10-08 جواهر الحکم المجلد العاشر ـ رسالة في کيفية صلوة الليل ـ مقابله

رسالة فی کیفیة صلوة اللیل

 

من مصنفات السید الاجل الامجد المرحوم الحاج

سید کاظم بن السید قاسم الحسینی اعلی الله مقامه

 

«* جواهر الحکم جلد 10 صفحه 308 *»

بسم الله الرحمن الرحيم

اعلم وفقک الله تعالي لما يحب و يرضي و رزقک خير الدنيا و الآخرة بمحمد و آله الطاهرين ينبغي لک ان تقوم من منامک اذا انتصف الليل للصلوة و الدعاء و التضرع بين يدي رب العباد لتنال ما هو المراد فان صلوة الليل هي فخر المؤمن و زينته في الدنيا و الآخرة بذلک وردت اخبار منها ما رواه عبدالله بن سنان عن ابي‌عبدالله عليه السلام قال سمعت اباعبدالله عليه السلام يقول ثلاث هن فخر المؤمن و زينته في الدنيا و الآخرة الصلوة في آخر الليل و يأسه مما في ايدي الناس و ولايته الامام من آل محمد صلي الله عليه و آله.

فاذا انتبهت من نومک فاول ما ينبغي لک فعله السجود فقد ورد ان النبي صلي الله عليه و آله کان اذا انتبه من نومه سجد ثم قال في سجوده او بعد رفع رأسه: الحمد لله الذي احياني بعد ما اماتني و اليه النشور الحمد لله الذي رد علي روحي لاحمده و اعبده و روي عن الباقر عليه السلام انه قال اذا قمت بالليل فانظر في آفاق السماء و قل اللهم انه لايواري منک ليل ساج و لا سماء ذات ابراج و لا ارض ذات مهاد و لا ظلمات بعضها فوق بعض ولا بحر لجي تدلج بين يدي المدلج من خلقک تعلم خائنة الاعين و ما تخفي الصدور غارت النجوم و نامت العيون و انت الحي القيوم لا تأخذک سنة و لا نوم سبحان رب العالمين و اله المسلمين و الحمد لله رب العالمين, ثم اقرأ الآيات الخمس من آخر آل عمران ان في خلق السموات و الارض و اختلاف الليل و النهار لآيات لاولي الالباب الذين يذکرون الله قياماً وقعوداً و علي جنوبهم و يتفکرون في خلق السموات و الارض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانک فقنا عذاب النار ربنا انک من تدخل النار فقد اخزيته و ما للظالمين من انصار ربنا اننا سمعنا منادياً ينادي للايمان ان آمنوا بربکم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا و کفر عنا سيئاتنا و توفنا مع الابرار ربنا و آتنا ما وعدتنا علي رسلک و لاتخزنا يوم القيمة انک لاتخلف الميعاد.

 

«* جواهر الحکم جلد 10 صفحه 309 *»

فان اردت التوجه الي العبادة و کان لک حاجة الي التخلي فابدأ به اولاً فانه لاصلوة لحاقن و لا حاقب و لا حازق فاذا اردت الدخول الي الخلا فقدم رجلک اليسري عند اول دخولک ان کان بيتاً و ان تخليت في الصحراء و نحوها فقدمها في موضع جلوسک و قل بسم الله و بالله اعوذ بالله من الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان الرجيم و يکره لک اطالة الجلوس و يستحب لک ان تمسح بطنک بعد الفراغ بيدک اليمني قائماً قائلاً الحمد لله الذي اماط عني الاذي و هنأني طعامي و شرابي و عافاني من البلوي و ان استنجيت بالماء فقل الحمد لله الذي جعل الماء طهوراً و لم‌يجعله نجساً و قل حال الاستنجاء اللهم حصن فرجي و اعفه و استر عورتي و حرمني علي النار و اذا خرجت من الخلا فقدم رجلک اليمني و قل عند الخروج الحمد لله الذي عرفني لذته و ابقي في جسدي قوته و اخرج عني اذاه يا لها نعمة يا لها نعمة لايقدر القادرون عدها ثم توضأ الوضوء الکامل بادياً بالسواک ثم تطيب فقد روي عن الصادق عليه السلام انه قال کانت للنبي مُمَسَّکة اذا هو توضأ اخذها بيده و هي رطبة و روي ايضاً عنه عليه السلام انه قال رکعتان يصليها (يصليهما خ‌ل) متعطر افضل من سبعين رکعة (رکعة يصليهما خ‌ل) غير متعطر.

فاذا توضأت و تعطرت فاجلس مستقبل القبلة ثم ادع بدعاء زين‌العابدين عليه السلام الذي کان يدعوا به في جوف الليل الهي غارت نجوم سمائک و نامت عيون انامک و هدأت اصوات عبادک و انضمت و غلقت الملوک عليها ابوابها و طاف عليها حراسها و احتجبوا عمن يسألهم حاجته (حاجة خ‌ل) او ينتجع منهم فايدة و انت الهي حي قيوم لاتأخذک سنة و لا نوم و لايشغلک شيء عن شيء ابواب سمائک لمن دعاک مفتحات و خزاينک غير مغلقات و ابواب رحمتک غير محجوبات و فوائدک لمن سألک غير محظورات بل هي مبذولات الهي انت الکريم الذي لاترد سائلاً من المؤمنين و لاتحجب عن احد منهم ارادک لا و عزتک و جلالک و لاتختزل حوائجهم و لايقضيها احد غيرک اللهم و قد تراني و وقوفي و ذل مقامي بين يديک تعلم سريرتي و تطلع علي ما

 

«* جواهر الحکم جلد 10 صفحه 310 *»

 في قلبي و ما يصلح به امر آخرتي و دنياي اللهم ان ذکرت الموت و اهوال المطلع و الوقوف بين يديک نغصني مطعمي و مشربي و اغصني ريقي و اقلقني عن وسادي و منعني رقادي کيف ينام من يخاف ملک الموت في طوارق الليل و طوارق النهار بل کيف ينام العاقل و ملک الموت لاينام لا بالليل و لا بالنهار و يطلب روحه في البيات و في آناء الساعات و کان عليه السلام يسجد بعد الدعاء و يلصق خده بالتراب و يقول اسألک الروح و الراحة عند الموت و العفو عني حين القاک و يستحب لک ان تصلي رکعتين قبل صلوة الليل کذا کان يفعل السجاد عليه السلام تقرأ في الاولي بقل هو الله احد و في الثانية بقل يا ايها الکافرون.

ثم تدعو بما ورد عن علي عليه السلام روي ابوالدرد (ابو الدرداء خ‌ل) انه سمع اميرالمؤمنين عليه السلام يدعو في جوف الليل الهي کم من موبقة حلمت عن مقابلتها بنقمتک و کم من جريرة تکرمت عن کشفها بکرمک الهي ان طال في عصيانک عمري و عظم في الصحف ذنبي فما انا بمؤمل غير غفرانک و لا انا براج غير رضوانک الهي افکر في عفوک فتهون علي خطيئتي ثم اذکر العظيم من اخذک فتعظم علي بليتي آه ان انا قرأت في الصحف سيئة انا ناسيها و انت محصيها فتقول خذوه فيا له من مأخوذ لاتنجيه عشيرته و لاتنفعه قبيلته آه من نار تنضج الاکباد و الکلي آه من نار نزاعة للشوي آه من غمرة (من غمرة من خ‌ل) لهبات لظي ثم ابک بعد هذا الدعاء و ادع بما شئت.

و قم لصلوة الليل و ينبغي لک ان تقول قبل الشروع اللهم اني اتوجه اليک بنبيک نبي الرحمة و آله و اقدمهم بين يدي حوائجي فاجعلني بهم في الدنيا و الاخرة من المقربين اللهم ارحمني بهم و لاتعذبني بهم و اهدني بهم و لاتضلني بهم و ارزقني بهم و لاتحرمني بهم و اقض لي حوائج الدنيا و الآخرة انک علي کل شيء قدير و بکل شيء عليم ثم تفتح الرکعة الاولي بالتکبيرات السبع مع ادعيتها الثلاثة و الافضل ان تقرأ فيها بعد الحمد سورة التوحيد ثلاثين مرة و في الثانية سورة الجحد و في الرکعات الباقية السور الطوال هذا ان اتسع الوقت و الا فالقصار و الا فالفاتحة وحدها.

 

«* جواهر الحکم جلد 10 صفحه 311 *»

و اعلم انه کما يستحب القنوت في الفرائض کذا يستحب في النوافل و يستحب الاطالة لما ورد عن النبي صلي الله عليه و آله انه قال اطولکم قنوتاً في دار الدنيا اطولکم راحة يوم القيمة و من الادعية المختصرة التي ينبغي ان يدعي بها ما روي عن الصادق عليه السلام انه کان يدعو به الهي کيف ادعوک و قد عصيتک و کيف لاادعوک و قد عرفتک (عرفت خ‌ل) حبک في قلبي و ان کنت عاصياً مددت اليک يداً بالذنوب مملوة و عيناً بالرجاء ممدودة مولاي انت عظيم العظماء و انا اسير الاسراء انا الاسير بذنبي المرتهَن بجرمي الهي لئن طالبتني بذنبي لاطالبنک بکرمک و لئن طالبتني بجريرتي لاطالبنک بعفوک و لئن امرت بي الي النار لاخبرن اهلها اني کنت اقول لا اله الا الله محمد رسول الله اللهم ان الطاعة تسرک و المعصية لاتضرک فهب لي ما يسرک و اغفر لي ما لايضرک يا ارحم الراحمين.

و من الادعية التي ينبغي ان يدعي بها ما روي عن الرضا عليه السلام اللهم ان الرجاء لسعة رحمتک انطقني باستقالتک و الامل لاناتک و رفقک شجعني علي طلب امانک و عفوک و لي يا رب ذنوب قد اوجهتها اوجه الانتقام و خطايا قد لاحظتها عين (اعين خ‌ل) الاصطلام و استوجبت بها علي عدلک اليم العذاب و استحققت باجتراحها مبير العقاب و خففت (خفت خ‌ل) تعويقها لاجابتي و ردها اياي عن قضاء حاجتي باطالها طلبتي و قطعها الاسباب (لاسباب ظ) رغبتي من اجل ما انقض ظهري من ثقلها و بهظني من الاستقال (الاستقلال خ‌ل) بحملها ثم تراجعت ربي الي حلمک عن الخاطئين و عفوک عن المذنبين و رحمتک للعاصين فاقبلت بثقتي متوکلاً عليک طارحاً نفسي بين يديک شاکياً بثي اليک سائلاً ما لااستوجبه من تفريج الهم و ما لااستحقه من تنفيس الغم مستقيلاً اياک واثقاً مولاي بک اللهم فامنن علي بالفرج و تطول علي بسهولة المخرج و اذللني رأفتک (و ادللني برأفتک خ‌ل) علي سمت المنهج و ازلقني بقدرتک من الطريق الاعوج و خلصني من سجن الکرب باقالتک و اطلق اسري برحمتک و طل علي برضوانک و جد علي باحسانک و اقلني عثرتي و فرج کربتي و ارحم عبرتي و لاتحجب دعوتي و اشدد بالاقالة عذري (ازري خ‌ل) و قوي (قو خ‌ل) بها ظهري

 

«* جواهر الحکم جلد 10 صفحه 312 *»

و اصلح بها امري و اطل بها عمري و ارحمني يوم حشري و وقت نشري انک جواد کريم رؤوف رحيم.

فاذا فرغت من الرکعة الثانية فادع بهذا الدعاء و يستحب ان تدعو به بين کل رکعتين من الرکعات الثمان و هو هذا اللهم اني اسألک و لم‌يسأل مثلک انت موضع مسألة السائلين و منتهي رغبة‌ الراغبين ادعوک ولم‌يدع مثلک و ارغب اليک و لم‌يرغب الي مثلک انت مجيب دعوة المضطرين و ارحم الراحمين اسألک بافضل المسائل و انجحها و اعظمها يا الله يا رحمن يا رحيم و باسمائک الحسني و امثالک العليا و نعمک التي لاتحصي و باکرم اسمائک عليک و احبها اليک و اقربها منک وسيلة و اشرفها عندک منزلة و اجزلها لديک ثواباً و اسرعها في الامور اجابة و باسمک المکنون الاکبر الاعز الاجل الاعظم الاکرم الذي تحبه و تهواه و ترضي به عمن دعاک و بکل اسم هو لک في التوراة و الانجيل و الزبور و الفرقان العظيم و بکل اسم دعاک به حملة عرشک و ملائکتک و انبياءک و رسلک و اهل طاعتک من خلقک ان تصلي علي محمد و آل محمد و ان تعجل فرج وليک و ابن اوليائک و تعجل خزي اعدائه و ان تفعل کذا و کذا.

ثم تسبح تسبيح الزهراء عليها السلام و تسجد سجدتي الشکر و يحسن ان تدعو في احديهما بهذا الدعاء المنسوب الي سيد العابدين عليه السلام الهي و عزتک و جلالک و عظمتک لو اني منذ بدعت فطرتي من اول الدهر عبدتک دوام خلود ربوبيتک بکل شعرة في کل طرفة عين سرمد الابد بحمد الخلايق و شکرهم اجمعين لکنت مقصراً في بلوغ شکر خفي نعمة من نعمک علي و لو اني کربت معادن حديد الدنيا بانيابي و حرثت ارضها باشفار عيني و بکيت من خشيتک مثل بحور السموات و الارضين دماً و صديداً لکان ذلک قليلاً في کثير ما يجب من حقک علي و لو انک الهي عذبتني بعذاب الخلايق اجمعين و عظمت للنار خلقي و جسمي و ملأت طبقات جهنم مني حتي لايکون لجهنم حطب سواي لکان ذلک بعدلک علي قليلاً في کثير ما استوجبه من عقوبتک.

 

«* جواهر الحکم جلد 10 صفحه 313 *»

فاذا فرغت من الرکعة الثامنة فادع بهذا الدعاء يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله صل علي محمد و آله و ارحمني و ثبتني علي دينک و دين نبيک و لاتزغ قلبي بعد اذ هديتني و هب لي من لدنک رحمة انک انت الوهاب و تقول ايضاً اللهم انت الحي القيوم العلي العظيم الخالق الرازق المبدي المحي المميت المبدئ البديع لک الکرم و لک الجود و لک المن ولک الامر وحدک لاشريک لک يا خالق يا رازق يا محيي يا مميت يا بديع يا رفيع اسألک ان تصلي علي محمد و آل محمد و ان ترحم ذلي بين يديک و تضرعي اليک و وحشتي من الناس و انسي بک.

ثم تدعو بالدعاء الذي کان يدعو به اميرالمؤمنين عليه السلام اللهم اني اسألک بحرمة من عاذ بک و لجأ الي عزک و استظل بفيئک و اعتصم بحبلک و لم‌يثق الا بک يا جزيل العطايا يا مطلق الاساري يا من سمي نفسه من جوده وهاباً ادعوک رغباً و رهباً و خوفاً و طمعاً و الحاحاً و الحافاً و تضرعاً و تملقاً و قائماً و قاعداً و راکعاً و ساجداً و راکباً و ماشياً و ذاهباً و جائياً و في کل حالاتي اسألک ان تصلي علي محمد و آل محمد و ان تفعل بي کذا و کذا ثم تسجد سجدتي الشکر و تدعو فيهما بما سبق ذکره.

فاذا فرغت من الرکعات الثمان تقوم الي رکعتي الشفع و مفردة الوتر تقرأ في الرکعة الاولي من الشفع اولي المعوذتين و في الاخري الاخري فاذا سلمت فادع بهذا الدعاء الهي تعرض لک في هذا الليل المتعرضون و قصدک فيه القاصدون و امل فضلک و معروفک الطالبون و لک في هذا الليل نفحات و جوايز و عطايا و مواهب تمن بها علي من تشاء من عبادک و تمنعها من لم‌تسبق له العناية منک و ها انا ذا عبدک الفقير اليک المؤمل فضلک و معروفک فان کنت يا مولاي تفضلت في هذه الليلة علي احد من خلقک و عدت عليه بعائدة من عطفک فصل علي محمد و آله الطيبين الطاهرين الخيرين الفاضلين و جد علي بطولک و معروفک يا رب العالمين و صلي الله علي محمد خاتم النبيين و آله الطاهرين

 

«* جواهر الحکم جلد 10 صفحه 314 *»

 الذين اذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيراً ان الله حميد مجيد اللهم اني ادعوک کما امرتني فاستجب لي کماوعدتني انک لاتخلف الميعاد.

ثم قم الي مفردة الوتر و توجه بالتکبيرات السبع و الادعية الثلاثة و تقرأ فيها بعد الحمد التوحيد ثلاثا و المعوذتين ثم ترفع يديک و تقنت و انت تبکي او تتباکي و تدعو بما روي عن الصادق عليه السلام و الباقر عليه السلام قالا قل في قنوت الوتر لا اله الا الله الحليم الکريم لا اله الا الله العلي العظيم سبحان الله رب السموات السبع و رب الارضين السبع و ما فيهن و ما بينهن و رب العرش العظيم اللهم انت الله نور السموات و الارض و انت الله عماد السموات و الارض و انت الله قوام السموات و الارض و انت الله صريح المستصرخين و انت الله غياث المستغيثين و انت الله المفرج عن المکروبين و انت الله المروح عن المغمومين و انت الله مجيب دعوة المضطرين و انت الله اله العالمين و انت الله الرحمن الرحيم و انت الله کاشف السوء و انت الله بک تنزل کل حاجة يا الله ليس يؤود (يرد خ‌ل) غضبک الا حلمک و لاينجي من عقابک الا رحمتک و لاينجي منک الا التضرع اليک فهب لي من لدنک يا الهي رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواک بالقدرة التي بها احييت جميع ما في البلاد و بها تنشر ميت العباد و لاتهلکني غماً حتي تغفر لي و ترحمني و تعرفني الاستجابة في دعائي و ارزقني العافية الي منتهي اجلي و اقلني عثرتي و لاتشمت بي عدوي و لاتمکنه من رقبتي اللهم ان رفعتني فمن ذا الذي يضعني و ان وضعتني فمن ذا الذي يرفعني و ان اهلکتني فمن ذا الذي يحول بينک و بيني او يتعرض لک في شيء من امري و قد علمت ان ليس في حکمک ظلم و لا في نقمتک عجلة و انما يعجل من يخاف الفوت و انما يحتاج الي الظلم الضعيف و قد تعاليت عن ذلک علواً کبيراً يا الهي فلاتجعلني للبلاء غرضاً و لا لنقمتک نصباً و مهلني و نفسي و اقلني عثرتي و لاتتبعني ببلاء علي اثر بلاء فقد تري ضعفي و قلة حيلتي استعيذ بک الليلة فاعذني و استجير بک من النار فاجرني و اسألک الجنة فلاتحرمني.

 

«* جواهر الحکم جلد 10 صفحه 315 *»

و يستحب ان تدعو لاربعين من اخوانک فصاعداً ثم تقول استغفر الله ربي و اتوب اليه سبعين مرة و ينبغي ان تعد الاستغفار بيدک اليمني و تنصب يدک اليسري و لو اتيت بتمام المائة کان افضل ثم تقول سبع مرات استغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم لجميع ظلمي و جرمي و اسرافي علي نفسي و اتوب اليه ثم تقول رب اسأت و ظلمت نفسي و بئس ما صنعت و هذه يداي جزاء بما کسبت و هذه رقبتي خاضعة لما ابنت (اتيت خ‌ل) و ها انا ذا بين يديک فخذ لنفسک من نفسي الرضا حتي ترضي لک العتبي لااعود ثم تقول العفو العفو ثلاثمائة مرة ثم تقول رب اغفر لي و ارحمني و تب علي انک انت التواب الرحيم.

و ان کان الوقت متسعاً فيستحب لک ان تضيف الي ما تقدم ما کان يدعو به سيدالعابدين عليه السلام سيدي سيدي هذه يداي قد مددتهما اليک بالذنوب مملوة و عيناي بالرجاء ممدودة و حق لمن دعاک بالندم تذللاً ان تجيبه بالکرم تفضلاً سيدي ا من اهل الشقاء خلقتني فاطيل بکائي ام من اهل السعادة خلقتني فابشر رجائي سيدي ام لضرب المقامع خلقت اعضائي ام لشرب الحميم خلقت امعائي سيدي لو ان عبداً استطاع الهرب من مولاه لکنت اول الهاربين منک لکني اعلم اني لاافوتک سيدي لو ان عذابي مما يزيد في ملکک لسألتک الصبر عليه غير اني اعلم انه لايزيد في ملکک طاعة المطيعين و لاينقص منه معصية العاصين سيدي ما انا و ما خطري هب لي بفضلک و جللني بسترک و اعف عن توبيخي بکرم وجهک الهي و سيدي ارحمني مصروعاً علي الفراش تقلبني ايدي احبتي و ارحمني مطروحاً علي المغتسل يغسلني صالح جيرتي و ارحمني محمولاً قد تناول الاقرباء اطراف جنازتي و ارحم في ذلک البيت المظلم وحشتي و غربتي و وحدتي و ان ضاق فاقتصر علي ما يسعه الوقت.

ثم ارکع و بعد اذ ترفع رأسک من الرکوع يستحب لک ان تدعو بهذه الکلمات هذا مقام من حسناته نعمة منک و سيئاته بعمله و ذنبه عظيم و شکره قليل الهي طموح الآمال قد خابت الا لديک و معاکف الهمم قد تقطعت الا

 

«* جواهر الحکم جلد 10 صفحه 316 *»

عليک و مذاهب العقول قد سمت الا اليک فاليک الرجاء و اليک الملتجي يا اکرم مقصود و يا اجود مسؤول هربت اليک بنفسي يا ملجأ الهاربين باثقال الذنوب احملها علي ظهري و مااجد لي اليک شافعاً سوي معرفتي بانک اقرب من رجاه الطالبون و لجأ اليه المضطرون و امل ما لديه الراغبون يا من فتق العقول بمعرفته و اطلق الالسن بحمده و جعل ما امتن به علي عباده کفاء لتأدية حقه و صل (حقه صل خ‌ل) علي محمد و آله و لاتجعل الهموم علي عقلي سبيلاً و لا للباطل علي عملي دليلاً برحمتک يا ارحم الراحمين.

ثم تسجد السجدتين و تتشهد فاذا سلمت فسبح تسبيح الزهراء عليها السلام ثم تدعو بالدعاء المعروف بدعاء الحزين اناجيک يا موجود في کل مکان لعلک تسمع ندائي فقد عظم جرمي و قل حيائي مولاي يا مولاي اي الاهوال اتذکر و ايها انسي و لو لم‌يکن الا الموت لکفي کيف و ما بعد الموت اعظم و ادهي مولاي يا مولاي حتي متي و الي متي اقول لک العتبي مرة بعد اخري ثم لاتجد عندي صدقاً و لا وفا (وفاء خ‌ل) فياغوثاه ثم واغوثاه بک يا الله من هوي قد غلبني و من عدو قد استکلب علي و من دنيا قد تزينت لي و من نفس امارة بالسوء الا ما رحم ربي مولاي يا مولاي ان کنت رحمت مثلي فارحمني و ان کنت قبلت مثلي فاقبلني يا قابل السحرة اقبلني يا من لم‌ازل اتعرف منه الحسني يا من يغذيني بالنعم صباحاً و مساء ارحمني يوم آتيک فرداً شاخصاً اليک بصري مقلداً عملي قد تبرأ جميع الخلايق مني نعم و ابي و امي و من کان له کدي و سعيي فان لم‌ترحمني فمن يرحم في القبر وحشتي و من ينطق لساني اذا خلوت بعملي و سألتني عما انت اعلم به مني فان قلت نعم فاين المهرب من عدلک و ان قلت لم‌افعل قلت الم‌اکن الشاهد عليک فعفوک عفوک يا مولاي قبل ان تلبس الابدان سرابيل القطران عفوک عفوک يا مولاي قبل ان تغل الايدي الي الاعناق يا ارحم الراحمين و يا خير الغافرين.

ثم تسجد و تقول اللهم صل علي محمد و آل محمد و ارحم ذلي بين يديک و تضرعي اليک و وحشتي من الناس و انسي بک يا کريم يا کائناً قبل کل

 

«* جواهر الحکم جلد 10 صفحه 317 *»

شيء و يا مکون کل شيء يا کائناً بعد کل شيء لاتفضحني فانک بي عالم و لاتعذبني فانک علي قادر اللهم اني اعوذ بک من کرب الموت و من سؤال (سوء خ‌ل) المرجع في القبور و من الندامة يوم القيمة اسألک عيشة هنيئة و ميتة سوية و منقلباً کريماً غير مخز و لا فاضح اللهم مغفرتک اوسع من ذنوبي و رحمتک ارجي عندي من عملي فصل علي محمد و آل محمد و اغفر لي يا حياً لايموت.

و بعد فراغک من مفردة الوتر و ما تعلق بها تقوم الي رکعتي الفجر و افضل اوقاتهما مابين الفجرين و يجوز تقديمهما عليهما لانه ورد عن الرضا عليه السلام انه قال احشو بهما صلوة الليل و يمتد وقتهما الي طلوع الحمرة تقرأ في الاولي بعد الحمد الجحد و في الثانية التوحيد . . . .

(الي هنا وجد في النسخة الموجودة)