07-11 جواهر الحکم المجلد السابع ـ رسالة في شرح کلمات بعض العلماء ـ مقابله

رسالة فی شرح کلمات بعض العلماء

 

من مصنفات السید الاجل الامجد المرحوم الحاج

سید کاظم بن السید قاسم الحسینی اعلی الله مقامه

 

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 405 *»

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين و صلي الله علي خير خلقه محمد و آله الطاهرين.

اما بعـد؛ فيقول الفقير الي الله الغني ابن محمد قاسم محمد کاظم الحسيني الرشتي ان بعض العلماء الراشدين و الفضلاء المحققين نادرة الزمان و درة الاوان قد ارسل الي بعض الکلمات و الاشارات من افاضاته السامية و اشاراته العالية و امرني باني اذا وقفت علي شيء ينافي الحقايق الباطنية و الاسرار الالهية مع قصور باعي و قلة اطلاعي علي معرفة الاشياء کما هي انبه علي ذلک و کان ما کتبه ادام الله تأييده في غاية التحقيق و التدقيق مشتملاً علي المطالب العالية و المراتب السامية الا ان في بعضها ما يوافق القوم من الامور القشرية الظاهرة و ان کان علي الظاهر المعروف عندهم عين اللب فاردت امتثالاً لامره العالي ان انبه علي ذلک مما استفدنا و استضأنا من مشکوة انوار ال محمد عليهم السلام و الوح علي بعض الحقايق و الاسرار ليکون زخرفاً اذ امتاز الاخيار من الاشرار فکتبت هذه الکلمات القليلة علي العجالة و ما اطلعت بتفصيل الاجمال معتمداً علي فهمه العالي و ادراکه السامي و لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم.

بسم الله الرحمن الرحيم. قوله ادام الله توفيقه: اعلم ان شواهد الکتاب و السنة الي ان قال: تدل علي ان الحب الذاتي اقتضي الظهور الکوني و العلمي للاکوان.

اقول و بالله التوفيق: ان المحبة ‌ان کانت من الصفات الذاتية کالعلم و القدرة و الحيوة و غيرها منها فهي لا تقتضي محبوباً اصلاً کما ان العلم الذاتي و القدرة الذاتية و السمع الذاتي و البصر الذاتي لا يستدعي و لا يقتضي معلوماً و مقدوراً و مسموعاً و مبصراً هل اطلاق الصفات من جهة اثبات الکمال و سلب

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 406 *»

النقص و الا کمال التوحيد نفي الصفات عنه کما ان الذات البحت لا يستدعي شيئاً غيرها کذلک الصفة لکونها عينها بلا فرق حقيقي و لا اعتباري کما هو المعلوم للمقتفي اثار اهل العصمة عليهم السلام والشارب من حوضهم و المستظل تحت لوائهم قال مولانا الصادق عليه السلام روحي فداه علي ما رواه في الکافي لم يزل ربنا عز و جل عالماً و العلم ذاته و لا معلوم و السمع ذاته و لا مسموع و القدرة ذاته و لا مقدور فلما حدثت الاشياء و کان المعلوم وقع العلم منه علي المعلوم و السمع علي المسموع الحديث و لا يشک عاقل ان الوقوع هو الفعل و هو الادراک نعم الاقتضاءات و التجليات انما هي للفعل في مرتبة‌ المفعول المطلق و الا لم تکن الذات بحتاً ضرورة ان المقتضي يقتضي الاقتضاء و المقتضي لقد کفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة و ما من اله الّا اله واحد فعلي هذا التقرير لا مجال للقول بان الحب الذاتي اقتضي الظهور اه و لا مجال ايضاً لجعل المحبة من الصفة الذاتية لمنافاته لقوله تعالي کنت کنزاً مخفياً فاحببت ان اعرف فخلقت الخلق لکي اعرف فانه بصريحه يدل علي ان المحبة متأخرة عن الذات مساوقة للفعل و الخلق للايجاد هذا و ان کانت المحبة من الصفات الفعلية کما هو الحق فلا مجال ايضاً للقول بان الحب الذاتي اقتضي کذا لان صفات الافعال لا تنسب الا الي الفعل و لا تنسب الي الذات الا علي سبيل الاضمحلال و عدم الالتفات و ليس کک فيما نحن فيه و ان کان المراد هو الشق الثاني لکن الاصطلاح الخاص الماتن وفقه الله جري عليه فلا بأس به لکن الاصوب و الاولي علي الاخير و الواجب علي الاول محو هذه العبارة من الکتاب ليکون بالاقتضاء اقرب و بالاتباع ابعد لانه من کلمات القوم.

و الحق الحقيق بالتحقيق و التصديق هو ان المحبة في قوله تعالي فاحببت ان اعرف هو الوجود المطلق المعبر عنه بالولاية المطلقة و الازلية الثانية ا ما رأيت وفقک الله کلام شيخنا روحي فداه حيث عدّ من اسامي الوجود المطلق عالم فاحببت ان اعرف و المحبة الحقيقية فالمحبة الاولية نفس الوجود المطلق

 

 

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 407 *»

احبّه بنفسه و اقامه في ظلّه و المحبة‌ الثانية نفس الوجود الصرف اي مقام التجلي للتجلي بالتجلي في التجلي مع التجلي المتقيد بالشؤونات الخلقية و المحتجب بالحجب الوهمية العرضية قال عليه السلام محو الموهوم و صحو المعلوم فلا تتجلي تلک المحبة الا اذا کشفت السبحات و ازالت الاعتبارات و هو قول الصادق عليه السلام المحبة حجاب بين المحب و المحبوب و قال و اذا هاج ريح المحبة استأنس في ظلال المحبوب و اثر محبوبه علي من سواه بقطع الالتفات و ازالة‌ السبحات فالمحبة الثانية هي نفس الوجود الثاني الماء النازل من سحاب الوجود الاول المعبر عنه بالوجود المطلق فالمحبة نفس المحبوب و هو نفس المحبة فاتحدت المراتب بل وحدت فهو الشاهد و المشهود و الشهود و الظاهر و المظهر و الظهور و المحب تقتضي ظهور المحبوب بالمحبة و الذات فوق ما لا يتناهي بما لا يتناهي في ما لا يتناهي لکن المسلک صعب دقيق لا يهتدي اليه الا من انار الله تعالي قلبه بنور الکشف و المعرفة.

فالعبارة الصحيحة في هذا المقام هو ان تقول ان المحبة الحقيقية اقتضت الظهور العلمي و الکوني للاکوان و کينونات الاکوان اقتضت الشرعين الشرع الوجودي التکويني و التکوين الوجود الشرعي فاعطاها الله سبحانه ما سألته کما سألته کما اراد و بعبارة اخري فاجابها الله تعالي کما سألته و سألها کما اجابت و کلا الامرين کانا بالانقياد الاختياري اذ بعد ما قررنا ان کل واحد منهما شرع شرعه الله تعالي کيف يبقي مجال بالقول بالاضطرار و لا يقبل العقل اسناد الجبر و الاضطرار في الشريعة الاحمدية المحمدية صلي الله عليه و آله تعلم ان الوجود التشريعي ظاهر للشرع الوجودي و لا يخالف الباطن الظاهر قط ا لم تنظر الي قوله تعالي کن فانه امر و تکليف للفاعل المختار علي نهج الاختيار بصحة القول فيکون کما قال تعالي کن فيکون هي الضمير في فيکون يرجع الي الفاعل او الي القابل ان قلت بالاول فقد اخطأت و ان قلت بالثاني فاين الاضطرار فاذا تأملت في الخطابات القرانية رأيت کلها کک فتعرف ان المفعول هي فاعل فعل الفاعل لکنه المفعول المطلق فلا جبر و لا قسر في الوجود ابداً بل ليس في

 

 

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 408 *»

القرآن و لا في الحديث و لا في الکلمات المتداولة علي السنة الناس عبارة تدل علي الجبر و القسر و الاضطرار و حاشا ان تنسب الي الله تعالي انه ما قدر علي التعبير بالعبارة الدالة علي الجبر و القسر و حاشا ان تنسب الي الله تعالي انه بين و وصف لنا خلاف ما هو الواقع فلا جبر ابداً لا في الشرع التکوينی و لا في التکوين الشرعي لکن هذا المطلب صعب مستصعب و هو من الاحاديث التي قالوا عليهم السلام ان امرنا صعب مستصعب اجرد کريم ذکوان مقنع لا يحتمله الا الملک المقرب و النبي المرسل و المؤمن الممتحن قلبه للايمان.

ففي قوله ادام الله توفيقه و تأييده تناف ظاهر و هو قوله فالاول حصل بالانقياد و الاضطراري لامر کن في الشرع التکويني لان الانقياد هو المطاوعة و هو قبول المنفعل تأثير فعل الفاعل المسور و لا ريب ان القبول لا يمکن الا فيما يمکن في حقه و اذ ليس فليس فلا يکون هذا القابل مضطراً لقبول ما يمکن في حقه الا ان ظهور ما يمکن في حق الشيء قد يکون باعانة الخارج عن ذاته کما لا يخفي و هل يمکن ان يقبل الماء الانجماد حال کونه سيالاً و النار التبريد حالة کونه حارة و لا تتعلق المقدرة بامثال هذه الامور ابداً فلا يقبل شيء شيئاً الا بالاختيار فالمضطر لا يمکن له الانقياد ابداً کما لا يمکن انقياد الماء السيال للانجماد و ان امره الامر لکونه خارجاً عن محيطة الامکان فلا تحرق النار الا بالاختيار و لا تصور الحجر الا بالاختيار علي نحو ما حرر نعم يحتاج ذلک الي الاعانة الخارجية فالمضطر لا ينقاد ابداً الا ان يکون الاطلاق مجازاً لا حقيقة باعتبار الاختلاف في الشدة و الضعف کالبساطة التي تطلق علي افراد الممکنات مع اتفاقهم بان کل ممکن زوج ترکيبي مع اتفاقهم بان المجردات بسايط و ان الافلاک بسايط و العناصر بسايط ان کان المراد فلا بأس لکنه قشري ظاهري و امثال هذا الکلام لا يستعمل في مقام بيان الحقايق و الکشف عن الباطن و الاسرار و کذا الثاني في تعقيب الکلام بالشرع التکويني فکيف تصور الجبر و الاضطرار و القسر في الشرع فقولک الانقياد تثبت

 

 

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 409 *»

الاختيار و الاضطرار و تنفيه و الشرع ايضاً تثبت فلا تزال تثبت عين ما تنفي و تنفي عين ما تثبت هذا امر عظيم قل من عثر عليه و لما وجدتکم عارفاً طالباً صدوقاً مصدقاً اظهرت لکم فخذه و کن من الشاکرين.

و العبارة الصحيحة في هذا المقام هو ان تسقط الانقياد الاضطراري من الکلام و تقول و الاول حصل بامر کن في الشرع التکويني فانها صحيحة مطابقة لما هو الواقع لکن مولانا اياک اياک ان تظن انا نقول بالاعيان الثابتة الغير المجعولة فنقول ان هناک اعيان ثابتة معدوم العين قديمة طالبة للوجود و مستعدة لامتثال امر کن کما ذهب اليه العارف المحقق الکاشاني فانه کفر و زندقة و نبرأ الي الله من هذا الاعتقاد و اسأل الله ان يعصمنا من الزلل و نرجو ان نکون ممن قد عصمه الله تعالي حيث وعد وعد الحق في قوله تعالي فمن يکفر بالطاغوت و يؤمن بالله فقد استمسک بالعروة الوثقي لا انفصام لها و الله سميع عليم و نرجو ان نکون بتوفيق الله ممن آمن بالله و کفر بالطاغوت لکنا نقول ان الاعيان الثابتة هي الوجودات العلمية الامکانية التي احدثها لا من شيء دفعة واحدة و جف القلم و هي الکينونات المقتضية و هي الذکر الاول للاشياء قال تعالي بل اتيناهم بذکرهم فهم عن ذکرهم معرضون و تلک الکينونيات اختلفت اقتضاءاتها عين تعلق الجعل عليها لا قبلها و لا بعدها کالکسر و الانکسار و الفعل و الانفعال و هذا تلويح لمن عرف و شواهد هذا المطلب في الافاق و الانفس کثيرة ا فلم ينظروا في ملکوت السموات و الارض و ان عسي ان يکون قد اقترب اجلهم فلنقبض العنان فللحيطان آذان:

و مستخبر عن سر ليلي اجبته       بعمياء من ليلي بلا تعيين

يقولون خبرنا و انت امينها         و ما انا ان خبرتهم بامين

فاعرف السر و کن کما کنا.

قوله ادام الله تأييده و توفيقه: و انما اعتبرت ترکيب في الحرفين في بدو الايجاد اه.

 

 

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 410 *»

اقول و بالله التوفيق انه ليس هنا حرفين بل هي ثلاثة‌ احرف لان کن في الاصل کون حذفت الواو للاعلال للاشارة الي اللطيفة المنطوية الامرين و هو الامر بين الکاف و النون الذي في الدعاء و في الحديث علي ما رواه الشيخ رجب البرسي في مشارق الانوار و من اللطائف انها ستة معني و عدداً و قائم بين قاعدين نقشاً و ملکان توسطها الجبروت لفظاً و مطوية لفظاً و نقشاً و هي اشارة الي الالف المنطوي في بسم الله الرحمن الرحيم لفظاً و نقشاً و فيها اشارات لا يمکن البيان الان و بالجملة کلمة کن ليست مرکبة من حرفين بل هي من ثلاثة احرف و کل حرف اشارة الي امر عظيم له مدخلية تامة في الايجاد فهذه الثلاثة التي هي اجمال السبعة في قوله عليه السلام لا يکون شيء في الارض و لا في السماء الا بسبعة الحديث تعتبر اولاً  في انفسها بانفسها و ثانياً بتعلقاتها فالترکيب في الاثر حکاية عن الترکيب في المؤثر لا ذاته و اثر الاقدام تدل علي المسير فکلمة کن ذات وجدت بها الکاف و النون و وجدت بهما الواو المطوية اي المضمحلة الفانية‌ الغائبة غيبي اذا بدا و ان بدا غيبي و لذا قلنا ان الکاف استدارت علي نفسها و نفسها استدارت عليها فالترکيب في الحقيقة و الواقع فيه و ترکيب المتعلق حکاية عن ترکيبه هذا سر لا يفيده الا سر رمز رمزناه و لب سترناه فاحفظه و يحفظه عن الزلل و الله خليفتي عليک فالله خير حافظاً و هو ارحم الراحمين.

قوله ادام الله توفيقه: في بدو الايجاد کلمة کن هو نفس الايجاد.

قال الرضا صلوات الله علي جده و جدته و عمه و ابائه و ابنائه و اما ارادة الله فاحداثه لا غير لانه لا يروي و لا يهم و لا يتفکر بل يقول للشيء کن فيکون بلا لفظ و لا کيف لذلک کما انه لا کيف له و الايجاد هو وجد بنفسه الملتمة من حرارة شمس اسم الله القابض و رطوبة الرحمة و التعفين في بطن العرش و الانعقاد و الانحلال و الفرق بين الايجاد و وجوهه و هو الفرق بين آدم و ابنائه فافهم.

 

 

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 411 *»

قوله سلمه الله تعالي: مع انشاء الوجود من نقطة الرحمة المتفقة بالوحدة الحاصلة بانبساطها الحروف فلا تعدد هناک و لا حرفية.

اقول: ان اراد بالوجود الوجود المقيد فلا يصح ابداً لان الوجود المقيد ما بدأ من النقطة التي ارادها سلمه الله بل من الکلمة التامة التي انزجر لها العمق الاکبر و خضعت بها السموات و الارضون و کذا اذا اراد بالحروف المقيدات نعم حروف نفسها بدأت منها بواسطة الالف التي هي النفس الرحماني فافهم.

قوله: و اول الحرفين في المعبر به اشارة الي اول الاول و اخرها الي اخر الاخر.

يريد بالاول هو الکون و بالاخر هو العين و ما دل الاول هو الکاف و باخر الاخر هو النون يعني کلمة کن اشارة الي الوجود و الماهية و هو صحيح لکنه قشري ظاهري بل الحقيقة ان الکاف اشارة الي ما يتحقق به الکون و هو تمام الاحدية التي هي تمام الواحدية في بسم الله الرحمن الرحيم و لذا عرفها بالکاف لان لها من العدد عشرون و هو تمام الواحد و هو قوله تعالي عليها تسعة عشر و هو تمام الواحد و تمامها العشرون و لذا قالوا انه الاسم الاعظم و لذا خصصت الکاف بالمبدئية (ظ) و المصدرية لجمعها مرتبتا الواحد و الاحد اللذين هو تمام العلة و المعلول و الاثر و المؤثر و لذا قال الامام عليه السلام ان بسم الله الرحمن الرحيم اقرب الي الاسم الاعظم من سواد العين الي بياضه و هو قرب المداخلة بالممازجة و المراد بها اللغات الثلاث المحتجبة (ظ) في بسم الله الرحمن الرحيم و لذا قلنا انها تستدير علي نفسها علي خلاف التوالي و نفسها تدور عليها علي التوالي هذا اجمال ما يعبر عنه بالکاف علي الاجمال و النون اشارة الي ما يتحقق به العين و هو الابداع الاول کما ان الکاف هو الاختراع الاول و الواو اشارة الي حرف الوجود الغائب عند وجودها المضمحل عند ظهور نورهما و هو سر السکون في سين بسم الله الرحمن الرحيم.

 

 

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 412 *»

و قوله سلمه الله: اشارة الي المقال اول الوجود الي آخره.

کلام لايصلح ذکره في مقام الباطن و التحقيق و ليس مطلب بحث و لابد في لغزه من الاشارة الي هذا الامر الخفي بعيد المنال بل لا احد من المحققين و العقلاء قال بالفصل بين الوجودات الا الذين قالوا المعدومات و ان الاشياء تفني و تعدم و امثال ذلک من المزخرفات و المموهات بل الاشارة في النون ان الاول هو عين الاخر و ان الظاهر هو عين الباطن هو الامر العظيم و الخطب الجسيم الذي حرت منها فيه الاذهان و تکدرت العقول الصافية من جهة الشوب بالاوهام الباطلة ا لم تر ان اخر النون هو اولها و الوسط هو الواو المشار بها الي الستة الايام التي خلق الله فيها السموات و الارض يعني ان الواو عين النون و آخره هو عين اوله و من العجب ان الواو المتوسط کذلک ايضاً لان اوله هو عين آخره و الوسط هو الالف مبدأ المبادي و مادة المواد و اسطقس الاسطقسات فافهم و کن به ضنينا (ظ) و لا تبرزه الاعداء وفقک الله لما يحب و يرضي و السلام.

بسم الله الرحمن الرحيم قوله ادام الله توفيقه و تأييده: فبعدم (ظ) توسط الاختيار اولاً لم تحصل المخالفة في امتثال الشرع الاول.

مفاد هذا الکلام (ظ) هو ان الانقياد و کان بالاضطرار من جهة عدم توسط الاختيار بين الفاعل و المنفعل فان عدم الاختيار هو الاضطرار المکان اقول التضاد بل التناقض و الوسط لا يکون الا بين شيئين و ليس هنا الا الفاعل و المنفعل و بعبارة اخري الفعل و المنفعل و هذا صريح في الاضطرار في القبول لقوله سلمه الله تعالي لم تحصل المخالفة يعني عدم حصول المخالفة في القبول من جهة الاضطرار اي عدم اختيار القابل منسوب الي الفعل اي ما يتعلق به نفسه اي المقبول من حيث الذات مع قطع النظر عن الارتباط بالقابل کما هو تقريره سلمه الله في الاصطلاح الخاص به و ما ادري کيف يتطابق کلامه وفقه الله في المقام مع المراد المکنون في ضميره في قوله فبعدم توسط الاختيار اولاً

 

 

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 413 *»

لم تحصل المخالفة في امتثال الشرع الاول فانه بالاول اثبت الاضطرار و عدم توسط الاختيار و بالامتثال اثبت الاختيار و توسطه و نفي الاضطرار و وجوده کما هو الحق کما لا يخفي علي من يعرف لحن القول و الاية الشريفة المستشهد بها اي قوله تعالي فقال لها و للارض ائتيا طوعاً او کرهاً قالتا اتينا طائعين صريح في الاختيار في الاختيار حيث نسب الاتيان المأمور به الي السماء و الارض فهما فاعلان لفعل الفاعل باي امره سيما في اخباره تعالي عنهما بالاطاعة حيث قال قالتا اتينا طائعين اي مطيعين منقادين غير مضطرين و لا مجبورين و لا نحتاج لاثبات الاختيار الا تجسم الاستدلال و الماتن وفقه الله قابل به لکن العجب کل العجب من عدم الاعتناء بان العبارة قاصرة عن تأدية المراد ان کان المراد کما سمعنا منه دام ظله العالي حيث وافقنا في المراد و لا حول و لا قوة الا بالله العلي لان المراد نسبة الاضطرار في الفعل المتحقق به الوجود اي المقبول و الاختيار في قبول القابل المقبول المتحقق بالفعل المتحقق به القابل حين وجود المقبول و کلامه سلمه الله صريح في الثاني و مراده هو الاول و بينهما بون بعيد و لا يرتبطان بالف علاج کما لا يخفي علي المتوسم

قوله سلمه الله: بخلاف الثاني المتوسط فيه الاختيار.

اقول: لا فرق بين الاول و الثاني في توسط الاختيار لان الثاني صفة الاول لان الاول في تحقق الذوات و الثاني في تحقق الصفات و لا تخالف بينهما الا بالاصلية و التبعية لکن الامر في الامر مشکل جداً و اثبات الاختيار في ذلک صعب و لذلک تري العلماء انکروا الاختيار في الاول و اثبتوا في الثاني و الفقير ابتليت بامثال هؤلاء من اهل القشر و الظاهر کثيراً حتي انهم اذا سألوا الفقير عن الامرين اجبتهم بان الامتثال في الاول اضطراري و في الثاني اختياري و کنت اتعجب ان الامتثال کيف يکون اضطرارياً و ان الجبر الذي في الحقيقة هو الظلم کيف يصدر عن الحکيم و کيف يمکن طرح الايات و الاحاديث الدالة علي هذا المطلب و کيف يعتمد علي العقول الناقصة الضعيفة المغيرة في امثال

 

 

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 414 *»

هذه المقامات عصمنا الله و اياک من الزلل بمحمد ثم ان کان مراده وفقه الله تعالي بالاضطرار و الاختيار هو ان في الاول هو الخلق و الفعل و ايجاد الوجود و لا مدخلية للقابل فيه و ليس وجوده و حصوله اختيارياً له و ان کان تحققه و کونه و اتمامه باختياره بخلاف الثاني فانه عبارة عن الاعمال المترتبة عليها تلک الاثار و لا شک انها انما تکون بالاختيار البتة نقول و لا قوة الا بالله انه لا فرق ايضاً ح في الصورتين لانه کما ان القبول في الاول بالاختيار منسوب الي الفعل و ليس وجوده اختيارياً له و ان کان قبوله اختيارياً کک في الثاني لان وجوده تلک الاعمال و الافعال انما هو منسوب الي الامر و النهي اللذين لا مدخلية للعبد فيهما و ليس وجودهما و حصولهما  اختيارياً  له نعم قبولهما و فعلهما و ترتب اثارهما عليهما اختياري کالاول حرفاً بحرف و التفرقة تحکم محض فلا معني لاعتبار توسط الاختيار في الثاني دون الاول الا باعتبار التجوز و ظهور الامر في الثاني دون الاول کما ذکرنا فاعتبار توسط الاختيار في الحالين مما لابد منه و هو سر طي الحرف الثالث من کن في الحرفين للاشارة الي خفائه و صعوبة مسلکه و دقة مأخذه فافهم راشداً و اشرب صافياً.

و قوله وفقه الله لمراضيه صار الحرفان ثلاثة احرف مراده بالحرفين حرفي کن علي الظاهر و مراده بثلاثة احرف حروف علم و عبد و عرف و کلم و امثالها و امثالها و هو صحيح في کن (خ) فيکون للاشارة الي تثليث المکون فان الايجاد لما تعلق بالموجد ظهرت ثلاثة اشياء الکون و العين و النسبة الارتباطية التي يسميها اهل المنطق بالنسبة الحکمية و هذا اعتبار الشيء في نفسه مع قطع النظر عن ملاحظة کونه جبروتياً او ملکوتياً او ملکياً و امثالها و هو سر اطواء الواو في کن و اظهارها في فيکون الذي هو قبول کن و هو معني ما اشرنا اليه في بعض رموزاتنا انه لما ظهر ما ظهر بما ظهر لما ظهر کما ظهر تثلث ما ظهر بما ستر کما ظهر و اما اعتبار الحرفين في کن و

 

 

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 415 *»

صيرورتهما ثلاثة و في العبد و اشباهه فبعيد جداً نعم يمکن تصحيحه اذا کان الحرفان في مرتبة‌ القابل اي المفعول اي التکوين التشريعي باعتبار عدم توسط الاختيار کما زعمتم لتکون هذه الحروف الثلاثة رتبة ثانية له لان الشرع التکويني رتبة ثانية للتکوين التشريعي لکونهما جميعاً في مرتبة المفعول و سرسا (؟) الثاني للاول کما ذکر غير مرة و اما اعتبار الحرفين في الفعل و صيرورتهما ثلاثة في المفعول الثاني و هو مما لا يرتبط نعم ليکن تصحيحه اذا اعتبرتها في المفعول المطلق لا المفعول به کما لا يخفي علي العارف الفطن و ان کان له وجه صحة علي اعتبار بعيد جداً و اما تثليث حروف ع ر ف و ع ل م و ع ب د فهي اشارة الي المراتب و المقامات الثلاثة اي مقام العارفين و مقام العابدين و مقام العالمين و من اللطايف ان کل واحد شامل لمراتب اخرية و اليها تشير بعض اسرار فاتحة الکتاب فالاشارة الي المقام الاول الذي هو الاخر في الصعودي مقام العارفين فيها قوله تعالي الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالک يوم الدين لان هنا حق لا خلق فيه و هو مقام المعرفة و عالم المحبة التي هي حجاب بين المحب و المحبوب و مقام کشف السبحات و ازالة الاعتبارات و محو الانيات فهناک يتحد العارف و المعروف و المعرفة و الشاهد و المشهود و الشهود و المحبة و المحب و المحبوب في مقامات الاسم و درجات الرسم انتهي المخلوق الي مثله و الجأه الطلب الي شکله انما تحد الادوات انفسها و تشير الالات الي نظايرها رجع من الوصف الي الوصف و دام الملک في الملک و عمي القلب عن الفهم و الفهم عن الادراک و الادراک عن الاستنباط و هجم له الفحص عن العجز و البلاغ علي الفقد الطريق مسدود و الطلب مردود دليله آياته و وجوده اثباته و هو تلک المرتبة و مقام المعرفة و تجلي الحق لک بک قال الصادق عليه السلام علي جده و جدته و ابائه و ابنائه السلام و اذا انجلي ضياء المعرفة في الفؤاد هاج ريح المحبة فاستأنس في ظلال المحبوب فاثر محبوبه علي من سواه الحديث و الاشارة الي الثاني اي مقام العابدين فيها قوله تعالي اياک نعبد و اياک نستعين فان اول مقام العبادة مقام الفرق

 

 

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 416 *»

و هو اول التعين و التميز و البينونة في الصفة في الجملة و الحجاب لکنه دقيق دقيق يتلألؤ بخفق بواطنه زبرجد علي معني استيقن لان هناک حق و هو قوله اياک و خلق و هو قوله نعبد و کک اياک نستعين فالعبادة الکاملة لاتکون الا عند مفارقة الاضداد و لذا سمينا ذلک المولود العزيز عند الله لمفارقته الاضداد و مشارکته السبع الشداد کما لا يخفي علي اهل السداد و الاشارة الي الثالث الذي هو الاول في الصعود و لذا عبر الحق في قوله تعالي فاعلم انه لا اله الا الله مقام العالمين فيها قوله تعالي اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم و لا الضالين لان هناک مقام الکثرة و مقام السؤال و الطلب و الحاجة و کثرة السؤال و الالحاح کما هو شأن الخائفين العالمين الخاشعين انما يخشي الله من عباده العلماء فاذا دققت النظر رأيت جميع مراتب هذه الطبقة هکذا ا لا تنظر الي البسملة فان البسم ثلاثة احرف و الله الرحمن الرحيم ثلاثة احرف لان کل ما في الفاتحة في البسملة و المطوي في البسملة اشارة‌ الي المطوي في کل من الثلاثة و هو وجه من وجوه الاسم المکنون المخزون الذي اقامه الله في ظله فلا يخرج منه الي غيره فثلث کلاً منها للاشارة الي کل منها بکل منها هذا من وجوه التثليث بالاجمال.

اما سرّ اتيان هذه الحروف المخصوصة في هذه الکلمات المخصوصة اما في العلم لکونه اقرب الينا فاعلم انه مرکب من العين و اللام و الميم فالاول اشارة الي مراتب العلماء المکلفين المخاطبين الداخلين في عموم قوله تعالي فاعلم انه لا اله الّا الله و قوله تعالي شهد الله انه لا اله الّا هو و الملئکة و اولوا العلم علي العموم علي التفصيل علي الاجمال و ذلک ان مراتب انواع الموجودات سبعة مرتبة الانسان و مرتبة الملک و مرتبة الجن و مرتبة الحيوان اي البهايم و حشرات الارض و مرتبة النبات و مرتبة المعدن و مرتبة الجماد و کل واحد منها مرکب من عشر قبضات فاذا ضربت السبعة في العشرة و استنطقتها يکون عين و العين بيناتها اذا استنطقتها تکون السين و بينات السين هي عين زبره و هو من العجايب و ما اتفق فی الحروف سواها و هو قوله تعالي يس و القرآن الحکیم

 

 

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 417 *»

 انک لمن المرسلين فاشار بزبر العين الي مراتب الموجودات کلها اي المکلفين المخاطبين و اشار ببيناتها الي المبلغ و الداعي و الرسول و الوجه الاخر في هذا السرّ هو ان العين انما تحصل باستنطاق ضرب المراتب العشرة في المراتب السبعة اي العقل و الروح و النفس و الطبيعة و المادة و المثال و الجسم او باعتبار تثليث الکون و تربيع الکيفية کما هو المعروف عندهم ان کل شيء مثلث الکيان و مربع الکيفية و الوجه الاخر في السر في اعتبار العين في العلم انها اشارة الي المرتبة المعلولية و نسبته نسبته الي علته فان العلة اقوي من معلولها بسبعين درجة فنسبته اليها نسبة الواحد الي السبعين قال مولانا اميرالمؤمنين عليه السلام ان الشمس جزء من سبعين جزءاً من نور الکرسي و الکرسي جزء من سبعين جزءاً من نور العرش و العرش جزء من سبعين جزءاً من نور الحجاب و الحجاب جزء من سبعين جزءاً من نور السر هـ  لان العلة لا تفعل الا في مرتبة‌ المعلول و هويته الثا(؟) و هي عبارة عن تنزل السبعة فافهم فانه علي هذا التقرير ينبغي ان تکون نسبة‌ الواحد الي العشرة لا الواحد الي السبعين و جوابه يظهر لک مما يوجد و الحمد لله رب العالمين هذا في الزبر و اما البينات فهي اشارة‌الي العلة فقد الحق سبحانه في هذه الحرف تمام العلة و المعلول اي تمام الاحدية و الواحدية و نسبة المعلول الي العلة کما اشرنا و اومأنا اليه و لما ذکر الحق تمام مراتب العلماء بجميع انحائها بالاجمال التام بحيث لا يدرکها الا الاقلون الذين هم الکبريت الاحمر اراد ان يفصل ذلک الاجمال يکون في المنازل اسهل فعقب العين باللام فاشار الي ان هذا المعلول المخلوق او هذه المراتب الموجودة المکونة المشار اليها بالعين انما هي مرکبة من عشر مراتب الدائرة عليها دورات ثلاثة الدورة العنصرية و المعدنية و النباتية و الجمادية و النباتية و الحيوانية في نظرنا هذا و الا فلک انظار مختلفة فيها و المجموع هي قوي اللام و هنا دقيقة لطيفة و هي ان اعتبار الثلاثين الذي هو مدة تمام دورة القمر اشارة الي ان القابليات التي هي الصور في الحقيقة انما تتحقق بتدبير نفس ما يعبر عنه ببينات العين و هي الرحمة قال الصادق عليه السلام و روحي فداه ان الله خلق

 

 

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 418 *»

المؤمنين من نوره و صبغهم في رحمته فالمؤمن اخو المؤمن لابيه و امه ابوه النور و امه الرحمة قال النبي صلي الله عليه و آله انا و علي ابوا هذه الامة اي امة الدعوة و قال تعالي و وصينا الانسان و هو الحسين بن علي عليهما السلام بوالديه و هو محمد و علي عليهما و علي آلهما الاف التحية و الثناء علي ما في الحديث و في رواية اخري ان الانسان هو رسول الله صلي الله عليه و آله و الوالدان الحسن و الحسين عليهما السلام و هذا مشکل لکن علي ما اصلنا في رموزاتنا في المولود الفلسفي يسهل الامر فيه فتفطن وفقک الله لما تحب و ترجو.

و لما ذکر الحق عز و جل بالاشارة مراتب القابليات و ان کان تلزمه مراتب المقبولات بالکناية لکنه اراد التصريح و تفصيل ذلک الاجمال بالاجمال فعقب اللام بالميم و هو ليلة عيد الفطر مع الثلاثين من شهر رمضان علي ما قال عليه السلام ما معناه شهر رمضان لا ينقص عن ثلاثين ابداً لان الميم عن الزبر بها (؟) من العدد اربعون و هو تمام ميقات موسي قال تعالي و واعدنا موسي اي الشيء الکامل البالغ الي مقامه باکماله اي قوسين الصعودي و النزولي و وصوله الي مقام او ادني هذا البيان بالاجمال في الشرعين ثم اراد التفصيل و تفصيل حدود الشريعة و بيان کيفية بلوغه و وصوله الي مرتبة الکمال و درجة الجلال و الجمال و التأهل لانزال التوراة عليه فقال ثلاثين ليلة لاتمام مراتب القابليات في الشرعين اما الاول بدوران قبضات العشر نفسها في ظهور کونها متميزاً مترتباً عليه الاثار و المظاهر الدورات الثلاثة‌ السالفة ذکرها و اما الثاني بدوران ما ظهر في کل منها من الانوار المتشعشعة من النور المشرق من صبح الازل دورة الالهام و الملامة و الاطمينان و في الثالث و من الثاني دورة ما رأيت شيئاً الا و رأيت الله بعده و دورة ما رأيت شيئاً الا و رأيت الله معه و دورة ما رأيت شيئاً الا و رأيت الله قبله و في الثالث من الثالث دورة ا يکون لغيرک من الظهور ما ليس لک حتي يکون هو المظهر لک متي غبت حتي تحتاج الي دليل يدل عليک و متي بعدت حتي تکون الاثار هي التي توصل اليک و ان الله تعالي اجل ان يعرف

 

 

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 419 *»

بخلقه بل الخلق يعرفون به و دورة و ان کل شيء مما دون العرش الي قرار الارض السابعة السفلي باطل مضمحل ما خلا وجهک الکريم و دورة کشف سبحات الجلال من غير اشارة و محو الموهوم و اطفاء السراج فلما کملت مراتب القابليات و صحت للوصول الي طريق النجاة و الايصال الي الصراط السداد اتممناها بعشر و هو الليالي العشرة في قوله تعالي و الفجر و ليال عشر و هو في کل شيء من المراتب المذکورة بحسبها فالاول من الاول بدورانها الدورة الحيوانية و الثاني من الاول بدورانها الدورة الانسانية و الاول من الثاني بدورانها الدورة الکمالية و تشابهها السبع الشداد و دورة يابن آدم اطعني اجعلک مثلي تقول للشيء کن فيکون و في الثاني من الثاني دورة کنت سمعه الذي يسمع به و بصره الذي يبصر به و يده التي يبطش بها و في الثالث من الثالث لنا مع الله حالات هو فيها نحن و نحن هو، يا ابن آدم ظاهرک للفناء و باطنک انا فليمسک الکلام اذ ليس کل ما يعلم يقال و لا کل ما يقال حان وقته،

اخاف عليک من غيري و مني          و منک و من مکانک و الزمان

و لو اني جعلتک في عيوني          الي يوم القيامة ما کفاني

و کل هذه المراتب هي المکناة بليلة العيد التالي لرمضان الذي لا ينقص عن الثلاثين ابداً فتم ميقات ربه اربعين ليلة لاتمام القابل و المقبول في جميع المراتب بجميع المراتب و هو قوي زبر الميم و هو کل الوجود و سرّ المعبود و ظهور الرب الودود و لذا انکسرت بسم الله الرحمن الرحيم لانها الليلة و مقام الکثرة و عالم التفصيل و هو بالکسر حقيق و بالثمر يليق دق النظر الدقيق تري ظاهرها کباطنها سرّها کعلانيتها اذ بعد ما اشار بالنقطة الي الوحدة السارية التي هي ظل الوحدة الالهية السارية في اطوار الوجود اشار بالباء الي تنزله و انشعابه و تطوره باطوار الظهور الي القابل و المقبول ثم اشار الي الاول من الاثنين بالسين الدال الي الظهور و البطون الساکن الغير المتحرک اذ قد عرفت مما اسلفنا ان لا حراک للسين اي المشار بها اليه اي المرتبتان اي الدورات الثلاثة الا بالدورة الرابعة فلذا سکنت و ما تحرکت ليطابق الظاهر الباطن فلما تمت بالميم

 

 

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 420 *»

المشار بها الي تمام کل من المرتبتين المشار اليها بالسين تحرکت بالکسر لان الساکن اذا حرک حرک بالکسر ظاهراً و باطناً لفظاً و معناً سراً و جهراً تفطن الي هذه الرموز فان ما کتمنا اکثر و الحمد لله رب العالمين اقول بلسان الحالي و مقالي:

کلما قلت اعتق الشکر رقي        جعلتني لک المکارم عبدا

اين مهل الزمان حتي اؤدي         شکر احسانک الذي لايؤدي

هذا ما يتعلق بزبر الميم و اما البينات فهي الخمسون و هي الاشارة الي المراتب الجامعة کل واحد منها الي هذه المراتب المشار اليها بالزبر بضرب الخمسة في العشرة و تظهر هذه المراتب کمال الظهور في القيامة و لذا کان يومها خمسين الف سنة فاصبر صبراً جميلاً  انهم يرونه بعيداً و نريه قريباً فظهر لک من هذا البيان ان هذه الحروف الثلاثة‌ في العلم کلها اجمال و تفصيل و المراد واحد علي هذه الاعتبار فان العين اشارة الي المجموع علي الوجوه المختلفة المذکورة و الغير المذکورة و اللام تفصيلها و الميم تفصيل اللام کما فصلنا هذه من الوجوه المتعلقة بالترکيب المما(؟) الملحوظة فيه خصوصية الحروف.

و اما سر مکتوبية الميم و ملفوظية العين و اللام فللاشارة الي ان مرتبتي القابل و المقبول مجتمعة فيها فکان اولها هو عين اخرها و ظاهرها نفس باطنها کما هو مقتضي التنزل و التعين بخلاف اللام و العين اما في الاول فليس فيه الا القابل وحده و اما الثاني فلانعتبرهما و لايلاحظهما لان فيه نسبة المعلوم الي العلة فاشار بالحرف الواحد الي انه شيء واحد اي کرة واحدة يدور علي قطبها و هو الکلمة التامة اي العلة و اشار بالاختلاف اليه کما هو الظاهر فاجتمع الاتحاد و الاختلاف في العين و الاتصال و الانطباق في الميم فاعرف فانه اصعب ما يرد علي العلماء و لا تنظر الي من قال و انظر الي ما قال فان النظر بعين الاحتقار کما هو شأن القابل من حيث نفسه يورث الرد و الاعتراض لمن نظر و الا فهي و الله من المطالب الصحيحة التي ليس فيها شک و لا ارتياب و لکن عين السخط تبدي المساويا و انما اشکو بثي و حزني الي الله و اعلم من الله ما

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 421 *»

لا تعلمون هذا ما يتعلق بهذا اللفظ من حيث الترتيب و خصوصية العدد.

و اما ما يتعلق بالحروف نفسها فاعلم ان الحروف تنقسم الي ثلاثة اقسام حروف جبروتية و حروف ملکوتية و حروف ملکية کما هو المعروف عند اهل الفن و العلم ثلاثة احرف جامعة کل حرف منها مرتبة من هذه المراتب و الثلاثة التي في ذلک المقام فالاول اشارة ‌الي السر علي الترتيب ذلک تقدير العزيز العليم و هو تمام الوجود و الموجود فالعين اشارة الي عالم الجبروت و حجاب اللاهوت الوجه الحي الذي لا يموت و من العجب انها ثلاثة احرف مترتبة في التنزل و هي اشارة الي المراتب الثلاثة التي في ذلک المقام فالاول اشارة ‌الي السر اللاهوت المستقر في لب الحجاب الجبروتي و لذا قال شيخي روحي فداه انه في الدهر و وجهه في السرمد و لذا کانت الاشارة اليه باعلي الحروف و الثاني اشارة الي نفس المقام و هو اول مرتبة‌ الانعقاد و اول غصن اخذ من الشجرة … الباکورة في جنان الصاقورة و الدرة‌ البيضاء و حجاب اللؤلؤ اول العالمين و ليس بملک کما صرح به مولانا الرضا عليه السلام و روح العالمين له الفداء بل هو انسان کامل و شيخ واصل ابيض اللون و علي يديه عصاة من النور واقف لعبادة ربه وقوف العبد الذليل بين يدي المولي الجليل فظهر في خفائه و خفي في ظهوره فانتشر ظهوره و تشعشع نوره حتي ملأ  الکون و هو قول النبي صلي الله عليه و آله في خطبة‌ يوم الغدير الذي ملأ  الدهر قدسه سبحان ربک رب العزة عما يصفون و الثالث اشارة الي النفس الرحماني الثانوي بل الثالثي بل الرابعي و حجاب العقيق و الانحلال الثاني بعد الانعقاد الاول

و حلين مع عقدين لابد منهما        و حلله و اعقده و احلله و اعقد

و الريح المثير للسحاب و البرزخية الکبري و ادم الثاني في نظرنا هذا و الالف الثاني الذي هو الاختراع الثاني بعد النقطة التي هي الاول و ثاني العالمين و وجه الکروبيين شيخ قاعد علي کرسي النور و منبر السرور راکع لله خاضع لعبادته عليه قباء اصفر من السندس و الاستبرق، چون از و گشتي همه چيز از تو گشت، الي هنا ينتهي العوالم الجبروتية‌ بانتهاء الحروف الاول و لذا کانت

 

 

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 422 *»

حروف وجودها کلها نورية صافية عن شوب الظلمانية و اللام و هي اشارة الي عالم الملکوت و حجاب الجبروت لانها عالم الکثرة کما کان في اللام فانها اول مراتب التفصيل لا بخلاف العين فانها و ان کانت فيها الکثرة حتي ان العاري عن هذه الحقايق يراها اکثر من اللام لکنه اذا تفطن في السر البتة يسکن و لا يعترض و يظهر ذلک من تلويحات اشاراتنا و لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم افرق بين التلويح و الاشارة و لا تجمد و لا تقتصر علي العبارة فانها حجاب اقطعه يا اهل الخطاب ليکشف لک السر من فصل الخطاب،

بدا عرق في وجهه فسألته      لماذا تبدي قال لي و هو يمزح

الا ان ماء الورد حدي انائه       و کل اناء بالذي فيه ينضح

و بالجملة‌ ان اللام کالعين لکونها من تنزلها في هذا المقام تشمل علي ثلاثة احرف بنسبة مقامها فالاول اشارة الي مقام اشارة الي الانعقاد و الاول الحاصل من الانحلال الاول و الغصن الثالث من الشجرة الاولية و الرکن الثالث من مجموع الاربعة و الکتاب المسطور في الرق المنشور و البيت المعمور و اللوح المحفوظ و العلم الکوني الفيض المقدس او الاقدس الحجاب الزبرجد و النور الاخضر الزمردة الخضراء و البحر اللجي و ليلة القدر انا انزلنا اي الاول من الاول في ليلة القدر اي الثاني لا يخفي علي کل احد ان الثاني هو ظهور الاول و تنزله و القدر بمعني الضيق کما قال تعالي و من قدر عليه رزقه اي ضيق انما سميت تلک الليلة بذلک لضيق الارض من کثرة نزول الملائکة فيها و المناسبة غير خفية و ما ادريک ما ليلة القدر من حيث الشرف و المنزلة بالنسبة ‌الي ما دونها ليلة القدر خير من الف شهر الحاصل من المراتب الملکية في العوالم السفلية تنزل الملائکة و الروح اي الاول قال مولانا العسکري عليه السلام و روح القدس في جنان الصاقورة ذاق من حدائقنا الباکورة و الملائکة هي الانوار المتشعشعة من النور الکلي المنزلة الي ذلک المقام فالنور الابيض هو الاصل و الانوار البيض کلها فروعه و اشعته و لذا قال عليه السلام نور ابيض منه البياض و منه ضوء النهار او منه ابيض البياض فافهم و لا تغفل من

 

 

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 423 *»

ادراک اللباب المجتمعة و المستورة في هذه القشور و الظواهر و لا تقتصر علي العبائر فيها اي في تلک الليلة المبارکة باذن ربهم اي مربيهم و ممد وجودهم و مذوت ذواتهم و محقق حقايقهم و هو النون في قوله تعالي ن و القلم و ما يسطرون و هو السر المخفي في بسم الله الرحمن الرحيم و هو نور السموات الباطنية و الارضين الحقيقية و هو الامر الواحد الذي به قامت السموات و الارضون و هو الدلالة من الکلمة التامة و هو مس النار في قوله تعالي يکاد زيتها يضيء و لو لم تمسسه نار و هو النور علي نور يهدي الله لنوره و هو هو و هو اسطقس الذي فوق الاسطقسات،

و اياک و اسم العامرية انني        اخاف عليها من فم المتکلم

اخاف عليها من ابيها و امها        و من سفه المسواک اذ مر في الفم

لو لم تکن اهلاً  لما اظهرتک هذه الاسرار و ما خفي اکثر و اعظم يضيق صدري باظهاره و لا يضيق بکتمانه،

و مستخبر عن سر  ليلي اجبتهم        بعمياء من ليلي بلا تعيين

يقولون خبرنا فانت امينها        و ما انا ان خبرتهم بامين

من کل امر من الاحکام القدرية الهندسات الايجادية و الحدود الخلقية و مقادير الاشعة و هو بطن الام الذي السعيد سعيد فيه و الشقي شقي فيه سلام هي حتي مطلع الفجر اي عود الاخر بالاول دورة کرة و دورة لان حرکتها وضعية فسيرها کروي فافهم.

و اما الثاني فهو اشارة الي الانحلال الاول في المقام الثالث لانعقاد الثالث و الغصن الرابع من الشجرة الکلية الثانوية و الرکن الرابع مأوي من الانوار الاربعة العرشية مأوي جبرئيل و معبر اسرافيل حجاب الياقوت و اوسط الملکوت و اول الظهور الثانوي بعدم اتمام الظهور الاولي الاضافي و هو عالم

 

 

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 424 *»

الطبيعة و مقبرة اموات عالم الذر فافهم راشداً.

و اما الثالث فهو اشارة الي بحر الکمد و حجاب الزبرجد و جوهر الهباء الانعقاد الاول في العقد الثالث الذي هو في صورة الانحلال و هو لجة الهباء و الهيولي الاولي للثالثيات فهو في هذا المقام مادة المواد و هيولي الهيوليات و اسطقس الاسطقسات و هو الغصن الخامس من الشجرة اي الخلد و قريب الاتصال بعالم الملک فلذا کان ما يعبر بلحن هذا المقام في الوسط في اللام من العلم هو مثل ما يعبر به عن الملک باول الاخر اي الميم من العلم بل يمکن ان تقول عينه فافهم و الميم اشارة الي اخر العوالم الناسوتية ان اعتبرنا اللاهوتية في الوجود المطلق و الا فهو نفس العالم الناسوتي مظهر اسم الله المميت بحر اسود مظلم کالليل الدامس کثير الحيات و الحيتان يعلو مرة و يسفل اخري اضيق العوالم و اوسعها و اظهرها و اخفاها و هذا الحرف ايضاً باعتبار اسمها تشتمل علي ثلاثة احرف بنسبة مقامها و قد اشار الحق سبحانه الي هذه المراتب الثلاثة بقوله الحق و من اصوافها و اوبارها و اشعارها اثاثاً و متاعاً الي حين و خير الامور اوسطها فليکن هو اولها فالاول هو مقام الوبر مهبط النور المستقر و هو لب لب القشر في الظاهر و هو اشرف مقامات الجسمية و هي المراتب الفلکية و الثاني اشارة الي مقام الصوف و هو مقام اللب من القشر و هو البسايط العنصرية مما تحت فلک القمر المحاط بجوزهر و الثالث هو القشر و هو مقام الشعر و هو المتولدات المرکبات من حيث نفسها لا من حيث ما فيها من الجواهر العلوية و الذوات المفارقة للمواد الجسمية فتم بتمام العلم العوالم الخلقية و المراتب الرسمية بجميع مراتبها صاعدة و نازلة فابان بالوضع هذه الخصوصية اي ان العلم عين المعلوم او ان العلم التام الکامل لا يتحقق الا بعد السير في هذه المقامات اما بالرسم او بالعين و لما کان العالي في غاية العلو لتعاليه عن الغيرية لا يظهر للغير کالغير بل انما يظهر لديه بعين ما بطن له به فلا شيء اظهر منه له فلا شيء ابطن منه عنده لانه لا شيء اظهر له اختص العلم بالمقامات السافلة و هو مقام اللام في العلم و مقام الميم و بقي مقام العين محجوباً مستوراً ما التفتوا اليه و لذا فسره المشهور بانه الصورة

 

 

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 425 *»

الحاصلة من الشيء عند العقل و کل تفاسيرهم للعلم في هذا المقام و لقد بسطنا هذا القول باکمل بسط مع تحقيقات و تدقيقات في مقدمتنا علي الاربعين المسمي باحقاق الحق المبين و ان اردت ذلک فاطلبه فانه کافية شافية و الحمد لله رب العالمين الي هنا اختم المقال لعدم الاقبال و بلبال البال.