11-05 جواهر الحکم المجلد الحادی عشر ـ وصية الي المرحوم الحاج محمد کريم الکرماني (اع) ـ چاپ

وصیة الی المرحوم الحاج محمد کریم الکرمانی

 

من مصنفات السید الاجل الامجد المرحوم الحاج

سید کاظم بن السید قاسم الحسینی اعلی الله مقامه

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 79 *»

بسم اللّه الرحمن الرحيم

الحمدللّه رب العالمين و الصلوة و السلام علي محمّد و اله الطاهرين.

فقد سألت يا اخي ايّدك اللّه بصنوف تأييده و سدّدك بتوفيقه و تسديده ان‏اكتب لك الطريق الذي يوصلك الي ما هو المطلوب في الدارين و ينجيك عمايرديك من اهوال النشأتين.

فاعلم ان كل مطلوب و مرغوب فهو عند اللّه سبحانه و كل محذور و مخوف ففي الاعراض عنه تعالي فعليك بالاخلاص و التوجه اليه علي جهة الاختصاص و ان‏تطيعه طاعة المحب للمحبوب و الطالب للمطلوب لا طاعة العبد لسيده و الرعية لسلطانه فان الاول ينبعث عن العمل القلبي و الانجذاب المعنوي المستدعيان لتوجهك الي جنابه تعالي بكلّك فاذا توجهت اليه كذلك يتوجه اليك كذلك كماقال عزّوجلّ في الحديث القدسي من اقبل الي شبراً اقبلت اليه ذراعاً فاذا كان كذلك اشرق علي صدرك نور العلم و علي قلبك نور اليقين و علي فؤادك نور المحبة فتعرف بذلك الحيث و الكيف و الكمّ و تعرف مفصولك و موصولك و مايئول اليه امورك فتنفسح لمشاهدة الغيوب و تنشرح لتحمل البلاء و هذا الاخلاص و المحبة يحصلان بكثرة التفكر و طول النظر في العالم في الافاق و في انفس الخلائق و تنظر في العالم بنظر التعجب و التحيّر و التفكّر في خلق اجناس المخلوقات و اختلاف خلق الارضين و السموات و تنظر في نفسك و انطوائها علي جميع مافي العالم و تتحير في تلك الاوضاع الغريبة و الاحوال العجيبة و تتأمل في تلك الهيئات و تطلب من اللّه عزّوجلّ السرّ المستودع في تلك الصفات فانك اذا طلبت ذلك من اللّه عزّوجلّ و عرف منك الصدق بطول تفكرك و نظرك و تحيرك فانه سبحانه لايخيبك بل يجيبك و يوصلك الي ماتحب و ترضي.

و عليك بتوزيع اوقاتك في الليل و النهار فتجعل لك ساعة لتلاوة القرءان مع التدبر و النظر و التفكر و الالتفات الي اسراره الباطنية و معارفه الغيبية و ساعة للعبادة و الطاعة و الاقبال علي الصلوات و المناجات و ساعة لمطالعة كتب العلوم الدينية الحقة من احاديث اهل‏البيت:

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 80 *»

فلاتترك مطالعة كتب الاحاديث و الاخبار و اكثر النظر في مطالعة الاحاديث الواردة في احوال الائمة: كما في كتاب الحجة من الكافي و مجلدات احوال الائمة: من البحار و العوالم و كتب الصدوق  رحمه‏الله مثل اكمال الدين و عيون اخبار الرضا و التوحيد و امثالها من الكتب ممايزيدك يقيناً في اسرارهم و الاطلاع علي تلألؤ انوارهم سلام اللّه عليهم فانك اذا عرفتهم بالنورانية اخلصت في حبهم و ولايتهم فاذا وجدوا منك الاخلاص سقوك من حوضهم فلاتظمأ ابداً و اعلم يقيناً انّك حين تنظر الي كتب العلوم فانت بمرئي منهم و مسمع فاذا انت طلبت منهم يبلغونك الي مايحبون ممايحب اللّه عزّوجلّ و لاحظ في الاحوال كلّها قوله تعالي و لاتقف ما ليس لك به علم ان السمع و البصر و الفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولاً و عليك بمطالعة مصباح الشريعة فانه ينوّر القلب و يزكّي الفهم.

و اجعل لك ساعة لمعاشرة الاخوان و اذكر اللّه في خلال تلك الاحيان و ساعة لتدبير احوال البيت و اوضاعها علي مايحب اللّه تعالي و ساعة للتفكر و النظر في المخلوقات وهكذا توزيع ساير الاحوال في ساير الاوقات و لاتغفل عن العمل بما في مصباح المتهجد من الادعية و الاذكار و الاوراد و الاعمال و عليك بقراءة دعاء الصباح و المساء المروي عنهم: بطرق متعددة في كل صباح و مساء ثلث مرّات و هو اصبحت اللّهم معتصماً بذمامك المنيع الذي لايطاول و لايحاول من شرّ كل غاشم و طارق من ساير من خلقت و ماخلقت من خلقك الصامت و الناطق في جُنّة من كل مخوف بلباس سابغة حصينة الي اخر الدعاء و هو مذكور في المصباح و ذكره المجلسي ايضاً في التحفة في اداب السفر فان هذا دعاء عظيم‏الشأن جليل‏القدر يدفع به كل مكروه من مكاره الدنيا و الاخرة علي جهة العموم و قدجرّبناه و اجزنا جنابك لقراءته فانه الاكسير الاعظم و عليك بمواظبة الصلوات علي محمّد و اله علي هذه الصورة اللّهم صلّ علي محمّد و ال محمّد و عجّل فرجهم و اهلك عدوهم فانها مفتاح ابواب كل خير و ليس لها حدّ موظف و اقلّه ان‏تصلي كل يوم مائة مرة و في يوم‏الجمعة الف مرة.

و اذا

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 81 *»

كان لك حاجة الي اللّه تعالي فاطلب من الاسماء الحسني مايوافق حاجتك و تحسب ذلك الاسم بحساب الجمل الكبير ثمّ تصلي علي محمّد و اله بعدد ذلك ثمّ تذكر ذلك الاسم بذلك العدد ثمّ تصلي ايضاً بعدد ذلك الاسم فتذكر حاجتك فانها مقضية ان‏شاءاللّه و اذا طابقت اسماء من اسماء اللّه تعالي مع اسمك في العدد و واظبت عليه فانه يؤثر فيك تأثير الاسم الاعظم و كيفية اخذ العدد ان‏تردّ الالوف و المئات و العشرات كلها بمراتبها الي الاحاد مثلاً تقول و اسمك السعيد السين ستة و العين سبعة و الياء واحدة و الدال اربعة و المجموع ثمانيه‏عشر و المطابق له هو الاسم الاعظم بسم اللّه الرحمن الرحيم تذكره كل يوم ثمانيه‏عشر مرة و لك ان‏تذكره بعدده الكبير او بملاحظة الزبر و البينات في اسمك و اسم والديك او في الاسم الاعظم البسملة و بالجملة كلما يزيد عدداً يقوي تأثيراً و شرطه ان‏تواظب عليه بحيث يكون ملكة راسخة لك فحينئذ لاتدعو اللّه سبحانه لشي‏ء به الاّ استجاب لك لكن بشرط الاقبال و التوجه.

و اذا اصابك همّ شديد فقل لااله الاّانت سبحانك اني كنت من الظالمين كل يوم ثلثين مرة فانه مجرّب جداً و للتوسعة و قضاء الحوائج الدنيوية و تستغفر اللّه بعد كل صلوة فريضة سبعين مرة.

و عن النبي9 من قال هذه الكلمات كل يوم عشراً غفر اللّه له اربعة الاف كبيرة و وقاه من شرّ الموت و ضغطة القبر و النشور و الحساب و الاهوال كلها و هي مائة الف هول اهونها الموت و وقي من شر ابليس و جنوده و قضي دينه و كشف همّه و غمّه و فرّج كربه و هي هذه اعددت لكل هول لااله الاّاللّه و لكل همّ و غمّ ماشاء اللّه و لكل نعمة الحمدللّه و لكل رخاء الشكر للّه و لكل اعجوبة سبحان اللّه و لكل ذنب استغفر اللّه و لكل مصيبة انا للّه و انا اليه راجعون و لكل ضيق حسبي اللّه و لكل قضاء و قدر توكلت علي اللّه و لكل عدو اعتصمت باللّه و لكل طاعة و معصية لا حول و لا قوة الاّ باللّه العلي العظيم و هذا الدعاء المبارك احدعشر فصلاً و كل فصل تقرؤه لماهو له مثلا للضيق الشديد و تعسر الامور تذکر حسبي الله مأة و ستة و اربعين مرة و للخوف من العدو و الاستيلاء و التسلط علي من تريد تذکر

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 82 *»

اعتصمت بالله الفا و ثمانية و ستين مرة و هکذا باقي التصاريف بعدده الكبير فانه مجرب و هو احسن الادعية و اسرعها اجابة.

و للحمّي يجعل المحموم رأسه في جيبه و يؤذّن و يقيم او تكتب له هذه الكلمات ليتبخر بها ثلثة ايام علي الترتيب اليوم الاول ف‏رع‏ون. ه ام‏ان. ق‏ارون. اب‏ل‏ي‏س. ف‏ي‏ال‏ن‏ار. اليوم الثاني ه ام‏ان. ف‏رع‏ون. ق‏ارون. اب‏ل‏ي‏س. ف‏ي‏ال‏ن‏ار. اليوم الثالث ق‏ارون. ف‏رع‏ون. ه ام‏ان. اب‏ل‏ي‏س. ف‏ي‏ال‏ن‏ار. و هذا ايضاً مجرب جرّبناه مراراً كثيرة.

و انت مجاز عني في كل الاذكار و الاوراد مماسطرنا هنا و ما لم‏نسطر و سطره علماؤنا عن ائمتنا سلام اللّه عليهم و لضيق المجال اقتصرنا علي هذه الكلمات و هي ان‏شاءاللّه جامعة لكل الخيرات و نسألكم الدعاء في مظانّ الاستجابة و لاحول و لاقوة الاّ باللّه.

كتبها بيمناه الداثرة العبد الاحقر كاظم بن قاسم الحسيني الرشتي

حامـداً مصليـاً مستغفـراً.