07-12 جواهر الحکم المجلد السابع ـ رسالة في رد ايراد بعض علماء طهران اسمه علي ـ مقابله

رسالة فی رد ایراد بعض علماء طهران اسمه علی

 

من مصنفات السید الاجل الامجد المرحوم الحاج

سید کاظم بن السید قاسم الحسینی اعلی الله مقامه

 

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 429 *»

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله منور قلوب المؤمنين باشراق نور اليقين و شارح صدور العالمين لتلاوة کتابه الحق المبين و الصلوة علي من هو النور في السموات و الارضين بل هو نور السموات و الارضين و آله و اصحابه مقومي وجود العالمين.

اما بعد فيقول الغريب في البلدان البعيد عن الاهالي و الاوطان و القريب اليهما في کل اوان و زمان و مکان اقل الناس جرماً و عملاً و اکثرهم جرماً و زللاً المبتلي بفراق الاحبة و الاخوان و المقيد بسلاسل الهجرة و الحرمان الذي قد انحل جسمه الفراق و اسبل دموعه الاشتياق العبد الفاني الجاني ابن محمد قاسم محمد کاظم الهاشمي النبوي العلوي الفاطمي الحسيني الموسوي بلغه الله الي ما يتمناه و جعل خير يوميه غده و خير داريه عقباه اني بعد ما شاهدت بعين اليقين و بتوفيق الله الملک الحق المبين في مقام التمکين في ريعان العمر و عنفوان الشباب الذي هو مقام التلوين و التمرين لکن الله ذو فضل و من عظيم علي عباده المؤمنين کلام سيد الشهداء و الصديقين علي جده و ابيه و امه و اخيه و بنيه صلوات المصلين ابد الابدين في المناجات في مقام التوحيد الشهودي ا يکون لغيرک من الظهور ما ليس لک حتي يکون هو المظهر لک متي غبت حتي تحتاج الي دليل يدل عليک و متي بعدت حتي تکون الاثار هي التي توصل اليک عميت عين لا تراک و لا تزال عليها رقيبا و خسرت صفقة عبد لم تجعل له من حبک نصيبا بعد ما عرفت انطباقه مع قوله تعالي يا ايها الناس انتم الفقراء الي الله و الله هو الغني صار لسان حالي و مقالي ناطقاً بهذا المقال الذي هو ثمرة تلک الشجرة الطيبة المبارکة الزيتونة لا شرقية و لا غربية يکاد زيتها يضيئ و لو لم تمسسه نار نور علي نور يهدي الله لنوره من يشاء و يضرب الله الامثال للناس و الله بکل شيء عليم اللهم اني اخلصت بانقطاعي اليک و اقبلت

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 430 *»

بکلي عليک و صرفت وجهي عمن يحتاج الي رفدک و قلبت مسئلتي عمن لم يستغن من فضلک و رأيت ان طلب المحتاج الي المحتاج سفه من رأيه و ضعة من عقله فکم قد رايت يا الهي من اناس طلبوا العز بغيرک فذلوا و راموا الثروة من سواک فافتقروا و حاولوا الارتفاع فاتضعوا فصح بمعاينة امثالهم حازم بضعة اعتباره و ارشده الي طريق صوابه اختباره فانت يا مولاي دون کل مسئول موضع مسئلتي و دون کل مطلوب اليه ولي حاجتي انت المخصوص قبل کل مدعو بدعوتي لا يشرکک احد في رجائي و لا يتفق احد معک في دعائي و لا ينظمه و اياک ندائي و لما کان الدعا من المضطر الداعي باللسانين اجابه الله تعالي امن يجيب المضطر اذا دعاه و يکشف السوء فاعرض بقلبي عن الدنيا و زخرفها و عرفني مکرها و غرورها و اراني القبايح التي عليها اهلها و هي في الحقيقة جيفة منتنة و ميتة قذرة لم يطلبها الا الکلاب و لم يرغب اليها الا العاري عن العلم و الاداب و سئلت الله سبحانه العصمة عن الميل اليها و الرکون الي زخارفها لاني ما ابرئ نفسي ان النفس لامارة بالسوء و دعوته ان يوفقني لتحصيل المعرفة الحقيقية لانها هي الغاية الالهية لايجاد العوالم اللاهوتية و الناسوتية و ان يهديني الي القري الظاهرة للسير الي القري المبارکة اذ لا طريق اليها الا منها و لکن البر من اتقي و اتوا البيوت من ابوابها فاجاب دعوتي و رحم ذلتي و مسکنتي فبلغني الي مرادي و مطلوبي و ما لم استحق لذلک و لکنه المتفضل و الرازق لمن يشاء بغير حساب فوفقت للسير في القري الظاهرة و عرفتها و علائمها و منازلها و قصورها و درجاتها و الطريق الموصل اليها بفضل الله تعالي و حوله و قوته فلا حاجة لي الي الناس و لا لي طمع في رياستهم و ميل الي مناصبهم لعلمي بمبدئها و منتهاها و بدئها و عودها و حقيقتها و مجازها و افوض امري الله ان الله بصير بالعباد.

الا ان الفقير المذنب الخاطي المقصر في طاعة ربه التزمت علي نفسي قربة الي الله و طلبا لمرضاته و ابتغاء لوجهه علي حد الامکان الارائة الي الطريق الموصل الي القري الظاهرة الموصلة الي القري المبارکة و ارشاد السلاک اکمل

 

 

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 431 *»

رشد حتي لا يضلوا الطريق فيقعوا في فج عميق کما وقعوا فضلوا و اضلوا کثيرا و صدوا عن سواء السبيل.

فرأيت في اوقات اقامتنا في طهران اخرجنا الله تعالي منها عاجلا بالنبي و آله سادة الانس و الجان کلمات شريفة و عبارات لطيفة و اشارات دقيقة صدرت عن معدن العلم و الکمال و ينبوع الفضل و الافضال صاحب الاخلاق الحسنة الجميلة و جامع الاداب الکريمة الجليلة ذي الفهم السليم و الذوق المستقيم المؤيد من عند الله الملک العلي مولينا من کاسمه لم يزل علي وفقه الله لمراضيه و جعل مستقبل حاله خيرا من ماضيه لما التمس من الفقير النظر اليها و التعمق الصحيح فيما فيها فوجدتها في الحقيقة جامعة للباب مطالب اهل العرفان و مشتملة لاصول قواعد اهل الحقيقة و الايقان متحلية بحلل الحقيقة متزينة بزينة الطريقة لکنها کانت عارية عن لب اللب و خلية عن الحقيقة فوق الحقيقة حيث کانت العلوم علي ثلثة مراتب کما اخبر الحق سبحانه عنها بقوله الحق و من اصوافها و اوبارها و اشعارها اثاثا لکم و متاعا الي حين و کانت فيها بعض العبارات الغير اللايقة بالمقام حيث شرطنا اقتفاء الائمة الاعلام عليهم آلاف الصلوة و السلام و کانت توهم المطالب الصوفية قبحههم الله تعالي و بعضها کانت غير تامة الا بالضميمة و بعضها کانت قاصرة عن تادية المراد و الفقير هذه المراتب الاخيرة ما حملتها الا من جهة طغيان القلم و عدم الالتفات اليها حال الکتابة لان الله ما جعل لرجل من قلبين في جوفه فاوجبت علي نفسي نظرا الي المقدمة السابقة و لان الاخوة و المحبة تقتضي النصيحة لا الخدعة و الخيانة العياذ بالله ان اشير له سلمه الله تعالي من غير تطويل في العبارة الي الاخيرة و الوح الي الاولي من غير تصريح بالاشارة نظرا الي فهمه الزکي و طبعه العلي و ذهنه الوفي ففعلت اظهارا للنصيحة و تعريضا عن الخديعة.

فلما رأي تلک الاشارات و حسبها عبارات و ما التفت الي التلويحات نقول انه کان من جهة اختلال البال و اغتشاش الحواس و الا فهو اجل من ان ينسب اليه عدم التفطن و توهم ان مرادي کغيري من الجهال الجدل و اظهار الفضيلة و

 

 

 

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 432 *»

بنائي علي الخصومة و المباحثة و المناظرة فمنعه ذلک عن التأمل التام في اصل المرام فنظر الي ظاهر العبارة و ما التفت الي الاشارة فضلا عن التلويح مع اني وصيته مرارا بانک لا تقتصر علي العبارة فانها حجاب للاولي و لانها القطرات النازلة من بحر الصاد قد اودعتها في اصداف هذه الالفاظ و النقوش فصارت درة ثمينة لکنها في الصدف و يحتاج الي خرقه فتعرض للرد و المحاجة و تصدي للنقض و المناقشة فقال ما لفظه:

اقول: جري بقلم العبد من غير فصل تأمل نقوش هي في الحقيقة استار ابکار او سطور هي قناع خدور او قباب نواهد من الحور و المقصود رفع الحجاب و کشف النقاب عن تلک المخدرات الاتراب ليشافهها و يلثمها من ارادها بلا احتجاب لکن بعض السادة الاجلاء نظر الي الساطر و المسطور و الساتر و المستور بنظر الازدراء فلم يشافه بميسور النظر الا علي وجه منکر و لم يصادف بلحظ الطرف الا الوجه المنکر فحسب انه لم يري الصور الجميلة

و عين الرضا عن کل عيب کليلة       کما ان عين السخط تبدي المساويا

و العبارات المنظور فيها حين ثبت هذه الکلمات کانت عنده و لم تکن حاضرة لدي حتي اذکرها او اتذکرها توضيحاً للقال و القيل فانا اذکر عباراته دام فضله في المناقشة و اورد في ذيلها ما يقتضي المقام.

اقول: هذا آخر کلامه في المقدمة و العجب کل العجب انه وفقه الله تعالي بعد ان عرفني و اطلع علي اني لست من ساير الناس و لا من الذين يرون الفضل في تکثير الکلام و تطويل المقال و ايراد المناقشات و ذکر النقوض التي لا فائدة فيها بل مرجع الکل الي الاول بل عاهدت بحول الله و قوته علي نفسي ان لا اتکلم ان شاء الله تعالي الا اذا سئلت او في مقام يجب او في مقام يکون فيه نفع الاخرة و مع ذلک ادخل نفسي في هذه الامور الردية‌ الرذيلة و ما ادري انه سلمه الله تعالي کيف ارضي نفسه ان ينسب الي هذه النسبة التي لا يرضيها من امتحن قلبه للايمان لنفسه و لغيره و کيف انظر الي الساطر و المسطور بنظر الازدراء و

 

 

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 433 *»

اشافهه علي الوجه المنکر و انا الذي انادي باعلي صوتي في جميع رسائلي و مباحثاتي بل علي المنابر ان المقال لا يعرف بالرجال و لا تنظروا الي من قال و انظروا الي ما قال فان العلم ليس بارث من اب و لا ام و لا الخال له مدخلية في الحال و لا عم بل نور يقذفه الله في قلب من يحب و ينفسح و يشاهد الغيب و ينشرح فيحتمل البلاء فکيف يسوغ لي ما نسب الي مخدومنا الاعظم و ملاذنا الاقدم و اشهد الله و ملائکته اني ما اردت ما توهمه بل اردت التنبيه الي ما ذکرنا من الدقيقة اللطيفة و التلويح الي اللب و الحقيقة و الاشارة الي بعض العبارات اللائقة و الغير اللائقة و العجب انه سلمه الله اعترف بان العبارات المنظور فيها عند ثبت هذه الکلمات ما کانت حاضرة لدي حتي اذکرها فاذا کان کک فکيف يتعرض لدفع الايراد مما ليس حاضرا عنده و في خاطره و کيف تصح العبارات التي هو ناسيها اذ تصحيحها متوقف علي احضارها في الذهن و النظر فيها و قبلها و بعدها و الارتباطات التي بينها بنظر الدقة و اذ ليس فليس و هل يمکنني الان ان ادفع العيوب التي يقال لجدران الهند و هو محلاتها و بيوتاتها و هذا لا يجوزه عاقل و استغفر الله عن نسبة المکابرة و الجدال بغير التي هي احسن الي ذلک العالي الجناب و لب الالباب حيث تعرض لبيان المجهول و تعقل الغير المعقول و علي هذا لا يناسبني ان اقول کل ما ذکر سلمه الله من اوله الي آخره،

و عين الرضا عن کل عيب کليلة      کما ان عين السخط تبدي المساويا

مع ان ما ذکرت الفقير الحقير کله مستند الي کلام المعصوم عليه السلام او ما اجمعت عليه الاصحاب و ليس مجرد اعتبار العقل وحده اذ لا اعتبار لمجرد الاعتبار عند من له اعتبار و الا لا ينتهي الکلام الي حد فان العقل يحکم اشياء کثيرة في الشيء الواحد اذ قد صح ان کل شيء فيه معني کل شيء و يمکن ايضا ان ادعي اعتبار صحتها جميعا لکني ما احب اذکرها لوجوه عديدة فان ما يرد علي الفقير الحقير من الواردات بفضل الله و قوته و اعانته و حسن توفيقه علي قسمين قسم من القطعيات التي في نظر الفقير من البديهيات و قسم ليس علي

 

 

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 434 *»

هذا الحد و الفقير انما اذکر القسم الاول دون الثاني و ان کان صحيحا و ان ذکرت المجموع «مثنوي هفتاد من کاغذ شود» و الاول هو الکلمة الطيبة التي هي کالشجرة‌ الطيبة التي اصلها ثابت و فرعها في السماء فيحتاج الي التأمل و النظر و الدقة مرتين ثلث فصاعداً حتي ينکشف حقيقة المراد لا النقض و المناقشة باول النظر و هذا معلوم لمن له معرفة بطريقة الائمة عليهم السلام في الکلام و البحث و المناظرة و المجادلة بالتي هي احسن کما لا يخفي علي من له قلب او القي السمع فهو شهيد.

قال وفقه الله نقلاً عن کلام الفقير: قال السيد السند الاجل الانبل المذکور حاکياً لقول العبد قوله ادام الله توفيقه: اعلم ان شواهد الکتاب و السنة الي ان قال تدل علي ان الحب الذاتي اقتضي الظهور الکوني و العلمي للاکوان. قال اقول و بالله التوفيق ان المحبة ان کانت من الصفات الذاتية کالعلم و القدرة و الحيوة و غيرها منها فهي لا تقتضي محبوبا اصلا کما ان العلم الذاتي و القدرة الذاتية و السمع الذاتي و البصر الذاتي لا يستدعي و يقتضي معلوما و مسموعا و مبصرا بل اطلاق الصفات من جهة اثبات الکمال و سلب النقص و الا کمال التوحيد نفي الصفات عنه کما ان الذات البحت لا تقتضي شيئا غيرها کک الصفة لکونها عينها بلا فرق حقيقي و لا اعتباري قال و في الکافي لم يزل ربنا عز و جل عالما و العلم ذاته و لا معلوم و السمع ذاته و لا مسموع و القدرة ذاته و لا مقدور فلما احدث الاشياء و کان المعلوم وقع العلم منه علي المعلوم و السمع علي المسموع الحديث و لا يشک عاقل ان الوقوع هو الفعل و هو الادراک نعم الاقتضاءات و التجليات انما هي للفعل في مرتبة‌ الوجود المطلق و الا لم تکن الذات بحتا ضرورة ان المقتضي يقتضي الاقتضاء و المقتضي([1]) لقد

 

 

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 435 *»

 کفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلثة و ما من اله الا اله واحد فعلي هذا التقرير لا مجال للقول بان الحب الذاتي اقتضي الظهور اه و لا مجال ايضا لجعل المحبة من الصفة الذاتية لمنافاته لقوله تعالي کنت کنزا مخفيا فاحببت ان اعرف فخلقت الخلق لکي اعرف فانه بصريحه يدل علي ان المحبة متأخرة عن الذات مساوقة للفعل و الخلق للايجاد و ان کانت المحبة من الصفات الفعلية کما هو الحق فلا مجال ايضا للقول بان الحب الذاتي اقتضي کذا لان صفات الافعال لا تنسب الا الي الفعل و لا تنسب الي الذات الا علي سبيل الاضمحلال و عدم الالتفات و ليس کک فيما نحن فيه.

اقول و بالله التوفيق ان الاولي بشأن ذلک السيد الجليل محو السيئة ان فرض تحققها بالحسنة و حمل الالفاظ علي الظواهر من المعاني التي لا غايلة فيها لو لم تکن صريحة لکن لما سن المناقشة فنحن نقتفي اثره.

هذا کلامه نقلاً عن الحقير مع زوايد ما قال سلمه الله تعالي من اقول لکنه اقول ما انصف سلمه الله فان الکلام الذي ذکرنا في غاية المتانة و الصحة و ما کان مرادي الا محو السيئة بالحسنة و ما سننت المناقشة فانها شغل البطالين و المعطلين الذين يکثرون العلم بايراد الامور من النقوض و المناقشات التي لا اصل لها فيرجع الکلام الي الاول قال امير المؤمنين روحي فداه العلم نقطة کثرها الجاهلون و اما الذين استشموا رايحة الحقيقة و سکروا من شراب المعرفة اي الصحو الحاصل حال السکر فکان احدهما عين الاخر فلا يلتفتون الي هذه الامور لانها من الزيادات التي امروا بالکف و الصمت عنها و لا يلتفت اليها الا اهل المجادلة الذين اعلا مراتبهم الصور المجردة و ادني مراتبهم الترب الموصدة و لهم بينهما ثمانية عشر مراتب ظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض اذا اخرج يده لم يکد يريها و من لم يجعل الله له نورا فما له من نور و هي ظلمة الطبيعة و ظلمة المثال و ظلمة المادة و ظلمة الجسم الي آخرها (خوانده نشد) و نحن ما خلقنا للوقوف في تلک الظلمات فان الله اجل ان يجعل الغاية للايجاد اياها بل للسير فيها مع عدم

 

 

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 436 *»

الالتفات اليها و قطع النظر عنها مصون السر عن النظر اليها و مرفوع الهمة عن الاعتماد عليها و هي الظلمات و الظلمات الثلث التي في القرآن علي التأويل بل للوصول الي تلک النقطة التي کثرها الجاهلون و اجلک ان تنسب الينا هذا المقام الذي لا يرضيه العوام العارفين بالکلام نعم يرضيه الجاهل بالمقام لکن الفقير مع ذلک لا امن علي نفسي عن الخطاء و السهو فان الانسان يساوق السهو و النسيان الا من عصمه الرحمن و لا حول و لا قوة الا به و لا يمکنني ابرء نفسي عنه فانه مقام لا يناله الا المعصوم عليه السلام فلا ينبغي الاغترار بما عند الانسان من الفهم القليل و ادعاء هذا الامر العظيم کما فعله حرسه الله حيث قال محو السيئة ان فرض تحققها بالحسنة و هو کما تري و انه لامر عظيم و خطب جسيم و لذا وقع فيما وقع من الزلل عصمنا الله و اياک منه بمحمد خير الرسل و آله هداة السبل.

قال سلمه الله تعالي و نقول قوله فهي لا تقتضي محبوباً اصلاً محل مناقشة ظاهرة لان اعتبار الحب من الصفات الذاتية کالعلم يقتضي اعتبار الاقتضاء و المقتضي لکن الاقتضاء هناک عين المقتضي و المقتضي عين المقتضي فهو الحبيب و المحبوب اذ لا محبوب سواه بحب هو عين ذاته اذ لا معلوم سواه فقوله عليه السلام عالم اذ لا معلوم ليس نفياً للمعلوم مطلقاً اذ هو الظاهر بنفسه لنفسه فهو المعلوم لنفسه بنفسه فجعل الحب صفة ذاتية لا يقتضي نفي المحبوب رأساً و اصلاً کما هو صريح عبارته فضلاً عن ظاهره و القول بانه قابل للتأويل باعتبار محبوب سواه مشترک الورود بيننا و بينه ان سامحناه في عدم ظهور عبارتنا و بالجملة اعتبار الحب صفة ذاتية يجتمع مع اعتبار المحبوب علي ما اشرنا و اومأنا اليه.

اقول معتصماً بالله القوي العزيز و لا حول و لا قوة الا بالله انه يجب اولاً ان يعرف الشخص نفسه و ربه و يميز بينهما لئلا يشتبه عليه الامر و يثبت احکام احدهما للاخر و لا يقع عبادته للخلق و هو قول مولاي الصادق علي جده و جدته و آبائه و ابنائه آلاف السلام و الثناء و التحية بدت قدرتک يا الهي و لم تبد هيئة

 

 

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 437 *»

 فشبهوک و جعلوا بعض آياتک ارباباً يا الهي فمن ثم لم يعرفوک يا سيدي و العمدة في هذا المقام هذا المرام و بعد تنقيح هذا المطلب لا يبقي مجال للمناقشة و لا للمعارضة فان الحق لا يخفي بهذه المناقشات کما ان الشمس لا تحتجب بالغيم.

فنقول اعلم ان الحق هو الغني المطلق بحيث لا شايبة للفقر فيه بوجه من الوجوه و الممکن الذي هو الخلق فقير مطلق بحيث لا شايبة للغنا فيه بوجه من الوجوه ابداً و هو قوله الحق يا ايها الناس انتم الفقراء الي الله و الله هو الغني فلا يقتضي الممکن بجميع جهاته و حيثياته و اعتباراته و ملاحظاته و احواله و اطواره و شئوناته الا ما يناسب ذاته من الفقر و الحاجة و الافتقار و العدم و النفي لان الصفات مقامها کک دون مرتبة الذات و لا مجال للعقل ان يحکم بالفقر للذات و الغناء للصفات فکل ما تجد في الخلق من الذوات و الصفات يجب عليک ان تنفي عن الحق بکل الجهات و جميع الحيثيات و الاعتبارات فلا يصدق احدهما علي الاخر في وجه من الوجوه بوجه من الوجوه قال مولينا الرضا عليه السلام علي ما رواه في العيون في توحد الحق سبحانه کنهه تفريق بينه و بين خلقه و غيوره تحديد لما سواه و قال ايضا عليه السلام و کل ما في الخلق لا يوجد في خالقه و کل ما يمکن فيه يمتنع في صانعه الحديث فاجعل هذا الکلام الشريف قاعدة کلية فانف کل ما تراه و تجده في المخلوقين عن الذات البحت تعالي و تقدس و لما نظرنا في المخلوق رأينا علمه يقتضي المعلوم و قدرته تقتضي المقدور و سمعه يقتضي المسموع و محبته تقتضي المحبوب نفينا هذا الاقتضاء عن الحق سبحانه و تعالي و الا لا يصدق قوله تعالي ليس کمثله شيء و هو السميع البصير و قال شيء لا کالاشياء فله السمع و البصر لکن لا کاسماعنا و ابصارنا و علومنا و ادراکاتنا في جميع ما لها من الاقتضاءات و الا لشابهنا فيها و مجرد المشابهة يستلزم الترکيب المستلزم للحدوث المستلزم للفقر فقول الامام عليه السلام کان الله عزوجل ربنا عالماً و العلم ذاته و لا معلوم مبني علي ما قلنا لا علي ما قال ان العلم يقتضي المعلوم الذي هو ذاته و لا يمکن اعتبار الاقتضاء في ذات الحق عز و جل اصلاً لانه القبول و المطاوعة فلا يمکن نسبة الانفعال

 

 

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 438 *»

المستلزم للحدوث الي القديم ان قلت ان الاقتضاء ليس علي معناه الظاهري بل علي معني يناسب القديم فلا ضير في اثباته للذات قلت هل تعرف ذلک المعني ام لا فان قلت بالاول فاسئلک هل هو عين الذات ام غيرها فان قلت بالاول فقد عرفت الذات و احطت بها علماً اذ ليس غيرها و ان قلت بالثاني فقد اثبت معه في الازل شيئاً آخر و ان قلت بالثاني فکيف تثبت ما لم تعرف و ما وصف لک الحق نفسه بذلک و ما قال لک ان ذاتي هو الاقتضاء و ليس لک ان تسميه بما لم يسم به نفسه و ان قلت اثبات الاقتضاء للذات من قبيل اثبات العلم و القدرة لها و ان لم نعرف حقيقتها قلنا هذا قياس مع الفارق لانا لما رأينا عدم العلم و عدم القدرة و عدم الحيوة نقصاً فقد اثبتناها لله تعالي فاذا قلنا الله عالم نعني بذلک انه ليس بجاهل و ليس بعاجز و ليس بميت لا اثبات العلم و القدرة و الحيوة التي نعرفها و ندرکها تعالي ربي و تقدس عن ذلک و ليس کک الاقتضاء و المقتضي و المقتضي اذ ليس في عدمها نقص بوجه من الوجوه بل هو کمال من جهة تنزيه الخالق عن صفات المخلوقين ضرورة ان الاقتضاء و طرفيه من شأنهم و احوالهم فلا يجري علي الحق ما هو اجراه فلا نثبت الاقتضاء لذات الحق عز و جل فانه کفر و شرک و الفقير ادري ان اعتقادکم بخلاف هذا و انما دعتکم المعارضة و المناقشة الي ذکر هذا الکلام.

و قوله و لکن الاقتضاء هناک عين المقتضي و المقتضي عين المقتضي فيه انه ان اراد بالعينية هو ان احدهما هو الثاني بلا فرق فمعني الاقتضاء هو المقتضي و معناه هو المقتضي کالعلم و القدرة قلنا ما الوجه في اثبات هذه الثلثة ان قلت الوجه اثبات الکمال فقد عرفت بطلانه و ليس لک شق ثان صحيح و ان اراد بالعينية هو ان هذه الثلثة امور مختلفة کما هو الظاهر لکن مصداقها ذات واحدة نعتبر فيها تلک الجهات الثلثة کما نقول في العلم انه عين المعلوم و في العقل انه عين المعقول و في الظاهر انه عين المظهر فسخافة هذا القول اظهر من الشمس و ابين من الامس لا يحتاج الي البيان نعم هذه الثلثة نعتبر عينيتها في کن اي الکاف المستديرة علي نفسها و في رتبة المخلوق المفعول المحدث فاشتبه

 

 

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 439 *»

الامر علي مولانا و توهم انه يمکن اعتبارها في الازل او ان العلم مطلقاً يقتضي المعلوم و المحبة مطلقاً تقتضي المحبوب و ما التفت الي ما اشتهر بين العرب ان کل مقال له مقام، هر سخن جايي و هر نکته مکاني دارد و من جهة هذا الالتباس قال مولينا في الدعاء المتقدم و جعلوا بعض آياتک ارباباً يا الهي فمن ثم لم يعرفوک يا سيدي، من عرف نفسه فقد عرف ربه.

و قوله وفقه الله فهو الحبيب و المحبوب اذ لا محبوب سواه بحب هو عين ذاته کما انه العالم و المعلوم بعلم هو عين ذاته فيه انه ان کان مراده و اعتقاده ما تدل عليه هذه الالفاظ فنعوذ بالله و نستجير به منه حيث جعل اعتبار عالميته غير اعتبار علمه و اعتبار علمه غير اعتبار معلوميته و ان کانت الذات واحدة و جعل العلم آلة لعالميته و ان کان بالذات و تبرء الامام علي بن موسي الرضا علي جده و جدته و آبائه و عليه و ابنائه آلاف التحية و الثناء عن هذا الاعتقاد کما في التوحيد و العيون عن الحسن بن خالد قال سمعت الرضا عليه السلام يقول لم يزل الله عزوجل عليما قادرا حيا قديما سميعا بصيرا فقلت له يابن رسول الله ان قوما يقولون لم يزل الله عزوجل عالما بعلم و قادرا بقدرة و حيا بحيوة و قديما بقدم و سميعا بسمع و بصيرا ببصر فقال عليه السلام من قال ذلک و دان به فقد اتخذ مع الله آلهة اخري و ليس من ولايتنا علي شيء ثم قال عليه السلام لم يزل الله عزوجل عليما قادرا حيا سميعا بصيرا لذاته تعالي عما يقول المشرکون و المشبهون علوا کبيرا.

فان قلت ان المراد بالعلم المنفي العلم الذي هو غير ذاته بدليل قوله عليه السلام فقد اتخذ مع الله آلهة و لا يمکن فرض ذلک في الذات الواحدة و ليس کک فيما نحن فيه فانه صرح بان العلم عين ذاته قلت المغايرة اعم من ان تکون حقيقية او اعتبارية و کلا القسمين منفيان عن الحق سبحانه و صفاته و في هذا المقام و ان لم يکن القسم الاول و لکنه القسم الثاني حيث قال و هو العالم و المعلوم بعلم هو عين ذاته و هو قولهم في معرفة النفس يتحد الشاهد و المشهود و الشهود لان العالم في هذا المقام ان کان هو عين العلم و هو عين المعلوم و هو

 

 

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 440 *»

عين العالم بلا فرق حقيقي و لا اعتباري بوجه فلا معني لهذه العبارة انه العالم و المعلوم بعلم عين هو ذاته فلا يناسب ايضا ما ذکر من ان العلم يقتضي المعلوم فاذا قلت ان المعلوم هو عين العلم بلا فرق و لو اعتبارا فکيف يبقي مجال للقول بالاقتضاء لان الاقتضاء هو النسبة و هي تستدعي الطرفين و ان کان بالاعتبار و الا فلا يصح ابدا و لا معني له بوجه اصلاً و لذا رددنا علي القائلين بان الحمل الغير المتعارف اي حمل الشيء علي نفسه لا اعتبار للمغايرة فيه اصلاً بان الحمل يقتضي النسبة و هي لا تتحقق الا بين الشيئين فاذا صح التغاير الاعتباري جاء الشرکة فيتوجه قول الامام عليه السلام من قال ذلک و دان به فقد اتخذ مع الله آلهة اخري و ليس في ولايتنا علي شيء اعيذک مولانا ان يکون هذا اعتقادک نعم ليس مرادک و لکنک اردت المناقشة و المعارضة و لا بأس عند ظهور المقصود بل لا يقال هنالک معلوم و لا تنسب اليه المعلومية لما توهم من المغايرة و لا بأس فيما اذا لم توهم ذلک کما ذکر مولينا الرضا عليه السلام ذلک في جواب عمران الصابي لما سئله عن ذلک فقال عمران يا سيدي هل کان الکائن معلوماً في نفسه عند نفسه قال الرضا عليه السلام انما تکون المعلمة بالشيء لنفي خلافه و ليکون الشيء نفسه بما نفي عنه موجودا و لم ‌يکن هناک شيء يخالفه فتدعوه الحاجة الي نفي ذلک الشيء عن نفسه بتجديد ما علم منها ا فهمت يا عمران قال نعم و الله يا سيدي فجعل الحب صفة ذاتية تقتضي نفي المحبوب رأسا و اصلا کما هو صريح عبارتنا و لا نحتاج الي التأويل حتي يکون مشترک الورود بيننا و بينکم و هذا التوهم انما نشأ من عدم وجود الکتاب عنده وعدم حضور العبارة بباله و هو بالمسامحة اولي و بالجملة اعتبار الحب صفة ذاتية لا يجتمع مع اعتبار المحبوب علي ما اشرنا و اومأنا اليه فافهم وفقک الله تعالي لما يحب و يرضي و السلام علي تابع الهدي.

قال وفقه الله تعالي لمراضيه: لکن مآل هذا الکلام الي نفي التعدد بوجه و اثبات الذات البحت و الذات من حيث هي ليست الا هي فثمة لا شيء سوي

 

 

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 441 *»

الذات و لا حکاية و لا عبارة و لا اعتبار فکلها کغيرها مما لم يذکر واقع علي مقاماته التي لا تعطيل لها في کل مکان فکما ان لا صفة في مرتبة الذات و العلم الذي هو من صفات الذات مع اعتبار الصفتية المقتضية للمغايره فشهادة کل صفة انها غير الموصوف و شهادة کل موصوف انه غير الصفة هـ منفي اول معرفة الله نفي الصفات عنه کذا اعتبار الصفتية من حيث الصفتية تقتضي صحة اعتبارها دون مرتبة الذات اي في مرتبة‌ الحدوث و الخلق اذ لا واسطة بين القديم و الحادث اذ لا صفة في مرتبة الذات و دون مرتبة الذات مرتبة المفعول الحادث القائم بالفعل الحادث القائم بنفسه لکن لا بمعني استقلال الفعل في القيام بالنفس من دون مدخلية للمقيم له القايم بذاته و الا لکان واجبا و قديما و لزم التعطيل المنفي عقلا و نقلا فالفعل و ان کان غير مسبوق بغيره من الفعل او المفاعيل لکنه قائم بالفاعل و اعتبار الفاعلية فيه کالمفعولية علي وجه لکونه مرکبا من الکون و العين قصر استنادها اليه بل الفعل المستند اليه لکونه غير مسبوق بفعل آخر في الحقيقة فعل بالله و مجمل الکلام انه لم يقم نفسه بنفسه بل ربه اقامه بنفسه لا بشيء آخر فصح استناد الفعل الي الله و ان کان الفعل مستندا الي الفعل بنفسه و هذا المقام صعب المنال دقيق جدا عصمنا الله فيه من الزلل قال و کذا الحب الواقع في مرتبة الفعل لما علمت من صحة استناد الفعل اليه تعالي فمعني الحب الذاتي استناده الي الذات بوسط کما في المفاعيل او بلا وسط کالفعل لا ثبوته في مرتبة ‌الذات و شتان بينهما.

اقول و لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم: اما قوله وفقه الله لکن مآل هذا الکلام الي نفي التعدد بوجه و اثبات الذات البحت اه فقد عرفت خلافه و هو ان مآل الکلام الي اثبات التعدد علي وجه الاعتبار و نفي الذات البحت التي ليست ثمة شيء لا عبارة و لا حکاية و لا اعتبار لاثباته الاقتضاء و المقتضي و المقتضي بقوله علمه يقتضي المعلوم و ما ادري ان العلم في هذا المقام ان کان هو عين المعلوم فيکون العلم عبارة اخري للمعلوم فيکون العلم و المعلوم اسمان لشيء واحد و هو ذات الواجب سبحانه فاين الاقتضاء لانه النسبة و الرابطة بين

 

 

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 442 *»

المقتضي و المقتضي و لا شک انه يجب ان يکونا معنيين و لو بالاعتبار لا لفظين و هل يتفوه عاقل بان الانسان يقتضي البشر او بالعکس فلابد من اعتبار التغاير و لو بالاعتبار و الذي تسمع نقول ان العلم عين المعلوم نقصد به التغاير الاعتباري فجهة العلمية غير جهة المعلومية و لا احد يقول ان الشيء من حيث هو علم معلوم او بالعکس الا في ذات الحق سبحانه لانا نقول هناک انه تعالي من حيث هو قريب بعيد و من حيث هو ظاهر باطن و من حيث هو خفي ظاهر و من حيث هو عالم علم و من حيث هو علم معلوم و لا نعرف کيف ذلک حيث کان الکيف مخلوقا و ممکنا فلا اقتضاء لصفاته علي هذا البيان کما انه لا اقتضاء لذاته او ان اعتبار العلم غير اعتبار المعلوم حتي يصح توسط الاقتضاء و ان کان احدهما عين الاخر کما نقول في الفعل انه فاعل و مفعول و فعل فاين الوحدة و نفي التعدد بوجه الا انک تقول بان الکثرة الاعتبارية لا يضر بالوحدة الحقيقية و لا يستلزم الکثرة کما قالوا لکني ما اظنک تدعي ذلک القول السخيف المستنکف الباطل في بادي الرأي.

و قوله ايده الله فکلها کغيرها مما لم يذکر واقع علي مقاماته التي لا تعطيل لها في کل مکان يعني انها مدلولات هذه الالفاظ و مسميات تلک الاسامي فلا يقع علي الذات البحت القديم عبارة و لا اشارة و لکنا نقصد بتلک الالفاظ الذات البحت و ان لم تکن مدلولا لها فاعتبر فيها ما تعتبر فيها اذ لا فرق بينها و بينها الا انها عبدها و خلقها فتقها و رتقها بيدها بدؤها منها عودها اليها علي ما قال الامام الحجة المنتظر عجل الله فرجه و روح العالمين فداه في دعاء کل شهر من شهر رجب اللهم اني اسئلک بمعاني جميع ما يدعوک به ولاة امرک المأمونون علي سرک الي ان قال فجعلتهم معادن لکلماتک و ارکانا لتوحيدک و آياتک و علاماتک و مقاماتک التي لا تعطيل لها في کل مکان يعرفک بها من عرفک لا فرق بينک و بينها الا انهم عبادک و خلقک فتقها و رتقها بيدک بدؤها منک و عودها اليک الدعاء فاذا کان کک فانف عنها ما تنفي عنها لانها الوجه و ملاحظتها من حيث الوجهية لا من حيث النفسية ففي الرتبة الاولي لا فرق بينک

 

 

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 443 *»

و بينها و في الثانية الا انهم عبادک و خلقک فافهم.

و قوله فمعني الحب الذاتي استناده الي الذات اما بوسط کما في المفاعيل او بلا وسط کما في الفعل لا بثبوته في مرتبة الذات و شتان بينهما فيه انه وفقه الله اختار الشق الثاني من الترديد الذي رددنا في الايراد اي في بيان المراد و ما ذکر اولا کان مناقشة لفظية و قد عرفت فسادها و اما هذا الشق فهو صحيح کما ذکرنا و صححنا اولاً لکن الکلام في تصحيح العبارة فانها قاصرة بعد ان صح ان الصفة علي قسمين ذاتية و فعلية و الفارق بينهما ليس الا انتساب الاول الي الذات و الثاني الي الفعل تقول علم ذاتي و قدرة ذاتية و سمع ذاتي و تقول علم اذ معلوم و قدرة اذ مقدور و سمع اذ مسموع و قد صح ان الصفة الذاتية قديمة اذ ليست شيئاً غير الذات و اثبات هذه العبارات التفهيمية و النقوش الفهوانية بعدم استلزام التعطيل و الا فکمال التوحيد نفي الصفات عنه کما ذکر غير مرة و ان الصفة الفعلية حادثة مخلوقة لانها مظاهر ظهورات الحق و مجالي تجلياته کالالوهية و الربوبية و الخالقية و الرازقية و امثال ذلک و لا يکون الظهور في مرتبة الظاهر قط و ان کان عينه لکن المراد ما يقوم به الظهور قيام صدور لا ما يقوم به قيام تحقق و لا ما يقوم به قيام عروض و لا ما يقوم به قيام ظهور فاذا قلت العلم الذاتي و قصدت به الحادث الفعلي فقد جئت بالمکابرة الواضحة و لا يعرف الناظر من تلک العبارة الا العلم الذي هو ذاته اذ ليس الفارق بين الامرين الا الامرين في جميع الاصطلاحات و  کلمات الائمة عليهم السلام شاهد صدق لهذا المدعا فيظن الحادث قديما و اما ان يعتقده و يجعله اعتقادا فيکفر و تکون انت حامل اوزاره او يطعن فيک و ينسبک الي الکفر ففي الصورتين تتوجه الملامة اليک سيما في هذا المقام الذي هو من مزال الاقدام حيث ان الصوفية اعتقادهم ان الحب الذي صار علة الخلق و الکون هو الحب الذاتي الذي هو عين ذاته و لا يعرفون ان المراد بالحب في الحديث مرتبة ‌الفعل و الوجود المطلق و لا يمکن جعله اصطلاحا جديدا لوقوع الالتباس و الاشتباه التام في الکلام کما لا يخفي علي اولي البصاير و الافهام.

 

 

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 444 *»

و اما قوله اما بوسط کالمفاعيل او بغير وسط کالفعل ففيه ان الظاهر من العبارة نفي الواسطة في ايجاد الفعل و هذا لا يصح ابدا و الا لما استدارت الکاف علي نفسها و ما حصل التوالي و خلاف التوالي و فيه جعل الذات فعلا و جعل الفعل ذاتا و هو مما لا يجوزه عاقل و يمکن تأويل الکلام بارادة الوسط الذي هو غير ذاته علي وفق قوله تعالي لا شرقية اي لا قديمة و لا غربية اي و لا حادثة و حمله علي هذا الوجه اولي من الرد علي خلاف ديدنه وفقه الله حيث بناؤه علي الرد کيف ما کان و الکلام في کيفية اثبات الوسط و تحقيق معناه و تبين المراد طويل الذيل ممتد السبل و انا لا احب التطويل فاقتصر علي الاشارة و اومي الي محل الاشتباه و الالتباس و لا يمکن استقصاء هذه المطالب الا بالمشافهة و المشاهدة ثبتک الله و ايانا من الزلل بمحمد خير الرسل و آله هداة السبل و الحمد لله رب العالمين و الصلوة و السلام علي محمد و آله الطيبين الطاهرين الاکرمين الانجبين.

قال وفقه الله تعالي و ايده و لما کانت الحکاية في کنت کنزا مخفيا اه من جانب الفاعل يضمحل المناقشة في نسبة ‌الحب الي الذات لما علمت من کون الحب مخلوقا بظهور الفعل بعين ظهوره و الفعل منسوب الي الذات بالمعني الصحيح السابق فلا مجال لقوله لا مجال للقول بان الحب الذاتي اقتضي الظهور اه و لا مجال لقوله ايضا و لا مجال ايضا لجعل المحبة من الصفة الذاتية لقوله تعالي فاحببت ان اعرف اه اذ قد عرفت ان الحب الذاتي في الذات عين الذات فهو بذاته حبيب لذاته اذ لا محبوب سواه فنفي المحبة في الجملة في مرتبة‌ الذات لا دليل عليه و لفظه فاحببت ان اعرف اه لا دليل عليه و اثبات الصفتية و هو في دون مرتبة الذات اذ لا صفة في مرتبة‌ الذات لا ينافي التبعية الظاهرة من فاحببت ان اعرف و مما ذکرنا و فصلنا ظهر ان لا مجال لقوله فلا مجال ايضا للقول بان الحب الذاتي اقتضي کذا اذ قد علمت صحة کون الوسايط مطوية اذا وقع الحکاية من الفاعل تفطن.

 

 

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 445 *»

اقول و لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم انک قد عرفت مما اسلفنا ان الايراد باق بحاله و المراد لا يدفع الايراد و الحب ليس منسوبا الي الذات لما عرفت من وقوع التشبيه المستلزم للشرکة المستلزمة للترکيب المستلزم للحدوث الممتنع من الازل الممتنع من الحدث بل الحب منسوب الي المحب و هو الذات الظاهرة بالحب الذي هو عين الظهور الذي هو عين المظهر فالمحب عين الحب الذي هو عين المحبوب اولا المعبر عنه عندنا بالمفعول المطلق و کذا الفعل لا ينسب الا الي الفاعل بالمعني الصحيح و کل ذلک اقامه الله تعالي بالقيام الصدوري لا علي نحو المشابهة و لا المماثلة و لا الاتحاد و لا الاقتران و لا النسبة و لا کالمقابل و الصورة و لا کالشمس و الاشعة و لا کالنور و الظل و لا کغيرها من انواع الاصدار و الايجاد اذ کل ذلک من احوال الخلق و صفاتهم و هو منزه عنها اعرفوا الله بالله اذ کنهه تفريق بينه و بين خلقه و غيوره تحديد لما سواه و لا کيف لتلک الاقامة کما انه لا کيف لذاته تعالي فمن ادعي کيفية اصدار الخلق الاول الا علي نحو ما اشرنا اليه فقد کذب و افتري قال مولينا الرضا عليه الصلوة و السلام ما معناه ان ارادة الله احداثه لا غير لانه لا يروي و لا يهم و لا يتفکر انما يقول للشيء کن فيکون بلا نطق و لا لفظ و لا اشارة و لا کيف لذلک کما انه لا کيف لذاته فلا معني لانتساب الفعل الي الذات البحت تعالي و تقدس بل الفعل منسوب الي الفاعل الذي هو عين ظهور الذات بنفس الفاعل بلا کيف و لا جهة بالمعني الصحيح مع ان الذات قد غيبت جميع الصفات ا يکون لغيرک من الظهور ما ليس لک اه فلا تعطيل ابدا عند العارف فلا مجال لقوله فلا مجال لقوله لا مجال للقول بان الحب الذاتي اقتضي الظهور اه و ايضا لا مجال لقوله ايضا و لا مجال لقوله ايضا و لا مجال ايضا لجعل المحبة من الصفة الذاتية لان الصفة الذاتية کما هو الاعتقاد الحق بل لا اجد احدا يخالفه الا الاشاعرة انها عين الذات بلا اعتبار مغايرة و اعتبار و فرض فکيف يمکن جعل المحبة من الصفة الذاتية و جعلها متأخرة عن الذات مساوقة للايجاد و الخلق فلا مجال لصحة هذا القول بوجه ابدا کما لا يخفي علي من له

 

 

«* جواهر الحکم جلد 7 صفحه 446 *»

ادني مسکة و استشهادنا بحديث الايجاد صريح في المراد.

و قوله وفقه الله فنفي المحبة في الجملة في مرتبة الذات لا دليل عليه و لفظة فاحببت ان اعرف لا دليل عليه فيه انا ما نفينا المحبة الذاتية مطلقاً بل نفينا المحبة التي تقتضي المحبوب و المحبة الذاتية لا اقتضاء لها بوجه من الوجوه کما عرفت بل المحبة المقتضية هي المحبة في قوله تعالي فاحببت ان اعرف فلفظة احببت ان اعرف دليل علي ما ادعينا باکمل الدلالة و اتمها و مما ذکرنا و فصلنا ظهر ان لا مجال لقوله لا مجال لقوله فلا مجال لقوله ايضا للقول بان الحب الذاتي اقتضي کذا لانک علمت ان الوسائط لابد من اعتبارها اذا وقع الحکاية من الفاعل علي ان الفاعل هو الواسطة بين الذات و بين الفعل و لا حکاية في الذات البحت و عن الذات البحت و لا اشارة و لا عبارة و لا کلام اذا بلغ  الکلام الي الله فامسکوا فان الي ربک المنتهي و لا مؤثر في الوجود الا الله و لا خالق الا الله و لا رازق الا الله و لا محيي الا الله و لا مميت الا الله هو الله الواحد القهار،

هذا اعتقادي قد کشفت قناعه      سيضر معتقدي له او ينفع

تأمل في حدود کلماتي و اشاراتي و ترديد عباراتي لتعرف سر الامر بين الامرين و تفوز الي معرفة قيومية الحق للاشياء و قد کتبت هذا المطلب بما لا مزيد عليه في تفسير آية الکرسي في الحي القيوم في بيان حقيقة معني زيد قائم فاطلبه ليظهر لک المراد و لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم.

قال وفقه الله . . . .

(الي هنا کان في النسخة الاصلية)

[1] اي في هذا المقام. منه اعلي الله مقامه