11-10 جواهر الحکم المجلد الحادی عشر ـ الرسالة الکشفية في شرح نقطة باء بسم الله و تفسيرها ـ مقابله

رسالة الکشفیة فی شرح نقطة باء بسم الله و تفسیرها

 

من مصنفات السید الاجل الامجد المرحوم الحاج

سید کاظم بن السید قاسم الحسینی اعلی الله مقامه

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 151 *»

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لولي الحمد و الصلوة علي والي لواء الحمد و آله و اولاده حاملي لواء الحمد.

اما بعــد، فيقول العبد الفقير الي الغني ابن محمدقاسم محمدكاظم الحسيني الموسوي الرشتي لمااشرقت انوار الحكم من جوامع الكلم علي سرائر النعم انكشفت الحجب و تراكمت السحب فنزل الورقاء من بلد العنقاء فصاح بالديك فنعق الغراب و هدرت الحمامة و انتشرت اجنحة الطاووس فمحي الموهوم و صحي المعلوم فجاء السكر و ذهب الصحو فقدم العدم و عدم القدم فسمعنا صيحة اللاهوت في الجبروت بالملكوت عند الملك فقدمنا للجواب فعدمنا في الحساب فبدا لنا ان‏نكتب هذا الكتاب و نلقي علي السلاك ذلك الخطاب لنفوز بالثواب و يكون زادنا ليوم (في يوم خ‌ل) الاياب و الله الموفق للصواب.

فنقول اعلم ان الكون هو الحروف (الحرف خ‌ل) الصادر من المتكلم المتنزل (المنزل خ‌ل) الي اللفظ و النقش و هي ثلثة و ثلثون ثمانية و عشرون منها هو المعروف في السنة العرب و خمسة منها تخحج (تخجج ظ) (بحجح خ‌ل) و لايجوز التكلم عنها الاّ بالتلويح المومي اليه في الكلام المجيد للعارف لعلم (بعلم خ‌ل) التجويد فاشتمل القرآن علي جميع مراتب الانسان عند صيرورة العرش مستوي الرحمن و هو قول (قوله خ‌ل) الرحمن علم القرآن خلق الانسان علمه البيان و هو القرآن فكان الاول عين الآخر فهو الاول و الآخر و الظاهر و الباطن علي تفسير ظاهر الظاهر فهناك امران نور و سر نور رباني و هنا اسرار كثيرة نقتصر هنا علي بيان نقطة من اسرار النقطة و الاشارة الي ان البسملة مشتمل علي كل الوجود الاّ انها تظهر بالتلويح من اسرار النقطة اي قليلاً من كثيرها فنقول:

بسم الله الرحمن الرحيم سر سبحاني الباء ثلثة (ثلاث خ‌ل) نقطة

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 152 *»

و نقش و حركة فالنقطة هي الاصل و هي هنا باعتبارنا هذا هي الالف القائمة المحتجبة باتصال الباء بالسين التي هي من الوجود المقيد التي طولها الف الف ذراع و هو قوله7 و انا النقطة تحت الباء لانه القلم الظاهر باوله بالقاف المحيط بالدنيا و العقل الظاهر بوسطه بالقاف المحيط بالدنيا و القلق (العلق خ‌ل) الظاهر بآخره بالقاف المحيط بالدنيا و اعتبار القاف اما في الظاهر في الاول و الآخر و الوسط اشارة الي ملئه (علّية خ‌ل)الوجود في الايام الثلثة فذكرهم بايام الله يوم الاولي و يوم الدنيا و يوم الآخرة فاحاط في كل منها بكل منها مع مافيها من المراتب و المقامات و الدرجات فالاحاطة واحدة و ظهورها مختلفة كمالايخفي علي الفطن العارف (العارف الحكيم الفطن خ‌ل).

و اما باعتبار العدد فللاشارة الي ماتتعلق (يتعلق خ‌‌ل) به الاحاطة من المراتب العشرة المخلوقة من القبضات العشرة و اما باعثار (باعتبار خ‌ل) المرتبة فللاشارة الي انه اول المرتبة الثالثة فلم‏يظهر الكون الاّ مثلثاً النار و الزيت و المس و لذا تري الكلمات الوجودية (تري الكلمات الوجودية خ‌ل) الدالة الي هذه المرتبة اكثرها ثلاثية ع ق ل, ق ل م, ر و ح, ع ل ق, ن و ر, ا م ر, و امثالها من العبارات و الاشارات و التلويحات و لذا قلنا ان الكون مثلث و اما باعتبار الصورة كذلك ايضاً هذا اذا اعتبرت النقطة هي الالف القائمة.

و اما اذا اعتبرتها الالف اللينة فيكون المحتجب الالف القائمة و تكون الباء اي الالف القائمة المائلة الي الانبساط الذي هو علي شكل القاعد لا الالف المبسوطة التي هي علي شكل المضطجع اشارة الي البرزخ الثانوي اي الاولي من الوجود المقيد اول التميز و مبدأ الكثرة و اصل الشؤون المتمايزة و هو الروح في صورة الافتراق اي الرقيقة و لذا تري شكل النقش في النور الرباني هكذا[1] بســـم و فيها دلالة صريحة علي ما اومأنا اليه فالباء بهذا الاعتبار اشارة الي الركن الاسفل الايمن من العرش في مراتب الوجود المقيد فالنقطة في قوله7 و انا النقطة تحت الباء في

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 153 *»

هذا الاعتبار اشارة الي الحقيقة المسؤولة عنها في حديث كميل الممنوعة جوابها المنهية السؤال عنها قال كميل لمااردفه مولينا اميرالمؤمنين عليه الصلوة و السلام و روحي فداه (فداؤه خ‌ل) علي ناقته فسأله فقال يا اميرالمؤمنين ما الحقيقة اي ما لطيفة السر الوجودي الذي هي غاية سيرنا و منتهي سفرنا و مرجعنا و مآبنا و تجلي الحق لنا و لماكان الامام7 عارفاً بمراد كميل و كان ذلك لايصلح لمقامه و مرتبته لكونه فوق ذكره و سره و لبه منعه عن ذلك فقال7 و روحي فداه مالك و الحقيقة اي مالك و هذا السؤال و انت عنيت بها مايعمنا و يعمكم و هو لايصح و ليس بيننا و بينكم حقيقة جامعة بل النسبة بالاثرية و المؤثرية و المتبوعية و التابعية و المنيرية و النورية و انك (انت خ‌ل) لاتدرك مالنا و لطيفة وجودنا و ليس فيك مايهديك اليه بحقيقته فاستغرب كميل ذلك لنقصان معرفته فقال اولست بصاحب سرك اي السر المقنع بالسر اي ليس سرنا واحد و امرنا غير مختلف فقال7بلي ولكن يرشح عليك مايطفح مني فاقره علي ذلك لئلايتوهم البينونة و العزلة و المخالفة التامة و المباينة الكلية فيفسد امره فاستدركه بلكن فقال7 ان الذي عندك و امثالك رشح ترشح من بحر الصاد الذي هو سرنا و لبنا فماتعرف الاّ الرشح و لاتدرك الاّ العرق و الفاضل و النور و السنا فقال او مثلك يخيب سائلاً فاجابه7 بمايناسب مقامه و مرتبته من الرشح بالنسبة مقامه فقال كشف سبحات الجلال الحديث.

و بالجملة النقطة هي تلك الحقيقة في قوله و انا النقطة تحت الباء و هي مقام (المقام خ‌ل) الخامس من المقامات و العلامات التي لا تعطيل لها في كل مكان و هي الدلالة الظاهرة من الكلمة التامة و الماء النازل من السحاب المتراكم الذي اثاره الريح بين يدي الرحمة و الماء الذي كان عرش الحق عليه قبل خلق السموات و الارض بالمدة الغيرالمتناهية و جنان الصاقورة (الصاغورةخ‌ل) التي ذاق روح القدس اي الالف القائمة منها الباكورة و نور السموات و الارض الذي مثل نوره كمشكوة فيها مصباح المصباح في زجاجة و امر الله الواحد الذي هو اقرب من لمح البصر و بحر المزن الذي ينزل منه الماء في قوله تعالي أفرايتم الماء

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 154 *»

 الذي تشربون ءانتم انزلتموه من المزن ام نحن المنزلون و الذات و ذات الذوات و الذات في الذوات للذات و الجوهر الذي به قامت الاعراض كلها من الذوات و الصفات و الجواهر و الاعراض قال و نعم ماقال:

يا جوهراً قام الوجود به   و الناس بعدك كلهم عرض

فتلك النقطة هي التي مبدأ الالف و منشأها و مقوم وجودها و محقق حقيقتها و مذوت ذاتها و هي النقطة التي اشار اليها الشاعر بالفارسية:

نقطه با كو ز ظل وحدت حق شد پديد   منشأ خط الف گرديد بي گفت و شنيد
از الف پيدا حروف از حرف قرآن مجيد   پس به هر حرف از كلام واحد فرد وحيد

شاهد موجود بر يكتايي مولا عليست

و يقال لهذه النقطة انها اصل الحروف و كلها و ليس الحروف شيئاً غيرها لانها لماتحركت وجدت الالف القائم في كمال البساطة و القيام اشارة اليها علي هذه الصورة فاذا انبسطت وجدت الباء فهي تكرير الالف و انبساطها لفظاً و معني اما الثاني فلانها في العدد اثنان و هو تكرر الواحد و اما الاول فلان صورتها هكذا و هي انبساط القائم فاذا مالت الالف علي الباء حدثت الجيم علي هذه الصورة فاذا انبسطت الباء و تكررت كانت منها الدال هكذا فاذا مالت علي الجيم كانت منها الهاء هكذا لان ميل القائم الي الانبساط و ميل المنبسط الي الركود فافهم و كذا ساير الحروف فانها وجدت بحذافيرها من تكرر الالف و الباء فلذا قالت الجفرية ان الالف هو الاختراع الثاني و الباء هو الابتداع الثاني و الباء في الحقيقة هي تكرر الالف و انبساطها فكانت مادة الحروف كلها و صورها هي الالف اذا زالت عنها السبحات و السبحات وقوعها مكررة (متكررة خ‌ل) و الاّ ما من شي‏ء الاّ الالف (الف خ‌ل) في الحروف و لماكان الظاهر طبق الباطن و الصورة مثال

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 155 *»

الحقيقة كانت البواطن مثل الظواهر فكان باطن الالف الذي هو الواحد اصلاً و اساً و اسطقساً لبواطن ساير الحروف لان الاثنين ليس الاّ الواحد مرتين و كذا الثلثة ثلث مرات فمادة الاعداد و صورها انما هو الواحد خاصة كما ان مادة الحروف و صورها كلها الالف القائم خاصة.

و الصوفية لمااطلعوا علي هذه الدقيقة و لم‏يعثروا علي انها مثال الظهور و التجلي للخلق بالخلق في مقامات الرسم و درجات الاسم زعموا فحكموا علي انها الحق و قالوا انه تعالي كالواحد في الاعداد و كالالف في الكلمات كماقال شاعرهم:

اينجا حلول كفر بود اتحاد هم   اين وحدت است ليك به تكرار آمده

و جعلوا الاية الهاً و الصورة اصلاً فكانوا كماقال الامام7 بدت قدرتك يا الهي و لم‏تبد هيئة فشبهوك و جعلوا بعض اياتك ارباباً يا الهي فمن ثم لم‏يعرفوك يا سيدي, و لو شاء الله مافعلوه فذرهم و مايفترون.

و لاتتوهم ان المقام الخامس من المقامات و العلامات التي جعلناها بهذا الاعتبار هي النقطة في قوله7 (و خ‌ل) انا النقطة تحت الباء هـ كذلك (كل خ‌ل) الاشياء فتكون الحقيقة المحمدية صلي الله عليهم في هذا المقام كل الاشياء فيرد علينا مااوردناه علي القول بان بسيط الحقيقة كل الاشياء لست اقول ذلك و انما اقول ان النقطة لماتحركت حدثت منها الالف التي هي تكررها و هي النفس الرحماني الاولي بفتح الفاء فتنزلت الالف الي الحروف العاليات المناسبة لتلك المقامات فانقسمت اليها ثم اجتمعت تلك الاحرف كلمة فكانت الكلمة التامة وعاء لمراتب النقطة الغير المنقسمة في الجهات الثلث و هو قوله تعالي حــم و هي النقطة و الكتاب المبين و هي الالف و النفس الرحماني انا انزلناه اي الالف في ليلة مباركة اي الكلمة التامة و التعبير عنها بالليلة اشارة الي الكثرة المستلزمة للسواد الذي اصله الليل فكل سواد من الليل كما ان كذلك كل بياض و ضياء من النهار فيها اي في الكلمة التامة يفرق يمتاز كل امر حكيم كل امام حكيم بعد امام حكيم كل حرف عال بعد حرف عال (آخر خ‌ل) و هذه المراتب كل واحد منها عين الاخر و هو قولهم: في مقام الجمع كلنا

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 156 *»

 محمد اولنا محمد اخرنا محمد اوسطنا محمد صلي الله عليهم اجمعين و هو الكلمة التامة الطيبة التي هي كالشجرة الطيبة التي اصلها ثابت و فرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين باذن ربها و هو قوله9 انا الشجرة و علي اصلها و فاطمة لقاحها و الائمة اغصانها الحديث.

الحاصل لك ان‏تقول ان النقطة هي كل الكلمة بهذا الاعتبار لكن لماتمت الكلمة ظهرت منها الدلالة و هي المقام الخامس من تلك المقامات فوقعت علي قلب المخاطب فقام المعني و تحقق المدلول و بهذا تعرف (نعرف خ‌ل) ان المعني بعد اللفظ (الزمان خ‌ل) في الزمان و ان كان قبله في الدهر فتنزل ذلك المعني الذي هو عبارة عن العقل الكلي و النور المحمدي9 الي مقام الرقايق من سنخه فتحقق البرزخ اي الرقيقة التي هي عبارة عن الروح الكلي اي النور الاصفر كما ان العقل هو النور الابيض و بياضه لكمال بساطته و عدم تحركه بالنسبة اليه في مقامه و رتبته و صفرة الروح من جهة الحرارة الحاصلة من حركة التنزل و رطوبته نفسه فكان العقل في مقام الروح حاراً رطباً و هو يقتضي لون الصفرة علي التحقيق و لماوصل في النزول الي هذا المقام تنزل الي مقام الصورة من ذلك السنخ التي هي عبارة عن النفس الكلية النور الاخضر و خضرتها من جهة اختلاط السواد الحاصلة من الكثرة مع الصفرة و هو يقتضي الخضرة فتنزل من ذلك المقام الي مقام الطبيعة اي النور الاحمر لاختلاط الصفرة مع البياض كالشنجرف المركب من الكبريت الاصفر و الزيبق الابيض فتنزل من ذلك المقام الي مقام الاجسام فلماتمت المراتب و الدرجات و كان من جهة قربها الي المبدأ الفياض في كمال النورانية انعكست عن كل مرتبة اشعة يناسبها فتكثرت اشعة العقل الكلي و الروح الكلي و النفس الكلية و الطبيعة الكلية فتكثرت الاشخاص و الافراد و الانواع و الاجناس و الكليات و الجزئيات و الذاتيات و العرضيات علي كثراتها و اختلافاتها و كلها اشعة و آثار من تلك المراتب و اختلافها من جهة اختلاف تلك ضرورة ان الشعاع يشابه المنير و هو قول مولينا اميرالمؤمنين علي محمد و عليه و زوجته و

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 157 *»

ابنائه الصلوة و السلام و روح (روحي و روح خ‌ل) العالمين فداهم حيث قال العرش مركب من اربعة انوار نور احمر منه احمرت الحمرة و نور اخضر منه اخضرت الخضرة و نور اصفر منه اصفرت الصفرة و نور (بيض خ‌ل) ابيض منه (نور ابيض ابيض منه خ‌ل) (ابيض خ‌ل) البياض و منه ضوء النهار و (منه خ‌ل) في رواية و منه ابيض البياض فالعرش عبارة عن مجموع الانوار الاربعة و هو العرش الثالث و محل استواء الرحمن برحمانيته فالنور الابيض عبارة عن الركن الايمن الاعلي انما اخره رعاية لمرتبة الصعود و هو العقل الاول الكلي و القلم و النور و الامر الذي به قامت السموات و الارضون و بياضه لماعرفت ممااسلفنا و النور الاصفر عبارة عن الركن الاسفل الايمن من العرش و هو الروح الكلي و الروح من امر ربي و الروح في قوله تعالي و نفخت فيه من روحي و صفرته لماعرفت و النور الاخضر اشارة الي الركن الاسفل الاعلي من العرش و النور الاحمر اشارة الي الركن الاسفل الايسر من العرش و قوله7 منه ابيض البياض و منه احمرت الحمرة و منه اصفرت الصفرة و منه اخضرت الخضرة اشارة الي انبعاث العقول الجزئية من العقل الكلي و الارواح الجزئية من الروح الكلي و النفوس الجزئية من النفس الكلية و الطبايع الجزئية من الطبيعة الكلية انبعاث الاشعة من المنير فالمنير اصل بالنسبة الي الانوار و مراتب المنير عاليها اصل بالنسبة الي سافلها فتذهب السلسلة حتي تتصل الي النقطة فهي اصل للكل و هي (فهي خ‌ل) اس التأسيسات و مادة المواد و هيولي الهيوليات و اسطقس الاسطقسات و الماء الذي به حيوة كل شي‏ء.

فبهذا الاعتبار يصح لك ان‏تقول انه كل الاشياء علي هذا المعني الذي بينت و شرحت و فصلت و اجملت و احكمت و اتقنت فافهم المراد و لاتظن بنا ظن السوء فتقول انا تبعنا اولئك الجماعة في قولهم بسيط الحقيقة (ببساطته خ‌ل) كل الاشياء لانقول بقولهم و لانتبع كلماتهم بل نقول كماقال سيدنا و مولينا علي بن محمد النقي الهادي علي جده و جدته و آبائه و ابنيه الصلوة و السلام ذكركم في الذاكرين و اسماؤكم في الاسماء و ارواحكم في الارواح و انفسكم في النفوس و آثاركم في الآثار و قبوركم في القبور الزيارة و كماقال

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 158 *»

اميرالمؤمنين7 انا الذات انا ذات الذوات انا الذات في الذوات للذات فاحفظه و عه و تحفظه (تحفظ خ‌ل) من الزلل هذا كله اذا اردنا بالنقطة هي الالف اللينية.

و اما اذا جعلناها الكلمة التامة فالمراد بالباء هو الالف القائمة كمادلت عليه الاخبار عن الائمة الاطهار عليهم سلام الله الملك الجبار و المحتجب هو الالف اللينية المشار اليها بالواو المطوية لفظاً و نقشاً في كن قال7 الباء بهاء الله و هو الالف و اعلم ان النقطة هي القطب فكل عال قطب لسافله فهو نقطة لوجوده و لذا اعتبرناها مرة الفاً قائمة و مرة لينية و مرة كلمة تامة و هي كماسبق مركبة من اربع مراتب السر و الظاهر من حيث هو ظاهر و الحق و سر السر و الظاهر و حق الحق و السر المستسر بالسر (و السر المستتر خ‌ل) و الباطن من حيث هو باطن و حق الحق و السر المقنع بالسر و الباطن و حق الحق و الرابع (الرابعة خ‌ل) هو النقطة الحقيقية الاصلية و هي ليست كل الحروف و الاّ يصح قول الضرار (ضرار خ‌ل) ان مشية الله تنكح و تشرب و تأكل نعم هي كل حروف نفسها فحدثت منها الالف بالانبساط فوجدت منها الحروف بالافتراق و الامتياز فاجتمعت في الكلمة التامة و هذه المراتب الاربعة هي المقامات و العلامات التي لا تعطيل لها في كل مكان قال الحجة المنتظر عجل الله فرجه و بمقاماتك و علاماتك التي لا تعطيل لها في كل مكان يعرفك بها من عرفك لا فرق بينك و بينها الاّ انهم عبادك و خلقك فتقها و رتقها بيدك بدؤها منك و عودها اليك اعضاد و اشهاد و مناة و اذواد و حفظة و رواد فبهم ملأت سماءك و ارضك حتي ظهر ان لا اله الاّ انت فافهم و اعرف ان النقطة في البسملة هي الاسم الذي استقر في ظله فلايخرج منه الي غيره و هو الاسم الاعظم و هو الذي لايعلمه الاّ الله و كل مراتب اسماء (اسماء الله خ‌ل) الاعظم في تمام الكلمة (الكلمة و ما ذكرنا خ‌ل) و لسنا بصدد بيان الكل و المقصود قدحصل و الحمدلله رب العالمين و السلام علي تابع الهدي.

[1] نقلت الصور في هذه الرسالة من النسخة المطبوعة القديمة.