11-07 جواهر الحکم المجلد الحادی عشر ـ وصية امر فيها بالاتفاق ـ چاپ

وصیة امر فیها بالاتفاق

 

من مصنفات السید الاجل الامجد المرحوم الحاج

سید کاظم بن السید قاسم الحسینی اعلی الله مقامه

 

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 91 *»

 

 

 

 

الحمد لله الذي انزل علي عبده الكتاب و لم‌يجعل له عوجا قيّماً لينذر من لدنه و يبشّر المؤمنين الذين يعملون الصالحات بان لهم اجراً حسنا لا اله الا هو له الملك و له الحمد يحيي و يميت و يميت و يحيي بيده الخير انه علي كل شيء قدير و الصلوة و السلام علي المخصوص بحصر و ما محمد الا رسول قدخلت من قبله الرسل افان مات او قتل انقلبتم علي اعقابكم و من ينقلب علي عقبيه فلن يضر الله شيئا و سيجزي الله الشاكرين و علي آله و اصحابه النجوم الزهر الدرر الغرر كلمات الله الجامعة و آيات الله المجموعة و اوليائه الطاهرين الي يوم الدين و لعنة الله علي اعدائهم و مبغضيهم و مفرّقي كلماتهم ابد الابدين و دهر الداهرين.

و بعــد؛ من العبد الذليل الغريق في لجة محيط المعاصي و السيئات المقيد بوثائق العلائق و الشهوات التابع لهواه الخاطي العاصي لمولاه : هذه اعلام بوصية من الوصايا التي وصاني بها سيدي و سنادي و مولاي و عمادي و من حبه ذخري ليوم معادي اعلي الله مقامه و رفع في الدارين اعلامه لاُملي في ملأ الناس علي العام و الخاص من الفرقة الناجية الاحمدية و الامة الراجية المحمدية كثّر الله امثالهم و بلّغهم في الدنيا و الاخرة آمالهم ان افتريته فعليّ اجرامي و انا بريء مما تجرمون كيف و اعتقادي فيما ادين الله به انه ماكان يقول الا بما يقول به اولياء الله و امناؤه و لاريب ان قولهم قول الله و من اظلم ممن افتري علي الله كذبا او قال اوحي اليّ و لم‌يوح اليه شيء و من قال سانزل مثل ما انزل الله الا لعنة الله علي الكاذبين فاتبع ما يوحي اليك من ربك و اعرض عن المشركين.

يا اخواني في الدين و اوليائي المؤمنين اوصيكم و نفسي الخاطئة الفانية اولاً بتقوي الله فان خير الزاد التقوي و لباس التقوي ذلك خير و اتقوا الله حق

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 92 *»

تقاته و لاتموتنّ الا و انتم مسلمون و ثانياً باصلاح ذات بينكم فان فيه خير دنياكم و دينكم و قد امركم الله سبحانه بهما معاً في سورة الانفال بقوله فاتقوا الله و اصلحوا ذات بينكم و ذات بينكم الولاية التي هي عبارة عن كلمة التوحيد و آية التفريد و التجريد و اصلاح ذات البين لايحصل الا بعد اتفاقكم علي الايتلاف و ايتلافكم علي رفع الاختلاف و اتفاقكم علي قطع شجرة النفاق و اجتماعكم علي اثبات كلمة الوفاق فان الاجتماع علي كلمة الحق تنال به اقصي الدرجات العاليات و الافتراق يهبط به في اسفل الدركات الهاويات قل تعالوا الي كلمة سواء بيننا و بينكم الانعبد الا الله و لانشرك به شيئا فاعتصموا بحبل الله جميعا و لاتفرّقوا و اذكروا نعمة الله عليكم و اجتمعوا لان الاجتماع علي كلمة التوحيد هو عبادة الله و الافتراق عنها هو عبادة الشيطان و الشيطان يريد ان‌يوقع بينكم العداوة و البغضاء فلاتعبدوه بالافتراق و اعبدوا ربكم بالاجتماع الم‌اعهد اليكم يا بني‌آدم ان لاتعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين و ان اعبدوني هذا صراط مستقيم و لقد اضل منكم جبلاً كثيرا افلم تكونوا تعقلون.

و اعلموا يا اخواني المؤمنين العاملين و تنبهوا عن نومة الغافلين اخبركم بان اليوم يوم ابتلائكم و اختباركم اليوم يوم تمحيصكم و امتحانكم أحسب الناس ان يتركوا ان يقولوا آمنا و هم لايفتنون و لقدفتنّا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا و ليعلمن الكاذبين ابتلاكم الله ببلاء لا دواء له الا الاعتصام بحبل الله و التمسك بعروة الله الوثقي التي لا انفصام لها و التثبت بالابتهال و التضرع الي الله ليجمعكم ليوم الجمع الذي لاريب فيه و لايفرّق بينكم و الا هيهات هيهات لما توعدون ان حسابكم الا علي ربي لو تشعرون. غاب عنكم وليكم و فقدتم هاديكم الي دينكم جعل الله لنا من اهله دليلا و سقاه الله في الجنة رحيقاً مختوما و شراباً سلسبيلا اُبتليتم بفقده ليبتلي الله ما في صدوركم و ليمحّص ما في قلوبكم و الله عليم بذات الصدور فلاتغرنّكم الحيوة الدنيا و لايغرنّكم بالله

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 93 *»

الغرور والله ان بليّتكم قدعادت كيوم قبض الله نبيه صلي الله عليه و آله والذي بعثه بالحق لتبلبلنّ بلبلة و لتغربلنّ غربلة و لتساطنّ سوط القدر حتي يعود اسفلكم اعلاكم و اعلاكم اسفلكم و ليسبقنّ سبّاقون كانوا قصّروا و ليقصّرن سبّاقون كانوا سبقوا والله ماكتمت وشمة و لا كذبت كذبة و لقد نبأت بهذا المقام و هو اليوم فالاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين فلاتقعدوا و لاتهنوا و تدعوا الي السلم و انتم الاعلون و الله معكم و لن‌يتركم اعمالكم و لاتركنوا الي الدنيا انما الحيوة الدنيا لعب و لهو و ان تؤمنوا و تتقوا يؤتكم اجوركم و لايسألكم اموالكم و اتقوا الله و لاتكونوا من المشركين من الذين فرّقوا دينهم و كانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون فبذلك تخرجون عن ربقة الايمان و الاسلام و تدخلون في ثلّة عبدة الاوثان و الاصنام قال الله تعالي لنبيه صلي الله عليه و آله ان الذين فرّقوا دينهم و كانوا شيعاً لست منهم في شيء و من يبتغ غير الاسلام ديناً فلن‌يقبل منه و هو في الاخرة من الخاسرين فلاتتيهوا في الارض حيران كالذي استهوته الشياطين فان في كل عصر لابد من ولي يقوم بامر الدين و يرفع عنه تحريف الغالين و انتحال المبطلين و هو آية آية الله في العالمين و حجة حجته علي الخلق اجمعين و قدجاءكم من قبل بينة من ربكم و رسول من انفسكم و علّمكم ما لم‌تكونوا تعلمون و كان شاهداً عليكم في كل ما كنتم تعملون فلما حان حينه احكم الامر و اتقن و وصاني بوصايا شديدة في مجالس عديدة و بيّن و اظهر بلسان فصيح و قول صريح تأويل آية ما ننسخ من آية او ننسها نأت بخير منها او مثلها فلابد في كل عصر من ظهور آية بعد آية لئلايقول احد لولا ارسلت الينا رسولاً فنتبع آياتك من قبل ان‌ نذلّ و نخزي فتأملوا و لاتتيهوا و اعتصموا بحبل الله و استمسكوا بعروة الله و اطلبوا التوفيق و الهداية من الله و قدّموا لانفسكم من قدّمه الله و اختاروا لهدايتكم من اختاره الله و ربك يخلق ما يشاء و يختار ماكان

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 94 *»

لهم الخيرة سبحان الله عما يشركون و لقد امرني افاض الله عليه شآبيب غفرانه و رحمته و رضوانه ان اوصيكم بتقديم من هو خير منكم و ما تقدّموا لانفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيراً و اعظم اجرا فقدّموا اعلمكم و اعرفكم و اورعكم و اسبقكم و اقدمكم و ازهدكم و اتقاكم فان اكرمكم عند الله اتقاكم و ينبغي ان‌يكون منكم لا من غيركم لقوله تعالي ولتكن منكم امة يدعون الي الخير يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر ليجمع كلمتكم و يرفع الخلاف من بينكم فقدّموه بقول مولاكم و عمادكم و هو اصدق الصادقين و اعرف العارفين يضع كل شيء موضعه و لايغري بالباطل حاشاه ثم حاشاه سبحان ربك رب العزة عما يصفون فاصغوا الي كلامي و اقبلوا قولي فاني مااقول لكم الا الحق و ماانطق الا الصدق و ماابيّن لكم الا ما سمعت و وعيت و حفظت و رعيت فقدّموه و اختاروه علي انفسكم و لاتكونوا كالذين تفرقوا و اختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات اولئك لهم عذاب عظيم و لاتتحزبوا احزاب قوم عيسي اذ قال قدجئتكم بالحكمة‌ و لابيّن لكم بعض الذي تختلفون فيه فاتقوا الله و اطيعون ان الله هو ربي و ربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم فاختلف الاحزاب من بينهم فويل للذين ظلموا من عذاب يوم اليم و لايقول احد لئن اطعتم بشراً مثلكم انكم اذاً لخاسرون فان رسول الله صلي الله عليه و آله كان يأكل مما تأكلون و يشرب مما تشربون اوعجبتم ان جاءكم ذكر من ربكم علي رجل منكم لينذركم و لتتقوا و لعلكم ترحمون ذلك هدي الله يهدي به من يشاء من عباده و لو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون فلاتشركوا بالله شيئا و الله يعلم اعمالكم و ليبلونكم حتي يعلم المجاهدين منكم و الصابرين و يبلو اخباركم فتثبتوا بالقول الثابت و لاترتدوا علي ادباركم ان الذين ارتدوا علي ادبارهم من بعد ما تبيّن لهم الهدي الشيطان سوّل لهم و املي لهم ياايها الذين امنوا اطيعوا الله و اطيعوا الرسول و لاتبطلوا اعمالكم فالمقدم عليكم

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 95 *»

انما يبلوكم الله به ليبين لكم ما كنتم فيه تختلفون فما اختلفتم فيه من شيء فلابد من ان اليه ترجعون لان المختلفين اذا لم‌يلجأوا الي ركن وثيق و لم‌يؤمنوا به فاذا هم فريقان يختصمون فريق بربهم يشركون و فريق به يؤمنون فايّ الفريقين احق بالامن ان كنتم تعلمون الذين امنوا و لم‌يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن و هم مهتدون.

فالله الله يا اخواني من الاختلاف فان الاختلاف يقطع شجرة التوحيد، الاختلاف يقمع كلمة التفريد و التجريد، الاختلاف يهدم بنيان النبوة، الاختلاف يزلزل اركان الولاية، بالاختلاف يتضعضع اساس دينكم و مذهبكم، بالاختلاف ينقطع حصن ملجئكم و مهربكم، بالاختلاف يشمت بكم اعداؤكم، بالاختلاف يذهب ريحكم و ريح اوليائكم، الاختلاف يوقعكم في الشرك الذي لايغفر، الاختلاف يهبطكم في قعر سقر و ماادريك ما سقر لاتبقي و لاتذر لواحة للبشر عليها تسعةعشر. و عليكم عليكم يا اوليائي المتقين بالاتفاق فان الاتفاق يقوّي ظهركم و يشدّ ازركم، الاتفاق يقصم ظهر المعاندين، الاتفاق يفصم عروة المخالفين، بالاتفاق يثبّت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحيوة الدنيا و الاخرة، بالاتفاق الوية الولاية في الخافقين ظاهرة، الاتفاق عقد محكم من الله، الاتفاق عهد معهود عن اولياء الله و اوفوا بعهد الله ان العهد كان مسؤولا فانصروا الله باحكام عقده و الوفاء بعهده فانكم ان تنصروا الله ينصركم و يثبّت اقدامكم. فاتقنوا امركم بالاتفاق علي واحد منكم فلابد لكل فرقة من ملجأ و مقر و لكل طائفة من مهرب و مفر و لكل نبأ مستقر و سوف تعلمون ان كنتم بالله و آياته تؤمنون.

و اعلموا انه لابد لتشديد بنيان الاتفاق و اتقان اساس الوفاق و قطع شجرة الخلاف و رفع فساد الاختلاف من بيان وصية اخري و هي ان اخواننا المؤمنين علي ثلاثة اصناف عالم عامل

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 96 *»

كامل و طالب جاهد مشتغل و عام قاصر جاهل و لكل رأيت منهم مقاما لو اقاموا انفسهم في هذا المقام و راموا ذلك المرام و سلكوا مسلكهم و نهجوا منهجهم فلايضلون عن سبيل الله و لايضلون و يجتمع كلمتهم و مايتفرقون و الا لو يجدون ملجأ او مغارات او مدّخلاً لولّوا اليه و هم يجمحون.

اما العامي الجاهل فلينظر في قوله تعالي فسئلوا اهل الذكر ان كنتم لاتعلمون فلما لم‌يعلم يجب عليه ان يتعلم ممن يعلم و يسأل عنه و يهتدي بهداه و يقتدي بتقواه و لايرجع الي من سواه فهو مسلّم له و مطيع لامره و نهيه فليس بينهم اختلاف و جعل فيهم الايتلاف.

و اما القسم الطالب المشتغل فلاريب انهم علي طبقات و رفع الله بعضهم فوق بعض درجات ينبئك قوله تعالي في كتابه الكريم و فوق كل ذي‌علم عليم فيجب علي اهل الطبقة السفلي اطاعة اهل الطبقة العليا و الانقياد لهم و الاقتداء بهم و الاهتداء بنورهم و الاخذ عنهم و الحضور لديهم و سلوك جادة الانصاف و الانحراف عن طريق الجور و الاعتساف فيحصل بينهم الوفاق و يرفع عنهم الخلاف و النفاق فكانوا اخواناً علي سرر متقابلين و بذلك يشفي صدور قوم مؤمنين و اما سلوك اهل كل طبقة بعضهم مع بعض فيجب علي كل منهم لكل منهم ما لم‌ير منه قبيحاً التعديل و التوثيق و الاغضاء و التجنب عن الجرح و التفسيق و لو رأي و العياذ بالله بعض منهم من الاخر فعلاً منكراً او سمع قولاً زوراً اعاذنا الله و اياكم منه فليغضه و لايظهره لاحد و يتخلق باخلاق الواحد الاحد فانه ستار العيوب و غفار الذنوب و لايحب ان تشيع الفاحشة في اخيه المؤمن و صديقه الحميم ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين امنوا لهم عذاب اليم نعم يجب عليه ان يخبره و يظهر لنفسه بقول ليّن حسن دون كلام غليظ خشن لقوله تعالي و قولوا للناس حسنا و

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 97 *»

 قولا له قولاً ليّناً لعله يتذكر او يخشي فيرجع الي الحق الذي لديه و يتوب عما كان عليه و يمجده و يعظمه في حضرته و يعدله و يوثقه في غيبته و لايغتب بعضكم بعضا أيحب احدكم ان‌يأكل لحم اخيه ميتاً فكرهتموه و اتقوا الله ان الله بكل شيء عليم.

و اما العالم العامل الكامل فهو الرئيس المطلق و الحاكم بالحق فيجب علي كل من دونه اتباعه لان كل من دونه اتباعه فهو حاكم مطاع و حكمه لازم الاتباع اطاعته واجبة‌ علي كل الانام و مخالفته في الشريعة و الطريقة و الحقيقة حرام قال ابوعبدالله عليه السلام انظروا الي رجل منكم قدروي حديثنا و نظر في حلالنا و حرامنا و عرف احكامنا فارضوا به حكما فاني قدجعلته عليكم حاكما فاذا حكم بحكمنا فلم‌يقبل منه فانما استخف بحكم الله و علينا ردّ و الراد علينا الراد علي الله و هو علي حدّ الشرك بالله نعم يجب علي هذا الحاكم العادل ان يربّي ايتام آل‌محمد عليهم السلام و يعلّم اطفالهم و يغضي عن قبايحهم و يؤدبهم تأديب الوالد الشفيق لانهم بمنزلة اولاده و يجب علي الوالد الرءوف العطوف الرحيم ان‌يتعطف و يترأف و يترحم علي اولاده و التحمل لجرائمهم و قبايحهم و شنائعهم و فضائحهم و يؤدبهم بحيث لايفضي الي هتك ستر او كشف سرّ و يجب علي كل اولاده  التأدب بآدابه و التخلق باخلاقه و الاخذ بقوله و العمل بعمله  و علمه فاذا الذي بينك و بينه عداوة كأنه ولي حميم و من مخالفته نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.

و بعد ذلك اذا كان كذلك فاين التفرقة و الاختلاف و اين التنازع و الخلاف فاذا سلكوا هذا المسلك و نهجوا هذا المنهج ماتحسبهم الا نفساً واحدة مشتملة علي اجزاء متفرقة و تري تفرقهم عين الايتلاف و ماتظن فيهم بعد الاختلاف لو تحرك واحد منهم فكلهم يتحركون و لو سكن فجميعهم يسكنون كاليد المشتملة علي اجزاء مختلفة و ابعاض غيرمؤتلفة ولكن مع ذلك كلها

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 98 *»

تتحرك بحركة واحدة ليست فيها اختلاف و ماتري بين بعضها مع بعض سوي المحبة و الايتلاف فاستقروا و ثبتوا بالقول الثابت و لاتكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا و لاتفرقوا و لاتنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم و اصبروا و صابروا و رابطوا و اتقوا الله لعلكم ترحمون ان الله مع الذين اتقوا و الذين هم محسنون رحم الله امرءاً وجد عملاً صالحاً فرآه حسنا و يعمل به و يتجنب عن مخالفته فوقّروا اشياخكم و قدّموا علماءكم و كبّروا كبراءكم و عظّموا نظراءكم و لاتحقروا صغاركم و اكرموا اتقياءكم و التمسوا عبادكم و اقتدوا بزهادكم و تبركوا باوليائكم و لاتفسدوا في الارض و لاتقطعوا ارحامكم و ان تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لايكونوا امثالكم.

و اعلموا يا اخواني اني لااقول لكم عندي خزائن الله و لااعلم الغيب و لااقول لكم اني ملك ان اتبع الا ما يوحي اليّ و لااتبع اهواءكم قدضللت اذاً و ما انا من المهتدين و اني علي بينة من ربي و آمنت بما انزل الله من كتاب و امرت لاعدل بينكم الله ربنا و ربكم لنا اعمالنا و لكم اعمالكم لاحجة بيننا و بينكم الله يجمع بيننا و اليه المصير و احذروا كيد الشيطان ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا انما يدعو حزبه ليكونوا من اصحاب السعير.

يا اصحابي سمعتم قولاً سديدا و حثّاً شديدا فلاتقولوا الا قولاً سديدا لان هنالك ابتلي المؤمنون و زلزلوا زلزالاً شديدا قدجاءكم بصائر من ربكم فمن ابصر فلنفسه و من عمي فعليها و ما انا عليكم بحفيظ ربنا لاتزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا و هب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب ربنا انك جامع الناس ليوم لاريب فيه ان الله لايخلف الميعاد اللهم انا نشكو اليك فقد نبينا و غيبة ولينا و كثرة عدونا و قلة عددنا و شدة الفتن بنا و تظاهر الزمان علينا فصل علي محمد و آله و اعنّا علي ذلك بفتح منك تعجّله و بضرّ تكشفه و نصر تعزّه و سلطان حق تظهره لتقوّي به ظهرنا و اشدد به ازرنا كي نسبّحك كثيرا و نذكرك كثيرا انك كنت بنا بصيرا و بما في ضمائرنا و سرائرنا عليماً خبيرا.

و لجميع المطالب و المقاصد و رفع

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 99 *»

المهمات و قضاء الحوائج و دفع الاعادي و ترويح الروح الاقدس و الضريح المقدس لمولانا و سيدنا اعلي الله مقامه الفاتحة و السلام علي اهل السلام و رحمة الله.