اله واحد فاني تصرفون و هو عين الشرک الذي اشار اليه الله سبحانه بقوله و ما يؤمن اکثرهم بالله الا و هم مشرکون و قد قال بعض الشعراء في هذا المعني و قد اجاد:

ما وحد الواحد من واحد      الا و قد اشرک في واحد

فالنظر الي التوحيد سد لباب التوحيد فالموحد هو المتوجه الي الاحد سبحانه بلا کيف و لا اشارة و هو الدنو منه في قوله عليه السلام ان العبد ثلاثة‌ احرف العين علمه بالله و الباء بونه عن الخلق و الدال دنوه من الخالق بلا کيف و لا اشارة و للبلوغ الي اعلي درجات التوحيد امر الله سبحانه لموسي ان يلقي عصاه المشار اليها في التأويل بالنفس فقال القها يا موسي فالقاها بجميع مقاماتها بالاعراض عنها الي ان شرب من عين سلسبيل المحبة و ورد شرايع المصافاة و المودة و خرج من نفسه و توجه الي ربه و ازال الاکدار بازالة الاغيار فلم ير الا الواحد القهار و دخل المدينة علي حين غفلة من اهلها و في الحديث ان نبياً من الانبياء قال يا رب کيف الوصول اليک قال الق نفسک و تعالي الي فمشاهدة نفسه انه موحد و ملاحظة التوحيد حجاب و سد لباب التوحيد و طريقه کما قال الفاضل المذکور ثم اراد ان يبين التوحيد و کيفية الوصول اليه بعد ان ذکر نفس التوحيد حجاب کما قال الصادق عليه السلام المحبة حجاب بين المحب و المحبوب.

قال الفقرة الثانية ما لفظه: با تو توحيد از پي توحيد است، و پي هنا بمعني العقب اي معک التوحيد عقیب التوحيد و هذا له معنيان

 

 

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 391 *»

احداهما التوحيد معک اي ليس شيئاً خارجاً عن حقيقتک و ذاتک و انما هو تجليه سبحانه لک بک کما قال اميرالمؤمنين عليه السلام لاتحيط به الاوهام بل تجلي لها بها و بها امتنع منها و اليها حاکمها فتوحيده ظهوره لک بک في سر غيبک و کامن فؤادک و ذاتک بلا کيف و لا اشارة و هو الربوبية التي هي کنه العبودية کما في قول الصادق عليه السلام العبودية جوهرة کنهها الربوبية فما فقد في العبودية وجد في الربوبية و ما خفي في الربوبية اصيب في العبودية و هو قوله تعالي سنريهم آياتنا في الافاق و في انفسهم حتي يتبين لهم انه الحق فتوحيده ظهور التجلي و هو فيک و بک و عندک و معک لا من حيث انت و في و عند و مع فالتوحيد معک علي کل حال في غيبتک و حضرتک الا انه بکل شيء شهيد و اليه اشار ما في المثنوي بالفارسية:

ناگهان در جنبش آمد بحر جود          جمله را از خود به خود بيخود نمود

فاذا کان التوحيد معک في سر ذاتک و غيب هويتک و خالص طويتک فانما يظهر لک بعد قطعک النظر عن التوحيد الذي مرّ ذکره من انه وجدان نفسه انه موحد فاذا وجد نفسه ما القاها فاذا لم تکن حية تسعي فاذا لم تکن حية کانت ميتة فاذا القاها عند ظهور نور تجلي باريها باندکاک جبل انيتها و هو  قول امير المؤمنين عليه السلام اطفئ السراج فقد طلع الصبح فيکون ظهور نور التجلي الظاهر علي جبل الانية الذي هو التوحيد بعد اندکاک جبلها و اضمحلال نفسها التي منها مشاهدة و ملاحظة التوحيد و کونه هو الموحد فاذا زالت هذه المشاهدة و ارتفعت هذه الملاحظة يظهر عقبها التوحيد المحض و التجريد الخالص الذي هو فقدان نفسه و وجدان خالقه فهناک يسبح في لجة بحر الاحدية و طمطام يم الوحدانية و تخلص له المشاهدة و تتمحض له المواصلة فيکون موحداً اذا لم يجد نفسه موحداً فاذا وجد نفسه و لو موحداً کان مشرکاً لظهور الاغيار المستلزمة للاکدار فيکون التوحيد الذي معک ظهوره بعد التوحيد الذي هو الحجاب فذلک هو الظهور بلا کيف و لا اشارة و لا عبارة و لا جهة و لا حيث و لا

 

 

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 392 *»

اعتبار فهناک يصحو المعلوم بعد محو الموهوم و يغلب السر عقيب هتک الستر و يطلع الصبح بعد اطفاء السراج و يظهر النور المشرق من صبح الازل فيلوح علي هياکل التوحيد اثاره و يجذب الاحدية اي التوحيد المحض لصفة التوحيد و هو الذي ذکرنا مما يستلزم التحديد و التشخيص فاذا ظهر التوحيد ارتفعت الکثرات فلم يجد الّا الواحد البحت البات فاين يجد الغير حتي يحتمل التعدد فيسأل عن دليل الوحدة فاهل التوحيد لا يسألون الدليل عن التوحيد اذ لا يجد سواه و لا يعرفون ما عداه و لا يرون غيره و لا يشاهدون شيئاً معه فاي حاجة لهم الي الدليل اذ لا يحتملون الخلاف و النقيض فظهور التوحيد بنفسه هو دليل التوحيد فاتحد الدليل و المدلول و هو قول مولانا الحسين عليه السلام أ يکون لغيرک من الظهور حتي يکون هو المظهر لک متي غبت حتي تحتاج الي دليل يدل عليک و متي بعدت حتي تکون الاثار هي التي توصل اليک عميت عين لا تراک و لا تزال عليها رقيبا و خسرت صفقة عبد لم تجعل له من حبک نصيبا تعرفت في کل شيء فرأيتک ظاهرا في کل شيء فانت الظاهر لکل شيء بکل شيء و هو من اعظم الادلة‌ للذايق شراب المحبة و هنا مقامات کثيرة طويت ذکرها خوفاً من التطويل و صوناً من اصحاب القال و القيل و هذا احد المعنيين لهذه الفقرة.

و ثانيهما ان الواصلين مقامات المعرفة و الواردين مناهل المصافاة و المحبة و المستنيرين بنور التجلي و المستشرقين باشراقات انوار المتجلي لم يزالوا في ازدياد اذ ذاک عطاء ما له من نفاد فکلما تجلي لهم الجبار بنور العظمة بظهور التوحيد الذي هو من لوازم المحبة بلا کيف و لا اشارة بحکم المحو و الصحو يظهر لهم مقام في عالم التجلي اعلي و مرتبة اسني فاذا وصلوا اليها و تمکنوا منها يظهر لهم مقام اعلي بعد المقام الاول فلا يزالون يتصاعدون في مقامات رفيع الدرجات بحکم المحو و الصحو بعد المحو و الصحو و تظهر لهم درجات التوحيد الي ما لا نهاية له اذ بکل تجلي تصفو القابلية و تندک جبل الانية فتحکي الظهور الازلي اعظم و اشد کالزجاجة التي کلما تصفيها اکثر يظهر نور

 

 

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 393 *»

الشمس فيها اکثر و اليه الاشارة في الحديث القدسي کلما رفعت لهم علما وضعت لهم حلما ليس لمحبتي غاية و لا نهاية فلا يزال يظهر لک توحيد عقيب توحيد و هو معني قول الفاضل المحقق: با تو توحيد از پي توحيد است، يعني ان التوحيد معک و لا يزال يظهر توحيد عقيب توحيد بانحاء التجليات و ظهور نور رفيع الدرجات او يظهر معک توحيد وراء توحيد بحکم المحو و الصحو و لا نهاية لهذا التجلي و الظهور ابد الابدين و دهر الداهرين في الدنيا و البرزخ و القيامة و الجنة و درجاتها و مقاماتها فافهم راشداً و اشرب صافياً.

و لما ذکر الفاضل المذکور حقيقة التوحيد عند  العرفاء الواصلين و اهل المشاهدة الکاملين و اصحاب الحقايق السابقين و ذکر ما يحجبه و ما يکشفه و مراتبه و درجاته و انها لا تزال في ازدیاد و ما لها من نفاد و تختلف مراتب التوحيد بانحاء الظهورات و التجليات و ان دليلهم علي التوحيد نفس شهودهم للتوحيد اذ لا يجدون سواه و لا يري نور غير نورک و لا يسمع غير صوتک و اشار الي قول بعض العارفين من سأل عن التوحيد فهو جاهل اراد ان يذکر الدليل علي التوحيد علي مقتضي افهام اهل النظر الظاهر لان للعلم درجات و للناس مقامات

فقال: قطع توحيد از دو قدرت با وجود، يعني قطع التوحيد من القدرتين مع الوجود اي الوجودين يستلزم التوحيد و بيانه اذا فرض الهان فلابد لکل منهما قدرة و وجود و الا لم يکونا الهين و لابد ان تکون القدرة و  الوجود عين کل منهما اذ الفرض قدمهما فاشترکا فيما يجب ان يکون لکل منهما في الذات و الصفة الذاتية و اشار بالوجود الي الذات و بالقدرة الي  الصفة الذاتية لا خصوصية القدرة اذ الحکم يشترک في العلم و الحيوة و خص القدرة بالذکر دون غيرها لشمولها لباقيها و بالجملة اذا اشترکا في شيء و المفروض انهما مغايران فلابد في کل منهما من وجود جهتين اي ما به الاشتراک و ما به الامتياز فيلزم الترکيب و هو يستلزم الاقتران و الانفعال و الامتزاج و الاختلاط و الاحتياج و کل منهما يضاد القدم لانه الذي وجوده لذاته بذاته و المحتاج هو الذي وجوده لغيره فلا يمکن الجمع بين ما وجوده بذاته مع ما وجوده لغيره لانه

 

 

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 394 *»

جمع بين النفي و الاثبات فقطع التوحيد بما ذکرنا من وجود ما به الاشتراک و ما به الامتياز المستلزم للترکيب المستلزم للاحتياج الي مرکب و اجزاء و حدود خاصة يستلزم وجود قديم ازلي واحد غير محتاج الي شيء اصلاً  بحال من الاحوال صحت ان يکون واحداً و الا للزم ما ذکرنا فيتسلسل و هو مع الترتيب محال لاستلزامه عدم جميع في تلک السلسلة فوجود فرد واحد دليل انقطاع السلسلة و حصول مبدأ لها کما هو المعلوم الظاهر فقطع التوحيد بفرض قادرين موجودين يستلزم التوحيد لاستلزامه الترکيب المضطر  الي وجود قديم واحد ازلي قادر کامل و القول بان ما به الاشتراک عين ما به الامتياز فکلام سوفسطائي شعري لا يصغي اليه لان ذات کل منهما اذا کان عين الامتياز عن الاخر فاين الاشتراک اذن فاذا انتفي الاشتراک تعين ان يکون کل منهما جامعاً لنقيض ما عند الاخر لا الضد فان الضدين امران وجوديان بينهما اشتراک في الوجود و التضاد و ان امکن هذا القول في النقيض ايضاً  لکن الکلام لضيق العبارة فيکون احدهما موجوداً و الاخر معدوماً و احدهما قديماً و الاخر حادثاً و احدهما حياً و الاخر ميتاً فان الامتياز بين هذه الاشياء يمکن ان يکون بالذات اذ لا جامع بينهما و هذا الکلام ايضاً من باب المسامحة لاشتراک المذکورين في الشيئية لا سيما علي قول من يذهب الي ان الشيء اعم من الوجود و اما اذا کان کل منهما موجودين قادرين فکيف يمکن فرض ان القدرة ممتازة عن قدرة الاخر بالذات الا بمحض القول الذي لا معني له کما في قوله تعالي ام تنبؤنه بما لا يعلم في الارض ام بظاهر من القول و هنا کلام يسبق الي بعض الاذهان نذکره فيما بعد ان شاء الله تعالي.

ثم اشار الفاضل المحقق الي حل الشکوک الواردة و الشبهات اللازمة بقوله: يا جمع است در بود و نبود،  يعني او يلزم الجمع بين الوجود و العدم بيانه ان تعدد الالهة يستلزم الترکيب فان نفيته ثبت المطلوب من التوحيد و ان الزمت به کما اتفق لبعض العلماء في الترکيب العقلي فقد جوزه و اما الترکیب الخارجي فقال به جمع کثير من اهل التشبيه و التجسيم و الوثنية و الثنوية و

 

 

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 395 *»

غيرهم من الذين اثبتوا لله ولداً او زعموه فرداً منحصراً للکلي و غير ذلک مما هو صريح الترکيب او يلزم ذلک فحوي معتقدهم فعند التزام الترکيب يلزم الجمع بين الوجود و العدم فان الترکيب يستلزم الاحتياج و المحتاج ليس وجوده لذاته بذاته و الا لم يکن محتاجاً الي الغير فوجود الاحتياج دليل اکتساب وجوده من غير و هو دليل انه لم يکن فکان بجميع المعاني لاهل المذاهب فوجود المحتاج لذاته عدم قد اوجده الغير و وجود القديم لذاته بذاته فاذا فرضت ترکيبه لزم احتياجه فکان اصله عدماً هف فمن جهة انه قديم يجب ان يکون موجوداً لذاته و من جهة انه محتاج يجب ان يکون معدوماً في اصله صالحاً  للوجود فقد جمع في الشيء الواحد الوجود لذاته و العدم لاصله فکان موجوداً بما هو معدوم و معدوماً بما هو موجود و بطلان الجمع بين الوجود و العدم من الاوليات التي لا تحتاج الي تجشم الاستدلال و هذا ظاهر معلوم.

و ربما يعترض علي الدليل المذکور اي دليل الترکيب بانه يلزم اذا کان صدق الوجود و القدرة و الوجوب ذاتياً علي کل منهما و لم لا يکون التمايز بينهما ذاتياً و صدق الوجود و القدرة عليهما عرضياً کصدق الماشي علي الانسان و الفرس المتمايزين بالذات فان لزم اشتراک فانما هو في المفهوم العرضي و هذا لا دخل له في حقيقة الذات فلا يلزم الترکيب في الذات حتي يتفرع عليه ما ذکر و قد سبقت هذه الشبهة الي بعض الاذهان السقيمة السخيفة و صعبت علي اکثر الافهام و تمحلوا في الجواب عنها بکثرة النقض و الابرام فاشار الفاضل المدقق الي جوابها بقوله: يا جمع است ميانه بود و نبود، و تقرير الجواب علي نهج الصواب ان الوجود و القدرة اذ کان صدقهما عليهما اي علي الالهين العرضيين و العرضي هو الخارج عن حقيقة ذات الشيء فيلزم ان تکون ذات کل منهما عارية عن الوجود و القدرة‌کما مثلتم بالماشي في الانسان و الفرس فانه غير صادق علي حقيقة ذات الانسان و الفرس فح يجب ان يکون کل منهما اي من الالهين غير قادر بالذات و غير موجود کک و من حيث انهما الهان قديمان يجب ان يکونا قادرين موجودين و علي قولکم

 

 

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 396 *»

يجب ان لا يکونا کذلک فاجتمع الوجود و العدم فهما موجودان قادران في عين عدم وجودهما و قدرتهما فان قلت ان الاشتراک في المفهوم و الامتياز في المصداق و اشتراک المفهوم لا يؤدي الي الاشتراک في المصداق فلا يلزم ما ذکر من الترکيب قلت هل هما في المصداق الخارجي موجودان  واجبان قادران ام لا فان قلت لا لزم الجمع بين الوجود و العدم کما ذکر او لزم ان يکون الاله في ذاته غير موجود و لا واجب فيکون في ذاته ممکناً معدوماً فينقلب الوجود امکاناً علي هذا الرأي الفاسد و الفکر الکاسد و ان قلت نعم ما الزم من الترکيب و التعدد و الاشتراک و الاحتياج و جميع ما ذکرنا سابقاً و قد ذکرنا في کثير من مباحثاتنا و اجوبتنا و ساير مصنفاتنا ان المفهوم عنوان للخارج فلايکون العنوان مخالفاً للمعنون و الّا لم يکن عنواناً فان کان في العنوان ترکيب ففي المعنون بالطريق الاولي و الا فلا فح صح ما الزم في حل هذه الشبهة من الجمع بين الوجود و العدم فارتفعت الاشکالات و الشبهات بحذافيرها بهذه الفقرة الموجزة المختصرة کفت بفضل معبرها شاهداً و دليلاً.

ثم لما اتقن هذا الدليل و احکم هذا السبيل و ابطل شبهات اصحاب القال و القيل اخذ في بيان دليل التمانع الذي هو لمقاصد التوحيد جامع مانع و هو اعظم الادلة في هذا الشأن و احکم الارکان لهذا البنيان فقال: يا در قدرت رجوحي بي تفاوت، يعني او يلزم ان يکون في القدرة رجحان من غير تفاوت يقتضي ذلک و بيانه انه اذا کان الهان لايخ اما ان تکون ارادتهما متوافقة او متخالفة فعلي الاول اما ان يقدر کل منهما علي التخالف بالتفرد و الاستقلال ام لا فان کان الثاني فهو العجز الظاهر المنافي للقدرة التامة المقتضية لشأن القديم الازلي و علي الاول الذي هو مرجعه الي الشق الثاني من الترديد الاول اي في صورة التخالف فلايخ اما ان تقع ارادتهما معاً او لا تقع معاً او تقع ارادة احدهما دون الاخر فعلي الاول يلزم اجتماع النقيضين او الضدين کما اذا اراد احدهما وجود زيد و الاخر عدمه او اراد احدهما اصفرار شيء و الاخر احمراره او اراد احدهما حرکة شيء و الاخر سکونه و علي الثاني يلزم عجزهما المنافي لشأنهما

 

 

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 397 *»

فيبطل کونهما اي قدمهما فعلي الثالث فعدم وقوع ارادة احدهما الضعف في قدرته و قوة في قدرة الاخر فيلزم منه الترجيح بلا مرجح و هو باطل بالضرورة من جميع العقلاء فانهم و ان اختلفوا في الترجيح بلا مرجح فجوز بعضهم و احال آخرون کما ان مذهب الفاضل هو الاول و اما في الترجيح بلا مرجح فلا اشکال عند جميع العقلاء في استحالته و ممن صرح بذلک الفاضل المذکور في شرح الاشارات و في عدة من کتبه اما لزوم الترجيح بلا مرجح في هذه الصورة فلان المفروض ان کلاً  منهما قديمان لم يتعلق به جعل الجاعل فقوة احدهما علي الاخر ترجيح بلا مرجح.

فان قلت ان هذا الکلام انما يجري في الممکن الذي اصله العدم و يحتاج في وجوده الي موجد و ليس وجوده لذاته بذاته فما هذا شأنه لا يجوز ان يترجح وجوده علي عدمه من غير موجد و جاعل و مرجعه انه لا يمکن للحادث ان يوجد الا بمحدث فلو  وجد حادث بدون محدث لزم الترجح بلا مرجح و فيه لزوم اجتماع الوجود و العدم و هذا محال بالضرورة و اما القديم فحيث کان وجوده لذاته بذاته فهو مترجح بذاته و لا يحتاج الي مرجح لان المفروض قدمه و لذا قيل ان الذاتي لا يعلل فح لا يرد  الترجح بلا مرجح عند قوة قدرة احدهما علي الاخر فلا يجري هذا الاستدلال.

قلت ان هذا الکلام صحيح لکن القديم الذي وجوده لذاته بذاته لا يفعل فيه القوة و الضعف لان الضعف نقصان في الوجود و الناقص لا يکون وجوده لذاته اذ الذاتي لا يتخلف فالضعف و القوة و احتمال الزيادة و النقصان دليل الحدوث و الامکان و الحادث الممکن يحتاج الي علة و موجد و مرجح و المفروض استقلالهما و عدم موجد لهما فيکون هذه القوة الزايدة التي هي من شأن الحدوث قد ترجح من غير مرجح و علي هذا يتم الاستدلال في قوله: يا در قدرت رجوحي بي تفاوت، فان القديم لا يعقل فيه القوة و احتمال الزيادة و النقصان دليل الحدوث و الامکان و الحادث الممکن يحتاج الي علة و موجد و مرجح و المفروض استقلالهما و عدم موجد لهما فيکون هذه القوة الزايدة التي هي من شأن الحدوث قد ترجح من غير مرجح و

 

 

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 398 *»

علي هذا يتم الاستدلال في قوله: يا در قدرت رجوحي بي تفاوت، فان القديم لا يعقل فيه الزيادة و النقصان فظهور الزيادة و القوة في احدهما دون الاخر مع تساويهما في القدم و اللامجعولية ترجح من غير مرجح و هذا ظاهر معلوم فاشار الي الجزء الاعظم من الاستدلال تلويحاً علي الباقي کما شرحنا و فصلنا فافهم و لا تکثر المقال فان العلم نقطة کثرها الجهال.

و لما ذکر دليل التمانع الذي هو من اقوي دلائل التوحيد عند اصحاب النظر اخذ في ذکر دليلين آخرين احدهما دليل الفرجة فقال: يا در قدرت سنوحي بي تفاوت، يعني علي فرض التعدد او يلزم ان يکون في القدرة سنوح من غير تفاوت يعني علي السوية و السنوح في اللغة له معان يراد منها هنا معنيان احدهما وسط الشيء و الاخر العروض يقال سنح لي رأي اي عرض و ارادة المعنيين من اللفظ المشترک في اطلاق واحد هو الاصح.

و بيان هذه الجملة؛ اما علي معني العروض فهو انه اذا کان الهان فلابد ان يکون بينهما ما يوجب تعددهما بعد اتحادهما في القدم و الوجود و ذلک الباين عارض عرض لکل واحد منهما فصار مبدأ للتعدد و هذا العارض لايخ اما ان يکون قديماً او حادثاً فان کان حادثاً اما ان يکون له محدث او لا فعلي الاول لايخ اما ان يکون المحدث نفس هذين الالهين المتحدين في العلم و القدرة او لا فعلي الثاني بطلت الوهيتهما و علي الاول يلزم انفعال الشيء من اثره و ان يکون القديم محلاً  للحوادث و ان يکون الحادث مؤثراً في القدم بان يجعلهما اثنان و يلزم ان يکون هذا العرض عبثاً لغواً لتنزيل الواحد الذي هو الاشرف الي المتعدد الذي هو الاخس بلا موجب لذلک و هو السنوح من غير تفاوت اي عروض حالة لا موجب يقتضيه الا للتنزل من الاعلي الي الاسفل و ذلک لا يلتزمه عاقل فکيف بالقديم الحکيم العادل و ان لم يکن لهذا العرض الحادث محدث کان ترجحاً من غير مرجح و هو ايضاً من السنوح بلا تفاوت و ذلک في البطلان بمکان و ان کان العارض قديماً  لزم ما تقدم من الترجح بلا مرجح لضعف العارض بالنسبة ‌الي معروضه علي التفصيل الذي قدمنا ذکره و ان کان فرض کون القديم

 

 

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 399 *»

عارضاً غير معقول لاقتضاء القدم الاستقلال و اقتضاء العروض الاضمحلال و يلزم الجمع بينهما من المفاسد ما لا يسعه المقال.

و اما علي معني الوسط فهو  انک اذا ادعيت اثنان يلزمک فرجة و هي ما تتحقق به الاثنينية و هو ثالث متوسط بينهما قديم معهما ثم يلزمک في هذه الثلاثة لتحقق کونها ثلاثة ما يلزمک في الاثنين فتکون القدماء خمسة و حيث ان هذه الخمسة متمايزة يلزمک فيها ما لزم في سابقتهما فتکون تسعة الامر يرتقي الي ما لا نهاية له من الالهة و تحقق هذه الالهة الغير المتناهية انما هو بتوسط ذلک المايز  الوسط الفاصل فيکون مشارکاً مع الطرفين مساوياً لهما في القدم فيکون ذلک سنوحاً من غير تفاوت اي وسط يجري عليه حکم الطرفين بلا تفاوت فيکون جارياً مجريهما الهاً معهما و کذلک الحکم في المايز الوسط بين هذه الثلاثة الي ما لا نهاية له فيلزم علي فرض تعدد الالهة حصول سنوح اي وسط يجري عليه الحکم بلا تفاوت مع غيره فح تتناهي الالهة في العدد الي ما لا نهاية له في الکثرة و لقد کررت الکلام و رددته للتفهيم و التبيين فهذه هي الادلة التي ذکرها الفاضل المدقق و النحرير المحقق باکمل بيان و اوضح تبيان باخصر عبارة و الطف اشارة قد فاز العارف بها بالنصيب الاوفي من الرقيب المعلي.

ثم اشار الي وصف الحال توضيحاً للمقال بقوله: اين دلايل توحيد است، و قد ذکر السائل سلمه الله في اول السؤال انه اشار الي ادلة ثلاثة من دلايل التوحيد و دليل واحد لنفي الشرکة و دليل نفي الشرکة يستلزم التوحيد و هذا التفصيل في بادي الرأي غير موجه و لما کان السائل من ارباب المعقول و الفطرة السامية التي اليها المطالب العالية تؤول يجب ان توجه کلامه توجيهاً قابلاً عند اهل الفروع و الاصول فطفقنا نقول ان المراد بالادلة الثلاثة احدها دليل الترکيب و الاحتياج الذي اشار اليه بقو له: و قطع توحيد از دو قدرت با وجود، و ثانيهما دليل التمانع الذي اشار اليه بقوله: يا در قدرت رجوحي بي تفاوت، و ثالثها دليل الفرجة ‌و اليه الاشارة بقوله: يا در قدرت سنوحي بي

 

 

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 400 *»

‌تفاوت، و هي العمدة لاهل النظر في هذا الشأن و اما دليل  نفي الشرکة التي هي اعم من الشرک الخفي و الجلي فقد اشار اليه بقوله في الکلام الاول: سد توحيد از پي توحيد است، با تو توحيد از پي توحيد است، و علي هذا التفصيل يصح المقصود فان الادلة الثلاثة دلائل التوحيد و نفي الشرک الجلي و الدليل الاول دليل نفي الشرک مطلقاً الذي اشار اليه الله تعالي بقوله و ما يؤمن اکثرهم بالله الا و هم مشرکون فاثبت التوحيد مع الشرک و لا منافاة و بقوله تعالي ايضاً أفرأيت من اتخذ الهه هويه و قوله عليه السلام کل ما يشغلک عن الله فهو صنمک و امثالها مما ينافي توحيد المحض و ان کان يجامع التوحيد الذي مقابلة الشرک الجلي الذي يکون سبباً للخلود في النار ابد الابدين هذا تقرير السؤال و اما حقيقة الامر فکل فقرة دليل مستقل للتوحيد و نفي الشريک فتکون الادلة ستة کما ذکرنا و اوضحنا او سبعة لاشتمال الفقرة علي الدليلين اللذين احدهما الفرجة کما تقدم.

ثم اخذ في وصف الموحدين و ذکر جملة التوحيد بقوله: هر که داند از دلايل توحيد است، يعني کل من يعلم هذه الادلة کان من دلايل التوحيد و بيانه ان الله سبحانه و تعالي خلق الاشياء علي فطرة التوحيد يعني الفها و رتبها علي هيئة تدل الناظر اليها علي التوحيد کما الف کلمة لا اله الا الله التدويني و القولي من الحروف المؤلفة الممکنة الدالة علي توحيده سبحانه و تفريده ثم لما ظهرت الاشياء في هذه الدنيا فان طابق فعلها کينونتها في العلم و النور و الهداية و الخير و سلوک سبيل المعروف الناظر الي الله سبحانه و تعالي کان دليلاً  للتوحيد و کلمة للتفريد و التجريد کالانبياء عليهم السلام و الاولياء و کل من خالف فعله کينونته و سلک بفعله سبيل الشيطان کان فعله دليل الشيطان و کينونته دليل الرحمن ثم تتغير الکينونة و الفطرة شيئاً فشيئاً من قوله تعالي و لامرنهم فليغيرن خلق الله کان بکلّه من دلايل الشيطان فيدعو الي البعد عن الرحمن فکل من عرف ادلة التوحيد و اعتقدها و دان بها و عمل بمقتضاها فذلک يدخل في زمرة الاولياء و الانبياء فيکون من دلائل التوحيد بحکم من تبعني فانه مني فتنفعل له الاشياء و تنقاد له الاسباب و شابه اوائل جواهر عللها و

 

 

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 401 *»

قطع مسافة سيرها و سفرها في النوع لا في الشخص فانه لا يتناهي و مرادنا هو الاسفار الاربعة و هي السفر من الخلق الي الحق و في الحق بالحق و من الحق الي الخلق و في الخلق بالخلق فح قد فارق الاضداد و شارک به السبع الشداد فافهم راشداً و اشرب عذباً صافياً وفقک الله للخير و العمل به.

ثم اخذ الفاضل المحقق في الاشارة الي اصل وقوع الکثرة و التعدد في العالم فقال: نيک و بد دليل خلاف است، يعني الحسن و القبح دليل خلاف التوحيد. بيانه ان الناظر الي التوحيد خارج عن مقام الکثرة و سايح في لجة الوحدة سالم عن علايق التناقض و التضاد واقف بسرّ کينونته علي باب المراد فلا يري سواه و لا يتوجه الي ما عداه و لا يلتفت الي غيره فلما تنزل عن تلک الرتبة فحصل الخلاف اي الادبار و جعل خلفه الي مبدئه و هذا اول مقام التعين و ظهور قول کن و عالم فاحببت ان اعرف فحصلت للاشياء جهتان جهة الي مبدئه و جهة الي نفسه فتحقق من النظر الي الجهة العليا الحسن و من النظر الي الجهة السفلي القبح فلو کان باقياً في مقام القدس و متکئاً علي سرير الحب و الانس و ماحياً نفسه و شاهداً رمسه بلا کيف و لا اشارة لما وجد تعدداً و کثرة فلما نظر الي العالم الادني و خرج عن جنة الحب و المسجد الاقصي و ادبر عن المبدأ الاعلي رأي  الاشياء  مختلفة بالاقبال و الادبار و بالعکوس و الظلال و بالظلمات و الانوار کل ذلک عند الخلاف اي جعل خلفه الي ربه بمعني نظره الي غيره فمشاهدة الحسن و القبيح دليل علي انه في عالم الکثرة و الکثرة دليل قطع الوحدة فکان کما قال الحسن و القبح دليل الخلاف لا سبيل اهل الوفاق و الايتلاف فانهم مستغرقون في لجة بحر الاحدية و منغمسون في تيار يم الواحدية ليس الا الانفاس تخبر عنه و هو عنها مبئ (کذا) معزول فافهم فهمک الله.

ثم لما بين مبدأ الکثرة و علة وقوعها بالاشارة اخذ في بيان وصف اهل عالمها فقال: هر که دارد دليل خراف است، يعني کل من عنده الخلاف فوجوده دليل الخراف و ذلک ظاهر واضح لان المقصود هو الله و المطلوب هو

 

 

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 402 *»

الله و العماد هو الله و السناد هو الله و کل ما سواه مما دون عرشه الي قرار الارضين السابعة السفلي باطل مضمحل فالناظر اذا صرف نظره عنه سبحانه و عن توحيده و تجليات اسمائه و صفاته و توجه الي غيره من الفقراء المحتاجين و الضعفاء المعدمين فهو خرف احمق و کيف يسأل محتاج محتاجاً و اني يرغب معدم الي معدم اللهم اني اخلصت بانقطاعي اليک و اقبلت بکلي عليک و صرفت وجهي عمن يحتاج الي رفدک و قلبت مسألتي عمن لم يستغن من فضلک و رأيت ان طلب المحتاج الي المحتاج سفه من رأيه و ضلة من عقله و کم قد رأيت يا الهي من اناس طلبوا العز بغيرک فذلوا و راموا الثروة من سواک فافتقروا و حاولوا الارتفاع فاتضعوا فصح بمعاينة امثالهم حازم وفقه اعتباره و ارشده الي طريق صوابه اختیاره فانت يا مولاي دون کل مسؤول موضع مسألتي و دون کل مطلوب اليه ولي حاجتي انت المخصوص قبل کل شيء مدعو بدعوتي لا يشرکک احد في رجائي و لا يتفق احد معک في دعائي.

و لنختم الکلام و لقد کررته و رددته للتفهيم و البيان فلو خفي مع ذلک شيء فليس ان شاء الله لقصور في التعبير بل لعلو في المعبر عنه و اذا شافهنا جنابکم و حظينا بادراک لقائکم يتيسر کل يسير و يسهل کل عسير و ان الله سبحانه علي ذلک لقدير نسأل الله سبحانه تعجيل الملاقاة برفع الموانع و دفع العوايق انه بالاجابة جدير  و هو علي کل شيء قدير  و السلام عليکم و رحمة الله و برکاته.