08-13 جواهر الحکم المجلد الثامن ـ رسالة في الرد علي من رد علي الشيخ (اع) في مسئلتي المعاد و العلم ـ مقابله

رسالة فی الرد علی من رد علی الشیخ اعلی الله مقامه فی مسئلتی المعاد و العلم

 

من مصنفات السید الاجل الامجد المرحوم الحاج

سید کاظم بن السید قاسم الحسینی اعلی الله مقامه

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 515 *»

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين و الصلوة و السلام علي خير خلقه محمد و آله الطاهرين الطيبين

اما بعد فيقول العبد الجاني و الاسير الفاني كاظم بن قاسم الحسيني الرشتي اني قد وقفت علي کلمات لبعض الاصحاب وفقه الله في کل باب و هداه سبيل السداد و الصواب کتبها علي بعض عبارات شيخنا و مولانا و استادنا فخر العلماء المحققين و خاتم المجتهدين عماد الاسلام و المسلمين شيخنا الشيخ احمد بن زين الدين اعزه الله و ابقاه و جعلني في کل مکروه فداه في مسألة المعاد و عود الارواح الي الاجساد و رأيته قد تکلم علي خلاف مراده و تنطق عن (من خ‌م9) غير اعتقاده من جهة عدم الانس باصطلاحاته و عدم التتبع التام في مطاوي کلماته فان له مطالب و اصطلاحات خاصة لايهتدي اليها الا بالسماع منه سلمه الله تعالي (دام ظله خ‌م9) کما هو شان اهل کل فن بالنسبة الي فنه و علمه فان اهل الهندسة مثلا لهم اصطلاح خاص لو ان البالغ في النحو الکامل فيه اراد ان‌يعرف کلماتهم و يفک رموزهم و اشاراتهم بمجرد قراءة النحو و عدم السماع منهم لم‌يتمکن من ذلک بالضرورة فکيف اذا اراد الجرح و التعديل و التخطئة و التصويب فاحببت ان‌اشرح تلک الکلمات و اميز غثها من سمينها مع کمال اختلال البال و اضطراب الاحوال و حدوث الواردات و النائبات المانعة عن (من خ‌م9) استقامة الحال و احببت ان‌اطلع عليها قبل هذه الاوقات لاعطي حقها من التحقيق و ارشد المتحير الي سواء الطريق و في التسويف خفت عروض العوائق و الموانع فبادرت مختصرا في المقال و مقتصرا علي الاجمال و مشيرا الي نوع الاستدلال و بالله المستعان و عليه التکلان في المبدء و المآل.

اعلم ان الذي تحقق بالضرورة من الدين و ثبت من مذهب سيد المرسلين عليه و آله صلوات الله ابد الآبدين هو القول بالمعاد الجسماني و

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 516 *»

الروحاني يعني عود الارواح الي الاجساد بعد موتها و هلاکها و فنائها فمن انکر هذه الجملة فقد کابر الضروري و زاحم البديهي و انکر ما جاء به النبي9 فخرج عن الاسلام الا ان المسلمين مختلفون في تحقيق الروح و البدن و الجسم اختلافا کثيرا لايکاد ينضبط و قد ذکر العلامة المجلسي (ره) في البحار من الاقوال في الروح ازيد من عشرين قولا و ذکر عن بعضهم انه قال في الروح اربعون قولا و ربما يزيد عن (من خ‌م9) ذلک و احد الاقوال قول الفلاسفة ان الروح مجردة لا جسم و لا جسمانية و لم‌يتفردوا بهذا القول بل قد قال به جمع من المسلمين من العامة کجمع من قدماء المعتزلة و الغزالي و راغب الاصفهاني و من الخاصة شيخنا المفيد (ره) علي ما ذکر المجلسي (ره) و قال و ان قال بعضهم انه في آخر عمره رجع عن هذا الاعتقاد و نقل عن البهائي (ره) و جمع من المتأخرين انهم ذکروا ان في الاخبار ما يستفاد منه ذلک، اقول القائلون (القائلون بذلک خ‌ل) جمع کثير و جم غفير من علماء الخاصة و العامة و قد ذکر المجلسي (ره) من (ما خ‌ل) ذکر من باب المثال لا استقصاء الاقوال و باقي الاقوال کلها تدور علي جسمية الروح و عرضيته و مايجري مجراهما و ليس الآن قصدنا استقصاء الاقوال و تحقيق الحق منها بل مجرد ذکر خلاف اهل الاسلام، فاذا عرفت ذلک علمت ان کل صاحب قول يحمل عود الروح الي الجسد علي ما يذهب اليه و يختاره و الاخر بخلافه فلايقدح هذا الاختلاف في اسلامه و لا في ايمانه لانه قال بما اتفق عليه المسلمون من عود الروح الي الجسد.

و اما حقيقة الروح و انها اي شيء و کيف يعود فلم‌يقم عليها اجماع و لا نص من کتاب مجمع علي تأويله و لا سنة عن النبي9 لا اختلاف فيها و لا دليل عقل طابقت عليه العقول حتي اذا خالفها يخرج عن الدين فلم‌يبق له الا مايؤدي اليه نظره و يوصل اليه فکره اذا اخذ من الجهة التي قرر الله تعالي له اياها و هو قول مولانا الکاظم7 في مکاتبته للرشيد لعنه الله علي ما رواه المفيد في الاختصاص و الصفار في بصائر الدرجات امور الاديان امران امر لا اختلاف فيه و امر فيه اختلاف فما ثبت لمنتحليه من کتاب مجمع علي تاويله او سنة عن النبي9 لا اختلاف فيها او قياس تعرف العقول عدله ضاق لمستوضح تلک الحجة الرد اليه و التسليم له (اليه خ‌م9) و ما لم‌يثبت لمنتحليه من کتاب مجمع علي

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 517 *»

 تأويله او سنة عن النبي9 لا اختلاف فيها او قياس تعرف العقول عدله وسع خاص الامة و عامها الشک فيه و الانکار له فما ظهر لک برهانه اصطفيته و ما خفي عليک بيانه نفيته، هذا معني الحديث فظهر لک ان المختلفين في الروح مع اتفاق الکل بعودها بعد موتها الي الجسد باقون علي (في خ‌م9) اسلامهم و ايمانم ان لم‌يخرجوا عنهما بوجه آخر.

و الجسم ايضا قد اختلف العلماء فيه و في حقيقته فمنهم من يري انه مرکب من الهيولي و الصورة و هو مذهب اکثر الحکماء (العلماء خ‌م9) و بعض المتکلمين و منهم من انکر الهيولي و قال ان الجسم هو الصورة الجسمية خاصة الموجودة حال الاتصال و الانفصال و هما عرضان طاريان علي تلک الصورة و نسب العلامة المجلسي (ره) هذا القول الي المحقق الطوسي (ره) و بعض الحکماء و قال ان هذا القول متين قوي جدا و منهم من انکر الجميع و قال ان الجسم مؤلف من اجزاء لايتجزّي و هو قول عامة المتکلمين من العامة و الخاصة و منهم من قال ان الجسم مرکب من اجزاء صغار صلبة و هو قول ذيمقراطيس الحکيم و غير ذلک من الاقوال في هذا المقام فاذا تحقق الخلاف و الاختلاف بين المسلمين القائلين بالمعاد الجسماني في الجسم و انه اي شيء فاذا حمله کل علي مذهبه و معتقده فلايحکم بکفره و لا بضلالته و لا بفسقه بعين ما ذکرنا في الروح و هذه المسئلة اجماعية لا خلاف فيها فان مناط الکفر انکار ما علم من الدين ضرروة و اما الذي فيه اختلاف مابلغ حد الضرورة فانکاره اذا ادي اليه الدليل المعتبر هو الايمان الخالص.

ثم لاشک (انه لاشک خ‌م9) و لاريب ان الاجسام تعتريها اعراض خارجية و اوساخ غريبة لا دخل لها في ذاتيتها و ليست مناطا لشيء من حقيقتها و اجزائها و صفاتها الذاتية و الفعلية و انما هي اشياء اعترته لقرانات بعض الکثافات فوجودها کعدمها بل عدمها احسن من وجودها و ذلک مثل الاوساخ التي تعتري البدن و تفسده

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 518 *»

فتحتاج الي الحمام و الدلک لازالتها فهل يجوز لاحد من العقلاء يتفوه و يقول ان من انکر عود هذه الاوساخ و الاعراض و الغرائب هو المنکر للمعاد الجسماني و هل يتصور ان‌يقال للرجل الذي تزال عنه اوساخ کثيرة و اخلاط فاسدة ان هذا ليس بذلک الرجل و ان جسمه ليس ذلک الجسم فتسقط عنه جميع الحقوق المتعلقة بالجسم الاول من الحد و القصاص و الدين و الدية و امثال ذلک مثلا اليد اذا توسّخت بقاذورة هل ينبغي ان لاتغسل اليد عنها و الا لتغيرت عن حقيقتها او يجب عليک ان‌تغسلها لتبعد عنها ما ينافي ذاتها و حقيقتها و الا لتغيرت عن حقيقتها فاذا مات قبل الغسل وجب ان‌يبعثه الله معها اعتبر بحال الجنين حين تولده و خروجه الي هذه الدنيا لاشک انها مختلط بکثافات من الرحم و دم الحيض مغطي بالمشيمة و لاشک انها اعراض و غرائب فهل تصفي عنه تلک الکثافات و تغسل ام يبقي علي حالته (تبقي حالته خ‌م9) الاولية الکثيفة فبعد ما صفّي هل لعاقل ان‌يقول ان الجنين تغير عما هو عليه و ليس هذا بالذي کان في بطن الام و الله سبحانه يقول و الله اخرجکم من بطون امهاتکم لاتعلمون شيئا و هذا ان‌شاء الله تعالي واضح فاذن فابدان المکلفين في هذه الدنيا تتوسخ باوساخ مثل توسخ الجنين و توسخ اليد و امثالهما فيکون لها شيئان شيء ذاتي حقيقي جوهري لايزول و لايتغير بل يرجع علي ما هو عليه و شيء وسخ عرض کثافة و هو الغطاء في قوله تعالي فکشفنا عنک غطائک فبصرک اليوم حديد فسمي بالاصطلاح البدن الحقيقي الاصلي بالجسد الثاني و الفلکي و الهورقليوي لکمال الثبات و الاصالة و الوسخي العرضي بالجسد الاول العنصري تشبيها بالعناصر التي هي عالم الکون و الفساد لا ان الجسم و البدن يخلو من عناصر هذا العالم الذاتية نعم العرضية مثل اوساخ اليد الظاهرية فيجب ذلک و الا ما انکشف الغطاء.

و اذا اردت الکلام بالمجادلة بالتي هي احسن فنقول ان الاجماع من المسلمين قد انعقد علي عود الاجسام الدنياوية اما (و اما خ‌م9) انها تعود بجميع عوارضها الخارجة عن ذاتها کالعمي و العرج و المرض و امثالها فلا نسلم شمول الاجماع

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 519 *»

عليها و لا نص من الکتاب و السنة علي ذلک و انما هما علي خلافه کما سيظهر لک و کذلک العلماء قائلون بخلافه و العقل يدل علي خلافه کما سيأتي ان‌شاءالله تعالي في محله بل ربما يقال ان الاجماع المذکور ايضا يدل علي خلافه لان الاجماع قائم علي عود بدن کل شخص لا عوده مع غيره فان الاوساخ غير البدن الذي للشخص و کذلک الکثافات و العرضيات فلايجعل الحکيم ما ليس للشيء له و الا لم‌يکن حکيما فان نسبة هذه الاعراض و الکثافات الي الانسان مثل الحجر (نسبة الحجر خ‌م9) الموضوع بجنب الانسان فاذا اريد رد کلشيء الي اصله يجعل الحجر في محله و الانسان في محله فمراد شيخنا اطال الله بقائه من الجسد العنصري هذه الاوساخ او الصورة الدنياوية التي تجذب هذه الاوساخ فلابد من کسرها و صوغها علي هيئة و صورة محکمة مثلها لکنها بحيث لاتجذب الاوساخ و لاتعرضه الغطاء کما نوضح (توضح خ‌م9) لک فيما بعد ان‌شاء الله تعالي فاذا اصطلح احد هکذا اي (فايّ خ‌م9) اجماع خالفه و اي ضرورة انکرها هل عود الاوساخ و الاعراض و الغرائب مثل العمي و العرج و الجذام و سائر الدماميل الحاصلة من الاخلاط الفاسدة او البلادة و الحماقة و قلة الفهم و الادراک الحاصلة من هيجان البلغم و الرطوبات الغريبة الفضلية او الاعوجاج و عدم استقامة السليقة و الجربزة و التهور الحاصلة من هيجان خلط الصفراء و امثال ذلک هل انکار عود هذه الاخلاط الفاسدة و اشباهها مما يورث انهدام البنية و تحلل (تخلل خ‌م9) الاعضاء و تحلل (تخلل خ‌م9) الآلات المورثة للموت و الفناء مع حفظ البنية الجسمانية و المادة العنصرية الجوهرية هو انکار الضرورة و اي ضرورة قامت علي هذا بل العلماء من اهل الاسلام رضوان الله علي الصالحين منهم قد صرحوا بعدم عود (العود في خ‌م9) تلک الاعراض و الغرائب و ما رأيت و لاوقفت علي قائل من العلماء الذين عليهم (علمهم خ‌م9) العمل قال بعودها و لا ممن لم‌يعتمد عليه الا ما اسمع من بعض الجهال اشباه الناس فان الاحاديث المستفيضة المتواردة بل المتواترة ناصة علي ذلک کما سنتلو عليک ان‌شاء الله تعالي شطرا منها ان وجدت للنفس اقبالا الي ذلک.

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 520 *»

فاذا عرفت هذه المقدمة فاعلم ان جناب الماتن سلمه الله تعالي و ابقاه و سدده بهداه و تقواه قد نقل عن جناب شيخنا جعلني الله فداه کلمات کثيرة کلها تدور علي هذا المعني الذي ذکرت لک و هو مراده منها لأني اخذت منه مشافهة و سمعت منه معاينة ان افتريته فعلي اجرامي و انا بريء مما تجرمون و نحن لانطول الکلام بذکر تلک الکلمات الشريفة المبارکة لان المقصود اداء المعني لا غير لا حل العبارات و ذکر وجوه المناسبات و کان اطال الله بقاه قد ذکر في اخر الکلام ان الجسد العنصري علي المعني الذي ذکرت اعراض و غرائب يجب ان‌يصفي الجسم عنها و انت قد عرفت انه يجب ذلک و الا لم‌يکن فرق بين الدنيا و الاخرة.

قال جناب الاخوند سلمه الله تعالي اقول الظاهر ان ما ذکره من الاعراض و (عن خ‌م9) الکثافات فينبغي ان‌يصفي عنه الاعتقادات.

اقول هذا الکلام ليس له عندنا جواب فان الطعن و التشنيع ليس من دأبنا و لا من عادتنا،

فلولا الشعر للعلماء يزري

لکنت اليوم اشعر من لبيد

قال سلمه الله تعالي اما اولا فلان اعتقاد اهل الاسلام الماخوذ من الشارع و نوابه: ان اجزاء الجسم من عناصر هذا العالم سيما الارض و لو بواسطة کما في بني آدم فانهم خلقوا من ماء حاصل من الاجزاء الارضية کيف و قد قال الله تعالي منها خلقناکم و فيها نعيدکم و منها نخرجکم تارة اخري و قال تعالي ان مثل عيسي عند الله کمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له کن فيکون و قال تعالي و لقد خلقنا الانسان من صلصال من حمأ مسنون و الجان خلقناه من قبل من نار السموم و قال تعالي اني خالق بشرا من صلصال من حمأ مسنون و قال تعالي و لقد خلقنا الانسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مکين و قال تعالي اني خالق بشرا من طين و عن النبي9 کنت نبيا و آدم

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 521 *»

 بين الماء و الطين الي غير ذلک من الآيات و الاخبار الدالة علي ان اجزاء الجسد الانسان من هذا العالم.

اقول قوله فلان اعتقاد اهل الاسلام الي قوله من عناصر هذا العالم، ان اراد بالمشار اليه بهذا العالم عالم الاجسام مطلقا فمسلم و لا محيص عنه فان الجسم لايخلق من الروح اي من عناصرها فقد دل عليه العقل و النقل و الاجماع و جميع الادلة الشرعية و جناب الشيخ جعلني الله فداه لاينکر هذا المعني کيف و هو الذي اسس القول بان کل شيء له حد معلوم و مقام معين لايتعداه لقوله تعالي و ما منا الا له مقام معلوم و انا لنحن الصافون فلايکون الجماد نباتا و لا النبات حيوانا و لا الحيوان انسانا خلافا للصوفية القائلين بذلک اذن فلايکون الجسم روحا و لا العکس فاجزاء الجسم جسم و اجزاء الروح روح و اجزاء العقل عقل[1] و هکذا و ان اراد بالمشار اليه عالم الکون و الفساد و هي العناصر التي تحت فلک القمر و الله سبحانه خلق الخلق منها فان اريد ان الله سبحانه خلق (لما خلق خ‌ل) الانسان في احسن تقويم و فضله علي السموات و الارض و الجبال و سخرها له و جعله جامعا مملکا فخلق جسمه من اصفي الاجسام و الطفها و اشرفها لانه اکمل في ابلاغ الحجة و اکمال النعمة فان الخلق من الادني مع التمکن من الاعلي فيما هو شرفه و کرمه و جعله بحيث يبلغ في السعادة اعلي الدرجات و اسناها و في الشقاوة اسفل الدرکات و ادناها لايصح في الحکمة و لما کان اشرف الاجسام و الطفها جسم الافلاک و کان الانسان اشرف من الافلاک فوجب ان‌يکون جسمه الطف و اصفي من جسم الافلاک و لما کان خلقة الانسان انما کان في وسط العالم کالقلب بالنسبة الي البدن کانت العناصر المخلوقة منه نازلة من الافلاک بواسطة اشعة الکواکب و الشمس و القمر تلقتها الملائکة و القتها الي العناصر (القتها العناصر خ‌م9) فالعناصر

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 522 *»

التي في هذا الکون و الفساد ظاهرها محل اعراض و غرائب و بها يتحقق الفساد و باطنها صفوة الافلاک و بها الدوام و الثبات فان صعب عليک تصوير هذه العبارات نقول ان الله سبحانه رکب هذه العناصر و عدلها و نفي عنها الغرائب حتي صارت شبيهة بالاجسام الفلکية حتي تعلق بها الروح الحيوانية الحساسة الفلکية کما قال اميرالمؤمنين7 في الروح الحيوانية (الافلاکية خ‌م9) ان اصلها الافلاک و مادتها من لطائف الاغذية فتلک اللطائف اذا تألفت و اجتمعت بتدبير الله تعالي و تقديره حتي شابهت لطافة الافلاک و ناسب (ناسبت خ‌م9) اجسامها فتتعلق (فيتعلق خ‌م9) بها روحها فان الروح لاتتعلق الا بمحل مناسب مثاله انک اذا قابلت النار خشبة رطبة و لاتوصلها بها فالنار بالمقابلة و الاحراق لاتزال تلطفها و تجففها و تکلسها الي ان‌تحيلها الي الدخانية فتتعلق به (بها خ‌م9) النار و تشتعل (فتشتعل خ‌م9) الخشبة من غير ان‌تنقص النار و تخرج عن مکانها فالافلاک (و الافلاک خ‌م9) بمنزلة النار و العناصر کالخشبة فطبق المثال بالممثل تجد الامر واضحا فاذا قلنا ان الانسان المکلف مخلوق من عناصر الافلاک او (و خ‌م9) اعلي منها نريد به هذا التدبير في هذه العناصر لا العناصر من غير التدبير و هذا هو العرک و التخمير المذکور في الاحاديث و نسبنا هذه العناصر الي تلک العناصر لان هذه من سنخ ذيک قد احاطت عليها بعض الکثافات التي هي الغشاوات التي يجب کشفها و ازالتها فان اراد هذا المعني فاهل الاسلام اما ضعفائهم و عوامهم (اعوامهم خ‌م9) فلايعرفون هذه الاشياء و لا هم بصددها و لا هم مکلفون بها ففهمهم و عدم فهمهم لايعتبر بشيء لانهم يرون الاشياء مخلوقة مرزوقة مدبّرة و لا يدرون علي اي نحو و اي طور و اي کيفية هو فالاستشهاد بفهمهم في دقائق الاشياء و خفاياها من اغرب الامور و اما العارفون الکاملون المتعاطون لهذه الدقائق علي وجه البصيرة و المعرفة فما ذکرنا عندهم من اوضح الامور انظر الي کتب اهل الطبيعة الموضوعة لصفة توليد المولود الفلسفي الذي قال فيه اميرالمؤمنين7 انه (هي خ‌م9) اخت النبوة و عصمة المروة و قد اخذ علمه عن الانبياء: خصوصا ادريس النبي علي محمد و آله و عليه السلام تجد ما ذکرت لک مشروحا في تلک الکتب و لايحضرني الآن منها شيء لابين لک ما

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 523 *»

قالوا و اما اهل النحو و الصرف و اللغة و المنطق و الکلام فليسوا ممن عندهم اسرار الطبايع و خواصها و مبدءها و منشأها و مرجعها و معادها فکلامهم لايعول عليه في امثال هذه المقامات و ما هذا الا کجعل الحائک حکما لدقائق صنعة الصياغة و الصايغ لدقائق العلوم الفقهية و الاسرار النقلية و اما الآيات المستشهد بها فما فيها الا ذکر ان الانسان خلق من تراب و من طين و التراب اعم من ان‌يکون هو التراب الصافي من سنخ الافلاک و ان‌يکون من الکثافات و العوارض و ليس فيها نفي لما ذکره الشيخ جعلني الله فداه من عناصر هورقليا التي هي اصفي من الافلاک اي من تربة هي في الصفا و اللطافة مثلها و من سنخها و يطلق عليها التراب حقيقة لانه هذه التراب «اي اذا اخذ التراب مع باقي العناصر و تدبر الي ان‌شابهت الافلاک في الدنيا فتعلق بها روحها»[2] اذا بلغ في غاية الصفا و اللطافة فيظهر باطنه الذي هو سر ذلک العالم ففي الآيات الشريفة اجمال يسقط به الاستدلال و لکن لما کان المراد بالتراب المذکور فيها ما ذکرنا و بيننا و لم‌يکن يبلغ اليه فهم عامة الناس و لا خاصّتهم فمن اجل ذلک بين اهل العصمة المراد من التراب فيها و انه ليس کما تزعمه العوام فقالوا: کما في کافي بالاسناد عن ابي‌عبدالله7 قال ان الله عز و جل لما اراد ان‌يخلق آدم7 بعث جبرئيل7 في اول ساعة من يوم الجمعة فقبض بيمينه قبضة من السماء السابعة الي السماء الدنيا و اخذ من کل سماء تربة و قبض قبضة اخري من الارض السابعة العليا الي الارض السابعة القصوي فامر الله کلمته فامسک القبضة الاولي بيمينه و القبضة الاخري بشماله فلفق الطين فلقتين فذرا من الارض ذروا و من السموات ذروا الحديث، انظر في صراحة هذا الحديث الشريف في المطلوب و ان المراد بالتراب ليس خاصا بالارض المعروفة و ان اخذ من الارض المعروفة فجاء هذا الحديث مبينا

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 524 *»

لاجمالات (لاجمال خ‌م9) الآيات و الاخبار الواردة في هذا الباب فان اهل البيت: هم الذين يفسرون القرآن و يوضحون مجملاته و متشابهاته و محکماته و يؤيد هذا الحديث ما روي ان جسد الانبياء و الاوصياء و الشهداء و المؤمنين و السلطان العادل لايبقي في القبر بعد موتهم ازيد من ثلثة ايام او اربعين يوما مع ما تواترت به الاخبار من اهل التواريخ و اهل العصمة: ان نوحا اخرج عظام آدم من مکه و دفنها في النجف الاشرف و بينهما من السنين ما يقرب من الالفين او يزيد و ما ارتفع الي السماء و کذلک موسي7 اخرج عظام يوسف الصديق7 من شاطئ النيل و دفنها في البيت المقدس و امثال ذلک من قصة ذلک اليهودي و غيرها اجمع بين هذه الاخبار تجد الامر کما نقول واضحا کالشمس في رابعة النهار ان في ذلک لعبرة لاولي الابصار و انا يعلم الله اني لم‌اتمکن في مثل هذه الاوقات لتصادم الاعراض و الامراض من بسط المقال و شرح حقيقة الحال علي ما في البال الا ان ما ذکرت اشارة الي نوع الاستدلال و کفاية لمن اعرض عن الجدال و القيل و القال فظهر لک ان ما ذکره سلمه الله تعالي ما دل الا علي ان اعتقاد اهل الاسلام المأخوذ من الشارع و نوابه: ان اجزاء المکلف (جسد المکلف خ‌ل) ماخوذ من عالم الاجسام فحسب و نحن نقول بموجبه.

و اما خصوصية جسم دون جسم فما دل دليله علي شيء لا اجماعه المدعي و لا الآيات و لا الروايات.

و اما هورقليا فله فيه اصطلاحان مرة يطلقه و يريد به عالم المثال و هو عالم البرزخ التي تاوي اليه الارواح بعد الموت و مرة يطلقه و يريد به صفو عالم الاجسام الثابت الباقي الغير المتغير تغير سائر الاعراض و الاوساخ فاذا قال انه فوق عالم محدد الجهات يريد بالفوقية (به بالفوقية خ‌م9) في الرتبة لا المکان کما قالت العلماء ان الصورة التي في المرآة هي من عالم (العالم خ‌م9) المثال و هي فوق محدب محدد الجهات و فلک الاطلس مع انها کما تري في هذا العالم و کذلک قبور الائمة: فوق العرش مع انها هنا و علي هذا فاحمل کلما تسمعه من هذا القبيل و

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 525 *»

لاتسارعوا الي الرد و الانکار فان ذلک غير محمود من اهل الحال ادرؤا الحدود بالشبهات.

قال سلمه الله تعالي بل لم‌يتصور احد کون عالم اخر محل العناصر حتي يتصور التنزل و الانتقال بل لو نقل لقيل سمعنا (ما سمعنا خ‌ل) بهذا في آبائنا الاولين علي خلاف کلمات الکافرين.

اقول قال الله تعالي و ان من شيء الا عندنا خزائنه و ماننزله الا بقدر معلوم و النکرة في سياق النفي تفيد العموم و الله سبحانه افرد الشيء و جمع الخزائن للدلالة علي ان کل شيء شيء علي الانفراد له خزائن عديدة هو فيها مخزون ثم اراد سبحانه ان‌يبين ان تلک الخزائن مترتبة بالعلو و السفل فقال سبحانه و ماننزله الا بقدر معلوم و النزول لايکون الا من الاعلي الي الاسفل و الا فلايتصور النزول اذا کانت في مرتبة واحدة فاذن وجب ان‌يکون کلما نجد في العالم الاسفل نعلم يقينا بانه قد تنزل من الخزائن العلوية الي ان وصل هنا و قد قال مولينا الرضا7 قد علم اولوا الالباب ان الاستدلال علي ما هنالک لايکون الا بما ههنا رواه العيون في حديث عمران الصابي(ره) و لاشک في وجوب المطابقة بين عالم الغيب و الشهادة حتي يکون الثاني دليلا و وصفا للاول و اما دلالة المخلوق علي الخالق فانما هي في الصفات الفعلية و اما الذاتية فانهم عاجزون عن ذلک نعم يدل الخلق علي ان (الخلق ان خ‌م9) الخالق موجود يعني ليس بمعدوم کما قال اميرالمؤمنين7 فان قيل موجود فعلي تأويل نفي العدم هـ، لا ان صفاته ترجع الي السلوب سبحانه و تعالي عما يقولون بل لان الخلق يقصر عن (من خ‌م9) الادراک الا هذا المقدار و ليس هنا موضع تحقيق هذه المسألة.

و بالجملة فالاستدلال اذا لم‌تکن (لم‌يکن خ‌م9) فيه مناسبة و مشابهة لم‌يصح و لذا اوجبوا تکرر الاوسط في الادلة و الاقيسة و البراهين مع انه ليس استدلالا بالمقال و انما هو استدلال بالحال و قال مولينا الرضا7 علي ما في العيون و البحار و غيرهما في حکاية ضيافة سلمان لابي‌ذر و اتيانه له (اتيانه خ‌م9) بقرصتي خبز يابس و تقلب ابي‌ذر لهما قال سلمان «ما لي اراک تقلبهما يا اباذر اتدري من اين اتياک والله لقد

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 526 *»

عمل فيهما الماء الذي کان العرش عليه قبل خلق السموات و الارض حتي القاهما الي السموات و عمل فيهما السموات حتي القتهما علي الملئکة و عمل (عملت خ‌م9) فيهما الملائکة حتي القتهما الي السحاب و عمل فيهما السحاب حتي القاهما الي المطر» الحديث، نقلته (و نقلته خ‌م9) بالمعني و هذا صريح في ان الاشياء السفلية تنتقل من عالم الي عالم حتي تصل الينا في هذا العالم الا ان العوالم تختلف (ان العالم لم‌تختلف خ‌م9) في اللطافة و الکثافة و البساطة الاضافيه و الترکيب و اما فيما تشتمل و تتضمن فالکل واحد و لذا قال7 ان کل ما في الفيل في البق و زيادة و هذا حکم عام في کل شيء فان الله تعالي يقول ماتري في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل تري من فطور.

و اما خصوص العناصر فالمراد بالنار الحرارة و اليبوسة او الحار اليابس و الهواء الحرارة و الرطوبة او الحار الرطب و الماء البرودة و الرطوبة او البارد الرطب و التراب البرودة و اليبوسة او البارد اليابس و اهل العلم صرحوا ان علة الکون بالله تعالي الحرارة و علة المکوّن (للکون خ‌م9) البرودة و قالوا ان اول ما خلق الله الحرارة من حرکة الفعل و خلق البرودة من سکون المکون المفعول فنکحت الحرارة البرودة فتولدت منهما الرطوبة و نکحت البرودة الحرارة (الحارة خ‌م9) و تولدت منهما اليبوسة و فرعوا عليها تفريعات و قد اجمعوا علي ذلک اهل الجفر و الحروف و اهل العلم المکتوم و هي الصناعة الفلسفية و الاطباء ايضا تبعوهم في ذلک و ذکروها في کتبهم کما رأيت في کتاب السنبري(ظ) و هو من اعاظم الاطباء و قوله مقبول عندهم و ادويته اغلبها صحيحة و لقد جربناها کثيرا.

و قوله سلمه الله بل لم‌يتصور احد کون عالم اخر محل العناصر مع تصريح هؤلاء بان کل عالم خلقه الله تعالي ما خلقه الا بهذه الطبايع و العناصر الا ان في کل عالم بحسبه فعناصر عالم العقول عقلية (العقلية خ‌م9) و عناصر عالم الارواح روحية و عناصر عالم الاجسام جسمية، غريب جدا و ليس المرجع في ذلک الي قول النحاة و الصرفيين و اللغويين و اهل الاصول و الفقهاء فان لهم فنّا آخر ما يبحثون عن هذه الاشياء و الامور فاذا لم‌يتصوروا شيئا لايتعلق به بحثهم لايدل علي

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 527 *»

بطلانه تنبه و الاحاديث المروية في هذا المعني کثيرة جدا منها ما رواه المفضل في حديث طويل عن ابي‌عبدالله7 الي ان‌قال7 کنا نسبحه و نقدسه و نمجده في ستة اکوان و کل (کل کون خ‌ل) منها ماشاء الله من المدا قال المفضل يا سيدي فمتي هذه الاکوان قال يا مفضل اما الکون الاول فنوراني لاغير و اما الکون الثاني فجوهري لاغير و اما الکون الثالث فهوائي لاغير و اما الکون الرابع فمائي لاغير و اما الکون الخامس فناري لاغير و اما الکون السادس فاظلّة و ذر لا سماء مبنية و لا ارض مدحية الحديث، فقد اثبت7 هذه العناصر قبل خلق السموات و الارض و العناصر المعروفة تحت فلک القمر.

و منها ما في الکافي عن محمد بن عطية قال جاء رجل الي ابي‌جعفر7 من اهل الشام من علمائهم فسئله عن مسائل و اجابه7 (فاجابه خ‌م9) الي ان‌قال و لکن الله کان اذ لاشيء غيره و خلق الشيء الذي جميع الاشياء منه و هو الماء الذي خلق الاشياء منه و خلق الريح من الماء ثم سلط الريح علي الماء فشقت الريح متن الماء حتي ثار من الماء زبد علي قدر ماشاء ان‌يثور فخلق من ذلک الزبد ارضا بيضاء نقية ليس فيها صدع و لا ثقب و لا صعود و لا هبوط و لا شجرة ثم طواها فوضعها فوق الماء ثم خلق الله النار من الماء فشقت النار متن الماء حتي ثار من الماء دخان علي قدر ماشاءالله ان‌يثور فخلق من ذلک الدخان سماء صافية نقية ليس فيها صدع و لا ثقب و ذلک قوله تعالي و السماء بناها (و السماء و مابنيها خ‌م9) رفع سمکها فسوّيها و اغطش ليلها و اخرج ضحيها الحديث، اقول هذه العناصر هي التي تکون منها الجسم الاصلي و هي المعبر عنها بعناصر هورقليا في الاصطلاح الثاني و منها تکونت السموات و الکواکب و هذه الارض التي فيها صدع هي تلک الارض النقية البيضاء تکثفت کما تکثف الحجر الاسود بلمس ارباب المعاصي و السيئات و قد کان في اول ما نزل من السماء درة بيضاء صافية متلألأة فعند القيمة يطهر الحجر عما ليس منه و کذلک الارض تطهر عما ليس منها و هو قوله تعالي يوم تبدل الارض غير الارض و السموات و لاشک انها ليست ارضا

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 528 *»

جديدة بل هي الارض الدنياوية و لهذا تشهد علي اهل الطاعة و المعصية بهما و الا لکانت شهادتها (لکان شهادتهما خ‌م9) زور (شهادة زور خ‌ل) و الله سبحانه هو العدل الحکيم و هذه العناصر ايضا هي تلک کالحجر الاسود حرفا بحرف و في حديث ابن سلام عن النبي9 في صفة الارضين الي ان‌قال ابن سلام و ماتحته قال9 الارض قال و ما اسمها قال فسيحة قال فصف لي هذه الارض قال9 هي ارض بيضاء کالشمس و ريحها کالمسک و ضوئها کالقمر و نباتها کالزعفران و يحشر عليها المتقون يوم القيمة قال صدقت يا محمد9 فاخبرني اين تکون هذه الارض التي نحن عليها اليوم قال9 تبدل هذه الارض غيرها، اقول هذا (و هذا خ‌ل) الغير کما في قوله تعالي کلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب قال الصادق7 (فان الصادق جعفر بن محمد8 خ‌ل) صرح في جواب ابن ابي العوجاء لما قال فما ذنب الغير قال7 هي هي و هي غيرها کاللبنة تکسرها و تصوغها الحديث کما يأتي و کذلک الارض المبدلة هي هذه الارض و هي غيرها منها روايات اول ما خلق الله ففي بعضها اول ما خلق الله الماء و في بعضها اول ماخلق الله الهواء و في بعضها علي ما قيل اول ما خلق الله النار و غير ذلک و کل ذلک قبل هذا العالم الجسماني الدنياوي.

و منها ما في الکافي عن الصادق7 قال7 ان الله خلق نجما في الفلک السابع فخلقه من ماء بارد و سائر النجوم الستة الجاريات من ماء حار و هو نجم الانبياء و الاوصياء و هو نجم اميرالمؤمنين7 يامر بالخروج عن الدنيا و الزهد فيها و يامر بافتراش التراب و توسد اللبن و لباس الخشن و اکل الجشب و ما خلق الله نجما اقرب الي الله تعالي منه هـ ، و لاشک ان هذا الماء هو عنصر الکواکب و الکواکب اشرف من الافلاک کما برهنا عليه في رسالتنا في الهيئة بالعقل و النقل و منها ما في تفسير القمي عن الباقر7 قيل له لاي شيء صارت الشمس اشد حرارة من القمر فقال (قال خ‌ل)7 ان الله خلق الشمس من نور النار و صفو الماء طبقا من هذا و طبقا من هذا حتي اذا

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 529 *»

کانت سبعة اطباق البسها لباسا من النار ثم صارت اشد حرارة من القمر قيل و القمر فقال7 ان الله تعالي (جل ذکره خ‌م9) خلق القمر من ضوء نور النار و صفو الماء طبقا من هذا و طبقا من هذا حتي اذا کانت به سبعة اطباق البسها لباسا من ماء فمن ثم صار القمر ابرد من الشمس هـ ، و الاخبار بهذا المعني لاتکاد تحصي بل لو تتبعت الاخبار و نظرت اليها بعين الاعتبار وجدت انهم: مايحصرون العناصر في هذه التي تحت فلک القمر بل عندهم: ما يوجد موجود الا بالعناصر انظر في احاديث عالم الذر و احاديث الطينة في خلق الارواح و تکليف النفوس فانهم سلام الله عليهم صرحوا بان تلک الارواح خلقوا من ماء و تراب و نار و غيرها و لاشک ان وجود العناصر في غير هذا العالم علي حسبه ممکن مقدور بل انسب في النظام و اولي بمدارک (بمدرک خ‌م9) الافهام و لاتأباه العقول و قد دلت الاخبار علي وجودها و حملها (فحملها خ‌م9) علي تاويلات بعيدة من غير داع من نص مقطوع به علي العدم او کتاب او اجماع خروج عن الانصاف و دخول في الجور و الاعتساف کيف و قد اتفقت کلمات العلماء الاعلام علي ان کل شيء مسبّع اي مثلث الکيان و مربع الکيفية و لهذا (لذا خ‌ل) کانت السبعة هو العدد الکامل لاشتمالها علي اکمل الاطوار ففرّعوا عليها علة مسبعية الارض و السموات (السموات و الارضين خ‌ل) و کون المعصومين اربعة عشر و غير ذلک من الامور و قد کتبت في سائر الرسائل و اجوبة المسائل براهين قطعية علي ان عند الفاعل بالمفعول بتحقق الطبايع الاربع (ان عند تعلق فعل الفاعل بالمفعول تتحقق الطبايع الاربع خ‌ل) في اي مفعول کان عقلانيا او روحانيا او نفسانيا او طبيعيا او ماديا او مقداريا شبحيا (شبحتها خ‌م9) و لايسعني الان ذکرها هنا لان مرادنا من هذه الکلمات دفع الايراد و رفع الاستبعاد لا تحقيق الحقائق الالهية بحقيقة المراد لما اجد في قلوب الناس من التحاسد و التضاد فقد دل الکتاب و السنة و اطباق اهل الفن علي ان الاشياء في جميع العوالم لاتوجد الا بعناصر اربعة و هذه المعروفة تنزل تلک العناصر و العقل ايضا لايمنع ذلک لو لم‌نقل بحقيقة (يحققه خ‌ل) و يثبته و يتقنه مع انه کذلک فلاتکذب بما لم‌تحط به علما و لاتکن کما قال تعالي و اذ لم‌يهتدوا به فسيقولون هذا افک قديم و من اغرب الامور قوله بل لم‌يتصور احد کون عالم اخر الخ، ليته

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 530 *»

نفي التصور (المتصور خ‌م9) عن نفسه و عن الذين انظارهم مقصورة في النحو و الصرف و اللغة و سائر العلوم الادبية و الاحاديث المتعلقة بالمسائل الفقهية و کتب المتکلمين الناظرين الي مفاهيم الالفاظ المقتصرين عليها.

و قوله سلمه الله تعالي و لو نقل لقيل ماسمعنا بهذا في آبائنا الاولين اقول بعد ما دل عليه الکتاب و السنة و کلمات اهل العلم و العقل و لا اقل من عدم ابائه و انکاره لامجال لهذا القول فان الآباء انما يطاعون اذا لم‌يخالفوا الله و رسوله9 و عند المخالفة يجب ترک قولهم و قبول الحق قال تعالي لاتجد قوما يؤمنون بالله و اليوم الآخر يوادون من حاد الله و رسوله (الاية خ‌م9 (ادامه آيه در نسخه م9 نيست)) و لو کانوا آباءهم او ابناءهم او اخوانهم او عشيرتهم اولئک کتب في قلوبهم الايمان و ايدهم بروح منه الآية، و قولي في العقل و لااقل من عدم ابائه (ابائه و انکاره خ‌م9) ليس ترديدا مني في دلالة العقل و ايم الله ان العقل قاطع بذلک الا اني و ان اشرت اليه مجملا هنا و لکني لما لم‌افصل ما احببت ان‌انص حتي يقولوا ان هذا دعوي بلا دليل و الا فدليله مذکور في رسائلي سيما في اجوبة المسائل التي فيها اثبات النبوة الخاصة بالعقل.

قال سلمه الله تعالي و اما ثانيا فلان قوله ان مرادي من الجسد الذي لايعود هو الصورة الاولي کما في الخاتم و اللبنة مع قوله ان علة الموت و الزوال انما هي ممازجة تلک الاعراض و الکثافات و نحو ذلک يوهم التدليس و الطفرة بل بينهما تباين لان الصورة الثانية التي هي مثل الصورة الاولي غير مقتضية للفناء و الزوال بلا اشکال فلابد علي هذا القول الاخير کون (من کون خ‌ل) الکثافات المقتضية للزوال اجزاء مادية لاحقة للعنصر اللطيف کما هو ظاهر قوله بل من عناصر باقية جوهرية نورية و هو من عناصر هورقليا.

اقول اما اطلاق الجسد علي الصورة (الصورة علي الجسد خ‌م9) فمعروف و معلوم في الاخبار و اطلاقات العلماء کما روي عنهم: في تفسير الاشباح انها ابدان نورانية و ما اشتهر عندهم من القول بالجسم التعليمي مع انه محض الصورة

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 531 *»

العرضية اللاحقة بالجسم (للجسم خ‌ل) الطبيعي و الصورة علي قسمين صورة تألفت علي هيئة و ترتيب معتدلة محکمة متقنة لايتخللها (لاتتخللها خ‌ل) الاعراض و الغرائب و صورة صالحة لذلک فالثانية لاتصلح للبقاء و الدوام لعدم الترتب التام الاعتدالي بين حدودها و اوضاعها و الاولي لاتصلح للفناء بحسب الاسباب و ان کان الله يفکک (يفعل خ‌ل) مايشاء للاعتدال التام المانع من (عن خ‌ل) خلط الاعراض و مزج الغرائب الموجبة (المورثة خ‌ل) للفناء و الدثور و ان کانت الصورتان متماثلتين متشابهتين و لما کانت الدنيا دار تکليف و محنة و اختبار و امتحان و دار سفر و زوال ما اقتضت الحکمة الالهية ان‌يصور المکلفين فيها علي الصورة المؤلفة من حدود متناسبة اعتدالية لعدم الفائدة و لعدم حصول الاختبار و الامتحان اللذين هما العلتان في التکليف ليميز الخبيث من الطيب لان الصورة الاولي لاتقتضي الا الجهة الواحدة من النور او (و خ‌م9) الظلمة في غالب مقتضاها کأهل الجنة لايقتضي هياکلهم الا زيادة النور و الخير و الثواب بعکس اهل النار و في الجنة و النار و يوم القيمة لايتصور (مايتصور خ‌ل) المعصية بقوة (لقوة خ‌ل) تلک الصور المقتضية لمعاينة الاشياء کما هي لا لان تلک الامور الموجودة لاتوجد الا يوم القيمة او الجنة و النار بل هي موجودة الان بضرورة المذهب و لکن العيون مغطي عليها فعند اعتدال الصورة ينکشف الغطاء الذي هو الصورة الدنياوية فاذا کانت الصورة الاولي في الدنيا لاتمکن معها المخالفة و ذلک يستلزم الالجاء في التکليف فخلق الله سبحانه الخلق علي الصورة الثانية الصالحة للخلط و المزج بغرائب و امور خارجة و لذا تري المؤمن يعصي و الکافر المنکر يطيع و يفعل الخير في بعض الاحوال[3] و ذلک لان الصورتين الطيبة و الخبيثة اللازمتين للاقرار و الانکار ليستا بحيث لايشوب احديهما بالاخري بل يحصل الخلط بينهما بشيء من مقتضيات کل منهما فيکون ذاتي احديهما عرضي الاخري فان الطاعة

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 532 *»

عند الکافر من سنخ اقتضاء صورة الايمان و هي عند الکافر عرضية و المعصية عند المؤمن بالعکس و قد دلت عليه الايات الکثيرة علي ما ذکر مولانا الباقر7 نحوا من ثلثين آية و کذلک الروايات و لسنا الان بصدد تحقيق (بيان تحقيق خ‌ل) هذا.

و بالجملة فالصورة صورتان صورة مناسبة (متناسبة خ‌ل) حدودها و اوضاعها و قراناتها و نسبها و انضمام بعض حدودها ببعض و صورة ليست کذلک و ان تشابهتا في الهيئة مثل خط الکلمة الواحدة التي يکتبها (يکتبهما خ‌ل) کاتبان احدهما يکتبها بخط ردي مثلا و الاخر (و الثاني خ‌ل) يکتبها بخط حسن جيد لها صورة حسنة طيبة يزيد ثمنها مع انه يقال لها کلمة واحدة لها معني واحد و مصداق واحد و ان تفاوتت في الحسن و عدمه و لايلزم من کون الکلمة المکتوبة (مکتوبة خ‌ل) بخط ردي ان‌يکون الکاتب ردي الخط بل ربما يکون عن کاتب واحد الا ان المصلحة اقتضت کتبها کذلک اما الفساد (لفساد خ‌ل) في القرطاس او في المداد و لمن يکتبها له او غير ذلک من الامور التي يقتضي (تقتضي خ‌ل) تغيير الخط بحسب الاوقات و الامکنه و الحدود و الاوضاع و کذلک نسبة الخلق في الدنيا و الاخرة و لاشک ان اهل الاخرة و ان کانت هيئاتهم و صورهم مثل الدنيا و اهلها لکن اي نسبة بينهما في الجودة و حسن الترکيب و تناسب الحدود فلو ظهرت صورة احد من اهل الجنة لاهل الدنيا لماتوا کلهم من شدة حسنها و جمالها و ان کان يقال کلاهما علي الصورة الانسانية و هذا التفاوت انما هو من نفس الصورة لا من جهة المادة فاذن لک ان‌تقول ان الصورة الدنياوية ليست (هي ليست خ‌ل) ذاتية للمکلف و الا لما فنيت و ما اضمحلت و ما انکسرت و هي علة الموت و الفناء لانها (لکونها خ‌ل) صيغت علي غير الاحکام لاقتضاء مصلحة في النظام فهي الاعراض و الکثافات و الغشاوات التي يجب کشفها و ازالتها و اتيان تلک الصورة المحکمة المتقنة التي هي مثلها و علي هيئتها و قوله تعالي اوليس الذي خلق السموات و الارض بقادر علي ان‌يخلق مثلهم بلي و هو الخلاق العليم و المراد بالمثل هو المثل في الهيئة لا المادة فانها تعود لامحالة اجماعا من المسلمين کاللبنة اذا کسرتها و صغتها و هذا مراد الشيخ جعلني الله فداه في کون الجسد الذاتي

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 533 *»

(الفاني خ‌ل) هو الصورة و عرفت ان هذه الصورة هي علة الموت لعدم صوغها علي کمال ماينبغي لکونها من المعدات و الاسباب لکمال حصول ماينبغي کصورة النطفة و العلقة و المضغة بالنسبة الي الصورة الدنياوية فان المادة في المني و النطفة و العلقة و المضغة باقية و ان فنيت الصورة و تغيرت لکونها لم‌تکن اصلية و کذلک حکم الصورة الدنياوية لما کانت فانية جعلت الصور المقترنة بالمواد غيرثابتة و لا تامة و لا کاملة و ان کانت في صورة التمام و الکمال فهي اذن اعراض لانها ليست بذاتية و الا لما تغيرت و مافنيت ضرورة ان ذاتي الشيء لايتخلف و هي کثافة لانها حاجبة و مانعة عن مشاهدة الاشياء کما هي في الاغلب و لذا قال7 کل ما في الدنيا سماعها اعظم من عيانها و کل ما في الاخرة عيانها اعظم من سماعها و لانها محل الامراض و الاعراض و الاخلاط الفاسدة المورثة لانهدام البنية و غير ذلک من الامور في الجميع.

فعلي هذا لا منافاة بين قول شيخنا اطال الله بقاه من ان الجسد الذي لايعود هو الصورة الدنياوية و بين قوله ادام الله حراسته ان علة الموت و الزوال انما هي ممازجة تلک الاعراض لان المراد بالاعراض هي الصورة و هي تمتزج مع المادة الجسمية الحقيقية و تقترن بها فيوجد الله المکلفين في هذه الدنيا و اذا قلنا ان الشيء مرکب من المادة و الصورة فلامحيص عن القول بالامتزاج لان اجزاء المرکب اذا ما امتزج بعضها ببعض بحيث يصير بينهما اتحاد لم‌ينتج منها الامر الاخر الواحد و قبل الامتزاج لم‌يتحقق الترکيب و المراد من المزج نسبة کل واحد منها الي الاخر نسبة يحصل منها الامر الواحد الآخر و لاشک ان الصورة و المادة بينهما هذه النسبة حتي يتولد منهما الشيء الواحد المرکب منهما و هذا هو المراد بالامتزاج فاذن علة الفساد (الفناء خ‌ل) هذه الصورة الدنياوية التي هي الاعراض و الکثافات و قد امتزجت بالمادة و حصل منهما المکلف الدنياوي فتبطل هذه الصورة الغير المحکمة و يعود الجسم علي احسن صورة و احکم صيغة و اتقن بنية و ان کانت تلک الصورة مثل الصورة الدنياوية لکنها اشرف و احسن منها

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 534 *»

في الطرفين في الحسن و القبح اما طرقت اسماعکم احاديث هيئات اهل الجنة و النار.

و قوله سلمه الله تعالي يوهم التدليس و الطفرة، ما ادري ما اقول في جوابه الا اني اقول رحمک الله.

و قوله لان الصورة الثانية التي هي مثل الصورة الاولي غيرمقتضية للفناء و للزوال (الزوال خ‌ل) بلا اشکال.

اقول الصورة الثانية کذلک اما مماثلة الاولي للثانية فوجب ان‌تحمل المماثلة علي العرفية اجماعا من المسلمين القائلين بالجنة و النار فان هيئات اهل الجنة و صورهم و شمائلهم و جودة ترکيبهم و حسنهم و جمالهم لايقاس بالدنيا و هيئاتها و الوانها و صورها و اوضاعها و هذا معلوم بالضرورة من الدين و ثابت من قول سيد المرسلين عليه و آله سلام الله ابد الآبدين اما سمعت قول النبي9 ان الهرم و الشايب لايدخل الجنة و الاعمي و الاعرج لايدخلان الجنة اتظن ان ابابصير ليث المرادي البختري الذي هو ممن اجمعت العصابة علي تصحيح ما يصح عنهم (عنه خ‌ل) و اقروا له بالفقه و هو من الاربعة و من الاوتاد و من السفن الجارية في اللجج الغامرة و هو کان اعمي اذا ادخله الله الجنة يدخل (يدخله خ‌ل) اعمي و لقمان الحکيم کان عبدا اسود و لاشک انه من اهل الجنة فاذا ادخل الجنة يدخلها و هو اسود اذن اين عموم افضلية الحسنين8 من قول النبي9 الحسن و الحسين سيدا شباب اهل الجنة فيتجه حينئذ قول العامة (لع خ‌م9) ان ابابکر و عمر سيدا کهول اهل الجنة و في دعاء النصف من شعبان رب لاتغير جسمي و لاتبدل اسمي و لاتشوه خلقي بالنار و غير ذلک من الادعية و الاخبار المتواترة الحاصل وقوع التفاوت و حصوله بين الصورة الدنيوية و الاخروية مما انعقدت عليه ضرورة اهل الاسلام بل جميع المليين القائلين بالمعاد فاذن وجب ان‌تحمل المماثلة بالعرفية فاذا کان کذلک فلايقتضي عدم زوال الصورة الثانية الاخروية التي هي مثل الصورة الدنياوية عدم زوال الصورة الدنيوية لما ذکرنا لک ان هذه صيغت علي خلاف الاحکام و الايقان (الاتقان خ‌ل) لاقتضاء النظام مثل ان الکاتب يکتب قام زيد بخط ردي ثم يمحيه و

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 535 *»

يجمع مداده و يکتبه مرة اخري علي احسن الخطوط و اجودها و اشرفها و لاشک ان الثانية مثل الاولي بل هي الاولي لاتحاد المادة (المادة المرة خ‌م9) و الصورة الا ان هذه الصورة و هيئة الکتابة احسن و اعلي من الصورة الاولي فصحت المماثلة و اتحد الحکم و صح الکمال و الشرف و هذا هو المعروف من الدين و اثبات (و الثابت خ‌ل) من مذهب خاتم النبيين عليه و آله صلوات الله ابد الآبدين و منکره منکر الضروري.

و قوله فلابد علي هذا القول الاخير من کون الکثافات اجزاء مادية لاحقة للعنصر اللطيف.

اقول بل لابد علي هذا القول الاخير کون الکثافات اعراض الصور و عدم اعتدال الهيئات علي المعني الذي ذکرت لک و هذه الاعراض تعرض تلک العناصر الباقية الجوهرية و هي من عناصر هورقليا فعند الموت تبطل هذه الصورة و تصفي هذه الاعراض و تعود المادة الجسمانية علي الهيئة التي في الدنيا بحيث اذا رايتها تقول هي التي کانت في الدنيا لا غير مثل المريض الذي اذا طاب و حسنت صورته و اعتدلت هيئة ترکيبه مثلا فان الصحيح هو المريض بلااشکال انما کررت العبارة و رددتها حتي لايشتبه المراد کما اشتبه مراد شيخنا جعلني الله فداه و لو قلنا ايضا ان المراد من الاعراض اجزاء عادية (مادية خ‌ل) فلاتنافي ايضا لان الجسد مرة يطلق علي الصورة خاصة و مرة يطلق علي الاجزاء الخارجية التي ليست منه کالاخلاط الفاسدة المورثة للعمي و العرج و المرض و السقم و سائر الکثافات التي يجب ازالتها بضرورة الاسلام و ياتي تمام الکلام ان‌شاءالله.

قال سلمه الله تعالي و ذلک يقتضي کون المعاد باخذ اللطيف و طرح الکثيف کما يشهد عليه مثاله بالذهب المخلوط بالحديد لا بالتلطيف کما في تلطيف النحاس بالاکسير و ذلک خلاف ظاهر قوله تعالي قل يحييها الذي انشأها اول مرة لرجوع الضمير الي العظام الرميم و علي هذا المذهب لابد من تقدير

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 536 *»

مضاف بان‌يقدر قل يحيي لطيفها و نحو ذلک من الايات و الاخبار بل ذلک خلاف اعتقاد المؤمنين و من يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولي و نصله جهنم.

اقول قوله (و قوله خ‌م9) و ذلک يقتضي کون المعاد باخذ اللطيف و طرح الکثيف، غلط منه بل ما ذکره و ما هو معتقده و مراده اطال الله بقاه يقتضي ان المعاد اخذ الشيء و طرح ماسواه اذ کل ما ليس له مدخلية في قوام الجسمية الحقيقية في بدن (بدن المکلف خ‌ل) خارج مستعار عنده يجب استرداده منه و ايصاله الي الاصل و الاخلاط الفاسدة في المکلف المستلزمة لتشويه الصورة و ضعف البنية و ظهور العمي و العرج و الشعر و الاوساخ ليست من ذاتيات الجسم و لا من عرضياته فازالتها عنه واجبة علي اليقين لانها ليست منه فلو جعلها الله سبحانه منه (معه خ‌ل) لم‌يکن حکيما و اما في هذه الدنيا فاعطاها اياه لمکان التکليف و الامر و النهي و الاختيار (الاختبار خ‌ل) و الامتحان و للزوال و الفناء کما رواه المجلسي (ره) في بعض کتبه الظاهر (الظاهر انه خ‌م9) حيوة القلوب ان آدم7 لما نزل الي الارض و تاب الله عليه و بعد ايام قعد يوما من نومه فراي قد طلعت لحيته و اخذ الشعر وجهه فحزن آدم7 لذلک حزنا شديدا لانه ظن ان ذلک ايضا لذنب اقترفه و لخطيئة ارتکبها و بقي يستغفر و يناجي ربه الي ان‌اتاه النداء من الله سبحانه بان اللحية ليست من جهة ذنب اقترفته و انما هي زينة و هيبة و وقار في الدنيا لک و للذکور من ذريتک هـ، فظهر لک ان هذه و امثالها اعراض لهذه الدنيا لم‌يتعلق (لم‌تتعلق خ‌ل) بها حقيقة الجسم (جسم خ‌ل) الشخص المکلف المثاب المعاقب.

ثم انا نقول ان الخلق يعادون في الاخرة کهيئاتهم و احوالهم في الدنيا بحيث لايحصل لهم تغيير ابدا ام يحصل لهم تغيير و تبديل و اختلاف فان قلت بل الاولي (قلت بالاول خ‌ل) کابرت الضرورة و زاحمت البديهة و خالفت ما عليه الملة الاسلامية و السنة النبوية و الاخبار المتواترة المعصومية و يلزم بان لايکون فرق بين الدنيا و الاخرة و يعود الاعمي يوم القيامة اعمي و ان کان مؤمنا متقنا حقيقيا طيبا و يعود الابرص و الاجذم و المريض کذلک و يعود و يدخل الجنة کذلک و کذلک

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 537 *»

الکافر الصحيح المزاج تام الخلقة يعود کذلک و اذا کان الکافر له حسن صورة و جمال و طراوة تعود کذلک و هذا خلاف عدل الله و وضع الاخرة و دار الثواب و العقاب و الله سبحانه ذکر في کتابه الکريم ان الکافر يحشره اعمي قال الله تعالي قال رب لم حشرتني اعمي و قد کنت بصيرا قال کذلک اتتک آياتنا فنسيتها و کذلک اليوم تنسي و الاحاديث في تشويه خلقة الکافر يوم القيمة علي انواع شتي لاتکاد تحصي و کذلک الادعية و الاوراد و الاجماع الحاصل علي ذلک و کذلک حسن صورة المؤمن و ذهاب الاوساخ منه و تطهيره و لاشک ان الاخلاط الفاسدة تفني حتي يعود الاعمي بصيرا و الاجذم صحيحا و الاعرج سليما و قد اجمع الاطباء بل و کل العقلاء علي ان المرض و العلة و السقم و اعوجاج الخلقة و الصورة و سائر العوارض لاتکون الا لخلط فاسد لاتستقيم البنية و لاتصح الا بدفع ذلک الخلط و لذلک (لذا خ‌ل) تريهم يعالجون بدفعها (في دفعها خ‌ل) بانواع الاستفراغات و التحليلات و الروادع و غير ذلک من الامور و هذا لاريب و لاشک فيه و هل تجد عاقلا اذا قيل لان (قيل له ان خ‌ل) هذه الاخلاط الفاسدة و الکثافات العارضة تفني و لاتعود و انما يعود الجسم الاصلي الخاص بالشخص لا الکثافات المانعة من البقاء و الدوام يقول ان هذا القائل لايقول بعود الجسم علي ما هو عليه و انما يقول باخذ اللطيف و طرح الکثيف و ان اراد الکثيف بمعني العارض الخارجي من باب الاوساخ کما في سواد حجر الاسود و اللطيف هو الاصل الحقيقي فهو الحق الذي قامت عليه الادلة و الضرورة و اما اذا اراد بالکثيف ما هو جزء الشخص فان المکلف مرکب في ذاته من اجزاء مختلفة باللطافة و الکثافة فان القلب و الراس الطف الاجزاء في البدن لغلبة النارية و الرجل (الرجلين خ‌ل) اکثفها لغلبة الترابية و الصدر و البطن متوسطان فالصدر الطف من البطن لغلبة الهوائية فلايقول بذلک احد من المسلمين و لا من المليين ليکون الشيء ناقصا في معاده لعدم (يعدم خ‌ل) اعادة اجزائه الاصلية و کذلک اذا اراد بالکثيف و اللطيف ان‌يکون الله سبحانه يجعل الشخص الطف مما خلقه (خلقه الله خ‌م9) عليه في الجعل الحقيقي و هذا باطل ايضا لقوله تعالي کما بداکم تعودون و لايصح ان‌يکون في اول ما تعلق به الفعل

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 538 *»

لحدوثه کثيفا ثم تلطف حتي يلزم الطفرة ليکون ماهو اقرب الي الله تعالي و الي فعله اکثف مما هو ابعد منه و قد برهن علي بطلان الطفرة في محله لا کما يقوله الحکماء بل کما عليه ائمة الهدي سلام الله عليهم و ليس الان موضع ذکره و بيانه.

فثبت لک ان ما ذکره و نسبه الي شيخنا اطال الله بقاه وهم منه و کانه اشتبه عليه من جهة مثاله کما يشهد عليه قوله کما يشهد عليه مثاله بالذهب المخلوط بالحديد و لم‌يلتفت الي ما هو المعروف المشهور الذي خرق الاسماع و ملأ الاصقاع من ان المثال مقرب من وجه و مبعد من کل الوجوه و ليس مراده جعلني الله فداه (فدائه خ‌ل) ان المکلف حقيقة (حقيقته خ‌ل) هي مجموع الذهب المخلوط اي الذهب يخلطه (بخلطه خ‌ل) حتي اذا فني احد الاجزاء فني المجموع فلم‌يکن الشيء ذلک لانتفاء المرکب بانتفاء احد اجزائه کما فهمه من مثاله بل المراد منه ان المکلف و حقيقته هو الذهب الخالص و لکنه في سيره و نزوله الي هذه الدنيا دار الغربة و المحنة توسخ و اختلط بالاعراض الا ان هذا الوسخ علي قسمين قسم يجري في کل اعماقه و اجزائه فيفسدها و ذلک کالذهب المغشوش بالحديد فلايتصفي حتي يذاب الذهب او يرد بالبرد (يبرد بالمبرد خ‌ل) و قسم ماسري الوسخ و لاجري في کل اعماقه و انما هو علي ظاهره و قشره فلايحتاج الي الکسر بل يکفيه الغسل و المسح کالذهب المغبر بالغبار و کالحجر الاسود فانه درة صافية فوسخ (توسخ خ‌ل) ظاهره لا (و لا خ‌م9) باطنه فالاول مثال الغير المعصومين: في الاغلب فان الاعراض من جهة مناسبة کثافة معصيتهم قد سرت و جرت في کل اجزاء الجسم فوجب کسر ابدانهم و ذوبها ليکون في التراب کالذهب المبرد في دکان الصائغ فاذا اراد الله حشر الخلائق اخرجها من التراب کما يخرج الصائغ الذهب من التراب او النحاس فاصل الشخص هو الذهب و الحديد خارج عارض لاجزئه (لا جزء و خ‌م9) لاجزئي و لا صفة ذاتية له فهو حينئذ اخذ الشيء و طرح غيره و في کلام مولانا الصادق7 اشعار الي ذلک حيث قال کما في الاحتجاج و ان تراب الروحانيين بمنزلة الذهب في التراب فاذا کان حين البعث مطرت الارض فتربو الارض ثم

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 539 *»

تمخض مخض السقاء فيصير تراب البشر کمصير الذهب من التراب اذا غسل بالماء و الزبد من اللبن اذا مخض فيجتمع تراب کل قالب فينقل باذن الله تعالي الي حيث الروح فتعود الصور باذن المصور کهيئتها و تلج الروح فيها فاذا قد استوي لاينکر من نفسه شيئا الحديث.

و اما ابدان المعصومين: فمن جهة صفاء طويتهم و کينونتهم ما توسخت بواطنهم و انما عرضت ظواهرهم اعراض ليناسبوا بها الخلق في الماکل و المشرب المشارب و الالام و الاسقام و الامراض و القتل و کذلک في الصورة فان صورتهم الاصلية في الحسن و البهاء و النور و الضياء بحيث لا طاقة للابصار النظر اليها و القلوب التحمل لها اذن لتصدعت و تقطعت و هلکت کما روي عن سيد الساجدين7 بأنا لو ظهرنا للخلق بالصورة التي خلقنا الله عليها ما رآنا احد الا و قد مات، فلبسوا البشرية العارضية (العارضية خ‌ل) التي هي من الاعراض (هي الاعراض خ‌ل) من سنخ اعراض الرعية فاذا شاءوا خلعوها کما شاءوا بما شاءوا عند الموت و غيره (او غيرها خ‌ل) و ذلک في القبر بعد الموت بثلثة ايام (بعد ثلثة ايام خ‌ل) او اربعين يوما علي اختلاف الروايات علي اختلاف المقامات.

و قوله لا بالتلطيف کما في تلطيف النحاس بالاکسير يدل علي انه قائل بالتلطيف کما يلطف الاکسير النحاس و هذا يصح علي ما نختاره لا علي ما يختارون کما يعرفون فانا نقول ان النحاس اصله الذهب بل جميع الفلزات فانها تکونت من اصلين صحيحين و هما الکبريت و الزيبق لکنها قد عاقتها عوائق عن الذهبية مثل غلبة البرودة و اليبوسة في الالماس و غلبة الحرارة و رداءة جوهر الکبريت في الحديد و امثال ذلک لم‌تبلغ رتبة الذهبية فصارت اجناسا مختلفة و قد روي ان الحديد او النحاس اجذم و القلع ابرص فالاکسير يدفع تلک الاخلاط و يذهب تلک الاعراض و يجعله ذهبا کما هو الاصل و هذا هو الذي نقول فالاقرار بالتلطيف و انکار اخذ اللطيف و طرح الکثيف غريب جدا لان التلطيف هو اخذ اللطيف و طرح الکثيف الا ان‌يراد من هذه العبارة المعنيان المتقدمان اللذان قد قلنا انهما باطلان و اما اذا جعلت الحديد او النحاس حقائق مختلفة

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 540 *»

متعددة فاذا القيت الاکسير عليها فجعلتها ذهبا او فضة او اکسيرا و لو جعلت المعاد هکذا فانه کفر فان حقيقة الحديد عندهم غير حقيقة الفضة او الذهب او الاکسير فيکون المعاد غير الذي في الدنيا و هذا هو المعروف عندهم فقد کر بما قد فر منه.

قوله و ذلک خلاف ظاهر قوله تعالي قل يحييها الذي انشأها اول مرة، اقول هو ظاهر قوله تعالي لان الضمير يعود الي العظام الرميم لا الغرائب و الاعراض التي لايدخل معها في مفهومها کما اذا قلت رأيت زيدا لاتريد زيدا و اوساخه و ثيابه فان العظام و اللحوم ترجع مصفاة مطهرة عن کل ما سواها من الدرن و الاوساخ کما اذا تنجست يدک و غسلتها و لايحتاج الي تقدير مضاف کما اذا قلت قطعت السارق و هي اذا کانت قذرة فصفيت و غسلت فقطعت (قطعت يد السارق اذا کانت قذرة خ‌ل) هل تحتاج ان‌تقول ان هنا مضافا مقدارا (مقدرا خ‌ل) اي قطع لطيف يد السارق ان هو الا جزاف في المقال اعاذنا الله و اياکم من الاوهام و الضلال.

قوله بل ذلک خلاف اعتقاد المؤمنين اقول ان کان المشار اليه بذلک هو ابقاء الاجزاء الاصلية الحقيقية الجسمية و نفي الاجزاء الفضلية و حشر المکلف بالاجزاء الاصلية دون الاجزاء الفضلية (دون الفضلية خ‌ل) العرضية التي هي بمنزلة الاوساخ و الغرائب فذلک اعتقاد المؤمنين بل المسلمين و قد صرح العلماء بذلک و لم‌يحضرني الان کتبهم لانقل لک الا اني اذکر لک (اذکر خ‌ل) ما حضرني من الکتب في اقوالهم و قد ذکر المجلسي (ره) في کتاب (کتابه خ‌ل) الفارسي الذي رسمه للعوام المسمي بحق اليقين في بحث المعاد في شرح قوله تعالي قل يحييها الذي انشأها اول مرة و هو بکل خلق عليم، قال ما لفظه: و بعضي از منکران معاد شبهه ذکر کرده‌اند اگرچه آخرش باز باستبعاد بر مي‌گردد و اين (آن خ‌ل) بر دو وجه است و ساق الکلام الي ان‌قال رحمه الله: و از اين بعيدتر آنکه اگر آدمي آدمي ديگر را بخورد اجزاي مأکول جزء بدن آکل بشود اگر در حشر برگردانند اگر آن اجزاء در بدن آکل داخل بشود بدن مأکول از چه چيز خلق خواهد شد و اگر در بدن ماکول داخل بشود (شود خ‌ل) آکل از چه چيز خلق خواهد شد پس حقتعالي از براي ابطال اين شبهه فرموده است و

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 541 *»

 هو بکل خلق عليم و وجهش اين است که در آکل اجزاي اصليه هست که از مني بهمرسيده و اجزاي فضليه هست که از غذا بهم ميرسد و در مأکول نيز هر دو قسم هست پس اگر انساني انساني را بخورد اجزاي اصلي (اصليه خ‌ل) ماکول اجزاي فضلي آکل خواهد شد و اجزاي اصلي آکل آنها است که پيش از خوردن انسان جزء بدن او بوده است و حق تعالي بهمه چيز عالم است ميداند که اجزاي اصلي و فضلي هريک کدام است پس جمع مي‌کند اجزاي اصلي آکل را و روح در آن مي‌دمد و جمع مي‌کند اجزاي اصلي مأکول را و نفخ روح در آن مي‌کند انتهي، انظر کيف صرح بان الاجزاء الاصلية للشيء تبقي و الفضلية لاتعود معه (معهما خ‌م9) سواء تفني بالمرة او تعود باصلها (باصلهما خ‌م9) و مقصودنا کل ما مع الشيء في الدنيا تعود الاصلية (الاصلية له خ‌ل) في الاخرة لا الفرعية و هو بعينه قول المجلسي (ره) فان کان هو ايضا خرج عن اعتقاد المؤمنين علي زعمکم فلا بأس اذا صار لنا شريک فان البلية اذا عمت طابت.

و قال (ره) ايضا في الکتاب المذکور ما لفظه: دويم آنکه در بدن اجزاي اصليه هست که باقي است از اول عمر تا آخر عمر و اجزاي فضليه مي‌باشد که زياده و کم و متغير و متبدل مي‌شود و انسان که مشار اليه بانا و به من آن اجزاي اصليه است و مدار حشر و ثواب و عقاب بر آن است و بعضي از متکلمين اماميه بر اين قول شده‌اند (باين قول قائل شده‌اند خ‌ل) و بر اين‌قول بعضي اخبار دلالت مي‌کند نه باين معني که روح آن است بلکه آنچه از بدن انسان در حال حيوة و در قبر باقي مي‌ماند و در قبر (قيامت خ‌ل) مي‌شود آن اجزاست (آن اسام جزاء است خ‌م9) انتهي کلامه رفع في الخلد اعلامه.

و قال ايضا في الموضع الاخر من ذلک الکتاب ما لفظه: که در اعاده اشخاص که در همين شرع (در شرع خ‌ل) وارد شده است همين بس است که از آن ماده بعينها يا از آن اجزاء بعينها مخلوق شود خصوصا وقتي‌که شبيه باشد بان شخص در صفات و عوارض بحيثيتي که اگر او را ببيني بگوئي که او فلان است زيرا که مدرک لذات و آلام روح است اگرچه به توسط آلات باشد و لهذا مي‌گويند آدمي از وقتي که روح در او دميده مي‌شود تا هنگام پيري (پيري که خ‌ل) همان شخص است هرچند

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 542 *»

(هرچند که خ‌ل) متبدل شود و صورت و هيئت و اجزاي او بتحليل رود و بدل آنها بيايد که اگر بسياري (که بسياري خ‌م‌9) از اعضاي او را قطع کنند باز مي‌گويند که شرعا و عرفا همان شخص است و اگر حدي يا قصاصي در جواني از او صادر شود در پيري از او استيفاء مي‌کنند و اگر غلامي گناهي (گناه خ‌م9) کرده است و آقا در پيري بر او دست بيابد (دست بر او بيابد خ‌ل) و او را تأديب کند نمي‌گويند که او را (بر او خ‌ل) ستم کرده است و اينها باعتبار بقاي اجزاي اصليه است يا باعتبار اين است که کار با روح است و همين‌که شخص باعتبار (بحسب خ‌ل) عرف همان شخص است عقل تجويز تعذيب او مي‌کند و ظلم نمي‌شمارد و هم‌چنين بعد از موت زيرا که روح بنابر مشهور بعينه باقي است و نصوص دلالت نمي‌کند مگر بر آنکه شخص بر مي‌گردد بنحويکه حکم کنند بحسب عرف بر آنکه آن شخص است هم چنانکه حکم کنند بر يک آب هرگاه در دو ظرف بريزند که همان آب است که در يک ظرف بود بحسب شرع و عرف هرچند قائل بهيولي باشند و اطلاقات شرعي و عرفي و لغوي مبتني بر امثال اين دقايق حکمي و فلسفي نيست و الا بايست بر قول بهيولي حکم کنند بطهارت آب نجسي که يک قطره از آن بردارند و در بعضي از آيات و اخبار اشعاري بر اين هست چنانکه حق تعالي مي‌فرمايد اوليس الذي خلق السموات و الارض بقادر علي ان‌يخلق مثلهم يعني آيا نيست آن کسي که آسمانها و زمين را خلق کرده قادر بر آنکه خلق کند مثل ايشان را و باز فرموده است از عذاب اهل جهنم کلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب يعني هرچند بريان شود پوستهاي ايشان بدل ميکنيم از براي ايشان پوستهاي غير آن از براي آنکه بچشند عذاب را و در احاديث عامه و خاصه وارد شده است که محشور مي‌شوند متکبران مانند موران و عامه نقل کرده‌اند که دندان کافر مانند کوه احد خواهد بود و اهل بهشت بي‌موي بدن و سرمه کشيده و ساده خواهند بود و در (از خ‌ل) احاديث خاصه در احتجاج شيخ ابو‌طالب طبرسي و در مجالس شيخ طوسي عليهما الرحمة روايت کرده‌اند که ابن ابي العوجاء ملحد از حضرت صادق7 سؤال کرد از آيه بدلناهم جلودا غيرها و گفت گناه غير

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 543 *»

چيست که آنرا عذاب مي‌کنند حضرت فرمود واي بر تو اين همان پوست است و هم غير از آن (غير آن خ‌ل) است ابن ابي العوجاء گفت مثل آن را از امور دنيا بيان فرما فرمود مثل آن آنست که خشتي را بشکنند و گل کنند و بار ديگر در همان قالب بريزند مي‌توان گفت همان است و مي‌توان گفت که غير آن است گفت بلي خدا متمتع گرداند مردم را به وجود تو انتهي کلامه اعلي الله مقامه انظر الي کلامه رحمه الله کيف شيد هذا القول و سدده و قال ان الاجزاء الفضلية لاتعود و انما العود هو الاجزاء الاصلية خاصة و ان کان کلامه (ره) ليس بمنقح (بمنقه خ‌ل) في هذا الباب لکن المقصود اعترافه بعود الاجزاء الاصلية دون الفضلية العارضية و لا اظنک تقول في المجلسي (ره) انه خالف المؤمنين فتفرع عليه تمام الاية و ما اظنک تدعي انک اوسع احاطة و اکثر تتبعا و اعظم خبرا بالدين المذهب حتي خفي عليه ما هو ضروري الدين او قريب منه المورث للريب باليقين.

و جناب عالم محقق کامل خواجه نصير الدين طوسي عليه‌ الرحمة در تجريد العقايد در بحث معاد فرموده و لايجب اعادة فواضل المکلف و مولانا اشرف بن عبد الحسيب الحسيني ذکر في شرح هذه الفقرة الي ان‌قال و جماعتي از محققين گفته‌اند که مکلف اجزاي اصليه است در بدن که راه زياده و نقصان در آن نيست و نقصان در اجزاي مضاف بآن است الي ان‌قال مي‌گوئيم که واجب در معاد اعاده اجزاي اصليه است نه هيکل متبدل در اکثر اوقات يا نفس مجرده است با اجزاي اصليه و شک نيست که عود اجزاي اصليه بدون اعاده نفس وجهي ندارد و ليکن علامه چنين که مذکور شده مردد ميان اجزاي اصليه و نفس مجرد فرموده (فرمود خ‌ل) که چون در مجرد (تجرد خ‌ل) نفس بعضي خلاف نموده‌اند در اين صورت نفوس داخل اجزاي اصليه خواهد بود اما اجسام متصله باين اجزاء پس اعاده آن بعينها لازم نيست و غرض مصنف از اين کلام جواب از اعتراض فلاسفه است بر معاد جسماني و ساق الکلام و (في خ‌ل) ذکر اعتراضهم الي ان‌قال و تقرير جواب در هر دو واحد است و آن اين است که از براي هر مکلفي اجزاي اصليه هست که ممکن نيست که جزء غير او تواند شد و اگر کسي آنرا غذا

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 544 *»

نمايد جدا از اجزاي اصلي او مي‌گردد در (و در خ‌ل) وقت عود اجزاي اصليه از براي هرکس که اجزاي اصليه اولا بود (او اولا بوده خ‌ل) همان خواهد بود و اين اجزاء باقي است از اول عمر تا آخر عمر انتهي.

و ذکر القوشجي في شرحها الي ان‌قال: و قوله و لاتجب اعادة فواضل المکلف اشارة الي جواب شبهة تقريرها (يقررها خ‌ل) و ساق الکلام الي ان‌قال: و تقرير (تقريب خ‌ل) الجواب ان المعاد انما هو للاجزاء الاصلية و هي الباقية من اول العمر الي آخره لا جميع الاجزاء علي الاطلاق و هذا الجزء فضل في الانسان الآکل فلايجب اعادته فيه و هذا معني قول المصنف و لايجب اعادة فواضل المکلف ثم ان کان من الاجزاء الاصلية للماکول اعيد فيه و الا فلا انتهي.

و قال (و ذکر) السيد السند الاواه السيد عبدالله في مصابيح الانوار في بيان موثقة عمار بن موسي الساباطي عن ابي‌عبدالله7 قال سئل عن الميت هي يبلي جسده قال نعم حتي لايبقي لحم و لا عظم الا طينته التي خلق منها فانها لاتبلي بل تبقي مستديرة حتي يخلق منها کما خلق اول مرة و ساق الکلام في تفسيرها و لانطول الکلام بذکره الي ان‌قال هذا و (و هذا خ‌ل) يؤيد ما ذکره المتکلمون من ان تشخص الانسان انما هو بالاجزاء الاصلية و لا مدخل لسائر الاجزاء و العوارض فيه ثم ذکر الخلاف في ان المعاد هل هو باعادة المعدوم او بجميع الاجزاء بعد تفرقها و ذکر ادلة القول الاول و ضعفها ثم ذکر ادلة القول الثاني من الايات و الروايات الي ان‌قال ثم ان قلنا بعدم امتناع اعادة المعدوم لعدم قيام دليل علي امتناعه فالامر واضح و ان قلنا بامتناعه فيمکن ان‌يقال يکفي في المعاد کونه مأخوذا من تلک المادة بعينها او من تلک الاجزاء بعينها لاسيما اذا کان شبيها بذلک الشخص في الصفات و العوارض بحيث لو رأيته لقلت انه فلان اذ مدار اللذات و الالام علي الروح و لو بواسطة الالات و هو باق بعينه و لاتدل النصوص الا علي اعادة ذلک الشخص بمعني انه يحکم عليه عرفا بکونه هو کما هو (بکونه هو کما خ‌ل) يحکم علي الماء الواحد اذا فرغ في انائين انه هو الذي کان في واحد عرفا و شرعا و الاطلاقات اللغوية و الشرعية و العرفية لاتبتني علي الدقائق الحکمية و

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 545 *»

الفلسفية و الايات و الاخبار تشير الي ذلک کقوله تعالي علي ان‌يخلق مثلهم و قوله بدلناهم جلودا غيرها و ما ورد من کون اهل الجنة جردا مرداً و کون ضرس الکافر مثل جبل احد و انه يحشر المتکبرون کامثال الذر و لايقال انه يلزم من ذلک کون (من کون خ‌م9) المثاب و المعاقب باللذات و الالام الجسمانية غير من عمل الطاعة و ارتکب المعصية لانا نقول العبرة في ذلک بالادراک و انما هو للروح و لو بواسطة الالات و هو باق بعينه و کذا الاجزاء الاصلية من البدن و لذا يقال الشخص (للشخص خ‌ل) من الصبا الي الشيخوخة انه هو بعينه و ان تبدلت الصور و الهيئات بل کثير من الاعضاء و الالات و لايقال لمن جني في الشباب فعوقب في المشيب انها عقوبة لغير الجاني انتهي، و قد ذکر بعض العلماء تحت هذه الکلمات هذا کلام متين و جوهر ثمين حقيق بان‌يکتب علي جبهة الحور العين اقول و هذا الکلام هو معني ما ذکرته نقلا عن العلامة المجلسي (ره) و ذکر الرازي ايضا في المحصل و شارحه في المفصل نحوا من هذا الکلام.

الحاصل ما وقفنا و لا اطلعنا علي احد تکلم في المعاد و ذکر شبهة الاکل و المأکول الا قال و صرح بعود الاجزاء الاصلية و عدم عود الاجزاء الفضلية سواء قالوا باعادة المعدوم او بجميع الاجزاء بعد تفرقها فان علماء الاسلام قد اختلفوا فيه علي اقوال ثلثة فهم بين قائل باعادة المعدوم و قائل بجميع الاجزاء بعد تفرقها و قائل بالوقف کما يظهر من قول المجلسي (ره) الوقف في بعض کتبه و الکل باجمعهم قد اتفقوا علي عود الاجزاء الاصلية دون الفضلية ثم انهم ذکروا ذلک من غير توقف و ذکر شبهة و نقل قول لاحد بخلافه او ذکر اعتراض او قول يتوهم (بتوهم خ‌ل) ان هذا ليس من المعاد الثابت بالشرع مع شدة تبحرهم و تتبعهم و فحصهم و اطلاعهم علي المذاهب و الاقوال حتي ذکروا بعض الاوهام السخيفة و تصدوا (قصدوا خ‌م9) لجوابها و اهملوا ذکر مخالف لهذا القول فظهر منه ان هذا (ذلک خ‌ل) من ضروريات مذهب الاسلام (اهل الاسلام خ‌ل) و مما لايخالفون عليه و لاتدفع شبهة الاکل و الماکول الا بهذا القول و هي اعظم ما تمسکوا به نفاة الحشر الجسماني مع تواتر الاخبار و الاثار و تکثر الايات في اهل الجنة و النار و انهم يحشرون علي صور مختلفة و

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 546 *»

احوال متشتتة و تصفية بالغة بلا مرض و لا هرم و لا سقم و لا غل و لا غش و لا غطاء و لا قساوة و لا حجاب و لا فساد و لا سواد و لا غير ذلک مما کان في الدنيا و مع هذا فالقول بان عود الاجزاء الاصلية و ذهاب الاوساخ و الفضلات مخالف لاعتقاد المؤمنين ينشئ (ينبئ خ‌ل) عن کمال قلة الاطلاع و التتبع و التفحص او انه يخرج من ذکرنا من العلماء من المجلسي (ره) و المحقق الطوسي و العلامة و السيد اشرف و غيرهم من المؤمنين فاذن انقطع الجواب اذ حيث ان الشيخ جعلني الله فداه عبر عن الاجزاء الاصلية بالجسد الثاني و الاجزاء الفضلية بالجسد الاول و عبرعن بقاء الاول و فناء الثاني بالتصفية او انه اطلق الجسد ايضا علي محض الصورة او انه قال ان الجسد العنصري يذهب و الجسد الهورقليوي يبقي خرج عن معتقد المؤمنين حيث عبر بهذه العبارات لا بعبارات القوم مع ان التصفية ايضا من عبارات القوم مع انهم اجمعوا علي انه لا مشاحة في الاصطلاح و يجوز لکل احد ان‌يصطلح لنفسه ما شاء کما شاء الا في الاسماء الحسني فانهم قد اختلفوا ايضا فيها فرأيت (و رأيت خ‌ل) في بعض کتب الاصول من الامامية القول بجواز الاصطلاح فيها لضعف ادلة العدم و انما اصطلح علي ما اصطلح لوجوه دقيقة و مناسبات خفية لاتهدي (لايهتدي خ‌ل) اليها الا المؤمنون الممتحنون و لسنا الآن بصدد بيانها و تحقيقها فان کان اعتراضه علي اصطلاحه (الاصطلاح خ‌ل) فقد عرفت ما اتفقت عليه کلمتهم بان لا مشاحة فيه خصوصا فيما لايتعلق بالله و صفاته و اسمائه ليوهم النقص و ان کان علي مراده فقد عرفت ان مراده ما اتفق عليه علمائنا رضوان الله عليهم و غيرهم من علماء الاسلام و انکاره سلمه الله تعالي لما ذکره مولانا ادام الله حراسته خلاف لاعتقاد المؤمنين فنوله ما تولي و نقول قال الله تعالي و يتبع (من يتبع خ‌م9) غير سبيل المؤمنين نوله ما تولي الاية.

قال سلمه الله تعالي: و اما ثالثا فلأن قوله بقاء الغريب يقتضي الزوال و عدم البقاء في الجنة منقوض ببقاء عيسي و خضر و الياس و صاحب الزمان: و امثالهم و کأنه غفل عن قدرة الله سبحانه و جعلها اقل من الاکسير الموجب

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 547 *»

لانقلاب الصفر ذهبا قابلا للبقاء من غير طرح و اعدام تعالي الله عن ذلک علوا کبيرا.

اقول اما نقضه فليس في محله لانه لو ادعي احد و ثبت بقاء عيسي و غيره ممن ذکرهم: الي الابد و يوم القيمة لکان له وجه لکنه (و لکنه خ‌ل) لا ادعي ذلک في حقهم احد من الخلق فاذن فالذي يقول ان الغريب و الوسخ يقتضي العدم و الفناء يقول ان موتهم: في وقت موتهم لعلة تلک الاوساخ الا ان الدوام و عدمه يختلف بحسب قلة الخلط و الغرائب و کثرتها و عدم المانع و وجوده فان بعض الناس اصل الاوساخ و الغرائب فيهم ضعيفة جدا کالمعصومين: فحينئذ يقتضي ان‌يدوموا و يبقوا في هذه الدنيا ازيد و اکثر من غيرهم لوجود المقتضي للدوام الا ان في بعض المواد و المواضع يحصل مانع للبقاء علي مقتضي الفطرة و البنية فيميتهم الله تعالي لاجل تلک المصلحة و الحکمة ثم يحييهم في الرجعة ليستوفوا حظهم و لينالوا نصيبهم من الکتاب کما في محمد و اهل بيته الطاهرين صلي الله عليه و عليهم اجمعين و الانبياء و المرسلين و کذلک المؤمنون الممتحنون بتبعيتهم قد قلت اعراضهم و غرائبهم و بعض الناس الغرائب و الاوساخ فيهم (فيهم الغرائب و الاوساخ خ‌ل) کثيرة فمقتضي الزوال و العدم موجود الا ان المانع ليس بمفقود مثل ابليس لعنه الله فان الله تعالي انظره حيث دعاه جزاء لعبادته الدنياوية لانه تعالي لايضيع عمل عامل اما في الدنيا و في الاخرة (او الآخرة خ‌ل) و لمصالح و حکم اخري فصار اجتماع تلک الامور مقوية لبنيتهم و حافظة لرتبتهم و فطرتهم الي ان‌يرتفع المانع و ينال نصيبه من الکتاب و يجيئه الوقت المعلوم فيقتضي المقتضي اقتضاءه باذن الله سبحانه و اما الکفار الذين يرجعون في الرجعة فتصفي (فتتصفي خ‌ل) طينتهم عن الغرائب بعد الموت تحت التراب فترجع و تستحق للبقاء و لکن الاجزاء الاصلية لما لم‌تعتزل عن الفضلية (الفضلة خ‌ل) بالکلية و يوجد عندهم الغريب ايضا يموتون ايضا بين النفختين و هذا الحکم في الجميع لعدم خلوص الاعراض (و الاعراض خ‌م9) و الغرائب خلوصا تاما و اما صاحب الزمان عجل الله فرجه و روحي فدائه و عليه‌السلام و کذلک عيسي و غيره و سائر الانبياء (عيسي و غيره: خ‌ل) لما کانت

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 548 *»

الموانع فيهم مرتفعة کما لم‌ترتفع في آبائه و سائر الانبياء بقوا علي اصل مقتضي طينتهم حتي يأتي حکم تلک الاعراض فيقبضهم الله تعالي و هذا اجمال القول في المجادلة بالتي هي احسن و اما تفصيل المقال فوجب السکوت عنه لما اجد في قلوب الناس من وسواس الخناس و بالجملة لو سلم ان الاعراض و الغرائب علة الموت فنقضه ليس في محله لان کل نفس ذائقة الموت لا (و لا خ‌م9) احد يسلم منه و ذلک لذلک الخلط و اللطخ و لايسعه عدم التسليم لما ذکرنا سابقا و للزوم العبث و الدعوي في هذا سهلة لان عروض العوارض للمکلف مقطوع به و زوالها عنه في المعاد کذلک فالموت علي اي وجه اردت ان‌تحمل فاحمل و مرادنا ابطال النقض لا استخراج الکنز.

و قوله و کأنه غفل عن قدرة‌الله سبحانه، ما ادري ما اراد بمتعلق القدرة هل اماتة الله سبحانه الخلق لا للتصفية عن الغرائب و الاوساخ و يميتهم لا لاجلها و (او خ‌ل) اعادة الله سبحانه الخلق بالغرائب و الاوساخ و ابقائهم و احيائهم مدي الدهر و طول العصر و علي کل حال شيخنا جعلني الله فداه ما غفل عن قدرة الله سبحانه و لکنه نظر الي ما خفي علي المعترض و هو المعروف الشايع الذائع بين اهل الخبرة و البصيرة بل عند الناس کلهم من اجراء الله سبحانه فعله علي الاسباب و انحاء الاقتضاءات و الله سبحانه بينه (نبه خ‌ل) علي ذلک بقوله الحق ان کنتم في ريب من البعث فانا خلقناکم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة و غير مخلقة لنبين لکم الم ينظر الي خلق الله سبحانه الولد بالوالدين مع انه قادر علي ان‌نخلقه (قادر ان‌يخلقه خ‌ل) بدونهما الم‌ينظر الي الحنطة و الارز (و الروز خ‌ل) و الشعير و سائر الحبوب اوجدها الله سبحانه بالزارع و الارض و الماء و السقي و حرارة الشمس و اشعة الکواکب مع انه قادر علي ايجادها بدونها الم‌ينظر الي الشرايع و الاديان اوصلها الله الي الخلق بواسطة الانبياء مع انه قادر علي ايصالها اليهم بلا واسطتهم و هکذا لاتنظر الي شيء من الاشياء الا و تجد الله سبحانه قد اجراه بالاسباب و لکنه سبحانه سبب کل ذي سبب و مسبب الاسباب من غير سبب و شرح هذه الکلمة له محل آخر فنحن لاننکر قدرة الله سبحانه و هو اطال الله بقاه ماغفل و لايغفل عنها لکن الاسباب

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 549 *»

مما لابد منه (منها خ‌ل) لاختلاف آثار قدرة الله سبحانه بناء علي ان البعث و الترجيح من غير مرجح محال عليه تعالي فهنا مقامان احدهما هل الاعدام و الافناء و الاماتة بمحض قدرة الله سبحانه لا غير و قد عرفت بطلان هذا المقال بالضرورة و ثانيهما انحصار علة الموت في الاعراض و الغرائب لا سبب اخر و کلامه ينبئ عن الاول حيث ذکر محض قدرة الله سبحانه لا غير و اما الثاني فلان في الموت لابد من تفکيک الاجزاء و تفريقها سواء قلنا باعدامها علي القول باعادة المعدوم او محض التفريق و التفکيک کما هو مذهب جمع کثير من المحققين و قد توقف العلامة المجلسي (ره) فيهما و قال انه اسلم و بالجملة فالتفکيک في اول الامر لابد (مما لابد خ‌م9) منه و قد قال اميرالمؤمنين7 في الحديث المشهور في النفس و الروح الي ان‌قال و سبب فراقها اي النفس الحيوانية تخلل الالات الجسمانية و في النفس النباتية و سبب فراقها اختلاف المتولدات و قد ذکر الصدوق في اکثر کتبه سيما العلل ان المرض و الموت يطرءان بعلة هيجان احدي الاخلاط و غلبة احدي الطبايع لا انها هي المؤثرات کما تقوله الدهرية و اهل الطبيعة بل ان الله سبحانه جعل هذا (هذه خ‌ل) الاعراض و الاختلالات سببا لموته و مرضه و عن الصادق7 کما في البحار ما (و ما خ‌م9) معناه ان علة الموت الاخلاط الاربعة فاذا کان يوم القيامة نزعن هذه الاخلاط فيذبح الموت هـ ، و الادلة العقلية تساعد ما ذکرنا فقوله و کانه غفل عن قدرة الله سبحانه جوابه ان قدرة الله سبحانه انما يتعلق (تتعلق خ‌ل) به بتلک الاسباب کما تتعلق بقطع اليد عند وضع السيف و السکين عليها و بوجود الحيوان في الدنيا و المآکل (بالمآکل خ‌ل) و المشارب هل رايت احدا اذا قال ان زيدا يعيش اذا اکل او شرب و الا مات جوعا في الاغلب يقال له ان هذا منکر بقدرة (لقدرة خ‌ل) الله سبحانه او غافل عنها اليس الله سبحانه جعل تلک الماکل و المشارب سببا لحيوته و سقمه و موته في اغلب الحالات الا اذا کان هناک سببا اقوي او مانع اشد فيرجع (فرجع خ‌ل) الامر ايضا الي الاسباب و هذا واضح انشاء الله تعالي عند من له قلب او القي السمع و هو شهيد.

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 550 *»

و قوله و جعلها اقل من الاکسير الخ، اقول لو عرف الاکسير و صوغه و کم فيه من انواع التعفينات و التقطيرات و التحليلات و ذهاب الاوساخ و الاعراض و الغرائب بل الجسد الاول و الثاني و الجسد الجديد و التصفية و التطهير انما استفيد من ذلک العلم فلو عرفه لم‌يشک في حقية ما قال و الاکسير اذا بلغ في التصفية حد الکمال بقي يصفي غيره و يدفع الاعراض و الامراض عنه باصلاح الخلط الفاسد و کسر المعاند فاذا القي علي الصفر يطهره و يزيل اوساخه و لايطرح من اصل ذاته شيئا لما ذکرنا من ان الاوساخ لا ربط لها بحقيقة الذات فاذا قلت نحن مکلفون بالظاهر فلا قوي (فلانري خ‌ل) يخرج شيء من الصفر مثلا اذا القي عليه الاکسير قلت (قلنا خ‌ل) انت ما رايت الاکسير و لارأيت القاء الاکسير علي الفلزات و الا فلا شک عند الالقاء بعد الذوبان تخرج منها ابخرة و ادخنة محسوسة في اغلب الاوقات الا اذا کان من باب عقد الزيبق او غيره فانه يتصفي شيئا فشيئا بالتدريج (بالتدريج شيئا فشيئا خ‌ل) و بالجملة فالمرجع و المعول في ذلک الي اهل الفن و اهل العلم.

و قوله الاکسير الموجب لانقلاب الصفر ذهبا ان اراد بالانقلاب التصفية و التطهير کما ورد في الاخبار ان الحديد او النحاس اجذم صح القول بالمعاد الجسماني و الا لو جعل النحاس حقيقة و الذهب حقيقة اخري ثم انقلب هذا الي ذلک فليس هذا هو المعاد المجمع علي اثباته من الشرع کما اذا انقلب زيد علي عمرو فان زيدا ما عاد و لا عمرو ايضا و هذا هو المعروف عندهم الا (لا خ‌ل) ما ذکرنا و لهذا قيل ان ابن سينا انکر الاکسير فرارا عن انقلاب الحقيقة المجمع علي بطلانه.

قوله تعالي الله عن ذلک علوا کبيرا اقول و انا اقول تعالي الله عما يقولون و عما ينسبون اليه تعالي من خلاف الحکمة علوا کبيرا لولا اجتماع القدرة مع الحکمة و هي جعل الاسباب ما تعلقت و لذا تري الله سبحانه قادر علي ان‌يظلم لکنه (و لکنه خ‌م9) لايظلم ابدا و قادر علي ان‌يجبر الخلق علي الطاعة لکنه لايفعل و قادر ان‌يجعل الخلق کلهم اناسي حسان الصور و ذوي الشمايل اللطيفة و الادراکات الحسنة العالية لکنه لايفعل لا کلما يقدر عليه سبحانه يفعله الا اذا اقترنت الحکمة بالقدرة (القدرة

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 551 *»

بالحکمة خ‌ل) فهنالک وجب سبحانه و تعالي عما يقولون علوا کبيرا و صلي الله علي محمد و آله کثيرا.

قال سلمه الله تعالي: و بالجملة فلو لم‌نقل بان ما ذکره خارج عن اعتقاد المسلمين فلا اقل من کونه مما فيه ريب باليقين فيتوجه قوله7 دع ما يريبک الي ما لايريبک فميل ارباب العقول اليه غير معقول لان الميل الي ما فيه الارتياب لشيء عجاب.

اقول ما ذکره شيخنا اطال الله بقائه و جعلني فدائه (شيخنا جعلني الله فداه خ‌م9) هو الذي ذهب اليه علماء المسلمين و الخاصة (من الخاصة خ‌ل) و العامة کما نقلت لک قول المجلسي (ره) و المحقق الطوسي و السيد اشرف شارح التجريد و السيد عبدالله (ره) و القوشجي و الرازي و شارح المحصل صاحب المفصل و غيرهم من العلماء بل علي هذا انعقدت آرائهم و اتفقت کلماتهم و اجمعوا علي ذلک في جواب شبهة الاکل و المأکول و قد صرحوا هناک ان المعاد هو الاجزاء الاصلية لا الفضلية و ان کل احد لايخلو منهما و دلت عليه الاحاديث المتواترة في وصف اهل المحشر و اهل الجنة و النار بل عليه استقرت الملة الاسلامية و المعترض ايضا اقر علي ان التصفية تحصل کتصفية الاکسير للنحاس و الحديد الا انه علي ما قال فيه کمال الاشکال و اي مخالفة وقعت و اي شبهة حصلت حتي يقال علي سبيل التفضيل (التفضل خ‌ل) و المسامحة بانا لو لم‌نقل الخ، و اذا کان يحصل الريب في المتفق عليه و وجب التوقف و الاهمال ففي اي شيء اذن لايحصل الريب فاذا جعلنا القاعدة ان کلما لايفهم وجب الکف عنه لانه محل الريب ينسد اذن باب التعليم و التعلم اذ لاشک بان الجاهل في کل فن و کل علم قبل ان‌يتقنه و يحفظه و يتعلم من اهله اذا نظر اليه مرتاب لانه لايدري علي اي معني يحمل مراد القائل و اي شيء اراد و الله سبحانه يقول فاسئلوا اهل الذکر ان کنتم لاتعلمون و قال تعالي بل کذبوا بما لم‌يحيطوا بعلمه و لما يأتهم تاويله و قال تعالي و اذ لم‌يهتدوا بهذا فسيقولون هذا افک قديم اما تجوزون ان هنا علما لاتعلمونه و الله تعالي

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 552 *»

يقول و فوق کل ذي علم عليم و قال تعالي و ما اوتيتم من العلم الا قليلا اما کفاکم حکاية خضر7 مع موسي7 و يقول7 ادرؤا الحدود بالشبهات و يقول7 کذب سمعک و بصرک مع من تجد اليه سبيلا فانت مع هذا يجب عليک ان‌تبالغ و تبذل جهدک في تحقيق مراده بالسماع و السؤال عنه ما استطعت فان القائل اعلم بمراده و المشافهة تطرد العصافير و ترفع الاحتمالات و قد اجمع العلماء علي ان بمحض کتابة الکفر لايکفر الکاتب حتي يقولها بلسانه او علم ذلک من اعتقاده علي خلاف الا مع التفوه و الله سبحانه يقول و لاتقولوا لمن القي اليکم السلام لست مؤمنا فاذا بالغت في الفحص و التتبع و تفحصت مظان اصابة مراد القائل اما من نفسه او من تلامذته الموثوق بهم في الرواية عنه و ثبت لک مخالفة (مخالفته خ‌ل) لاجماع المسلمين او بقيت لک شبهة فهنالک اذا اردت ان‌تحکم بالريب او بالکفر فشأنک و الا فاياک ثم اياک لاتورط نفسک المهالک و لاتذهبن بک المذاهب انظر الي قوله تعالي الذين يحبون ان‌تشيع الفاحشة في الذين آمنوا الاية، و قوله تعالي ان الذين يرمون المحصنات المؤمنات الغافلات الاية، و القول بلا فحص يدخل في ذلک.

ثم اني اخبرک و اقول بما اقوله و املي علي الملکين في القبر و علي رومان فتان القبور و عند الصراط و الميزان للحساب بان شيخنا جعلني الله فدائه جعل ميزان الحق و الباطل في الباطن و الظاهر مطابقة الاعتقاد مع ما ثبت و تحقق من مذهب الفرقة الناجية المحقة لان ما اتفقت عليه کلمه اهل هذا المذهب حق لا شک فيه و لاريب يعتريه لان امامهم قد اقرّهم علي ذلک و حاشاه (حاشا خ‌ل) ان‌يغشهم و يجعلهم علي خلاف الحق و قد قال النبي9 لاتزال طائفة من امتي علي الحق حتي تقوم الساعة فاذن کل قول و مذهب و اعتقاد ينافيه المذهب الظاهر المعروف بين الشيعة فهو باطل البتة لقول الصادق7 ان قوما آمنوا بالظاهر و کفروا بالباطن فلم‌ينفعهم ايمانهم شيئا و ان قوما آمنوا بالباطن و کفروا بالظاهر فلم‌ينفعهم ايمانهم شيئا و لا ايمان ظاهر الا بباطن هـ، و بالجملة فالمعيار و الميزان عنده ظاهر الشرع فلايخالف کلامه ظاهر ما

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 553 *»

عليه الفرقة الناجية ابدا فانک (فانت خ‌ل) اذا اطلعت علي کلامه فان عرفت المطابقة و الموافقة لظاهر الشرع فهو المطلوب و الا فذره في سنبله و ردّه الي اهله و اسئل المطلع علي معتقده بسرّه فانه يبين لک الحق الصراح هذا هو المدعي يقول الشاعر

کل من يدعي لما (بما خ‌ل) ليس فيه

کذبته شواهد الامتحان

و اعلم ان الکتاب و الکلام مبنيان علي اصطلاحات و استعمالات و يحتمل احتمالات کثيرة فالذي ليس بمطلع علي سياق الکلام و انحاء الاصطلاحات فلاينبغي له الخوض فيه و الجرح و التعديل و لذا يتفق الخلط و الاشتباه کما اتفق في هذه المسئلة و لا اظن فيک انک کابرت اذ (او خ‌ل) عرفت الحق و انکرت حاشا و کلا ان‌تکون کذلک لکن عدم الانس باللسان و عدم التتبع التام في اطوار الکلام يوصل الي هذا المقام و هذا ليس بنقص اذ ربما نظرت و تاملت فصرت احسن الناظرين کما انه ليس بنقص العالم ان لم‌يعرف الصباغة (الصياغة خ‌ل) و النجارة و الکلام في هذا المقام کثير لکني اقتصرت علي هذا المقدار اذ يدرک الذکي بنظر واحد ما لايدرکه البليد بالف شاهد و کلمة واحدة تکفي للمنصف و المعاند لاتکفيه جميع الکتب و الالواح و لا حول و لا قوة الا بالله و صلي الله علي محمد و آله الطاهرين و الحمد لله رب العالمين الي هنا انتهي الکلام المتعلق بمسئلة المعاد.

ثم انه سلمه الله تعالي نظر الي کتابة شيخنا و مولانا جعلنا الله فدائه في مسئلة العلم في رسالة حيوة النفس و ظن انه اطال الله بقاه انما تکلم علي خلاف الواقع و منشاء الذکر (منشأ الظن خ‌ل) قد ذکرنا لک سابقا و آنفا من قلة التدبر و التأمل و التتبع في کلماته و عدم الانس باصطلاحاته و بياناته فان الله سبحانه قال لکم في رسول الله اسوة حسنة فکما ان في کلام رسول الله و اهل بيته9 تبعا لکلام الله محکما و متشابها و ظاهرا و باطنا و ظاهرا و ماولا و عاما و خاصا و مطلقا و مقيدا و حقيقة و مجازا و نقلا و ارتجالا و مضمرا و مصرحا و تقديما و تاخيرا و مجملا و مبينا و مفهوما و منطوقا و دليل الاشارة و

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 554 *»

دليل الاقتضاء و دليل التنبيه و فحوي الخطاب و لحن الخطاب و خطاب اياک اعني و اسمعي يا جاره و انحاء الکنايات و الاستعارات و التشبيهات و الامثال و غيرها من الامور فليست احاديثهم لذلک مشرعة لکل خائض و منهلا (و لا منهلا خ‌م9) لکل وارد بل لابد ان‌يکون لها اهل يعرف مواقع الخطاب و لحن المقال کما قالوا: انا لانعد الرجل من شيعتنا فقيها حتي يلحن له و يعرف اللحن هـ، رواه الصدوق (ره) في معاني الاخبار فکذلک علماء الشيعة رضوان الله عليهم تأسيا بائمتهم: يوجد في کلماتهم هذه الاشياء و الامور و لذا قالوا خذ العلم من افواه الرجال و لو کان محض الکتاب يکفي لکان کل من عنده کتب کثيرة هو اعلم الخلق و ليس کذلک و هذا معروف و کذلک ما يقول و يکتب شيخنا اطال الله بقاه اغلبها بل جلها بل کلها من دليل الحکمة و دليل الموعظة الحسنة و الناس معتادون بدليل المجادلة بالتي هي احسن فيتغير اللسان فيختفي المراد لاجل ذلک و ان کان المراد في الکل واحدا کنزاع العربي و الترکي و الفارسي و الرومي في المعبر عنه بالعنب و تغيير اللسان (تغيير اللسان في هذه العلوم خ‌ل) ليس لاجل تفنن العبارة بل لامور خفية و اسرار دقيقة لسنا الان بصدد بيانها.

و بالجملة فهو سلمه الله تعالي نقل کلام شيخنا في العلم عن حيوة النفس من ان العلم علمان علم قديم و هو ذاته و علم حادث و هو الواح المخلوقات کالقلم و اللوح و انفس الخلائق ثم فصل العلمين بما لم‌نتعرض لذکره لان المقصود بيان المقصود و المراد دفع (و دفع خ‌ل) الايراد لا تحقيق حقيقة المسئلة کما ينبغي و استنکف عن (من خ‌ل) القول بالعلم الحادث و اعترض بما سنذکره عنه ان‌شاء الله و ها انا اشير اولا الي اصل الداعي لهذا القول اي العلم الحادث ثم نتعرض لجواب ما ذکر ان‌شاءالله تعالي.

اعلم انه قد انعقد اجماع المسلمين بانه تعالي عالم لايجهل و لايتغير له حال و لايوصف بنقصان و لا زوال و کل من يقول الله (يقول انه خ‌ل) تعالي لم‌يعلم ثم علم فصارت له حالتان او اعتراه جهل ثم علم فانه خارج عن ربقة الاسلام و منکر لشريعة سيد الاسلام (الانام خ‌ل) عليه و آله افضل الصلوة و السلام کيف يتصور رب جاهل او

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 555 *»

رب لايدري مايصنع بعد اذن هو انقص من خلقه فان المنجم و الکاهن و الرمال و الجفّار ربما يخبرون عن الوقايع الاتية الحادثة و لايدري بذلک رب العالمين خالق السموات و الارضين و بالجملة علم الله سبحانه من ضروريات الاسلام و منکره کافر و قد ثبت بضرورة مذهب الشيعة ان علمه تعالي هو عين ذاته تعالي (سبحانه خ‌ل) بلا فرض المغائرة بوجه من الوجوه فالعلم و العالم و الذات علي معني واحد بلا مغائرة فاذا کان العلم هو الذات البحت تبارک و تعالي کما ان ذاته تعالي مجهولة الکنه فمن ادعي معرفة کنه الذات و کيفيتها فهو کافر علي اليقين لانه خالف اجماع المسلمين و کذلک من ادعي معرفة العلم الذي هو الذات بانه اي شيء هل هو حصولي او حضوري او اضافه او غير ذلک لان ذات الله سبحانه منزهة عن کل ذلک (کون ذلک خ‌م9) لکون هذه الاشياء من صفات المخلوقين فلايجوز وصف الذات بها علي اليقين فنحن نعلم و نقطع (نقطع و نعلم خ‌ل) و نجزم ان الله سبحانه عالم بالاشياء في الحوادث (و الحوادث خ‌ل) قبل وجودها و بعد وجودها و حين وجودها علي حالة واحدة لايعزب عنه مثقال ذرة في الارض و لا في السماء و اما انه تعالي کيف علمها و احاط بها فلاندرک ذلک بل کل الخلق عاجزون عن ادراکه لان ذات الله تعالي لايدرک و لايکيف حتي يقال کيف العلم الذاتي بالاشياء اذ لايصح ان‌يقال عنده صور المعلومات کما عندنا قبل ان‌نفعل و لا ان‌يقال ان حقايق الاشياء و ماهياتها مستجنة في غيب الذات استجنان الشجرة في النوات فيعلمها بما عنده من تلک الحقايق و لا ان الاشياء لازمة للذات فالعلم (و العلم خ‌م9) بالملزوم يستدعي العلم باللازم (فالعلم باللازم يستدعي العلم بالملزوم خ‌ل) و امثالها من الکلمات الباطلة التي قد دلت الضرورة و الادلة القطعية من العقلية و النقلية علي خلافها فما بقي الا الاعتراف بالجهل و العجز عن ادراک کيفية العلم الذاتي کما قال النبي9 ما عرفناک حق معرفتک و في دعاء علي بن الحسين8 و لم‌تجعل للخلق طريقا الي معرفتک الا بالعجز عن معرفتک و قد ثبت ان العلم الذاتي هو ذاته فالکلام فيه هو الکلام في الذات فوجب الکف عنه اذا بلغ الکلام الي الله فامسکوا فان الي ربکم المنتهي و هذا هو المعلوم و

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 556 *»

المعروف في الشريعة و عند کافة الخلق الا علي القول بوحدة الوجود و بالاتحاد و الحلول و اما علي ما اتفقت عليه کلمة الاسلام فلايجوز التکلم في العلم الذاتي کما لايجوز في ذات الله سبحانه.

ثم انا لما تتبعنا الايات و تفحصنا في الروايات عن سادة البريات عليهم من الله اشرف التحيات و افضل التسليمات وجدنا انه اطلق العلم علي ما ليس ذاته تعالي کما في دعاء السحر لشهر رمضان اللهم اني اسئلک من علمک بانفذه و کل علمک نافذ و لايصح ان‌يجعل هذا العلم الذي يقال بالتشکيک هو ذاته تعالي اذ ليس ذاته يختلف (يختلف ذاته خ‌ل) بالنافذية و الانفذية لتکون له حالتان مع الکل الذي هو للعموم الاستغراقي الشامل للافراد و لايصح ان‌يحمل علي المعلوم بالضرورة و لايصح ان‌يقال هو العلم الذاتي باعتبار المتعلق فان ذات الله سبحانه لايتعدد (لاتتعدد خ‌ل) و لايتغير (لاتتغير خ‌ل) بکل اعتبار و کذلک الحديث الذي رواه جابر عن الباقر7 الي ان‌قال7 و نحن حکمه و نحن حقه و نحن امره و نحن عينه و نحن علمه الحديث، و لايصح ان‌يقال يراد بالعلم المعلوم اذ لايثبت (لاتثبت خ‌ل) بذلک لهم فضلة (فضيلة لهم خ‌ل): لان کل احد معلوم له تعالي و علي اي حال اطلق العلم علي غيره تعالي و کذا في (ما في خ‌ل) الزيارة اصطفاکم بعلمه (لعلمه خ‌ل) و لايصح ان‌يکون العلم هو الذات لانهم7 ما نالوها و کذا ما روي فيهم انهم: عيبة علمه و خزان علمه لضرورة انهم ماحملوا الذات قطعا و لاشک ان تلک الاشياء التي قد سميت بالعلم ليس هي ذاته تعالي و کذلک (کذا خ‌ل) مثل حديث ان لله علمين علم علمه ملائکته و علم استأثره في علم الغيب عنده (عنده تعالي خ‌م9) «[4] و في البحار عن بصائر الدرجات بالاسناد عن ابي‌جعفر7 ان لله علما عاما و علما خاصا فأما الخاص فهو الذي لم‌يطلع عليه ملک مقرب و لا نبي مرسل و اما علم العام الذي اطلعت عليه الملئکة المقربون و الانبياء المرسلون فقد وقع ذلک کله الينا الحديث، و فيه عنه

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 557 *»

بالاسناد عن ابي‌عبدالله7 قال ان لله تعالي علم مکنون مخزون لايعلمه الا هو من ذلک يکون البداء و علم علمه ملئکته و انبيائه و رسله و نحن نعلمه و فيه بالاسناد عن ابي‌عبدالله7 الي ان‌قال7 ان لله علمين علم عنده لم‌يطلع عليه احدا من خلقه و علم نبذه الي ملئکته و رسله فما نبذه الي ملئکته و رسله فقد انتهي الينا و فيه عنه عن ابي‌جعفر7 قال ان لله علما لايعلمه غيره و علما قد اعلمه ملئکته و انبيائه و رسله فنحن نعلمه ثم اشار بيده الي صدره و فيه عنه ايضا ان لله علما لايعلمه الا هو و علما يعلمه الملئکة الحديث،‌ و فيه عنه بالاسناد عن ابي‌عبدالله7 قال ان لله علما لايعلمه الا هو و علم يعلمه ملئکته و انبيائه و رسله فما علمه ملئکته و رسله فنحن نعلمه و فيه عنه ايضا بالاسناد عن ابي‌عبدالله7 ان لله علمين علم لايعلمه الا هو و علم علمه ملئکته و رسله فما علمه ملئکته و رسله فنحن نعلمه و فيه عنه ايضا عن ابي‌عبدالله7 قال ان لله علمين علم علمه ملئکته و رسله و علم عنده لايعلمه الا هو فما کانت الملئکة و الرسل تعلمه فنحن نعلمه او ماشاءالله من ذلک ثم ذکر المجلسي (ره) اقول قد مضي بعض الاخبار من هذا الباب و باب علم الله تعالي و باب البدا و سيأتي في ابواب علومهم: و في الکافي ايضا احاديث کثيرة لهذا المعني بل بهذه الالفاظ» و قوله تعالي ان الله يعلم ما في السموات و الارض ان ذلک في کتاب و قوله تعالي ليعلم الله من ينصره و رسله بالغيب و قوله فليعلمن الله الذين صدقوا و ليعلمن الکاذبين و قوله تعالي و لما يعلم الله الذين جاهدوا منکم و يعلم الصابرين و امثالها من الايات و الروايات کثيرة و لاشک ان مدلولات العلم في هذه الاخبار و الايات ليست هي الذات سبحانه و تعالي و کلما سوي الذات القديمة حادثة (فهي حادثة‌ خ‌م9) لادلة التوحيد فلفظ العلم يطلق علي ذات الله سبحانه و علي غيره تعالي فالذي يطلق علي ذات الله سبحانه هو القديم و الذي يطلق علي غيره هو الحادث لان (لا ان خ‌ل) ذات الله سبحانه لايعلم هذا الحادث الا حين ايجاده فيعلمه حين اوجده ليوجده من غير علم سابق تعالي ربي عن ذلک علوا کبيرا.

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 558 *»

و ان اردت زيادة البصيرة فيما قلنا لک فنحن ننقل الآن کلام (من کلام خ‌ل) شيخنا اطال الله بقائه لما (ما خ‌ل) هو صريح فيما ذکرنا و ناصّ علي ان مراده هو هذا و جميع کلماته و عباراته تردّد (تردّ خ‌ل) و ترجع الي هذا و ان کان جناب المعترض سلمه الله تعالي اذا رأي شيئا من کلامه جعلني الله فدائه يطابق الحق المعروف من مذهب الاسلام يحمله علي التدليس و الطفرة و لست ادري ما الموجب لذلک هلا يجعل کلامه هذا الواضح الصريح هو الاصل و يجعل مايجد غيره مما بظاهره ينافي هذا الصريح الواضح مأولا اليه سواء عرف وجه التأويل ام لم‌يعرف کما هو القاعدة في رد المتشابهات الي المحکمات (المحکمات الي المتشابهات خ‌ل) و نحن نذکر الحق و نقول الصدق لرفع المعاذير.

فاقول شيخنا في جواب مسائل مسئلة عن العلم و قال السائل (فاقول قال شيخنا اطال الله بقاءه في جواب سائل سئله عن العلم و قال: خ‌ل) قد سمعنا من مشايخنا و قرأنا في اکثر کتب المحققين ان علم الله سبحانه بالکائنات کان قبل وجودها فلا حادث الا و قد سبق علمه الازلي به و لاينکر هذا المعني احد من اهل الاسلام.

قال ادام الله حراسته في جوابه: اقول هذا المعني لاينکره احد من اهل الملل من زمان آدم7 الي انقضاء زمان التکليف الا من ابتدع في الاسلام و مثل هذا لايعد من المسلمين نعم يکون المراد بهذا العلم العلم (بهذا العلم الا العلم خ‌م9) الازلي الذي هو ذات الله تعالي و اما العلوم الحادثة کالقلم و اللوح و العرش و الکرسي و انفس الملائکة و الخلق فان الکلام فيها مختلف و ياتي الاشارة الي ذلک.

قال السائل و لکن علي قولکم کل في زمانه و مکانه و هيئته فالمعلوم الذي يتعلق به العلم الحادث اي شيء هو غير الذي سبق به علمه الازلي (سبق علمه الازلي به خ‌ل) او عينه.

قال ادام الله حراسته في الجواب: اقول اعلم ان المعلوم الذي يتعلق به العلم الحادث هو (و هو خ‌م9) المعلوم الحادث فيه (و فيه خ‌م9) ثلثة اقوال العلماء (لعلماء خ‌ل) الاسلام ثم ذکر الاقوال و قال و الحاصل ان العلم الحادث يتعلق بالمعلوم الحادث و العلم الحادث هو کاللوح المحفوظ قال تعالي فما بال القرون الاولي قال علمها عند ربي في کتاب لايضل ربي و لاينسي فقوله تعالي علمها عند ربي في کتاب مثل قولک

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 559 *»

الحساب الذي بيننا علمه عندي في الدفتر و هذا ظاهر و الحاصل ان العلم الحادث لايتعلق الا بالمعلوم الحادث.

و اما العلم القديم الذي هو ذات الله يحيط بکلشيء الحادث و القديم و لکن من غير تعلق لانه ذات الله  و ذات الله لاتتعلق بشيء و لاکيف لذلک فهو قبل کلشيء بلا قبل و بعد کل شيء بلا بعد و مع کل شيء بلا مع لان العلم القديم هو الله و الله سبحانه لايوصف بقبل و لا بعد و لا مع لان القبل و البعد و المع صفات الخلق و يصح ان‌تقول علمه بکل شيء قبل کل شيء و بعد کل شيء و مع کل شيء و لايعرف حقيقة ذلک الا هو تعالي فعلمه الحادث لابد ان‌يکون واقعا علي المعلوم و مطابقا له و مقترنا به و اما علمه القديم فهو محيط بکل شيء من غير وقوع و لا مطابقة و لا اقتران و لا کيف لذلک و لايعلم ذلک الا هو عز و جل و هو عالم بها حين کانت قبل ان‌تکون و قبل کل شيء لانه لايفقد في الازل شيئا من معلوماته في اماکنها الحادثة قبل ان‌يحدثها لانه لاينتظر و لايستقبل بل هو في ازله کل شيء معلوم عنده في اماکنها من ملکه و هذا عنده قبل ان‌تکون فافهم هذه العبارات المرددة المکرورة (المکررة خ‌ل).

قال السائل و ايضا فنقول هل معني الحادث انه تعالي يعلم الاشياء بعد وجودها بمعني انه تعالي يوجد لنفسه علما بها ثم يوجدها.

قال ادام الله حراسته: اقول معني العلم الحادث انه تعالي يثبت عنده في ملکه ضبط الاشياء و حفظ صفاتها و مقاديرها و هيئاتها و آجالها و ارزاقها و ما اشبه ذلک مع وجودها لا بعد وجودها بمعني انه يوجد في ملکه العلم بها و ضبط حدودها حين يوجدها لا انه يوجد لنفسه علما بها لانه عالم بها قبل وجودها کعلمه بها بعد وجودها فکيف يوجد لنفسه علما بها و اي حاجة له بذلک اذ لم‌يفقد من جميع حدودها و احوالها من ملکه شيئا قبل ان‌يوجدها و قبل ان‌تکون شيئا مذکورا و مثال ذلک ان‌يکون (انک يکون خ‌ل) بينک و بين زيد حساب في بعض المعاملة فکتبه (فتکتبه خ‌ل) في الدفتر و ان کنت انت غير ناس للحساب و لکن لاحتمال ان ينسي زيد او يتناسي توصلا الي انکارک او ليتم (ليتهم خ‌ل) بالوفاء اذا علم انک ضابط (ضابطه خ‌ل)‌ عليه

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 560 *»

بحيث لو صدر منه ما يوهم الانکار او الاستفهام قلت له انا عندي علم الحساب الذي بيننا في الدفتر فيکون اردع له عن الانکار من قولک انا اعلم بالحساب فانه يشکک (فانه “کل” يا “کک” خ‌م9) في الکلام الثاني دون الکلام الاول و لهذا لما قال فرعون فما بال القرون الاولي قال موسي7 علمها عند ربي في کتاب لايضل ربي و لاينسي و هذا هو السر و النکتة في التقييد بقوله في کتاب فافهم و معني قولنا ان لله علما حادثا انه حين خلقها خلق لوازمها و ملزوماتها و کل ما تترتب علي حدوثها فما کان منها شرطا خلقه تعالي مع خلقه لها لان الشرط من لوازم المشروط و لايکون اللازم قبل الملزوم لانه في الحقيقة صفة الملزوم (للملزوم خ‌ل) و لاتکون الصفة قبل الملزوم و لا بعده لانها شرط و المشروط متوقف علي شرطه فلابد ان‌يکون معه کالکسر و الانکسار و هو سبحانه عالم بها قبل کونها کعلمه بها بعد کونها فلايکون محتاجا في علمه بها الي ان‌يخلق له علما بها و الا لکان قبل ان‌يخلق ذلک العلم جاهلا بها و هذا اعتقاد الجاهل به تعالي لانه لم‌يفقد شيئا منها من ملکه فعلمه في الاول (الازل خ‌ل) بحيث لايحتمل الزيادة و النقصان بها في الامکان و لانه لايستقبل و لاينتظر لان المستقبل و المنتظر فاقد في الماضي و الحال و تعالي العظيم المتعال عن تغير الاحوال فعلمه بکل شيء من خلقه ذاته البسيطة المجردة فلو فقد من علمه ذرة نقصت ذاته تعالي لکن المعلومات ليست في الازل لان الازل هو الله سبحانه فلايکون (و لايکون خ‌ل) في ذاته شيء و انما المعلومات في اماکن حدودها من الحدوث و اوقات وجودها من الامکان و هو بکل شيء محيط فيا مسلم صحح اسلامک باتباعي و اياک ان‌تحترق بنار الکفر من مخالفتي فاني ما انطق بهوي نفسي و انما انطق بهدي من الله باتباعي لائمة الهدي:،

فمن کان ذا فهم يشاهد ماقلنا

و ان لم‌يکن فهم فيأخذه عنا

فما ثم الا ما ذکرناه فاعتمد

عليه و کن في الحال کما کنا

فمنه الينا ما تلونا عليکم

و منا اليکم ما وهبناکم منا (عنا خ‌ل)

و ساق الکلام الي ان‌قال اطال الله بقاه: و الحاصل العلم الازلي سبق کل شيء و احاط بکل شيء في رتبة کونه حين کونه مع کونه و بعد کونه قبل کل شيء

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 561 *»

اي في ازل الازال من غير انتقال و لا زوال و لا تحول حال و هو تعالي کما هو و الاشياء کما هي اي کل شيء منها في رتبة تحققه من الامکان کما قال9 في خطبة يوم الغدير قال و احاط بکل شيء علما و هو في مکانه الي ان‌قال اطال الله بقاه و من قال ان علمه بها لم‌يکن سابقا بها قبل کونها فهو کافر بل علمه بها قبل ايجادها و وجودها کعلمه بها بعد ايجادها و وجودها الي ان‌قال و اما (و انا خ‌م9) اذا اردت بالعلم الحادث فالمراد منه کما ذکرنا سابقا انه حدود خلقه فانه اذا خلق زيدا مثلا خلق رزقه و مدة عمره و فنائه و بقائه و کتب ذلک في اللوح المحفوظ و انفس الکتابة (انفس الملائکة خ‌ل) و سمي هذه الکتابة علما له فاذا سمعت من يقول علم الله الحادث فالمراد به القلم و اللوح المحفوظ و نفوس الملئکة الموکلين بالخلق (فالخلق خ‌م9) في مراتب الوجود الاربع الخلق و الرزق و الموت و الحيوة و اذا سمعت منا نقول انه العلم الاشراقي نريد انه صادر عن فعل الله و مشيته قائم بفعل الله قيام صدور لانه اثره و قائم بشعاع المفعول الاول قيام تحقق فهذا الفعل هو المشية و هذا المفعول الاول هو نور محمد9 و الفعل و المفعول يطلق عليهما امر الله الي ان‌قال فالفعل و النور المحمدي9 اعلي العلوم الحادثة خلقهما الله و سماهما علما باعتبار و معلوما باعتبار فمعني العلم الاشراقي باعتبار تقوم المعلومات بامره کما قلنا فافهم و تدبر و لاتشتبه عليک العبارات فان مراداتنا هي هذه کما سمعت.

انتهي کلامه اطال الله بقائه و جعلني في کل مکروه فدائه، انظر هل بقي لاحد مع هذا الکلام التام الواضح الدلالة مجال القول بانه اطال الله بقائه ينکر علم الله بالاشياء قبل وجودها او ان‌يکون له تعالي حالتان او صدر المخلوقات عنه تعالي عن جهل تعالي ربي و تقدس عن کل مايقولون علوا کبيرا فاذا قال القائل مرادي هذا القول هو هذا المعني (مرادي من هذا القول هذا المعني خ‌ل) و اللفظ يحتمل ذلک المعني و لو بعيدا ايجوز في المذهب ان‌يکذب و يقال له ليس هذا مرادک لان کلامک يحتمل غير هذا مع انه (مع ان خ‌ل) مانقله المعترض من کلامه ادام الله حراسته صريح فيما ذکرنا و نقلنا عنه لانه قال هناک و العلم الحادث هو فعله و من جملة مخلوقاته و سميناه علما

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 562 *»

لله تعالي تبعا لائمتنا: و اقتداء بکتاب الله تعالي حيث قال علمها عند ربي في کتاب لايضل ربي و لاينسي هـ .

و الحاصل ان العلم الحادث هو الحوادث و کينوناتها و ذواتها و صفاتها و اطوارها و حدودها و احوالها و اوضاعها باعتبار حضورها و ظهورها عند الفعل و المفعول المطلق الاول و انفس الملئکة و العلماء و غيرهم فان العلم عند المحققين کما صرحوا هو ظهور المعلوم للعالم و هذا الظهور الخاص قائم بالمعلوم لا بالعالم و لذا قيل (قبل خ‌ل) وجود المعلوم صورة کان ام ذاتا لم‌يکن العلم في الامکان و الحدوث عند الممکن الحادث لا القديم فانه بخلاف صفة الممکنات کما قال الرضا7 کلما في المخلوق يمتنع في خالقه و قد تواردت الاخبار عنهم: انه لايجري عليه ما هو اجراه فاذا کان العلم هو ظهور المعلوم للعالم و قلنا انه اي الظهور قائم بالمعلوم فالشيء له جهتان و اعتباران من جهة ظهوره للعالم علم و من جهة کونه ظاهرا معلوم و لابد من الاقتران بين الجهتين و المطابقة و الوقوع و تعدد الاحکام في الشيء الواحد باعتبار تعدد جهاته مما لاريب فيه و لاشک و لاريب ان قبل وجود المعلوم اما بنفسه کما في زيد الخارجي او بصورته و شبحه کما في شبح زيد عند غيبته لايتحقق العلم الذي هو الظهور فهذا الظهور انما يکون و يوجد مع المعلوم مساوقا للعين او للشبح فانک قبل ان‌تتصور شيئا لم‌تکن تعلمها کما ان الشيء اذا لم‌يوجد عندک لم‌يکن يظهر لک بالحضور و الوجود و هذا ظاهر و لما کان بين الحضور و الحاضر و الظهور و الظاهر و الحصول و الحاصل تساوق و تضايف قلنا ان العلم الحادث يوجد و يحدث بحدوث المعلوم و انما نسبنا هذا العلم الي الله سبحانه (الله تعالي خ‌ل) حيث ان الله سبحانه اوجد الاشياء و حدودها و اظهرها لخواصه و حملة علومه کما يقال ان علم الجفر و علم الحروف و علم صنعة المکتوم علم الانبياء يعني انهم: اظهروها و بينوها للناس و کذلک الله سبحانه و تعالي اظهر تلک الحقايق و الحدود و الاوضاع (للاوضاع خ‌ل) للانبياء و الملئکة: فبمقدار ما اظهر لهم علموا حين ما اظهر لهم و ما اخفي عنهم ما علموا کما قالت

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 563 *»

الملئکة لاعلم لنا الا ما علمتنا و قال تعالي و لايحيطون بشيء من علمه الا بما شاء و تقدم ما في الحديث ان لله علمين علم علمه الملئکة و هذا العلم الذي علّمه ملئکته (علمه ملئکة خ‌م9) هو ما في الواح المحو و الاثبات من حدود اوضاع الخلق و نسبه الي نفسه و سماه علمه کما قال الکعبة بيتي و نفخت فيه من روحي و ليست هذه الروح من ذات الله و لا هو سبحانه يحويه شيء حتي يحتاج الي البيت فکذلک هذا العلم هو خلق من خلق الله سبحانه اظهره (ما اظهره خ‌م9) للملئکة و الانبياء (للانبياء و الملئکة خ‌ل) و الصديقين و جعله في اللوح المحفوظ و فرقه في لوح المحو و الاثبات و اجمله في القلم و نسبه (فنسبه خ‌ل) الي نفسه و سماه علمه و الله سبحانه عالم بجميع احوالها و اوضاعها و حقايقها و ذواتها و کينوناتها و مقتضياتها و صفاتها و کلياتها و جزئياتها و علوياتها و سفلياتها و مجرداتها و مادياتها و فلکياتها و عنصرياتها و جميع ما لها و منها و بها و لها و عليها و فيها و عنها و لديها قبل وجودها و بعد وجودها و حين وجودها بلا تغير حال و لا مضي و لا استقبال لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في الارض و لا في السماء فمن انکر شيئا من ذلک (من هذا خ‌ل) فقد خالف ضرورة الاسلام و انکر ما ثبت عن سيد الانام و جاء بما احالته العقول و الاحلام فهو کافر مشرک خارج عن الذمة هذا اعتقاد الشيخ جعلني الله فداه و اعتقادي بذلک ندين فمن نسب غير ذلک الينا فهو کاذب مفتر علينا نبرء الي الله من هذا الاعتقاد ببرائة الله و رسوله9 و قد بينا معني ما نعتقده و نقول و الله شاهد علي ما اقول و هو حسبي و نعم الوکيل فاذا عرفت هذا القدر من الکلام فاعلم انه سلمه الله بعد ما نقل عن الشيخ اطال الله بقاه في العلم و انه قسمان حادث و قديم،

قال سلمه الله: اقول هذا ايضا غفلة عن اقسام العلم لان العلم قد يکون حصوليا يحصل بحصول صورة المعلوم في العالم و قد يکون حضوريا حاصلا بحضور المعلوم بنفسه عند العالم مع المغايرة بينهما و (او خ‌ل) بدونها بمعني عدم الغيبوبة و قد يکون حضوريا بحضور علة المعلوم عند العالم مع المغايرة کما في العلم بالنار الحاضرة بالنسبة الي الحرارة التي لم‌تحس فانه اذا علم کنه

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 564 *»

النار يعلم حرارتها و غيرها من لوازمها و معلولاتها و (او خ‌ل) بدون المغايرة کما اذا علمنا نفسنا بکنهها علما موجبا للعلم بمقتضياتها بمعني عدم الغيبوبة.

اقول العلم هو ظهور المعلوم للعالم و هو ينقسم بالقسمة الاولية بالتقسيم اللفظي الغير الحقيقي الي العلم القديم و العلم الحادث اما العلم القديم فهو ذات الله تعالي فهناک انقطع الکلام و خاب المرام و فحم البيان فلايجوز لاحد ممن اقر بالاسلام الخوض و التأمل و التکلم فيه لانه لايزداد صاحبه الا بعدا و ضلالا کما تواترت به الاخبار و شهدت بذلک العلماء الاخيار و انعقد علي ذلک اجماعهم في جميع الاعصار و الامصار و اما العلم الحادث اي العلم الذي في المخلوق و للمخلوق فلعلماء الاسلام فيه ثلاثة اقوال احدها ان العلم عين المعلوم مثل الصورة الذهنية التي هي علمک بالشيء و لاشک انت تعلمها فان علمتها بنفسها فهو المطلوب و ان علمتها بغيرها ننقل (فننقل خ‌ل) الکلام في الغير ان علمته بنفسه ثبت المطلوب و ان علمته بغيره ننقل الکلام اليه فيدور او يتسلسل فثبت ان تلک الصورة هي علمک بها فاتحد العلم و المعلوم و ثانيها ان العلم غير المعلوم و ثالثها ان العلم بعضه عين المعلوم کالصور الذهنية في العلم بها و بعضه غير المعلوم کالصور الذهنية في العلم بالخارج بها و لاشک ان المعلوم هو الخارج و العلم هو الصورة و کل واحد غير الآخر و نحن الآن بصدد (لسنا بصدد خ‌ل) تحقيق الاحوال (تحقيق القول خ‌ل) في هذه المسئلة و علي اي التقادير ينقسم عندهم الي الحصولي و الحضوري فالحصولي عندهم حصول صورة الشيء و شبحه في الذهن و الحضوري هو حضور المعلوم بنفسه فعلي القول بان العلم عين المعلوم ففي العلم الحصولي يکون المعلوم نفس الصورة لا الامر الخارجي و في العلم الحضوري يکون المعلوم هو العين الخارجي لا الصورة و لک ان‌تقول في الحصولي علي زعمهم انه حضور الصورة و في الحضوري انه حصول العين اذ لا نص من الله و لا من رسوله علي اصطلاحهم ذلک فاذن فالتعميم اولي لاهل الخصوص کاولوية التخصيص لاهل العموم فاذا عرفت ما ذکرنا لک عرفت ان ما ذکره اطال الله بقاه هو حصر لاقسام العلم کلها لان کل الاقسام انما تشعبت من العلم الحادث لا العلم القديم فانه هو

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 565 *»

ذات الله سبحانه لا (و لا خ‌م9) تعدد فيه و لا قسمة هناک و انما القسمة في العلم الحادث فجميع الاجسام لاتخلو منه لو فرضت صحة هذه الاقسام مع انه في محل المنع و لم‌يتعلق غرضنا بالبحث عن هذه الاشياء.

قوله بحصول صورة المعلوم فيه ان تلک الصورة هي المعلومة خاصة لا العين الخارجي لانک اذا رأيت زيدا في السوق ثم غبت عنه فکلما تلتفت اليه فانما عندک تلک الصورة و لاتعلم سواها لان زيدا ربما يخرج و يمرض و يموت و يتبدل عليه الاحوال فلو ان المعلوم هو العين الخارجي لکان عندک علمه بکل احواله لضرورة التطابق و التوافق بين العلم و المعلوم و لما علمنا انه ليس عندنا الا العلم بتلک الصورة و الصفة خاصة علمنا انه ليس معلومنا حينئذ سواها فلايقال صورة المعلوم لان المعلوم هو الذي تعلق به العلم فعند التعليق وجبت المطابقة فزيد الخارجي ما تعلق علمک بذاته بعد غيبته و انما تعلق علمک بصورته فاذن فالمعلوم هو تلک الصورة و الکلام في (عليه في خ‌ل) هذا المقام کثير لکن الاغماض عنه اولي.

و قوله مع المغايرة بينهما او بدونها فيه ان بين العلم و المعلوم من حيث هما لابد فيهما من المغايرة لتغاير مفهوميهما الا ان الذي يقول بالعينية يقول ان الشيء الواحد جامع الحکمين و هما صفتان للشيء الواحد بالاعتبارين فاذن لافرق بين علم الشيء بنفسه او علمه بغيره فان الشيء من جهة کونه علما غير جهة کونه معلوما و غير جهة کونه عالما فمعني الاتحاد اجتماع المراتب في الشيء الواحد باعتبار الجهات هذا في المخلوق و اما القديم فيجب تنزيهه عن کل ذلک لان الطريق اليه مسدود و الطلب مردود و کذلک الحکم في العلم بالغير لان الشخص هو العالم لکن مبدء الاشتقاق قائم بالمعلوم کما هو الحق في المسئلة عند الامامية ان في صدق المشتق لايشترط قيام المبدء بالمشتق کالضارب (مثل الضارب خ‌ل) فانه قد اشتق من الضرب الثابت الحال القائم في الشخص مثلا و کالمتلکم فانه قد اشتق من الکلام القائم بالهواء الحال فيه خلافا للاشاعرة

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 566 *»

فاذن صح ان تقول ان زيدا عالم بالشيء الفلاني و العلم قائم بذلک الشيء حالّ فيه و لا نکر فيه بوجه.

و قوله و قد يکون حضوريا حاصلا بحضور علة المعلوم الخ، فيه ان هذا انما يتّجه اذا کانت المعلولات کلها حاضرة موجودة و اما قبل وجود المعلول فلا حضور الا بالاستلزام و الصلوح لا بالوجود فيکون عند العالم حينئذ صور المعلولات لا اعيانها فلايکون علمه حضوريا و انما هو حصولي علي الاصطلاح الذي ذکر.

و قوله کما في العلم بالنار الخ، فيه ان هذا الاستلزام لکون النار عندهم فاعلا موجبا او ان الحرارة لازمة لها من حيث العين و اما في الحقيقة فليست الحرارة لازمة لماهية النار بحيث لايتعقل النار بدونها بل اللوازم من حيث هي في مرتبة ذات الملزوم منتفية فالعلم بذاته من حيث هي لايستلزم شيئا الا ان‌تلاحظه من حيث الملازمة و هذه هي الرتبة الثانية للذات فان الملحوظ هنا الذات من حيث اللزوم و في الاولي الذات البحت فالنظر الاول نظر وحدة و اتحاد و النظر الثاني نظر کثرة و اختلاف و قد اشار الي نوع ما ذکرنا بعض شراح التجريد و قال ما لفظه: «تعلق العلم بالعلة اما بماهيتها من حيث هي لا باعتبار امر آخر فهي (فهو خ‌ل) لايستلزم تعلق العلم بالمعلول اصلا اللهم الا ان‌يکون المعلول لازما بينا للعلة (لمٰهية العلة[5] خ‌ل) بمعني انه يلزم من تصور مٰهية العلة تصور مٰهية المعلول انتهي»، اقول هذا ايضا اذا نظر الي العلة من حيث اللزوم و الا فلا لان النظر الي صرف الشيء لايستدعي النظر الي غيره الا بالارتباط و الربط للوجه الاسفل في الشيء کما شرحنا في سائر رسائلنا و اجوبتنا للمسائل.

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 567 *»

قال سلمه الله تعالي: و علم الواجب بالنسبة الي الممکن قبل الايجاد من هذا القبيل فيکفي وجود ذات العلة في حصول العلم بالمعلول و اطلاق العلة عليه تعالي صحيح اما الناقصة فلنقص المعلول لا العلة و اما التامة فبملاحظة المشية و الارادة.

اقول مراده ان علم الواجب بالنسبة الي الممکن قبل الايجاد من قبيل علم العلة بمعلولاتها قبل ايجادها و علم النفس بمقتضياتها و احوالها و آثارها اقول هل المعلول مذکور في رتبة ذات العلة او في رتبة ملکها او ليس بمذکور لا في الذات و لا في الفعل و الملک فان کان الاخير فلا علم فانه (فلانه خ‌م9) ذکر الشيء الثابت الجازم فحيث لا ذکر لا علم و ان کان الاول فهل هذا الذکر شيء ام لا فان کان الثاني فلا علم لان العدم المحض لايصلح للعلمية و ان کان الاول فهل هو قديم او حادث فان کان الاول فهل هو ذکر واحد او متعدد فان کان واحدا فهو العلم بالشيء الواحد و علي هذا القول يلزم ان لايعلم الله سبحانه قبل ايجاد الاشياء الا شيئا واحدا (قبل ايجاد الاشياء الاشياء واحدا خ‌م9) او يعلم الکلي و لايعلم الجزئيات المفصلة و هذا لايقول به مسلم فان قيل ان الذکر واحد و المتعلقات مختلفة فيتعلق ذلک الواحد بالامور المختلفة قلنا هل المتعلقات موجودة ام لا فان کان الاول لزم قدم الاشياء کلها و لايقول به مسلم و ان کان الثاني لم‌يصح التعلق ضرورة ان التعلق يستدعي الطرفين و القول بوجود التعلق مع عدم المتعلق لم‌يتفوه به عاقل فضلا عن فاضل کامل فعلي هذا فقبل التعلق ليس الا ذکر واحد لشيء مجمل فيعود ما اجمع المسلمون علي بطلانه کما مر و ان کان الذکر متعددا مختلفا فتعدد القدماء و قد ابطلها التوحيد مطلقا و ان کان الذکر حادثا مع انه يلزم ان‌يکون الحق سبحانه محلا للحوادث ننقل الکلام في ذلک الحادث و في تعلق العلم به قبل وجوده لما تحقق عندهم و عند العقلاء باجمعهم ان کل حادث مسبوق بالعدم و لاتتوهم من کلامي ان هذا ابطال و نفي لعلم الله تعالي بالحوادث قبل ايجادها لانا قد ذکرنا سابقا انه تعالي يعلم الاشياء صغيرها و کبيرها و دقيقها و جليلها قبل الحوادث و بعدها و معها بلاتغير حال و لاتدرک کيفية تلک الاحاطة و لايعلم

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 568 *»

ذلک العلم و الادراک لا سبيل لاحد الي ذلک لا ملک مقرب و لا نبي مرسل و لا مؤمن ممتحن لانه کلام في ذات الله و هو حرام اجماعا من المسلمين و لکن الکلام في ابطال قول جناب الماتن المعترض سلمه الله تعالي حيث کيف علم الله الازلي بالاشياء و مثل له و زعم انه مثل علم العلة بذاتها قبل وجود المعلول و الله سبحانه (تعالي خ‌ل) يقول فلاتضربوا لله الامثال و الله يعلم و انتم لاتعلمون و قد اجمع اهل البيت عليهم‌السلام بان کلما في المخلوق يمتنع في خالقه و لايوصف الله سبحانه بشيء من صفات المخلوقين.

و الحاصل ان العلة لها لحاظان احدهما ملاحظة الذات البحت الصرف مطلقا بلا ملاحظة جهة من الجهات و حيث من الحيثيات و اعتبار من الاعتبارات فالذات بهذه الملاحظة و النظر لاتوصف بصفة العلية (الغلبة خ‌م9) و لا بصفة الفاعلية و لا الخالقية لضرورة ان الخالق و الفاعل ليسا من الصفات الذاتية کما صرح بذلک جماعة من اکابر العلماء و المحدثين کالکليني و الصدوق في اکثر کتبه و العلامة المجلسي (ره) في اکثر کتبه حتي في کتب الفارسية التي رسمها للعوام في ذکر الاعتقادات ليعتقدوها و الثانية ملاحظة الصنع و الايجاد و الفعل و الاحداث اي الذات من حيث ظهورها بالصنع و الاحداث يصير لها اسم الفاعل و العلة ففي النظر الاول و الملاحظة الاولي لا ذکر للاشياء فيها ابدا لما ذکرنا انفا و الا لتکثرت فکيف يذکر معها المعلولات الغير المتناهية حق يلزم من علمها (من علمها علمها خ‌ل) و في النظر الثاني فان کان الحکم علي الذات يلزم تغييرها لانه حدث فيها ما لم‌يکن عندها لان حکم الخالقية و الفاعلية (الفاعلية و الخالقية خ‌ل) عند الفعل و الخلق و اما قبلهما فليس الا العلم و القدرة علي الايجاد بلا کيف و لذا قال عليه‌السلام معني (له معني خ‌ل) الخالقية اذ لا مخلوق و معناها العلم و القدرة نعم ربما تطلق علي الذات مجردة عن الوصفية و التعلق الخاص فمؤداها حينئذ مؤدي الذات کما بينا في اجوبتنا و مباحثاتنا و يلزم من هذا مع هذا کله ان لايکون سبحانه و تعالي عالما في الرتبة الاولي بالاشياء و هو خلاف معتقد اهل الاسلام اذ لم‌يفقد الله سبحانه العلم بحال من الاحوال و هذا الذي ذکر بعينه هو القول باستجنان الماهيات و الاعيان

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 569 *»

في الذات الاقدس و ان الاعيان الثابتة قديمة لم‌يتعلق بها الجعل و يريدون منها هذا الذکر کذکر المعلول في العلة قبل المعلول و قد اجمع اهل البيت: و قاطبة اهل الشرايع علي بطلان هذا القول و انه يستلزم مفاسد قبيحة کما اشرنا الي بعضها و قد قال بعضهم ان الاعيان الذاتية (الثابتة خ‌ل) مستجنة في غيب الذات و مندرجة فيها اندراج اللوازم في ملزوماتها.

و قوله فيکفي وجود ذات العلة في حصول العلم بالمعلول کيف يکفي هل وجود ذات العلة بعينه هو العلم بالمعلول او ان العلم بالعلة يستدعي بالالتزام العلم بالمعلول فان کان الاول وجبت المطابقة بين العلم و المعلوم باتفاق العقلاء اجمع يلزم ان‌يکون ذات العلة متکثرة بتکثر المعلولات الغير المتناهية لاجل التطابق فاذا کان ذات العلة علما للمعلول لم‌يکن علما لنفسه لامتناع تعدد الجهات في ذات الله سبحانه بکل اعتبار اذ لايصح ان‌يکون العلم بالبياض بعينه هو العلم بالسواد الا بتغير الجهات و ان کان الثاني کما هو الظاهر من کلامه فيقول (فنقول خ‌ل) ان العلم بالعلة لايصح ان‌يکون عين العلم بالمعلول لما ذکرنا و للدلالة الالتزامية المتحققة بالدلالة علي الخارج اللازم فقبل الايجاد اذن عندکم علمان علم هو الملزوم و هو العلم بالعلة و علم هو اللازم و هو العلم بالمعلول فهل العلمان وجوديان او (ام خ‌ل) عدميان او (ام خ‌ل) احدهما وجودي و الثاني عدمي فان کان الثاني فلا علم اذ العدم ليس بشيء حتي يکون علما و الاضافيات وجوديات و ان‌کان الثالث بطلت الملازمة لانها مستدعية لوجود الطرفين فان کان العلم بالعلة عدميا فالعلم بالمعلول بالطريق الاولي فانتفي العلم راسا و ان کان العلم بالمعلول عدميا فلاتکون العلة عالمة بالمعلول قبل کونه هذا خلف و ان کان الاول اي العلمان وجوديان قبل خلق الخلق هل هما قديمان ام حادثان ام احدهما قديم و الآخر حادث او لا قديم و لا حادث فانحصرت الاقسام فان کان الاول تعددت القدماء و ادلة التوحيد تبطلها و المسلم لايقول بها و ان کان الثاني فقبل حدوثها (حدوثهما خ‌ل) ما کانت الذات عالمة بها ثم ننقل الکلام في حدوثها ابعلم ام بغير علم حق (علم حتي خ‌ل) يتسلسل او يدور و ان کان الثالث فلايصح ان‌يکون العلم بالعلة حادثة لکونه

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 570 *»

ذاتها فيستدعي حدوث ذاتها و هو محال و ان کان العلم بالمعلول حادثا بقي العلة لا علم لها بالمعلول قبل وجوده و هو کر بما قد فر منه و ان کان الرابع فهو بعينه قول الصوفية الملاحدة الذين يقولون بالوجود المنبسط و انه لا موجود و لا معدوم و لا حادث و لا قديم و لا شيء و لا لاشيء و امثال ذلک (و امثالها خ‌ل) من الخرافات و هذا القول مع انه يشبه الهذيان فلا‌اظن جناب الماتن قائلا به حتي نذکر ابطاله و لا يحتاج ايضا الي ذکر الدليل فانه في البطلان بمکان فاين تذهبون اذا بطلت الاقسام کلها و بالجملة هذا القول باطل جدا ينافي مذهب (مذاهب خ‌ل) اهل التوحيد و قواعدهم و اذا اردت السلامة فقل کما نقول فان قولنا هو والله (قولنا والله هو خ‌ل) قول ائمتنا: لايخالف قولهم ابدا بان الله سبحانه بذاته عالم بالاشياء قبل کونها و بعد کونها و مع کونها بلا تغير حال و لا تحول و لا انتقال و لا مضي و لا استقبال و لا يشغله علم شيء عن علم شيء و لا خلق شيء عن خلق شيء و لايعرف کيف ذلک اذ لا کيف لذات الله تعالي و لاتتکلف هذه التکليفات (التکلفات خ‌ل) فلاتقلد (و لاتقلد خ‌ل) الحکماء و الفلاسفة الذين اعرضوا عن باب الهدي و ما التفتوا الي اقوال محمد (آل‌محمد خ‌ل) المصطفي عليه و عليهم سلام الله ابدا ابدا و هذا الذي ذکر هو قول الحکماء و الفلاسفة و ان کان لهذا القول معني صحيح اشار اليه اهل البيت: لکن لا علي ما عرف المتکلمون و الماتن ما اراده بل ما تنبه له فلانتعرض لبيانه لان مرادنا ابطال الباطل بالحق و تحقيق الحق بدليل المجادلة بالتي هي احسن لا ذکر خفايا الاشارات و بيان دقائق الحکم بتلويحات (في تلويحات خ‌ل) العبارات فان لذکرها مقاما آخر.

قوله سلمه الله تعالي و اطلاق العلة عليه تعالي صحيح الخ، اقول من تتبع احاديث اهل البيت: و قواعدهم و دينهم و عرف مذهبهم علم انهم: ما اطلقوا علي الله تعالي العلة بل ربما يظهر من کلماتهم: نفيها عنه تعالي کما في الخطبة اليتيمية التي تشهد جودة بيانها و اشتمالها علي تنزيه (مرنة تنزيه خ‌م9) الله سبحانه و توحيده و نفي صفات الخلايق عنه بما لايمکن لاحد عن (لاحد من غير خ‌ل) المعصومين: بصحة ورودها عن اميرالمؤمنين7 کما

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 571 *»

هي المنسوبة اليه الي ان‌قال7 علة ما صنع فعله و هو لا علة له و في دعاء عديلة ايضا ما يؤيد ذلک کما في قوله و کان عليما قبل ايجاد العلم و العلة و لم‌يعهد منهم: اطلاق هذا اللفظ عليه تعالي فيما وصل الينا الا مايشير الي المنع نعم الحکماء قد اطلقوا عليه تعالي هذا اللفظ فانت اذن اتبع من اردت ثم اذا اطلقت عليه تعالي العلة فهل الاطلاق حقيقة ام مجاز فان کان الثاني مع انه لايصح اصلا لادلة (لا دلالة خ‌م9) قطعية قد ذکرت في محلها نقول ان المجاز لايکون الا لعلاقة و مناسبة بين المعنيين فان کانت العلة حقيقة في المخلوق و تطلق علي ذات الله سبحانه للعلاقة کانت ذات الله مناسبة و مشابهة لذوات المخلوقين و قد اجمع المسلمون علي ان الله سبحانه لا شبه له و لا مثل له و لا نظير له مع ان مجرد المناسبة مستلزمة للترکيب فان المتناسبين کل واحد منهما له ذات و نسبة و ارتباط الي الآخر او قل جهة مغائرة و جهة موافقة و هذا هو الترکيب فان قلت هذه الجهات اعتبارية لاتؤثر في الخارج نقول ان حکم الاطلاق في الخارج لا الذهن (الذهن مع خ‌م9) فانک لاتسمي الله الموجود في الذهن تعالي الله علة او تسمي الخارجي و تفرض المناسبة في الذهن نقول هل المناسبة الموجودة في الذهن کذب او صدق فان کان الاول بطلت المجازية لانها تحققت بدون المناسبة و ان کان الثاني فهي متحققة في الخارج لان الصدق مطابقة ما في الذهن الذي يقع به الاخبار مع الخارج و ذلک واضح لمن له عينان و ان کان الاطلاق حقيقة فعلي مقتضي قواعدهم يکون هذا الاطلاق بالتشکيک و يحتمل بعيد (بعيدا خ‌ل) التواطي و ذلک من باب الوضع العام و الموضوع له العام مثل واجب الوجود فانه منحصر في الفرد و هذا افراده موجودة کما قالوا في الوجود و انه مشترک معنوي بين الواجب و الممکن و الکلام علي الجميع واحد و قد ابطلنا هذا القول الفاسد الباطل بما لامزيد عليه في کتابنا اللوامع الحسينية و غيرها من اجوبة المسائل خصوصا في اجوبه المسائل البهبهانية في ان (فان خ‌ل) الاشتراک المعنوي انما يصح ان‌يکون معني واحد في افراد قد تشخصت ذلک (من ذلک خ‌ل) المعني کالانسان في افراده مثلا و کل فرد مرکب و هذا لايختلفون فيه لکنهم يقولون ان الاشتراک في

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 572 *»

المفهوم لا (و لا خ‌م9) في المصداق و نحن بينّا ان المفهوم هو المتحصل في الذهن فان کان مخالفا للخارج عند الحکم عليه کان کذبا مثلا اذا نسبت القيام الي زيد في الخارج فان لم‌يکن في الخارج کذلک فهو کذب و ان نسبته اليه في الذهن و لم‌يکن في الخارج لم‌يکن کذبا فاذا قلت العلة او الوجود يطلقان علي الله من حيث الوجود الذهني فلا کلام لان الله تعالي لايحويه ذهن و لا فکر و ان کانت الذات الحقيقية المتاصلة في الوجود جاء ما قلنا و بطل ما کانوا يعملون و ليس هذا الموضع موضع استقصاء هذه المسائل و ذکر ما يرد من النقض و الابرام لکنها في محلها مشروحة مفصلة و مرادنا هنا نوع الاشارة فقط.

و اما کون الاطلاق حقيقة في الله و مجازا في الغير فلايصح ايضا لکان (لمکان خ‌ل) العلاقة الموجبة للترکيب و علي تقدير الحقيقة علي (و علي خ‌م9) التقادير المذکورة و الاشتراک اللفظي فهذا اسم الله فالقول منه مبني علي ان اسماء الله توقيفية کما عليه اکثر الامامية و الحق المتصور (المنصور خ‌ل) بالادلة القطعية من العقلية و النقلية فکيف يجوز ان‌تسمي الله سبحانه بما لم‌يسم به نفسه بل ورد من اهل البيت: نفي هذا الاسم عن ذات الله سبحانه بما سمعت و ما لم‌يسمع (لم‌تسمع خ‌ل) هذا الذي ذکرنا هو من جهة اللفظ.

اما من جهة المعني فالکلام فيه طويل الا اني اختصر المقال بکلمة واحدة اعتمادا علي دقة فهم ذلک الجناب اذا تنبه فنقول ان العلة لاشک انها بمعني الفاعل اجماعا و الفاعل و الخالق من الصفات الفعلية للنصوص المتکاثرة و تصريح العلماء رضوان الله عليهم و لصحة السلب عنه تعالي و الاثبات تقول خلق و لم‌يخلق و فعل و لم‌يفعل و لاتقول علم و لم‌يعلم و قدر و لم‌يقدر لان الصفة الذاتية هي الذات بلافرض مغايرة فسلبها سلب الذات و اثباتها اثباتها فماتراه من الصفات تثبت و تسلب (تسلب و تثبت خ‌ل) فهي غير الذات و لايجوز ان يکون طارية علي الذات و الا لتغيرت بالنفي و الاثبات فوجب ان‌تکون من صفات الافعال تثبت بثبوت الفعل و تنفي بنفيه في خصوص الموارد و لذا قالوا: انها اسماء الافعال و صفات الافعال فاذا کان کذلک فالخالق لاشک انه من الصفات

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 573 *»

التي تثبت و تنفي (تمحي خ‌ل) کالفاعل فوجب ان‌لايکونا من الصفات الذاتية فالذات من حيث هي لاتوصف بهما نعم هما من صفات الله من جهة الفعل فاذن لايصح ان‌تطلق العلة التي بمعني الفاعل علي الذات قال المجلسي (ره) في حق اليقين: و مجمل سخن در اين (درين خ‌ل) باب آنست که آنچه از صفات کماليه الهي است حادث نتواند بود و از او (ازو خ‌ل) منفک نتواند شد مانند علم و قدرت الي ان‌قال آنچه از قدرت ذات و صفات فعل است (آنچه از صفات ذات نيست و صفت فعل است خ‌ل) حادث ميتواند بود مانند خالق و رازق و محيي و مميت زيرا که حق تعالي در ازل رازق نبود و الا بايد که عالم قديم باشد و خلق الهي هميشه باشد و اين صفت کمال حقتعالي نيست که از عدم آن نقص لازم آيد بلکه آنچه صفات (صفت خ‌ل) کمال است قادر بودن بر ايجاد است الي آخر ما قال انظر کيف صرح ان الخالق من الصفات الحادثة الفعلية فالعلة بهذا المعني کما هو المعروف اذا اطلقتها علي الذات کانت الذات حادثة و محلا للحوادث و هو کما تري و ان کان بمعني (معني خ‌ل) اخر علي الاصطلاح الخاص به فصحته و فساده علي حسب ذلک المعني مع توقيفية الاسماء فافهم و الکلام علي باقي کلماته سلمه الله تعالي کثير ترکناه خوفا للتطويل.

قال سلمه الله تعالي: و علي ما ذکره يلزم ايجاد المصنوع جهلا و وقوع العلم بعد ذلک تعالي الله عن ذلک علوا کبيرا.

اقول قد تقدم منا مايکون جوابا لهذا القول و کيف ينسب هذا القول الي من يقول ان الله سبحانه عالم بالاشياء قبل وجودها کعلمه بها بعد وجودها و انه ليست له حالتان فاذا قال انه عالم بالاشياء قبل وجودها هل يتصور الاحتمال في حقه انه يزعم ما نسبه اليه سبحانک سبحانک سبحانک هذا بهتان عظيم يعظکم الله ان‌تعودوا لمثله ابدا و محض القول بان لله علما حادثا هل يوجب ذلک سيما (لاسيما خ‌ل) بعد تفسيره ان المراد به اللوح و القلم و نفوس الملائکة و حقايق الخلائق و کلها حادثة و هذا العلم خلقه الله سبحانه لغيره و نسبه الي نفسه تعظيما و تشريفا کما قال ليعلم الله من ينصره اي ليعلم رسول الله9 فان الله

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 574 *»

تعالي علمه عليه سابق و لايجوز التجدد فيه و لکنه لما اختار نبيه9 فجعل فعله فعله و قوله قوله و امره امره و نهيه نهيه و محبته محبته و بغضه بغضه و بيعته بيعته کما قال تعالي ان الذين يبايعونک انما يبايعون الله و قال تعالي من يطع الرسول فقد اطاع الله و من احبکم فقد احب الله و من ابغضکم فقد ابغض الله ما رميت اذ رميت و لکن الله رمي و غير ذلک من الايات و الروايات و لما کان هذا العلم ملک الله و خلقه و هو اعطاه غيره و غيره ملکه و خلقه متمحض في طاعته نسبه الي نفسه فقال (فقيل خ‌ل) علم الله علمه ملائکته و رسوله و لما کانت الملائکة و الرسل ليس منهم (فيهم خ‌ل) جهة المخالفة فجعل علمهم علمه و قولهم قوله و فعلهم فعله و طاعتهم طاعته و معصيتهم معصيته و الاخبار بهذا المعني عن الائمة الاطهار کثيرة خصوصا في تفسير قوله تعالي فلما آسفونا انتقمنا منهم کما عن الصادق7 و بالجملة هذا القول لهذا (بهذا خ‌ل) التفسير اي دلالة علي (له علي خ‌ل) ان الله تعالي لايعلم الاشياء قبل وجودها و انما يعلمها بعد وجودها تعالي الله عن ذلک و عما ينسبون اليه من الافتراء و الکذب فان الله تعالي يقول من اذي وليا (وليا لي خ‌ل) فقد بارزني بالمحاربة نقلت بالمعني و قد غفل سلمه الله تعالي عما يرد علي ما ذکره من القول باستجنان الاعيان الثابتة او جهله تعالي في مرتبة او تغير في ذات الله او تعدد و اختلاف جهة و ترکيب و غير ذلک من الامور العظام و التي لاتتحمل کما راجع (کما اشرنا خ‌ل) الي شيء منها فراجع تفهم.

قال سلمه الله: و مضافا الي ان القول بان العلم عين (نفس خ‌ل) المعلوم ينافي قوله انه حادث بحدوثه و ان شرط (شرطه خ‌ل) ان‌يکون مطابقا للمعلوم و مقتربا (مقترنا خ‌ل) به و واقعا عليه لعدم تصور مطابقة الشيء لنفسه و اقترابه (اقترانه خ‌ل) بها و وقوعه عليها فهذا ايضا يوهم التدليس و الطفرة.

اقول اما القول بان العلم نفس المعلوم فهو يؤيد و يشيد القول بان العلم الحادث حادث بحدوث المعلوم بل هو العلة لذلک لان المعلوم اذا کان حادثا و العلم عينه فبالضرورة يکون العلم حادثا فلاتنافي بين الکلامين بل کمال التوافق

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 575 *»

نعم اذا قيل ان العلم غير المعلوم ربما لايستلزم حدوث احدهما حدوث الاخر او تساوقهما في الوجود و قد قلنا مکررا ان العلم الذي هو نفس المعلوم هو في الممکن المخلوق و اما القديم سبحانه فعلمه ذاته و معلوماته الممکنات في مراتبها و اماکنها و اوقاتها فکيف يسوغ (يسوغ القول خ‌ل) بان العلم الازلي القديم عين المعلوم الحادث الممکن و لايقول به مسلم موحد الا من ابتدع في الدين مثل بعض الصوفيين (الصوفية خ‌ل) القائلين بوحدة الوجود و ان الاشياء کلها هي حدود ذات الله و ان الاعيان الثابتة قديمة و هي عين ذاته تعالي و القول بهذا کفر علي اليقين فالقول بان العلم عين المعلوم هو في الحوادث و المخلوقات و اما القديم الحق سبحانه فلايدري کيفية علمه و کيفية احاطته بالاشياء سواه تعالي فلاتنعته بتمثيل و لاتشبهه بنظيره (بنظير خ‌ل) اذا بلغ الکلام الي الله فامسکوا.

و قوله لعدم تصور مطابقة الشيء لنفسه و اقترانه بها و وقوعه عليها، جوابه انه قد سبق منا ان بينهما اي بين المعلوم و العلم تغايرا (تغاير خ‌ل) بالجهات و تلک الجهات حالة في الشيء الواحد فان کون الشيء علما و معلوما و عالما صفات له و الصفة تغاير الذات لکن الذات الواحدة قد تکون محلا لصفات کثيرة متغايرة متخالفة الاحکام فمن حيث المغايرة بين العلم و المعلوم يشترط بينهما المقارنة و الوقوع و المطابقة و من جهة کونهما في شيء واحد و موضوع واحد قلنا ان العلم هو نفس المعلوم يعني ان الشيء من حيث ظهوره للعالم علم و من حيث کونه ظاهرا له معلوم و لان العلم هو ظهور المعلوم للعالم و هو يشمل حصوله له و حضوره عنده و انکشافه لديه و هذا الظهور قائم بالمعلوم کما سبق و ليس کما يزعمون العلم (ان العلم خ‌م9) هو الصورة (الصورة الحاصلة خ‌ل) في النفس و المعلوم هو العين الخارجي حتي يکون کل واحد له موضوع و محل آخر و قد تقرر عند اهل العلم ان الجهات و الاضافات و الصفات اذا کانت في محل واحد متعدد الجهات فيحکمون عليها بالوحدة و الاتحاد و ان کانت في محال متعددة يحکمون عليها بالکثرة و الاختلاف فاذا حکمنا علي العلم و المعلوم بانهما متغايران بالاعتبار صح القول بالمطابقة و الاقتران و الوقوع لان التغاير الاعتباري الاضافي کاف

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 576 *»

في امثال هذه المقامات و قد صرح العلماء بذلک عند قولهم في العلم انه اضافه و اعترضوا علي القول بالاضافة في علم الشيء بنفسه و اجابوا بمثل ما ذکرنا و هو مذکور في اکثر الکتب الکلامية لاسيما التجريد و شروحه و المحصل و شرحه و غيرهما.

و اما قوله فهذا ايضا يوهم التدليس (التدليس و الطفرة خ‌م9) فليس له عندنا جواب و الله ولي الحساب و اليه المرجع و المآب.

قال سلمه الله تعالي: فالعاقل ان عجز عما ذکرنا لابد ان‌يعتقد انه عالم بالاشياء قبلها و ان لم‌يکن کيفية علمها لا ان يقول بمقالته فان ذلک لو لم‌يکن بين الفساد بعيدا عن الصواب فلا اقل من کونه محل الارتياب.

اقول العاقل هو الذي يتبع ائمة الهدي: لکون قولهم قول الله و حکمهم حکم الله و يدع اقوال غيرهم: لان الحق منحصر فيهم و ماذا بعد الحق الا الضلال و ائمتنا: ما علم و ما عرف منهم:‌ان ذهبوا و قالوا ان علم الله بالاشياء مثل علم العلة بمعلولاتها قبل وجود معلولاتها بمعني الالتزام او العينية او الحضور بل ما عهد منهم يکيف (تکييف خ‌ل) علم الله الذاتي و شرحه و بيانه انه (بانه خ‌م9) باي نحو بل المعروف عندهم و المعلوم من مذهبهم ان العلم عين ذاته تعالي و ذاته تعالي لايدرک و لايکيف و ثبوت هذا المعني منهم: ضروري و ان الله تعالي عالم بالاشياء قبل وجودها و بعد وجودها و مع وجودها و انه تعالي لاينتظر و لايستقبل و انه لم‌يسبق له حال حالا ليکون اولا قبل ان‌يکون اخرا و يکون ظاهرا قبل ان‌يکون باطنا و لاتعلم کيفية هذه الاحاطة احد سواه هذا هو المعروف من مذهبهم و مذهب خواص شيعتهم الذين ما اختلطوا بالحکماء و الفلاسفة و الصوفية فالعاقل يجب عليه اعتقاد هذه (هذا خ‌ل) لا ان علم الله الذاتي له کيفية کما ان قوله ان عجز عما ذکرنا و ان لم‌يعلم کيفيته يشهد انه عرف علم الله الذاتي و علم کيفية التعلق فان کان العلم (العلم علم خ‌ل) الحادث

 

 

«* جواهر الحکم جلد 8 صفحه 577 *»

فهو لايقول به و ان کان القديم فهو تعالي کيف يکيف و يقترن و کيف يحيط به الادراک سبحانه سبحانه عما يقولون علوا کبيرا.

قوله لا ان‌يقول بمقالته الخ، قد عرفت ان مقالته جعلني الله فداه هو الحق الذي نطق بتصديقه الکتاب المستطاب و السنة المعصومية عن الائمة الاطياب عليهم سلام الله في المبدأ و المآب و اتفقت عليه عقول اولي الالباب فماذا بعد الحق الا الضلال فاني تصرفون.

و باقي تشنيعاته فالاعراض عنه اولي و الله حسبنا و و نعم الوکيل نعم المولي و نعم النصير غفر الله لنا و لکم و لجميع المؤمنين و لقد کتبت هذه العجالة مع کمال توزع البال و اختلال الاحوال و عدم الکتب و الاسباب عسي الله ان‌ينفع بها المؤمنين و ينبههم الي الحق القويم و صلي الله علي محمد و آله الطاهرين و الحمدلله رب العالمين.

قد فرغ من تسويدها منشيها يوم الخميس سلخ شهر رمضان المبارک في سنة 1240 حامدا مصليا مستغفرا.

[1]– انما قلنا اجزاء العقل خلافا للحکماء القائلين ببساطته المطلقة و الذي ثبت من مذهب اهل البيت: ان کل ممکن زوج ترکيبي فبساطة العقل و الروح و النفس اضافية و قال المجلسي (ره) من قال بوجود مجرد بسيط غير الله فهو کافر هـ ، اقول ان اراد علي المعني الذي ذکرناه حق و الا فباطل. منه اعلي الله مقامه

[2]– (ما بين الهلالين کان في النسخة الاصلية في الهامش من دون رادة في المتن و يحتمل ان‌يکون موضعه هنا کما سجّل او حواليه.) جواهر الحکم ج8 ص 523

[3]– اعتدال الصورة و استقامتها ذاتي للمؤمن و هو مقتضي الخير و اعوجاج الصورة ذاتي للکافر و حصل الخلط بينهما في الدنيا فيکون المؤمن ربما معوج الصورة و مشوه الخلقة و قد يکون الکافر بالعکس فاذا صار يوم القيمة يرد کل شيء الي اصله فلايکون مؤمن مشوه الخلقة ابدا و لا الکافر معتدل الصورة ابدا و هذا الاختلاف انما وقع في عالم الذر حين قال تعالي الست بربکم و هو الخلق الثاني في اصطلاحنا خلق الهندسة و الهيئات فافهم، منه (اعلي الله مقامه).

[4]– (مابين الهلالين کان ملصقا بالنسخة الاصلية في ورق و قد سقط فنقل من نسخة 12خ و صحح باستعانة نسخة اخري). (جواهر الحکم ج8 ص556)

[5]– (کانت کلمة «لمٰهية» في هامش الاصل بحذاء السطر من دون رادة في المتن و الظاهر ان مکانها هنا).