11-13 جواهر الحکم المجلد الحادی عشر ـ الرسالة اليومية في جواب مفتي بغداد ـ مقابله

الرسالة الیومیة فی جواب مفتی بغداد

 

من مصنفات السید الاجل الامجد المرحوم الحاج

سید کاظم بن السید قاسم الحسینی اعلی الله مقامه

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 541 *»

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي ابتدع الستة لظهور التمام و بروز الکامل في التام فخلق السموات و الارض و ما بينهما في ستة ايام و الصلوة علي الواحد الوتد الراسي المبارک في الاطوار الاربعة بالانحاء السبعة لتقدير تأليف النظام فقدر فيها اقواتها في اربعة ايام و علي آله و اصحابه الذين بهم استوي الرحمن و اثار الدخان فسمک سماء الامتنان لمبادي الانعام فاظهر الوجود ببعض الجود في اليومين المنطويين علي الشهور و الاعوام.

اما بعد فيقول العبد الجاني و الاسير الفاني المکفهرة عليه سحب الآمال و الاماني کاظم بن قاسم الحسيني الرشتي ان سماء العلم المدرار و شمس الفضل الساطعة الانوار و عرش المجد و الفخار و کرسي ثوابت الاسرار معدن العلوم الالهية و منبع الحقايق القدسية و مخزن الدقائق الحکمية مفتي الشريعة بلب الطريقة و سر الحقيقة المؤيد بلطف الله الولي الودود سيد کاسمه محمود المفتي بدار السلام بغداد ايدت بصنوف الامداد سماه الله تعالي الي ذروة المجد و جعله من حملة لواء الحمد قد امرني ان املي کلمات ترفع الحجاب و تکشف النقاب و تفتح الباب لدخول مدينة علم آية من آيات الکتاب الذي هو حجاب الکبرياء و سر البدء (البدو خ‌ل) و الاياب و تظهر لب اللباب من اطوار اصحاب الافئدة و اولي الالباب و قد اتاني امره العالي في حال قد انهکتني الاعراض و اشتملت علي الامراض فاخرت الي ان يطيب الحال لعلي انال مما امرت به بعض الامال من شرح عجايب الاحوال و بيان غرايب المقال فلم‌ار الا انها في کل آن تزداد و تکثر و ما لها من نفاد فبادرت الي الامتثال مع کمال الاختلال في الحال و البال و توفر الاشغال و تواتر الامراض و الاعراض المانعة من استقامة الحال و تقسم (تقسيم خ‌ل) القلب بمعاناة السفر بالحل و الارتحال

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 542 *»

فشرعت في الاتيان بما عندي من البضاعة المزجاة فاوف لنا الکيل و تصدق علينا ان الله يجزي المتصدقين.

قال ايده الله بتوفيقه قوله تعالي قل ائنکم لتکفرون بالذي خلق الارض في يومين و تجعلون له انداداً ذلک رب العالمين و جعل فيها رواسي من فوقها و بارک فيها و قدر فيها اقواتها في اربعة ايام سواء للسائلين ثم استوي الي السماء و هي دخان فقال لها و للارض ائتيا طوعاً او کرهاً قالتا اتينا طائعين فقضيهن سبع سموات في يومين و اوحي في کل سماء امرها الآية ثم قال اعزه الله بعد کلام يليق بمقامه لا بمقام اشباهي من الناقصين و امثالي من القاصرين ظاهر الاية يدل علي ان خلق السموات و الارض في اربعة ايام و جعل الرواسي في الارض و ما عطف عليه في اربعة ايام فيکون مجموع الايام ثمانية و قد جاء في غير الاية ما يدل علي ان خلق السموات و الارض في ستة ايام فالمأمول التوفيق بين هذا و ذاک فهما بحسب الظاهر کالسمک و السماک و قد وفقوا بما لااري عليه آثار التوفيق و لاتلوح علي آفاقه انوار التحقيق و المأمول ايضاً بيان تخصيص سر هذه الاعداد و قد صرح بالعجز عن معرفة ذلک کثير من علماء الامجاد:

اليکم و الا لاتشد الرکائب

و منکم و الا فالمؤ‌مل خائب

و السلام عليکم و رحمه الله و برکاته.

اقول في هذه الآية الشريفة کغيرها من غوامض العلوم و الاسرار ما لاتناله ايدي العقول و الافکار کيف لا و هي من القرآن الذي هو دليل العلم الالهي و مفتاح الغيب السرمدي و هو کتاب فيه تبيان و تفصيل و بيان و تحصيل و هو الفصل ليس بالهزل و له ظهر و بطن فظاهره حکم و باطنه علم و ظاهره انيق و باطنه عميق لاتحصي عجايبه و لاتبلي غرايبه و لظهره ظهر و لظهر ظهره ظهر و لظهر ظهر ظهره ظهر الي السبعة او السبعين و لبطنه بطن و لبطن بطنه بطن و لبطن بطن بطنه بطن الي السبعة او السبعين و لتأويله تأويل و لتأويل تأويله تأويل الي السبعة او السبعين و لبطن تأويله بطن و لبطن بطن تأويله بطن الي السبعة او السبعين و بهذه الطرق و امثالها قد جمع فيه تفصيل کل شيء و تبيان حال کل

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 543 *»

موجود اذ الکلام دليل عقل المتکلم ففي القرآن ما احاط به العلم الظاهر في حقايق الامکان و الاکوان و الاعيان في الاسرار و الاعلان و هو قوله تعالي فالّم‌ يستجيبوا لکم فاعلموا انما انزل بعلم الله و ان لا اله الا هو فحيث ان الکلام دليل علم المتکلم و علمه سبحانه محيط جامع فيکون کلامه و خطابه کذلک و حيث ان لا اله الا الله فلايمکن ثانيه فامتنع شريکه لامتناع شريک الله فمن الناس من قصر نظره الي ظاهر ما عليه کافة العرب من اهل اللغة الظاهرة و لم‌ينظروا الي حقايق البواطن و الاسرار المشرقة من صبح الازل المستترة تحت الحجب و الاستار فهؤلاء بخسوا حظهم و نقصوا نصيبهم و لم‌يعثروا علي الحکم و لم‌يطلعوا علي جوامع الکلم و لم‌يعرفوا رموز التعبيرات و لم‌يفهموا لحن اللغات و اسرار اختلاف الکلمات فبقوا متحيرين و في وادي الجهل هائمين سکنوا عند ما عرفوا من بعض القشور و الظواهر و اضطربوا عند ظهور المعاني و الاسرار الزواهر فهيأوا لها حشواً من آرائهم الدواثر البواتر فسکنت ظواهرهم و اضطربت بواطنهم تحسبهم جميعاً و قلوبهم شتي و صدورهم ضيقة حرجة يکاد البرق يخطف ابصارهم کلما اضاء لهم مشوا فيه و اذا اظلم عليهم قاموا و لو شاء الله لذهب بسمعهم و ابصارهم ان الله علي کل شيء قدير و منهم من قصر نظره الي باطن القرآن و لم‌ينظروا الي شيء من اطوار ظاهره و صرفوا تلک الآيات البينات الي وجوه البواطن و التأويلات و لم‌يجعلوا الظواهر دليلاً و لم‌يتخذوها سبيلاً فهؤلاء فاتهم من العلم شطر عظيم و حرموا من السر و جاءوا بخطب جسيم و تعدوا و لم‌يهتدوا الي الصراط المستقيم و لم‌يعلموا ان الباطن علي طبق الظاهر و ان الاجساد علي وفق الاشباح و الارواح و الظاهر مجلي الباطن و مظهره و مهبط انواره و مخزن اسراره الا تري اختلاف الصور الانسانية و الهيئات الحيوانية فانها دليل اختلاف بواطنها و مقتضيات ارواحها بالظهور في اشباحها و اشکالها و قد قال السيد آصف بن برخيا عليه السلام الاشکال مقناطيس الارواح و حينئذ فالاخذ بالباطن و الاعراض من (عن خ‌ل) مقتضي الظاهر جهل بحقيقة الباطن و الظاهر الم‌يعلموا ان الکل بيان للکل و الهيئة الجامعة للهيکل القرآني مشتملة

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 544 *»

علي الجمع بين الظاهر و الباطن اشتمال الانسان علي اطوار البواطن و الارواح و الاجساد فاختلاف الفاظها و تعبيراتها و اختصاص عبارة بالذکر مع اداء غيرها مؤداها لاجل الدلالة الجامعة (الجامعية خ‌ل) علي الوجوه الظاهرية و الباطنية و الاصلية و الفرعية و الذاتية و العرضية فمن نظر الي الوجهين ظهر له الوجه من البين بلا مين فهو علي نور من ربه فيري الاتفاق في عين الاختلاف و الوصل في عين الفصل و الجمع في عين الفرق و لذا قال صلي الله عليه و آله و سلم اختلاف امتي رحمة المعني بقوله تعالي فهدي الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق باذنه و الله يهدي من يشاء الي صراط مستقيم فالناظر الي الظاهر و الباطن نظر الاقتران هو الذي يضع الاشياء في مواضعها فيضم الالفاظ بعضها مع بعض و يخص کل مقال بمقامه و کل عبارة بما يناسبها من الوجهين فهو ذو العينين و لسان و شفتين فاذا تبين ما قلنا ظهر ان لا اختلاف ابداً في القرآن و قد قال تعالي و لو کان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً کثيراً و القيد بالکثير ليس لاجل الاتيان بالقليل لو قلنا بمفهوم العدد و انما هو من قبيل قوله تعالي و ما ربک بظلام للعبيد و ما قيل في اميرالمؤمنين عليه السلام کرار غير فرار فاذا ظهرت هذه المقدمة النافعة فاعلم ان الکلام علي وفق ما اراده السيد الامام يتم ببيان امور الاول في دفع ما يوهم التنافي بين الاية المذکورة و بين غيرها کما اشار اليها الثاني في اليوم و اطلاقاته و المراد منه الثالث في سر تخصيص هذه الاعداد علي هذا الوجه فنقول:

اما الامر الاول فاعلم ان التنافي و التناقض لابد فيهما من الوحدات الثمان و الکل منتف هنا فلاتناقض نعم لو قال جل شأنه خلق الارض في يومين و خلق ما بينهما في اربعة‌ايام و خلق السموات في يومين او يکون خلق و قدر و قضي من الالفاظ المترادفة او ذکر هو سبحانه في موضع آخر ان المراد بالخلق و التقدير و القضاء متي اطلق في القرآن شيء واحد ليکون ذلک حقيقة شرعية الهية دون المجاز في الاطلاق فانه لايطرد کان اتجه التنافي و اذ ليس فليس اذ لاريب ان التقدير غير الخلق في المعني و المدلول و القضاء غير القدر و قد نص

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 545 *»

الله سبحانه علي ذلک في عدة مواضع من القرآن منها قوله تعالي و خلق کل شيء فقدره تقديرا فجعل التقدير بعد الخلق کما يفصح عنه الفاء الدالة علي التعقيب و منها قوله تعالي من نطفة خلقه فقدره لدلالة الفاء علي التعقيب مع التعدد الذکري و منها قوله تعالي الذي خلق فسوي و الذي قدر فهدي و الترتيب الذکري قضاء للحکمة يدل علي الترتيب الوجودي الا ما اخرجه الدليل علي ان جماعة ذهبوا الي ان الواو للترتيب و قد قال سيدنا و مولانا الرضا عليه آلاف التحية و الثناء ان القدر هو الهندسة و وضع الحدود و نص اهل اللغة بذلک کما في الطراز ان تقدير الله سبحانه هو تحديده کل مخلوق بحده (تجده خ‌ل) الذي يوجد له و جعل التقدير تحديد المخلوق فلو کان التقدير هو الخلق کان تحصيلا للحاصل و بالجملة فلاريب ان القدر مبلغ الشيء و حدوده و هو لايکون الا بالخلق و کذلک القضاء غير القدر و الخلق و قد قال سيدنا الکاظم عليه السلام لايکون شيء في الارض و لا في السماء الا بسبعة بمشية و ارادة و قدر و قضاء و اذن و اجل و کتاب و قال عليه السلام في رواية اخري بعلمه کانت المشية و بمشيته کانت الارادة و بالارادة کان القدر و بالقدر کان القضاء و کلمات اهل اللغة و محاورات العرف کلها صريحة في المغايرة و لايحتاج ذلک الجناب المرجع لاولي الالباب الي ذکر شواهد ما ذکرنا من کتب اللغة واهل العرف و ذلک کنقل التمر الي هجر فاذا تحقق ان مدلول هذه الفقرات و الالفاظ متغايرة و کل واحد منها موضوع لمعني غير ما وضع له الآخر فاذن لايعقل ان يکون الحکم الثابت لاحدهما بعينه هو الحکم الثابت للآخر و عند الاختلاف يلزم التنافي و التناقض و هذا شيء معلوم فالآيات الدالة علي الستة الايام کلها متواردة في الخلق وحده دون التقدير و القضاء و هي علي ما ظهر لي بعد الفحص و التتبع التام سبع آيات و الظاهر انها جميع الآيات الواردة في هذا الشأن.

الاولي في سورة الاعراف قال تعالي الله الذي خلق السموات و الارض في ستة ايام ثم استوي علي العرش يغشي الليل النهار.

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 546 *»

الثانية في سورة‌ يونس قال تعالي ان ربکم الله الذي خلق السموات و الارض في ستة ايام ثم استوي علي العرش يدبر الامر.

الثالثة في سورة هود هو الذي خلق السموات و الارض في ستة ايام و کان عرشه علي الماء.

الرابعة في سورة الفرقان الذي خلق السموات و الارض في ستة ايام ثم استوي علي العرش الرحمن فاسئل به خبيراً.

الخامسة في سورة‌الم السجدة الله الذي خلق السموات و الارض و ما بينهما في ستة ايام ثم استوي علي العرش.

السادسة في سورة ق و لقد خلقنا السموات و الارض و ما بينهما في ستة ايام و ما مسنا من لغوب

السابعة في سورة الحديد هو الذي خلق السموات و الارض في ستة ايام ثم استوي علي العرش يعلم ما يلج في الارض الآية.

و هذه الآيات صريحة الدلالة واضحة المقالة علي ان خلق السموات و الارض و ما بينهما في ستة ايام و نحن نقول بموجبها و نعترف بمضمونها ولکن هذا لايستلزم ان يکون احداث جميع احوالها کتقدير اقوات الارض و جعل الرواسي عليها و انزال البرکات فيها و جعل السموات سبع طبقات و ساير صفاتها و احوالها و اضافاتها في الستة فان الشيء له حکم من حيث ذاته و نفسه و له حکم من حيث صفاته و اضافاته و نسبه و روابطه و اقتضاءاته و متمماته و مکملاته و ساير ما يضاف اليه و کل تلک الاضافات لها اجل معدود و حد محدود يظهرها سبحانه في تلک الحدود بالازمان الخاصة بها و الاوقات الموجلة لها و تلک الاوقات و الازمان مختلفة متفاوتة فمنها ما يخلقه الله سبحانه في آن واحد کماقال تعالي و ما امرنا الا واحدة کلمح بالبصر و هو عبارة عن قصر المدة و کناية عنه اذ لو امکن التعبير باقل منها لعبر و منها ما يخلقه سبحانه في يوم واحد علي اختلاف المراد منه کماقال تعالي کل يوم هو في شأن و منها ما يخلقه سبحانه في ايام متعددة کخلق السموات و الارض و مابينهما في ستة

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 547 *»

ايام و تقدير اقوات الارض و جعل الرواسي عليها في اربعة ايام و کخلق عيسي عليه السلام في بطن امه في تسعة ايام و ساير الاجنة في تسعة اشهر او اقل او اکثر و کخلق النباتات و الاثمار و الاشجار و المعادن في الاوقات و الايام المعدودة المعلومة عند اهلها.

و الحاصل ان الله سبحانه خلق السموات و الارض و ما بينهما في حد ذاتها في ستة ايام و ذلک عند نشوها في ذاتها من خلقه سبحانه اياها من البحر الحاصل من ذوبان الياقوتة الحمراء لما نظر اليها سبحانه بنظر الهيبة فسلط عليه الريح فتموج الي ان حصل منه الزبد و صار الدخان فخلق السماء من الدخان و الارض من الزبد فالسماء هو الدخان والارض هو الزبد و ما بينهما هي النجوم و الکواکب و کرة النار و الهواء و الماء و النجوم و ان کانت هي المرکوزة في اصل الفلک الذي هو السماء لکنها ليست من نفسها و لذا لما انشق القمر و نزل حتي دخل جيب رسول الله صلي الله عليه و آله ما انشقت السماء و المشتري لما نزل الي الارض و علم رجلاً (رجل خ‌ل) من اهل الهند علم النجوم ما انشق فلکه و ماانخرق و بالجملة هي خلق آخر خلقه الله سبحانه و اودعها في اصل السماء و هي و الکرة الاثيرية و الهواء بطبقاتها الاربع و الماء هو ما بين السموات و الارض لا ما قيل انه اقوات الارض فان اقوات اهل الارض هي المتولدات الحاصلة من الفصول الاربعة و قد قال تعالي او لم‌ير الذين کفروا ان السموات و الارض کانتا رتقاً ففتقناهما و جعلنا من الماء کل شيء حي و قد روي عن اهل البيت عليهم السلام انه سبحانه فتق السماء بالمطر و الارض بالنبات فکانت السموات و الارض مخلوقة قبل انفتاقهما بالمطر و النبات و قد قال سبحانه انه خلق السموات و الارض في ستة ايام فکانتا موجودتين قبل الاقوات الحاصلة من الماء و المطر.

تفصيل فيه تحصيل: اعلم ان الله سبحانه خلق السموات من دخان البحر و الارض من زبده و النجوم من الشعلات النارية المستجنة في زبد البحر و النار و الهواء و الماء من جسم اکثف من الدخان و الطف من الزبد فهذه الذاتيات

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 548 *»

السماء و الارض و ما بينهما مما تعلق به الخلق و السماء حقيقة وحدانية في ذاتها و لها (له خ‌ل) صلاحية التعدد و الکثرة علي حسب بدو شأنها في علم الغيب فالدخان المثار و ان کان واحداً لکنه صالح لتعدد المراتب و تکثرها و صالح لظهوره باطوار کثيرة من التعدد من کونه اثنين و ثلاثة و اربعة و خمسة و ستة و سبعة و ثمانية و غيرها فتعيينها بالسبعة علي الجهة الخاصة و وقوع کل سماء في محلها الخاص مترتباً (مرتبا خ‌ل) عليها حکم خاص يحتاج الي جعل آخر و لايکفي فيه الجعل الاول و هذا الجعل هو المسمي بالقدر و تعيين الحدود التي هي الهندسة الايجادية و لهذا الجعل احکام و مقتضيات اخر من تعيين ذلک الدخان و تحديده بالطبقات السبع دون غيرها بالاقتضاءات الخاصة و الهيئات و الاوضاع و لادخل لهذا الجعل بالخلق الاول کخلق الخشبة مثلاً صالحة للصور العديدة و الحدود الکثيرة بان تکون صنماً او سريراً او باباً او ضريحاً او صندوقاً او عموداً او غير ذلک و هذا متعلق الخلق و اما جعلها سريراً علي هيئات خاصة و حدود معينة و صورة مشخصة فلابد ان يتعلق به جعل آخر و لايکفي له خلق الخشبة و هذا الجعل متفرع علي الخلق و نحوه غير نحوه قطعا و هذا هو التقدير المتفرع علي الخلق و هو قوله تعالي و خلق کل شيء فقدره تقديراً فاذا عرفت ما ذکرنا عرفت ان الله سبحانه خلق من الدخان حقيقة السموات و هي في نفسها صالحة للتعدد باطوار عديدة فاختصاصها بالسبعة و جعلها طبقات حاوية و محوية متحرکات بالاستدارة و جعل کل سماء ذات مراتب من الخارج المرکز و المتممين و الممثل و اختصاص بعضها بزيادة المدير و بعضها بزيادة الحامل و جعلها مختلفة الحرکات بالجهات و بالجملة وقوع السموات علي هذا النظم بالحدود المعينة يحتاج الي جعل آخر و هو المسمي بالتسوية مرة و بالقضاء اخري.

اما الاول ففي قوله تعالي ثم استوي الي السماء فسويهن سبع سموات فالسماء لاشک انها مخلوقة صالحة للتعدد حتي يتفرع عليها التسوية بالهيئات الخاصة المختلفة فان تسوية کل شيء بحسبه فلو لم‌تکن السماء في نفسها

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 549 *»

متعددة و متکثرة بالصلوح و القابلية لماصح الاتيان بضمير الجمع في قوله تعالي فسويهن و بهذا الاعتبار يقال للسماء سموات في قوله تعالي خلق السموات و الارض في ستة ايام و الدليل علي ان التسوية متأخرة عن الخلق متفرعة عليه قوله تعالي الذي خلقک فسويک فعدلک في اي صورة ما شاء رکبک فجعل سبحانه التسوية بعد الخلق فخلق سبحانه السماء اولا و هي من جهة صلوح التعدد و التکثر يقال لها السموات ثم سواهن سبعاً فيحتاج التسوية الي جعل اخر غير خلقها فان عالم التفصيل دون عالم الاجمال و لايوصف احدهما بما يوصف به الآخر و ذلک معلوم ظاهر.

و اما الثاني ففي قوله تعالي ثم استوي الي السماء و هي دخان فقال لها و للارض ائتيا الي ان قال فقضيهن سبع سموات فقضاء (قضاء خ‌ل) الله سبحانه اياها سبع سموات متأخر عن خلق السموات علي جهة الاجمال و الوحدة الصالحة لجميع الکثرات من سبعة و ستة و ثمانية و خمسة و تسعة و اربعة و عشرة و ثلاثة و هکذا فالاختصاص حکم آخر علي السموات من الله سبحانه رب البريات و هذه التسوية لها اجل معدود و حد محدود.

و بالجملة فالذي استفدته من جميع الآيات القرآنية المتعلقة بهذا الباب ان خلق السموات و الارض من حيث نفسها انما کان في ستة ايام و جمع (جميع خ‌ل) السموات اما لبيان التعدد الصلوحي و الذکري و تعين حدوثها متعددة او تعددها حقيقة من کونها سبع کرات مرتوقة و علي هذا تسويتها و قضاؤها سبع سموات عبارة عن تقسيم کل کرة الي افلاک جزئية و المتممين (المتمين خ‌ل) و الممثل و الاوج و الحضيض و حرکات افلاکها و الحرکات الاعتدالية و التقويمية فيکون (فتکون خ‌ل) المعني خلق السموات السبع فقضيهن سبع سموات علي الوجه الخاص و الهيئة المخصوصة و قد کانت قبل مجملة غير مفصلة و لعل الثاني هو الاقرب و الانسب لظاهر الجمع في الآيات المتعلقة بهذا الشأن و محصول ما ذکرنا ان خلق السموات و الارض من حيث نفسها انما کان في ستة ايام و اما تقدير اقوات الارض و اهلها و جعل الرواسي و اعطاء البرکة و

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 550 *»

توليد المتولدات فلها ايام معدودات و حدود محدودات لا تدخل في ايام خلق السموات لانها لايجاد نفسهما (نفسها خ‌ل) و اما ما عداهما (عداها خ‌ل) فتختلف ايامها و حدودها فمنها في يومين ومنها في اربعة و منها في غيرها فالاربعة الايام التي لجعل الرواسي و تقدير الاقوات و احداث البرکة ليست من تلک الستة و انما هي خارجة عنها و کذلک اليومان لتسوية السماء وقضائها سبع سموات خارجة (خارجان خ‌ل) عن الستة الايام التي خلقت فيها السموات والارض نعم ذکر سبحانه في هذه الآية ان خلق الارض انما کان في يومين و اما خلق السموات و ما بينهما فمقدار تکوينها و تکونها لم‌يذکر الا ان يعرف لجهات اخري بوجوه اخر و ذلک معلوم ظاهر ان شاء الله تعالي فلا تنافي اذا بين الاية الشريفة و غيرها اذ لم‌يذکر (لم‌يکن خ‌ل) فيها ان خلق السموات و الارض کان في ثمانية ايام حتي يتجه الايراد بل المذکور فيها ان خلق الارض في يومين و تقدير اقوات الارض في اربعة ايام و جعل طبقات السموات و تسويتها بعد خلقها في يومين و الآيات الاخر دلت علي ان خلق السموات و الارض في ستة ايام و اين الخلق من القدر و القضاء فلو قال سبحانه خلق الارض في يومين و قدرها في اربعة ايام لم‌يکن تناقضاً فکيف ما اذا قال و قدر فيها اقواتها في اربعة ايام و لا ريب ان القدر و القضاء متفرعان و مترتبان علي الخلق و قد اجمع العلماء من اهل الباطن و الظاهر انهما شيئان و ان اختلفوا في معناهما و تقدم القدر علي القضاء و العکس و اي تناف حينئذ و لست ادري ان المفسرين لم‌ لم‌ينظروا في مدلول الالفاظ الالهية بحسب القواعد القرآنية و اللغوية حتي ينکشف المراد بتزييل الفؤاد و لم‌ارتکبوا التجوزات حتي اوقعوا انفسهم في الاشکالات و تخيل المناقضة و المنافاة في الآيات التي قد شهد الله تعالي لها بالوفاق و عدم الاختلاف الا في التعبيرات لاقتضاء الجمع بين الظواهر و البواطن بالآيات المحکمات و المتشابهات و ذلک ليس باختلاف و انما هو تأسيس حکم الاتفاق مع ان هذه الآية ليست من هذا القبيل و لا اختلاف ايضاً في ظاهر اللفظ و لا في التأويل فلايحتاج اذن الي التکلفات التي تکلفوها و الوجوه

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 551 *»

التي وجهوها و الاقوال التي قالوها و الاعتراضات التي اوردوها مما کتبوه في زبرهم و سطروه في دفاترهم و کتبهم و هي کما ذکر جنابک العالي المحروس عن طوارق الايام و الليالي انهم قد وفقوا بما لااري عليه آثار التوفيق و لاتلوح علي آفاقه انوار التحقيق.

فان قلت ان توهم المنافاة بين الآية و الآيات لعله لاجل ما روي عن مولانا جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام و ما ذکره صاحب الکشاف مسنداً الي القيل ان الله سبحانه في يوم الاحد و الاثنين خلق الارضين و خلق اقواتها في يوم الثلثاء و خلق السموات يوم الاربعاء و يوم الخميس و خلق اقواتها يوم الجمعة و ذلک قول الله سبحانه خلق السموات و الارض و ما بينهما في ستة ايام.

قلت ان هذه الرواية منافية لصريح الاية لانه سبحانه نص علي ان اقوات الارض في اربعة ايام کماقال سبحانه و جعل فيها رواسي و بارک فيها و قدر فيها اقواتها في اربعة ايام و في هذه الرواية دلالة علي ان اقوات الارض في يوم واحد و اقوات السماء في يوم آخر و هذه منافاة ظاهرة مع کتاب الله و منافية ايضا للمنظومة التي وردت عن اميرالمؤمنين عليه السلام:

لنعم اليوم يوم السبت حقا

لصيد ان اردت بلا امتراء

و في الاحد البناء لان فيه

تبدي الله في خلق السماء

و هي کماتري صريحة بان خلق السماء يوم الاحد و في الرواية ان خلقها يوم الاربعاء.

و بالجملة فبعد الاغماض عن المناقشة في السند و منافاتها للقرآن التي توجب طرحها اذ ليس هناک تخصيص حتي يقال ان الکتاب يخصص بالخبر الواحد و منافاتها للمنظومة التي توجب و هاهنا نقول انه لا منافاة بينها و بين ما ذکرناه (ذکرنا خ‌ل) مما هو صريح القرآن و اللغة بل العرف لان المذکور في الرواية المذکورة ان الاقوات قد خلقت في يومين لا انها قدرت و بين الخلق و التقدير بون بعيد کما اشرنا اليه سابقاً مکرراً فخلق الاقوات عبارة عن ايجاد ذاتياتها و موادها و عللها و اسبابها التي منها خلق النجوم و الکواکب و البروج و العناصر و هذه اسباب و علل جوهرية منها فاعلية و منها مادية لتقدير الاقوات و

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 552 *»

تفصيلها و تمييزها علي الحدود المعلومة المشخصة المعينة فاذا وجدت مادة الاقوات و ذاتياتها المعبر عنها بالخلق قدرت و فصلت علي الاطوار المعلومة من اطوار النبات و الجماد و المعادن و ساير الاطوار و الادوار من الانواع و الاجناس و الاصناف و ساير الاضافات و الاحوال فهذا التقدير و التصوير انما کان في الاربعة الايام و اصل الخلق في المادة الاولية انما کان في اليومين نعم قد ظهر من هذه الرواية ان خلق الاقوات التي هي ما بينهما في الکون الاول انما کان في يومين و الله سبحانه قد نص ان خلق الارض ايضاً في يومين فثبت بالضرورة بعد ضم الآية و الرواية ان خلق السموات ايضا في يومين و ذلک تمام الستة و اما تسوية السموات سبعاً و الارضين سبعا فانما هي بجعل جديد في مدة علي حدة و تلک المدة ايضاً يومان کما نص عليه سبحانه و تقدير اقوات الارض اربعة ايام غير اليومين و غير الستة الايام و انما کررت العبارة و رددتها لزيادة البيان و التبيان فاني قد رأيت فحولا من العلماء الاعلام زلت لهم الاقدام في هذا المقام و ما توفيقي الا بالله عليه توکلت و اليه انيب هذا مختصر المقال مما يتعلق بالامر الاول.

و اما الامر الثاني فاعلم ان اليوم له اطلاقات کثيرة و تعبيرات عديدة فلنذکر ما وصل الينا من تلک الاطلاقات بعد اعطاء النظر حقه ثم ننظر اي اطلاق منها يصح حمل الآية الشريفة عليه فنقول ان اليوم يطلق علي امور کثيرة:

الاول وقت‌ما اي مطلق الوقت طال او قصر ليل او نهار کقوله تعالي و من يولهم يومئذ دبره, و الامر يومئذ لله و امثاله من الايات.

الثاني ما بين الطلوعين و ما بين الغروبين و يسمي يوم الايلاج و هو من معاني قوله تعالي يولج الليل في النهار و ذلک عند غيبوبة قرص الشمس يولج الليل في النهار الي ان يغشاه و يولج النهار في الليل و ذلک من طلوع الفجر الصادق الي ان يغشي النهار الليل.

الثالث الغشيان اي غشيان الليل النهار و هو غروب الحمرة المغربية الي طلوع الفجر الکاذب و هو قوله تعالي يغشي الليل النهار (النهار و غشيان النهار

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 553 *»

الليل خ‌ل) و هو بعد طلوع الشمس الي سقوط القرص و منه قوله تعالي فلما تغشيها حملت حملاً خفيفاً فافهم الدقيقة بسر الحقيقة و يسمي ذلک يوم الغشيان.

الرابع النهار و هو قوله تعالي سبع ليال و ثمانية ايام و يقسم هذا اليوم في الغالب علي اثنتي عشرة ساعة لاتزيد و لاتنقص طال النهار او قصر و تسمي (يسمي خ‌ل) تلک بالساعات المعوجة لاختلاف مقاديرها باختلاف الايام طولاً و قصراً و تسمي بالساعات الزمانية ايضا لانها نصف سدس زمان النهار و تعرف تلک الساعات بنقصان الظل و زيادته بحسب الاقدام و المراد بالقدم سبع الشاخص فالساعة الاولي من اول طلوع الشمس الي ان يصير الظل ثمانية و عشرين قدماً الثانية من ذلک الحد الي ان يبلغ ثمانية عشر قدماً الثالثة (الثالثة منه خ‌ل) الي ان يبلغ تسعة اقدام الرابعة منه الي ستة اقدام الخامسة منه الي ان يصير الظل ثلاثة اقدام السادسة منه الي تمام الظل او منتهي حد النقصان و هو الزوال و النصف الاخر من النهار علي حسب زيادة الظل من الزوال علي النحو المذکور الي ان يبلغ ثمانية و عشرين قدماً و الباقي الي تمام غروب الشمس هي الساعة الثانية عشرة و هذه القسمة بهذه النسبة لاتختلف بحسب طول النهار و قصرها و يقسم الليل ايضاً علي مقايسة النهار حرفاً بحرف و اغلب احکام اهل النجوم و اهل الاوفاق و اهل البسط و التکسير و اهل الشرع مبنية علي هذه الساعات و لکل من ساعات الليل و النهار اسماء معروفة عند العرب اما اسماء ساعات النهار فالاولي تسمي البکور و الذرور و الثانية الشروق و البزوغ و الثالثة الغدو و الضحي و الاشراق و الرابعة الضحي و الغزالة و الراد و الخامسة الهاجرة و الضحي و السادسة الظهيرة و الزوال و المتوع و السابعة الرواح و الدلوک و الهاجرة و الثامنة العصر و الاصيل و التاسعة القصر و الاصيل و العصر و العاشرة الاصيل و الصبوح و القصر و الحادي عشرة (الحادية‌عشرة ظ) العشاء و الحدود و الثقل و الثاني عشر (الثانية‌عشرة ظ) الغروب و للصبح اسماء کثيرة و هي الفلق و السطيع و الصديع و الصرام و الصريم و الشميط و الصدف و الشق و الفتق و اما

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 554 *»

ساعات الليل و اسماؤها الاولي الشفق الثانية الغسق الثالثة العتمة الرابعة السدفة الخامسة الجهمة السادسة الزلفة السابعة البهرة الثامنة السحرة التاسعة السحرة العاشرة الفجر الحادي‌عشرة (الحادية‌عشرة ظ) الصبح الثاني‌عشرة (الثانية‌عشر خ‌ل) (الثانية عشرة ظ) الصباح و اما الليل و النهار فلهما اسماء کثيرة عند العرب و الذي وقفت عليه منها (فيها خ‌ل) الدائبان و الصرفان (الصيرفان خ‌ل) و الجديدان و الاجدان و الحاديان و الاصرمان و الملوان و العصران و الردفان و الصرعان و الاثرمان و المتباديان و الفتيان و الطريدان و ابناسبات و ابناجمير و ابناسمير و للغداة و العشي اسماء منها البردان و الابردان و العصران (العصران و الصرعان خ‌ل) و الضرعان و القرنان و الکرتان و هذه الاسماء و ان طال بذکرها الکلام الا ان ذکرها (بذکرها خ‌ل) لايخلو من فوائد فلنرجع الي اطلاقات اليوم فنقول.

الخامس مقدار حرکة کرة الفلک الاعظم المسمي بالعرش و الاطلس و محدد الجهات و فلک الافلاک من نقطة مفروضة الي انتهاء الحرکة اليها و هو اليوم المعروف بين عامة الناس و خواصها و عليه بنيت الاسابيع و الشهور و الاعوام لنسبة ‌الي مبدأ الاجسام و اعظم الافلاک و اشرف الکرات و حرکته اسرع الحرکات و اولها و هذا هو مجموع الليل و النهار کما في قوله تعالي آيتک الا تکلم الناس ثلثة ايام الا رمزاً و يختلف الليل و النهار في هذا اليوم حسب اختلاف الآفاق و الاقاليم فمنها يتفق دور جميع الکرة نهاراً و منها ليلاً و منها مختلفة في الطول و القصر بحسب الفصول و الآفاق و هما و ان کان تمايزهما بالشمس و لادخل لهما باصل اليوم ولکنه حيث ان الشمس مسخرة لهذا الفلک الاعظم و الارض حائلة تحقق الليل و النهار بحسب خفاء الشمس تحت الارض و بروزها و طلوعها فوق الارض (الافق خ‌ل) و الا فمدار اليوم علي حرکة الفلک الاعظم لا غير و هو لکونه مبدأ الاجسام کان الطفها فکان اخفها فکان اسرعها فيقطع الدورة لکمال السرعة في اربعة و عشرين ساعة و في کل ساعة يقطع خمس عشرة درجة فقسمت ايامها باربع و عشرين ساعة.

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 555 *»

السادس مقدار قطع الفلک الثامن فلک البروج فلک المنازل تمام الدورة و هو المسمي بيوم الکرسي و مقدار هذا اليوم علي ما يرجح عندي و يقوي في نظري مما استنبطته من الاخبار و صحيح الآثار و برهان (البرهان خ‌ل) العقل المستنير و دليل الحکمة الذي هو الکتاب المنير مقدار ثلاثين الف سنة من سني الفلک الاعظم و لاتختلف هذه الايام بالطول و القصر کغيرها من الايام و انما تختلف مقادير الليل و النهار بحسب مکث الشمس فوق الارض و تحتها و ينقسم هذا اليوم الي اربع و عشرين ساعة و کل ساعة الف و مأتان و خمسون سنة.

السابع مدة قطع اوج زحل تمام الدورة و هو المسمي بيوم اوج زحل و مقداره کيوم الکرسي يوما و ساعة.

الثامن مقدار مدة قطع الفلک الممثل لزحل تمام الدورة و هو المسمي بيوم ممثل زحل و مقداره کيوم اوجه يوماً و ساعة.

التاسع مدة مقدار قطع الفلک الخارج المرکز لزحل و هو المسمي بيوم حامل زحل و مقداره تسع و عشرون سنة و خمسة اشهر و عشرة ايام و اربع ساعات و کل ساعة من هذا اليوم اربعة عشر شهرا و ثمانية و عشرون يوما و اربع ساعات و ثلاثون دقيقة من الفلک الاعظم.

العاشر مقدار مدة قطع فلک تدوير زحل تمام الدورة و هو سنة و ثلاث (ثلاثة ظ) عشر يوماً و کل ساعة منه خمسة‌عشر يوماً و ثلاث عشرة (ثلاث عشر خ‌ل) ساعة و هو المسمي بيوم تدوير زحل.

الحادي‌عشر مقدار مدة قطع الکوکب زحل بالحرکة الاعتدالية تمام الدورة و هو المسمي بيوم زحل وهو ثلاثون سنة و کل ساعة من يومه سنة و ثلاثة اشهر.

الثاني‌عشر نهار السبت و ليلة الاربعاء و هو المسمي بيوم زحل ايضاً لکن لا علي المعني السابق.

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 556 *»

الثالث‌عشر مجموع الساعات الاربع و العشرين الممتزجة في ايام الاسبوع و هو المسمي بيوم زحل من ايام الشأن فالساعة الاولي و هي الساعة الاولي من يوم (ايام خ‌ل) السبت و الثانية هي الثامنة (الثانية خ‌ل) منه و الساعة الثالثة هي الخامسة (الخاصة خ‌ل) من يوم الاحد الساعة الرابعة هي الثانية‌عشر (عشرة ظ) منه الساعة الخامسة هي الثانية من يوم الاثنين الساعة السادسة هي التاسعة منه الساعة السابعة هي السادسة من يوم الثلثاء الساعة الثامنة هي الساعة الثالثة من يوم الاربعاء الساعة التاسعة هي العاشرة منه الساعة العاشرة هي السابعة من يوم الخميس الساعة الحادية‌عشر (الحادية عشرة خ‌ل) هي الرابعة من الجمعة الساعة الثانية‌عشر (الثانية‌عشرة خ‌ل) هي الحادية عشرة من يوم الجمعة الساعة الثالثة‌عشر (الثالثة عشرة ظ) هي الاولي من ليلة الاربعاء الساعة الرابعة‌عشر (الرابعة عشرة ظ) هي الثامنة من ليلة الاربعاء الساعة الخامسة‌عشر (الخامسة‌عشرة ظ) هي الخامسة من ليلة الخميس الساعة السادسة‌عشر (السادسة عشرة ظ) هي الثانية عشرة من ليلة الخميس الساعة السابعة عشر (السابعة عشرة ظ) هي الثانية من ليلة الجمعة الساعة الثامنة عشر (الثامنة عشرة ظ) هي التاسعة منها الساعة التاسعة‌عشر (التاسعة عشرة ظ) السادسة من ليلة‌السبت الساعة العشرون الثالثة من ليلة‌الاحد الساعة الحادية و العشرون العاشرة من ليلة الاحد الساعة الثانية و العشرون هي السابعة من ليلة الاثنين الساعة الثالثة و العشرون هي الساعة الرابعة من ليلة الثلثاء الساعة الرابعة و العشرون الحادية عشرة من ليلة‌ الثلثاء و هذا المجموع يسمي بيوم السبت و علة الامتزاج اختلاط الطبايع و تعديلها لحصول المزاج ليوجد شأن من الشؤون الالهية و يبدو وجه من الخزاين الغيبية.

الرابع‌عشر مقدار مدة قطع اوج المشتري تمام الدورة و يسمي بيوم اوج المشتري و هو کيوم الکرسي حرفاً بحرف يوماً و ساعة.

الخامس‌عشر مقدار مدة قطع الفلک الممثل للمشتري تمام الدورة و هو المسمي بيوم ممثل المشتري و هو کيوم اوجه حرفاً بحرف يوماً و ساعة.

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 557 *»

السادس‌عشر مقدار مدة (مدة قطع خ‌ل) فلک الخارج المرکز للمشتري تمام الدورة و هو المسمي بيوم حامل المشتري و مقداره احدي عشرة سنة و عشرة اشهر و احدي عشرة ساعة من ايام الفلک الاعظم و کل ساعة يکون خمسة اشهر و خمسة عشر يوماً و سبع و عشرين دقيقة و ثلاثين ثانية.

السابع‌عشر مقدار مدة قطع تدوير المشتري تمام الدورة و هو المسمي بيوم تدوير المشتري و هو سنة و اربع و ثلاثون يوماً و کل (يوما کل خ‌ل) ساعة منه ستة عشر يوماً و عشر ساعات من ايام الفلک الاعظم و ساعاته.

الثامن‌عشر مقدار مدة قطع المشتري بالحرکة الاعتدالية تمام الدورة و هو المسمي بيوم المشتري و هو اثنتاعشرة سنة فيکون کل ساعة منه ستة اشهر.

التاسع‌عشر نهار الخميس و ليلة الاثنين لظهور سلطنة المشتري و معظم آثاره فيهما و مجموعهما هو (و هو خ‌ل) المسمي بيوم المشتري.

العشرون مجموع الساعات الاربع و العشرين الممتزجة في ايام الاسابيع لتحقق الايتلاف و دفع التنافر و الاختلاف و حصول المزاج و ظهور الابتهاج الساعة الاولي هي الساعة الاولي من يوم الخميس الثانية هي الثامنة منه الثالثة هي الخامسة من يوم الجمعة الرابعة هي الثانية عشرة منه الخامسة هي الثانية من يوم السبت السادسة هي التاسعة منه السابعة هي السادسة من يوم الاحد الثامنة هي الثالثة من يوم الاثنين التاسعة هي العاشرة منه العاشرة هي السابعة من يوم الثلاثاء الحادية‌عشرة هي الرابعة من يوم الاربعاء الثانية‌عشرة هي الحادية‌عشرة من يوم الاربعاء الثالثة‌عشرة (الثالثة‌عشر خ‌ل) الاولي من ليلة الاثنين الرابعة‌عشرة (الرابعة‌عشر خ‌ل) الثامنة من ليلة الاثنين الخامسة‌عشرة (الخامسة‌عشر خ‌ل) الخامسة من ليلة الثلثا السادسة‌عشرة (السادسة‌عشر خ‌ل) الثانية عشرة منها السابعة عشرة (السابعة عشر خ‌ل) الثانية من ليلة الاربعاء الثامنة‌عشرة (الثامنة‌عشر خ‌ل) التاسعة منها التاسعة عشرة (التاسعة عشر خ‌ل) السادسة من ليلة الخميس العشرون الثالثة من ليلة الجمعة الحادية و العشرون العاشرة منها الثانية و العشرون السابعة من ليلة

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 558 *»

السبت الثالثة و العشرون الرابعة من ليلة الاحد الرابعة و العشرون الحادية عشرة من ليلة الاحد و هذا المجموع يسمي بيوم الخميس من ايام الشأن.

الحادي‌والعشرون مقدار مدة قطع اوج المريخ تمام الدورة و هو المسمي بيوم اوج المريخ و هو ثلاثون الف سنة علي المختار من ايام الفلک الاعظم و کل ساعة منه الف و مأتان و خمسون سنة.

الثاني ‌‌والعشرون مقدار مدة قطع الفلک الممثل للمريخ تمام الدورة و هو المسمي بيوم ممثل المريخ و هو کيوم اوجه حرفاً بحرف.

الثالث‌والعشرون مقدار مدة قطع الخارج المرکز (للمرکز خ‌ل) للمريخ تمام الدورة و هو المسمي بيوم حامل المريخ و هو سنة و عشرة اشهر و احد و عشرون يوماً و ثلاث و عشرون ساعة من ايام الفلک الاعظم و کل ساعة منه سبعة و عشرون يوماً و اربع‌عشرة ساعة.

الرابع‌والعشرون مقدار مدة قطع فلک تدوير المريخ تمام الدورة و هو المسمي بيوم تدوير المريخ و هو سنتان و تسعة و اربعون يوماً و کل ساعة منه احد و ثلاثون يوماً و ساعة واحدة.

الخامس‌والعشرون مقدار قطع الکوکب المريخ تمام الدورة بالحرکة الاعتدالية و هو اثنان و عشرون شهراً و خمسة‌عشر يوماً و کل ساعة من يومه ثمانية‌وعشرون يوماً و ثلاث ساعات و خمسون دقيقة.

السادس‌ و العشرون نهار الثلاثاء و ليلة السبت لظهور سلطنته فيهما و بروز آثاره لديهما.

السابع‌ و العشرون مجموع الساعات الاربع و العشرين الممتزجة المتداخلة في ايام الاسبوع الساعة الاولي الاولي من يوم الثلاثاء الساعة الثانية الثامنة من يوم الثلاثاء الثالثة الخامسة من يوم الاربعاء الرابعة الثانية‌عشر من يوم الاربعاء الخامسة الثانية من يوم الخميس السادسة التاسعة من يوم الخميس السابعة السادسة من يوم الجمعة الثامنة الثالثة من يوم السبت التاسعة العاشرة منه العاشرة السابعة من يوم الاحد الحادية‌عشرة الرابعة من يوم الاثنين الثانية‌عشرة

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 559 *»

الحادية‌عشرة منه الثالثة‌عشرة (الثالثة‌عشر خ‌ل) الاولي من ليلة السبت الرابعة‌عشرة (الرابعة‌عشر خ‌ل) الثامنة منها الخامسة‌عشرة (الخامسة‌عشر خ‌ل) الخامسة من ليلة الاحد السادسة‌عشرة (السادسة‌عشر خ‌ل) الثانية عشرة منها السابعة‌عشرة(السابعة عشر خ‌ل) الثانية من ليلة الاثنين الثامنة عشرة(الثامنة عشر خ‌ل) التاسعة منها التاسعة عشرة (التاسعة عشر خ‌ل ) السادسة من ليلة الثلاثاء العشرون الثالثة من ليلة الاربعاء الحادية و العشرون العاشرة منها الثانية و العشرون السابعة من ليلة الخميس الثالثة و العشرون الرابعة من ليلة الجمعة الرابعه و العشرون الحادية عشرة من ليلة الجمعة و هذه الساعات الممتزجة المتداخلة المعوجة هي المسماة بيوم الثلاثاء.

الثامن و العشرون مقدار مدة قطع اوج الشمس تمام الدورة و هو المسمي بيوم اوج الشمس و هو کيوم الکرسي يوماً و ساعة.

التاسع و العشرون مقدار مدة قطع الفلک الممثل للشمس تمام الدورة و هو المسمي بيوم ممثل الشمس و هو کيوم اوجه حرفاً بحرف.

الثلاثون مقدار مدة قطع الفلک الخارج المرکز للشمس تمام الدورة و هو المسمي بيوم الخارج المرکز و هو سنة و خمسة ايام و ست ساعات تقريباً و کل ساعة منه خمسة‌عشر يوماً و خمس ساعات و خمس‌عشرة دقيقة.

الحادي و الثلاثون مقدار قطع کوکب الشمس بالحرکة الاعتدالية و هو ثلاثمائة و خمس و ستون يوماً و کل ساعة من يومه خمسة عشر يوما.

الثاني و الثلاثون نهار الاحد و ليلة الخميس و هو المسمي بيوم الشمس لظهور سلطنتها فيها (فيهما خ‌ل) و بروز غالب آثارها لديها (آثارهما لديهما خ‌ل) الثالث و الثلاثون مجموع الساعات الاربع و العشرين (العشرون خ‌ل) الممتزجة المتداخلة في ايام الاسبوع الساعة الاولي الاولي من يوم الاحد الثانيه الثامنة منه الثالثة الخامسة من يوم الاثنين الرابعة الثانية عشرة (الثانية عشر خ‌ل) منه الخامسة الثانية من يوم الثلاثاء السادسة التاسعة منه السابعة السادسة من يوم الاربعاء الثامنة الثالثة من يوم الخميس التاسعة العاشرة منه العاشرة السابعة

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 560 *»

من يوم الجمعة الحادية عشرة الرابعة من يوم السبت الثانية عشرة الحادية عشرة منه الثالثة عشرة (الثالثةعشر خ‌ل) الاولي من ليلة الخميس الرابعة عشرة (الرابعةعشر خ‌ل) الثامنة منها الخامسةعشرة (الخامسة عشر خ‌ل) الخامسة من ليلة الجمعة السادسة عشرة (السادسةعشر خ‌ل) الثانية عشرة منها السابعة عشرة (السابعةعشر خ‌ل) الثانية من ليلة السبت الثامنة عشرة (الثامنةعشر خ‌ل) التاسعة منها التاسعة عشرة (التاسعةعشر خ‌ل) السادسة من ليلة الاحد العشرون الثالثة من ليلة الاثنين الحادي (الحادية خ‌ل) و العشرون العاشرة من ليلة الاثنين الثاني (الثانية خ‌ل) و العشرون السابعة من ليلة الثلاثاء الثالث (الثالثة خ‌ل) و العشرون الرابعة من ليلة الاربعاء الرابع (الرابعة خ‌ل) و العشرون الحادية‌عشرة منها و هذا المجموع الممتزج هو المسمي بيوم الاحد من ايام الشأن.

الرابع و الثلاثون مقدار (مقدار مدة خ‌ل) قطع اوج الزهرة تمام الدورة و هو المسمي بيوم اوج الزهرة و هو کيوم اوج الشمس حرفاً بحرف يوماً و ساعة.

الخامس و الثلاثون مقدار مدة قطع الفلک الممثل للزهرة تمام الدورة و هو المسمي بيوم ممثل الزهرة و هو کيوم اوجه بلاخلاف.

السادس و الثلاثون مقدار مدة قطع الفلک الخارج المرکز للزهرة تمام الدورة و هو المسمي بيوم حامل الزهرة و هو ثلاثمائة و خمس (و خمسة ظ) و ستون يوماً و ربع يوم الا جزءاً من ثلاثمائة جزء و کل ساعة منه خمسةعشر يوماً و خمس ساعات و خمس‌عشرة خمس‌عشر خ‌ل) دقيقة من ايام الفلک الاعظم و ساعاته و دقائقه.

السابع و الثلاثون مقدار مدة قطع فلک تدوير الزهرة تمام الدورة و هو المسمي بيوم تدوير الزهرة و هو سنة و ثمانية اشهر و تسعة ايام و کل ساعة منه سبعة‌عشر (ساعة سبعة‌عشر خ‌ل) يوماً و تسع ساعات.

الثامن و الثلاثون مقدار قطع کوکب الزهرة تمام الدورة بالحرکة الاعتدالية و هو المسمي بيوم الزهرة و هو کيوم الشمس حرفاً بحرف.

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 561 *»

التاسع و الثلاثون نهار يوم الجمعة و ليلة الثلثاء لظهور سلطنته فيهما و بروز معظم آثاره لديهما.

الاربعون مجموع الساعات الاربع و العشرين الممتزجة المتداخلة في ايام الاسبوع الساعة الاولي الاولي من يوم الجمعة الثانية الثامنة منه الثالثة الخامسة من يوم السبت الرابعة الثانية عشرة منه الخامسة الثانية من يوم الاحد السادسة التاسعة منه (منها خ‌ل) السابعة السادسة من يوم الاثنين الثامنة الثالثة من يوم الثلاثاء التاسعة العاشرة من يوم الثلاثاء العاشرة السابعة من يوم الاربعاء الحادية عشرة الرابعة من يوم الخميس الثانية عشرة الحادية عشرة منه الثالثة عشرة الاولي من ليلة الثلاثاء الرابعة عشرة (الرابعة‌عشر خ‌ل) الثامنة منها الخامسة عشرة (الخامسة عشر خ‌ل) الخامسة من ليلة الاربعاء السادسة عشرة (السادسة عشر خ‌ل) الثانية عشرة منها السابعة عشرة (السابعة‌عشر خ‌ل) الثانية من ليلة الخميس الثامنة عشرة (الثامنة‌عشر خ‌ل) التاسعة منها التاسعة عشرة (التاسعة عشرخ‌ل) السادسة من ليلة الجمعة العشرون الثالثة من ليلة السبت الحادي ( الحادية خ‌ل) و العشرون العاشرة منها الثاني (الثانية خ‌ل) و العشرون السابعة من ليلة الاحد الثالث (الثالثة خ‌ل) و العشرون الرابعة من ليلة الاثنين الرابع (الرابعة خ‌ل) و العشرون الحادية عشرة منها و هذا المجموع الممتزج هو المسمي بيوم الجمعة من ايام الشأن.

الحادي و الاربعون مقدار مدة قطع اوج مدير عطارد تمام الدورة و هو المسمي بيوم اوج المدير و هو کيوم اوج الزهرة حرفاً بحرف.

الثاني و الاربعون مقدار مدة قطع اوج کوکب عطارد تمام الدورة و هو المسمي بيوم اوج عطارد و هو کيوم اوج المدير حرفاً بحرف يوماً و ساعة.

الثالث و الاربعون مقدار مدة قطع الفلک الممثل لعطارد تمام الدورة و هو المسمي بيوم ممثل عطارد و هو کيوم اوجه يوماً و ساعة.

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 562 *»

الرابع و الاربعون مقدار (مقدار مدة خ‌ل) قطع فلک مدير عطارد تمام الدورة و هو المسمي بيوم المدير و مقداره سنة و خمسة ايام و ست ساعات تقريباً و کل ساعة منه نصف شهر و خمس ساعات و ربع.

الخامس و الاربعون مقدار مدة قطع الخارج المرکز لعطارد تمام الدورة و هو المسمي بيوم حامل عطارد و هو کيوم حامل الزهرة يوماً و ساعة.

السادس و الاربعون مقدار مدة قطع فلک تدوير عطارد تمام الدورة و هو المسمي بيوم تدوير عطارد و مقداره ثلاثة اشهر و احد و عشرون يوما و اثنان و عشرون ساعة و اربعون دقيقة تقريباً و کل ساعة منه اربعة ايام و ثلاث عشرة ساعة و اربع دقايق و ست ثواني.

السابع و الاربعون مقدار مدة قطع عطارد تمام الدورة بالحرکة الاعتدالية و هو المسمي بيوم عطارد و هو کيوم الزهرة حرفاً بحرف.

الثامن و الاربعون نهار يوم الاربعاء و ليلة الاحد لظهور سلطنته فيهما و بروز آثاره لديهما.

التاسع و الاربعون مجموع الساعات الممتزجة المتداخلة في ايام الاسبوع الساعة الاولي الاولي من يوم الاربعاء الثانية الثامنة منه الثالثة الخامسة من يوم الخميس الرابعة الثانية عشرة منه الخامسة الثانية من يوم الجمعة السادسة التاسعة من يوم الجمعة السابعة السادسة من يوم السبت الثامنة الثالثة من يوم الاحد التاسعة العاشرة منه العاشرة السابعة من يوم الاثنين الحادية عشرة الرابعة من يوم الثلاثاء الثانية عشرة الحادية عشرة (الثانية عشر الحادية عشر خ‌ل) منه الثالثة عشرة (الثالثة عشر خ‌ل) الاولي من ليلة الاحد الرابعة عشرة (الرابعة عشر خ‌ل) الثامنة منها الخامسة عشرة (الخامسة عشر خ‌ل) الخامسة من ليلة الاثنين السادسة عشرة الثانية عشرة (السادسة عشر الثانية عشر خ‌ل) منها السابعة عشرة (السابعة عشر خ‌ل) الثانية من ليلة الثلاثاء الثامنة عشرة (الثامنة عشر خ‌ل) التاسعة منها التاسعة عشرة (التاسعة عشر خ‌ل) السادسة من ليلة الاربعاء العشرون الثالثة من ليلة الخميس الحادي ( الحادية خ‌ل) و العشرون العاشرة من

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 563 *»

ليلة الخميس الثاني (الثانية خ‌ل) و العشرون السابعة من ليلة الجمعة الثالث (الثالثة خ‌ل) و العشرون الرابعة من ليلة‌ السبت الرابع (الرابعة خ‌ل) و العشرون الحادية عشرة منها و هذا المجموع الممتزج هو المسمي بيوم الاربعاء من ايام الشأن.

الخمسون مقدار مدة قطع اوج القمر تمام الدورة و هو المسمي بيوم اوج القمر و مقداره اثنان و ثلاثون يوماً و کل ساعة منه اثنان و ثلاثون ساعة من ساعات الفلک الاعظم و ايامه.

الحادي و الخمسون مقدار مدة قطع جوزهر القمر تمام الدورة و هو المسمي بيوم الجوزهر و مقداره مقدار الممثلات حرفاً بحرف يوماً و ساعة.

الثاني و الخمسون مقدار مدة قطع الفلک المائل للقمر تمام الدورة و هو المسمي بيوم المائل و هو اثنان و ثلاثون يوماً و کل ساعة منه اثنان و ثلاثون ساعة.

الثالث و الخمسون مقدار مدة قطع فلک الحامل للقمر تمام الدورة و هو المسمي بيوم حامل القمر و هو سبعة و عشرون يوماً و سبع ساعات و ثلاث و اربعون دقيقة و خمسون ثانية و کل ساعة منه سبع و عشرون ساعة و تسع عشرة دقيقة و اربعون ثالثة تقريباً.

الرابع و الخمسون مقدار مدة قطع فلک تدوير القمر تمام الدورة و هو المسمي بيوم تدوير القمر و مقداره سبعة و عشرون يوماً و ثلاث عشرة ساعة و تسع عشرة دقيقة فيکون ساعته يوماً (فيکون ساعة و يوماً خ‌ل) واحداً و ثلاث ساعات و ثلاث و ثلاثين دقيقة و سبع عشرة ثانية و ثلاثين ثالثة.

الخامس و الخمسون مقدار مدة قطع کوکب القمر بالحرکة الاعتدالية تمام الدورة و هو المسمي بيوم القمر و مقداره يکون سبعة و عشرين يوماً و ثلث يوم فيکون کل ساعة من يومه سبعاً و عشرين ساعة و عشرين دقيقة.

السادس والخمسون نهار يوم الاثنين و ليلة الجمعة لظهور سلطانه و عظم (اعظم خ‌ل) برهانه فيهما.

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 564 *»

السابع و الخمسون مجموع الساعات الاربع و العشرين الممتزجة المتداخلة في ايام الاسبوع الساعة الاولي الساعة الاولي من يوم الاثنين الثانية الثامنة منه الثالثة الخامسة من يوم الثلاثاء الرابعة الثانية عشرة منه (منها خ‌ل) الخامسة الثانية من يوم الاربعاء السادسة التاسعة منه السابعة السادسة من يوم الخميس الثامنة الثالثة من يوم الجمعة التاسعة العاشرة منه العاشرة السابعة من يوم السبت الحادية عشرة الرابعة من يوم الاحد الثانية عشرة الحادية عشرة من يوم الاحد الثالثة عشرة (الثالث عشر خ‌ل) الاولي من ليلة الجمعة الرابعة عشرة (الرابعة عشر خ‌ل) الثامنة منها الخامسة عشرة (الخامسة عشر خ‌ل) الخامسة من ليلة السبت السادسة عشرة (السادسة عشر خ‌ل) الثانية عشرة منها السابعة عشرة (السابعة عشر خ‌ل) الثانية من ليلة الاحد الثامنة عشرة (الثامنة عشر خ‌ل) التاسعة منها التاسعة عشرة (التاسعة عشر خ‌ل) السادسة من ليلة الاثنين العشرون الثالثة من ليلة الثلاثاء الحادي (الحادية خ‌ل) و العشرون العاشرة منها الثاني (الثانية خ‌ل) و العشرون السابعة من ليلة الاربعاء الثالث (الثالثة خ‌ل) و العشرون الرابعة من ليلة الخميس الرابع (الرابعة خ‌ل) و العشرون الحادية عشرة من ليلة الخميس.

و عدم تبادر اليوم من هذه الاطلاقات عند عامة الناس و عدم تنصيص الاغلب بذلک ليس لعدم صحة الاطلاق بل لعدم ظهورها و تمايزها و تشخصها منفردة الا تري ان في ارض التسعين لما انفردت حرکة الشمس و تشخصت قالوا ان السنة يوم واحد و کذلک لو فرض تمايز الکرسي حرکته عن حرکة العرش لظهر و تميز يومه عن يومه و اطلق علي کل يومه کما يکون ذلک في اواخر الوجود التي هي اوايله من ظهور المهدي (عليه السلام و عجل الله فرجه خ‌ل) و خروج دابة‌الارض و ماوراءها الي ما شاء الله فعدم الاطلاق لعدم ظهور الموضوع منفرداً بالحکم و اما اولياء الله العارفون به حيث انهم حکماء علماء يضعون الاشياء في مواضعها ميزوا احکامها و عرفوا ايامها فان بواطن الاخبار و تأويلات الآيات و معرفة کلمات العلماء العارفين و العرفاء الواصلين

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 565 *»

منوطة بمعرفة هذه الايام فافهم فقد اسمعتک تغريد الورقاء علي الافنان بفنون الالحان.

تنبيه: اعلم ان اوج الکواکب عبارة عن تمام دورة حرکة نقطة مشترکة بين الممثل و الحوامل في العلويات و الزهرة و بين الممثل و المدير و بين المدير و الحامل في عطارد و بين المائل و الحامل (في عطارد و بين الجوزهر و المائل خ‌ل) في القمر و بين الممثل و الخارج المرکز في الشمس و الحرکة الاعتدالية عبارة عن الحرکة الحاصلة لکل کوکب بعد تمام حصول الحرکات المختلفة الثابتة لافلاکها مثلا الکوکب المشتري له ثلاث حرکات مختلفة حرکة باعتبار فلک ممثله و اوجه و هي علي ما عرفت مقدار مدة ثلاثين الف سنة و حرکة باعتبار حامله و هو مدة احدي عشرة سنة و احدعشر ساعة و حرکة باعتبار تدويره و هو مقدار مدة سنة و اربعة و ثلاثين يوماً و له حرکة اخري خاصة به حاصلة بعد تمام حصول تلک الحرکات المختلفة ومصادمة بعضها بعضاً و ملاحظة التفاوت الواقع بين الحرکات الثلاث و زيادتها و نقصانها بحيث يحصل للکوکب (الکوکب خ‌ل) في کل يوم حرکة متشابهة لحرکة اليوم الثاني و الثالث و هکذا و هذه الحرکة هي المسماة بالحرکات الاعتدالية و هي مختلفة في الکواکب کما ذکرنا فلنرجع الي ما کنا فيه من ذکر اطلاقات اليوم فنقول:

الثامن و الخمسون مقدار مدة الف سنة من ايام الفلک الاعظم و هو المسمي باليوم الربوبي کماقال تعالي و ان يوماً عند ربک کالف سنة مما تعدون و هذا اليوم هو اليوم الواحد المترقي بالمراتب الاربع في کل ما ينسب الي الله لا الايام المتعددة المنضمة بعضها ببعض حتي تبلغ الفاً و هذه تظهر کمال الظهور فاليوم الآخر و ان ظهر في هذه الدنيا للقاطنين فيها فهو في اليوم الآخر ايضاً فافهم.

التاسع و الخمسون مقدار مدة خمسين الف سنة و هو المسمي باليوم الالهي کما في قوله تعالي من الله ذي المعارج تعرج الملئکة و الروح اليه في يوم کان مقداره خمسين الف سنة علي الوجه الذي ذکرنا في اليوم الربوبي و

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 566 *»

السر في ذلک ان المراتب اربع الملک و الملکوت و الجبروت و اللاهوت و کل مرتبة عليا محيطة بالسفلي و اعلي منها بعشر درجات لانها تمام المرتبة فان الله سبحانه تعالي خلق الاشياء من عشر قبضات يعني من سر عشر مراتب و هي الافلاک التسعة و العناصر في کل عالم بحسبه فاذا تمت العشرة و وجدت و تحققت کانت محققة و موجدة للمرتبة السفلي فتکون العليا اوسع احاطة من السفلي بعشر درجات و لذا ترتبت مراتب الاعداد علي الاربع فالعشرات اوسع من الآحاد بعشر بمعني ان کل واحد من العليا عشرة من السفلي و المئات اوسع من کل من العشرات بعشرة و الالف اوسع من کل من المئات بعشر فالوحدة في العليا و الکثرة في السفلي و الالف منتهي المراتب و اقصي الغايات و لذا لم‌تکن مرتبة فوقها الا ما يتفرع منها من اعداد مراتبها و لماکانت العبودية تنتهي الي الربوبية و ان الي ربک المنتهي و عن طريق اهل البيت عليهم السلام العبودية جوهرة کنهها الربوبية فما فقد في العبودية وجد في الربوبية و ما خفي في الربوبية اصيب في العبودية الحديث فماکان في هذه المرتبة اي مرتبة‌ الربوبية الواقعة في الرتبة‌الرابعة من اضافة النسب و الکثرات من جهة التعلقات لا من حيث الذات البحت البات بل من حيث قران الحدود و الانيات يعد الفاً فان کان واحداً فهو الف و ان کان اثنين فهو الفان و هکذا الي ما لا نهاية له فما نسب الي الرب اي الي وجهة الحق کانت هي الغاية القصوي بالنسبة الي ما عداها و لذا قال سبحانه ان يوماً عند ربک کالف سنة مما تعدون و لم‌يقل کالف يوم لان السنة ايضاً في الرتبة الرابعة بالنسبة الي الايام و الاسابيع و الشهور فما (کما فيما خ‌ل) نسب الي الرب کما ان في الآحاد يعد الفاً کذلک في الايام يعد سنة و السنة تعد الفاً فکان اليوم الواحد کالف سنة و الواحد يترقي الي الف و اليوم يترقي الي سنة و ما ذکرنا من اليوم الواحد هو المستفاد من قوله تعالي و ان يوماً فان النکرة تدل علي واحد لا علي التعيين فعلي هذا التحقيق يکون اليوم في کل مقام من المقامات المذکورة يوماً واحداً و ذلک اليوم اذا اعتبر في اعلاه بمرتبة يکون عشراً و اذا

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 567 *»

اعتبر ترقيه في الرتبة‌ الثالثة يکون (تکون خ‌ل) مائة و اذا اعتبر ترقيه في الرتبة‌ الرابعة يکون الفاً فيوم العرش مثلا في هذا الوقت قبل ظهور المهدي (عليه السلام ‌خ‌ل) و خروج الدابة هو اليوم الواحد المقدر باربع و عشرين ساعة المقدرة بطلوع الشمس و غروبها و هو اليوم المتعارف المعلوم عند عامة الناس بلا زيادة و (و لا خ‌ل) نقصان فاذا ترقي الکون و اقتضي ظهور المهدي عجل الله ظهوره و خروج دابة‌الارض کان مقدار ذلک اليوم عشرة و يترقي يوم العرش الي عشرة في ذلک الوقت و کذلک يوم الکرسي يترقي الي عشرة بحسب مقداره و نسبته مع يوم العرش و کذلک ايام ساير الکواکب تترقي الي عشرة و النسبة بين بعضها مع بعض هي بعينها النسبة التي بينها في هذه الدنيا حرفاً بحرف اذ ماتري في خلق الرحمن من تفاوت فاذا ترقي الکون بحيث اقتضي انتقال النشأة الي النشأة الاخري و عدم تحمل النشأة الاولي لاظهار مقتضياتها کترقي الجنين في بطن الام الي ان يقتضي تحوله و انتقاله لعدم تحمل بطن الام لاظهار شؤوناته بتلک الحالة کان اليوم في ذلک المقام اي الحالة بين العالمين و الحالة المتوسطة بين النشأتين و هي حالة فقدان احکام الطرفين کحالة انتقال اليقظان الي المنام و لاريب انه لايحس بها احساساً يجري عليها حکم النوم و اليقظة و الا لکان اما نائماً او مستيقظاً هذا خلف فالحالة المتوسطة بينهما لاتوصف باحوال احدهما و الا لکانت احدهما فاذا ترقي الکون و تأهل للانتقال الي النشأة الاخري کانت الحالة المتوسطة بين النشأتين رتبة ثالثة و هي بين النفختين فاليوم هناک مائة سنة کما ورد في (کما في خ‌ل) الاخبار و صحيح الآثار عن اهل البيت الاطهار ان مابين النفختين اربعمائة سنة لاتزيد و لاتنقص انما کانت المدة اربعمائة سنة دون مائة يوم علي مقتضي القاعدة التي قررناها لان الحالة بين النفختين هي حالة الموت الاکبر للعالم الاکبر و النوم دليله في هذه الدنيا و لايکون ذلک الا بعد تمام فصول العمر الاربعة للجسد و الارواح الثلاثة اي الروح النباتي و الحيواني و الانساني و هي مع الجسد اربعة يقع الموت عليها فالاربعة لهذه الاربعة و السنة (الستة خ‌ل) لتمام فصول العمر و المائة لمقتضي المرتبة فتکون اربعمائة سنة و لما انقضت مدة

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 568 *»

سني نفخة الصعق و ترقي الکون و اقتضي ظهور النشأة الاخري و بروز آثار الاسم الاعظم الله ظهر الکون و الاکوان و المکونات في محشر واحد کما هو مقتضي ظهور ذلک الاسم في مقام الالوهية في رتبة ‌الجامع من قوله تعالي رفيع الدرجات ذو العرش فظهرت الاکوان علي مراتبها في الاعيان عوداً کما کان بدواً فظهر سر النون من کلمة کن لظهور فيکون فظهر الخمسون في العود کما نزل في البدو و هو قوله تعالي کما بدأکم تعودون فکان اليوم الواحد في الدنيا عند الله يعني عند ظهور هذا الاسم الاعظم في الجهة الجامعة الوجه الجامع التفصيلي المفصل (المفصلي خ‌ل) بکتاب الابرار و کتاب الفجار خمسين الف سنة فالالف لترقي (ترقي خ‌ل) الواحد و لماکانت المراتب خمسين کان خمسين الفاً فلما کان اليوم واحداً في الدنيا کان سنة في الاخري فکان ذلک اليوم اي يوم الحساب خمسين الف سنة فکان متحد المصداق متوافق المراد مع قوله تعالي و ان يوماً عند ربک کالف سنة مما تعدون و هو مقتضي اليوم الربوبي و حيث کان اليوم الالهي مقام الجمع اجتمع فيه ظهور اسم الرب عند ظهور الاسم الله و الخمسون تفاصيل ذلک الظهور في عالم الامر الذي هو اول مراتب التفصيل في قوله تعالي کن و انما کان اول ظهور التفصيل خمسين لان التوحيد الظاهر في النقطة و الالف و الحروف و الکلمة التامة و الدلالة التي هي تمام الخمسة انما کانت في عشرة عوالم لمراتب (المراتب خ‌ل) التعينات او لان الطبايع الاربع مع (الطبايع مع خ‌ل) حصول المزاج لظهور طبيعة خامسة و بها تمام الخمسة انما کان في عشرة عوالم بحسبها فکان المجموع خمسين اما العوالم العشرة فهي عالم الامکان و عالم الفؤاد و عالم القلب و عالم العقل و عالم الروح و عالم النفس و عالم الطبيعة و عالم المادة و عالم المثال و عالم الاجسام و الخمسون في وجه الرب و وجهة الحق في العالم الاول الذي هو الآخر يکون خمسين الف سنة و اليه يشير قول النبي صلي الله عليه و ‌آله و سلم ان المحشر له خمسون موقفا و کل موقف يقف الخلايق فيه الف سنة فيکون المجموع خمسين الف سنة و هذا مجمل المقال في هذه الاحوال.

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 569 *»

الستون الحقيقة المحمدية باعتبار ظهورها في حدود الولاية المطلقة کما قال سيدنا و مولانا علي بن محمد الهادي العسکري في تفسير قول النبي صلي الله عليه و آله و سلم لاتعادوا الايام فتعاديکم نحن الايام فمن عادانا في الدنيا نعاديه يوم القيامة فالسبت (فالسبت هو خ‌ل) رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و الاحد اميرالمؤمنين عليه السلام الحديث.

الحادي و الستون الاصول و الفروع کما روي عن طريق اهل البيت عليهم السلام السبت نحن و الاحد شيعتنا و الاثنين بنوامية و الثلاثاء شيعتهم و الاربعاء بنوالعباس و الخميس شيعتهم و الجمعة هو الاسم الاعظم.

الثاني و الستون النعماء و قد صرح به في القاموس من اطلاقات اليوم.

الثالث و الستون الثواب و العقاب کما ذکر اهل التفسير في قوله تعالي و ذکرهم بايام الله اي بثوابه و عقابه.

الرابع و الستون المرتبة کما افاد الشيخ العلامة الاوحد استادنا و سنادنا و عمادنا الشيخ احمد بن زين‌الدين في بعض فوائده ان کل شيء انما يتکون في ستة ايام اي في ست رتب اليوم الاول يوم الکم و اريد به القدر الجوهري اي قدر المادة قلة و کثرة لا الکم الاصطلاحي فانه من الاعراض و ان کان جسما نورانيا لکن اهل البيت يسمونه ظل النور و انه عندهم بدن نوراني لا روح له اي لا مادة فيه و اليوم الثاني الکيف بجميع انواعه و اليوم الثالث الوقت و هو في کل شيء بحسبه و اليوم الرابع المکان و هو ظرف للحال فيه و يکون من نوعه و اليوم الخامس الجهة و هي وجه الشيء الي اصله و الي توجهه اليه و هي جهة الاستمداد (هي الاستمداد خ‌ل) من مبدئه و اليوم السادس الرتبة و هي مکان الاثر من مؤثره بالقرب و البعد و هذه الستة المسماة بالايام الستة هي اطوار المحدث کماقال تعالي خلقکم اطواراً و ذلک جار في کل مخلوق و هي متممات القابلية.

و قال ايضاً تغمده الله برحمته الانسان خلق في ستة ايام يوم النطفة و العلقة و المضغة و العظام و يکسي لحماً و ينشأ خلقاً آخر بان تنفخ فيه روح الحيوة و السموات و الارض خلقهما الله سبحانه في ستة ايام اي في ست

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 570 *»

رتب العقل و النفس و الطبيعة و المادة و المثال و الجسم انتهي کلامه رفع في الدارين اعلامه و لايخفي عليک ان اطلاق اليوم في کلمات العارفين بالاسرار علي الذوات المحدودة المتميزة المتشخصة کثيرة نظراً الي علاقة التحديد و التشخيص کاجزاء الزمان المشخصة (المتشخصة خ‌ل) المحدودة ان لم‌نقل بانه حقيقة في تلک الذوات و حقيقة بعد حقيقة في اجزاء الزمان التي هي من بعض الحدود و المشخصات لبطلان الطفرة و امکان الاشرف في اسرار الخليقة و اطوار الحقيقة مع ان المجاز عندهم وضعه نوعي ثانوي (ثانوي و خ‌ل) يتحقق عند العلاقة ولايحتاج الي استعمال اهل اللسان بعد الوضع العام ان لم‌ينصوا علي نفيه.

تحقيق الهي: اعلم ان يوم النشر و يوم الحشر و يوم القيامة و يوم الحساب اربعة ايام متغايرة فالاول وقت نشر الاموات من القبور بعد اتصال الروح بالجسد و ذلک عند النفخة و الثاني وقت جمع الخلايق في صعيد واحد مساحته ثلاثمائة الف فرسخ مربعة و حضورهم جميعاً هناک و الثالث وقت قيامهم بين يدي رب العالمين و وقوفهم في طرفي منبر الوسيلة عن يمينها و شمالها و الوسيلة منبر ينصب في وسط المحشر لها الف مرقاة من مرقاة الي مرقاة مسيرة الف سنة و نبينا صلي الله عليه و آله جالس عليها و الخلق وقوف و سکوت ينتظرون امره و يرتقبون حکمه ثم يجثون لقراءة الکتاب و هو قوله تعالي و تري کل امة جاثية کل امة تدعي الي کتابها اليوم تجزون ما کنتم تعملون و هو يوم القيامة و الرابع وقت مرور (الرابع مرور خ‌ل) الخلايق علي الصراط و وقوفهم في کل موقف من المواقف الخمسين للحساب و اجراء ما في الکتاب ان في ذلک لذکري لاولي الالباب.([1])

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 571 *»

و اما يوم الجمعة الذي في الجنة و هو ساعة اجتماع القابل مع المقبول و الفيض (المفيض خ‌ل)مع المفاض عليه بتمام الافاضة المقتضي لاستفاضة (لافاضة خ‌ل) فيض آخر فهناک کل آن جمعة لعدم التراخي لتتميم القابليات و هذا الذي ذکرنا هو ما وصل الينا من اطلاقات اليوم.

و اذ قد عرفت اطلاقات اليوم فاعلم ان السموات و الارض و ما بينهما لها اطلاقات کثيرة نذکر منها ما يسهل بيانه علي حسب الاقبال و النشاط.

فالاول (الاول خ‌ل) الافلاک السبعة للکواکب السبعة السيارات و هي الخنس الجوار الکنس و هي السموات و الارض هي عنصر التراب و ما عليه من الاخلاط و الاعراض و ما بينهما النجوم و کرة النار و الهواء و الماء و المتولدات.

و الثاني الافلاک التسعة التي هي السبعة المذکورة و الفلکان الاعظمان و الارض و ما بينهما هي التي ذکرناه و بيناه (ذکرناها و بيناها خ‌ل).

و الثالث محدب الفلک الاعظم و مقعره و مقعر جميع الکرات التي تحته سماء و محدب الفلک الثامن و محدب جميع الکرات التي تحته (تحتها خ‌ل) ارض و کل ارض يختص بسمائها و مقعر فلک القمر سماء لمحدب کرة النار و مقعر کرة النار سماء لمحدب کرة الهواء و کرة الهواء بطبقاتها سماء في المحسوس لکرة الماء و التراب کما ذکره بعض المفسرين في تفسير الحديث الوارد عن مولانا و سيدنا الرضا عليه آلاف التحية و الثناء في قوله تعالي و السماء ذات الحبک و منه قوله تعالي و في السماء رزقکم (رزقکم و ما توعدون خ‌ل) و

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 572 *»

 انزلنا من السماء ماء طهوراً و هو سماء البخار الممتزج بالهواء فيکون ما بين السماء و الارض الجهات الرابطية (الرابطة خ‌ل) مثل المتممين في الافلاک و قرانات العناصر عند الامتزاج فيها.

و الرابع المجردات المفارقة عن المواد الجسمانية و ارض هذه السموات الماديات و ما بينهما البرازخ.

و الخامس عالم العقول و ارضها عالم النفوس و ما بينهما عالم الارواح و هي الرقايق و ورق الآس.

و السادس المقبولات و هي الفيوضات الالهية الواردة من مبدأ الغيب علي المستعدين علي اختلاف الجهات فارضها هي القابليات المتممة المستعدة لتلقي الفيض من المبدأ الفياض و ما بينهما المعدات المتممة للقابليات و هذا کل الموجود اذ الحادث لايخلو منهما و لايظهر کن فيکون الا بهما.

و السابع الحقيقة المحمدية فارضها (فارضها هي خ‌ل)الولاية المطلقة و ما بينهما الروابط و النسب الموجبة لتعدد جهات الولاية و تکثر اطوارها.

و الثامن الاسماء الفعلية المقترنة و المتعينة بالحدود و التعينات و ارضها متعلقاتها و مطارح اشعة افاضاتها.

و التاسع کلمة کن و ارضها يکون و ما بينهما مقام التعلق.

و العاشر رتبة المقامات و العلامات اي مقام البيان و ارضها المعاني و المعاني و ارضها الابواب و الابواب و ارضها النبوة الظاهرة و ما بينهما هي الروابط فافهم والله خليفتي عليک.

و هذه المرا تب يصلح ان يطلق عليها السماء و الاطلاق حقيقة في القدر المشترک و يصدق علي الافراد بالتشکيک و لماکان القرآن ليس خاصاً بالعوام بل انما هو لجميع الخلق علي تفاوت درجاتهم في افهامهم وجب ان يفسر علي ما يوافق جميع المراتب و يطابق جميع الدرجات و المقامات التي تتفاوت في ادراکها الافهام و تختلف لفهمها الاحلام لا انه (لانه خ‌ل) يختص بما يفهمه العوام الذين هم کالانعام وعلي من يفهم الکلام السلام.

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 573 *»

فاذ قد علمت اطلاقات (علمت ان اطلاق خ‌ل) السموات و الارض فاعلم ان خلق السموات و الارض في ستة ايام يحتمل معنيين احدهما سبق الزمان بوقوع الخلق فيه و الثاني مساوقة الزمان للخلق بحيث لايتقدم احدهما علي الاخر و بين الزمان و الشيء الواقع فيه تساوق و تحاوي لايتقدم احدهما علي الآخر و يتوقف احدهما علي الآخر حين توقف الاخر عليه المعبر عنه بالدور المعي و التساوقي.

فاذا علمت هذه الامور الثلاثة اي اطلاقات اليوم و اطلاقات السموات و الارض و معني خلق الشيء في الزمان فاعلم انک تعلم ببديهتک ان الشيء قبل تکونه لاتظهر آثاره قطعا و الا يلزم تقدم الشيء علي نفسه فحينئذ لايصح ارادة النهار من هذه الايام التي خلق فيها السموات و الارض لان النهار انما يکون اشراقاً من اشراقات الشمس و الليل ظلها فلايصح وجودها قبل وجودها فاذا بطل ارادة النهار فتبطل ارادة يوم الايلاج و يوم الغشيان سواء اوجبنا سبق الزمان في الخلق في الايام او المساوقة فلم‌يبق الا ارادة ماسوي النهار من جزء الزمان المعين بحرکة الافلاک فان اعتبرنا سبق الزمان و تقدمه في الايجاد فلايصح ارادة الايام المنسوبة الي الکواکب السبعة بجميع الوجوه المذکورة الا ان يراد مقدارها قبل تشخصها و امتيازها و کذلک القول اذا اريد بالسموات ما يعم السبعة و الفلکان الاعظمان فان يوم العرش و يوم الکرسي لايعقل وجودهما قبلهما الا بارادة مقدارهما من المدة البسيطة من غير نسبة معينة فحينئذ صحة هذا القول مبنية علي القول بصحة وجود الزمان مستقلاً مفارقاً عن الجسم و قد برهن في محله ان الزمان من مشخصات الجسم لايمکن فرض وجود الزمان بدون الجسم و لا فرض وجود الجسم بدون الزمان فمحدد الجهات هو العرش المساوق للزمان و قد ذکر بعض العارفين في تفسير قوله تعالي و کان عرشه علي الماء ان العرش هو الفلک الاعظم و الزمان هو الماء و لم‌يزل العرش اي الجسم المحدد مقترناً بالزمان و متصلا به لايفارق احدهما صاحبه بحال من الاحوال نعم اذا تحقق الفلکان و تحقق اليومان امکن اعتبار الايام الستة من ايام

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 574 *»

الفلک الاعظم في خلق السموات السبع و الارضين السبع لتأخر (السموات السبع لتأخر خ‌ل) السموات السبع عنهما و جواز ان يکون التأخير بهذا المقدار من الزمان لحکم و مصالح نذکرها في ما بعد ان شاء الله تعالي عند بيان الامر الثالث و القول بان هذا التأخير يوجب الخلأ مدفوع و مردود لان وجود الماء الذي بدخانه خلق السموات السبع و من زبده خلقت الارضون السبع يدفع الخلأ و القول بان الايام انما کانت بطلوع الشمس و غروبها و لم‌يکن ثمة شمس حتي تطلع و تغرب باطل لان هذه الايام من ايام الفلک الاعظم اي مقدار مدة قطعه (مقدار قطعه خ‌ل) دورة واحدة و هو موجود قبل الشمس نعم ظهور تلک المقادير لتميزها انما کانت بالشمس و حيث لا شمس لا (و لا خ‌ل) ظهور و ظهور الشيء غير وجوده فمن حيث عدم ظهورها للخلق و وجودها في الواقع اخبر الله سبحانه عنها.

و لک ان تجعل الايام من ايام الفلک (فلک ظ) الکرسي و لا استبعاد في طول المدة اذا استبعده مستبعد لخفاء اسرار الخليقة و مصالح اقتضاء الموجودات في بروزها و ظهورها بمشية الله سبحانه و تعالي سرعة و بطؤاً لدقائق و حقايق لم‌يطلع عليها الا من اشهده الله خلق السموات و الارض و خلق نفسه و لا استحالة في ايجاده سبحانه تعالي السموات و الارض بهذه المدة المتطاولة و لاينافي هذه الايام تعددها و تکثرها قوله تعالي و ما امرنا الا واحدة لان الوحدة في اصل الوجود المطلق في مقام اللاتعين و الکثرة بالايام و الاوقات في مقام التعين و البروز فلا منافاة.

و اما ايام الکواکب علي التفصيل المذکور فلاتصح ارادتها ان اعتبرنا سبق الزمان و تقدم الايام او لم‌ نعتبر و هذا الذي ذکرنا من ارادة ايام الفلک الاعظم او فلک الکرسي انما يجري في اطلاق السموات و الارض علي الوجه الاول و الثاني و الثالث و اما علي باقي الوجوه فلاتجري هذه الايام قطعاً لان هذه الايام حدود ازمنة خاصة بالاجسام و اما المجردات و العقول المفارقات و الحقايق المقدسات (المقدمات خ‌ل) فلاتجري فيه (فيها خ‌ل) هذه الايام لامتناع وجود السافل عند ذات العالي الا

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 575 *»

بنحو اشرف اللهم الا ان تعم الايام بحيث تشتمل الايام المجردة و المدد الدهرية فحينئذ جميع ما ذکرنا في هذه الايام الجسمانية يجري في تلک الايام و تلک السموات و الارض حرفاً بحرف.

و لک (کذلک خ‌ل) ان تحمل الايام في هذه الآية الشريفة علي مطلق الوقت فقوله تعالي خلق السموات و الارض في ستة ايام اي في ست اوقات اذ بعد ما ثبت بالبراهين القطعية ان کل شيء له وقت و اجل و انه مساوق لوجود الشيء فکل مرتبة من مراتب الشيء الموجود له وقت ايضاً توجد تلک الرتبة في ذلک الوقت و قد نص الله سبحانه علي ذلک في خصوص السموات و الارض بقوله الحق ماخلق الله السموات و الارض و ما بينهما الا بالحق و اجل مسمي و الاجل المسمي هو الوقت المعين للشيء من حيث المجموع و من حيث الاجزاء و لاريب ان الشيء يدور في تکونه علي ثلاثة امور المادة و الصورة و النسبة بينهما و لماکانت النسبة هي الهيئة الارتباطية و لاتکون الا من الطرفين فلابد ان يکون لکل منهما نسبة الي اخري غير نسبتها اليها و الا لماکانت بين الطرفين کما قالوا (قال خ‌ل) في ضرب المرکب في المرکب انه اربعة کما في علم الحساب فاذا حصلت الاربعة بملاحظة المادة من حيث هي و الصورة من حيث هي و نسبة المادة الي الصورة و نسبة الصورة الي المادة و بعد تمام النسبة تحصل المقارنة و هي مبدأ الاتصال ثم اجتماع (الاجتماع خ‌ل) التام المعبر عنه بجميع المراتب و المقامات في المادة و الصورة تحققت ستة اشياء الاول المادة و الثاني الصورة و الثالث نسبة‌ المادة الي الصورة و الرابع نسبة الصورة الي المادة و الخامس مبدأ الاتصال و حصول القران المقتضي للطبيعة الخامسة و السادس تمام الاجتماع و غيبة صورة الاجزاء و ظهور الهيئة الجامعة و الحقيقة الواقعة و الذات المرکبة و الطبيعة الواحدة مع اختلاف اجزائها و لماکان اقل مراتب الترکيب المادة و الصورة و هما جزءان اولان لکل ممکن و هما الزوجان اللذان ترکب منهما کل حادث و هما لايجتمعان بحيث تحصل الصورة الواحدة النوعية الا بهذه الستة فهي اقل مراتب الکثرة التي لايمکن خلو حادث

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 576 *»

منها و لماکان کل شيء له وقت معين و اجل مسمي اقتضي ان تکون هذه المراتب الست لکل واحد منها وقت مخصوص و هو (مخصوص هو خ‌ل) ظرف ايجاد ذلک الشيء فيه فالوقت الذي وجدت فيه المادة هو المسمي بيوم الاحد لانه اول الاوقات اذ لم‌يسبق المادة شيء في الحدوث و وقته يجب ان يسمي بالاحد لان الاحدية انما تظهر باکمل الظهور في المادة و هي متعلق الکاف في کن و مبدأ الاختراع و الوقت الذي وجدت فيه الصورة وجب ان يسمي بيوم الاثنين لان الصورة ثانية المادة و قرينتها و زوجتها التي خلقت من نفسها و الاثنينية انما حصلت في هذا المقام و الوقت بمناسبة الحال فيه يجب ان يسمي بالاثنين و انما سمي اثنين و لم‌يسم زوجين لان الزوجية انما تتحقق (تحققت خ‌ل) بالنسبة و هذا المقام مقام نفس الصورة قبل اعتبار النسبة فان الزوجين اربعة بخلاف الاثنين و لم‌تتحقق الزوجية بعد و لماکان کل اثنين لايمکن ان يوجدا في الکون الخارجي الا بالنسبة الارتباطية و الرابطة الايتلافية و القاضي الذي يشير اليهما بالتراضي وجب ايجاد النسبة اي نسبة کل من المادة و الصورة الي اخري و هو قوله تعالي و جعل بينکم مودة و رحمة ففعل و له الحمد و الشکر اثباتاً لقوله تعالي و من کل شيء خلقنا زوجين لعلکم تذکرون فالوقت الذي خلق فيه نسبة ‌المادة الي الصورة وجب ان يسمي بالثلاثاء لانه ثالث المرتبة متأخرة عن الاثنتين و الوقت الذي لنسبة (نسبة خ‌ل) الصورة الي المادة يجب ان يسمي بالاربعاء لانه رابع المرتبة و بها تم الزوجان و آن اوان الاجتماع و الاتصال و الوقت الذي لاول قران الزوجين و ملتقي العالمين و مزج الوحدة بالکثرة في البين يجب ان يسمي بالخميس لانه انيس و فيه اول المزاج و مبدأ الاتصال و الامتزاج و هو يوم الايلاج و به يحصل الابتهاج فلما تم الامتزاج کمل المزاج و اجتمع الزوجان و قارن السعدان و تولد الولد اي الشيء المرکب في برج الاقتران فوقت هذا المولود المسعود يجب ان يسمي بالجمعة لاجتماع المراتب العالية و السافلة فيه و هو السائل الذي يجيب اذا دعي و المضطر الذي يحتاج الي العطية و الحباء و لذا کان (کان کل خ‌ل) يوم الجمعة يوم العيد و يوم

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 577 *»

الدعاء و عنده تمام الستة التي هي العدد التام.

فکل شيء يجب ان يتکون (يکون خ‌ل) في ستة ايام التي هي ستة اوقات وهي اوقات يتم بها ظهور الشيء الواحد بمراتبه و نسبة الذاتية و لايخلو منها حادث من الحوادث و کون من الاکوان و موجود من الموجودات فکل ما تفرضه واحداً مرکباً تجتمع فيه الاجزاء و المراتب يجب ان يکون وجودها في ستة اوقات في مقام التفصيل و لماکانت السموات و الارض و ما بينهما من حيث النسبة الارتباطية و التأليفية شيء واحد کالانسان الواحد وجب ان يکون مخلوقا في ستة ايام و اذا لاحظت کل جزء جزء اي کل سماء سماء منفردة وجب ان يکون خلق ذلک المنفرد ايضاً في ستة ايام اي في ست اوقات و وقت کل جزء مساوق لوجوده و هذا البيان التام يجري في جميع اطلاقات السماء.

و ان اردت بالسموات العلويات اللاهوتية و بالارضين السفليات الناسوتية يکون المراد ان هذه الجملة المسمي بالعالم في مبدأ الوجود في اول الترکيب انما خلقت في هذه الاوقات فالعقلانيون في اوقات عقلانية و الروحانيون في اوقات روحانية و النفسانيون في اوقات نفسانية و اهل الطبيعة في اوقات طبيعية و اهل الاظلة في اوقات هبائية و اهل عالم الاشباح في اوقات مثالية و اهل الاجسام في اوعية زمانية محسوسة بحواس جسمانية و ان خصصت السموات و الارضين بما هو المتعارف بين الناس فکذلک الا انه من باب ذکر بعض افراد الشيء و تخصيصها بالذکر لانها الاوضح من افراد الموجودات بغيبها و شهادتها و الذي هو خارج عنها هو الذي ليس بظاهر و لا مضمر لايدرکه الا اخص الخواص و اوحدي الناس و هي الحروف التي تخججت فتأمل وفقک الله للارتقاء الي اعلي الدرجات.

و لماکان التمام في اليوم السادس اي تمام الشيء من حيث کينونة ذاته و روابط صفاته کان اليوم السابع لظهور الشيء بعد تمامه بآثاره و مقتضياته و لذا کان سبتاً و هو يوم العقل الکلي الذي امر بالاقبال و الادبار فخلق باقباله و ادباره المعبر عنهما بقوسي الصعود و النزول جميع الوجود فافهم الاشارة بطي العبارة و تعيها اذن واعية و انا بحمد الله في راحة مع من اخاطب لانه بلغه الله مناه و اجزل عطاياه

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 578 *»

بدقة فهمه و واسع علمه يظهر خبايا الاسرار و يشرف علي مطالع الانوار ليشاهد اشراق شمس الحقايق علي آفاق تلک العوالم و الديار.

و لک ان تحمل الايام في الآية‌ الشريفة علي المراتب کما افاده شيخنا العلامة رفع الله اعلامه من المراتب الست في السموات و الارض من غيبها و شهادتها فان العارفين الکاملين قد اجمعوا علي ان الاناسي الثلاثة متطابقة الانسان الکبير و هو العالم الکبير و الانسان الصغير و هو العالم الانساني و الانسان الوسيط و هو المولود الفلسفي المسمي عند القوم بعبد الکريم (بعبد الکبير خ‌ل) و عبد الواسع و عندي بعبد الله الشجاع الذي يهزم الصفوف و لايکترث بالالوف مرآة الحکماء و مصباح العلماء سراج العارفين نور الموحدين اخت النبوة و عصمة المروة الناس يعلمون ظاهرها و مولانا اميرالمؤمنين عليه السلام يعرف ظاهرها و باطنها و کل من هذه الثلاثة يشهد علي الآخر حرفاً بحرف و لماکان الانسان الصغير خلق بدنه الجسماني في ست مراتب النطفة و العقلة و المضغة و العظام و اکتساء اللحم و انشاء الخلق الآخر و خلق ظاهره و باطنه ايضاً من ست و هو الجسم و المثال و المادة و الطبيعة و النفس و العقل و کذلک المولود الفلسفي خلق من التساقي الست في (و خ‌ل) ثاني الدورة في الدورة الثاني و (الثانية خ‌ل) من التساقي الست في آخر الدورة في الدورة الرابعة و من المياه الستة المستخرجة من المادة الواحدة (من الواحدة خ‌ل) في اول الدورة الثالثة و هي الماء الرقيق ذو الوجهين کوکب زحل و الماء الابيض الغربي اشبه الاشياء بالزيبق و هو الکوکب القمر و الماء الاصفر الفاقع لونه يسر الناظرين و هو الکوکب الزهرة و الماء الاحمر القاني و هو الکوکب المريخ و الماء الاحمر الذي هو الصبغ الذي هو الاصل في هذه الادوار و الاطوار و هو الکوکب الشمس و الماء الغليظ المسمي بالجسد الجديد و الارض المقدسة بعد تصفيتها من القوم الجبارين و الغراب المنحول بالعقاب لما ازيل ريشه و بهذه الستة مع التساقي الست المذکورات تتم ولادة هذا الانسان و بالستة الاخري

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 579 *»

الاخيرة في آخر الدورة الرابعة کمل و برز في عالم الشهود مظهر سر المعبود بمفارقته للاضداد و مشارکته للسبع الشداد فاذا کان الامر في الانسانين کذلک والله سبحانه يقول و ما امرنا الا واحدة و ما تري في خلق الرحمن من تفاوت و ما خلقکم و لا بعثکم الا کنفس واحدة وجب ان يکون الامر في الانسان الکبير کذلک فخلق الله سبحانه في العالم الکبير السموات و الارض کذلک فان حمل السموات و الارض علي الاطلاق الاول و الثاني و الثالث و الرابع و المراد بالايام الستة العوالم الستة عالم العقول و عالم النفوس و عالم الطبايع و عالم المواد و عالم المثال و عالم الاجسام و بهذه المراتب الست تتم کينونة السموات و الارض بمراتبها و لعل وجهها علي الاطلاق الاول و الثاني و الثالث لايخلو من غموض فلا بأس بالاشارة اليه.

فنقول ان هذه السبعة السموات انما تمت تذوتاتها و تحققاتها في الايام الستة التي هي المراتب الست لانها حيوانات متحرکة بالارادة متعلقة بها نفوس حيوانية حساسة لها شعور و ادراک و عقل و لب اما سمعت ما قاله سيد الساجدين في دعاء الصحيفة خطاباً للقمر ايها الخلق المطيع الدائب السريع المتردد في منازل التقدير الي ان قال و في کل ذلک انت له مطيع و الي ارادته سريع فجسمها ما يتراءي بالحرکات البطيئة و السريعة و اختلاف المحاذاة بين بعضها مع بعض و بينها و بين الارض و رؤية الکواکب من السيارات و الثوابت و روحها الغايب فيها الظاهرة (الظاهر خ‌ل) بالحرکات علي وفق محبة الله سبحانه و بين العقل و النفس روح برزخ متوسط بينهما و بين النفس و الجسم مادة و مثال و بهذه الاطوار تمت تلک الاکوار و هو قوله تعالي ما لکم لاترجون لله وقاراً و قد خلقکم اطواراً و اما ظهور هذه المراتب في الاطلاق الرابع ظاهر واضح و ان حمل السموات و الارض علي الاطلاق الخامس فالمراد بالستة الايام المراتب الست و هي ظهور الثلاثة التي هي اول الفرد في العالمين عالم الاجمال في العقول و عالم التفصيل في النفوس و المراد بالثلاثة الکيان الغيبي و الشهودي و المجموع هو الستة و کذلک في الاطلاق السادس و اما علي الاطلاق السابع فلما

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 580 *»

ذکرنا في الاوقات الستة من المادة و الصورة و النسبة بينهما و مبدأ الاقتران و تمام الاجتماع فظهور الوحدة التي من شأن المادة في الحقيقة المقدسة و ظهور الکثرة التي هي شأن الصورة في الولاية المطلقة و النسب هي الروابط و مبدأ الاتصال اول ظهور الاجتماع في مقام الجمع و الجمعة التي هي عبارة عن تمام الاجتماع في مقام جمع الجمع المدلول عليه باشتمال العبا و الاجتماع تحت الکساء و اما علي الاطلاق الثامن فالمراتب الست الذات الظاهرة و ذکر المتعلق فيها و التوجه الي التعلق و حدوث المتعلق و حکايته لها و حمل آثار فعله منها کالقائم مثلا فانه اسم يدل علي ذات بحت و علي صلاحية تلک الذات للتعلق و ذکر التعلق فيها و علي توجهها للتعلق و علي حصول التعلق و علي وجود المتعلق و علي حمل المتعلق بالفتح لما يرد عليه من فيض المتعلق بالکسر و اما علي الاطلاق التاسع فمراتبها هي النقطة و الالف و الحروف و التأليف و الدلالة و تمام الکينونة و اما علي الاطلاق العاشر فالمراتب الست هي الذات الظاهرة بالفعل و نفس الفعل و صلاحيته لاحداث المفعول و تأکيد المفعول للفعل و المصدر و المفعول المطلق و لو اردنا ان نشرح هذه الاحوال و نفصل هذه المراتب لطال بنا المقال و الاشارة کافية لذلک السيد المفضال.

و الحاصل ان کل ما يطلق عليه اليوم مما ذکرنا ما عدا ايام الافلاک السبعة (التسعة خ‌ل) و ما عدا يوم الايلاج و يوم الغشيان و اليوم الذي هو النهار و ما عدا اليوم الذي بمعني الثواب و العقاب يصح حمل الآية الشريفة عليها و لا منافاة و لا مناقضة مع قاعدة من القواعد و قانون من القوانين الشرعية و العرفية و اللغوية.

اما حمل اليوم علي الحقيقة المحمدية و علي الاصول و الفروع فله وجه بعيد غامض يضيق صدري باظهارها و لايضيق بکتمانها فکتابته تجب ان تکون في الصدور لا في السطور:

و مستخبر عن سر ليلي اجبته

بعمياء من ليلي بلا تعيين

يقولون خبرنا فانت امينها

و ما انا ان خبرتهم بامين

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 581 *»

و الاشارة الي ذلک ان الولاية في التعين الاول لماکانت هي اليد الباسطة بالافاضة و الاعطاء و هي في ذاتها مثلثة و اذا تعلقت کانت مسدسة لان مقام التعلق ثاني مقام الحقيقة و هي الستة الايام التي عليها النظام و حينئذ يحمل في بمعني (معني خ‌ل) الباء و علي من يفهم الکلام السلام.

و اما اليوم الربوبي و الالهي حيث کان متعلقاً بالربوبية و الالوهية بحسب النسبة و الاضافة فکانت الستة الايام من ايام الفلک الاعظم ستة آلاف سنة يعني الستة الايام من اليوم الربوبي ستة آلاف سنة من ايام الفلک الاعظم و الستة ‌الايام من اليوم الالهي ثلاثمائة الف سنة من ايام الفلک الاعظم و ان کان ذلک يعني هذه المدة تنقضي في اقل من طرفة عين کما عرج رسول الله صلي الله عليه و آله الي المعراج و سار جميع العوالم و وقف علي جميع الاشياء (الانبياء خ‌ل) حين تکونها و تجاوز عنها حتي نظر الي الرب من نور العظمة بعد قطع العرش بسرادقاته السبعين الالف و کل سرادق بحيث قد طار ملک بتسعمائة الف جناح و کل جناح مابين المشرق و المغرب في مائة الف و عشرة آلاف سنة و لم‌يبلغ ذروة سرادق واحد من تلک السرادقات کل هذا في اقل من الساعة الزمانية و ذلک ليس علي الله بعزيز.

فان قلت ان قولک يصح حمل الايام في الآية الشريفة علي جميع ما يطلق عليه اليوم سوي المستثني فيه کلام منحل الزمام و قول مختل النظام لاينکشف به المرام و لايتضح الامر في المقام فان الواقع الاولي انما هو واحد و الستة الايام التي خلق الله سبحانه فيها السموات (السموات و الارض خ‌ل) اطلاق واحد من تلک الاطلاقات اذ لايعقل ان يکون الله سبحانه خلق السموات و الارض في ازمنة مختلفة متضادة و ذلک في البطلان بمکان و انما المراد تحقيق القول و تعيين الواحد من تلک الايام و تشخيص ذلک و تمييزه بالدليل و البرهان و في ما ذکرت لاينفتح الباب و لايؤدي الي الصواب بل يزيد في الابهام و لايظهر به المرام.

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 582 *»

قلت ما ذکرته من صحة الحمل علي تلک الاطلاقات لبيان جوازها و صلاحية کل منها و عدم صحة ما ذهب اليه بعض الاوهام الناقصة من امتناع الحمل علي اجزاء الزمان او امتناع الحمل علي الستة الايام المعروفة من ايام الفلک الاعظم و وجوب الحمل علي اليوم الربوبي و الالهي او امتناع حمل الايام في الآية الشريفة علي الرتبة و امثالها مما ذهبت اليه الاوهام الضعيفة الناقصة و لا ريب ان المراد من الايام واحد و انما هو الرتبة و الوقت المساوق لها و بيان ذلک ان شأن الفياض علي الاطلاق الافاضة و عدم تعطيل الفيض و الا لم‌يکن حکيماً فاذا وجبت الافاضة لايجوز التراخي و التعطيل نعم قد يحصل التراخي الزماني في الماديات السفلية و المتولدات الارضية في عالم الکون و الفساد لمکان اللطخ و خلط الغرايب و الاعراض و اما المواد العلوية الصافية عن تلک الغرائب القابلة المستعدة للجعل و الانوجاد فلاتأخير بحسب المدد الزمانية اما سمعت ان عيسي روح الله بقي في بطن امه تسع ساعات او اقل لصفاء بنية (بنيته خ‌ل) بخلاف ساير الاجنة فانها تبقي تسعة اشهر او اقل او اکثر و قد تواترت الروايات من الانبياء و الائمة البررة السادات ان نعيم الجنة و المتکونات فيها کلها دفعية لاستعداد القابل و فيض الفاعل لوجود المقتضي و عدم المانع اما وجود المقتضي فدوام الافاضة و عدم التعطيل في الفيض و اما عدم المانع فان المانع العوارض الغريبة و عدم اعتدال الطبيعة و مزج الصافي بالکدر و الغريب بالغريز و هذه الامور انما تحصل في القوس الصعودي بعد النزول في الارض قبل تصفيتها و تعديلها و تبديلها لغيرها (بغيرها خ‌ل)([2]) و اما بعد التعديل و تمکين القابلية و حصول التهيؤ و الاستعداد للقبول فلامعني للتأخير مع اتقان صنع

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 583 *»

الموجد و احکام تدبيره و عدم تعطيل فيضه و اجراء عادته سبحانه علي الافاضة الابدية و هکذا حکم الافلاک و السموات فانها بعيدة عن شوب تلک الکدورات و مزج تلک الکثافات و عروض الغرايب المانعات فالتراخي الزماني حينئذ يکون تعطيلاً للفيض و هو محال علي الفياض علي الاطلاق فلم‌يبق القول في الايام الستة الا الاوقات اي وقت کل رتبة کما قدمنا ذکره او نفس الرتبة و هما متساوقان و کل منهما لايفارق الآخر و اما ماسواهما من اطلاقات الايام فهو بمعزل عن التحقيق لا لما قالوا من لزوم الخلأ و عدم تحقق اليوم لعدم الشمس المحققة لليوم و الذي ذکرنا من صحة ارادتها فانما هو لمحض الاحتمال و الجواز و ابطالاً لقول اولئک و اما في الحقيقة فيأبي الله سبحانه و تعالي ان يؤخر فيضه و کرمه مع استعداد القابل و عطائه الفاضل فافهم راشداً و اشرب عذباً صافياً و هذا الذي ذکرنا مجمل ما يتعلق بالامر الثاني و لولا کثرة الاعراض و الامراض و الاشتغال و تبلبل البال و اختلال الاحوال لاطلقت عنان القلم في هذا الميدان و لاريت من عجايب الکلام و غرايب المقال ما لاعين رأت و لا اذن سمعت و لا خطر علي قلب بشر الا الذي ورد العل و النهل من مائنا و اکل هنيئاً مريئاً من زادنا.

و اما الامر الثالث فاعلم ان الواحد هو الاصل في کل شيء لانه صفة الواحد تخلقوا باخلاق الله ولکن لماکان الامکان شأنه الکثرة و اصله التعدد و لايمکن الوحدة فيه بوجه من الوجوه و الا لشابه (و لاتشابه خ‌ل) الازل مع امتناعها في ذاتها و اقل مراتب الکثرة بحيث لايمکن اقل منه هو الثلاثة لان کل ممکن زوج ترکيبي و اقل الترکيب من اثنين و الهيئة الترکيبية ثالثة فلايمکن فرض رتبة اقل من الثلاثة و الا لم‌يکن مرکباً فلايکون ممکناً هذا خلف و لذا قال العرفاء ان الثلاثة اول الفرد و الاربعة اول الزوج و الواحد الذي هو مبدأ الاعداد ثلاثة غلبت عليها جهة الوحدة کماتقول للشخص المرکب من الاخلاط الاربعة عند غلبة المرة الصفراء صفراوي و ان الانسان من بني آدم خلق من التراب مع انه مخلوق من العناصر الاربعة و کذلک الواحد ثلاثة ظهرت فيها جهة الوحدة و

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 584 *»

الاثنان اربعة غلبت فيها جهة الاثنينية و خفيت جهة النسبة اي نسبة کل منهما الي الآخر فاذا کانت الثلاثة اول المبدأ الفعال و مبدأ العدد وجب ان تکون عند التعلق ستة لان التعلق بالاثر لايکون الا بالوجه الثاني لان الشيء في رتبة ذاته غيره في رتبة تعلقه فهنا رتبتان و لماکان التعلق بالاثر متصلا کان او منفصلا اول الظهور التفصيلي (لظهور التفصيل خ‌ل) للمبدأ وجب ان يکون المبدأ من حيث المتعلق ستة يعني ظاهراً بالمراتب الستة التي هي الشؤونات الاولية للتعين الاول لان اول تفصيل الثلاثة تکريرها و لماکان هذا العدد ظهر فيه وجه المبدأ بل هو المبدأ الاول و آدم الاول کان عدداً تاماً مطابق ظاهره باطنه و سره علانيته و لفظه معناه و اجزاؤه کله فاستنطق به الواو فصارت علامة الجمع لانها اول مقام التعدد و حيث كان فيه ظهور المبدأ من حيث التعلق و الهيمنة و الاستعلاء و الاستيلاء کانت (فکانت خ‌ل) علامة الجمع للذکور دون الاناث فظاهرها و باطن ظاهرها ستة و باطنها و سر سرها (و سرها خ‌ل) ثلاثةعشر و استنطاقه (استنطاقها خ‌ل) احد فسر الواو احد و هو الربوبية التي هي کنة العبودية و في الانجيل يا انسان اعرف نفسک تعرف ربک ظاهرک للفناء و باطنک انا فالستة اول ظهور الکثرة لتحقق العبودية و الهوية التي القي فيها مثال الاحد و صفته و غيبها الربوبية في العبودية فالواو الظاهر اذا اضيف الي باطنه استنطق منها الواحد فکان بذلک مأوي الاعيان الثابتة في العلم و مجمع الاسماء الحسني و الصفات العليا و منتهي التعلقات و الغاية القصوي للنسب و الاضافات و اذا ازلت الاغيار بعدم (لعدم خ‌ل) ملاحظة الستة‌ الايام التي هي الواو يظهر سر الاحد الماحي لکل شيء و المفني لکل غير فالستة مجلي الاحدية و مظهر الواحدية و معدن الاسماء الحسني و مأوي الفيض الاقدس و مبدأ الفيض المقدس فاذا قارنت الواو بالهاء فعند التکرار بعدد الهاء يستنطق اللام و هي نون قارنها الالف اللينية و النون نون کن و الالف اللينية هي الصاد اول المداد فکان اصل اسم الولي الظاهر بالولاية المطلقة المعطي کل ذي حق حقه و السايق الي کل مخلوق رزقه ثم اضيفت الياء بعد اللام في الولي ليلاحظ نسبة الواو الستة

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 585 *»

في الياء العشرة فتستنطق منه السين يس و القرآن الحکيم و السين لکونها تنزل الواو التي هي الستة کان ظاهره عين باطنه و زبره طبق بيناته و هو العدل (العدد خ‌ل) التام و لذا کان قلب القرآن فالستة باطنها وحدة و ظاهرها في اشرف مراتب الکثرة و هي ظهور المبدأ باشرف احواله اي بذاته الظاهرة و قيوميته المحيطة بکل شيء و هو مظهر الحي القيوم الاسم الاعظم و النور الاقدم و الرمز المعمي و السر المنمنم و لماوجب ان يکون المبدأ الظاهر بالافاضة الباسط يده بالاعطاء و ظهور الولاية هي الستة التي هي العدد التام و باب المقام و سر الملک العلام و لماکانت السموات هي المبادي العاليات المفيضة الي القابليات في السفليات يجب ان تکون ظاهرة علي مقتضي الکينونة العليا فيجب ان تکون مراتبها ستة و حدود ذاتها ستة و اوقات وجودها و شهودها ستة و الفعل المتعلق بها ستة فيجب ان تکون خلقها من حيث انها سماء محيطة بالارض و خلقة الارض من حيث تعلقها بالسماء ظاهرة بالستة بذاتها و اوقات حدودها و مراتب شهودها.

و وجه آخر ان السموات و الارض هما تمام الکون و الوجود و حيث ان فعله سبحانه و تعالي تام کامل وجب ان تکون (يکون خ‌ل) مخلوقه کذلک لقضاء الحکمة و وجوب ان لايکون في الاکوان ابدع مما کان وجب ان تکون السموات و الارض في ستة اطوار و ستة اوقات و ست مراتب لا غير للدلالة علي التمام و الاعتدال الشامل العام و لما تم الشيء ظهرت آثاره و برزت اطواره و سطعت انواره في اليوم السابع و الرتبة‌ السابعة ذلک تقدير العزيز العليم.

تحقيق انيق: اعلم ان ما ذکرناه من الستة يجري في کل شيء و کل موجود لا خصوصية له بالسموات و الارض في المتعارف لان صنع الله واحد و حکمه غير متعدد و ما امرنا الا واحدة و ما خلقکم و لا بعثکم الا کنفس واحدة و خص سبحانه السموات و الارض و ما بينهما لملاحظة انهما شيء واحد ملاحظاً للهيئة الارتباطية بلاملاحظة فصل کل جزء عن الآخر و هي انما تکون في ست مراتب علي المعاني کلها اقتضاء لحکمة الوجود و اتقان الصنع في کل غيب و شهود و موجود و مفقود فالاختصاص بالسموات و الارض بملاحظة انهما عبارة

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 586 *»

عن کل الوجود اما ابتداء و اما باللزوم اما علي الاطلاق العاشر فلان رتبة المقامات مقام الآية و الآية تستدعي ذا الاية و مجلاها و مظهرها فذکر الاية تدل علي جميع الوجود من العلة و المعلول فان الآية لاتکون الا و ان يکون لها اصل هو المنظور المشهود و مجلي (المشهور مجلي خ‌ل) و هو الناظر و المشاهد و هو معني قوله تعالي سنريهم آياتنا في الآفاق و في انفسهم حتي يتبين لهم انه الحق فالمقامات هي الآيات و الايات هي الربوبية التي هي کنة العبودية و العبودية هي الآيات الآفاقية و الانفسية فهذه السموات و الارض بمطارح اشعتها و مواقع کينونتها هي کل الوجود و اما علي الاطلاق التاسع فظاهر انها کل الوجود لان کلمة کن فيکون لايشذ عنها موجود بجميع الانحاء و اما علي الاطلاق الثامن فان الاسماء تشتق عند وجود الاثر کالضارب عند الضرب و القاتل عند القتل و کل اثر مبدأ اشتقاق اسم لمؤثره و حيث ان الموجودات کلها آثار الله سبحانه فکل ذرة من الذرات الوجودية يشتق منها اسم لمؤثرها فالاسماء الالهية کلها بمبادي اشتقاقاتها (اشتقاقها خ‌ل) التي هي مطارح اشعة افاضاتها عبارة عن کل الوجود و اما علي الاطلاق السابع فان الحقيقة المحمدية حاملة للولاية المطلقة و الموجودات کلها مندرجة تحتها محاطة لها ظاهرة علي کينونتها و اما علي الاطلاق السادس فظاهر و اما علي الاطلاق الخامس فان ذلک تمام الخلق الاول من عالم الغيب و يلزمه الخلق الثاني من عالم الشهادة اذ الروح لايتم الا بالجسم و کل واحد علي طبق الآخر و يحکي مثال الآخر فما اقتضاه الغيب علي جهة الوساطة تقتضيه الشهادة علي جهة الکثافة فجريان الستة في العالم الاول يقتضي جريانها في العالم (عالم خ‌ل) الشهادة و اما علي الاطلاق الرابع فظاهر ايضا و اما علي الاطلاق الثالث و الثاني فعلي عکس الاطلاق الخامس حرفاً بحرف فان الشهادة تدل علي الغيب کما ان الغيب يدل علي الشهادة و اما علي الاطلاق الاول فهي کون ثانوي من الخلق الثاني الجسماني و بيانه ان العرش و الکرسي هما الاصل في الافاضة و سر الولاية في المواد الجسمية اما العرش فمنه الفيض الاجمالي و اما الکرسي فمنه الفيض التفصيلي و لماکانت الاجسام السفلية

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 587 *»

العنصرية عالم الکون و الفساد في الغاية من التدنس و التکثف لا قابلية لها لاستشراقات انوار العرش و الکرسي و الاستفاضة من فيضهما بلاواسطة فخلق الله سبحانه السموات السبع باباً لهما و برزخاً متوسطاً بينهما تستفيض منهما و تفيض اليها و الاصل في هذه السبع الشمس فانها وجه للسموات التي غير سمائها و باباً للافاضة عليها بالاستفاضة منهما و يدا لهما في ايصال الفيض اليها فهي تأخذ من باطن العرش و تمد السماء السابعة التي سلطانها زحل و تأخذ من ظاهر العرش و تمد سماء (السماء خ‌ل) الدنيا التي سلطانها القمر و تأخذ من باطن الکرسي و تمد السماء السادسة التي سلطانها المشتري و تأخذ من ظاهر الکرسي و تمد السماء الثانية التي سلطانها عطارد و تأخذ من باطن نقطتي تقاطع دايرتي معدل النهار و منطقة البروج و تمد السماء الخامسة التي سلطانها المريخ و تأخذ من ظاهر النقطتين و تمد السماء الثالثة التي سلطانها الزهرة فالاصل واحد و هو الشمس و اطوارها و تفاصيلها ستة فالواحد الکامل دائماً له ستة اطوار فاذا لاحظت الاطوار کانت ستة و اذا لاحظت الاصل مع اطواره فالسابع هو الاصل في الوجود لکنه متأخر في الظهور فهذه السموات السبع علي الوجه المذکور مرتبطة بالارضين و متصلة بها فکان المجموع شيء واحد (شيئا واحدا ظ) خلق في ستة اطوار و ست مراتب التي هي الستة الايام.

و اما معني ما ذکرنا في امداد الشمس و استمدادها علي الوجه المفصل فقد ذکرناه في عدة مواضع بعضها في الرسالة التي کتبناها في بيان نوع علم الهيئة علي الوجه المقرر عند العارفين بالله و باوليائه و منها في اجوبة المسائل التي اتت من ارض النجف الاشرف علي مشرفها آلاف التحية و الشرف في تفسير عباير الحکماء المتقدمين قبل اليونايين من الملطيين و عبارة للسيد آصف بن برخيا و ساير الحکماء فاني قد بسطت المقال في شرح هذه الاحوال و في ما ذکرناه کفاية لاهل الکفاية ثم اعلم ان کل شيء فيه ما في السموات و الارض قد خلق في ستة اطوار و کل جزء من السموات و الارض المذکورة جامع لما في الکل:

 

«* جواهر الحکم جلد 11 صفحه 588 *»

کل شيء فيه معني کل شيء

فتفطن و اصرف الذهن الي

کثرة لاتتناهي عدداً

قد طوتها وحدة الواحد طي

(تمت الرسالة بحول الله حامداً و مصلياً علي النبي و آله و السلام علي من اتبع الهدي و رحمة الله و برکاته خ‌ل)

[1] و يشير بما ذکرنا بل يدل عليه ما روي عن اميرالمؤمنين انه قال يا عباد الله الموت الموت ليس عنه فوت ان اقمتم له اخذکم و ان فررتم منه ادرککم و هو معقود بنواصيکم فالنجاء النجاء الوحاء الوحاء فان وراءکم طالباً حثيثاً و هو القبر الا و ان القبر روضة من رياض الجنة او حفرة من حفر النيران الا و ان القبر يتکلم في کل يوم ثلاث مرات فيقول (انا ظ) بيت الظلمة و انا بيت الوحشة و انا بيت الديدان الا و ان وراء ذلک اليوم يوماً (اشد ظ) من ذلک اليوم يوم يشيب فيه الصغير و يسکر فيه الکبير و تذهل کل مرضعة عما ارضعت و تضع کل ذات حمل حملها و تري الناس سکاري و ما هم بسکاري ولکن عذاب الله شديد الا و ان وراء ذلک اليوم يوم اشد من ذلک نار حرها شديد و قعرها بعيد و حليها حديد و ماؤها صديد ليس لله فيها رحمة فبکي المسلمون بکاء شديداً فقال الا و ان وراء ذلک اليوم جنة عرضها السموات و الارض اعدت للمتقين اجارنا الله و اياکم من العذاب الاليم و احلنا و اياکم دار النعيم و صلي الله علي محمد و آله اجمعين.

[2] و احتمال بعض الاوهام جواز شوب السموات بالکدورات المقتضية للتأخير بحسبها کالارض تدفعه قاعدة امکان الاشرف (كذا) و بطلان الطفرة لان متعلق الخلق اولاً و بالذات الشيء فلو فرض في رتبتها اشرف و اعلي منها يوجد بعدها و ذلک في البطلان بمکان فثبت بالبرهان ان خلق في المبدأ الاول کانت في اشرف اطوارها مصفاة عن الاعراض الموجبة لتأخيرها فلا معني لتأخير وجودها الا ما لايليق بجلال قدسه سبحانه و يشير اليه کلام مولانا الرضا عليه السلام ان في مبدأ الخلق کان طالع الدنيا السرطان و الکواکب في اشرافها. منه دام مجده العالي