11-09 جواهر الحکم المجلد الحادی عشر ـ رسالة في بعض اسرار البسملة و الحمد ـ مقابله

رسالة فی بعض اسرار البسملة و الحمد

 

من مصنفات السید الاجل الامجد المرحوم الحاج

سید کاظم بن السید قاسم الحسینی اعلی الله مقامه

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 123 *»

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين و صلي الله علي خير خلقه محمد و آله الطاهرين.

اما بعد فيقول العبد الجاني کاظم بن قاسم الحسيني الرشتي ان هذه کلمات عجيبة و اسرار غريبة کتبها المعظم المکرم المفخم الآميرزا (الميرزا خ‌ل) علي الطبيب الهندي بعد ما امليتها عليه و قررتها له لفظاً و معني فهو البنان (البنيان خ‌ل) للبيان و الله المستعان و عليه التکلان.

قال الله عزوجل في مفتتح کلامه الشريف بسم الله الرحمن الرحيم قال اميرالمؤمنين عليه السلام کل ما في القرآن في الحمد و کل ما في الحمد في البسملة و کل ما في البسملة في الباء و کل ما في الباء في النقطة و انا النقطة تحت الباء و بيان ذلک هو ان العلماء العارفين اتفقوا علي ان الکتاب التکويني طبق الکتاب التدويني و المراد بالکتاب التکويني هو العالم و المراد بالکتاب التدويني هو القرآن و لاشک ان للکتاب التکويني مبدأ هو (و هو خ‌ل) محمد و آله الطاهرون (الطاهرين خ‌ل) و هم الاصل للعالم و لايقوم العالم (و لابقاء للعالم خ‌ل) الا بهم عليهم السلام و لايتقوم العالم الا بنورهم و هم الذين جعلهم الله مقومين للعالم فهم (مقومين فهم خ‌ل) الاسم الاعظم الذي يدور عليه الوجود و الکتاب التدويني هو القرآن و هو مبدأ بالبسملة فتکون البسملة بياناً لوصفهم و صفتهم و حکاية لظهورات آثارهم فتکون البسملة هي الاسم الاعظم في مقام التدويني و الالفاظ و هو قول مولانا الرضا عليه السلام ان البسملة اقرب الي الاسم الاعظم من سواد العين الي بياضه و لماکان الاسم الاعظم جامعاً لکل الاسماء و الصفات التفصيلية و الاحوال الخلقية و القرآن کله شرح لتلک الاحوال کانت البسملة التي هي الاسم الاعظم جامعة لکل ما في القرآن و لماکان الاسم الاعظم له اربعة (کان للاسم الاعظم اربعة خ‌ل) ارکان و کل رکن تفسيراً للاعلي کان سر تلک الارکان في الرکن الاعظم و البسملة جامعة لهذا

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 124 *»

الارکان الاربعة و هي بسم الله الرحمن الرحيم (الله و الرحمن و الرحيم خ‌ل) و لماکانت الباء هي اصل للرکن الاعظم کانت مشتملة لکل ما في هذه الارکان و هو قوله عليه السلام و سر البسملة في الباء و لذا قال النبي صلي الله عليه و اله ظهرت الموجودات من باء بسم الله الرحمن الرحيم فتکون الباء هي الجامعة المراتب (للمراتب خ‌ل) کلها و لماکانت الباء انما تتقوم بالنقطة و هي الاصل لها و لکل الحروف کانت مشتملة و حاوية لجميع ما في الباء لانها من فروعها و مقامات تفصيلها و لماکان المراد من النقطة (بالنقطة خ‌ل) هو القطب الذي يدور عليه الوجود و کان علي اميرالمؤمنين صلوات الله عليه هو القطب الذي يدور عليه العالم کله قال عليه السلام انا النقطة تحت الباء.

فالباء ثلاثة صورة و نقطة و حرکة فنقطة الباء هي الاشارة الي العين في علي عليه السلام و حرکتها اشارة الي اللام في علي عليه السلام و صورتها اشارة الي الياء في علي عليه السلام و الباء من حيث هي اشارة (حيث اشارة خ‌ل) الي ظهور علي عليه السلام في اطوار الکائنات و هو سر ما قال النبي صلي الله عليه و آله ظهرت الموجودات من باء بسم الله الرحمن الرحيم و الباء من حيث هي في الرتبة الاجمالية اشارة الي محمد صلي الله عليه و آله و السين اشارة الي علي عليه السلام لانه اسم محمد صلي الله عليه و آله في يس و القرآن الحکيم.

و السين ثلاثة احرف في الزبر و البينات فينشعب (فيشعب خ‌ل) الي السينين و هما السين في الحسن عليه السلام و السين في الحسين عليه السلام و السين هي اللام لما تکررت و الثالثة (الثلاثة خ‌ل) المشار اليها بالسين هو قوله (بالسين قوله خ‌ل) تعالي مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لايبغيان فالبحر الاول هو السين و هو مولانا (مولانا علي خ‌ل) اميرالمؤمنين عليه السلام و البحر الثاني هو النون و هي فاطمة عليها السلام و انما عبر عنها بالنون لانها صفة الميم اي بيناتها (تبيانها خ‌ل) و الميم اشارة الي محمد صلي الله عليه و آله و الفاطمة (فاطمة ظ) هي صفته و دليله و مهبط انواره و مغرس اشجاره و مسقط نجومه و موقع علومه و الياء هي سيدنا رسول الله صلي الله عليه و آله انما عبر بالياء لان

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 125 *»

الياء مبدأ السين و النون و اول مقام تشيّا منه السين والنون لانها مبدأ مقام العشرات و هي رتبة الثانية في المقامات التفصيلية و السين اشارة الي ظهور الياء في الواو التي هي عوالم الستة في هو و النون اشارة الي ظهور الياء في الهاء في هو فهو هو النون و السين اذا استنطقتها (استنطقها خ‌ل) يستنطق اسم علي عليه السلام قال تعالي يخرج منهما اللؤلؤ و المرجان و هو السين المنشعب من السين (المتشعب من السينين خ‌ل) فسمي به الحسن عليه السلام و زيد الياء في السين التي کانت مطوية في مقام البرزخ الذي بينهما فزيد في الحسن فاستنطق في الحسين عليه السلام و هما اللؤلؤ و المرجان.

اما اللؤلؤ فلبيامنه (فلبياضه ظ) المشار به الي البساطة و عدم الکثرة کما کان شأن الحسن عليه السلام فانه في مقام الاجمال و البساطة فعبر عنه سبحانه و تعالي باللؤلؤ لهذا السر المخفي (الخفي خ‌ل) الذي ذکرنا و الا فهو عليه السلام في ظاهر الامر يشار اليه بالزبرجد کما ورد عن النبي صلي الله عليه و آله مشيراً الي هذا المعني من کون قصر الحسن عليه السلام في الجنة من زمردة خضراء و اما المرجان فلتشعب نور الحسين عليه السلام الي اطوار الولاية الظاهرة في الهياکل العشرة کالمرجان فانه غصن في البحر و لظهور الحرارة الغريزية في الرطوبات البلغمية المقتضية للحمرة فان الحسين عليه السلام هو الشفق الذي اظهر النور في ليلة الديجور و هما المران (المرادان خ‌ل) بالسين في بسم الله الرحمن الرحيم فاريد بالسين الاول علي عليه السلام و بالسين الثاني الذي هو بينات السين الاول الحسن و الحسين عليهما السلام (علي ما وصفنا لک خ‌ل).

اما الميم فهي ثلاثة احرف الميم الاول و الميم الثاني و بيناتهما نونان و کل نون اشارة (و کل اشارة خ‌ل) الي قوله تعالي ن و القلم و کل نون دائرة (زائدة خ‌ل) لانه نونان و کل نون قوس فاجتماع النونين تمام الدا ئرة و فيه واو في المرکز فالنون الاول اشارة الي محمد صلي الله عليه و آله لانه اول هاء ظهرت في القبضات العشر (العشرة خ‌ل) و استنطاقها نون و نون الثاني هو علي عليه السلام لانه مثل (مثل نون خ‌ل) رسول الله صلي الله عليه و آله و الواو اشارة

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 126 *»

الي الايام الستة التي قال (قال الله خ‌ل) سبحانه و لقد خلقنا السموات و الارض و مابينهما في ستة‌ايام و هي الايام التي قال عليه‌السلام لاتعادوا الايام فتعاديکم و الايام هم آل‌محمد عليهم السلام اذا ثنيت فکل نون تمام عدة اربعة‌عشر فهو منطق اسم الله الوهاب و الجواد و به ظهر وجه الله و تثنية النون دليل تثنية ظهورات هذه الاربعة عشر فقد ظهروا في الدنيا کمال الظهور في الرجعة و يظهرون في الاخرة لانهم سلطان الدنيا و الاخرة و انما جعل النون في بينات الميم لبيان انها فروع الشجرة لان الميم اشارة الي محمد صلي الله عليه و آله و هو الشجرة قال صلي الله عليه و آله انا الشجرة و علي اصلها و فاطمة فرعها و الائمة اغصانها و علومهم ثمرها ففي کل مقام من المقامين هو صلوات الله عليه شجرة و هذا (هذه خ‌ل) التفاصيل الاربعة عشر انما نشأت منه کما نشأت الاصول و الاغصان من الشجرة و کما نشأت البينات من الزبر فالميم هو الکرة المستديرة کالنون اوله عين آخره و ظاهره حقيقة باطنه و الياء هو المحاط بهذه الکرة المرکز الذي تقع عليه اشعة ظهورات النجوم (نجوم خ‌ل) افلاک هاتين الکرتين اللتين هما کرة واحدة في الحقيقة بالحرکة الاولية ففي الميم سر الرحيم و في السين سر الرحمن (السين الرحمن خ‌ل) و في الباء سر الله و هو احد حروف الاسم الاعظم و اعلي الحروف و اقواها و هو حروف لا اله الا الله کماقال موسي بن جعفر عليه السلام الاسم الاعظم علي اربعة‌احرف (احرف الحرف خ‌ل) الاول لا اله الا الله و (و الحرف خ‌ل) الثاني محمد رسول الله صلي الله عليه و آله و (و الحرف خ‌ل) الثالث نحن و الحرف الرابع شيعتنا.

و قد ذکرنا ان البسملة هي الاسم الاعظم فترتبت علي هذه الاربعة الاحرف فالبسم هو و ان کان حرف واحد من هذه الکلمة و هي حرف لا اله الا الله لکنها جامعة لکل الحروف فالالف المطوية في البسم في اللفظ و الخط هي الالف اللينية (اللينة خ‌ل) التي هي بازاء لا اله الا الله و الباء و هي الالف القائم في الباطن الظاهر بالالف المبسوط هي حرف محمد رسول الله صلي الله عليه و آله و السين هي الالف (و السين و هي الالف الراکدة الظاهرة في اطوار الوحدة خ‌ل)

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 127 *»

المبسوط الظاهرة بالوحدة برد الصدر علي العجز الذي هو مقام الکثرة هي حرف علي و الائمة عليهم السلام و الميم هي الالف الراکدة الظاهرة في اطوار الوحدة في مقامات الاجمال برد الصدر الي العجز و هي حرف شيعتنا و بها تمام الاسم الاعظم.

و اما الله فقد ورد عنهم عليهم السلام ان الالف آلاء الله علي الخلق من النعيم (النعم خ‌ل) بولايتنا و اللام الزام خلقه ولايتنا و الهاء هوان لمن خالف ولايتنا.

فهذه الکلمة الشريفة جامعة لمقامات الاسم الاعظم و شارقة لما کان مطويا (مطوية خ‌ل) في البسم فالالف اشارة الي حرف لا اله الا الله و هي ظهور الالف المطوية في البسم.

و اللام الاول اشارة الي محمد رسول الله صلي الله عليه و آله في مقام ظهوره بالولاية الذاتية و ان الولي و النبي شيء واحد کماقال عليه السلام انا محمد و محمد انا و کماقال صلي الله عليه و آله کنت انا و علي نوراً واحداً ننتقل من الاصلاب الي الارحام فلما انتقلنا الي صلب عبدالمطلب ففرقنا و قيل للنصف کن محمداً صلي الله عليه و آله و للنصف الآخر کن علياً و من هذه الجهة اشار (اشارة خ‌ل) الي مقامه صلي الله عليه و آله باللام فانها مقام علي عليه السلام.

و اللام الثاني اشارة الي علي ولي الله و الائمة اولياء الله و انما کانت اللام اشارة الي علي عليه السلام لانه القمر (القمر هو خ‌ل) يقطع الدورة ثلاثون يوماً و لانه عليه السلام به القابليات و ظهور المقامات التفصيلية و هي لاتتم الا بثلاثين مرتبة ‌و تلک المراتب انما تحصل بالابتداع و علي عليه السلام حامل الابتداع و من هذه الجهة نسبت اللام اليه.

و اما الهاء فهي الاشارة (اشارة خ‌ل) الي رتبة‌الشيعة التي هي آخر الاسم الاعظم لان الهاء هي اول الرتبة‌ الثانية التي نشأت بعد تمام المرتبة الاولي و لذا کانت نارية من حروف الدرجة تحت الالف و کذلک الشيعة اول فرع نشأ من اصل آل‌محمد صلي الله عليه و آ‌له بعد اتمام مراتبهم و ظهور التربيع الذي هو رتبة‌انتظام کينوناتهم في درجاتهم من المراتب النزولية و الصعودية و الهاء اشارة الي اول تلک المرتبة لانها انما تحصلت من ميل الباء علي الدال و انما (و لذا خ‌ل) کانت صورة ظاهرها عين

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 128 *»

صورة باطنها لانها اشارة الي الرتبة العليا من اعلي الرتبة الثانية فهي مقام الوحدة الحقيقية فکان ظاهرها عين باطنها و صورة معناها عين صورة لفظها و قد ظهر ذلک في اعلي مقامات الحجاب کروبيين (حجاب الکروبيين خ‌ل) و هم قوم من شيعة آل محمد صلي الله عليه و اله کما رواه الصفار في بصائر الدرجات عن مولانا الصادق عليه السلام انه سئل عن الکروبيين فقال (و قال خ‌ل) عليه السلام قوم من شيعتنا من الخلق الاول جعلهم الله خلف العرش لو قسم نور واحد منهم علي اهل الارض لکفاهم فلما سأل موسي (موسي من خ‌ل) ربه ما سأل امر رجلاً منهم فتجلي له بقدر سم الابرة فدک الجبل و خر موسي صعقاً و لذا قلنا ان الهاء اشارة الي مقام الشيعة ولکنه اعلي مقاماتها (مقامها خ‌ل) و قد اشار بسر الهاء الي حقيقة الکاف في سر النون فتحققت لهم بذلک کلمة کن فتفرع عليها يکون فافهم.

و قد اشار مولانا الصادق عليه السلام الي هذه المراتب الاربعة بالتلويح في کل هذه الحروف و قال عليه السلام الالف آلاء الله علي خلقه من النعيم بولايتنا و آلاء الله علي قسمين تکوينية و تشريعية و جامع القول في آلاء الله بيان توصيفات الله نفسه (توصيفات نفسه خ‌ل) و خلقه لخلقه و هذا (هذه خ‌ل) التوصيفات تکون حالية و مقالية.

فالحالية هي الکينونات و حقايق الموجودات لان لکل (کل خ‌ل) شيء له جهتان جهة الي ربه و بها وصف الله به نفسه (الله نفسه خ‌ل) لخلقه و جهة الي نفسه و بها وصف الله خلقه لخلقه و جهة ارتباطة (ارتباطيته خ‌ل) بينهما من حالة‌صدوره عن مبدئه و بها وصف فعله و تأثيره في ايجاد الاشياء و ذوات الموجودات و بارتباط هذا الفعل الي الفاعل وصف سبحانه لخلقه اسماءه و صفاته و اشعة اظلة کينوناته فحقايق الخلق هي بيان اعظم (هي اعظم خ‌ل) الآلاء و النعماء بل لانعمة سواها لان جميع الخلق و شؤوناتهم (الخلق شؤوناتهم خ‌ل) و منافعهم و مضارهم و مصالحهم و مفاسدهم کلها ترجع الي هذه الجهات الثلاث فيکون هي الآلاء.

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 129 *»

و اما الوصف المقالي فهي سطر و زبر في الکتاب و السنة و ما فطرت عليه طبايع الخلق من اظهار مقالاتهم المنبئة عن هواجس سرائرهم (عن ما هو احسن اسرارهم خ‌ل) بالفطرة الاولية التي نشأت من اصل الحق و مخ الصدق و بها تختص کل طائفة الي لغتهم الخاصة لهم بحيث لايمکنهم ان‌يتکلموا لغيرها (بغيرها خ‌ل) و الفطرة الثانية و هي التي حصلت باللطخ و الخلط من القرانات و الاضافات الحقة او (و خ‌ل) الباطة و الصحيحة او الفاسدة و المليحة او القبيحة.

و لماکانت کينونات الخلائق انما تدور علي هذه الاربعة الاحرف و هي تمام الآلاء و هي البدو (البدء خ‌ل) التکويني و الوجه التعليمي الارشادي و الخطاب الشفاهي و النقش الفهواني اشارة (اشار خ‌ل) اليها بالالف في الله فقال روحي فداه و عليه آلاف التحية و السلام (الثناء خ‌ل) الالف آلاء الله علي خلقه من النعيم بولايتنا فجمع الآلاء و اضافها الي الله اشارة الي العموم الاستغراقي الذي لايشذ عنه فرد واحد کما ذکرنا ثم اضاف الخلق الذي هو المصدر الي الضمير (الغير خ‌ل) المجرور اشارة ايضاً الي العموم المذکورة (المذکور خ‌ل) ليشمل کل الخلق في کل المراتب کما هو تقتضي (مقتضي خ‌ل) شمول الالوهية و الهيمنة القيومية فشملت هذه الکلمة جميع مراتب الاسم الاعظم فدلت علي ما دل عليه بسم الذي دل علي جميع ما دل عليه القرآن الذي دل علي جميع ما في العالم کماقال عزوجل و لارطب و لايابس الا في کتاب مبين و قال ايضاً و تفصيل کل شيء و قال ايضاً تبياناً لکل شيء.

ثم لما ذکر رأيت (ذکر مراتب خ‌ل) الخلق في جهات الاسم الاعظم بظهور البدو في العلم الحقيقية (في القلم الحقيقة خ‌ل) اراد عليه السلام ان‌يشير اليها في العالم التکليفي من المراتب التي حصلت في القول النزولي (النزول خ‌ل) و الصعودي قبل ان يصل الي العود فقال عليه السلام و اللام الزام خلقه ولايتنا فمما (فما خ‌ل) الزم الخلق ولايتهم في التکوين و التشريع قول لا اله الا الله الذي هو الحرف الاول من الاسم (اسم خ‌ل) الاعظم و قول محمد رسول الله

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 130 *»

صلي الله عليه و آله الذي هو (هو الذي خ‌ل) الحرف الثاني منه و قول اميرالمؤمنين عليه السلام و الائمة اولياء الله الذي هو الحرف الثالث منه و قول اوالي من والوا و اعادي من عادوا الذي هو الحرف الرابع منه و مقتضي هذا الالزام يجري في علم الشريعة من الاعمال الصالحة و اجتناب المحرمات القبيحة و المکروهات و في علم الطريقة من تهذيب الاخلاق و تزکية النفس و تحليتها بالفضائل و تخليتها (تخليها خ‌ل) عن الرذائل و الوقوف علي حد اليقين و في علم الحقيقة بالاعتقادات الصالحة و المعرفة النورانية و الخروج عن الملاحظات الامکانية و قطع الالتفات عماسوي الذات البحت البات فدلت هذه الکلمة علي جميع الوجوه (وجوه خ‌ل) الاسم الاعظم في العوالم الثلاثة عالم الصور من المجردة و المادية (عالم الصور المجردة من المادة خ‌ل) و عالم المعاني الکلية و عالم المثل النورانية و الحقايق الالهية و دلت علي ما دل عليه الالف بزيادة وقوع التکليف في العالم (عالم خ‌ل) الاوسط الذي هو بين عالم البدو و عالم العدد (العود خ‌ل).

ثم لمااشار الي هذا العالم الاوسط في مقام الظهور اراد ان يشير الي عالم البدو في مقام الظهور ايضاً فقال (قال خ‌ل) عليه السلام و الهاء هوان لمن خالف ولايتنا فقد اشار الي سر العود الذي هو حقيقة البدو فان (فانما خ‌ل) کل شيء يعود الي ما منه بدأ فان کان بدؤه يوافق ولايتهم فعوده الي جهة الموافقة فهو جنة و نعيم و ان کان بدؤه من المخالفة فعوده اليه و هو الهوان الاکبر و الهلاک الاعظم فقد اشار الي الشق الثاني الذي هو يد الشمال تصريحاً للامر و اثباتاً علي ان الهلاک و الهوان منحصر في مخالفتهم فاذا ثبت ان الهوان الاعظم و دخول النيران انما هو بمخالفتهم فتثبت (فثبت خ‌ل) ان دخول الجنة و النعيم الاکبر و الحياة الابدية انما هو بموافقتهم (بموافقهم خ‌ل) فدل علي المطلوب باللفظ المرغوب و لم‌يذکر احوال المستضعفين في العود اذ لا استضعاف هناک لان في ذلک المقام مقام ظهور (ظهوره خ‌ل) قوله تعالي هو الذي خلقکم فمنکم کافر و منکم مؤمن فالکافر هو المخالف بمقتضي ولايتهم علي جهة العموم في کل مقام بحسبه فکافر هو مؤمن و مؤمن هو کافر کماقال صلي الله عليه و آله

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 131 *»

حسنات الابرار سيئات المقربين و قال صلي الله عليه و آله ان الشرک في هذه الامة له دبيب اخفي من دبيب النملة السوداء علي الصخرة الصماء في الليلة الظلماء فافهم فدلت الهاء علي ما دلت عليه اللام و الالف من جهات الاسم الاعظم و ارکانه و ظهوره و مراتبه و احواله و شؤونه و اطواره و اوطاره و آثاره و في الهاء اشارات اخر تضيق (يضيق ظ) الصدر باظهارها و لايضيق بکتمانها و لابأس بالاشارة الي نبذة يسيرة (يسرة خ‌ل) علي جهة التلويح ليصون عن الجاهل المرتاب و يطلع عليه الفطن من اولي الالباب.

فنقول اعلم ان الهاء هي اول خاتم خماسي الارکان مبدأ اسم الله الاعظم و لذا صار ظاهرها في باطنها و باطنها في ظاهرها و هي لما تکررت يعني اشبعت (اشتعب خ‌ل) حصل عنها الواو و کان بها تمام الاسم الاعظم و هو هو فلما تنزل هذا الاسم الي رتبة‌ الظهور ظهر في مبدأ الاسماء و اولها و اشرفها عند الله و اعظمها لديه و اقربها منه الوسيلة و اکرمها عنده منزلة و هو الاسم العلي لان الهاء اذا تنزلت (نزلت خ‌ل) کانت عنها (منها خ‌ل) النون و الواو اذا تنزلت کان عنها (منها خ‌ل) السين فاذا جمعت بين النون و السين کان (و کان خ‌ل) الحاصل مائة و عشرة و هو استنطاق اسم العلي فعلي اعظم الاسماء و اولها کماقال مولانا الرضا صلوات الله عليه ان الله اول ما اختار لنفسه العلي العظيم و قد عرفت ان العلي هو اول ظهورات هو فقد جمع مراتب الاسماء الحسني کلها و هو قوله تعالي و هو العلي العظيم مع الاشباع في تفسير الظاهر الظاهر (تفسير الظاهر خ‌ل) و هو قوله تعالي و انه في ام الکتاب لدينا لعلي حکيم من غير الاشباع فسر علي هو و سر هو ها هذا اعتبار ظهور الهاء في الاسماء الحسني.

و اما ظهورها في الابداع و الايجاد فاعلم ان الهاء لما تکرر (تکررت خ‌ل) حصلت لکل من الجهتين نسبة الي الاخري (الآخر خ‌ل) فکانت اربعة و في کل من الاربعة ظهور الهاء فاذا کررت الهاء اربعة (اربع ظ) مرات تکون عشرين و استنطاقها الکاف ثم اذا کررت (کررتها خ‌ل) مرة ثانية کان عنها الياء فاذا ضربت الهاء في الياء کان عنها النون و تمت بذلک کلمة کن و هي الکلمة التي انزجر له (لها ظ)

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 132 *»

العمق الاکبر و اذا جمعت بين الکاف و النون استنطق عنهما (عنها خ‌ل) العين و ظهرت (ظهر ظ) ذلک في مبدأ اسم تعين الاول ثم اذا اضفت الکاف علي العين فاستنطقت صاد و هو البحر (و البحر خ‌ل) الذي به حيوة الاشياء و هو الذي نودي رسول الله صلي الله عليه و آله يا محمد صلي الله عليه و آله ادن من (عن خ‌ل) صاد و توضأ لصلوة الظهر.

و الاشارة الي جميع ما ذکرنا في قوله عزوجل کاف ها يا عين صاد فان الهاء هي الاصل فکررت اربع مرات کما ذکرنا فصار عنها الکاف ثم تکررت مرة واحدة فصار عنها الياء ثم ضربت الهاء في الياء فصارت خمسون و المتحصل من المجموع العين و لذا اردفها سبحانه بالياء بعد الهاء ثم لما ظهرت الکاف في العين حصلت منهما الصاد و هو الوجود الذي به قيام الاشياء و هو امر الله قام به کل شيء هذا بيان ظهور الهاء في الصنع و الابداع.

و اما ظهورها في الخلق الاول و انشعاب (انبعاث خ‌ل) المخلوق الاول منها فاعلم انه کان محمد صلي الله عليه و آله و علي عليه السلام نوراً واحد (واحداً ظ) و ذلک في حجاب الهاء المشبعة (المشعبة خ‌ل) المتحققة عنها کلمة هو فاذا لاحظت زبر هذه الکلمة مع بيناتها کانت تسعة عشر و هي استنطاق الواحد و الواحد له من الحروف الالف و الالف اذا کررت يکون عنها الباء و الباء اذا کررت يکون عنها الدال و الدال اذا کررت يکون عنها (منها خ‌ل) الحاء و الحاء اذا کررت خمس مرات يکون عنها (منها خ‌ل) الميم فيتم بذلک کلمة الحمد فاذا ظهر الاصل الواحد الذي (التي خ‌ل) تحصلت هذه الکلمة منه فيظهر اسم احمد صلي الله عليه و آله و هو اسمه صلي الله عليه و آله في السماء فما ورد عنه صلي الله عليه و آله ان اسمي في السماء احمد و اذا ارادوا تسميته لاهل الارض مقام الکثرة زادوا الميمين لسر وقع في العين فقيل محمد صلي الله عليه و آله و قد روي (ورد خ‌ل) عنه صلي الله عليه و‌ آله ان اسمي في الارض محمد صلي الله عليه و آله فهذا صورة نشو (نشوء خ‌ل) محمد من الاسم الاعظم هو و اما نشو (نشوء خ‌ل) اسم علي عليه السلام فکما ذکرنا سابقاً من ان الهاء و الواو اذا تنزلت في الرتبة‌ الثانية کانت مائة و عشرة و هو استنطاق اسم علي عليه السلام فقد اشتملت الهاء (اشتملت

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 133 *»

احوالها خ‌ل) علي جوامع مقامات الاسم الاعظم فقد اشرت لک الي سر دقيق ما اسعدک لو وفقت لفهمه و ما اخفينا اکثر و اغرب و الله الهادي الي الصواب و عليه المعتمد في المبدأ و المعاد.

و اما الرحمن فقد ورد انه اسم خاص لصفة عام و الرحيم بعکس ذلک فهو اسم عام لصفة خاصة و مجمل بيانه ان الفيض الاقدس اي الالوهية المطلقة و الربوبية اذ لا مربوب عيناً الذي (عينا الله خ‌ل) هو مقام الاسم المقدس لما تعلقت بالقوابل الکونية (الکينونية خ‌ل) و الماهيات ظهرت الرحمة الواسعة التي هي اعطاء کل ذي حق حقه و السوق الي کل مخلوق رزقه و هذه العناية الالهية هي رحمة الرحمن و بها قد استوي الرحمن علي العرش فليس شيء اقرب منه الي شيء کماقال عزوجل الرحمن علي العرش استوي فالعرش في هذا المقام المراد به اعلي مراتبه و مقاماته و هو الصاقورة التي ذاق روح القدس في جنانها الباکورة و هو العرش الاعظم اول باستوي الرحمن برحمانيته (برحمانية خ‌ل) التي هي نفس العرش الذي هي (هو خ‌ل) ظهور الرحمن و ظهور تلک الرحمانية هي الماء الذي کان العرش عليه قبل خلق السموات اي المقبولات و الارض اي القابليات و قد سئل علي عليه السلام کم بقي العرش علي الماء قبل خلق السموات و الارض قال عليه السلام اتحسن ان تحسب قال السائل بلي قال عليه السلام اخاف الاتحسن قال بلي فقال (قال خ‌ل) عليه السلام لو صب خردل حتي ملأ الفضاء و سد ما بين الارض و السماء و انت لو عمرت و کلفت مع ضعفک ان تنقل (تنفق خ‌ل) هذا الخردل حبة حبة من المشرق الي المغرب حتي ينفد لکان ذلک اقل (لکان اقل خ‌ل) من جزء من مائة الف جزء من رأس الشعير مما بقي العرش علي الماء قبل خلق السموات و الارض و استغفر الله عن التحديد بالقليل فرحمة الي الرحمن (فرحمة الرحمن خ‌ل) لماظهر علي هذا العرش تشعبت (تشعب خ‌ل) جهاته بحسب تشعب متعلقاته (متعلقاتها خ‌ل) فانقسمت الي رحمة الفضل و رحمة العدل و هو قوله تعالي و رحمتي وسعت کل شيء و الالف المطوية خطا في الرحمن هي الالف المبسوطة التي

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 134 *»

هي الباء و قد قال النبي صلي الله عليه و آله اشارة الي هذا المقام ظهرت الموجودات من باء (باء اسم خ‌ل) بسم الله الرحمن الرحيم.

فالرحمة الواسعة بها ظهرت الموجودات و اقتضت الکينونات مقتضياتها من خير و شر و سعادة و شقاوة و نور و ظلمة و حق و باطل فلزمت بالرحمة الواسعة اللوازم لملزوماتها و المسببات اسبابها (باسبابها خ‌ل) فشملت الرحمة الکافر في النار بتخليد العذاب و تسديد (تشديد خ‌ل) العقاب و شمل المؤمن في الجنة بالثواب و النعيم و الرحمانية مقام تحت مقام الالوهية و هي مصدر الرحمة الواسعة و يختص لله سبحانه و تعالي و لذا قال عليه السلام اسم خاص اختصاصه ب الله بصفة عامة لکونه هي الرحمة الواسعة التي وسعت کل شيء و لذا لايجوز اطلاق هذا الاسم علي غير الله سبحانه فافهم.

و اما الرحيم فهو صفة الرحمة (الرحمن خ‌ل) و ليس هو صفة بعد صفة لله کما زعم (زعموا خ‌ل) بعض النحاة و هو الاشارة الي النور المقصود بالذات الذي (التي خ‌ل) اشرق من صبح الازل الذي هو الرحمن و هو الصاد اي المداد و هو النون في قوله تعالي ن و القلم و ما يسطرون هو (و هو خ‌ل) نور الانوار و هيولي الهيوليات و الاسم الذي به اشرقت الارضون و السموات و الاسم الذي به استضاء الکائنات و هو نور واحد قد تشعب علي حسب القرانات و ظهور الماهيات و تحقق الهياکل و الانيات فاول ما تشعب الي اربعة عشر هيکلاً و هم هياکل التوحيد و قصبة الياقوت و حجاب الملکوت ثم تشعشع من تلک الهياکل نور اخر باسم الرحيم فانشعب ذلک النور الي مائة الف و اربعة و عشرين الف شعبة فظهر من کل شعبة ولي الله و حجة من حجج الله ثم تشعشع من تلک الانوار من حيث الوحدة نور واحد باسم الرحيم فانشعبت ذلک النور بما لا نهاية له من الحدود و الصور و الاشخاص ثم تشعشع من المجموع من حيث الوحدة نور آخر فانشعبت ذلک النور ملزوم الماهيات و قران الانيات الي ما لا نهاية له من الحدود و الجهات فظهر (و ظهر خ‌ل) في کل جهة ملک من الملائکة و نور من الانوار و کل ملک محل اسم من الاسماء و مظهر (فظهر خ‌ل) صفة من

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 135 *»

الصفات ثم تشعشع من ذلک النور نور آخر تشعب بلزوم اللوازم و قران الشرايط الي شعب کثيرة و قرائن عديدة فظهر في کل (فظهر کل خ‌ل) مرتبة جن من الاجنة و کل ذلک باسم الرحيم موادهم (مدادهم خ‌ل) و هياکلهم و اشباحهم اذا ظهرت تلک المواد (المداد خ‌ل) علي ما تقتضيه من هياکل التوحيد و صفة التفريد و التجريد ثم بعد ذلک تشعشع من تلک الذوات من حيث الوحدة نور آخر و ترکمت الظلمة و علنت و استولت فتصورت (فتصعدت خ‌ل) شعب تلک الانوار علي خلاف ما تقتضيه (يقتضيه خ‌ل) من سر العبودية فظهرت في هذه المقامات و مابعدها الحدود الشيطانية و هياکل الشرک و الکفر فظهر (فظهرت خ‌ل) الصور (الصور المنکوسة خ‌ل) المنکسة الرؤوس کما اشار اليه سبحانه و تعالي ناکسوا رؤسهم عند ربهم فتنکرت اعيانهم و قبحت هياکلهم و ظهرت (فظهرت خ‌ل) ذلک النور المتقدم باسم الرحيم في تلک الهياکل علي قدر ما يمسکها و يقيمها (يقبضها خ‌ل) و ليس له اثر (له اي خ‌ل) فيها الا الوجود و ابقاء الشهود فاسم الرحيم به ظهر (ظهرت خ‌ل) ذلک النور و لماکان کل نور له ظلمة تقابله و کل حق له باطل يعانده کان اسم الرحيم يتضمن بدلالة التضاد اسم المنتقم لان الرحمن هو محل الاجتماع و تحت حجاب الرحمانية تفصلت الاشياء و الاسماء فکان اول اسم تفصل من باطن الرحمن اي من قبضة يمينه هو الرحيم و الاسم الآخر الذي ظهر من ظاهره اي من قبضة الشمال هو اسم المنتقم و کلتي (کلتا ظ) القبضتين يمين (يمني خ‌ل) و اليه الاشارة في تأويل قوله تعالي فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة و ظاهره من قبله العذاب فالسور في هذا المقام هو اسم (الاسم ظ) المبارک الله لانه الاسم المحيط بکل الاسماء الجامع لها و الباب هو الاسم المبارک الرحمن لانه جهة تفاصيل ذلک الصور (السور خ‌ل) و اول ما فصل (ما فضل الله خ‌ل) من باطنه اي من جهة موافقته و محبته و کونه متصوراً (مقصودا خ‌ل) لذاته هو الرحيم و اول ما ظهر من جهة ظاهره اي مخالفته و معاندته و خلاف محبته الاسم المنتقم و انما لم‌يذکر الله سبحانه و تعالي الاسم الثاني اي المنتقم في بسم الله الرحمن الرحيم اکتفاء

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 136 *»

بذکر الرحيم (بذکر الرحمن الرحيم خ‌ل) و استغناء به عنه و لبيان انه بالعرض و دلالة الرحيم عليه بالتضاد و کون متعلق ذلک الاسم المنسيون الذين نسوا الله فنسيهم کماقال تعالي نسوا الله فانساهم انفسهم و الانفس المنسيين الذين نسوهم هم متعلق اسم الرحيم حال کونهم محالاً لظهور متعلق اسم الرحمن (متعلق اسم الرحيم حال کونهم محالاً لظهور متعلق اسم الرحماني خ‌ل) فلما نسوهم بانسائهم الله تعالي اياهم بکفرهم و عتوهم نسيهم الله اي ترکهم في غير جهة محبته فهم حينئذ مخلدون في نار جهنم اولئک اصحاب النار هم فيها خالدون فهذه نبذة من تأويل بسم الله الرحمن الرحيم علي ما وصل الينا من اشارات اخبار الائمة الطاهرين عليهم السلام.

و اما باطن هذه الکلمة و ان کنا قد اشرنا اليه لکنا نذکر شيئاً يسيراً من ذلک رعاية لتفاوت افهام الناظرين ليعلم کل اناس مشربهم و ينال کل احد مطلبهم فنقول ان النقطة في البسملة ‌اشارة الي رسول الله صلي الله عليه و آله و قول اميرالمؤمنين عليه السلام انا النقطة تحت الباء اشارة الي جهة الاجتماع کماقال عليه السلام انا محمد و محمد انا و قوله عليه السلام کلنا محمد اولنا محمد و آخرنا محمد و اوسطنا محمد و هذا في محل الاجتماع الا ان المقام له صلي الله عليه و اله و الباء اشارة الي مولانا اميرالمؤمنين عليه السلام لانه محل التفصيل و مقام الاختلاف کماقال تعالي عم يتساءلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون و قال عليه السلام اي نبأ اعظم مني و لانها مقام الحشر الاول الظاهر في الحشر الثاني المسمي بالقيمة الکبري کماقال الله تعالي کما بدأکم تعودون علي ان الما مصدرية و ان المشية (المشبه ظ) عين المشبه به کما هو المحقق عندنا في القرآن و في احاديث اهل البيت عليهم السلام فيکون بدؤکم عودکم فالحشر الاول هو الحشر الثاني و القيمة الکبري هي القيمة الاولي (الاول خ‌ل) و الصراط الممدود علي جهنم هو الصراط الاول و جهنم الاولي هي (هو خ‌ل) الثاني و الجنة التي خرج الخلق منها و الميزان الذي (الذين خ‌ل) التي وزنت و توزن بها اعمال الخلائق علي اختلاف مقاماتها و فصل القول ان الاول

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 137 *»

هو الآخر فلماظهرت الموجودات التفصيلية في ذلک العالم فتحقق اجتماعها هناک و لذا قال النبي صلي الله عليه و آله ظهرت الموجودات من باء بسم الله الرحمن الرحيم.

و لماکان مولانا علياً عليه السلام هو صاحب العرض الاکبر في العرض الاکبر و هو الذي يحاسب الخلائق و هو الکتاب الاکبر الذي فيه تفصيل کل شيء قلنا انا (ان خ‌ل) الباء اشارة اليه عليه السلام و حروف هذه الکلمة المنشعبة (المتشعبة خ‌ل) من النقطة‌ الظاهرة في الالف المفصلة في الباء هي اشارة الي الائمة المهديين (المهذبين خ‌ل) صلوات الله عليهم لانهم حروف نشأت من النور العلوي و تمام الکلمة الشريفة من حيث المجموع و من (من حيث خ‌ل) کونها جامعة و حاوية للحروف الحاوي للالف و النقطة اشارة الي مولاتنا و سيدتنا فاطمة الزهراء صلوات الله عليها و علي ابيها لانها عليها السلام هي (هو خ‌ل) الوعاء الذي (التي خ‌ل) حوت و حملت تلک الذوات المقدسة و الي ما ذکرنا الاشارة في قوله تعالي حم و الکتاب المبين انا انزلناه في ليلة مبارکة انا کنا منذرين فيها يفرق کل امر حکيم علي ما روي عن مولانا اميرالمؤمنين عليه السلام ان حم هو رسول الله صلي الله عليه و آله و الکتاب المبين هو اميرالمؤمنين عليه السلام انا انزلناه يعني زوجنا علياً عليه السلام في ليلة مبارکة و هي فاطمة عليها السلام يعني زوجنا علياً عليه السلام من فاطمة عليها السلام فيها يفرق کل امر حکيم اي في فاطمة يمتاز و يظهر کل امام حکيم بعد امام حکيم و ايضاً في قوله تعالي و اذ استسقي موسي لقومه و موسي في الباطن هو رسول الله صلي الله عليه و آله فقلنا اضرب بعصاک الحجر و عصا هو علي عليه السلام کما قال عليه السلام انا عصا موسي و انا آية ‌محمد صلي الله عليه و آله و الحجر هي فاطمة فانفجرت منه اثنتاعشرة عيناً و هم الائمة عليهم السلام قد انفجرت من العين الصافية الطاهرة التي هي فاطمة عليها السلام.

و ايضاً في قوله تعالي في الباطن انا انزلناه في ليلة القدر يعني زوجنا علياً عليه السلام من فاطمة عليها السلام و ما ادريک ما ليلة القدر اظهار لشرفها و فخرها ليلة القدر خير من الف شهر يعني ان فاطمة صلوات الله عليها خير من

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 138 *»

کل ذرات (ذوات خ‌ل) الوجود انما (و انما خ‌ل) عبر عنها (منها خ‌ل) بالف شهر لان (لانها قد تمت بها خ‌ل) کل مرتبة من مراتب الوجوب لها ثلاثون مرتبة و بها تمام الشهر (السفر خ‌ل) فکل ذرة من الموجودات بهذا الاعتبار شهر (شهراً خ‌ل) لانها قد تمت بها دورة الشمس (شمس خ‌ل) الوجود الظاهرة في کل مرتبة و انما کان الف اشارة الي تمام مراتب الوجود لان الالف هو نهاية مراتب الاعداد الاربع فکذلک الموجودات انما تتم في اربع مراتب مرتبة الجماد و مرتبة النبات و مرتبة الحيوان و مرتبة الانسان فنسبة الانسان الي المراتب الاخر کنسبة الالف الي ساير مراتب الاعداد (ساير الاعداد خ‌ل) فکما ان الانسان حاو لجميع المراتب کذلک الالف حاو لجميع المراتب و لذا قال عزوجل و ان يوماً عند ربک کالف سنة مما تعدون, تنزل الملائکة و الروح الملائکة هم الائمة عليهم السلام و انما عبر عنهم بالملائکة لکونهم عباد مکرمون لايسبقونه بالقول و هم بامره يعملون.

و الملک مشتق من الملک فيعبر عنه للعبيد کما يقال فلان سيء الملائکة اي سيء الصنع مع عبيده و فلان حسن الملائکة اي حسن (احسن خ‌ل) الصنع مع عبيده و لماکانوا عليهم السلام متمحضين في مقام العبودية حتي کان افضل مناقب الرسول صلي الله عليه و آله الذي هو فخرهم و سيدهم العبودية و لذا قدمت علي الرسالة في قولهم اشهد ان محمداً عبده و رسوله صلح للتعبير عنهم بالملائکة و الروح هو علي عليه السلام لان هذا هو الروح من امر الله کماقال عزوجل يسئلونک عن الروح قل الروح من امر ربي و قال عزوجل ينزل الملائکة بالروح من امره علي من يشاء من عباده و قال اميرالمؤمنين عليه السلام انا الروح من امر ربي و هذا هو (و هذا خ‌ل) روح القدس و هو خلق اعظم من جبرئيل و ميکائيل.

فيها اي في فاطمة عليها السلام. اما نزول علي عليه السلام فيها فبتزويجه اياها و اما نزول الائمة سلام الله عليهم فيها فبکونهم في رحمها (فيکونهم في رحمتها خ‌ل) و هي حامل لهم و وعاء لانوارهم و لذا سميت الزهراء لکون تلک الانوار تزهر من (تزهرت خ‌ل) ناصيتها الشريفة في الاوقات کلها و تظهر مبادي تلک الانوار في مبادي

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 139 *»

الاوقات فکان يظهر (تظهر خ‌ل) منها صلوات الله عليها في وقت الظهر نور اصفر يتشعشع و يتلألأ حتي تصفر جميع بيوتات المدينة و حيطانها و في وقت المغرب کان يظهر منها نور احمر يتشعشع و يتلألأ حتي تحمر (يحمر خ‌ل) جميع بيوتات المدينة و حيطانها و في وقت الصبح يظهر منها نور ابيض يتشعشع و يتلألأ حتي يبيض (تبيض خ‌ل) جميع بيوتات المدينة و حيطانها و هي المراد من قوله تعالي سلام هي يعني هي سلامة عن کل ما يخالف محبة الله لان فيها انوار احباء الله.

حتي مطلع الفجر الفجر هو الحسين عليه السلام و تلک الانوار الظاهرة من تلک الصديقة الطاهرة کانت علي حالها من الظهور الي ان تولد الحسين عليه السلام ثم خفيت و انما عبر عن الحسين عليه السلام بالفجر لانه ازال ظلمة الشکوک و الشبهات و الاوهام و الخيالات عن قلوب الناس کالفجر مزيل لظلمة الليل و تلک الازاح انما کانت بشهادته عليه السلام و هو قوله تعالي ان قرآن الفجر کان مشهوداً اي مستشهدا لعن الله قاتليه فدلت هذه الايات و امثالها في باطن التفسير علي ان مولاتنا فاطمة الزهراء صلوات الله عليها و علي ابيها و بعلها و بنيها هي الکلمة (الکاملة خ‌ل) التامة الجامعة الحاوية لتلک الحروف العاليات المفصلة من الالف اللينية (اللينة خ‌ل) المنبسطة من النقطة و لذا قلنا ان تمام بسم الله الرحمن الرحيم اشارة اليها فلنقتصر علي ما ذکرنا فانه کافية لاهل الاشارة و بيان الکل مما لايمکن بل لايجوز.

قال تعالي الحمد لله رب العالمين اعلم انه قد ذکرنا في کثير من مباحثاتنا و رسائلنا ان العالم شخص واحد قد انفصلت اجزاؤه و افراده و جزئياته و شؤونه و اطواره في اکواره و ادواره باوطاره تفصلت من النقطة الواحدة و هذه النقطة لها ثلاث جهات الجهة العليا الاولي فيها حکاية عن (من خ‌ل) المبدأ و ظهوراته و احواله و افعاله و صفاته و تأثيراته و الجهة الوسطي الثانية فيها حکاية عن (من خ‌ل‌) الاثر و سريانها في المؤثرات و عن (من خ‌ل) الفعل و جريان تعلقه بالمفعولات و احوال هذين الاصلين و مراتبهما و شؤونهما و اطوارهما و ساير احوالهما و الجهة السفلي الثالثة فيها شرح احوال المفعولات و مراتبها و عللها و

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 140 *»

اسبابها و شرائطها و لوازمها و کيفية اشتقاقها من ذين الاصليين (الاصلين خ‌ل) و اختلاف احوالهما و سببه تباين (تباني خ‌ل) مقاماتهما و لماکان القرآن عالم تدويني تبيان و توصيف للعالم التکويني اجري الحق سبحانه اياه ذلک المجري فجعل فيها نقطة و الاصل الاول و الاصل الثاني و لماکان في عالم الظهور التفصيلي بتقديم الاصل الاول لقوله عليه السلام ما رأيت شيئاً الا و رأيت الله قبله و ان کان في الواقع متأخر من (عن خ‌ل) النقطة و انما هو ظهور منها و ثمرة لشجرتها مثاله الصورة التي في المرآة فان ظهور المقابل فيها و ان کان متأخراً عنها لانه انما يکون لها فلايتقدم عليها ولکن توجه الناظر الي تلک الجهة العليا و التفاته الي المقابل قبل نفس الصورة من حيث هي قبل الاقتران بالمشخصات و لذا قلنا ان الاصل الاول مقدم و ان کان مؤخراً و لماکان الامر کذلک اجري الله سبحانه الخلق الثاني الذي هو القرآن الکريم و الذکر الحکيم في العالم الوصفاني علي ذلک المنهج فوسط النقطة التي هي الحمد و قدم الاصل الاول الذي هو البسملة فان البسملة نسبتها الي الحمد نسبة الاسم الفاعل الي المصدر فالحمد جامع للبسملة و هي جامعة له و لذا ورد عنهم عليهم السلام کل امر ذي بال لم‌يبدأ ببسم الله فهو ابتر و ورد ايضاً کل امر ذي بال لم‌يبدأ فيه بالحمد لله فهو ابتر و يريد عليه السلام بقوله هذا الذي ذکرنا من الاتحاد فان الابتداء بالحمد هو الابتداء بالبسملة و الابتداء بها هو الابتداء بالحمد فلا منافاة اذا بين الحديثين و لکنهما اذا اجتمعا تکون البسملة مقدمة لانها بالنسبة الي الحمد کالشکل المستدير بالنسبة‌ الي الشکل المثلث فان الاستدارة وجه من وجوه التکليف و المثلث هو الاصل لها ففي مقام ذکر الاستدارة مع التثليث تقدم الاستدارة لبساطتها (لبساطها خ‌ل) و شرفها و کذلک البسملة بالنسبة الي الحمد و هذا هو النسبة بين ارض کربلاء علي مشرفها آلاف التحية و الثناء و بين ارض مکة و قد (فقد خ‌ل) صارت مکة مطاف العالمين مع ان ارض کربلاء اشرف منها و هي انتسبت (انتسب خ‌ل) الي الله و کونها جامعة لبيت الله دون کربلاء مع ان مکة انما حصلت و وجدت بارض کربلا والله سبحانه قد خلقها (سبحانه خلقها

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 141 *»

خ‌ل) قبل ارض مکة و الاراضي کلها باثنين و عشرين الف عام الا ان نسبتها الي ارض مکة کنسبة القلب الي الرأس فان الظهور و المعرفة المختصة بالشخص انما يکون في الوجه الذي في الرأس و حقيقته و اصله الذي به قوامه انما هو في القلب فالحمد قلب و البسملة رأس و باقي القرآن بمنزلة ‌ساير الاعضاء و الجوارح و کلها تفصيل للحمد و لذا قدم الله سبحانه البسملة علي الحمد و قد اشتق الحمد من البسملة بعد ما اشتقت البسملة عنه کماتقول (نقول خ‌ل) ان الفعل متقوم بالفاعل و متأصل منه مع ان الفاعل مشتق من الفعل و متأثر به و معمول له فکذلک الامر هنا فان من البسملة يستنطق الواحد لان عدد حروفها في المکتوب تسعة عشر و هو استنطاق الواحد و الواحد له من (الواحد من خ‌ل) الحروف الالف و الالف اذا کررت تکون باء و الباء اذا کررت تکون دالاً و الدال اذا کررت تکون حاء و الحاء اذا کررت خمس مرات تکون ميما و اذا اجمعت (اجتمعت خ‌ل) هذه الاحرف ترکبت و تألفت منه کلمة الحمد اذا (انما خ‌ل) کررت الالف في الباء و الباء في الدال و ظهر في الدال في هذه (و ظهر في هذه خ‌ل) الکلمة المبارکة اشارة الي حکم التأليف و الترکيب لظهور الطبايع الاربع و ابانة لقوله عزوجل و من کل شيء خلقنا زوجين.

و لاشک ان الزوجين لايکونان الا اربعة (الاربعة خ‌ل) لان الزوج فردان و اظهارا لظهور اول نقطة الامکان و اتفقت عليه العقول من ان کل ممکن زوج ترکيبي و لذا کان مدلول هذه الکلمة و مسمي هذا الاسم و اثر هذا الطلسم يومه يوم الجمعة و کوکبه الزهرة و احلت له النساء (المنشاء خ‌ل) کيف ما يشاء لطف من الله العزيز الحکيم و شرحاً لذلک السر المستودع في ذلک الاصل القديم و انما کررت الدال في الحاء لبيان شرط تمامية الوجود و لظهور سر الجود (المعبود خ‌ل) و هو مقام الاجمال و التفصيل فالدال في رتبة الاجمال و الحاء في مقام التفصيل و في هذا المقام ظهرت حملة‌ العرش و استوي العرش علي الفرش و استوي (استوي العرش و استوي خ‌ل) عليه الرحمن فاظهر (فاذا ظهر خ‌ل) سر الديان و لذا کانت حملة‌ العرش ثمانية هو قوله عزوجل و يحمل عرش ربک فوقهم يومئذ ثمانية و

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 142 *»

انما کررت الحاء في الميم اي خمس مرات اشارة الي کف الحکيم و هو ظهور هذه الثمانية في خمسة عوالم الاول عالم الجبروت و حجاب اللاهوت و مبدأ ظهور الماهوت و هو الحجاب الابيض الاعلي الثاني عالم الملکوت الاعلي الثالث عالم الملکوت الاوسط الرابع عالم الملکوت الاسفل و الخامس عالم الملک فاحطوت (فاحصرت خ‌ل، فاحتوت ظ) هذه الکلمة المبارکة جميع اسرار الوجود من الغيب و الشهود و حکت سر المعبود و اوضحت المقام المحمود و هو قوله تعالي و اعتصموا بحبل الله جميعاً و لاتفرقوا و اذکروا نعمة الله عليکم اذ کنتم اعداء فالف بين قلوبکم فاصبحتم بنعمته اخواناً و کنتم علي شفا حفرة من النار فانقذکم منها الآية.

و اما سر هذه (هذا ظ) الترتيب من تقديم الحاء علي الميم و الميم علي الدال مع ان مقتضي الترتيب الوجود (الوجودي خ‌ل) العکس اي تقديم الدال علي الحاء و الحاء علي الميم کما هو مقتضي التکرير و حکم التقرير لبيان سر الآخر و هو ان القرآن في هذا الزمان کشف سر القوس الصعودي بعد القوس النزول (النزولي خ‌ل) و ذلک مقتضي تقديم الکثرة علي الوحدة فاخرت الدال من هذه الجهة فان قلت علي مقتضي ما ذکرت بحسب تقديم الميم علي الحاء و الحاء علي الميم لان الميم اعظم کثرة من الحاء قلت نعم کان ينبغي کذلک الا انه يفوت بيان امر آخر و هو ان الصورة هي الام و المادة هي الاب و الظهور و التشخيص و التشکيل و التحديد انما يکون في بطن الام لا في صلب الاب و الولد يتولد منهما فهو کالجامع البرزخ بينهما فهو الجامع لشؤونهما و الحاوي لاطوارهما فيقتضي ان يکون متوسطا بينهما و لذا قال مولانا الحسن بن علي بن ابي‌طالب عليهما السلام ان الولد يتکون من اربعة عشر شيئاً اربعة من الام و اربعة من الاب و سبعة من الله اما الاربعة (الاربعة التي خ‌ل) من الاب فهي العظم و المخ و العصب و العروق و اما التي من الام فهي اللحم و الدم و الشعر و الجلد و اما التي من الله سبحانه و تعالي و هي الحواس الخمس و العقل و النفس فيبني (فبين خ‌ل) عليه السلام ان الولد من الوالدين فهو الجامع

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 143 *»

لاطوارهما و الحاوي لاحوالهما فلذا توسطت الميم بين الحاء و الدال فالدال هي المادة و هي الاول فيقتضي ان يکون آخر لان کل اول يکون آخراً (آخر خ‌ل) و الحاء هي الآخر فيکون اولاً لان کل آخر يکون اولاً و انما کانت الحاء الآخر لان الحاء هي الحيوة و هي متقدمة بجوهر (بجوزهر خ‌ل) الفلک (فلك ظ) القمر و انما کان آخراً (آخر خ‌ل) لان فلک (ذلک خ‌ل) القمر آخر الکواکب و فلکه (ذلک خ‌ل) آخر الافلاک و اقربهما الي المتولدات و انما کان القمر آخرا (آخر خ‌ل) لانه حامل (اصل خ‌ل) الرطوبات و البرودات و هما محلان للحرارة و اليبوسة و هذا هو سر (هذا سر خ‌ل) التقاطع (تقاطع ظ) فلک الشمس و القمر و لماکان هذا الفلک حامل هذه الاشياء و هي اسفل المراتب کان آخراً (آخر خ‌ل) و انما کان اولا لان اول ما ينشآن منه التميز (تميز ظ) الرطوبة و البرودة ثم يظهر محل التقاطع و هو مظهره القلب و هو اللحم الصنوبري ثم يظهر مقتضي الحدود و مراتب الشهود و مقامات التفصيل و ما يقتضيه (تقتضيه خ‌ل) من الانوار المتعلقة لمحال (المحال خ‌ل) ما يظهر من القوي و المشاعر ثم بعد اکمال کل ذلک تظهر مقتضي الاجمال و مقتضي الحرارة الغريزية و مرتبة الشمس و هو العقل و لذا کان بارداً يابساً فافهم ان کنت تفهم و الا فاسلم تسلم.

و انما قلنا ان الحاء اشارة‌ الي الحيوة مع ما قلنا انها هي الحملة للعرش لان الصورة التي هي الحيوة انما تحصلت من حملة العرش او حملة العرش هي (تحصلت من جهة من حملة العرش هي خ‌ل) مقامات الکرسي فافهم فظهر الحمد في مادة التربيع و في صورة التثليث اي مادته مربعة و صورته مثلثة اما الاول فلان (فان خ‌ل) الحمد مادتها الدال و لها مخرج (يخرج خ‌ل) الربع و الحاء و الهاء مخرج (يخرج خ‌ل) الربع و الميم و الهاء ايضا مخرج الربع و اما الثاني فلانه تألف من ثلاثة احرف علي التأليف المخصوص (للخصوص خ‌ل) فاذا ضربت المادة في الصورة اي لاحظت نسبة‌ المادة الي جميع مقامات الصورة يظهر البروج الاثناعشر و الشهور الاثناعشر و النقباء الاثناعشر و الاسباط الاثناعشر و العيون الاثناعشر و کلمة التوحيد لا اله الا الله التي هي لا اله الا الله

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 144 *»

اثناعشر (و کلمة لا اله الا الله التوحيد التي هي اثناعشر خ‌ل) و محمد رسول الله اثناعشر و علي ولي الله اثناعشر و اميرالمؤمنين و الائمة الاثنا عشر بظهور القوي الاثناعشر و هي (و اميرالمؤمنين اثناعشر و الائمة الاثناعشر و هو خ‌ل) رتبة التمام و علي من يفهم الکلام و السلام (الکلام السلام خ‌ل).

و هذا (بهذا خ‌ل) هو السر في تثليث الکلمات الاربعة سبحان الله و الحمد لله و لا اله الا الله و الله اکبر في الرکعتين الاخيرتين في الصلوة لتمام اثني‌عشر الذي هو العدد الزائد و کذلک حکم تثليث الذکر في الرکوع و السجود سبحان ربي العظيم و بحمده و سبحان ربي الاعلي و بحمده و ذلک لتمام الاثني‌عشر و انما شرع ذلک حکاية عن الائمة الاثني‌عشر لان الصلوة صفتهم و اسمهم و رسمهم و حکايتهم و کل ما في الصلوة يدل عليهم و ما في الصلوة هي مجموع الکرتين و سر العالمين و حقيقة الامر بين الامرين و شرح احوال النشأتين.

و اذا جمعت المثلث و المربع ظهر المسبع (السبع خ‌ل) و هو اشرف الاشکال لانه يحکي الجلال و الجمال و عنده سر الکريم المتعال و انما کان اشرف الاشکال لانه مبدأ الکمال بل هو عين الکمال بل کل کمال لايتعداه و کل قول لايتجاوز عنه لان مرجع الکمالات العددية (العدية خ‌ل) اما الي الثلاث و هي اول الفرد (المفرد خ‌ل) و اما الي الاربع و هي اول زوج و اذا تألفت الثلاثة مع الاربعة تکون سبعة و هي تحکي عن الظهورات الثلاثة في الکيفيات الاربع.

اما الظهورات الثلاثة في عالم الناسوت فهو العقل و النفس و الجسد والکيفيات الاربعة فهي النار و الهواء و الماء و التراب واما في عالم اللاهوت فالظهورات الثلاثة مرتبة الظاهر و مرتبة الظهور ومرتبة المظهر و الکيفيات الاربعة هي النار و التراب والهواء والماء وکل ذرة من ذرات الوجود من الغيب والشهود لا تخلوا عن هذه السبعة و لذا اشتهر عندهم ان السبعة عدد الکامل و لذا جعلوا من الواو واو الثمانية فان الثمانية کابتداء (من الواو والثمانيه کابتداء خ‌ل)بعد انتهاء و لذا ادخل (دخل خ‌ل) الواو عليها و السبعة اول خلق برز في الوجود و لذا کان الحمد سبعة آيات و هو قوله تعالي و لقد آتيناک سبعاً من المثاني و القرآن

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 145 *»

 العظيم و السبعة هي اول مکون ظهر باول التکوين بل هو نفس التکوين لان (هي اول مکنون ظهر باول الوجود التکوين لان خ‌ل) المراتب و اذا (و ان خ‌ل) کانت هناک منتفية في ذاتها لکنها مثبتة عند التعلق (المتعلق خ‌ل) بالمتعلقات فهناک مقامان احدهما مقام الجمع و هو مقام التکوين اي مقام الواحد و هو قولهم عليهم السلام کلنا واحد و کلنا محمد و امرنا واحد و قولنا واحد قال الله عزوجل في التأويل حکاية عنا لهم عليهم السلام حين نقول (يقول خ‌ل) لانفرق بين احد منهم و نحن له مسلمون ففيه سر الواحد الاحد لکنه في ظهورات (لکن في الظهورات خ‌ل) السرمد و اليه الاشارة بقوله عليه السلام کنا بکينونته کائنين غير مکونين ازليين ابديين منه بدأنا و اليه نعود فقوله عليه السلام غير مکونين يريد به نفس التکوين فان المکون تکون بالتکوين و هو نفسهم الشريفة و قوله عليه السلام ازليين ابديين يريد به الازل الثاني کماقال اميرالمؤمنين عليه السلام انا الازلية الثانية انا صاحب الازلية الاولية و الله عزوجل ازل الآزال و ابد الآباد.

و بالجمة فهم في عالم التکوين واحد و هو مقام النقطة في بسم الله الرحمن الرحيم کماقال اميرالمؤمنين عليه السلام انا النقطة تحت الباء مع ان رسول الله صلي الله عليه و آله اعظم و لا مقام فوق النقطة ان کان (کانت خ‌ل) المراد بها الکلية لا المخصصة تحت الباء و ثانيهما مقام الفرق و هم في هذا المقام سبعة:

الاول محمد صلي الله عليه و آله و هو (هو النقطة خ‌ل) الکلية الالهية التي هي مبدأ المبادي (مبدأ المبدأ خ‌ل) و نور الانوار و (و هو خ‌ل) النور الذي (الذي نور خ‌ل) بها الانوار و السر المقنع المجلل المستسر (المستتر خ‌ل) بالاسرار و هو مقام حکاية الواحد (الوحدة خ‌ل) القهار و اليه اشارة (اشار خ‌ل) مولانا اميرالمؤمنين عليه السلام بقوله استخلصه في القدم علي ساير الامم و هو مرکز التوحيد و سر التجريد و القدس (المقدس خ‌ل) الذي ملأ الدهر کماقال صلي الله عليه و آله في خطبة يوم الغدير الذي ملأ الدهر قدسه.

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 146 *»

و الثاني مقام علي عليه السلام و هو الالف المنسبطة من النقطة الظاهر بالتفصيل و الهداية کماقال تعالي انما انت منذر و لکل قوم هاد قال النبي صلي الله عليه و اله انا المنذر و علي الهادي لان الهداية هي الايصال الي المطلوب او اراءة الطريق و يجمع المعنيين قولنا اعطاء کل ذي حق حقه و السوق الي کل مخلوق رزقه و هذه العطية العظمي و الهداية الکبري صاحبها و منشؤها علي عليه السلام حامل اللواء و هو نفس الله الکبري کما في الزيارة علي ما رواه صفوان عن الصادق عليه السلام السلام علي نفس الله القائمة فيه بالسنن و هو ذات الله العليا و شجرة طوبي و سدرة المنتهي و جنة (المأوي ظ) و هو نفس النبي صلي الله عليه و آله و ذاته کماقال (ذاته قال خ‌ل) عزوجل انفسنا و انفسکم و کماقال و اصطنعتک لنفسي و يحذرکم الله نفسه و امثالها من الآيات و هو نفس العالم کماقال عليه السلام انا ذات (الذات خ‌ل) الذوات انا الذات في الذوات للذات (الذات للذات خ‌ل) و قال عليه السلام نحن صنايع ربنا و الخلق بعد صنايع لنا بل العالم نفسه بمعني انه نفس الله بلا فرق کما انه عليه السلام عبد من عبيد الله و يصدق عليه انه نفس الله کما سمعت في الاخبار کذلک يصدق علي الخلق انهم نفسه بل قد اشار (بل اشار خ‌ل) الي هذه الدقيقة لاهل اللطائف و اللطيفة و قال في خطبة البيان و غيرها من الخطب انا آدم انا نوح انا موسي انا عيسي.

و انما اقتصر بالانبياء خاصة لتمحصهم في هذا المعني و خلوصهم في الحکاية بخلاف غيرهم نعم يظهر ذلک من (يظهر من خ‌ل) عرفه بالنورانية او انکره عن معرفة بصيرة اذا التفت الساق بالساق و جاء يومئذ المساق فيظهر لهم سر من عرف نفسه فقد عرف ربه فيشاهد عليا عليه السلام و ساير الائمة بما ظهروا له من نور کينونتهم في حقيقة کينونته و لايتعدي احد رتبة مقامه لان الادوات انما تحد (الادوات تحد خ‌ل) انفسها و تشير الالات الي نظائرها و لهذا قال اميرالمؤمنين عليه السلام فيما نظمه الحميري:

يا حار همدان من يمت يرني

من مؤمن او منافق قبلا

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 147 *»

الخ و المراد بهذا الموت يحتمل ان يکون کما هو المعروف المتبادر و ذلک واضح ظاهر و قد دلت الاخبار و شهدت الآثار و تواردت الروايات من طرقنا و طرق مخالفينا علي ذلک في حق المؤمن الماحض الايمان و المنافق الماحض النفاق کما في حديث طلحة و قد رواه عمار من (حين خ‌ل) رآه يجود بنفسه و قد رمي بالنبل فقال من رماک يا طلحة قال رماني علي بن ابي‌طالب عليه السلام قال يا ويحک ان علياً عليه السلام مايرمي بالنبل و انما يقاتل بالسيف قال له طلحة افتح عينک و انظر اليه عليه السلام کيف يصعد الي السماء و ينظر الي السماء الارض (يصعد الي السماء و الارض خ‌ل) و يأتي الي المشرق و المغرب و يقاتل بالسيف و يرمي بالنبل و يقول مت يا عدو الله فيموت في سا عة (ساعته خ‌ل) الحديث و کان الرامي له مروان ابن الحکم (لع‌) فظهر لمن يفهم و يعرف و يؤمن ان الخلق نفس علي عليه السلام کما ان علي (علياً ظ) عليه السلام نفس الله لا کما زعمه بعض الجهال و الملاحدة من الصوفية و المتصوفة من القول بوحدة الوجود وسريان النور في القيود و الحدود فيرجع الاصل الي شيء واحد و الحدود اعراض (اعراض حق خ‌ل) تذهب و تضمحل لا بقاء لها فان هذا القول زندقة صرفة و کفر محض سبحانه و تعالي عما يقولون علواً کبيراً.

و انما المراد ان عليا عليه السلام خلق من خلق الله و نور من نور الله و اسم من اسماء الله و صفة من صفات (صفات الله خ‌ل) يدل علي کمال وحدانيته و فردانيته و صمدانيته و قهاريته و قدرته الشاملة و علمه الواسعة (الواسع خ‌ل) الذي احاط بكل شيء و هو كما قال الحجة المنتظر عجل الله فرجه في الدعاء في الاشارة اليه عليه السلام و الي ساير آباائه الکرام عليهم السلام لافرق بينک و بينها الا انهم عبادک و خلقک فتقها و رتقها بيدک بدؤها منک و عودها اليک اعضاد و اشهاد و مناة و اذواد و حفظة و رواد و بهم ملأت سماءک و ارضک حتي ظهر ان لا اله الا انت فانهم (فافهم خ‌ل) السر و کن به ضنينا (حفيظا خ‌ل) و الله يحفظ لک و عليک.

و الثالث مقام الحقيقة الحسينية (الحسنية ظ) علي جده و ابيه و امه و اخيه و بني اخيه صلوة المصلين و هذا اول حرف من حرف (حروف خ‌ل) العاليات و

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 148 *»

اول قبسة نور اقتبس من تلک القبسات و اول غصن ينبت من شجرة طوبي فصار بذلک احد حملة العرش و ثاني رتبة الولاية الکلية و نتيجة ثمرة النبوة الاحمدية فشهد اسمه عليه السلام بکمال شخصه فالحاء اشارة الي حملة العشر ففيها اشارة الي انه عليه السلام احدهم و اشارة الي ان الحملة (الحمد خ‌ل) ثمانية و السين اشارة الي انه اول تفصيل من شجرة الولاية اي لواء الحمد الذي ابوه الطيب الطاهر عليهم السلام حاملها فلما کان اسمه عليه السلام اللام جعله في اسم الحسن عليه السلام السين فان السين تکرار اللام کما ان الحسن تفصيل لعلي عليه السلام فاسمه السين و اسمه اللام و علي من يفهم الکلام السلام.

و النون اشارة الي انه نتيجته (نتيجة خ‌ل) ثمرة الدوحة الاحمدية عليهم السلام فان النون بينات للميم الذي في اسم محمد صلي الله عليه و آله و انما جعل جزء اسمه بينات الميم لبيان الاصل فيه الولاية و هو السين و هو اصل اسمه الشريفه و ان (انما خ‌ل) النبوة تحت الولاية و نسبة النبوة اليه اضعف من النسبة (نسبة خ‌ل) الولاية اليه لان نسبة‌النبوة من جهة الام و نسبة الولاية من جهة الاب و جهة الاب اقوي من جهة الام و تکرار الزبر اقوي من الاتيان ببينات الحرف ….

(الي هنا وجد في النسخة)