رسالة فیما یتعلق بآی القرآن و تنزیلها و تأویلها
من مصنفات السید الاجل الامجد المرحوم الحاج
سید کاظم بن السید قاسم الحسینی اعلی الله مقامه
«* جواهر الحکم جلد 9 صفحه 155 *»
بسم الله الرحمن الرحيم
فاما (اما) الناسخ و المنسوخ فان عدة النساء كانت في الجاهلية اذا مات الرجل تعتد امرأته سنة فلما بعث الله رسوله9 لمينقلهم عن ذلك و تركهم علي عاداتهم و انزل الله في ذلك قرءاناً فقال و الذين يتوفون منهم و يذرون ازواجاً وصية لازواجهم متاعاً الي الحول غير اخراج فكانت العدة حولاً فلما قوي الاسلام انزل الله تبارك و تعالي و الذين يتوفون منكم و يذرون ازواجاً يتربصن بانفسهن اربعة اشهر و عشراً فنسخت قوله متاعاً الي الحول غير اخراج و مثله ان المرأة كانت في الجاهلية اذا زنت كانت تحبس في بيتها حتي تموت و الرجل يؤذي فانزل الله ذلك و اللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن اربعة منكم فان شهدوا فامسكوهن في البيوت حتي يتوفيهن الموت او يجعل الله لهن سبيلاً و منه اللذان يأتيانها منكم فآذوهما فان تابا و اصلحا فاعرضوا عنهما ان الله كان تواباً رحيماً فلما قوي الاسلام انزل الله الزانية و الزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة فنسخت تلك و مثله كثير.
و اما المتشابه فمما لفظه واحد و معناه مختلف و منها الفتنة التي ذكرها الله تعالي في القرآن فمنها عذاب و هو قوله تعالي يوم هم علي النار يفتنون اي يعذبون و منه الكفر و هو قوله و الفتنة اكبر من القتل اي الكفر و منه الحب و هو قوله تعالي انما اموالكم و اولادكم فتنة يعني به الحب و منه اختبار و هو قوله تعالي الم احسب الناس انيتركوا انيقولوا امنا و هم لايفتنون اي لايختبرون و مثله كثير.
و اما ما لفظه عام و هو خاص مثل قوله تعالي يا بنياسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم و اني فضلتكم علي العالمين لفظه عام و معناه خاص لانه فضلهم علي عالمي زمانهم باشياء خصصهم بها و قوله تعالي و اوتيت من كل شيء يعني بلقيس فلفظه عام و معناه خاص لانها لمتؤت اشياء كثيرة و
«* جواهر الحکم جلد 9 صفحه 156 *»
منها (كثيرة منها خل) الذكر و اللحية و قوله ريح فيها عذاب اليم تدمر كل شيء بامر ربها فلفظه عام و معناه خاص لانها تركت اشياء كثيرة لمتدمرها.
و اما ما لفظه خاص و معناه عام فقوله من اجل ذلك كتبنا علي بنياسرائيل انه من قتل نفساً بغير نفس او فساد في الارض فكانما قتل الناس جميعاً الاية فلفظه خاص و معناه عام في الناس كلهم.
و اما التقديم و التأخير فان آية عدة النساء الناسخة تقدمت علي المنسوخة لان في التأليف قدقدمت (التأليف قدمت خل) آية عدة النساء اربعة اشهر و عشراً علي آية عدة سنة و كان يجب اولاً انتقرأ المنسوخة التي نزلت قبل ثم الناسخة بعد و قوله أفمن كان علي بينة من ربه و يتلوه شاهد منه و من قبله كتاب موسي اماماً و رحمة فقال الصادق7 انما انزل أفمن كان علي بينة من ربه و يتلوه شاهد منه اماماً و رحمة و من قبله كتاب موسي و قوله ما هي الاّ حيوتنا الدنيا نموت و نحيا و هو انما نحيا و نموت لان الدهرية لميقروا بالبعث بعد الموت و انما قالوا انما نحيا (قالوا نحيا خل) و نموت فقدموا حرفاً علي حرف و قوله يا مريم اقنتي لربك و اسجدي و اركعي و انما هو اركعي و اسجدي و قوله تعالي فلعلك باخع نفسك علي اثارهم ان لميؤمنوا بهذا الحديث اسفاً و انما هو فلعلك باخع نفسك علي آثارهم اسفاً ان لميؤمنوا بهذا الحديث و مثليه (مثله خل) كثير.
و اما المنقطع المعطوف و هي آيات نزلت في خبر ثم انقطعت قبل تمامها و جاءت آيات غيرها ثم عطف بعد ذلك علي الخبر الاول مثل قوله تعالي و ابراهيم اذ قال لقومه اعبدوا الله و اتقوه ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون انما تعبدون من دون الله اوثاناً و تخلقون افكاً ان الذين تعبدون من دون الله لايملكون لكم رزقاً فابتغوا عند الله الرزق و اعبدوه و اشكروا له اليه ترجعون ثم انقطع خبر ابراهيم فقال مخاطبة لامة محمد9 و ان تكذّبوا فقدكذب امم من قبلكم و ما علي الرسول الاّ البلاغ المبين او لميروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده ان ذلك علي الله يسير الي قوله اولئك يئسوا من رحمتي و
«* جواهر الحکم جلد 9 صفحه 157 *»
اولئك لهم عذاب اليم ثم عطف بعد هذه الآيات علي قصة ابراهيم فقال فماكان جواب قومه الاّ ان قالوا اقتلوه او حرقوه فانجاه الله من النار و مثله في قصة لقمان.
و اما ماهو حرف مكان حرف فقوله تعالي لئلايكون للناس عليكم حجة الاّ الذين ظلموا منهم يعني و لا الذين ظلموا منهم و قوله يا موسي لاتخف اني لايخاف لدي المرسلون الاّ من ظلم يعني و لا من ظلم و قوله تعالي و ماكان لمؤمن انيقتل مؤمناً الاّ خطأ يعني و لاخطأً و قوله و لايزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم الاّ ان تقطع قلوبهم يعني حتي تقطع و مثله كثير.
و اما ماهو علي خلاف ما انزل الله فهو قوله كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله فقال ابوعبدالله7 للقاري خير امة تقتلون اميرالمؤمنين و الحسن و الحسين ابني علي صلوات الله عليهم فقيل له7 كيف انزلت يابن رسول الله9 فقال انما انزلت كنتم خير ائمة اخرجت للناس الاتري مدح الله لهم في اخر الآية تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله و مثله انه قرئ علي ابيعبدالله7 يقولون هب لنا من ازواجنا و ذرياتنا قرة اعين و اجعلنا للمتقين اماماً فقال ابوعبدالله7 لقدسألوا الله عظيماً انتجعلهم (يجعلهم خل) للمتقين اماماً فقيل له يابن رسول الله كيف نزلت هذه الاية فقال انما نزلت ان الذين يقولون ربنا هب لنا الاية و قوله له معقبات من بين يديه و من خلفه يحفظونه من امر الله فقال ابوعبدالله7 كيف يحفظه النبي من امر الله و كيف يكون العقب من بين يديه فقيل و كيف (فقيل كيف خل) يكون ذلك يابن رسول الله9فقال7 انما انزلت (فقال له انما انزلت خل) له معقبات من خلفه و رقيب من بين يديه و يحفظونه بامر الله و مثله كثير.
و اما ماهو محرف فهو قوله لكن الله يشهد بماانزل اليك (اليك من ربك خل) في علي كذا نزلت انزله بعلمه و الملائكة يشهدون و قوله ياايها الرسول
«* جواهر الحکم جلد 9 صفحه 158 *»
بلغ ماانزل اليك من ربك في علي فان لمتفعل فمابلغت رسالته و قوله ان الذين كفروا و ظلموا آلمحمد حقهم لميكن الله ليغفر لهم و قوله و سيعلم الذين ظلموا آل محمد حقهمم اي منقلب ينقلبون و قوله تعالي و لو تري اذ الظالمون آلمحمد في غمرات الموت و مثله كثير.
و اما ما لفظه جمع و معناه واحد فقوله ياايها الذين آمنوا لاتخونوا الله و الرسول و تخونوا اماناتكم نزلت في ابيلبابة بن عبدالله بن المنذر خاصة و قوله يا ايها الذين آمنوا لاتتخذوا عدوي و عدوكم اولياء نزلت في حاطب بن ابي بلتعة و قوله الذين قال لهم الناس قدجمعوا لكم نزلت في نعيم بن مسعود الاشجعي و قوله و منهم الذين يؤذون النبي و يقولون هو اذن قل اذن خير لكم نزلت في عبدالله بن نفيل خاصة و مثله كثير.
و اما مالفظه واحد و معناه جمع فقوله و جاء ربك و الملك صفاً صفاً فاسم الملك واحد و معناه جمع و قوله المتر ان الله يسجد له من في السموات و من في الارض و الشمس و القمر و النجوم و الشجر و الدواب فلفظ الشجر واحد و معناه جمع.
و اما ما لفظه ماض و هو مستقبل فقوله يوم ينفخ في الصور ففزع من في السموات و من في الارض الاّ من شاء الله و كل اتوه داخرين و قوله و نفخ في الصور فصعق من في السموات و من في الارض الاّ من شاء ربك ثم نفخ فيه اخري فاذا هم قيام ينظرون و اشرقت الارض بنور ربها الاية و وفيت كل نفس الايات.
و اما الآيات التي في سورة و تمامها في سورة اخري فقوله في سورة البقرة في قصة بنياسرائيل حين عبر بهم موسي البحر و غرق الله فرعون و اصحابه و انزل الله علي بنياسرائيل المن و السلوي فقالوا لن نصبر علي طعام واحد الي ان قال اهبطوا مصراً فان لكم ماسألتم قالوا يا موسي ان فيها قوماً جبارين الآيات و قوله اكتتبها و هي تملي عليه بكرة و اصيلاً فرد الله عليهم و
«* جواهر الحکم جلد 9 صفحه 159 *»
ماكنت تتلو من قبله من كتاب و لاتخطه بيمينك اذاً لارتاب المبطلون فنصف الآية في سورة الفرقان و نصفها في سورة القصص(ظ العنكبوت).
و اما الآية التي نصفها منسوخة و نصفها متروكة علي حالها فقوله و لاتنكحوا المشركات حتي يؤمن و ذلك ان المسلمين كانوا ينكحون اهل الكتاب من اليهود و النصاري و ينكحونهم فانزل الله و لاتنكحوا المشركات حتي يؤمن و لامة مؤمنة خير من مشركة و لو اعجبتكم و لاتنكحوا المشركين حتي يؤمنوا و لعبد مؤمن خير من مشرك و لو اعجبكم فنهي الله انينكح المسلم المشركة و لاينكح (ينكح) المشرك المسلمة ثم نسخ قوله و لاتنكحوا المشركات الآية بقوله في سورة المائدة فاليوم احل لكم الطيبات و طعام الذين اوتوا الكتاب حل لكم و طعامكم حل لهم و المحصنات من المؤمنات و المحصنات من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم اذا آتيتموهن اجورهن فنسخت هذه الآية قوله و لاتنكحوا المشركات حتي يؤمن و ترك قوله و لاتنكحوا المشركين حتي يؤمنوا لمينسخ لانه لايحل للمسلمة انينكح المشرك و يحل له انيتزوج المشركة من اليهود و النصاري و قوله و كتبنا عليهم فيها ان النفس بالنفس و العين بالعين و الانف بالانف و الاذن بالاذن و السن بالسن و الجروح قصاص ثم نسخت هذه الآية بقوله كتب عليكم القصاص في القتلي الحر بالحر و العبد بالعبد و الانثي بالانثي فنسخت قوله النفس بالنفس الي قوله السن و لمينسخ قوله و الجروح قصاص فنصف الآية منسوخة و نصفها متروك.
و اما ما تأويله في تنزيله فكل اية نزلت في حلال او في حرام ممالايحتاج فيها الي تأويل مثل قوله تعالي حرمت عليكم امهاتكم الآية و هو من المحكم.
و اما ما تأويله قبل تنزيله فالامور التي حدثت في عصر رسول الله9 ممالميكن عند النبي9 فيها حكم مثل الظهار فان العرب في الجاهلية كانوا اذا ظاهر الرجل من امرأته حرمت عليه علي الابد فلما هاجر رسول الله9 الي المدينة ظاهر رجل من امرأته يقال له
«* جواهر الحکم جلد 9 صفحه 160 *»
اوس بن الصامت فجاءت امرأته الي رسول الله9 فاخبرته بذلك فانتظر النبي9الحكم من الله تبارك و تعالي فانزل الله تعالي الذين يظاهرون الآية و مثله مانزل في اللعان و غيره ممالميكن عند النبي9 فيها حكم (حكم فيها خل) حتي نزل عليه القرآن به من الله عزوجل فكان التأويل قدتقدم التنزيل.
و اما ماتأويله بعد تنزيله الامور التي حدثت في عصر النبي9 و بعده في غصب آلمحمد: ماوعدهم الله من النصر علي اعدائهم و مااخبر الله (الله به خل) نبيه9 من اخبار القائم7 و خروجه و اخبار الرجعة و الساعة.
و اما ما تأويله مع تنزيله فمثل قوله تعالي اطيعوا الله و اطيعوا الرسول و اولي الامر منكم فلميستغن الناس تنزيل الآية حتي فسر لهم رسول الله9 من اولي الامر و قوله و اتقوا الله و كونوا مع الصادقين و الآيات في الصلوة و الزكوة و الصوم.
و اما ما لفظه خبر و معناه حكاية فقوله و لبثوا في كهفهم ثلثمائة سنين و ازدادوا تسعاً و هذا حكاية عنهم و الدليل علي انه حكاية ما رد الله عليهم في قوله قل الله اعلم بمالبثوا له غيب السموات و الارض و قوله يحكي عن قول قريش مانعبدهم الاّ ليقربونا الي الله زلفي فهو علي معني الخبر و معناه حكاية.
و اما ما هو مخاطبة للنبي و المعني امته فقوله ياايها النبي اذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن فالمخاطبة للنبي9 و المعني لامته و امثال ذلك كثيرة و قدقال الصادق7 ان الله بعث نبيه باياك اعني و اسمعي يا جارة.
و اما ما هو مخاطبة لقوم و معناه لآخرين فقوله و قضينا الي بنياسرائيل في الكتاب لتفسدن انتم يا معشر امة محمد9 في الارض مرتين و لتعلن علواً كبيراً.
الي هنا كان في النسخ.