11-11 جواهر الحکم المجلد الحادی عشر ـ رسالة في شرح حديث مروي في بسم الله ـ مقابله

رسالة فی شرح حدیث مروی فی بسم الله الرحمن الرحیم

 

من مصنفات السید الاجل الامجد المرحوم الحاج

سید کاظم بن السید قاسم الحسینی اعلی الله مقامه

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 162 *»

                                        بسم الله الرحمن الرحيم

في التوحيد روي الشيخ الصدوق عليه الرحمة باسناده عن ابي‌عبدالله عليه السلام في بسم الله الرحمن الرحيم قال عليه السلام الباء بهاء الله و السين سناء الله و الميم مجد الله و في رواية ملک الله.

اقول و انا الواثق بالله الغني ان هذا الحديث يشتمل علي جميع اسرار البسملة لايعرفها الا اهله و انا الفقير الحقير المعترف بالقصور و التقصير اعرف وجهاً منها و لو اردت اکتب ما اعرف من هذا الحديث الشريف بامداد مراد البحار و اقلام الاشجار في صفحات الارض و السماء لنفدت قبل ان ينفد بيان واحد منها الا اني اشير بالاجمال الي بعض منها.

فاعلم انه قد صح عندنا معاشر الشيعة ان الکتاب التدويني طبق الکتاب التکويني و الکتاب التدويني طبق السبع المثاني و السبع المثاني طبق العالم الثاني و العالم الثاني طبق العالم الاول فصح المطابقة بالادميين الثلاثة الادم الاکبر طبق جميع القرآن و الادم الاوسط المسمي بعبد الکريم عند القوم اهل هذه الصنعة و عندي المسمي بعبد الله لانه فارق الاضداد ازال الاغيار فشارک السبع الشريف لقوله تعالي اياک نعبد و طبق السبع المثاني و الادم الثالث اي المولود الانساني طبق العالم الثاني و لانتکلم في العالم الاول لانه اجل من ان يدرکه افهامنا و تعرفه عقولنا و اوهامنا و لان الناس لايتحملون و الائمة عليهم السلام امروا بکتمانه فصح بالدليل ان کلما في بسم الله الرحمن الرحيم علي الترتيب الذي في العالم و لماکان القرآن رمز و اشارة و تلويح و ايماء و نحن جهال لانعرف شيئاً الا بالبيان و لايعرف البيان الا العالم به عليه السلام فبين و لماکانت مراتب الانسان متفاوتة منهم من اهل التلويح و منهم من اهل الاشارة و منهم من اهل التصريح و العبارة و الاولين (الاولان ظ) يعرفان المراد من العبارة و الثالث لايعرف التلويح و لا الاشارة يجب عليه ان يراعي الضعيف و يعين الفقير و ليعلم کل اناس مشربهم و ينال کل احد مطلبهم و لماکان بدو العالم و اول الوجود العقل الکلي الذي هو العقل المحمدي صلي الله عليه و آله و جميع الموجودات انما وجدت به فينقسم العالم الي ثلاثة اقسام الجبروت و الملکوت و الملک.

قال عليه السلام في العالم الثاني الباء بهاء الله و البهاء هو الذي ابتدأ عليه السلام به دعاء السحر في الثاني شهر رمضان اللهم اني اسألک من بهائک بابهاه و کل بهائک بهي اللهم اني اسألک ببهائک کله و البهاء هو الضياء و هو الشمس قال تعالي هو الذي جعل الشمس ضياء و الشمس مظهر اسم الله النور و بها نورت الانوار و هو قوله تعالي الله نور السموات و الارض و انما اشار اليه بالباء الذي هو من عالم الشهادة في الحروف اشارة لکمال ظهوره و غاية بروزه لانه العرش الذي صارت العوالم غيباً فيه فهو اظهر من کل شيء لان کل شيء انما ظهر بظهوره و استنار بفاضل نوره فهو اظهر من کل ظاهر ايکون لغيرک من الظهور ما ليس لک حتي يکون هو المظهر لک متي غبت حتي يحتاج (تحتاج ظ) الي دليل تدل (يدل ظ) عليک و متي بعدت حتي تکون الآثار هي التي توصل اليک لکنه[1] اخفي من کل شيء لانه فوق الافهام و العقول و الاوهام لان کل شيء به خلق و هو الامر الذي اقام الله به السموات و الارضين و لهذا اشير اليه في الحمد بالهمزة التي من اقصي الحلق و اخفي الحروف و لهذه الاشارة وجه اخر سنذکرها ان شاء الله تعالي.

و السين سناء الله السناء هو نور الضياء و هو القمر المستنير من الشمس قال تعالي هو الذي جعل الشمس ضياء و القمر نوراً و القمر مظهر اسم الله المبين لانه به يستنين (يستبين ظ) الاشياء و هو يبينها باعطاء الحيوة لها فالوجود للشمس و الحيوة للقمر فالمادة لها و الصورة له و هو ما ذکرنا لک سابقاً ان الموجودات مادتها خلقت من نور محمد صلي الله عليه و آله و صورتها خلقت

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 163 *»

من نور علي قال صلي الله عليه و آله انا و علي ابوا هذه الامة فهو عليه السلام النور الذي به حيوة الوجود ظاهراً و باطناً قال تعالي او من کان ميتاً فاحييناه و جعلنا له نوراً اي نور الولاية لعلي بن ابي‌طالب اميرالمؤمنين و الطيبين من اولاده اذ لمن لم‌يکن له هذا النور لم‌يهتد الي الصراط المستقيم و لاتنفعه محبة النبي صلي الله عليه و ‌آله لانها لايجتمع مع بغض علي اميرالمؤمنين عليه السلام و کذا بالعکس و کذا قوله تعالي و من لم‌يجعل الله له نوراً فما له من نور اي اماماً هادياً و لذا سمي المنکرين للولاية الميت و قال اموات غير احياء و مايشعرون ايان يبعثون و قال ان الله يسمع من يشاء و ما انت بمسمع من في القبور و سماهم الظلمة و قال او کظلمات في بحر لجي و هو الاول و هو السر المقنع بالسر في مراتب التضاد يغشاه موج و هو الثاني و هو لعنه الله السر المستتر بالسر في هذه المرتبة من فوقه موج و هو الثالث لعنه الله و هو السر الباطن الظاهر في الکلمة السفلي و الشجرة الخبيثة المجتثة و هو تمام الجهل الکلي من فوقه سحاب و هو الرابع و لعنه الله بعدد ما في علمه و عذبه عذاباً يستغيث منه اهل النار و هو مرتبة الظاهر في تلک المراتب اللهم خص انت اول ظالم باللعن مني و ابدأ به اولاً ثم الثاني ثم الثالث ثم الرابع, ظلمات بعضها فوق بعض و هو بنوالعباس فوق بني‌امية اللهم العن يزيد بن معاوية خامساً و العن عبيدالله بن زياد و عمر بن سعد و شمراً و آل زياد و آل مروان الي يوم القيمة و العنهم لعناً وبيلاً و عذبهم عذاباً اليماً و بالجملة السناء و النور هو الامام اميرالمؤمنين و الطيبون من اولاده صلوات الله عليهم اجمعين و اعداؤهم هم الظلمة علي ما فهمت بالاشارة و اذا حصل لک الثبات في هذا المقام ينکشف لک سر الباطن علي وجه وفقک الله و ايانا لطاعة (للطاعة ظ) و التقوي بالنبي و آله ائمة الهدي.

و الميم مجد الله و في رواية ملک الله و هو الشيعة بجميع مراتبها السبعين کما ذکرنا و هم ظاهر الامام و ظهوره کالاشعة من الشمس و لهذا عبر عنهم بالملک و اشار الله سبحانه اليهم بالميم الذي هو من عالم الشهادة الظاهرة بالتفصيل لان لها من العدد اربعين و هو اشارة الي تمام القابليات و المقبولات

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 164 *»

لان الشخص الانساني له قلب المأخوذ من محدد الجهات و صدر المأخوذ من فلک الکرسي و عقل المأخوذ من فلک زحل و علم المأخوذ من فلک المشتري و وهم المأخوذ من فلک المريخ و وجود المأخوذ من فلک الشمس و خيال المأخوذ من فلک زهرة و فکر المأخوذ من فلک عطارد و حيوة المأخوذ من فلک القمر و جسم المأخوذ من الارض المرکب من العناصر الاربعة و کل من هذه العشرة له دورات اربع الاولي دورة العنصري و هو آخر مراتب نزولها و محل اجتماعها في يوم الجمعة الثانية دورة المعدنية و هو اجتماعها في مقام النطفة و في ذلک المقام کل الافلاک يدبرون النطفة کل بما له الثالثة دورة النباتية و هي مقام تکسي لحماً و لمادارت هذه القبضات هذه الدورات الثلاث تهيأت لتعلق النفس الحيوانيه عليها و ظهور هذه القبضات کل علي‌حدة و يسمي هذه المرتبة مرتبة القابلية و هي ثلاثون ليلة التي وعد الله موسي ان ينزل عليه التوراة. فاذا سمعت منا نقول رتبة القابليات نريد به هذا المعني و اللام في اکثر المواضع اشارة اليها.

الرابعة دورة الحيوانية وهي مقام الظهور و التفصيل و التمايز فيتمايز تدبير الافلاک مراتب الانسانية فيتعلق العرش بقلبه و الکرسي بصدره و فلک زحل بدماغه و هکذا ساير الافلاک و هذه هي رتبة المقبولات و هي العشرة الليالي التي اتم الله تعالي بها ميقات موسي قال تعالي و واعدنا موسي ثلثين ليلة و اتممناها بعشر فتم ميقات ربه اربعين ليلة و هي الميم في بسم الله الرحمن الرحيم التي اشار اليها الامام عليه السلام بانه ملک الله اي عالم الشهادة و انما اشار اليها بالميم بوجهين احدهما ان الميم هو حرف شفوي و هي من عالم الشهادة و الثاني للاشارة الي هذه المراتب و ان کانت في غيرها الا انها ليست بهذا التفصيل و الظهور و التمايز او قل ان الشيعة لها مراتب اربع الاولي مرتبة الملائکة المقربين و الثانية مرتبة الانبياء و المرسلين و الثالثة مرتبة المؤمنين الممتحنين و الرابعة مرتبة ضعفاء الشيعة العاصين الذين يشفعهم ائمتهم في القيمة و يخاطبون اي الکفار و المنافقين و يقولون توبيخاً لهم اهؤلاء الذين اقسمتم لاينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليکم و لا انتم تحزنون و

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 165 *»

لکل من هذه المراتب الاربعة ‌عشرة مراتب و اذا ضربت الاربعة‌ في العشرة يکون اربعين و هو قوي الميم فافهم و لاتکن من الغافلين.

فتم بهذه الثلاثة الاحرف جميع الوجود واقبال العقل و ادباره و صعوده في مراتب الاسماء و التکوين و کل ما يتعلق بالوجود لوجهين الوجه الاول يتعلق بالتأويل و سنذکره ان شاء الله تعالي في مقامه.

و الوجه الثاني يتعلق بهذا الباب فنقول ان الامام عليه السلام اشار الي اقبال العقل و ادباره بطريقين احدهما بالتلويح و هو بکل حرف حرف من هذه الاحرف الثلاثة في کل عالم من العوالم و بين اختلاف العوالم واختلاف المراتب و اختلاف مرتبة اشخاص القاعدين و النازلين و الصاعدين.

و ثانيهما و هو الاشارة بالمجموع الي نزول العقل الکلي و صعوده.

اما الاول فاعلم ان الامام عليه السلام قال ان الباء بهاء الله و قد ذکرنا ان البهاء هو الضياء و هو المنير لنص قوله تعالي هو الذي جعل الشمس ضياء و القمر نوراً و قد صح بالدليل العقلي و النقلي ان محمداً صلي الله عليه و آله هو المنير الکامل المستنير منه کل الاشياء و لاشک ان هذا المقام ليس مقام عقله صلي الله عليه و آله قبل الاقبال والادبار لانه قبله ليس منيراً لما تحته او ليس اذ ذاک مستنير حتي يکون منيراً فيجب ان يکون بعد الادبار فيجب ان‌يکون مجد الاقبال اذ لايصح ان يکون منيرا في مرتبة ‌المميت التي هي مرتبة التراب و ان کان منيرا بالنسبة اليها لکنه لايکفي في المقصد و يجب ان يکون صاعدا مرتبة الاسماء لانه صلي الله عليه و آله قد استنارت منه کل الاشياء و لاشک انه صلي الله عليه و آله يمد الاشياء باسم خاص له مثلا يمد الجماد باسم الله المميت و يمد النبات باسم الله الرازق و يمد الحيوان باسم الله المذل و يمد الحي باسم الله العطوف و يمد الملک باسم الله القوي و يمد الانسان باسم الله الجامع و يمد الماء باسم المعني (المغني ظ) و يمد الهواء باسم الحي و يمتد (يمد ظ) النار باسم القابض و يمد فلک القمر باسم المبين و يمد فلک عطارد باسم المحصي و يمد فلک الزهرة باسم

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 166 *»

المصور و يمد فلک الشمس باسم النور و يمد فلک المريخ باسم القاهر و يمد فلک المشتري باسم العليم و يمد فلک زحل باسم الرب و يمد فلک المنازل باسم المصور و يمد فلک البروج باسم غني الدهر و يمد فلک الکرسي باسم الشکور و يمد العرش باسم المحيط و يمد جسم الکل باسم الحکيم و يمد المثال باسم الظاهر و يمد المادة باسم الآخر و يمد الطبيعة باسم الباطن و يمد النفس باسم الباعث و يمد العقل باسم البديع و سيتحقق هذا المطلب ان شاء الله تعالي بالتفصيل التام فاثبت صعوده و نزوله في المراتب الاکوان و الاعيان و الاسماء و الصفات بقوله عليه السلام الباء بهاء الله بالحکمة و الموعظة الحسنة و المجادلة بالتي هي احسن و لولا الخوف من فرعون و ملأه لارخيت عنان القلم في هذا الميدان حتي يقطع الزمان و يسير في الدهر الي ان ينتهي الي السرمد لکن لا کل ما يعلم يقال و لا کل ما يقال حان وقته و لا کل ما حان وقته حضر اهله

به پيري رسيدم در اقصاي يونان

بدو گفتم اي آنکه با عقل و هوشي

در عالم چه بهتر بهر چيز گفتا

اگر راست پرسي خموشي خموشي

و لماکان العالم يدور علي هذه الثلاثة و کل منها له نسبة في نفسه و نسبة و ارتباط بغيره و يترتب علي کل منهما حکم سوي حکم الآخر اراد عليه السلام ان يبين کلا الحکمين فاشار بالبهاء في قوله الباء بهاء الي المقام المحمدي صلي الله عليه و آله اما مقامه اي مقام الثالث منه في نفسه قد ذکر لک مما يظهر من کلامه عليه السلام و اما نسبته الي غيره فله مقام العلية و لماسواه مقام المعلولية و له مقام المحيطية و لما سواه مقام المحاطية و له مقام الاولية و الاخرية الاول و الثاني يعرف من کونه صلي الله عليه و آله منيراً و غيره مستنيراً و لو کان منيراً فوق مقام محمد صلي الله عليه و آله يجب ان يقوله لانه اول الوجود و الباء في البسملة اشارة الي اول الوجود لصحة المقابلة و المطابقة فافهم و الثالث يعرف من الاشارة اليه بالباء لان الباء تدل علي ان مقام اولية (اوليته ظ) نفس اخريته

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 167 *»

کما سيجيء ان شاء الله تعالي و لمافرغ من بيان نسبتي النبي صلي الله عليه و آله اراد ان يبين الامام و کلا نسبتيه فقال السين سناء الله فاشار بالسين الي ان نسبته الي النبي صلي الله عليه و ‌آله کنسبة ‌الملکوت الي الجبروت لان له منزلة‌ القلم و له منزلة اللوح قال تعالي ن و القلم و ما يسطرون لان السين في وسط الحروف و اشرفها و اعلاها لتطابق زبرها و بيناتها و هي ملکوت الحروف و اشار بالسناء الي استنارته من النبي صلي الله عليه و اله کالقمر المستنير من الشمس قال عليه السلام انا من محمد کالضوء من الضوء و اشار بتأخره عن مقام الباء بلا فصل الي انه الخليفة بلافصل بعد رسول الله صلي الله عليه و اله يعني انه اسم الله الرحمن الذي هو تحت اسم الله و بتقدمه علي الميم التي هي اشارة الي جميع مراتب الوجود انه العلة علي الکل و هو نفس رسول الله صلي الله عليه و اله و له ولاية الحمد التي اعطاه اياها رسول الله صلي الله عليه و اله و هي والله الاشارة الي الکمال قوسي الصعود و النزول لان الشخص ما لم‌يکن کاملاً لم‌يکن مستکملاً و الکمال التام لايتحقق الا اذا سافر اربعة اسفار فتمکن اي بلغ مقام التمکين بعد رفع حجاب التلوين و هو قوسي الصعود و النزول و هي في الحقيقة خمسة اسفار:

الاول السفر من الحق الي الخلق للتکوين في کل بحسبه في الکلي کلي و الجزئي جزئي و هو اذا امر الله العقل بالادبار عنه الي الخلق و هو نزوله في هذه المراتب الکونية الي ان وصل مرتبة الجماد.

الثاني السفر من الخلق الي الحق و هو ايضا للتکوين و هو اذا امره الله تعالي بالاقبال اليه و ناداه بنداء اقبل و يصعد حتي يقطع المسافة الکونية و يأخذ في الاسماء علي التفصيل الذي يجيء ان شاء الله تعالي الي ان بلغ مقام البديع و اتصل الاول بالاخر فکان الاول نفس الاخر.

الثالث السفر في الحق بالحق و هو اذا تجاوز عن قاب قوسين و بلغ الي او ادني و فني فناء المحب في محبوبه و الطالب في مطلوبه.

الرابع السفر من الحق الي الخلق للتکميل و الهداية و الارشاد.

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 168 *»

از بشري رسته بود بار(باز ظ) براي بشر

تا به کمال آورد پايه نقصان گرفت

و الفرق بين هذا السفر و الاول ظاهر لانه للتکوين و هذا للتکميل و هو مقام البقاء و الصعود ار(کذا) هذين السفرين طويل.

الخامس السفر من (کذا) في الخلق بالحق للعصمة عن الخطاء و الزلل لانه عليه ان الناقصين (کذا) و يرشد الضالين و ينجي الهالکين و لو کان مثلهم لم‌يتصور ذلک و لذا يقولون:

ذات نايافته از هستي بخش

کي تواند که شود هستي‌بخش

و هذا معني قولهم ان الکامل المرشد يجب ان يقطع الاسفار و يصل الي محل القرار و ان کانوا لايعرفون المراد ولکنهم کماقال الشاعر:

قد يطرب القمري اسماعنا

و نحن لانفهم الحانه

فصح بالدليل ان الامام عليه السلام يجب ان يکون جامعاً لقوسي الصعودي و النزولي لانه المجيب للمضطر اذا دعاه و الکاشف للسوء عمن ناجاه و هو الولي و هو يحيي الموتي و هو علي کل شيء قدير فافهم و ثبت ثبتک الله بالقول الثابت و هداک الي صراط (الصراط ظ) المستقيم و في السين اشارة خفية الي ما ذکرنا من ان اسم محمد صلي الله عليه و آله هو الامام و له دورين کما يدل عليه قوي السين علي ما عرفت سابقاً فذکر هذا المطلب في هذه الکلمة مرتين مرة بالتلويح في تمام الکلمة و مرة بالاشارة لبعض و التصريح للاخر في البسم بناء علي تفاوت مراتب الادراک فافهم.

و لمافرغ الامام الصادق عليه السلام عن بيان مقام الامام و کلا نسبتيه بالتفصيل و الاجمال اراد ان ينبه علي مقام الشيعة فقال الميم ملک الله فاشار بالملک الي انها ظاهر الامام کالاشعة للشمس و انها الواسطة للوصول الي القري التي بارک الله فيها قال الامام الباقر علي جده و جدته و آبائه و عليه و ابنائه آلاف السلام في قوله تعالي و جعلنا بينهم و بين القري التي بارکنا فيها قري ظاهرة و

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 169 *»

 قدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي و اياما امنين قال عليه السلام نحن القري التي بارک الله فيها و القري الظاهرة شيعتنا و قال عليه السلام ان شيعتنا لتفضل منا کما تفضل الاشعة من الشمس فقد ذکر نسبتها الي ما فوقه و نسبتها الي ما تحتها فثبت ان الشيعة لابد لها من اکمال هذين القوسين و الا لم‌تکن هي القري الظاهرة لان القري الواقعة بين المکة (مكة ظ) و اليمن کلها معمورة الا ان صعودها و نزولها ليس کلياً بل جزئي و من اختلاف العبارات و الاشارات اشارة الي اختلاف اکمال هذين القوسين حتي ان الحجر لابد له من هذا الاکمال و الا لم‌يصل الي حد التکليف لان التکليف فرع ظهور العقل و ظهوره فرع نزوله کما سيأتي ان شاء الله تعالي لکن صعوده و نزوله ليس کصعود النبات و نزوله کذا صعود النبات و نزوله ليس کصعود الحيوان و نزوله و هو ليس مثل الانسان و هو ليس مثل الامام صلوات الله عليه و هو ليس مثل النبي صلي الله عليه و ‌آله و صعود النبي اول و صعود الامام ثاني انا من محمد کالضوء من الضوء و صعود الانبياء بالتبعية و صعود الانسان بالفاضل و الشعاع و صعود الحيوانات بفاضل الفاضل و شعاع الشعاع و هکذا الي ان ينتهي الوجود لاتنکر هذا الترتيب لان السراح (السراج ظ) الذي خلقه الله آية له و مثالاً لخلقه و فعله يکذبک ثبت و افهم و کل ذلک يعرف من ترتيب کلام الامام عليه السلام اذا فهمت تلويحات کلماتهم واشاراتها و تصريحاتها لاهل کل لغة بلسانهم و يناسبهم فانت اعلم الناس و افهمتهم (و افهمهم ظ) قال عليه السلام انتم افقه الناس ما عرفتم معني کلامنا.

لمافرغ الامام عليه السلام عن بيان ما يدل عليه لفظ البسملة من بيان مراتب الوجود و بدء ايجاده و منتهاه و الوسائط التي في الوجود لابطال الطفرة و اختلاف مراتب الموجود و تفاوت درجاتهم يعني ما يتعلق بخلق الذوات علي اختلافها کما فهمت مما اشرنا اليه لک ان کنت ذا بصر حديد اراد ان يذکر عليه السلام ما يتعلق بالصفات و ما يتعلق بالتکليفات من الواجبات و المندوبات و المحرمات و ما يترتب عليها من المثوبات و العقوبات و ان المکلفين العاصين

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 170 *»

علي قسمين قسم يصلح لهم الفضل و قسم لايصلح لهم ذلک بل لايحسن للحکيم ان ينعم عليهم بالتفضل و الرحمة المکتوبة فقال عليه السلام الله, الالف آلاء الله علي خلقه من النعيم بولايتنا و اللام الزام خلقه ولايتنا و الهاء هوان لمن خالف ولايتنا.

اقول و انا الواثق بالله ان في هذه الکلمة جميع اسرار بسم الله الرحمن الرحيم مما ذکر و مما لم‌يذکر و ذلک لان الامام عليه السلام لماقال الالف آلاء الله علي خلقه من النعيم بولايتنا اثبت کل ثابت ان نعمة الله التي انعم بها خلقه علي انحاء منها ايجاد ذاتهم و کونهم و وجوداتهم بعد ما لم‌يکونوا شيئاً مذکوراً في هذا المقام اثبت امور(اموراً ظ) من الوجود.

الاول الفعل الذي هو الولاية.

الثانية مراتب الفعل من المشية و الارادة و القدر و القضاء و الامضاء لان الشيء الموجود لابد له من وجود و هو ذکره الاول و المتعلق به المشية و لابد له من ماهية مؤکدة للوجود و مشية له و المتعلق بها الارادة و هي العزيمة علي ما يشاء و لابد له من حدود و هيئات و مقادير من الآجال و الارزاق و المشخصات الستة من الکم و الکيف و المتعلق به القدر و لابد له من ترکيب و تسوية المشار اليه بقوله تعالي في اي صورة ما شاء رکبک و المتعلق به القضاء و لابد له من اظهار و ابراز شروح (مشروح ظ) العلل مبين الاسباب و المتعلق به الامضاء.

الثالث الرکن الاسفل الايسر من العرش المرکب من الانوار الاربعة و هو الطبيعة و هي جهة فعل الشيء و ايجاده و هي آلة الملک للايجاد و الطبخ و الهضم و من هذه الجهة توهم بعضهم انها هي الملک الموکل بالاشياء و القيوم لها کالزنادقة (و ظ) کالدهرية و امثالهما.

الرابع جبرئيل و هو الملک الموکل بالخلق و الايجاد المستمد من النور الاحمر الرکن الرابع من العرش و تحته تسعون جنداً من الملائکة و تحت تلک الملائکة ملائکة لايحصي عددها الا الله.

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 171 *»

الخامس فلک الشمس وهي المدبرة للوجودات الثانية و المتعلقة بخلقها و ايجادها.

السادس کرة النار و هي الفاعلة الموجدة باذن الله تبارک و تعالي.

السابع ريح الدبور و ريح من طرف المشرق و الموکل عليه الدبور و هو ملک من الملائکة من جنود جبرئيل و لهذا قال عليه السلام نصرت بالصباء و هلکت عاد بالدبور مع قوم عاد اهلکهم الله بجبرئيل فافهم.

الثامن نطفة الرجل و طبعها طبع جبرئيل و هي الفاعلة الموجدة و نطفة المراة هي القابلة المصورة و بينهما برزخ و هو القاضي.

التاسع القوة الجاذبة في الانسان المرة الصفراء.

العاشر الوجود الثاني للشخص الانساني.

الحادي‌عشر الماء المقطر اولا من الشجرة النابتة في طور سيناء الشجرة الزيتونة التي ليست بشرقية و لا غربية بل هي علي سواء الجبل و هو الدهن الذي يضيء المصباح به و هو النار قال تعالي يوقد من شجرة مبارکة زيتونة لا شرقية و لا غربية يکاد زيتها يضيء و لو لم‌تمسسه نار نور علي نور يهدي الله لنوره من يشاء و يضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذکرون.

الثاني‌عشر الارض اي اليبوسة‌ المنحلة اي المادة اي العسل اي نطفة الرجل لما انعقدت بعد ما کانت کيلوسا کيموسا بعد ما ابيضت بالسقي و هو الذکر کثير الشهوة طالب الجامع لايکتفي بزوجة واحدة بل يريد اربع زوجات و لايکتفي بهن بل يطلب ست جواري و هو جد خبيث يدخل بابنته و لايبالي انها هل تصح في الشرع ام لا و هو الواحد الذي يغلب التسع من بنات البطارق سيغلب تسعا من بنات البطارق.

الثالث‌عشر الشيء الشيء الذي يشبه البرق اي احمره لان البرق هو المرکب من الاحمر و الاصفر و هو الفتي الشرقي و النقي (الفتي ظ) الکوشي و النار المحرقة و الشمس المشرقة و المرة و رنجار النماس الاخضر.

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 172 *»

الرابع‌عشر الطاووس و هو من الطيور الاربع الذي امر الله ابراهيم باخذهن.

الخامس عشر الياقوت من المعادن.

السادس‌عشر الحمرة من الالوان في الاعراض و امثال ذلک من الامور التي بذکرها يطول الکلام و اشرت الي بعضها ذلک ان تأخذه قاعدة تصرفها الي کلما شئت و کل ما ذکر من الامور المتعلقة بخلق الشيء و ايجاده و تکوينه فافهم فهمک الله من مکنون العلم و مخزون السر بالنبي و آله الطاهرين.

و منها هو الحيوة اي حيوة کل شيء من الموجودات فان حيوتهم غير ايجادهم و خلقهم و في هذا المقام يثبت امور.

الاول الارادة و هي الصبح الازل الذي هو اثر شمس الازل و هي المتعلقة بالصورة و حيوة کل شيء بها بالاجمال و الحيوة في الحقيقة هي العزيمة علي ما شاء لان الوجود بدون الماهية و الشيء بدون الحيوة لم‌يثبت و لم‌يتحقق.

الثاني هو النور المشرق من صبح الازل و هو الرکن الايمن و هو الروح الکلي الذي من فاضلها البراق و البقرة الصفراء قال عليه‌السلام ان البقرة خلقت من زعفران الجنة ومعلوم ان حيوة کل شيء بروحه.

الثالث اسرافيل صاحب النفخ و الصور و هو الملک الموکل بالحيوة و هو سبب البحث (البعث ظ) في يوم النشور و تحته من الجنود تسعون ملکاً کما لجبرئيل و تحت تلک الملائکة ملائکة لايحصي عددها الا الله تبارک و تعالي.

الرابع باطن فلک المريخ و فلک القمر ايضاً و هو المدبر للحيوان من جهة الحياة و الحياة الثانوية للاشياء به و منه و اليه.

الخامس کرة الهواء و هو المعني للاشياء اي الوجودات الثانية بتسخير المجدد و تقدير فلک القمر.

السادس ريح الجنوب و الجنوب ملک من جنود اسرافيل.

السابع نطفة المرأة علي وجه لان بها حيوة الولد.

الثامن القوة الهاضمة الکبد و الدم.

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 173 *»

التاسع الحيوة الثانوية للاشياء و الوجودات الثانية و اما الوجودات الاولية فحيوتها بصورها و ماهياتها.

العاشر الارض اي الجسد المأخوذ منه الروح و بملک الموت الذي وکل به و القالب الکثيف الملون بالوان الطواويس.

الحادي‌عشر الماء المقطر ثانياً مثلثاً مربعاً اي مسبعاً المنحل فيه نصف اليبوسة بنات البطارق و هي تسعة او عشرة و المجموع تسعة‌عشرة و هو مجموع حروف بسم الله الرحمن الرحيم.

الثاني‌عشر الماء ذو الوجهين زحل و مريخ کوکبا اميرالمؤمنين عليه السلام و هو يجري في الوجهين و هو ام موسي التي اوحي الله تعالي اليها ان ارضعيه فاذا خفت عليه من فرعون الثفل و جنوده و هو الکثافة و عدم النزاهة و النظافة فالقيه في اليم و هو المعروف عندهم و لاتخافي و لاتحزني انا رادوه اليک و جاعلوه من المرسلين فوفي الله سبحانه بوعده انه لايخلف الميعاد و اورثه الارض و مکنه فيها و اري فرعون و هامان و جنودهما ما کانوا يعملون و انزل عليه التوراة التي فيها نور و هدي يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام فافهم و کن به ضنيناً.

الثالث‌عشر الطيار و الفرار و الاسرب و الزاج و الفتاة الغربية و الريح مادة البلغم و ريح الصبا اشبه الاشياء بالثلج فافهم.

الرابع‌عشر الديک من الطيور الاربعة التي امر الله ابراهيم ان يأخذهن لما اراد من الله ان يريه احياء الموتي.

الخامس‌عشر الذهب من المعادن علي الاصح الاظهر و کون الشمس مربية له لاينافي ذلک فان الرطوبة من المکان فافهم.

السادس‌عشر الصفرة من الالوان و الاعراض.

السابع‌عشر البا و الواو و الياء و النون و السين و التاء و الضاد من الحروف اللفظية.

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 174 *»

الثامن‌عشر البديع و الحي و الباعث و المبين من الاسماء الحسني و هو الحروف الملفوظة لبسم الله الرحمن الرحيم و اذا اردت ان تعد يمکنک اکثر من هذا الا ان غيرها يدخل معها في الحکم و هو الجزئيات التي يتفرع علي هذا الحکم الکلي فافهم وفقک الله وايانا.

و منها هو الرزق لکل شيء لان الله سبحانه خلق الخلق و احياهم و لابد في الحکمة ان يرزقهم و هو ما به يتقوم الشيء و هو وجوده و باب فيض الله و جوده و هنا يثبت امور.

الاول الفعل الخاص بالشيء علي ما فهمت.

الثاني الدواة الاولي والمداد الاول و النفس الرحماني الثانوي و هو الوجود و مبدأ الخير و الجود و هو جهة الشيء من ربه الکريم الودود.

الثالث هو النور المشرق عن صبح الازل اللايح علي هياکل التوحيد آثاره و هو الرکن الايمن الاعلي من العرش و هو القلم و المداد الثاني و الدواة الثانية و النفس الرحماني الثالثي و عرش الرحماني و محل استواء السبحان و هو النقطة في بسم الله الرحمن الرحيم.

الرابع ميکائيل صاحب ارزاق الخلايق و سايقها الي ذويها قال تعالي و في السماء رزقکم و ما توعدون, ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين و تحته من الجنود تسعون جنداً من الملائکة کلها قائمة بامره صادرة عن حکمه و هو الحاکم عليهم باذن الله تبارک و تعالي و تقدس.

الخامس فلک الجوز من القمر و فيه ينبوع الرزق فافهم.

السادس کرة‌الماء قال تعالي و جعلنا من الماء کل شيء حي و الحيوة اعم مع ان الماء هو الاسم المحي لا الحي فافهم.

السابع ريح الصبا التي نصر بها رسول الله صلي الله عليه و اله و الصبا ملک تحت جنود ميکائيل.

الثامن دم الحيض فانه غذاء للطفل في بطن الام الي ان يخرج منها الي الدنيا و هو رزقه فيها.

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 175 *»

العاشر الارزاق الثانية للوجودات الثانية و هو الماکل و المشارب التي مکون تحت فلک القمر المرکب من الطامع الاربع.

الحادي‌عشر الجيم و الزاي و الکاف و السين و التاء و الثاء و الطاء من الحروف و طبعها يوافق ما ذکر من الامور المتقدمة و هو بارد رطب و هو الحروف المائية.

الثاني‌عشر الباعث و المعني و المبين في الاسماء الحسني و ميکائيل يفعل بهذه الاسامي الشريفة و يسوق الرزق الي مستحقه.

الثالث‌عشر الحمامة من الطيور الاربعة امر الله تعالي ابراهيم الخليل لاثبات معني الخلقة و تصديق وعده الذي وعد من احياء الموتي بقوله ان لي خليلا لو سألني احياء الموتي لاجبته و بيان انها له.

الرابع‌عشر الفضة من المعادن و هي تتکون بنظر فلک القمر و تدبيره ينفخ عليه بريح الصبا.

الخامس‌عشر البياض من الالوان و الاعراض و غيرها من الامور التي بذکرها يطول الکلام و لو کان لک بصر حديد تدبر في العالم و تري ما فيه من الامور المتعلقة بالرزق بصرک الله و ايانا لملاحظة ما کتب في الآفاق و الانفس من الايات العجيبات سبحانه و تعالي عما يشرکون.

و منها الممات لکل شيء قال الله تعالي الذي خلق الموت و الحيوة ليبلوکم ايکم احسن عملاً و هو في الدنيا و الاخرة اما في الدنيا فعلي انحاء منها موت جسمه و هو علي قسمين:

احدهما الجسم النامي النباتي کما للاشجار و النباتات و الحيوانات و هو عبارة عن نزح النامية النباتية عنه و هو اذا تخللت الآلات الجسمانية و هذا التخلل انما يحصل اذا قطع منها الماء الذي به حيوة الاشياء من الجسمانيات او قطع عنه الحرارة الباعثة للتعفين و النضج و الطبخ اي نظر الشمس و القمر و لهذا اذ انکسفت الشمس او انخسف القمر امر الشارع عليه السلام ان يصلي الناس للکسوف و الخسوف لانه حبس الحرارة عن العالم في وقت الاحتياج اليها و

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 176 *»

کذا البرودة کک و في هذا فساد الکلي في العالم السفلي فامر الشارع عليه السلام بالصلوة لان يجبر بها هذا الکسر العظيم فان الاعمال اقوي للامدادات من الشمس و القمر و لهذا اذا واظب الشخص بالاعمال الصالحة بقوي (يقوي ظ) جسمه اي بنيته و يطول عمره و للکلام هنا مجال واسع ينبغي الاعراض عنه هذا هو موت الاجسام النباتية فصح ان الموت طبعه بارد يابس فافهم.

و ثانيهما موت الاجسام الحيوانية کما للحيوانات بالمعني الاعم و هو عبارة عن مفارقة الروح الحيوانية عنها و هي تفارق اذا تخللت الآلات الجسمانية و هي انما تتخلل اذا تخلل الدم الاصفر الذي في تجاويف القلب الذي هو محل الروح الحيوانية الفلکية الحساسة و هو انما تخلل اذا فارقت الروح النامية و هي انما تفارق اذا تخللت الآلات الجسمانية و هي تفارق اذا قطع عنها مددها فصح بالبرهان ان الموت بارد يابس فافهم و منها موت نفسه و هو علي قسمين:

احدهما الجهل و ذلک لانه عدم العلم و هو علي قسمين بسيط و هو الذي يقابل العلم و هو الصورة الحاصلة من الشي‌ء في النفس او عندها و لاشک ان حيوتها بها فلو محيت الصورة و زالت لماتت بموت الصورة لان النفس هي عين تلک الصورة و هذا الجهل يقابل العلم تقابل عدم الملکة و مرکب و هو الذي يقابله تقابل تضاد و هو عدم العلم بعدم العلم و هذا هو الموت الاکبر و الهلاک الاعظم في هذا العالم ق و الشک و هو يقابل العلم الثابت الجازم المطابق للواقع في اعتقاد الشخص و الوهم و هو يقابل الراجح اي طرف المرجوح و السفطة و هي المعلومة المعروفة المذکورة في کتب القوم و لايحتاج الي بيان هنا لان الکتب مشحونة بذلک و انت اذا تأملت في محاوراتهم لاتجد سواها و کل ذلک موت لان حيوة النفس بضدها و من الموت التقليد لان طبعه طبعه لان العرفاء و المکلمين يشيرون اليه بالليل و بالظلمة کما في القرآن و الاحاديث و الظلمة معلومة ان لونها السواد و حصل الاتفاق لاهل هذا الفن ان البارد اليابس لونه

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 177 *»

السواد و ايضاً ان الظلمة هي ضد النور الذي هو الرحمة و طبعها حار رطب فطبعها بارد يابس و هو طبع الموت فافهم و لاحول و لاقوة الا بالله العلي العظيم.

و ثانيهما الموت الاعظم و الهلاک الاکبر و هو اذا کانت النفس امارة بالسوء و اليها الاشارة بقوله تعالي الهيکم التکاثر حتي زرتم المقابر و قال تعالي اموات غير احياء و مايشعرون ايان يبعثون و الوجوه کثيرة احدها ان الماهية هي الناظرة الي نفسها و تعبد الشمس من دون الله و النفس الامارة و زبرها و وجهها و جهتها رأسها منکوس الي الثري فاذا سخرت اليه و ما مکنت سلطان الوجود و العقل و غلبت علي جنوده اخرجت الملائکة و بقي الشخص بجميعه مظلماً و الظلمة هي الموت کما ان النور هي (هو ظ) الحيوة قال تعالي او من کان ميتاً فاحييناه و جعلنا له نوراً يمشي به في الناس کمن مثله في الظلمات اي الشهوات الجسمانية و المستلذات الطبعانية قال تعالي لهم قلوب لايفقهون بها و لهم اعين‌ لايبصرون بها و لهم آذان لايسمعون بها اولئک کالانعام بل هم اضل اولئک هم الخاسرون

مسلط آنگهي گردد تو را تخت سليماني

که خاتم را ز دست ديو نفس خويش بستاني

و هذا الحکم يجري ايضاً في النفس اللوامة و الملهمة الا ان فيهما من الحيوة بقدر سم الابرة بل اقل کما في الجمادات.

و اما النفس المطمئنة فهي اول الحيوة و اول نورانيتها فح لونها ازرق شديد الزرقة و هي التي بدؤها من الله و نفخت فيه من روحي و لااعلم ما في نفسک و عودها اليه يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الي ربک و هي الکلب المعلمة الذي يحل اکل ما يمسک عليک قل احل لکم الطيبات و ما علمتم من الجوارح مکلبين تعلموهن مما علمکم الله فکلوا مما امسکن عليکم و اذکره (و اذکروا ظ) اسم الله عليه و اتقوا الله ان الله سريع الحساب و هي الشرکة (المشرکة ظ) التي آمنت فيحل نکاحها و لاتنکحوا الشركات (المشرکات ظ) حتي يؤمن وهي بلقيس التي اسلمت مع سليمان العقل لله رب العالمين و

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 178 *»

قالت رب اني ظلمت نفسي و اسلمت مع سليمن لله رب العالمين و هي الارض المقدسة التي کان يأمر موسي العقل و الوجود الانوار الربانية ان تدخلوا فيها يا قوم ادخلوا الارض المقدسة التي کتب الله لکم و لاترتدوا علي ادبارکم فتنقلبوا خاسرين قالوا يا موسي ان فيها قوما جبارين و انا لن ندخلها ماداموا فيها فاذهب انت و ربک فقاتلا انا هيهنا قاعدون فارسل اليها رجلين يوشع بن نون وزير موسي و هو روح المتعلق بفلک المشتري او زحل و کالب بن يوحنا و هو روح (الروح ظ) المتعلق بفلک زحل او المشتري فطهرا تلک الارض قال رجلان من الذين يخافون انعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فاذا دخلتموهم (دخلتموه ظ) فانکم غالبون و علي الله فتوکلوا ان کنتم مؤمنين فتدخل عليها اي علي تلک الارض المقدسة هي النفس المطمئنة الانوار التشعشعة (المتشعشعة ظ) من فلک الکرسي و فلک البروج و فلک المنازل و فلک الاطلس علي ترتيب و تفصيل لايناسب في المقام ذکرها و هو الابيض الغربي اذا سقيتها به فلما تراکمت عليها الانوار و کثرت مزاوجتها و مجامعتها مع الابيض الغربي اقلها ثلاث مرات فتصير راضية بقضاء الله و قدره غير معترضة علي الله تعالي في حال من الاحوال دار من الامور فاذا کانت کک فيرضي الله سبحانه عنها فتکون مرضية فح لونها زبرجد يأكلون (کلون ظ) السماء بل يميل الي البياض کمال الميل الان فيه شيء من السواد و هو الحجاب الذي يتلألأ بخفق و لااعلم الا و قد قال انه زبرجد فاذا بلغت الي هذه المرتبة تصلح لدخول جنة الخواص المضافة الي الله سبحانه يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الي ربک راضية مرضية فادخلي في عبادي و ادخلي جنتي و هل (هي ظ) من الذي قال تعالي للشيطان ان عبادي ليس لک عليهم سلطان الا من اتبعک من الغاوين و في هذا المقام يتم السقيات الثلاث و خرجت ثلاث رهط من التسعة المفسدة في الارض تسعة رهط يفسدون في الارض و لايصلحون فلما طهرت الارض من هذه الثلاثة و لاول (الاول ظ) خرج بالسقي الاول في النفس المطمئنة و الثاني خرج بالسقي الثاني في النفس الراضية و الثالث خرج بالسقي الثالث في النفس المرضية فتم ايضاً الدورات الثلاث دورة القابليات الدورة

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 179 *»

المعدنية و الدورة‌ النباتية و الدورة الانسانية و بقيت الستة المفسدة و التساقي الستة و الدورة الرابعة فاذا خرجت الستة بالتساقي الستة و دارت الرابعة دورة تامة تمت الکرة فدارت بالوضع علي الاستقامة علي جهة بدئها و هو التوالي و هناک تکون النفس کاملة و في هذا المقام کمال الحياة للنفس و قد ذبح موتها بصورة کبش املح فلاتموت ان شاء الله تعالي و ح تشابه السبع الشداد خلق الانسان ذا نفس ناطقة ان زکاها بالعلم و العمل فقد شابهت جواهر اوايل عللها و اذا فارقت الاضداد اي تسعة رهط يفسدون في الارض و لايصلحون فقد شارک بها السبع الشداد يؤثر في العالم السفلي کتأثيرها و هي الحياة الابدية الباقية الدائمة و هي الجبال العشرة التي جعل ابراهيم علي کل جبل جزءاً من الحمامة و جزءاً من الديک و جزءاً من الطاووس و جزءاً من الغراب فدعهن فاتينه سعيا فعلم ان الله علي کل شيء قدير و هذا کيفية موت النفس و حياتها ذکرتها بالاجمال.

و اما الموت الاول فقد عرفته فاعلم ان حيوتها اذا سلب ضده مثلا اذا ذهب الجهل يحيا العلم و اذا ذهب الشک يجيء اليقين و اذا ذهب الوهم يجيء الظن و القطع و اذا ذهبت السفطة (السفسطة ظ) يجيء الانصاف و اذا ذهب التقليد يجيء الاجتهاد و في کل ذلک حياة النفس فافهم و اشرب عذباً صافياً هناک الله ان شاء الله تعالي.

و منها موت عقله و هو قسمين لان العقل عقلان قال الامام اميرالمؤمنين علي بن ابي‌طالب روحي فداه و صلوات الله علي محمد و عليه و زوجته و بنيه الطيبين الطاهرين:

رأيت العقل عقلين

فمطبوع و مسموع

فلاينفع مسموع

اذا لم‌يک مطبوع

کما لاتنفع الشمس

و ضوء العين ممنوع

و العقل المسموع هو الذي يسمونه بالاکتسابي و هو ما يحصل باعتبار الکسب علي اختلاف مراتبه و المطبوع اختلف العلماء فيه لکن الکلام الجامع هو ان

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 180 *»

نقول انه هو التميز الذي يصير صاحبه مکلفاً و مثاباً و معاقباً و به يعرف الحسن و القبح و يتميز بينهما و الجيد و الردي و امثال ذلک و هذا التعريف هو التعريف الجامع لکل ما قالوا و انت اذا اردت الاطلاع علي الاقوال فانظر في رسالة سيدي و سندي و في کل الامور معتمدي استادي و من به في کل حق استنادي التي کتبها في حقيقة العقل و معرفة الحلول و الاتحاد و استخراج کل ذلک من قوله تعالي الم و العقل المسموع هو ظهور العقل المطبوع بعد ما کان مخفياً و شهوده و بروزه بعد ما کان بالقوة لان الشيء لايعرف ما لم‌يکن فيه فافهم.

و مراتب العقل المطبوع متفاوتة مرتبة.

اولها العقل الهيولاني.

و ثانيها العقل بالملکة.

و ثالثها العقل بالمستفاد و هذه الثلاثة تجري فيها کلما قلنا في النفوس من الدورات الثلاث المعدنية و النباتية و الحيوانية و من التساقي الثلاث و من خروج الثلاثة المفسدة.

و رابعها العقل بالفعل و اتمام التساقي الست و الدورة الرابعة و خروج التسعة المفسدة و هناک محل القرار و محل السجدة لله الواحد القهار لانه ملک الشرق و الغرب قال اميرالمؤمنين عليه السلام:

خذ الطيار و الطلقا

و شيئاً يشبه البرقا

اذا مزجته سحقاً

ملکت الغرب و الشرقا

فافهم فانه من غوامض اسرار اهل البيت مما وصل الي الخواص من اهل الباطن لانه اخت النبوة و عمقه (عصمة ظ) المروة.

احدهما موت العقل السمعاني و هو يحصل اذا تخللت آلاته اي الاکتساب اي کسب کان من الخياطة و الصباغة و العلم و المعرفة و الکمال و طلب الکمال او بالاعمال الصالحات و الرياضات و فعل الواجبات و المندوبات و ترک المکروهات و المحرمات و التضرع الي الله سبحانه و البکاء من خشيته في الخلوات و مواظبة‌ الصلوات و امثالها من العبادات او بالاکل مثل اکل اللبن و

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 181 *»

اللبن و العسل و اليمو (كذا) و السمن و القرنفل و اهـ (کذا) و الحلويات و التمر و الاشياء الدسومة و امثالها مما يجفف الرطوبات و يقوي القلب و الحرارة الغريزية و لهذا قال النبي صلي الله عليه و آله المؤمنون حلويون و يعني بهذا المؤمن قال الامام الباقر عليه السلام الناس کلهم بهائم الا المؤمن و المؤمن قليل و المؤمن قليل او بالمعالجات کالحجامة علي القفا قال النبي صلي الله عليه و اله لماعرج بي الي السماء و وصلت الي سماء (السماء‌ظ) السابعة ما لاقيت ملکاً في ذلک (تلك‌ظ) السماء الا و وصاني ان آمر امتي بالحجامة علي القفا و بيان ذلک ان سماء (السماء‌ظ) السابعة هي فلک زحل و هو مدبر في العقول الجزئية و مؤثر فيها و العقول الجزئية في الوجود الثاني انما هي بنظره و الملائکة التي فيه هي المدبرات و کلها تحت الملک الکلي الذي هو موکل علي تمام الفلک و روحه و کل تلک الملائکة الکلي و جنوده مأمورون من الله سبحانه لاصلاح عقول الناس و لهذا وصوا النبي صلي الله عليه و اله بالحجامة لاخراج الدم و هو رطب لان الرطوبة اذا کثرت يضعف العقل لان العقل الغالب فيه اليبوسة انما وصوا بالحجامة دون الفصد لان بالفصد يخرج الدم من الظاهر و القشر بخلاف الحجامة فان الدم يخرج بها من کل الشخص و جميع عروقه و اعصابه و انما قالوا بما علي القفا لانهم بصدد اصلاح العقل و هو حملة الدماغ و امثالها من المعالجات او بالاذکار او بغير ذلک من الامور التي بها يزداد العقل و موت هذا العقل يتخلل (بتخلل )هذه آلالات الجسمانية.

و ثانيهما موت العقل الطبعاني بجميع مراتبه و اقسامه من العقل الهيولاني و العقل بالملکة و العقل بالفعل و العقل بالمستفاد و بيان حقيقة موت کل من هذه المراتب لايمکن الآن لتعجيل السفر و للتطويل و سيجيء ان شاء الله تعالي في مقامه الا اني اقول لک کلاماً مجملاً اذا عرفته عرفت موت جميع هذه المراتب.

فاقول و لاحول و لاقوة الا بالله العلي العظيم ان العقل هو النور الالهي و هو شيء واحد بسيط لا اختلاف فيه و لا تعدد و هو العقل الکلي للشخص

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 182 *»

الکلي و هو المقصود بالذات في الايجاد و هو الذي خلقه لاجله و قربه اليه و شرفه و کرمه ولکن لما کان کاملاً و منيراً بالذات فيکون له ظهورات و انوار و اشعة و رؤوس و وجوه يظهر اذا وجدت قابلية‌الظهور فاذا وجدت يظهر هذا النور العظيم فيها حسب ما هي عليه فاذا لم‌توجد لم‌تظهر ابداً کالشمس فانه مهما لم‌يوجد جسم کثيف لم‌يظهر نورها فمهما وجد يظهر فيه حسب ما هو عليه لا حسب ما هي عليه فتري في المرآة مثالها و ما تري في غيرها مع ان ظهورها واحد و امرها واحد و ما امرنا الا واحدة کلمح البصر فاذا ارتفعت القابلية ارتفع النور و يعود الي اصله هذا مثال العقول الجزئية فانها مثال العقل الکلي و ظهوره فيها و هو انما يظهر في الدماغ و هو محله فاذا اختل الدماغ اختل الظهور رأساً او يختل حسب اختلال الدماغ کالمجانين و المرضي و الاطفال و اذا اعوج الظهور فيکون نکراء و شيطنة کما انک اذا نظرت في المرآة السوداء تري وجهک اسود و زرقاء تري وجهک ازرق و حمراء تراه احمر و عوجاء تراه معوجاً مع انک انت ماتغيرت عن حالتک الاصلية و ماعرض لک نقص من هذه التغييرات و التبدلات هذا مثال العقلي الکلي (العقل الکلي ظ) و اختلاف مراتب ظهوراته يکون في قابليته ما عبد به الرحمن و اکتسب به الجنان و في قابلية النکراء و الشيطنة و اما مثال مراتبه الاربع العقل الهيولاني اهـ فاعلم ان القابلية کلما کانت اصفي کان ظهور النور فيها اشد فاذا اردت کثرة النور صف القابلية فيزداد حسب صفاء القابلية مثلاً الحجرة اذا اشرق عليها الشمس توجد النور فيها و هو مثال العقل بالملکة هذا مثال العقل الهيولاني و اذا اذبتها و صفيتها و ازلت اوساخها تکون زجاجة کأنها کوکب دري و اذا اذبتها و صفيتها و ازلت اوساخها تکون بلوراً يظهر النور فيه اشد و اکثر مما في الزجاجة بحيث يحترق الشيء اذا وضع عليه حين اشراق الشمس عليه و هذا مثال العقل بالمستفاد و اذا صفيت البلور و ازلت اوساخه يکون الماسا و يظهر النور فيه اشد و اکثر مما في الزجاجة و البلور و هذا مثال العقل بالفعل فافهم و اجعله قاعدة کلية ينفتح منه الف باب و موت کل مرتبة من المراتب هو فقدان محله المتعلق بها.

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 183 *»

فاذا عرفت حقيقة‌ الموت و ماهيته و اقسامه و مراتبه فاعلم انه يثبت في هذا المقام امور کما في الخلق و الحيوة و الرزق.

الاول الفعل الخاص المتعلق بالشيء الخاص لانه لما ذکر الموت يذکر الفعل بالکناية لان الموت لايتحقق الا بفعل من الله سبحانه قال تعالي هو الذي خلق الموت و لايکون خالقاً الا بالخلق فتباً لاقوام يقولون ان الموت امر اعتباري لايقبل الجعل و الايجاد لانه عدم الحيوة و هو فقدان.

الثاني النور المشرق عن صبح الازل و هو الرکن الايسر الاعلي من العرش الذي استوي عليه الرحمن برحمانيته فاعطي کل ذي حق حقه و ساق الي کل مخلوق رزقه النور الاخضر الذي منه اخضرت الخضرة اللوح الاخضر الذي عزرايئل ينظر فيه و فيه اسماء جميع الموجودات فاذا محي اسم شخص من ذلک اللوح يقبض روحه الشجرة التي تحتها مقام عزرائيل فاذا سقطت ورقة من تلک الشجرة و وقعت علي کل اي اسم من اسماء المکتوبة في اللوح يقبض روح صاحبه.

الثالث عزرائيل الموکل بموت الخلايق قل يتوفيکم ملک الموت الذي وکل بکم في کل عالم بحسبه و تحته تسعون ملکاً من الملائکة قائمون بامره و لايعصون الله ما امروا من اطاعة عزرائيل في کل ما يقول و يفعلون ما يؤمرون من قبض الارواح في عالم الاجسام و الاشباح بل في الارواح فافهم.

الرابع ظاهر فلک زحل لان ظاهره العذاب و هو ريش الغراب فاذا ازلته فاعلم انه هو العقاب فباطنه فيه الرحمة و ظاهره من قبله العذاب و لذا کان نجم اميرالمؤمنين علي اخيه و عليه و ابنائه صلوات المصلين.

الخامس کرة التراب لانها مظهر اسم الله المميت و فيها نعيدکم.

السادس ريح الشمال و طبعه طبع الموت لانه بارد يابس.

السابع التربة التي يقبضها الملک باذن الله تبارک و تعالي و يمزجها مع نطفة الرجل و نطفة المرأة لکونهما متضادتين لان نطفة الرجل حارة يابسة و نطفة المرأة باردة رطبة و التراب بارد يابس فتناسب نطفة‌ الرجل بيبوسته و

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 184 *»

تناسب نطفة المرأة ببرودته فيصح الامتزاج و هذا يسمونها بالقاضي و يقولون في رموزهم فجاء القاضي و اشار اليهما بالتراخي و امثال ذلک.

الثامن الاموات الثانوية الجسمانية الحاصلة من نزع الروح النامية النباتية و الروح الفلکية الحساسة الحيوانية.

التاسع الاموات الاولية الروحانية و هو علي انحاء منها موت الوجود و هو اذا غلبت عليه الماهية فلما غلبت عليه و ارادت قتله امر الله الملک باسم الله القابض ان ينزع الوجود الا بقدر الامساک منها موت الماهية و هو اذا غلب عليها الوجود و قتلها و لايبقي لها اثرا و انما قلنا في الوجود انه يقتل الماهية و قلنا في الماهية انها لاتقتل الوجود لان الوجود هو النور و هو الشيء الثابت الشجرة الطيبة التي اصلها ثابت و فرعها في السماء و الماهية هي الظلمة و هي العدم الشجرة‌ الخبيثة المجتثة من فوق الارض ما لها قرار و النور اذا کثر و استولي يضمحل الظلمة و يزيلها و هو معني قتلها و اما الظلمة اذا تراکمت و کثرت لاتزيل النور و لاتضمحله لانها ظلمة و قوام وجودها به و مارأي احد تسلط الظل علي الشاخص نعم اذا جاءت الظلمة في موضع يذهب النور في موضع اخر لبطلان اجتماع النور و الظل اي الظلمة في صقع واحد کما لايخفي منها موت العقل و النفس و الطبيعة علي ماديت (کذا) بمراتبها و اقسامها منها موت المادة و هي تموت اذا ماتت الصورة و کذا الصورة تموت اذا ماتت الهيولاء و کلاهما تموتان اذا حصل المفارقة بينهما و لاموت اعظم من موت الفراق،

يقولون ان الموت صعب و انما

مفارقة الاحباب و الله اصعب

لعن الله من فرق بينهما لعناً وبيلاً و عذبهم عذاباً اليماً ليستغيث منه اهل النار و ان کانت المادة الموجودة لاتفارق عن الصورة کک و کذا الصورة لاتفارق عنها کذلک آه آه،

و في النفس لبانات

اذا ضاق لها صدري

نکت الارض بالکف

و ابديت لها سري

فمهما تنبت الارض

فذاک النبت من بذري

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 185 *»

العاشر الاموات الاخروية و يدخل فيها احکام البرزخية اعلم ان الجسد جسدان جسد عنصري و هو الذي عرفت حکمه و جسد عنصري لکن لا من عناصر الدنيا بل من عناصر البرزخ و هو عالم هورقليا الغائبة في ليب (کذا) هذه العناصر و غيبها و کانت جنة آدم من ذلک العالم و هذا الجسد اذا مات الانسان يبقي في القبر مستديراً اي متکسراً و انما کسره يصوغه صيغة لايحتمل الکسر و انما الانسان خلق للبقاء لا للفناء و هذا الکسر هو ازالة اوساخه و اذهاب کثافاته لانه لماتنزل الي هذا العالم اي الدنيا باذن الله تعالي تکثف لاجل ظهوره فيها و لمناسبة بها ليقنع فيها و ليکون عالماً بما لم‌يعلم و بصيراً بما لم‌يبصر قال ابن سينا في قصيدة له:

هبطت اليک من المحل الارفع

ورقاء ذات تعزز و تمنع

الي ان قال:

ان کان اهبطه الاله لحکمة

طويت علي الفطن اللبيب الالمعي

لتکون عالمة بما لم‌يعلم

و تکون سامعة بما لم‌يسمع

و لمااراد الله سبحانه ان يرجعه الي عالمه و يعيده الي مرکزه کسره في الطين لتطهيره و اذهاب اوساخه لطفاً لله سبحانه عليه انه لطيف بالعباد رحيم عليهم في يوم المعاد و کان بالمؤمنين رحيماً و قال الذهب المغشوش اذا اردت تصفيته و تزکيته تذيبه في الآلة و تميته حتي يذهب جميع اوساخه و جميع ما ليس منه و يحصل لک هذا اذا وضعته في التراب و مضت عليه الدهور و الازمنة و الاعوام يصفي صفاء ما يوجد مثله و هذا معني موت الجسد الاصلي الطينة التي خلق منها الشيء و ليس کموت الجسد العنصري الظاهري القشري لانه وسخ يذهب و يعود کل جزء الي کله و اما هذا الجسد الاصلي فيبقي في القبر مستديراً و يصفو الي نفخ الصور فاذا نفخ في الصور نفخة الصعق تعلقت الارواح بهذه الاجساد فتحشر في القيمة.

و اما جسمه المثالي البرزخي فله حکمين (حکمان ظ) لان الناس علي ثلاثة‌اقسام المؤمن العارف و الکافر العارف و المؤمن الجاهل و الکافر الجاهل

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 186 *»

فالاولان يدخلان مع قواليبهم المثالية في جنة البرزخ و هو جنة هورقليا التي في طرف المغرب و نار البرزخ البرهوت التي في طرف المشرق و اما الجاهلون فهم في قبورهم لايخرجون فان کانوا اقروا بالولاية الظاهرة يخد له خداً يصل اليه الروح في قبره و بالعکس بالعکس فاذا جاء يوم القيمة يحشرون و يسألون اما الي الجنة او الي النار و اما هذا الخد فلجزاء اعمالهم الصورية الظاهرية ان الله لايضيع عمل عامل منکم من ذکر و هم الشيعة و انثي و هم الاعداء ان يدعون من دونه الا اناثاً و ان يدعون الا شيطاناً مريداً لعنه الله و الکلام في هذا المقام طويل الذيل و الامساک احسن فالارواح في قوالبهم المثالية ساهرة لاتنام تنعمون او تعذبون الي ان تنفخ (ينفخ ظ) اسرافيل في الصور نفخة الجذب فينابون يعني يموتون يعني يذهب شعورهم و احساسهم و ادراکهم ما تتفکک الاجزاء و الارتباطات و هذا کسر ثاني اي موت ثاني و انما کان هذا الکسر لاخراج جسم الاخرة و هذا کما عرفت في جسد الآخرة حرفاً بحرف فاذا ذهبت الاوساخ و زالت الکثافات و طهرت الاراضي المقدسة امر الله ميکائيل ان ينزل المطر من بحر الصاد و هو بحر تحت العرش و فيه رايحة المني فانزل ميکائيل ذلک الماء بجنوده التسعين و ذلک الماء من ذلک البحر الي الارض ثم امر جبرئيل ان يجمع الاجزاء المتناسبة المؤتلفة المختلفة المتفرقة ثم ينفخ عليه بريح الدبور الي ان يقر الاجزاء جسداً تاماً مثل الاول بعد الطبخ و التعفنات الکثيرة او ليس الذي خلق السموات و الارض بقادر علي ان يخلق مثلهم بلي و هو الخلاق العليم انما امره اذا اراد شيئاً ان يقول له کن فيکون فسبحان الذي بيده ملکوت کل شيء و اليه ترجعون و لما تمت الاجساد کل في قبره و مکانه و مرتبته امر الله سبحانه اسرافيل بنفخ الصور فاذا نفخ في الصور فاذا هم قيام ينظرون فالارواح يرتبط بعضها ببعض و يحصل لهم بالشعور و الادراک و التميز اکثر و اعلي و اشد من الاول بسبعين مرتبة فتعلق باجسادهم و اجسامهم فيحشر في القيمة للحساب و هذا هو الصوغ الثاني و هذا صوغ لايحتمل الکسر ابداً الحمدلله رب العالمين فيدخل اهل الجنة الجنة بفضله و کرمه و اهل النار النار

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 187 *»

بعدله و رحمته الواسعة التي هي مقتضي عمله اي الشخص فينادون يا اهل الجنة لکم الخلود ابداً و يا اهل النار لکم الخلود ابدا فانقطع الموت فلا موت و لا کسر الا الموت الاعظم و الهلاک الاکبر استجير بالله منه اللهم ان ادخلتني النار ففي ذلک سرور عدوک و ان ادخلتني الجنة ففي ذلک سرور نبيک صلي الله عليه و آله و انا و الله اعلم ان سرور نبيک احب اليک من سرور عدوک فاغثنا و اجرنا يا مجير هذا مجمل الکلام في تفاصيل مراتب الموت في الدنيا و الآخرة و لقد اختصرت العبارة و اقتصرت علي الاشارة لان المزکي (الذكي ظ) يدرک بنظر واحد ما لايدرک البليد بالف شاهد.

الحادي‌عشر الاسم المميت و الباطن.

الثاني‌عشر الاراضي کلها من حيث الارضية کالثقل الحاصل من يقطر الشجرة ‌الطورية ثم من تصفية المقطر ثم من يقطر المقطر الي ان انحلت نصف اليبوسة و کل ذلک ارض ينزع منها الروح ثم يعيد اليها و رجع منها فتموت فيها ثم تحيي و هکذا الي آخر العمل منها خلقناکم و فيها نعيدکم و منها نخرجکم تارة اخري و هي مظهر اسم الله المميت.

الثالث‌عشر القاضي و هي الله نفخة و هي التي يموت و الملک بين نطفة الرجل و هو الاحمر الشرقي و نطفة المراة و هي الابيض الغربي.

الرابع‌عشر الارض المقدسة التي کتب الله لکم و لاترتدوا علي ادبارکم فتنقلبوا خاسرين قالوا يا موسي ان فيها قوماً خاسرين و انا لن‌ندخلها ابداً ما داموا فاذهب انت و ربک فقاتلا انا هاهنا قاعدون قال رجلان من الذين يخافون انعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فاذا دخلتموهم (دخلتموه ظ) فانکم غالبون و علي الله فتوکلوا ان کنتم مؤمنين فافهم.

الخامس‌عشر الغراب من الطيور الاربعة التي امر الله ابراهيم باخذهن لکن اذا ازلت ريشها فقد فزت فوزاً عظيماً بالله عليک لاتنسي الفقراء و المساکين و احسن اليهم کما احسن الله اليک و لاتتبع الفساد في الارض انه لايحب المفسدين.

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 188 *»

السادس‌عشر السود من الالوان لاتفاق اهل الفن بان کل اسود لابد ان‌يکون باردا يابسا و هو طبع الموت.

السابع‌عشر السرب من المعادن.

الثامن‌عشر المرة السوداء في الانسان بالجزئي و هذه هي الامور المتعلقة بالموت يعني کلياتها و اما جزئياتها فلاتنحصر تحت علمنا و لاتنضبط في عدنا و انما يحصرها محصيها اي خالقها و هذه الکليات هي مجموع بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين و الصلوة و السلام علي محمد و آله الطيبين الطاهرين و لاحول و لاقوة الا بالله العلي العظيم.

و اذا عرفت هذا القدر من الکلام فاعلم ان کل ذلک من النعم التي انعم الله تعالي بها العباد بولاية آل محمد صلوات الله عليهم و قد قال الله تعالي في مقام الامتنان علي خلقه بالنعم و الاحسان هو الذي خلقکم ثم رزقکم ثم يحييکم و هذه المراتب الاربعة هي تمام الوجود و هي مجموعها الاسم الاکبر الاعظم الاجل و کل مرتبة منها رکن من ارکانه کما سيجيء ان شاء الله تعالي في الموقف الثاني من الموقف الثاني من مواقف المنزل الاول من منازل الاسفار الاربعة في تأويل بسم الله الرحمن الرحيم و العباد المنعم عليهم علي قسمين عام و خاص.

اما العام و هو ان تريدبالعبد کل جزء من اجزاء العالم و کل فرد من افراده اذ في کل ذرة من ذرات الوجود تمام ما في الکل فکلما في الکل فاعلم انه في الجزء بالتفصيل الذي فيه اذا لم‌تلاحظ الجزئية قال الشاعر و نعما قال:

کل شيء فيه معني کل شيء

فتفطن و اصرف الذهن الي

کثرة لاتتناهي عدداً

قد طوتها وحدة الواحد طي

فکل فرد من افراد العالم و جزء من اجزائه عبد خالص لله تعالي العبادة و مقر له بالوحدانية و الالوهية و معترف لنبيه صلي الله عليه و آله بالرسالة و النبوة و لاميرالمؤمنين بالولاية و الامامة و هي المأخوذة لهم في يوم الميثاق حين سألهم لما سألوه ان سألهم الست بربکم و محمد نبيکم و اميرالمؤمنين امامکم

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 189 *»

 فاجابوا و قالوا بلي انت ربنا و محمد نبينا و علي ولينا منهم من قال و صدق بلسان الحال و منهم من قال و صدق بلسان القال و منهم من صدق بلسان الحال و المقال اولئک هم المؤمنون حقاً لهم درجات عند ربهم و مغفرة و اجر عظيم و اعد الله لهم جنات جنة الوجود و جنة العقل و جنة النفس و جنان الخمس الحواس الظاهرة و الباطنة و جنة الجسم و لکل هذه المراتب نار و باب من الجحيم الا جنة الوجود و جنة العقل اذ لهما باب من الحميم و لايعودون الي ما تلک البلدة اليها و لذا کانت ابواب الجنان ثمانية و ابواب النيران سبعة تجري من تحتها الانهار اي انحاء العلوم و المعارف و الکمالات العقلانية و النفسانية و البرزخية و الجسمية في العوالم الثلاثة يحلون فيها اساور من ذهب اي يفاض عليهم من العلوم اعظمها و اشرفها و اکرمها و اقدمها و اعلاها و اقواها علم المحبة و علم السکر و المودة الذي قال الامام الصادق علي جده و آبائه و عليه و ابنائه السلام في مصباح الشريعة اذ راح (هاج ظ) ريح المحبة في الفؤاد استأنس في ظلال المحبوب و هذا الاستيناس بينه الامام عليه السلام بقوله کشف سبحات الجلال من غير اشارة و محو الموهوم و صحو المعلوم الحديث و هذا ان قلنا بان الذهب حار يابس کما هو مذهب جماعة من اهل الصناعة من وصل الي مقام المحبة و بلغ الي محل المودة يحسن (يحس ظ) بحرارتها و يبوستها و احراقها و احراق القلب بها سيما اذا حصل الفراق اي بلغ مقام الشوق و هي ح اشد من نار الجحيم و اقوي من العذاب الاليم قال اميرالمؤمنين عليه السلام اني (هبني ظ) صبرت علي عذابک فکيف اصبر علي فراقک اني (هبني ظ) صبرت علي حر نارک فکيف اصبر عن النظر الي کرامتک الدعاء لکن المحبوبين ينکرون هذا المقام نعم من لم‌يذق لم‌يدر او المعرفة ان قلنا بان الذهب حار رطب طبع الحيوة و الروح کما هو الحق عندنا و اما کون الشمس مربية له لاينافي ذلک لان الرطوبة ليست منها بل من المکان الذي يتکون فيه بتربيتها اياه و لاريب ان بالمعرفة حياة القلوب و بعدمها تموت و الجاهل هو الميت المقبور في قبر طبيعته قال تعالي او من کان ميتاً اي جاهلاً عارياً عن الکمالات و خالياً عن

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 190 *»

المعارف و الدلالات فاحييناه بافاضة العلوم و المعارف و الکمالات عليه و جعلنا له نوراً اي علماً و معرفة او جميع العلوم و الکمالات اللايقة لرتبته و مقامه ان قلنا ان الذهب معتدل کمال الاعتدال کما هو رأي بعض من الحکماء الالهيين و لذا يشيرون به الي النبي صلي الله عليه و آله لکمال اعتدال طبيعته و استقامة سريرته قال اميرالمؤمنين عليه السلام خلق الانسان ذا نفس ناطقة ان زکاها بالعلم و العمل فقد شابهت اوايل جواهر عللها و اذا فارقت الاضداد فقد شارک بها السبع الشداد فافهم ان کنت من اهل الفؤاد و فضة اي علم الطريقة و الشريعة باقسامها و مراتبها من الاوبار و الاصواف و الاشعار اما الاول فظاهر لکونها الحمامة الطائرة في هواء ميکائيل المستمد من جواهر فلک القمر و اما الثاني فلکونها هي الصورة و مبدأ الشؤون (ظ) التمايزة لانها الولاية و الرحمة و الصور انما خلقت من فاضلها و ظلها و هي الخلق الاخر الذي انشأه الله تعالي بعد اکتساء اللحم و هي النفس باقسامها من النامية النباتية و الحيوانية الحساسة الفلکية و الناطقة القدسية و الملکوتية الالهية في کل عالم من العوالم الثلاثة اي الکبير و الوسيط و الصغير و معارج عليها يظهرون في مراتب صعودهم الي الله سبحانه بعد ما نزلوا في هذه المراتب من غير الظهور و البروز و قد اشار الي هذه المراتب التي سميناها معارج الخزائن في مراتب النزول و قال سبحانه و تعالي و ان من شيء الا عندنا خزائنه و ماننزله الا بقدر معلوم و اذا اراد الشيء بعد نزوله من هذه المراتب الصعود اليها ليتصل الاول بالآخر فيصير الآخر عين الاول يسمي بالمعارج و هي ثمانية معارج:

المعراج الاول في الجسم و له ملاحظتان:

الاولي ملاحظة معراجيته بحصول الادراکات الجسمانية الحواس الخمس الظاهرة من السمع و البصر و الشم و الذوق و اللمس لانه في هذه الحالة معراج للشيء بالنسبة بحالة کونه نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظاماً ثم يکسي لحماً هذا معراج يظهر عليه في مراتب الصعود في التکوينات.

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 191 *»

الثانية ملاحظة معراجيته حين صعوده الي الله تعالي بعد نزوله و صعوده و نزوله و هذا للسالکين الذاهبين الي ربهم و هذا معراج يظهر عليه بعد کشف حجاب الاسود شديد السواد کالليل الدامس و هو حجاب الاعراض من الصور و الالوان و امثال ذلک لان الشيء اذا کشف له حجاب الاعراض يصل الي الجسم و هو الحجاب الاسود و کونه معراجاً بالنسبة الي ما تحته و الا فهو في اسفل المراتب و ادني المقامات فافهم فهمک الله و ايانا من مکنون العلم و مخزون السر بالنبي و آله الطاهرين و صلي الله علي محمد و آله الطاهرين و لعنة الله علي اعدائهم و ظالميهم و غاصبي حقوقهم اجمعين الي يوم الدين ابد الآبدين دهر الداهرين.

المعراج الثاني معراج المثال و مقام الخيال و جنة جنة هورقليا و ناره و برهوت و هو الاقليم الثامن و سماؤه مقعر فلک القمر الدهري و ارضه محدب و عرش الزماني و هو الططنج بين الططنجين و البرزخ بين العالمين و هو الخزينة السادسة بملاحظة و السابعة بملاحظة اخري و المعراج الثاني و له ايضا ملاحظتان:

الاولي ملاحظة معراجيته بحصول الادراکات البرزخية اي ادراک الحس المشترک فانه في هذه الحالة معراج بالنسبة الي حالته الاولية الجسمانية هذا في التکوينات و اول امتثال قوله تعالي اقبل.

الثانية ملاحظة معراجيته حين صعوده الي الله سبحانه و ثاني امتثال قوله تعالي اقبل بعد نزوله و صعوده و نزوله و هو انما يحصل بعد کشف حجاب الجسم الحجاب الاسود الغليظ الظلماني مظهر اسم الله المميت و في هذا المقام ينکشف للسالک المسافر الذاهب الي الله سبحانه هذا العالم و احواله و اطواره فيشاهد الاجنة و الملائکة المتعلقة بهذا العالم و يري الاشباح و يسمع صرير الافلاک و ان کان بعض هذه الامور ينکشف في المعراج الاول الا ان هنا اکمل و اتم و هذا المقام اول خوف الخائفين و مبدأ علم العلماء العاملين قال الله انما يخشي الله من عباده العلماء و احوال هذا المقام و اهله لايمکن ان يکتب يحتاج

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 192 *»

الي المشاهدة و المشافهة ان وفقت للطلب فطوبي لک فتجد قال عليه السلام من طلب و جد وجد و الا فاطلب العارف و اسأله حقيقة الامر لتعرف منه الرسم لان وصفه له حق و حد و حقيقة و وصفه لک رسم و مجاز فهمک الله و ايانا من مکنون العلم بالنبي و آله الطاهرين.

المعراج الثالث معراج المادة و قد سميناه في بعض رسائلنا بلجة الهباء و لها ايضاً ملاحظتان کالاول و الثاني:

الاولي ملاحظة معراجيته باعتبار الصعود التکويني و اول امتثاله لقوله تعالي اقبل بعد ما قال له ادبر و هذا و ان کان تشريعياً الا انا تبعنا القوم في اصطلاحاتهم.

و الثانية ملاحظة معراجيته حين صعوده الي الله سبحانه بعد نزوله و صعوده و هو ثاني امتثاله بقوله تعالي اقبل و هذا انما يحصل بعد کشف حجاب المثال الحجاب الاخضر المايل الي السواد و هذا الحجاب هو الحجاب الکمد زبرجدي اللون في هذا المقام للسالکين المتحرکين کشوق لايناسب ذکرها في هذا المقام من وصل عرف لاتتوهم انه لايمکن بيان مراتب کشوف العارفين في هذا المقام و غيره من المقامات کما هو زعم بعض العلماء لان الله سبحانه ما ابهم الامر و ما اخفي شيئاً مما توجد علي عباده بل خلق کل شيء شروح العلل بين الاسباب يعرفه اهله قال تعالي و يضرب الله الامثال للناس و مايعقلها الا العالمون و کأين من اية في السموات و الارض يمرون عليها و هم عنها معرضون و الفقير ما ذکرت لاغتشاش الحال و اختلال الاحوال و کوننا في السفر الذي هو قطعة من سقر و لان بالبيان يطول الکلام و لايقتضيه المقام و لانه به يرتاب الجاهلون و يسلک سبيل الانکار الملحدون و لاحول و لاقوة الا بالله العلي العظيم و صلي الله علي محمد و آله الطاهرين.

المعراج الرابع معراج الطبيعة النور الاحمر الذي منه احمرت الحمرة و هو حجاب الياقوت و هو التابوت الذي فيه سکينة من ربه و بقية مما ترک آل موسي و آل هرون تحمله الملائکة و لها ايضاً لحاظان مثل ما تقدم.

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 193 *»

المعراج الخامس معراج النفس و هنا مرتبتان:

المرتبة‌ الاولي ما به الحيوة في کل عالم بحسبه.

المرتبة‌ الثانية ما هو اخت العقل و للاولي مراتب اربع المرتبة الاولي النفس الناسية (النامية ظ) النباتية التي اصلها العناصر و موادها من لطايف الاغذية و فعلها النمو و الدبول (الذبول ظ) و هذا اول معراج من معارج هذه المرتبة و آخر خزائنه من خزائنها و الثانية النفس الفلکية الحساسة التي اصلها من عناصر ارواح الافلاک و مقرها الکبد و فعلها التحرک بالارادة و ما يناسب هذه المرتبة و هذا ثاني معراج من معارج هذه المرتبة و ثالث خزائنه من خزائنها و الثالثة النفس الناطقة القدسية التي اصلها العلوم الحقيقية و مقرها التأييدات العقلية و فعلها المعارف الالهية و سبب فراقها تخلل آلات الجسمانية و هذا ثالث معراج من معارجها و ثاني خزائنه من خزانها (خزائنها ظ) و الرابعة النفس الملکوتية الالهية التي اصلها العقل منه دعت (وعت ظ) و اليه دلت و اشارت و اليه تعود اذا کملت و شابهت و هي ذات الله العليا و شجرة طوبي و سدرة المنتهي و جنة المأوي من عرفها لم‌يشق ابداً و من جهلها ضل و غوي و هذا رابع معراج من معارجها و اول خزانة من خزائنها و ليس بعد هذا المعراج معراج للنفس لاتعرج الي هذه المرتبة الا الروح التي هي من امر الله قال تعالي يسئلونک عن الروح قل الروح من امر ربي و قال تعالي تعرج الملائکة و الروح اليه في يوم کان مقداره خمسين الف سنة فاصبر صبراً جميلاً انهم يرونه بعيداً و نريه قريباً و لايصل الي هذه المعراج احد الملک المقرب و النبي المرسل الا الذي قال قل الروح من امر ربي و في المرتبة‌ الثالثة يصل اليها الانسان فقط و في الثانية يصل اليها الحيوان البهائم فقط و في المرتبة الاولي يصل اليها النبات فقط و اما الجامع عليه السلام فله کل المراتب و يظهر علي کل هذه المعارج لان العالي لايفقد ما عند السافل لان معطي الشيء ليس فاقداً له لا في ذاته بل في ملکه و لذا نقول ان الحيوانية في الامام اربع حصص احداها ذاتية و الباقي عرضية و في الانسان ثلاث خصص (حصص

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 194 *»

ظ) منها احداها ذاتية و الباقي عرضية و في الحيوان حصتان منها احداها ذاتية و الاخري عرضية و لکل من هذه المراتب مراتب و مقامات،

و لکل رأيت منهم مقاماً

شرحه في الکلام مما يطول

و لاحول و لاقوة الا بالله العلي العظيم و صلي الله علي محمد و آله الطاهرين.

و في کل هذه المقامات و المعارج تجري الملاحظتان المذکورتان الا ان في هذا المقام تفصيل لايسعني الآن بيانه و ذکره فليطلب في مواضع اخر من هذا الکتاب ان شاء الله تعالي لاتظن ان هذه الانفس شيء واحد لکنه له مراتب و انما هي مختلفة متعددة بحسب الحقيقة و الواقع حصص و حقايق مختلفة في القرب و البعد اما رأيت کلام اميرالمؤمنين عليه السلام لما سأله الاعرابي عن النفس قال عليه السلام عن اي الانفس تسأل قال يا سيدي و هل هي الا واحد قال عليه السلام و انما هي اربعة النفس النامية‌ النباتية الي اخر الحديث لکن لماکان الانسان مظهر اسم الله الجامع جمع الله تعالي فله هذه المراتب کلها فله معارج و مدارج علي ما فهمت بالاجمال و للمرتبة‌ الثانية التي هي اخت العقل سبعة مراتب و في هذه المراتب لايجري الملاحظة الاولي من الملاحظتين علي الظاهر بل الجاري هنا الملاحظة الثانية و هي ثاني امتثاله لقوله تعالي اقبل.

المرتبة الاولي النفس الملمة (الملهمة ظ) تلهم بالخير بحسب سنخ ذاتها و تلهم بالشر بحسب الطبع و تغير خلق الله سبحانه الذي فطر الناس عليه و هذا معراج بالنسبة‌ الي النفس الامارة التي لاتأمر الا بالشر و لاتختار الا بالباطل و لاتشتهي الا الامور الخبيثة و کلما يخالف الشرع الشريف و لايصل بشخص الي هذه الرتبة الا بمواظبة الاعمال الصالحات و المسارعة الي الخيرات و المبرات فانها تستنير شيئاً فشيئاً الي ان بلغت الي هذه المرتبة.

فاذا لم‌يف و صعد تبلغ نفسه الي المرتبة‌ الثانية و هي النفس اللوامة تفعل المعصية بحسب التطبع و التغير ثم تلوم الشخص عليها و توبخه فيها من الذات و الحقيقة و هذا ثاني معراج من معارجها.

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 195 *»

المرتبة الثالثة النفس المطمئنة و هي التي اطمأنت في الطاعة و لاتميل الي المعصية ابداً و هي التي تجانب الاصرار و تلازم الاستغفار و هنا مقامات و مراتب لايحصي عددها الا الله تعالي و هي التي عودها الي الله تعالي و بدؤها منه قال تعالي و نفخت فيه من روحي قال ايضاً يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الي ربک و مراتب هذا المقام کثيرة الا انها تجمعها ثلاثة مراتب المرتبة الاولي مرتبة مارأيت شيئاً الا و رأيت الله بعده هذا اول مقامات المطمئنين المؤمنين الممتحنين بنظر و اعتبار و المرتبة‌ الثانية مرتبة مارأيت شيئاً الا و رأيت الله معه هذا وسط الامر اي لخواصهم و المرتبة الثالثة مرتبة ما رأيت شيئاً الا و رأيت الله قبله و هذا اعلي مقاماتهم و اقصي درجاتهم قال الحسين علي جده و ابيه و امه و اخيه و عليه و بنيه و شيعته و مواليه آلاف السلام و روحي فداهم في دعاء يوم عرفة ايکون لغيرک من الظهور ما ليس لک ليکون هو المظهر لک متي غبت حتي تحتاج الي دليل يدل عليک و متي بعدت حتي تکون الآثار هي التي توصل اليک عميت عين لاتراک و لاتزال عليها رقيباً و خسرت صفقة عبد لم‌تجعل له من حبک نصيباً تعرفت الي في کل شيء فرأيتک ظاهراً في کل شيء و قال الامام عليه السلام و ان کل معبود مما دون عرشک الي قرار ارضک السابعة السفلي باطل مضمحل ما خلا وجهک الکريم فانه اعز و اجل و اکرم من ان يصف الواصفون کنه جلاله و تهتدي القلوب الي کنه عظمته الدعاء قال الامام عليه السلام ان الله اکرم و اجل ان يعرف بخلقه و انما الخلق يعرف به و کل هذه المذکورات تلويحات لايعرفها الا اهل التلويح ان کنت منهم فاسبح في هذه اللجة تخرج منها اللئالي و الدرر و الا فلاتحم حوله لتغرق في هذه البحر المتلاطم و الطمطام المتعاظم.

المرتبة الرابعة مرتبة‌ النفس الراضية و هي مقام ادني مقامات العبودية لان النفس لما اطمأنت في الايمان بالله سبحانه ترضي کلما يفعل و لاتعترض عليه في امر من الامور و و جه من الوجوه و يقول يا الهي انت لي کما احب و اجعلني کما تحب و وفقني لما تحب.

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 196 *»

المرتبة الخامسة النفس المرضية قال الله تعالي فاذکروني اذکرکم و اشکروا لي و لاتکفرون و قال تعالي رضي الله عنهم و رضوا عنه ذلک لمن خشي ربه قال تعالي نسوا الله فنسيهم و قال عزوجل اشارة‌الي هاتين المرتبتين يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الي ربک راضية مرضية فادخلي في عبادي و ادخلي جنتي.

المرتبة السادسة النفس الکاملة و هي المشارکة للسبع الشداد و هي التي اطاعت الله فتقول للشيء کن فيکون و هي التي تسمع بالله و تبصر بالله و تعلم بالله و هي التي احبها الله سبحانه و هي التي استنارت بنور العقل بحيث صار لونه کلون السماء و هذا المقام آخر معارجها و اقصي مقاماتها ليس وراء عبادان قرية و الا انها في تلک المرتبة العالية العلية تسير الي الله سبحانه و ترقي بلاغاية و لانهاية قال تعالي کلما رفعت لهم علماً وضعت لهم حلماً ليس لمحبتي غاية من وصل الي هذا المعراج عرف ما لايعرفه غيره و علم ما لايعلمه سواه الواصلون يعرفه (يعرفون ظ) ما اقول و القاصرون ينکرون و السالکون المسافرون يسکتون اللهم بلغنا و اياهم الي رضاک اللهم ارزقنا حبک و حب من يحبک و حب کل عمل صالح يوصلني اليک اللهم صل علي محمد و آل محمد و عجل فرجهم و اهلک عدوهم من الجن و الانس من الاولين و الاخرين الي يوم الدين امين يا رب العالمين و هذه المعارج کلها معراج النفس ففي کل معراج يظهر له من المعارف و الکمالات و العلوم ما لم‌يظهر في المعراج الاخر کماعرفت مما ذکرنا لک.

المعراج السادس معراج الروح عالم الاظلة و الرقايق و عالم ورق الآس النور الاصفر الذي منه اصفرت الصفرة و هو الخزينة الثانية من الخزائن في الموجودات المقيدة و هو البرزخية الکبري في ذلک العالم و مبدأ الشؤون و منشأ الصور و في هذا العالم يأول العارفون هذا البيت بالفارسية:

ترسا بچه بودم همچون بت روحاني

کز دير برون آمد سرمست به ناداني

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 197 *»

اذا کان السالک واقفاً في هذا المقام باقياً في تلک الرتبة لان هذا المقام عندهم مقام صعب کثير الاقطار فيه ظلمات و رعد و برق اللهم بلغنا اليه و اجعلنا مصون السر عن النظر اليه و مرفوع الهمة عن الاعتماد عليه انک علي کل شيء قدير

کم من عاقل عاقل اعيت مذاهبه

و کم من جاهل جاهل تلقاه مرزوقاً

هذا الذي ترک الاوهام حائرة

و صير العالم النحرير زنديقاً

و لهذا المعراج ايضاً ملاحظتان الملاحظة الاولي في الاقبال الاول و الثانية في الاقبال الثاني بعد الادبار الثاني کماذکرنا مراراً فراجع تفهم.

المعراج السابع معراج العقل و لهذا المقام علي ما سمعت سابقاً مرتبتان: المرتبة الاولي العقل الطبعاني و هو باعتبار الملاحظة الاولي في الاقبال الاولي و المرتبة الثانية العقل السمعاني اي الاکتسابي و هو باعتبار الملاحظة الثانية في الاقبال الثانوي و من ملاحظة العقل الطبعاني مع العقل السمعاني يحصل اربع مراتب التي ذکرنا لک سابقاً و سنذکر ان شاء الله تعالي لاحقا راجع و انتظر وفقک الله تعالي و کل ذلک معارج للعاقل باعتبار العقل لو کان لي مجال واسع و بال غير محل لاطلت الکلام في هذا المقام لکن للقلب جواذب من کل جانب کل يجذبه اليه قال الشاعر و نعما قال:

کم بجنبي للصبابة واد

کل يوم حمامة نواح

فاقتصرت علي هذا القدر من الکلام و صلي الله علي خير الانام محمد و اله الکرام.

المعراج الثامن معراج النور و عالم السرور و مقام المحبة و الحبور و محل اتحاد المحب و المحبة المحبوب کلا و لا محبة و لا محب و لا محبوب و هو مقصد القاصدين و منتهي امل العارفين و اخر و غاية مرام السالکين و هو المنزل الذي ينزل فيه المسافرون ليس بعده منزل آخر و هو المعراج الذي لا

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 198 *»

معراج فوقه و هو المقام الذي السکوت عنه احسن و اولي بل لاينبغي و السائل عنه جاهل و هو الذي قال عليه السلام من سأل عن التوحيد فهو جاهل و من اجاب عنه فهو مشرک انا لااتکلم عن هذا المقام في هذا المقام لانا تکلمنا عنه في اول الکلام و سنتکلم عنه ان شاء الله تعالي في غير هذا المقام هذا و هذا المقام هو الذي حير الصوفية و وقعوا فيما وقعوا في ضلال مبين و لقد قلت فيما نظمت بالفارسية:

نيست ممکن هيچ سالک را وصول

در مقام ذات حق غير از جهول

او چه داند حق چه و خلقش چه است

او چه داند خود که و واجب که است

او مجرد کرده خود را از خودي

او رسيده در مقام بيخودي

ليک غافل بود کو خود در کجا

اين مقام از حق بود يا خلق راست

چون که ديده او صفات حق در آن

گفت حق اين و گفته بر زبان

من حقم من حق منم معبود تو

من وجود مطلقم مسجود تو

من همانم کو تو او را عابدي

آن خداوندم که او را ساجدي

الي اخر الابيات. اذا عرج العارج بهذا المعراج يقف و يسير بلاغاية و لانهاية ليس لمحبتي غاية و لانهاية و کان بينهما حجاب يتلألأ بخفق و لا اعلمه الا و قد قال انه زبرجد يا محمد لقد وطأت موطئا ما وطأه احد قط حتي الملک المقرب و النبي المرسل قف ان ربک يصلي يقول سبوح قدوس انا رب الملائکة و

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 199 *»

 الروح و هذا المقام هو المخصوص لنبينا و آله, عليه و آله السلام بالاصالة و لاشک و ريب ان لکل نبي امة و لکل امام شيعته و لکل سراج اشعة و لکل منير نور لافرق بينه و بينه الا انه عبده و خلقه فتقه و رتقه بيده عوده اليه و بدؤه منه المانع في هذا المقام يعلم حقيقة المرام و لايبلغه الا من اطلعه الله علي مکنون علمه ومخزون سره.

و اما الخاص فهو ان تريد بالعبد العباد الخاصة المثلثة و قد يطلق عليهم الآدميون الثلاثة:

العبد الاول هو آدم الاول الاکبر اي الانسان الکبير و هو العالم بجميع اجزائه و جزئياته او افراده و مراتبه و کلياته و جزئياته و اجناسه و فصوله و اصنافه و اشخاصه و اعراضه و جواهره و مجرداته و مادياته و بسائطه و مرکباته و غيوبه و شهاداته و انواره و ظلماته و جميع ما فيه و به و عنه و اليه و منه و هو عبد صالح لله مخلص له العبودية و مقر له بالوحدانية و هو تأويل قوله عليه السلام في الدعاء سبحان من دانت له السموات اي المقبولات مطلقاً في کل عالم بحسبه و الارض اي القابليات مطلقاً و هو اللام في العلم و السين في بسم الله الرحمن الرحيم و مجموع السموات و الارض و هو الميم في العلم و الميم في بسم الله الرحمن الرحيم فافهم بالعبودية و لماکان العبد هو الموحد المزيل لسبحات الجلال الماحي للموهوم علي ما قال الامام الصادق عليه السلام في العبد العين علمه بالله و الباء بونه عن الخلق و الدال دنوه بالله بلا کيف و لا اشارة ثالث العبد اول التوحيد اي اعلاه و اشرفه و اقدمه و اوليه مقدمات له و بعبارة اخري الاولين هو المقدمات و الثالث هو النتيجة او الاولين الطريق و الثالث المنزل و المراد بالاولين المقامين الخوف انما يخشي الله من عباده العلماء لا علم الا خشيتک و لا حکم الا الايمان بک ليس لمن لم‌يخشک علم و لا لمن لم‌يؤمن بک حکم و الرجاء و هو مقام اليقين و محل وجدان الفضل اذا اشرق نور اليقين في القلب رجا الحديث و الثالث هو المحبة التي ينجلي ضياؤها في الفؤاد و اذا انجلي ضياء المعرفة في الفؤاد هاج ريح المحبة فاستأنس في ظلال

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 200 *»

 المحبوب فيؤثر محبوبه علي من سواه و الحاصل ان العبد لماکان هو الموحد الکامل العارف الواصل عقب الامام عليه السلام کلامه في الدعاء بقوله و اقرت له بالوحدانية و لذا کانت مرتبة العبودية اعظم المقامات و اعلي الدرجات فتقدمها في التشهد فتقول و اشهد ان محمداً عبده و رسوله اللهم صل علي محمد و آل محمد و لماکانت مراتب التوحيد حسب مراتب الموحد لکونه صفة له مختلفة و کانت المراتب منحصرة کلياتها في السرمد و الدهر و الزمان فصل الامام و قال في الدعاء المذکور لا اله الله الحليم الکريم هذا التوحيد باعتبار ظهور الحق في السرمد الذي هو مقام النفس التي هي معرفة الرب و هو اعلي مقامات التوحيد و اعظم درجاته ثم تنزل من ذلک المقام الي مقام الدهر و قال لا اله الا الله العلي العظيم هذا باعتبار ظهور الحق في الدهر فاشار الي جبروته بقوله العلي و هو قولک في السجود سبحان ربي الاعلي و بحمده و الي ملکوته بقوله العظيم و هو قولک في الرکوع سبحان ربي العظم و بحمده و هذا التوحيد لاولي الالباب الذين اثني الله عليهم في الکتاب بقوله ان في ذلک لعبرة لاولي الالباب لو وجدت محله لبينت اسرار هذه الکلمات لکن الآن يضيق صدري باظهارها و لايضيق بکتمانها.

ثم تنزل من ذلک المقام الي مقام الزمان و قال عليه السلام لا اله الا الله الملک الحق المبين هذا باعتبار ظهور الحق في الزمان فاشار الي جسم الکل الذي هو کل الزمان و تمام باسم الملک ثم فصل هذا المجموع فاشار الي العرش باسم الحق و الي الکرسي باسم العدل و الي السموات و الارضين باسم المبين لمناسبة ظاهرة غير خفية عند اهلها و مخفية عند الغير و لمافرغ من التوحيد الذي هو اعلي درجات العبد اخذ في التنزيه و الفرق بينهما ان المقام (مقام ظ) التوحيد لاينظر الي الغير باطلاً مضمحلاً کما في الادعية الکثيرة فتش تجد ان شاء الله تعالي فقال سبحان الله رب السموات السبع و رب الارضين السبع و ما فيهن و ما بينهن و رب العرش العظيم و لمافرغ من التنزيه قال و الحمد لله رب العالمين و هو مقام الاثبات اي اثبات صفات الکمال و لقد اطلنا الکلام و اخرجنا عما نحن فيه فلنرجع و نقول ان العبد المخلص

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 201 *»

الحقيقي الواقعي هو الانسان الکبير و هو الاسم المخلوق الذي ليس بالحروف مصوت و لا بالالفاظ منطق و لا بالشخص مجسد و لا باللون مصوغ (مصبوغ ظ) بريء عن الامکنة و الحداد و منفي عنه الاقطار و الجهات جعله الله اربعة ارکان و حجب واحداً منها و هو الاسم المکنون المخزون الذي استقر في ظله فلايخرج منه الي غيره و اظهر ثلاثة منها لفاقة الخلق اليها.

العبد الثاني هو آدم الثاني و الانسان الوسيط و هو المسمي بعبد الکريم و عبد الواسع عند القوم و بعبد الله عند الفقير لقوله تعالي اياک نعبد و هو الشاب التقي الزکي العالم الصالح الزاهد الذي احبه الله فکان سمعه الذي يسمع به و بصره الذي يبصر به و يده التي يبطش بها اذا سأله يعطه (يعطيه ظ) و اذا سکت عنه يبتديه و هو مظهر اسم الله الوهاب و الجواد و هو الذي ينجي الهالکين و يرفع المستضعفين و يضع المستکبرين و يهلک ملوکاً و يستخلف آخرين و هو اخت النبوة و عصمة المروة التي يعلم الناس ظاهرها و يعلم علي اميرالمؤمنين عليه السلام ظاهرها و باطنها و ما هو الا ماء جامد و هواء راکد و نار حائلة و ارض سائلة فافهم فهمک الله و ايانا من مکنون العلم و مخزون السر بالنبي و آ‌له الطاهرين الاکرمين الاطيبين.

العبد الثالث هو آدم الثالث و انسان الصغير و هو انت من حيث انت مسافر فيک ان وجدت الشعرة التي فيک لکليک فقد فزت فوزاً عظيماً و الا فقد صرت شيطاناً رجيماً اعرف نفسک تعرف ربک اعرف ربک تجد حطک.

و کل هذه العبيد الثلاثة وليهم الله و رسوله و الذين يقيمون الصلوة و يؤتون الزکوة و هم راکعون فکلها من الولاية و الي الولاية و بالولاية و عن الولاية و في الولاية و للولاية هنالک الولاية لله الحق و تلک الولاية الازلية محجوبة عن الظهور لکمال الظهور و لها مجلي و هو الولاية الثانوية التي هي صاحب الازلية الاولية و هي الازلية الثانوية و هي الولاية الحقيقية و لهذا قال الامام الصادق عليه السلام في الحديث السابق الذي نحن بصدد شرحه الالف

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 202 *»

 آلاء الله علي الخلق من النعيم بولايتنا و اما وجه اختصاص الالف بهذه الاشارة فهو ان الالف لها من الحروف ثلاثة احدها الالف و هي الاشارة‌ الي آدم الاول و انسان الکبير و ثانيها اللام و هي الاشارة الي الانسان الوسيط و المولود الفلسفي لکونها من وسط المخرج کما ان الالف من اعلي المخرج و ثالثها الفاء و هي الاشارة الي آدم الثالث و الانسان الصغير لکونها من اسفل المخرج و هي شفوية و هي ملک الحروف و ادني مراتبها و اما وجه اختصاص هذه الحروف بهذه الاشارات فهو ان الالف ثلاثة احرف و هي اشارة الي العوالم الثلاثة التي ينضمها العالم الکبير مفصلا مشروحا بيناً و هي الجبروت و الملکوت و الملک و اما وجه اختصاص هذه الحروف بهذه الاشارات اما الاول الذي هو الالف فلانها القائمة و طولها الف الف ذراع و لها من العدد واحد و هو اس الاعداد و کل العدد به يوجد و فيه يستمد کما ان الالف ايضاً اس الحروف و کل الحروف تظهر و توجد بها کما هو المقرر المحقق عند اهل الجفر و کذا العقول التي عالمها عالم الجبروت فصحت المناسبة فصحت الاشارة و اما الثاني الذي هو اللام فلانها من اوسط الحروف و لها من العدد ثلاثون و هو تمام دورة القمر و هو حال النفوس التي عالمها عالم الملکوت فصحت الاشارة لاجل المناسبة الذاتية الحقيقية و اما الثالث الذي هو الفاء فلانها من اسفل الحروف و هي التي يعدونها ملک الحروف و ادني مراتبها و اسفل مقاماتها و هو حال الاجسام التي عالمها عالم الملک فصحت الاشارة و اما اللام فهي الاشارة الي المراتب التي للانسان الوسيط علي کمال التفصيل و الوضوح و الظهور الاول کونه نطفة معدنياً بعد ما کان کيلوساً و کيموساً بالحل و العقد و التعفينات و التقطيرات الثانية کونه نباتاً شجرة ذات غصون و اوراق و اصول و فروع و هو بعد تساقي الست و الطوف في الاسبوع و اخذ الانفخة (الانفحة ظ) و حبس القاضي في محبس الزجاجة الثالثة کونه حيواناً بجميع مراتبه و اقسامه و اطواره و احواله الي ان يکون انساناً کاملاً بالسقيات الکثيرة و انما قلنا ان الالف اشارة الي عالم الکبير و اللام اشارة الي عالم الوسيط مع ان کلاً منهما ذو مراتب ثلاث

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 203 *»

لان اللام اظهر و ابين من الالف کما ان عالم الوسيط اظهر و ابين من عالم الکبير بل العالم الکبير انما يعرف بالعالم الوسيط و لذا يسمونه بمرآة الحکماء فافهم و بعد کم من خبايا في زوايا و سنشير اليها ان شاء الله تعالي في الموقف في المقام الثاني من الموقف الثاني من منازل بسم الله الرحمن الرحيم و اما الفاء فهي حرفان و هي الاشارة الي العالمين الظاهرين في العالم الصغير و هما الغيب و الشهادة و لماکانت المراتب الثلاثة التي في العالم الکبير و العالم الوسيط غير ظاهرة في العالم الصغير و لهذا ما ذکر في الاشارة اليه ما له ثلاثة‌احرف کالاولين الالف و اللام فافهم فهمک الله و ايانا من مکنون العلم و مخزون السر بالنبي و آله الطاهرين.

و لماذکر الامام عليه السلام کيفية ايجاد الذوات و خلق الموجودات من حيث الذات علي اکمل تفصل و اتم بيان بقوله و الالف آلاء الله علي خلقه من النعيم بولايتنا و لماکان لکل ذات صفة و لکل مسمي اسم اي لکل شيء تکليف بمقتضي ذواتهم و به بقاؤهم و وجودهم و به يتوجهون الي وجه مبدئهم اراد ان يبين عليه السلام تکاليف الاشياء و مايجب عليها من حق الله سبحانه قال عليه السلام و اللام الزام خلقه ولايتنا هذا في التکوينات و التشريعات اما في التکوينات فکما عرفت مماسبق و ستعرف ان شاء الله مما سيجيء و اما في التشريعات فاعلم ان جميع العبادات و الطاعات و الرياضات و کل التکاليف ثناء و حمد و شکر للمکلف و متمم و مکمل للمکلف اما التتميم ففي الواجبات و الاجتناب عن المحرمات و اما التکميل ففي المستحبات و الاجتناب عن المکروهات و ان کان فيهما ايضا تتميم اذا لم‌تقبل الواجبات و کذا المعاصي و الذنوب و السيئات الخبائث و الشرور کلها ثناء و مدح و تنزيه و تکريم و تعظيم للمکلف بالطاعات و الآمر بها و ذم و تقبيح للناهي عنها و الآمر بخلافها و الطايع و العاصي کلاهما يثنيان علي الله سبحانه باکمل الثناء و اعظمه و يسبحان بحمده و کلاهما يذمان الشيطان الرجيم و آناء الليل و اطراف النهار مشغولان بلعنه و طرده و هو سر ما ورد في الادعية و الاحاديث المکثرة ان کل شيء خاضع لله

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 204 *»

خاشع له ينيب اليه و يسبح بحمده قال تعالي و ان من شيء الا يسبح بحمده و لکن لاتفقهون تسبيحهم فثبت ان کل ذلک ثناء علي الولي و شکر له هنالک الولاية لله الحق و بيان هذا الاجمال هو ان الله سبحانه في مرتبة ذاته و صقع هويته جل شأنه اجل و اکرم و اعظم من ان يتطرق اليها الفعل و الايجاد و الا لکان معه شيء و کان الله و لم‌يکن معه شيء و الآن علي ما کان فظهر بنفس الظهور فکان الولاية المطلقة ثم خلق بها کل مذروء و مبروء قال الصادق عليه السلام خلق الله الاشياء بالمشية و خلق المشية بنفسها فالولاية هي التي وقف ببابها السائلون و لاذ بجنابها الفقراء الطالبون يستمدون منها و يطلبون عنها و يثنون عليها بجزيل الثناء اذ لايصلون الي ما فوقها و لايتجاوزون حدها و هي تثني علي نفسه و تستمد منها و تدور عليها دورة متوالية و کلها نفس الثناء علي الله سبحانه اذ لا شيئية و لاتذوت الا به تعالي شأنه و المراد بالسائل الواقف بباب الولاية و الفقير اللائذ بجنابها ليس هو المؤمنون الطائعون بل الظالمون العاصون ايضاً لان الولاية هي الرحمة التي وسعت کل شيء علي کمال العموم کيف و ان العاصي شيء موجود غير مستغن عن الله سبحانه لانه بمعصيته ماخرج عن حد الامکان يا ايها الناس انتم الفقراء الي الله و الله هو الغني و من کان في الضلالة فليمدد له الرحمن مداً لکنه تعالي يمده من سنخه و مما يطلب منه و الا لماکان حکيماً و الحکم (الحکيم ظ) هو الذي يضع الشيء في موضعه فثبت ان الاشياء و الموجودات کلها مستمدة من الولي و کلها يثنون عليه و يحمدون له و يشکرون ليس له حمد و لا شکر بل الحمد انما هو لله وحده لا اله الا هو مثاله السراج فانه باب النار و وجهها و جنابها و جهتها و الاشعة انما خلقت بالنار لانها الفاعلة لان السراج مرکب من الدهن و من ظهور النار و ليس الدهن فاعلاً ابداً و انما الفاعل هو النار بظهورها لکنها لاتظهر الا بالسراج و لاتوجد الاشعة بکلها الا به فلما اوجدت السراج وجدت الاشعة و الاظلة التي هي الظلمة فکلاهما اي الاشعة و الاظلة واقفان بباب النار الذي هو السراج و سائلان منه و يستمدان عنه و لايثنيان الا عليه و هو يمد الاشعة من سنخها و هو النور و

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 205 *»

الاظلة من سنخها و هو الظلمة اذ لو مد الظلمة بالنور لتم النور و لم‌يبق للظلمة اثر قط و هو خلاف حکمة الحکيم الکريم العظيم و في مد الاشعة بالنور و الاظلة بالظلمة فاذا رأيت الظلمة تدلک علي کمال النور و بهائه و سنائه و ضيائه و کلما کان الظلمة اقوي کانت جهة الدلالة اشد و اتم و اعظم کما لايخفي علي من له نظر في العالم و کذا النور کلما کان اعظم کانت جهة الدلالة اقوم و احکم فالسراج هو السراج الوهاج و السراج النير الذي اشار اليهما الله سبحانه في القرآن و المصباح الذي هو مثل نور الله سبحانه فافهم المثال تفهم الممثل من کل الوجوه فالزم الحق سبحانه ولايتهم علي المؤمنين بالتفضل عليهم و التکريم لهم و الرحمة عليهم قال تعالي فسأکتبها للذين يتقون و يؤتون الزکوة و الذين هم بآياتنا يؤمنون و هو خلق النور لهم من مادة امره لهم بالطاعة و من صورة فعلهم و هيئة عملهم من الحور و القصور و الانهار والجنان و امثال ذلک و کل ذلک ماخلق الله سبحانه من اعمال العبد قال تعالي سيجزيهم وصفهم انه حکيم عليم و کلها من ولاية آل محمد صلي الله عليهم ثم الزم ذلک عليهم کالزام اللازم علي الملزوم کالاحراق علي النار و الاضاءة علي السراج و الصلالة (الصلابة ظ) علي الحجر و اللين علي الماء و امثال ذلک و لعمري ان هذا الکلام من الامام عليه السلام صريح في تعدد الجعل في الشيء بابي هو و امي قد اشاره الي الاربعة بالکناية و صرح بالفرد الخفي النادر الذي لايکاد تهتدي العقول اليها و هو الالزام لان الالزام لايکون الا بعد خلق الملزوم و اللازم و الملازمة ففي قولک زيد قائم علي ما قال الامام اربعة جعول الجعل الاول المتعلق بزيد و الجعل الثاني المتعلق بالقيام و الجعل الثالث المتعلق بالنسبة و الرابطة التي بين زيد و القيام و الجعل الرابع هو الزام القيام علي زيد و هو الاذن و کذا الکلام في الوجود و الماهية و الکلام عن هذا المرام لايناسب المقام و الحاصل ان ادخال اهل الجنة الجنة من الزام الولاية علي الخلق و الزم الحق سبحانه ولايتهم علي الکافرين و المنافقين بادخالهم النار و تعذيبهم بانواع العذاب و العقوبات لمخالفتهم ولايتهم لماخالفوا ولايتهم الزم عليهم ولايتهم فالزام الولاية في

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 206 *»

الوجودات التشريعية و لک ان تجعله في الشرعيات الوجودية لکن المقام لايناسب تلک الملاحظة و هذا (هذه ظ) الملاحظة و هذا المعني للالزام علي التأويل اظهر و علي الباطن خفي جداً لايهتدي اليه الا من اطلعه الله علي مکنون علمه و مخزون سره فافهم فهمک الله.

و معني آخر هو ان تقول ان المراد بالزام خلقه ولايتهم هو امر الله تعالي خلقه بکل خير و نهيه عن کل شر في کل عالم من العوالم في کل مرتبة من المراتب فللشخص عوالم عديدة کثرة و في کل عالم له تکليف و امر و نهي و ثواب و عقاب خلاف ما في العالم الآخر کمادلت عليه الآيات و نطقت به الروايات.

منها عالم الوجود و معرفة الحق المعبود فالزم الحق سبحانه ولاية آل‌محمد صلوات الله و سلامه عليه و عليهم, عليهم في ذلک العالم بان امرهم ان يکشفوا سبحات الجلال و يمحو الموهوم و يطفئوا السرج و لاينظروا الي الغير حتي بعدم النظر و عدم الملاحظة و نهاهم ان ينظروا الي الغير و يلاحظوا السواء و ان کان بطريق الاضمحلال و الافناء و الاعدام قال تعالي مخاطباً لاهل هذا العالم فاسر باهلک بقطع من الليل و لايلتفت منکم احد الا امرأتک انه مصيبها ما اصابهم ان موعدهم الصبح اليس الصبح بقريب و المراد بالصبح في الآية‌ الشريفة هو الذي قال الامام اميرالمؤمنين عليه السلام لکميل اطفئ السراج فقد طلع الصبح فاذا نظروا الي الغير و رأوا السواء فقد عصوا و خالفوا الولاية و هوان لمن خالف ولايتنا و برأ (ظ) و وعدهم بالثواب اذ امتثلوا الامر بان يصحو له المعلوم و يظهر له السر و يشرق له النور من صبح الازل و يجذب الاحدية صفة التوحيد و توعدهم اذا عصوا باخراجهم عن الجنة جنة الوصال و شرب رواح آمال و فتح لهم باب التوبة بان يقولوا اللهم اني اسألک بمحمد و انت المحمود و بعلي و انت الاعلي و بفاطمة و انت فاطر السموات و الارض و بالحسن و انت المحسن و بالحسين و انت قديم الاحسان ان تقبل توبتي و تغفر ذنبي و معني ذلک الرجوع الي مقامه و مکانه و مرتبته و التسليم له بامرة المؤمنين و هو قوله

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 207 *»

تعالي فتلقي آدم من ربه کلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم و معني ذلک ما قال اميرالمؤمنين عليه السلام في حديث سلمان عن قول الله عزوجل اني ابتليت آدم بالبلاء فوهبته بالتسليم له بامرة المؤمنين و هذا نمط توبة اهل ذلک العالم.

و منها عالم العقول و يسمي بالجبروت و محل ظهور الحق سبحانه بالشهود و توحيد اهل ذلک العالم التوحيد الشهودي و الزم الحق سبحانه ولاية آل محمد صلوات الله عليهم علي الخلق في ذلک العالم بان امرهم ان ينظروا الي الاضمحلال و الاعدام کماقال الامام و ان کل معبود مما دون عرشک الي قرار ارضک السابعة السفلي باطل مضمحل ماخلا وجهک الکريم فانه اعز و اجل و اکرم من ان يصف الواصفون کنه جلاله و تهتدي العقول الي کنه عظمك (عظمته ظ) الدعاء و قال الحسين عليه السلام علي ما مر في الدعاء يوم العرفة ايکون لغيرک من الظهور ما ليس لک حتي يکون هو المظهر لک متي غبت حتي تحتاج الي دليل يدل عليک و متي تکون الآثار هي التي توصل اليک الدعاء و نهاهم ان ينظروا اليها بنظر التحقق و الشيئية و التذوت فاذا نظروا اليهم کک و ان کان من جهة ملاحظة کونهم من الاسباب التي قرر الله عزوجل فقد عصوا و خالفوا للولاية و ترددوا فيها کمافعل يعقوب علي نبينا و عليه السلام لما طلب اولاده منه يوسف و قال اني ليحزنني ان تذهبوا به و اخاف ان يأکله الذئب و انتم عنه غافلون قالوا لئن اکله الذئب و نحن عصبة انا اذا لخاسرون و لهذا ابتلي من فراق يوسف و تبيض عيناه من الحزن و کمافعل يوسف لما رأي وجهه في المرآة و خطر بباله اني لو کنت عبداً لکنت غاليا في القيمة و امثال ذلک مما هو المذکور في الروايات المتکثرة من استناد الانبياء الي التردد في الولاية و ثوابهم اذا امتثلوا بالامر ان يفيض الله تعالي عليهم من الاشراقات الباطنية و ترتيب القياسات البرهانية و ان يتجلي في قلوبهم بحيث لايرون شيئاً الا و يرون الله تعالي قبله فاذا کانوا علي هذه الحالة يرقيهم الله تعالي مرتبة

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 208 *»

‌ التوحيد الحقيقي الذي هو مقام السکر و الصعود و هو التجلي الجمالي و مقام ظهور النور الجلالي و لقد قلت فيما نظمت بالفارسية:

وهم باشد وهم کثرت بينيت

ديده بگشا ديده حق بينيت

تا ببيني جمله را نور خداست

پس نظر کردن به غير او خطاست

چشم را از علم اخباري بپوش

در عياني جان من قدري بکوش

تا که توحيد شهودي حاصلت

آيد و از جملگي بربايدت

نور حق را در دلت بيني ظهور

کرده باشد همچو موسي کوه طور

پس قدم بالا نه از اين مرتبه

غير حق را جملگي گردان تبه

پس تجلي جمالي را ببين

عشق عشق را که گويند هست اين

الي اخر ابيات و عقابهم ان يدخلهم الله تعالي في نار الشک و الوهم و الريبة و يخرجهم عن جنة اليقين و المعرفة و هذا هو العذاب الاليم و توبتهم ان يستغفروا الله تعالي و يتلقون بالکلمات ليعيدهم الله تعالي الي مکانهم ومرتبتهم و يشرفهم بشرف القرب اليه لان الله يحب التوابين و يحب المتطهرين.

و منها عالم النفوس و يسمي بالملکوت و الزم الحق سبحانه علي اهل ذلک العالم ولاية آل محمد صلي الله عليه و آله بان امرهم ان يوحدوا الله تعالي بما کتب لهم في الالواح الآفاقية و الانفسية حيث قال سنريهم آياتنا في الآفاق و

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 209 *»

 في انفسهم حتي يتبين لهم انه الحق, و يضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذکرون, افلم ينظروا في ملکوت السموات و الارض, و ان عسي ان يکون قد اقترب اجلهم, افلايتدبرون القرآن ام علي قلوب اقفالها, و کذلک نري ابراهيم ملکوت السموات و الارض و ليکون من الموقنين و کل هذه الآيات خطاب لاهل هذا العالم و يسمي توحيد اهل هذا العالم توحيد الذات الذي هو تحت توحيد الشهودي و الحقيقي بمرتبة و هو کما في الآيات فافهم و نهاهم ان يصوروا المعصية و يخيلوها کما نهي عيسي بن مريم الحواريين قال علي نبينا و عليه السلام ما معناه اياکم و الزنا قالوا يا نبي الله نحن لانزني قال عليه السلام نعم لکن اردت ان لاتخيلوه فاذا فعلوا ذلک فقد عصوا و خالفوا الولاية و هوان لمن خالف ولايتنا و وعدهم بالثواب اذا امتثلوا بالامر و ان يدخلهم جنة العلم و يبقي لهم بنور العلم ليعلموا طريق الجدال و يعرفوا لسان اهل المقال فيقطعوا حجة اهل الجدال من اهل الضلال و هم اهل المجادلة بالتي هي احسن و توعدهم اذا عصوا ان يدخلهم نار الجهل و يذيقهم شراب المتخيلات الباطلة و التصورات الفاسدة الکاسدة و امرهم بالتوبة اذا عصوا ان يتلقوا بالکلمات المذکورة و معني ذلک ان يترکوا المعصية التي في حقهم و هو ما ذکرنا لک آنفا فاذا تابوا تاب الله عليهم انه هو التواب الرحيم ستار العيوب غفار الذنوب.

و منها عالم الاجسام و مقام الاغراض و الالوان و يسمي بعالم الملک و الشهادة و توحيد اهل هذا العالم المقبول عنهم انهم متبعوا الشرع الشريف و لم‌يظهر لهم ما يخالف ما قرر الشارع عليه السلام و ان کانوا لايرون الا ذلک و بيان احوال اهل هذا العالم في التوحيد مما لايناسب هذا المقام فالاعراض عنه احسن و اولي و الزم الحق سبحانه و تعالي ولاية آل محمد صلي الله عليه و آله علي اهل هذا العالم بان امرهم بالطاعات الواجبة مثل الصلوة و الصوم و الحج و الخمس و امثال ذلک من الواجبات التي لابد منها و لايجوز ترکها بوجه من الوجوه و نهاهم عن المعاصي و القبايح و المحرمات مثل الزنا و اللواط و شرب الخمر و اکل مال اليتيم و امثال ذلک من المحرمات التي لابد من ترکها و

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 210 *»

لايجوز فعلها بوجه من الوجوه و وعدهم بالثواب اذا امتثلوا الامر و هو ان ينعم عليهم بازدياد الاموال و البنين و الاولاد و التطويل في العمر و المساهلة في الامر و في الجنة يعطيهم الحور و القصور و الجنات و الانهار و امثال ذلک من المستلذات الجسمانية و توعدهم اذا عصوا ان يعذب عليهم بالنار الموصوفة في القرآن و الاحاديث و امرهم بالتوبة اذا خالفوا ان يتلقوا بالکلمات المذکورة يعني يرجعوا و يندموا و يستغفروا الله يجدوا الله تواباً رحيماً فافهم.

و هذه مراتب العوالم التي للشخص التي يقع فيها التکليف و الامر و النهي و الثواب و العقاب و البشارة و الانذار و الوعد و الوعيد و هنا عوالم اخر لايسع المقام لذکرها و کل هذه التکاليف في کل هذه العوالم من الزام الله تعالي ولاية آل محمد صلي الله عليه و آله علي خلقه فقد عرفت من هذا التقرير ان المراد بالزام الله تعالي ولاية آل محمد صلي الله عليه و عليهم علي خلقه هو الامر بکل الخيرات و الطاعات و العبادات و کل ما يرضي الله تعا لي لان ولايتهم هي مبدأ الخيرات و اصل الحق و الطاعات قال الله تعالي هنالک الولاية لله الحق هو خير ثواباً و خير عقباً فکل خير من الولاية و بالولاية و للولاية و الي الولاية و لماذکر الامام عليه الصلوة و السلام التکليفات و التشريعات بعد ذکر التکوينات و الذوات و التدونات اراد ان يبينه علي ما ترتب علي التکليف الذي هو من الزام الولاية من الثواب و العقاب و ان الموجودات المکلفين علي قسمين قسم يشملهم الفضل و قسم لايشملهم فقال عليه السلام و الهاء هوان لمن خالف ولايتنا و لک ان تريد من هذا الکلام الشريف المعني الخاص و المعني العام.

اما الخاص فهو ان تحمل الهوان علي الهلاک الاکبر و الموت الاعظم الذي لا حيوة بعده لان اطلاق المطلق ينصرف الي الفرد الکامل و ان تريد بالمخالفة المعاندة و الجحود و الانکار علي ما قال الله تبارک و تعالي و جحدوا بها و استيقنتها انفسهم ظلماً و علواً لان هذا الهلاک الابدي و الخلود الدائمي ليس للذين يعصون عن جهل و لغلبة الشهوة و هم اخيار و صلحاء و شيعة يحبون اهل البيت عليهم السلام و يقبلون عما يرد عنهم و يؤيده ما روي ان سائلاً سأل

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 211 *»

 اباعبدالله عليه السلام عن الشيعة هل يدخلون النار قال عليه السلام لا قال السائل و ان زني و ان سرق قال عليه السلام و ان زني و ان سرق و کذا ما ورد عن السجاد زين العابدين صلوات الله عليه و اجداده و ابنائه في تفسير هذه الاية و قالوا ما لنا لانري رجالاً کنا نعدهم من الاشرار اتخذناهم سخرياً ام زاغت عنهم الابصار قال عليه السلام و الله لايرون انکم (منکم ظ) مائة و لا خمسين و لا عشرة و لاواحداً انکم لفي الجنة تحبرون و في النار تطلبون و کذا هذه الآية في الباطن و نادي اصحاب الاعراف و هم الائمة عليهم السلام علي ما ورد عنهم رجالاً يعرفونهم بسيماهم و هم فلان و فلان و اتباعهم و اشياعهم قالوا مااغني عنکم جمعکم و ما کنتم تستکبرون اهؤلاء و هم قوم من الشيعة يعملون المعاصي و يرتکبون المحارم لکنهم ماتوا علي محبة اهل البيت و مودتهم و کان الکفار يقولون هؤلاء لاينالهم الله برحمة بسوء اعمالهم و قبح افعالهم و ائمتهم عليهم السلام بفاضل نورهم شفعوهم عند الله تعالي فعفاهم الله تعالي و اذن لهم بالجنة فخاطبوهم اي المنافقين توبيخاً لهم اهؤلاء الذين اقسمتم لاينالهم الله برحمة ادخلوا اي الشيعة الجنة لاخوف عليکم و لا انتم تحزنون هکذا روي عنهم عليهم السلام في احاديثهم و المتتبع يجد ان شاء الله تعالي.

الحاصل ان الآيات و الروايات و العقل والعالم کلها شاهدة و ناطقة علي ان الشيعة لايدخل الجحيم ابداً و ان عصوا قال النبي صلي الله عليه و آله حب علي حسنة لاتضر معها سيئة و بغضه سيئة لاتنفع معها حسنة و اما انهم قد يتفق من کثرة معاصيهم و ذنوبهم يطهرون بنار الحظاير ثم يرجعونهم الي الجنة کالذهب المغشوش اذا وضع في النار لاجل التصفية فلايقال له الهوان و الهلاک بل هو اللطف و الشفقة لان (لا ظ) الهوان و الهلاک العياذ بالله فيجب ان يکون المراد بهذه المخالفة المعاندة و الجحود و الانکار فيدخل الذين ظلموهم و ترکوهم و غصبوا حقهم و ارثهم او اذي مؤمناً لاجلهم او ترک صلوة و زکوة من جهة انهم قالوا و انهم شرعوا علي ذلک او قتل مؤمناً من جهة انه شيعتهم و امثال ذلک و فاعل کل ذلک کافر ملعون نجس العين لايدخل الجنة ابداً خالدون في النار

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 212 *»

لايخفف عنهم العذاب و لا هم ينصرون و ابداً لاينالهم الله برحمة اولئک اصحاب النار هم فيها خالدون, اللهم العنهم لعناً وبيلاً و عذبهم عذاباً اليماً يستغيث منه اهل النار و هذا الکلام من الامام عليه السلام ترد علي الذين قالوا بانقطاع العذاب و ان اهل النار يؤول امرهم الي النعيم و استدلوا ببعض الامور الواهية المموهة مثل ان الله تعالي سبقت رحمته غضبه و ان الله تعالي ذو فضل و من علي العباد و انه تعالي قال و رحمتي وسعت کل شيء لکنهم جهلوا الامر و ماعرفوا ان الفضل يحسن في موضع صالح و اما الموضع الذي لايصلح فلايحسن و فاعل ذلک ليس بحکيم لانه وضع الشيء خلاف موضعه و هو لايطلب الخير ابداً و لايحسن ان يعطي طالب الشر خيراً و بالعکس لان قابليته لاتقتضي دخول الجنة و هل رأيت العاقل يضع الکثافات و الفضلات و النجاسات في مکان طاهر زکي نظيف في کمال الصفا و کل من يفعل هذا يعده الناس من السفهاء و البلهاء و الحمقاء و الله تعالي حکيم کريم يضع الاشياء في مواضعها سبحانه و تعالي عما يقول الظالمون علواً کبيراً و يلزم عليهم ان يجوزوا ان الله تعالي لايدخل في النار احداً بل لايخلق النار لانه ذو فضل و من و جود و کرم و لاشک انه تعالي اذا لم‌يدخل الکفار و المنافقين حتي الابليس رأساً کان اقرب و اتم في التفضل من انه يدخل و يخرج لان رحمته وسعت کل شيء و سبقت غضبه و هل هم ليسوا شيئاً في اول الامر قبل دخولهم النار فما وسعتهم الرحمة فاذا دخلوا النار يصيرون شيئاً فوسعتهم الرحمة و کل هذا تمويهات و تشکيکات ناش من عدم معرفة الرحمة و عدم معرفة الوسع و الشمول.

اعلم ان الرحمة رحمتان رحمة الرحمانية و رحمة الرحيمية و يعبر عن الاول بالرحمه الواسعة و عن الثاني بالرحمة المکتوبة قال تعالي و رحمتي وسعت کل شيء فسأکتبها للذين آمنوا و عملوا الصالحات فالرحمة الواسعة هي رحمة العدل و الفضل و هي مقتضي الحکمة و الرحمة المکتوبة هي مجرد الفضل ليس فيها شيء من العدل فقوله تعالي و رحمتي وسعت کل شيء يعني وضعت کل شيء في موضعه و اعطيت کل شيء ما سأل مني و اجبت مسألة من

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 213 *»

سألني من الخيرات و الشرور فعذاب الکفار و المنافقين من الرحمة التي وسعت کل شيء و نجاة المؤمنين و ادخالهم الجنة من الرحمه التي کتبها لهم الحاصل ان العارف اذا نظر في الامور بل في کل شيء سيما القرآن و الاحاديث يقطع بان المعاندين لآل محمد صلي الله عليه و آله و مخالفيهم ابداً في النار دائماً سرمداً لايخفف عنهم العذاب آناً و دقيقة کلما طال عليهم المبدأ يضاعف عليهم العذاب کلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب, کلما ارادوا ان يخرجوا منها من غم اعيدوا فيها و قيل ذوقوا عذاب الحريق لو کان لي مجال واسع شرحت حقيقة الامر في هذه المسألة فليطلب في مواضع اخر من هذا الکتاب المستطاب.

و اما المعني العام فهو ان تريد بالهوان هو انحطاط رتبة العالي في رتبة السافل و المخالفة هو المعصية او ترک ما لاينبغي ترکه و هو الذي يسمي في الاحاديث بالتردد في الولاية و الشک فيها کما في حديث سلمان حيث قال يا قتيل کوفان لولا قال الناس لسلمان واه واش رحم الله قاتل سلمان لقلت فيک کلاما اشمأزت منه القلوب يا محنة ايوب قال اميرالمؤمنين عليه السلام اتدري ما محنة ايوب قال لا قال عليه السلام لماکان عند الامغاث عند النطق (عند الانبعاث عند المنطق ظ) شک و بکي قال هذا امر عظيم و خطب جسيم قال الله تعالي اتشک في صورة انا اقمتها اني ابتليت ادم بالبلاء فوهبته بالتسليم له بامرة المؤمنين و انت تقول هذا امر عظيم و خطب جسيم فوعزتي و جلالي لاذيقنک عذاباً الحديث و مثل ما ورد ان يونس شک في الولاية و آدم شک و ايوب شک و يعقوب شک و يوسف شک و داود شک و امثال ذلک من الاحاديث و الاخبار و اقوال العلماء و ليس المراد من الشک ما توهم من …..

(انقطع هنا النسخة الموجودة)

[1] و الضمير في لكنه رجع الي الوجه الاعلي من الجبروت, منه (اع)