11-06 جواهر الحکم المجلد الحادی عشر ـ صورة وصية ‌السيد المرحوم اعلي الله مقامه ـ مقابله

صورة وصیة السید المرحوم اعلی الله مقامه

 

من مصنفات السید الاجل الامجد المرحوم الحاج

سید کاظم بن السید قاسم الحسینی اعلی الله مقامه

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 85 *»

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله الذي اختار لنفسه الدوام و البقاء و قهر عباده بالموت و الفناء و اوجب الوصية عند (قبل خ‌ل) حلول المنية و الصلوة علي (و السلام علي خ‌ل) محمد خير البرية و آله الراقين مراقيه في المقامات القدسية و لعنة الله علي ظالميهم و مبغضيهم و شانئيهم و الشاکين فيهم و المنحرفين عنهم ابد الآبدين.

اما بعد فهذه وصية العبد المسکين الحقير المهين اسير الشهوات و قرين الکربات التابع للهوي و العاصي للمولي المغرور بهذه الدنيا و زخرفها المقيد بوثائق العلايق و شهواتها الجاني الفاني غريق لجة العصيان و حريق نيران الحرمان کاظم بن قاسم الحسيني اباً و الموسوي اماً و الرشتي مولداً و الکربلائي مسکناً و مدفناً ان شاء الله تعالي و نسأله ان يشاء ذلک و يفعل انه حميد مجيد.

فاول وصيتي اني اشهد ان لا اله الا الله وحده لاشريک له قديم الالهية عظيم الجبروت واسع الملک (الملکوت خ‌ل) الاول بلا اول کان قبله و الآخر بلا آخر يکون (کان خ‌ل) بعده فهو الاول في آخريته و الآخر في اوليته و لايزال کذلک و انه تعالي (انه کذلک خ‌ل) الواحد في الذات و الصفات و العبادة و الافعال لايضاده شيء و لايناده شيء و لايوازره  شيء و لايشارکه شيء ليس کمثله شيء و هو السميع العليم اوجد الاشياء لا من شيء و صورها لا علي احتذاء مثال و احکم صنعها لا لحاجة منه اليه و کونها بغير مباشرة و ذرأها بغير ملامسة و مقارنة و انما ازمة الامور بيده و اعنتها مسلمة الي امره و انما امره اذا اراد شيئاً ان يقول له کن فيکون لا اله الا هو له الحکم و اليه ترجعون.

و اشهد ان محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب عليه صلوات الله (اشهد ان محمداً خ‌ل) عبده و رسوله المنتجب في الظلال المنتجب (المنتخب خ‌ل) في الميثاق الذي ا ستخلصه (استخلصه الله خ‌ل) في القدم علي ساير الامم اقامه مقامه

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 86 *»

 في ساير عالمه (عوالمه خ‌ل) في الاداء اذ کان لاتدرکه الابصار و لاتحويه خواطر الافکار و ان الانبياء حجج الله و اصفياؤه دعاة (دعاة امره خ‌ل) و هداة رشده هو الاول في الميثاق و الآخر في البعثة و التلاق و الشرايع کلها منسوخة و شريعته باقية  الي يوم يکشف عن ساق و هو يومئذ ولي الحساب و اليه الاياب في جميع الممالک و الآفاق من اهل الخلاف و الوفاق و اهل التسليم و النفاق.

و اشهد ان الاوصياء الاصفياء النقباء النجباء الشهداء الازواد الرواد من بعده (الرواد بعده خ‌ل) صلي الله عليه و آله اثناعشر النجوم الزهر عدة الشهور و کلمة التوحيد في السطور المعنيون (السطور و المعينون خ‌ل) في التوراة و الانجيل و الزبور اولهم بالنص الواضح المتواتر الجلي اميرالمؤمنين ابوالحسن علي بن ابي‌طالب عليه السلام ثم الحسن بن علي الزکي ابومحمد عليه السلام ثم الشهيد السعيد ابوعبدالله الحسين بن علي عليه السلام ثم زين‌العابدين ابومحمد علي بن الحسين عليه السلام ثم ابوجعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام ثم ابوعبدالله جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام ثم ابوابراهيم موسي بن جعفر الکاظم عليهما السلام ثم ابوالحسن علي بن موسي الرضا عليهما السلام ثم ابوجعفر محمد بن علي الجواد عليهما السلام ثم ابوالحسن علي بن محمد الهادي عليهما السلام ثم ابومحمد الحسن بن علي العسکري عليهما السلام ثم ابوالقاسم الحجة بن الحسن الهادي الخلف القائم المنتظر الذي به يملأ الله الارض قسطاً و عدلاً کما ملئت ظلماً و جوراً و انه حي لايموت حتي يبطل الجبت و الطاغوت و انهم ائمتي و سادتي و قادتي بهم اتولي و من اعدائهم اتبرأ و انه يجري لهم ما يجري لرسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ماخلا النبوة و انهم نفسه و من طينته محال مشية الله و السنة ارادته و تراجمة وحيه و ارکان توحيده و الشهداء علي خلقه و ان اعداءهم ملعونون ناکسوا رؤوسهم عند ربهم قد عاينوا الخزي و الندامة و الحمد لله رب العالمين.

و اشهد ان الموت حق و مسألة منکر و نکير في القبر حق و جنة الدنيا و نارها لماحضي الايمان (الايمان و ماحضي خ‌ل) و الکفر حق و نفخ الصور حق و

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 87 *»

البعث حق و تطائر الکتب (الکتب حق خ‌ل) و الصراط و الميزان (الميزان حق خ‌ل) و الجنة و النار حق و الوسيلة لمحمد و آله صلي الله عليه و عليهم حق و لواء الحمد لاميرالمؤمنين علي بن ابي‌طالب عليه السلام حق و ان جميع آل محمد (ان آل‌محمد خ‌ل) سلام الله عليهم للشفاعة حق لايردون و لايسبقون و بامر الله و حکمه يعملون و ان جميع ما انزل علي محمد صلي الله عليه و آله و نطق به و اوصل الي الخلق حق لاشک فيه و لا ارتياب و لاتبديل (تبدل خ‌ل) و لاانقلاب و ان الشريعة باقية ‌الي يوم يقوم الحساب هذا اعتقادي علي ذلک ان‌شاءالله تعالي احيي و عليه اموت و عليه ابعث و بعون الله تعالي موالياً لاولياء الله و معادياً لاعدائه متبرءاً من الجبت و الطاغوت و ابنتيهما و ساير الشياطين و المردة اللهم العنهم لعناً وبيلاً و عذبهم عذاباً اليماً يستغيث منه اهل النار في النار ما شاء الله کان و لاحول و لاقوة الا بالله العلي العظيم.

و الثاني اذا حضر الاجل المحتوم علي الانام و ادرک الموت المفروض علي الخاص و العام و احاط بي هادم اللذات المفرق بين القبايل و الجماعات فيغسلني (فليغسلني خ‌ل) الشفيق بي و الرفيق بحالي بالاغسال الثلاثة و الاحوط ان يجعل الحنوط سبعة مثاقيل و ثلث مثقال سوي الکافور المستعمل للغسل و عندي کافور ذخرته لهذا الامر و ان (فان خ‌ل) نقص يتم (يتمم خ‌ل) بالکافور المتعارف ان امکن و الا ففيه الکفاية و يکفنوني بالکفن الذي ذخرته لنفسي و بذلت مجهودي لتحصيله لعل الله يرحمني و يستر به عوراتي يوم القيمة و عندي فص عقيق منقوش عليه اسماء الائمة عليهم السلام يجعلونه في فمي و العقيق مع الکفن و عندي ايضا خاتم عقيق حلقته منه يجعلونه في اصبعي و فيه الاسم الاعظم و اسماء الائمة عليهم السلام لعل الله سبحانه يرحمني و يکشف کربتي بهم و تنالني الرحمة ببرکتهم عليهم السلام و خط في کفني کتبه لي شيخي و استادي و من حبه ذخري ليوم معادي فليجعلونه (ليجعلونه خ‌ل) معي في لحدي و التربة المطهرة الحسينية علي مشرفها آلاف الثناء و التحية فليجعلونه (فليجعلونها خ‌ل) معي مع ساير التربة (الترب خ‌ل) التي عندي مذخور

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 88 *»

في کفني لساير الائمة عليهم السلام مع خشبة من الضريح المقدس لعل الله سبحانه يتفضل علي هذا العاصي (العاصي الضايع خ‌ل) ببرکتها فانه ذو الفضل العظيم و المن الجسيم ثم يصلي علي و يدفن بي (و يدفنوني خ‌ل) في اقرب الاماکن الي القبر المطهر روحي لمشرفه الفداء فان ذلک غاية مقصودي و نهاية مأمولي و اسأل الاخوان ان يساعدني في هذا الامر و ان لم‌يصنعوا (ان يساعدوني علي هذا الامر و ان يصنعوا خ‌ل) معي معروفاً فان لم‌يکن (لم‌يمکن خ‌ل) الدفن في الرواق المطهر لقلة ما عندي و عدم ذات يدي (ذات ما في يدي خ‌ل) فلايدفنوني في الصحن المشرف و لا في الحجرات لادائه الي النبش المحرم بل يخرجوني الي البرية و يدفنوني في موضع خال و الله المستعان و عليه التکلان و ما توفيقي الا بالله عليه توکلت و هو رب العرش العظيم و ان وفقني الله سبحانه و تعالي الدفن (للدفن خ‌ل) في الرواق فليحذروا ان يجعلوا مدفني من طرف الرأس المقدس او من طرف الوجه المقابل نسأل الله الاعانة و حسن الخاتمة و الحشر مع الائمة عليهم السلام و السلام.