12-09 جواهر الحکم المجلد الثانی عشر ـ رسالة في جواب الملاکاظم المازندراني ـ مقابله

رسالة فی جواب الملاکاظم المازندرانی

 

من مصنفات السید الاجل الامجد المرحوم الحاج

سید کاظم بن السید قاسم الحسینی اعلی الله مقامه

 

«* جواهر الحكم جلد 12 صفحه 493 *»

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين و الصلوة و السلام علي خير خلقه و مظهر لطفه محمد و آله الطيبين الطاهرين.

اما بعد فيقول العبد الجاني و الاسير الفاني کاظم بن قاسم الحسيني الرشتي ان هذه کلمات اوردتها جوابا لبعض المسائل التي اتت من بلاد مازندران جنب عن الحدثان عن العالم العامل و الفاضل الکامل المحض المدقق اللوزعي الالمعي جناب الملاکاظم وفقه الله تعالي لمراضيه و جعل مستقبل حاله خيرا من ماضيه و امده بمعونته و ايده بطاعته و عبادته و الزلفي لديه و قد اقتصرت في الجواب مادني (بادني ظ) ما يحصل به المطلوب من غير اطناب و تطويل و تفصيل و ذکر مقدمات و بيان امور مکتوبة مخفية في طي الاشارات لدقة فهمه الشريف و جودة ادراکه اللطيف و لما انا عليه من کثرة الاشتغال و تبلبل البال و اختلال الاحوال و عروض العوارض المانعة عن استقامة الحال و قد اتيت بما هو الميسور لانه لايسقط بالمعسور و جعلت سؤاله بالفاظه متنا و جوابي کالشرح لتطابق کل جواب بسؤاله و ليعلم کل اناس مشربهم.

قال سلمه الله تعالي بعد کلام طويل لاطائل کثيرا في ذكر (ذکره ظ) و منها اني لقيت نسخة في الکيميا للشيخ الاعظم الاجل الشيخ احمد اعلي الله درجته ما هذه عبارته تأخذ بعون الله من الهيولي ما شئت و تغسله بماء حار و الصابون الي آخر کلامه (ره) فهي عندکم البتة احسنها و اتمها التماس شرح و ايضاح دارم بشرط المصلحة.

اقول اما هذا العلم الشريف فقد ابت حکمة الله سبحانه اظهاره و انتشاره و قامت المصلحة علي اخفائه و عدم ابرازه و قد اجمع علي ذلک الحکماء بلا

 

«* جواهر الحكم جلد 12 صفحه 494 *»

خلاف فلايجوز الکلام فيه الا برمز و اجمال و کتمان دون التفصيل مع الشرح و البيان کماقال الشاعر صاحب الشذور:

دعوني من صنع النحاس بزرنيخ

و من عقد محلول الرصاص لمريخ

الي ان قال:

و من فک ارماد الذين تخالفوا

علي کتم هذا السر من عهد اخنوخ

و قد روي ان جماعة سألوا اميرالمؤمنين عليه السلام قيل يا اميرالمؤمنين ما تقول فيما يخوض الناس فيه من علم الحکمة التي تسمي الکيميا اکان ذلک غابرا او هو کائن ام انتظمته الحکماء ام جري عليه معان من الدهر فدثر قال فاطرق رأسه عليه السلام مليا ثم صوب رأسه فينا فقال انما سألتموني عن اخت النبوة و عصمة المروة وا لله لقد کان و انه لکائن الي يومنا هذا و ما في الارض شجرة و لا مدرة و لا شيء الا و فيه منه و فصل (الا و فيه منه اصل و فصل ظ) قيل الناس يعرفونها قال عليه السلام الناس يعرفون ظاهرها و نحن نعلم ظاهرها و باطنها قيل فعلمنا يا اميرالمؤمنين قال عليه السلام والله اني لااعلم به احدا من العالمين قيل لم يا اميرالمؤمنين قال عليه السلام والله لولا ان النفس لامارة بالسوء لفعلت ذلک قيل فاذکره لنا يا اميرالمؤمنين بشيء نأخذ معناه قال عليه السلام هو نار حائلة و ارض سائلة و هواء راکد و ماء جامد فقالوا لم‌نفهم ما قلت يا اميرالمؤمنين فقال عليه السلام ان في الاسرب و الزاج و الملح الاجاج و الزيبق الرجراج و الحديد المزعفر و زنجار النحاس الاخضر لکنز لايدرک له اخر تلفح بعضها ببعض فتشرق تارة عن نور شمس کائن و صبغ غير مبائن فقيل اشرحه لنا يا اميرالمؤمنين عليه السلام قال اجعلوا البعض ارضا و اجعلوا الارض ماء و البعض نارا و البعض هواء و اصلحوا بين الطبايع تفصح عن دهر سائل و اکسير حامل فقالوا قد فهمنا يا اميرالمؤمنين نريد فيک صورة التمام فقال عليه السلام لم‌يوجد في الماضين من قبل ممن الهم الحکمة ان يخبروا باکثر من هذا و لو فعلوا لتعلمت الصبيان في المکاتيب و النساء في المراتب ولکن لايحل لهم

«* جواهر الحكم جلد 12 صفحه 495 *»

ان يتکلموا بهما الا هکذا لانه علم لاهوتي نبوي علوي حقيقي خصوصية من الله تعالي لمن يشاء من عباده هـ رواه ابوالعباس احمد في کتابه السر المنير في اصول البسط و التکسير.

و روي ابن‌شهرآشوب في مناقبه ان عليا عليه السلام سئل عن الصنعة و هو يخطب فقيل له اخبرنا عن الصنعة فقال عليه السلام هي اخت النبوة و عصمة المروة ان الناس يتکلمون فيها بالظاهر و انا اعلم ظاهرها و باطنها هي والله ما هي الا ماء جامد و هواء راکد و نار حائلة و ارض سائلة هـ

و سئل ايضا عن ذلک هل هي کائن فقال عليه السلام انه کان و هو کائن و سيکون الي يوم القيامة قيل مم يکون قال انه يکون من الزيبق الرجراج و الاسرب و الزاج و الحديد المزعفر و زنجار النحاس الاخضر فقيل زدنا بيانا فقال اجعلوا البعض ماء و اجعلوا البعض ارضا و افلحوا الارض بالماء و قد تم فقالوا زدنا بيانا فقال عليه السلام لازيادة علي هذا فان الحکماء مازادوا عليه کيما تتلاعب به الناس هـ.

فاذا سمعت ما ذکر اميرالمؤمنين عليه السلام عن نفسه المقدسة و عن الحکماء الالهيين و العلماء الروحانيين و الامناء الربانيين من تواطرهم (تواطؤهم ظ) و توافقهم علي کتمان هذا السر العظيم و الخطب الجسيم فکيف يسعنا الکلام باکثر ما قالوا و القول بازيد ما تکلموا مع انا (ان ظ) ما ذکروه کلها رموز و اشارات الي امور دقيقة و حقايق خفية و الغاز بعيدة و اصطلاحات جديدة غريبة و قد ذکر صاحب کتاب جوهر الجواهر ان اقرب المرموز الاشارة الي البعيدة بالقريب و الي القريب بالبعيد و شرح هذا يطول و طي القول فيه انسب مع ان ما ذکره مولانا الشيخ اشاد الله سبحانه شأنه و عظم برهانه اقرب الاشياء الي التصريح و ليس فيه الرمز الا القليل الا ان العمل صعب لانه مبني علي سر الوجود و حقيقة الغيب و الشهود و اني تيسر ذلک بالکتابة و قد فصلت بعض ما يمکن التفصيل في هذا المطلب و الشأن في شرحي للقصيدة البائية من شذور الذهب لعلي بن عيسي الاندلسي فان ما ذکرناه فيه تمام المطلب و جماع الکلام و مع ذلک ماخرجت عن سنة الحکماء و ماتعديت طور العلماء؛

 

«* جواهر الحكم جلد 12 صفحه 496 *»

و مستخبر عن سر ليلي اجبته

بعمياء من ليلي بلا تعيين

يقولون خبرنا فانت امينها

و ما انا ان خبرتهم بامين

و قد تقرر عند المحققين و نص عليه الائمة عليهم السلام ان بيان کل شيء من سنخ ذلک الشيء و طوره و بيان هذه المسألة لايکون الا بالاشارة و التلويح و الرمز من غير التصريح و ذلک البيان هو الذي عندکم من بيان مولانا العلامة فلايطلب ازيد من ذلک و ان في ذلک فضح للحکمة ومخالفة للامتثال قوله تعالي ان الله يأمرکم ان تؤدوا الامانات الي اهلها و هم الذين يدرکون الاشارات و لايقتصرون علي العبارة و يلتفتون الي المعني عن اللفظ بغير اللفظ فانه حجاب بين الفهم و بين المعني فلهذا اکتفينا في البيان بما عندکم من النسخة المذکورة لذلک العلام الفهام و الا لاشرنا لکم الي المقصود من البيان التام علي سنة اولئک الاعلام.

قال سلمه الله تعالي و ايده و سدده منها آنکه در شرح شريف عزيز سرکار در حروف فرموديد اما الالف مثلا فکذا کذا يومه الجمعة مثلا و الملک رودائيل مثلا من العلوي و من السفلي ميمون مثلا و هکذا باقي الحروف خواستم بفهمم طريق و راه اينکه يومه الجمعة و ملکه کذا و غيرها غيرها چه چيز است يعني از چه بفهميم که يوم الالف جمعه است و يوم الباء سبت است و ما الدليل هـ.

اقول يعني بالشرح شرح الحقير علي حديث عمران الصابي علي ما رواه الصدوق (ره) في العيون و غيره في غيره في ذکر مجلس مولانا الرضا عليه السلام مع اهل الملل و المقالات و منهم عمران الصابي و مسائله مشتملة علي کنوز علوم عجيبة غريبة و قد شرحنا هناک علي مقتضي فهمي القاصر ما لم‌يذکر في کتاب و لاجري في خطاب و الذي ذکرنا في حرف الالف ان له من الملائکة جبرائيل و من العلوية اسرافيل و من المنازل الشرطين و من الايام يوم الاحد و من الساعات ساعة الشمس و من البروج الحمل و الاسد و من

 

«* جواهر الحكم جلد 12 صفحه 497 *»

السفلية الذهب و من البخور العود و لبان ذکر و من خواصه المحبة و الالفة و غيرها مما لسنا بصدد ذکرها.

هذه صورة ما ذکرنا في الشرح و اما بيانه علي وجه الاختصار فاعلم ان الحروف عالم مستقل مثل عالم الذوات فان حکم الله سبحانه واحد و امره واحد ما تري في خلق الرحمن من تفاوت فکان التدوين علي طبق التکوين و حيث کان التکون انما يتم في مراتبه بحسب اقباله و ادباره في ثمانية و عشرين مرتبة و هي العقل و النفس و الطبيعة و المادة و المثال و جسم الکل و العرش و الکرسي و فلک البروج و فلک المنازل و فلک الزحل و فلک المشتري و فلک المريخ و فلک الشمس و فلک الزهرة و فلک العطارد و فلک القمر و کرة النار و کرة الهواء و کرة الماء و کرة الارض و رتبة المعدن و رتبة النبات و رتبة‌الحيوان و رتبة الملک و رتبة‌الجن و رتبة الانسان و رتبة الجامع عليه السلام و لماکانت المراتب المذکورة انما تأصلت و تحققت بالعقلي الکلي في اقباله و ادباره لما قاله سبحانه و تعالي اقبل فاقبل ثم قال ادبر فادبر و هي حقايق متنزلة منه متأصلة به متحققة عنه و کانت الحروف علي طبق الذوات و الکينونات وجب ان تکون الحروف بسايطها ثمانية و عشرين و کل حرف بازاء مرتبة من تلک المراتب و لماکانت الحروف کلها انما تکونت و تأصلت و تحققت بالالف و هي اصل وجودها و مادة تکونها کانت الالف بازاء العقل و الباء بازاء النفس و الجيم بازاء الطبيعة و الدال بازاء المادة و هکذا الي تمام الحروف بازاء تمام المراتب الکونية.

و لماکان العقل انما تحقق و تأصل بالوجود المعبر عنه بالفؤاد و نور الله و آية الله و هو الاصل و المادة و الاسطقس وجب ان يکون قوام الالف المتحرکة المعبر عنها بالهمزة بالالف اللينية المعبر عنها بحرف العلة و لماکان قوام الوجود بالمشية و الاردة کان قوام الالف اللينية بالنقطة و هي الاصل الذي تدور عليه رحي عالم التدوين کافة و لذا قالوا ان الاختراع اختراعان و الابداع ابداعان فالاختراع الاول هو المشية و الاختراع الثاني الالف من الحروف انما قالوا الالف لان النقطة لاتظهر الا بها و الابداع الاول الارادة و الابداع الثاني الباء من الحروف.

فاذا عرفت هذه المطابقة و

 

«* جواهر الحكم جلد 12 صفحه 498 *»

اتقنت هذه الموافقة فانسب کل اصل من التکوين بما يناسبه من التدوين و کل فرع منه کذلک الي کل فرع منه و لماکان في العالم الايام يوم الاحد هو الاصل و فيه خلق الله سبحانه مادة المواد و هيولي الهيوليات المعبر عنها بابتداء خلق الوجود کان يوم الاحد منسوبا الي الالف او العکس فان الالف مبدأ و اصل لتکوين التدوين و ساير مراتب الحروف و لماکانت الايام و الليالي نسبت الي الکواکب بنسبة کل مناسب الي مناسبه کما نسبة الشمس الي الاحد و القمر الي الاثنين و المريخ الي الثلاثاء و عطارد الي اربعاء و المشتري الي الخميس و الزهرة الجمعة و السبت الي زحل و کذلک الليالي فنسبت کل ليلة ايضا بما يناسبها من الکواکب فليلة الاحد الي عطارد و الاثنين الي المشتري و الثلثاء الي الزهرة و الاربعاء الي زحل و الخميس الي الشمس و الجمعة الي القمر و السبت الي المريخ و کذلک الساعات ايضا بمناسباتها نسبت کل ساعة الي ما يناسبها من الکواکب فيوم الاحد فالساعة الاولي للشمس و الثانية للزهرة و الثالثة لعطارد و الرابعة لقمر و الخامسة لزحل و السادسة للمشتري و السابعة للمريخ و الثامنة للشمس و هکذا الي تمام الاثنتي‌عشر.

و لماکان الامر کذلک في المناسبات الکونية و وجب التطابق بين التدوين و التکوين و التناسب بين اللفظ و المعني وجب ان تلاحظ تلک المناسبات في الحروف فمن هذه الجهة قلنا ان الالف له من الايام يوم الاحد و من الکواکب الشمس لانها الاصل في السيارات و منها الضياء في اطوار الکاينات و عنها استمداد النيرات و من الساعات ساعة الشمس و هي اول ساعة من يوم الاحد و ثامنها و من البروج الحمل لانه اصل البروج و عنده الاعتدال الربيعي و مقام نضج العالم و بدو الوجود لان الشمس کانت منه لماخلق الله الخلق و فيه شرف الشمس و من المنازل الشرطين لانه اول المنازل و اشرفها و اعلاها.

و اما الملائکة فاعلم انها عند القوم علي قسمين:

احدهما ذوات متأصلة و حقايق متذوتة حملة الوجوه الفعلية و مظاهر الآثار الجزئية و هم علي انحاء منهم حملة العرش و الکرسي و السموات و هم

 

«* جواهر الحكم جلد 12 صفحه 499 *»

کثيرون و منهم حملة التدبير و منهم حملة التقدير و منهم حملة التسخير و هکذا من ساير مراتبهم و هؤلاء علي درجات و مراتب فاعلي الدرجات و اشرفها و اسناها العرش و حملته هم اشرف الملائکة و اعلاهم و لماکان حملة العرش اربعة و هم جبرائيل و ميکائيل و اسرافيل و عزرائيل فجبرائيل سبب الخلق و الاحداث في العالم التکويني و ميکائيل به الرزق و المدد و اسرافيل به الحيوة و عزرائيل به الموت و الکسر لصوغ لايحتمل الکسر.

فجميع الموجودات تستمد علي اختلاف طبقاتها و مراتبها من هذه الاربعة و لماکان الالف هي الاصل و منها استمداد الحروف علي اختلاف طبايعها و احوالها و اطوارها و هي العرش في عالم الحروف وجب ان ينسب اليها حملة‌العرش بحسب مقاماتها فمن حيث انها سبب ايجاد الحروف و تکوينها نسب اليها جبرائيل و من حيث ان امداد الحروف انما بها و عنها استمدادها نسب اليها ميکائيل و من حيث ان حيوة الحروف و اظهار آثارها و تأثيراتها و احکامها انما بها نسب اليها اسرافيل و اما الموت فمن حيث ان مقامه في الحروف مقام الظلمة و النقص و فقد الکمال و الالف من اشرف الحروف النورانية و اتم الحروف الکاملة لايصح انتساب الموت اليها و ان کان الموت في عالم الحروف انما کان بها ولکنه لاينسب اليها فمن هذه الجهة اقتصروا في نسبة الملائکة اليها علي هؤلاء الثلاثة و علي هذا القياس فاعرف نسبة باقي الملائکة العالين و الکروبيين و المقربين الي الحروف و ذلک من جهة ملاحظة النسبة‌الخاصة الظاهرة من ذلک الملک الخاص مع الحرف الخاص کمامثلت لک في الالف حرفا بحرف فافهم.

و ثانيهما المتولدات من الحروف و الکلمات و هؤلاء عند القوم ليس لهم نفوسا مشعرة حساسة مدرکة فعالة بالاختيار و انما هي قوي الاشياء.

و اما عندنا فالملک حيوان حساس مختار مفارق لما وکل به في ذاته و ان کان مقارنا في فعله و ان کان المستخرجة من الحروف فان الحروف لماکانت وجودا تاما علي اکمل نظام و کل ذرة من ذرات الوجود موکل بها ملک يجانس اجنحته تلک الذرة فاي ترکيب من تراکيب الحروف من بسيط او مرکب وجد فهو اسم

 

«* جواهر الحكم جلد 12 صفحه 500 *»

لملک فانت تدعوه باسمه المسخر للقيام بوظيفته و هذا القسم يستخرجه اهل الفن من الحروف و الکلمات و يستخرج لهم الاعوان و الخدام بالحروف المناسبة و ها نحن نذکر بعض قواعدهم في استخراج روحانية الحروف المعبر عنها بالملائکة و لذلک وجوه منها من بسطه الحرفي مثل الف فبسطه الحرفي ا‌ل‌ف فتنضمه و تلحق به الملحق فتقول الفائيل و منها من عدد تلک الحروف المذکورة فالالف واحد و اللام ثلاثون و الفاء ثمانون و الجميع مائة و احدعشر و استنطقها يکون ق‌ي‌ا و لهم في نظمه طريقان فمنهم من يقدم الالوف علي المئات و المئات علي العشرات و العشرات علي الآحاد فيقول في هذا المثال فيائيل و منهم يعکس فيقول فيه ايفائيل و منها ان تأخذ عدد حروف العدد فتضربه في نفسه و تفعل کما مر مثاله الالف واحد و اللام ثلاثون و الفاء ثمانون فاحد ثلاثة و ثلاثون خمسة و ثمانون ستة و الجميع اربعة‌عشر فاذا ضربتها في نفسها يکون الحاصل ستة و تسعين و مائة و استنطقها ق‌ص و تلحقه فتقول قصوائيل او وصقائيل علي الاصطلاحين و منها ان تضرب عدد مرکبه في نفسه مثل الف ثلاثة في ثلاثة تسعة تستنطق ط و تحول الاصل تاجا له فتقول اطائيل و منها ان تضرب الثلاثة في الثلاثة و تجعل کل ثلاثة في مرتبة من مراتب الاعداد هکذا 333 و تستنطقها في مراتبها فتکون ش‌ل‌ج فتقول شلجائيل او جلشائيل علي الاصطلاحين و منها ان تضرب العدد اي الثلاثة في نفسها تکون تسعة و التسعة في المراتب المتنزلة اعني ش‌ل‌ج و خارج الضرب 2997 و استنطقها تکون غ‌ع‌ض‌ص‌ز تقول غعضصزائيل او زصضعغائيل علي الاصطلاحين و منها ان تضرب عدد الصورة الرابعة يعني ا‌ط في الخامسة يعني ش‌ل‌ج يکون 666 لانه ضرب 333 و استنطق خ‌س‌و و تقول خسوائيل او وسخائيل و منها ان تضرب عدد ش‌ل‌ج في عدد 666 يکون خارج الضرب 3663 غغغخسجائيل او جسخغغغائيل.

و الطرق کثيرة اقتصرنا علي بعضها للاشارة الي نوع المراد لانه المقصود لا استقصاء المقامات. ثم اعلم ان الملحق العلوي عندهم فيه خلاف فمنهم من جعله احدا او خمسين فيقول اييل بيائين و

 

«* جواهر الحكم جلد 12 صفحه 501 *»

منهم من قال احد و اربعون فيقول ايل و منهم من قال احد و ثلاثون فيقول ال‌ و منهم من قال يال و هو احد و اربعون و الملحق السفلي طش او طاش او طيش و منهم من جعله وش و منهم جعله هوش.

قال شيخنا الاستاد اعلي الله مقامه و الظاهر ان المراد بالملحق العلوي اسم الله لان ايل و اخواتها بمعني الله و اما طش و اخواتها فيحتمل ان تکون بمعني عبد لان السفلي خادم العلوي او انها بمعني الله و سيما في مثل وش فانها ستة و ستون و عدد الله کذلک هـ

و الحاصل ان من الحق في العلوي اييل الاحد و الخمسون فلايلحقه حتي يسقط عدد الملحق ثم يلحق ففي مثل ش‌ل‌ج المتقدم يسقط منه احدا و خمسين و يبقي 282 يکون روباييل بيائين بغير مد لعدم الهمزة بعد الالف هذا ان امکن الاسقاط منه و ان ساواه فالملحق هو الاسم و ان نقص العدد عن اسقاط الملحق تعين اخذ الصور الباقية و هي ال او يال او ايل في العلوي و طش و طاش في السفلي فلا اسقاط.

و اما استخراج السفلي فالقاعدة انهم يجعلون بعکس العلوي في الجملة کما قالوا في عکس کلمات فاتحة الکتاب انها تکون اسماء شياطين الا انها مبنية علي استخراج اسماء الملائکة و ذلک مبني علي وضع الزمام في الامر المطلوب و اخذ الزمام يکون علي انحاء البسط و اقسامه من البسط العددي و البسط الطبيعي و البسط الغريزي و البسط الترفعي و بسط التجامع و بسط التضارب و بسط التواخي و بسط التضاعف و بسط التکسير و بسط التمازج باقسامه الصغير و الوسيط و الکبير و هکذا ساير مراتب البسط فانها ترتقي الي ستين قسما و هي مذکورة في کتب اهل الفن متفرقة و کذا کيفيتها.

فاذا اخذت احد ما ذکرنا من البسطات فاحذف المتکرر من المأخوذ و هو اسماء الملائکة و له طرق فمنهم من يحول کل اربعة يلحقها بايل و هو اسم فان بقي خمسة احرف جعلت ملکا و انبعث بالملحق کالتسعة و الثلاثة‌عشر و السبعة‌عشر و منهم من يحول کل سطر من البسط ملکا و ان کان کثيرا کما لو بسط في سباعي و ثماني ثم اذا اخذت الملک اخذت حروف اسمه بدون الملحق و کسرت بصدد المؤخر فهو السفلي بعد ان تلحقه بطيش او طش او طاش او وش او هش و لذلک اوضاع کثيرة

«* جواهر الحكم جلد 12 صفحه 502 *»

ترکناها اکتفاء بما ذکرنا فانه الکافي للحاذق اللبيب و ليس لي الآن اقبال ذکر التفاصيل لما انا عليه من توزع البال و اختلال الحال.

و اما قولهم في السفلي انه المذهب و الابيض و اليرقان و هذه سبعة من الرؤساء اسماؤهم اخبرها الانبياء عليهم السلام و کل واحد موکل بيوم من ايام الاسبوع يستخدمه ملائکة ذلک اليوم فالرئيس الرئيس و الاعوان الاعوان و لماکانت الايام لها نسبة مخصوصة مع الحروف فالحرف المنسوب الي ذلک اليوم ينسب الي الملک الموکل بذلک اليوم و الي خادمه و الي بخوره و الي طبايعه و الي صفاته و ساير احواله فافهم.

و اما ما ذکرتم من ان الالف يومه الجمعة و الملک العلوي دردائيل و السفلي ميمون و الباء يومه السبت فکل خطاء بل الالف يومه الاحد و الملک العلوي هو الذي ذکرنا من الانحاء المختلفة و هؤلاء الذي (الذين ظ) ذکرنا هم الرؤساء و الاعيان.

و اما استخراج الخدام العلويين فربما ذکرنا فيما بعد الاشارة الي بعض وجوهها ان وجدت لنفسي اقبالا و المذهب و الباء يومه الاثنين علي ما هو المشهور عندهم المسطور في کتبهم و قد اشرنا الي نوع ما اردتم فاذا تأملت فيه وجدت تمام الامر و کماله فيما تريد.

قال سلمه الله تعالي و منها ترجمة کلا من (کلام ظ) استخرج من لفظة ولي الله ابوتراب اميرالمؤمنين علي به نحوي که تحرير فرموديد يافتم ولي کلام آنکه اين معني در هر اسم ذاتا و صفة جاري است يا مختص به مثل ولي الله اگر تعب نباشد سرکار را واضح‌تر بفرماييد هـ.

اقول ان السيد الاخلاطي استخرج من لفظ ولي الله علي القواعد الجفرية من اخذ النظاير و المستحضرة و المستحصلة الاسم و اللقلب المخصوص الذي لايجوز لغيره عليه السلام بدلالة العقل و النقل و الکنية و بعض اوايل السور فخرج و نطق من لفظ ولي الله ابوتراب اميرالمؤمنين علي و الحقير کتبت رسالة في جواب بعض المسائل بيانا لکيفية الاستخراج و يريد

 

«* جواهر الحكم جلد 12 صفحه 503 *»

السائل سلمه الله تعالي ان هذه الثلاثة و استخراجها جار في جميع الاسماء و الصفات او لا بل هي مختص بهذا الاسم الخاص.

فنقول اما لفظ الاسم المبارک علي فيستخرج من کل کلمة و کل لفظ من اسم و فعل و حرف باي لغة و اي لسان کيف ما کان و قاعدة الاستخراج ان تکرر ذلک الاسم الذي تريد استخراج هذا الاسم المبارک منه ست مرات ثم زد علي المجموع واحدا فاضرب الحاصل في العشر ثم الحاصل المجموع اسقط منه عشرين عشرين فما فضل فاضربه في احدعشر يستنطق لک اسم علي عليه السلام مثلا جعفر له بسط حرفي و بسط عددي و نحن نذکر الاول لسهولته و قلة عدده و انت قس عليه الباقي فنقول انه رباعي ج‌ع‌ف‌ر فاذا ضعفت الاربعة ست مرات کان الحاصل اربعة و عشرين فاذا اضعفت اليه الواحد کان الحاصل خمسة و عشرين فاذا ضربته في عشرة کان خارج الضرب اربعمائة و خمسين فاذا اسقطته عشرين عشرين يبقي عشرة فاذا ضربته في احدعشر کان مائة و عشرة و تستنطقها فيکون علي.

و هذا سر الولاية الظاهرة في اللفظ في کل ذرة من ذرات الوجود بحکم المناسبة بين اللفظ و المعني و الاسم و المسمي علي ما برهنا عليه في کثير من مباحثاتنا و اجوبتنا و ساير رسائلنا و هذا و ان کان جاريا في کل اسم خال من الکسور الا ان السر في الضرب في احد عشر الذي هو قوي الاسم الاعظم الاعظم الاعظم و ظهور الواحد المدلج بين يدي الاعداد اين بلغت ليکون بذلک منشأ ظهور عدد آخر و بذلک تترامي سلسلة الاعداد الي ما لا نهاية له و الواحد المتقوم باحد المستنطق منه الکاف في کن هو سر الولاية المستودع في الولي المطلق عن الله سبحانه و هذه الحقيقة بهذه الدقيقة الرشيقة محال ان يتحقق في غير الولي المطلق في عالم التفصيل فافهم السر الحق و الکبريت الاحمر.

و اما اللقب الخاص و الکنيه الخاصة کما استخرج من لفظ ولي الله فليس بلازم ظهورهما في کل لفظ و معني علي الوجه الواحد المخصوص بل انما يظهر من کل اسم و صفة ما فيه من صفة ظهور الولاية المطلقة علي ما يناسب ذلک المتعلق من جهة التعلق.

 

«* جواهر الحكم جلد 12 صفحه 504 *»

و اما من جهة قيام الدليل القطعي علي ان کل شيء فيه معني کل شيء فيجب ظهور جميع الوجوه في کل شيء و کل لفظ لکنه ليس طرق ادراکنا و مبلغ علمنا و ذلک يحصل لمن احاط بحقايق الاکوان و الاعيان و اني لنا ذلک الا انا قد ذکرنا لک ما عندنا و ما شهدنا الا بما علمنا و ما کنا للغيب حافظين, و عنده مفاتح الغيب لايعلمها الا هو و يعلم ما في البر و البحر و ما تسقط من ورقة الا يعلمها و لا حبة في ظلمات الارض و لا رطب و لا يابس الا في کتاب مبين, عالم الغيب فلايظهر علي غيبه احدا الا من ارتضي من رسول فافهم راشدا و اشرب عندنا صافيا.

قال سلمه الله تعالي منها فرموديد کليات مراتب التوحيد ترتقي الي خمسة آلاف و مأتين و ثمانين مرتبة در جاي ديگر خلاف اين را, راه را بيان فرماييد که چگونه است اين ارتقاء جزاک الله خيرا.

اقول قد شرحنا و فصلنا و بينا في اجوبة المسائل البهبهانية ان مراتب التوحيد بحسب نفسه اربعة و هي توحيد الذات و توحيد الصفات و توحيد الافعال و توحيد العبادة و بحسب الموحد ثلاثة و ثلاثون لان کل شيء له عشر مراتب و لکل مرتبة ثلاثة و هي الاعلي و الاوسط و الاسفل و الوجود المعبر عنه بالفؤاد ايضا له مراتب ثلثة فکان المجموع ثلاثة و ثلاثون في کل مرتبة من هذه المراتب يقع التوحيد في اربع مراتب المذکورة و اذا ضربت الاربعة فيها کان الحاصل مأتين و اثنين وثلاثين و لکل مقام ظهور من التوحيد و ما ليس في المقام الآخر کما هو المعلوم و لماکانت السلسلة الطولية ثمانية و هي مقام الحقيقة المحمدية صلي الله عليه و آله و رتبة الانبياء و رتبة الانسان من الرعية و رتبة الجن و الملک و الحيوان و النبات و الجماد و في کل مرتبة خمس مراتب و هي ميادين التوحيد الحق و هي ظهور التوحيد في النقطة و الالف و الحروف و الکلمات و الدلالة فاذا ضربت الثمانية في الخمسة کان خارج الضرب اربعين فاذا لاحظت في کل مرتبة من المراتب المذکورة المراتب المتقدمة البالغة الي

 

«* جواهر الحكم جلد 12 صفحه 505 *»

مأتين و اثنين و ثلاثين فيکون حاصل المجموع خمسة آلاف و مأتين و ثمانين مرتبة و لکل مقام اهل يوحدون الله تعالي و يسبحونه و يمجدونه و يثنون عليه بسبعين الف لغة،

و لکل رأيت منهم مقاما

شرحه في الکتاب مما يطول

وهذه المراتب و المقامات مذکورة مشروحة في المسائل البهبهانية باکمل توضح و ابين شرح فليطلب فيها

و اما ما ذکرتم من انک ذکرت في موضع آخر خلاف ذلک فحاشا ان يکون في کلامنا تناقض و اختلاف و اختلال لان کلامنا و مطالبنا کلها مأخوذة عن الله سبحانه اما بواسطة کتابه الکريم من محکمات آياته او بواسطة اوليائه و خلفائه و امنائه و الکل من عند الله و ما عند الله ليس فيه اختلاف و لا اضطراب فان الاختلاف دليل الابادة و الاضمحلال و النفاد ما عندکم ينفد و ما عند الله باق قل لو کان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا کثيرا فدل مفهوم الشرط ان ما عند الله ليس فيه اختلاف و لعمري اي ما عندنا هو ما عند الله فليس عندنا اختلاف ان شاء الله تعالي نعم قد نجمل في موضع و نبين و نفصل في موضع آخر و قد نذکر وجها من وجوه الشيء في مقام و نذکر الوجه الآخر في المقام الآخر.

و الشيء الواحد له وجوه و جهات عديدة متغايرة متخالفة بل متناقضة لان الاشياء قد ترکبت من الاضداد و کل ذلک جهات شيء واحد من غير تناقض فلو قال قائل ان للتوحيد مرتبة واحدة صدق فان الکثرة تنافي التوحيد و المراد هنا التوجه الي الواحد الحق فانه حال التوجه اليه سبحانه لايجد شيئاً سواه و التعدد باعتبار المتعلق في صورة العلم لا بالنسبة الي التوحيد حال العمل و التوجه الي الواحد الحق اذ في صورة التوجه او توجه الي اثنين لم‌يکن موحدا فالتوحيد لم‌يزل وحداني المراتب في جميع المقامات و اذا قال قائل للتوحيد مرتبتان صدق و هي توحيد الذات سبحانه لنفسه بنفسه و توحيد الخلق له سبحانه بتوصيفه و بيانه کماقال تعالي شهد الله انه لا اله الا هو و الملائکة و اولوا العلم و لو قال قائل التوحيد له ثلاث مراتب صدق و هو توحيد الذات و توحيد الصفات و توحيد

 

«* جواهر الحكم جلد 12 صفحه 506 *»

العبادة بجعل توحيد الافعال من توحيد الصفات فان مرجعه الي الصفات الفعلية و لو قيل ان له اربع مراتب فصحيح و هو توحيد الواقفين مقام الملک و توحيد الواقفين مقام الملکوت و توحيد الواقفين مقام الجبروت و الواقفين مقام اللاهوت و لو قيل ان مراتبها خمسة صدق و هي توحيد اهل النقطة و اهل الالف و اهل الحروف و اهل الکلمة و اهل الدلالة و هکذا باقي المراتب فان بعضها يدخل تحت بعض بالاجمال و التفصيل و الاطلاق و التقييد والاطلاق و التقييد و الاشارة و التصريح و العبارة و التلويح و مثل هذا لايعد من الاختلاف في شيء و انما الاختلاف هو التناقض الذي لايجتمعان مع ان جنابک ما ذکرت وجه الخلاف و ما ذکرت في اي موضع حتي اشرح لک حقيقة الحال ليؤول الاختلاف الي الايتلاف فان کان من نوع ما اشرت الآن فالوجه کما ذکرنا و ان کان غير ذلک فلابد من الاخبار و الاعلام حتي توضيح (نوضح ظ) السبيل باقامة البرهان و الدليل و نبين ان ليس من شأننا الاختلاف و انما هو سبيل غيرنا.

قال سلمه الله تعالي و منها ان الکعب في کتب القوم تبلغ کعب هذا الاسم الي فلان ما المراد بالکعب فقد سبق في ذلک المطاع الماجد ميرزا نور محمد الساروي المازندراني فلم‌يأته الجواب.

اقول: الکعب في غالب الاستعمالات اهل الحروف يستعملونه في استخراج الملائکة و الروحانيين العلويين و السفليين و اذا استعملوه يريدون به ضرب الشيء اي العدد الثاني الحاصل من الجذر في العدد الاول المجذور مثلا اذا اردت استخراج ملائکة الاسم الوهاب فخذ عدده و هو اربعة‌عشر و استنطقه و زد عليه الملحق فيکون ريائيل ثم تضرب العدد في نفسه فيکون دياييل ثم تضرب العدد في نفسه فيکون مأة و ستة و تسعين و تلحق بالملحق بعد الاستنطاق فيکون وصقائيل و هو الملک الثاني ثم تکعبه بان تضرب عدد الاول في عدد الثاني يکون الخارج الفين و سبعمائة و اربعة و اربعين و استنطقها غ‌غ‌ذ‌م‌دو تنظمها و تلحق به الملحق فيکون دمدغغائيل و هو الملک الثالث و اذا

 

«* جواهر الحكم جلد 12 صفحه 507 *»

اردت الخليفة علي الثلاثة فتجمع المراتب الثلاث و تستنطقها و تلحق بالملحق فيکون دنضغغائيل و هو الملک الخليفة علي الثلاثة و اذا اردت الرئيس الحاکم عليهم فکعب عدد الخليفة و المستنطق من التکعيب هو الملک الاعظم و الجميع تحت طاعته و هو الملک الذي کتمه هرمس و رمزه و لم‌يصرح به و حيث ان بنية العالم الآن قد نضجت و قوابل المستعدين قد تأهلت للزيادة فلا بأس ان نشرح ذلک الرئيس الحاکم و نفصله و نرفع غشاوة الابهام عنه و ان لم‌يصرح به هرمس (ع) لضعف القوابل و عدم نضج الطبايع و الکينونات في زمانه (ع).

فنقول و اما الرئيس الحاکم فهو ان تضرب عدد الخليفة في نفسه ثم تکعبه اي تضرب عدده ايضا في الحاصل فيکون الحاصل من التکعيب اربعة و مائتين و سبعة آلاف و ثلثون و سبعمائة الف و سبعون مائة الف و سبعة آلاف الف و خمسون الف الف و مأتي الف الف فاذا اردت استنطاقه فاجعل للسبعة آلاف زغلان الزاء سبعة و الغين الف و للثلاثين الف لغ و هکذا مثاله درزعلغز قغعمغز غغنغغر غغائيل فهذا هو الملک الرئيس و السلطان الاعظم الذي تدور عليه سلطنة الاجابة و ان هذا لايکتبون و انما کتبت لئلاتمنع الحکمة من اهلها.

و اذا اردت ذکر الاسم بالاعوان و الخدام بان تذکر مثلا يا وهاب اربعة‌عشر مرة ثم تذکر ديائيل مرة و تذکر يا وهاب مائة و ستة و تسعين مرة و تذکر وصقائيل مرة و هکذا الي السلطان الحاکم علي الکل و تکون مع قلب فارغ مقبل متوجه ملاحظا معني البديع و الباعث و الرحمن و الباطن و هنالک تقع الاجابة في الحال و هذا هو الباب الذي قال تعالي و أتوا البيوت من ابوابها و قد يطلق الکعب عندهم و يراد به الجذر و التربيع و هو صرف العدد في نفسه و الحاقه بالملحق العلوي و السفلي و قد يطلق الکعب و يراد به محض الاستنطاق و الالحاق کماقالوا في حروف المرتبة ا‌ب‌ج‌د استنطاقها ي الکعب اييل و حروف الدرجة هـ‌و‌ز‌ح استنطاقها وک الکعب وکيائيل و حروف الدقيقة ط‌ي‌ل‌ک استنطاقها ط‌س الکعب رطسائيل و هکذا الي تمام الحروف.

و ان اردت معرفة حروف المرتبة و الدرجة فاعلم ان الحروف کلها علي اربعة اقسام نارية و هوائية و مائية و

 

«* جواهر الحكم جلد 12 صفحه 508 *»

ترابية و لماکانت الحروف ثمانية و عشرين حرفا فاذا قسمت الي اربعة اقسام کانت کل قسمة سبعة مترتبة و لکل واحد من هذه السبعة عندهم اسم خاص يترتب عليه احکام و آثار فالاولي تسمي المرتبة و الثانية الدرجة و الثالثة الدقيقة و الرابعة الثانية و الخامسة الثالثة و السادسة الرابعة و السابعة الخامسة و نسبة کل مرتبة مع الاخري الاولي قد اختلفوا فمنهم من قال ثلاثون و منهم من قال غير ذلک و لسنا الآن بصدد تفصيل هذه المقامات و انما تطلب في مطولات الفن.

قال سلمه الله تعالي و منها آنکه فقه را بسيار شايقم رشته کار را و آن‌گاه به چه اسباب بايد رجوع کرد مرقوم دارند بشرايطه و آدابه و رسومه و مظانه و احکامه.

اقول طلب الفقه ان کان من باب التقليد فالمرجع الي کتب الاحياء الموجودين الکاملين البالغين درجة الفتوي و القضا الجامعين للعلوم المتوقف عليها الفقه من اللغة و النحو و الصرف و الکلام و الرجال و متون الکتب الفقهية لمعرفة الشهرة و الاجماعات و الاحتياط اذ قد يحتاج الفقيه اليها و الکتاب و السنة و اصول الفقه و حصول القوة القدسية اي النفس الانسانية التي هي العمدة في هذا الباب و هذه حقيقة الهية يوجدها الله سبحانه اي يظهرها بحسب القابلية و عدم تغيير الفطرة الاصلية و عند عدمها لاتنفع معرفة تلک العلوم کما ان من ليس له قوة في الطبيعة لاتنفعه معرفة علم العروض و ان کان ماهرا کاملا فيه مع شرايطها و آدابها من حصول العدالة التي هي الملکة الراسخة في النفس المانعة عن الاقتحام في مهاوي العصيان و الطغيان الباعثة لفعل الطاعة و التوجه الي الله الملک الديان و ان کان في غير الفقيه تکتفي بحسن الظاهر في العدالة الا ان في هذا المقام حيث انه الرياسة العامة و الولاية التامة و النيابة المطلقة و الحکومة علي الفروج و الدماء و الاموال و الاعراض و بالعمل المنوط بصحة الفتيا صلاح العالم و النظام فلابد من داع نفساني يصونه عما ينافي محبة الله تعالي لا محض حسن الظاهر وحده.

 

«* جواهر الحكم جلد 12 صفحه 509 *»

و اما الرجوع الي کتب الاموات في التقليد فلايجوز ابدا بحال من الاحوال لا ابتداء و لا استدامة کما برهنا عليه في کثير من مباحثاتنا و اجوبتنا للمسائل هذا اذا کان المطلوب التقليد.

و اما اذا کان المقصود و المطلوب الاستيضاح و استنباط الادلة من مظانها و مواقعها فالمرجع فيه الي الادلة ‌المعلومة و هي الکتاب و السنة و الاجماع و دليل العقل المعتضد المتلقي بالقبول کما في قول مولانا الکاظم عليه السلام علي ما رواه المفيد في الاختصاص او قياس تعرف العقول عدله و کذلک الشهرة باقسامها الثلاثة من شهرة هي اجماع و حجة وشهرة عاضدة و مقوية و مثبتة للخبر و ليست باجماع و شهرة ليست باجماع و لا حجة و لا مؤيدة و هي الشهرة التي لا اصل لها و کذلک احکام الاستصحاب باقسامه و احوال اللغة و احکام الدلالات من المنطوق و المفهوم و فحوي الخطاب و لحن الخطاب و دليل الخطاب و دليل التنبيه و الاقتضاء و غيرها من ساير احکامها.

و هذه المسائل بتفاصيلها لابد ان تکون حاضرة للفقيه و ثابتة لديه بالبراهين القطعية ‌و الادلة الحقيقية و لايرجع فيها الي تقليد کتاب و لا الاعتماد علي خطاب و ح فالمرجع في هذه المسائل علمه و فهمه بملاحظة الادلة في مظانها و ليس کتاب عنده اولي من کتاب لان مبني الفقه علي الاختلاف و عدم الايتلاف کماقال عليه السلام راعيکم الذي استرعاه الله امر غنمه اعلم بمصالح غنمه ان شاء جمع بينها لتسلم و ان شاء فرق بينها لتسلم و قال عليه السلام نحن اوقعنا الخلاف بينکم.

فاذا کان الامر کذلک فالمصالح و الاقتضاءات في مقام العمل بحسب الخلط الحق مع الباطل و شوب النور و الظلمة و تغيير الموضوعات مختلفة و کل فقيه يسدد و يوفق الي ما هو ملصحته فيه و قد تکون مصلحته موافقة المشهور و قد تکون مخالفته و من هذه الجهة لايسع الحوالة الي کتاب خاص لمصنف خاص نعم يحصل بالنظر الي ملاحظة مجموع الکتب و العدة علي ما يتمکن منها ملاحظا اعانة الله بالغوث الذي جعله للخلق و اقامه في العالم و انه صاحب المرأي و المسمع و انک بين يديه يتصرف فيک ما يشاء کما يشاء بما يشاء کما تقول في

 

«* جواهر الحكم جلد 12 صفحه 510 *»

تصرف الملائکة و الجن و اشباههم علي ما فصلنا في الرسالة الموضوعة لحصوله التقرير في هذا الزمان و هذا مجمل الکلام في الجواب و اما التفصيل فيطلب في ساير ما کتبنا و حررنا في الادلة الفقهية و هي الموجودة المتفرقة في کتب علمائنا الاعلام و فقهائنا الکرام في تنقيح الادلة الشرعية فلايسع لفقيه ان يتابع آخر لا في اصل المسألة الفقهية و لا في دليلها الذي تستنبط منه الا بدليل يقطع عذره عند الله تعالي بحيث اذا قال له علي الصراط ءالله اذن لکم ام علي الله تفترون تقول بلي يا رب انت اذنت لي و هذا ظاهر معلوم ان شاء الله تعالي و قد ذکرت لک نوع العمل في الاستنباط والله سبحانه هو الموفق للصواب.

قال سلمه الله تعالي و منها اينکه در بعضي رسائل سرکار که اشاره فرموديد وجه تسميه اعلام دين را عليهم السلام تام نمي‌باشد و ذکر فرموديد که در جاي ديگر به وجه انيق دقيق نوشتم جاي ديگر را مي‌خواهم فانعم علي فانت ذو من.

اقول قد ذکرنا هذه المسألة مع کمال البسط في اجوبة المسائل التي (وردت ظ) الينا من جبل عامل و وقع السؤال علي(کذا) عن اسماء الائمة عليهم السلام هل هي من الله او من انفسهم و هذا صورة سؤاله و جوابه:

قــال سلمه اللّه تعالي: و هل تسميتهم بالاسماء المعلومة من قبل انفسهم ام اللّه اختارها لهم و علي الثاني فما وجه ترجيحها علي ساير الاسماء.

اقــول: اعلم انهم صفوة اللّه و نور اللّه و ضياؤه و كل احوالهم في كل شئونات اطوارهم ترجع الي اللّه سبحانه اذ لا مشية لهم الا مشية اللّه و لا ارادة لهم الا ارادة اللّه فاذا كان كذلك فلايختارون شيئاً الا مااختاره اللّه سبحانه لهم و الاسماء كذلك فاختار اللّه سبحانه لهم هذه الاسماء المباركة المقدسة التي ليس في عالم الكون و الوجود بذلك النظم و الترتيب و الاعتدال ايضاً شي‏ء من الاشياء كمادلت عليه الروايات المتكثرة مثل حديث اللوح الذي اتي به جبرئيل عن اللّه سبحانه مكتوب فيه جميع اسماء الائمة علي ما

 

«* جواهر الحكم جلد 12 صفحه 511 *»

رواه جابر كما في (الكافي و في خ‌ل) معاني‏الاخبار باسناده عن ابي‏عبداللّه عليه السلام عن ابيه (ابيه عليهما السلام قال كان رسول‏اللّه صلي الله عليه و آله ذات يوم جالساً و عنده علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السلام خ‌ل) فقال و الذي بعثني بالحق بشيراً ماعلي وجه الارض خلق احب الي اللّه عزّوجلّ و لا اكرم عليه منّا ان اللّه تبارك و تعالي شق لي اسماً من اسمائه فهو محمود و انا محمد و شق لك يا علي اسماً من اسمائه فهو العلي الاعلي و انت علي و شق لك يا حسن اسماً من اسمائه فهو المحسن و انت حسن و شق لك يا حسين اسماً من اسمائه فهو ذوالاحسان و انت حسين و شق لك يا فاطمة اسماً من اسمائه فهو الفاطر و انت فاطمة و الاخبار في هذا الباب كثيرة.

و اما وجه ترجيح هذه الاسماء فاعلم ان لهم عليهم السلام سبعة اسماء (كماذكرنا خ‌ل) و الباقي مكرر منها و انما جعلها سبعة لبيان انهم عليهم السلام اول اصل نشأ في الوجود في الخلق الاول فان اول مبدأ الوجود متحصل من الشكل المثلث و الشكل المربع كماذكرنا و هم عليهم السلام الخلق الاول و ظهرت ايام الاسبوع حاكية عن شأنهم و معلنة بالثناء عليهم فالسبت رسول‏ اللّه صلي‌ الله عليه و آله لانه الكامل المطلق و النقطة التي تدور عليها الكون و الوجود و الاحد هو علي عليه السلام لانه المبدء و الالف الظاهر من النقطة و مقام الظهور التفصيلي و لذا ورد ان في الاحد ابتدأ اللّه في خلق العالم و كوكبه الشمس و هي طبع الذكر و الاثنين فاطمة لانها الزوجة فتقارن الاحد و كوكبه القمر و طبعه البرودة و البرودة طبع الاثنين (الانثي خ‌ل) و الصورة منتسبة اليه كما ان المادة الي الشمس كالاب و الام.

فافهم و الثلثاء الحسن عليه السلام اذ به حصل التثليث و اليه ينسب حقيقة الشكل المثلث و لذا اثر تأثيره من الافناء و عدم الايتلاف و الاربعاء الحسين عليه السلام لان به تمام التربيع و به ظهر الدين و وقع الايتلاف كماهو تأثير كل (تأثير الشكل خ‌ل) المربع و كوكبه عطارد و الخميس جعفر عليه السلام لان به ظهرت المقامات الخمسة في مراتب التوحيد و

 

«* جواهر الحكم جلد 12 صفحه 512 *»

اظهر عليه السلام سر الهاء لكمال التجريد و كوكبه المشتري مصدر العلم و ينبوعه و الجمعة موسي عليه السلام لاجتماع العلل و الاسباب التي بها نظام الخلق في مقام الخلط و اللطخ و اظهار الامر في مستجنات الغيوب و هؤلاء هم قوام الايام التي في الحديث لاتعادوا الايام فتعاديكم.

و ظهر سرّ هذه السبعة في الحمد و لذا كان ثلاثياً في الصورة و رباعياً في المادة فان مادة الحمد هي الدال بالتكرير و التضعيف فظهرت التفاصيل في الآيات فكانت آيات سورة الحمد سبعة و قوله تعالي و لقداتيناك سبعاً من المثاني و القرآن العظيم و لماكانت سورة الحمد مبدأ الكتاب التدويني و هو طبق الكتاب التكويني الذي هو العالم الاكبر وجب ان‏يكون مبدأ الكتاب التكويني الذي هو العالم الاكبر سبعة قدثنيت لاتمام (لتمام خ‌ل) الاربعة عشر و لماكانت الاسماء صفات المسمي و اشترط (يشترط خ‌ل) بينهما التطابق وجب ان‏‌يكون (تكون خ‌ل) الاسماء ايضاً سبعة قدكررت في سبعة و لماكان محمد صلي‌ الله عليه و آله و اهل‏بيته هم المبدأ خلقهم اللّه سبحانه قبل الخلق وجب ان‏تكون اسماؤهم المطابقة لمسمياتها سبعة كماذكرنا فافهم.

اما رسول‏اللّه صلي الله عليه و آله فاسمه في القرآن محمد و في التورية و الانجيل و الزبور (و الانجيل احمد و في الزبور خ‌ل) ماحي لانه يمحو الكفر و يثبت الاسلام و الايمان و في القيمة حاشر لان الناس يحشرون بين يديه و قدميه و الموقف لانه صلي الله عليه و آله يوقف الخلق في الموقف بين يدي اللّه عزّوجلّ و العاقب لانه عقيب (عقب خ‌ل) النبيين لكونه اول الخلق اجمعين و المقفي لانه قفي النبيين جماعة و القيم الكامل الجامع و هو ظاهر.

و في معاني‏الاخبار عن الحسن بن علي بن ابي‏طالب عليهم‌السلام قال جاء نفر من اليهود الي رسول‏اللّه صلي الله عليه و آله فقالوا له لأي شي‏ء سميت محمداً و احمد و اباالقاسم و بشيراً و نذيراً و داعياً فقال صلي الله عليه و آله اما محمد فاني محمود في الارض و اما احمد فاني محمود في السماء و اما ابوالقاسم فان اللّه عزّوجلّ يقسم يوم القيمة قسمة النار فمن كفر بي من الاولين و الآخرين ففي النار و يقسم قسمة

 

«* جواهر الحكم جلد 12 صفحه 513 *»

الجنة فمن آمن بي و اقرّ بنبوتي ففي الجنة و اما الداعي فاني ادعو الناس الي دين الله (دين ربي خ‌ل) عزّوجلّ و اما النذير فاني انذر الناس من عصاني (انذر بالنار من عصاني خ‌ل) و اما البشير فاني ابشر بالجنة من اطاعني.

و اما الوجه الحقيقي الباطني الذي هو الاصل فهو سر غامض و انما اشير اليه اشارة اجمالية لينتفع به العارف الفطن اعلم انا قداشرنا الي ان الكتاب التدويني طبق الكتاب التكويني بل شرح و صفة له علي كمال المطابقة و الموافقة و رسول‏اللّه صلي الله عليه و آله هو المبدأ و الاصل في العالم التكويني و جميع آثار الربوبية و الشئونات الالهية كلها قدظهرت منه صلي الله عليه و آله فيجب ان‏يستنطق اسمه المبارك من مبدأ الكتاب التدويني و مبدؤه البسملة ثم الحمد فاذا عددت حروف البسملة تكون (يكون خ‌ل) تسعة عشر فيستنطق منها الواحد الذي هو اول ظهور الاحد و مقام القيومية في الاكوان الوجودية و الواحد له من الحروف الالف و هو في مقام المبدأ واحد و اذا لوحظ التعلق يجب (بحسب خ‌ل) التكرار فيحصل الباء لفظاً و معني و الباء اذا كررت يظهر منها الدال و الدال اذا كررت يظهر منها الحاء و الحاء اذا كررت خمس مرّات يظهر منها الميم و هو تمام الحمد فاذا زادوا الاصل الواحد الذي هو الالف الذي ظهرت هذه الحروف من تكرارها ظهر الاسم المبارك احمد صلي الله عليه و آله و هو اسمه الشريف في السماء لكونه اقرب الي المبدأ و اذا لاحظوا مقام النبوة و مقام الظهور في المقامات الخلقية زادوا الميم في الاول و شددوا الميم في الثاني لبيان نسبة تقدم وجوده صلي الله عليه و آله علي وجود علي عليه السلام مع انهما في مقام واحد و رتبة واحدة و كان ذلك ثمانين الف سنة كمافي رواية جابر ان اول ماخلق اللّه نور نبيك يا جابر كان يطوف حول جلال القدرة ثمانين الف سنة فاذا وصل الي جلال العظمة خلق فيه نور علي عليه السلام فكان نوري يطوف حول جلال العظمة و نور علي يطوف حول جلال القدرة و علي عليه السلام هو حامل لواء الحمد فافهم راشداً.

 

«* جواهر الحكم جلد 12 صفحه 514 *»

و اما اميرالمؤمنين عليه السلام فله روحي‏فداه اسماء كثيرة عجيبة غريبة نشير الي نبذة منها فاسمه الشريف في الانجيل اليا و في التورية بري اي بري‏ء (يبريء خ‌ل) من الشرك و كل نقص و دنس لانه وجه اللّه و قدطهره اللّه سبحانه عن كل مالايليق بجناب قدسه و عند الكهنة بوي من يبوء مكاناً و بوأ غيره مكاناً و هو الذي يبوء اهل الجنة منازلهم (مأواهم خ‌ل) و امكنتهم و يبطل الباطل و يفسده و في الزبور اري و هو السبع الذي يدق العظم و يفترس اللحم و عند الهند كبكر (بكر خ‌ل) و هو الذي اذا اراد شيئاً لج فيه فلم‏يفارقه حتي يبلغه و عند الروم بطرسيا و هو مختلس الارواح و عند الفرس حبير (خير خ‌ل) و هو البازي الذي يصطاد و عند الترك ثبير (بثير خ‌ل) (تنين خ‌ل) و هو النمر الذي اذا وضع مخلبه في شي‏ء هتكه و عند الزنج حثير (جئير خ‌ل) و هو الذي يقطع الاوصال و عند الحبشة ثريك (شريك خ‌ل) و هو المدبر علي كل شي‏ء اتي عليه و عند امه عليه السلام حيدر و هو الحازم‏الرأي الخبير النظار في دقايق الاشياء و عند ظئره عليه السلام ميمون.

و روي في معاني‏الاخبار عن جابر عن محمد بن علي عليهما السلام قال كانت ظئر علي عليه السلام التي ارضعته امرأة من بني‏هلال خلفته في خبائها و معه اخ له من الرضاعة و كان اكبر منه سناً بسنة الا اياماً و كان عند الخباء قليب فمر الصبي نحو القليب و نكس رأسه فيه فخبا (فجثا خ‌ل) (فجاء خ‌ل) علي عليه السلام خلفه فتعلقت رجل علي عليه السلام بطنب الخيمة فجر الحبل حتي اتي علي اخيه و تعلق بفرد قدميه و فرد يديه اما اليد ففي فيه و اما الرجل ففي يده فجاءته امه فادركته فنادت يا للحي يا للحي يا للحي من غلام ميمون امسك علي ولدي فاخذوا الطفل من رأس القليب و هم يعجبون من قوته علي صباه و لتعلق رجله بالطنب و لجره الطفل حتي ادركوه فسمته امه ميموناً اي مباركاً فكان الغلام يعرف بمعلق (بمعلقة خ‌ل) ميمون و ولده الي اليوم و عند الارمن اسمه فريق و هو الجسور الذي يهابه الناس و عند ابيه عليه السلام ظهير و كان ابوه يجمع ولده و ولد اخوته ثم يأمرهم بالصراع و ذلك خلق في العرب و كان علي

 

«* جواهر الحكم جلد 12 صفحه 515 *»

عليه السلام يصارع كبار اخوته و صغارهم و كبار بني‏عمه و صغارهم فيصرعهم و هو عليه السلام طفل فيقول ابوه ظهر علي عليه السلام فسماه ظهيراً و عند العرب اسمه علي.

قال جابر اختلف الناس من اهل المعرفة لم سمي علي علياً فقالت طائفة لم‏يسم احد من ولد ادم قبله بهذا الاسم في العرب و العجم الا ان‏يكون الرجل من العرب يقول ابني هذا علي يريد من العلو لا انه اسمه و انما تسمي الناس به بعده و في وقته و قالت طائفة سمي علياً لعلوه علي كل من بارزه و قالت طائفة سمي علياً لان داره في الجنان تعلو حتي تحاذي منازل الانبياء و ليس نبي يعلو منزلته منزلة غيره و قالت طائفة سمي علياً لانه علا علي ظهر رسول‏اللّه صلي الله عليه و آله بقدميه طاعة للّه عزّوجلّ و لم‏يعل احد علي ظهر نبي غيره عند حط الاصنام من سطح مكة و قالت طائفة انما سمي علياً لانه زوج في اعلي السموات و لم‏يزوج احد من خلق اللّه في ذلك الموضع و قالت طائفة انما سمي علياً لانه اعلي الناس علماً بعد رسول‏اللّه صلي الله عليه و آله هـ

اقول و الوجوه كلها تصح (يصح خ‌ل) و الوجه الحقيقي في الظاهر هو الذي روت فاطمة بنت اسد في حديث طويل الي ان قالت فلما اردت ان‏اخرج هتف بي هاتف يا فاطمة سميه علياً فهو علي و اللّه العلي الاعلي يقول اني شققت اسمه من اسمي و ادبته بادبي و اوقفته علي غامض علمي و هو الذي يكسر الاصنام في بيتي و هو الذي يؤذن فوق ظهر بيتي و يقدسني و يمجدني فطوبي لمن احبه و اطاعه و ويل لمن ابغضه و عصاه.

و اما الوجه الباطني في سبب التسمية فامور كثيرة هي من غامض العلوم و السر المكتوم و نحن نشير الي وجه منه لينتفع به اهله فاعلم انه قددلت الادلة القطعية ان علياً عليه السلام هو حامل لواء الحمد و الظاهر بالولاية المطلقة و الهيمنة التامة و هو محل مشية اللّه و ارادته و لسان وحيه و ترجمان امره بل هو امره و الباب الذي ظهرت فيه

 

«* جواهر الحكم جلد 12 صفحه 516 *»

آثار الربوبية التي تصل الي المخلوقين فهو عليه السلام جامع لشئونات المشية التي هي عالم الامر و اطوار الخلق لانه الواقف علي الطتنجين و البرزخ بين العالمين و لماكانت الاسماء بينها و بين معانيها مناسبة ذاتية كمادلت عليه الادلة القطعية من العقلية و النقلية وجب ان‏تكون تلك الاطوار و الاحوال ظاهرة في الاسم.

و لماكان عالم الامر يعبر عنه بكلمة كـن كماقال تعالي انما امره اذا اراد شيئاً ان‏يقول له كن و هي في العدد سبعون و استنطاقه عين وجب ان‏تكون مبدأ اسمه الشريف لان عالم الامر هو مبدأ الوجود الامري و الكوني و لماكان عالم الخلق يتم بالقابل و المقبول و مراتب القابلية ثلثون و مراتب المقبول عشرة و هو قوله تعالي و واعدنا موسي ثلثين ليلة و هي القابلية و اتممناها بعشر و هي المقبول فتم ميقات ربه اربعين ليلة و لماكان مقام علي عليه السلام مقام التفصيل كماكان مقام النبي صلي الله عليه و آله مقام الاجمال و كان استنطاق الثلثين اللام و استنطاق العشرة الياء و استنطاق المجموع الميم وجب ان‏يكون اللام و الياء بعد العين في آخر اسمه الشريف عليه السلام فاذا اجتمعت الحروف علي هذا الترتيب يستنطق الاسم المبارك علي عليه السلام و جعلت الميم في مبدأ اسم النبي صلي الله عليه و آله لان مقامه الاجمال فافهم و له وجوه كثيرة اخري طويتها خوفاً من فرعون و ملائه.

و اما الصديقة الطاهرة علي ابيها و بعلها و بنيها آلاف السلام و الثناء فان لها اسامي كثيرة و اشهرها عشرة اسماء و اصلها فاطمة سميت بها لان اللّه تعالي فطمها و فطم محبيها عن النار لانها اشتقت من اسم اللّه فاطر السموات و الارض.

و اما الوجه الباطني الحقيقي فاعلم ان الائمة الطاهرين عليهم السلام اول خلق اللّه سبحانه خلقهم اللّه سبحانه و كانوا يسبحونه و يقدسونه في ظل عرشه (العرش خ‌ل) و لم‏يكن خلق فبعد الف دهر و كل دهر مائة الف سنة خلق سبحانه ارواح الانبياء فهم عليهم السلام اصل واحد و بينهم اختلاف في الشرف و الرتبة فكان رسول‏اللّه صلي الله عليه و آله فخرهم (خيرهم خ‌ل) و

 

«* جواهر الحكم جلد 12 صفحه 517 *»

سيدهم و علي عليه السلام اميرهم و رئيسهم و الحسن و الحسين سيدي شباب اهل الجنة و القائم الحجة عجل اللّه فرجه افضل الثمانية لانه تاسعهم و هو قائمهم افضلهم كمادلت عليه الاخبار و الائمة الثمانية عليهم السلام في الرتبة سواء لعدم ورود شي‏ء يدل علي التفاوت في اخبارهم و عدم اهتداء العقل الي معارج مقاماتهم ليعرفها.

و اما الصديقة الطاهرة عليها السلام فهي بعدهم و آخرهم و لذا كانت وعاءهم و محل ظهور اشباحهم و هي الكلمة التامة الجامعة للحروف و الالف و النقطة و لماكانت الالفاظ و المعاني بينها مناسبة ذاتية وجب ان‏يكون ذلك المعني ظاهراً في اسمها المبارك و لماكانت الآحاد هي اصول الاعداد و هي كلها تقومت بها كما ان الائمة اصول الخلق و هم كلهم تقوموا بهم و التسعة هي آخر الآحاد و محل ظهورات كل مراتبها الحاصلة من ظهور الواحد في الاثنين و استنطاقها الطاء وجب ان‏يكون اسمها الشريف الطاء ولكن لماكان كمال كل حرف ان‏يجتمع معها الكمالان الظهوري و الشعوري و نظروا الي كمال الطاء وجدوها الـ «فا» و «مه» (نظروا الي كمالي الطاء وجدوهما الفاء و مه خ‌ل) فضموهما بها فقالوا فاطمة و بيان الاجتماع ان الكمال الظهوري لكل عدد و حرف ان‏تزيد عليه الواحد ثم تضربه في النصف الاول فالحاصل هو الكمال الظهوري و الكمال الشعوري و هو مجموع الكمال الظهوري لذلك العدد و العدد الذي هو قبله كالطاء فانك اذا اضفت اليها الواحد كان عشرة و اذا ضربت العشرة في نصف التسعة كان استنطاق اسم ادم اي خمسة و اربعين فاستنطاقه يكون مه و اذا اضفت الواحد علي الحاء اي الثمانية و ضربته علي نصفها اي الاربعة كانت ستة و ثلثين و مجموع الكمالين يكون واحداً و ثمانين و استنطاقه فا فاجعل الطاء التي هي الاصل في الوسط و اجعل علي يمينها الكمال الشعوري و هو فا و علي يسارها الكمال الظهوري و هو مه فيتم اسم فاطمة عليها السلام و من هذه الدقيقة الشريفة التي بنيناها مااتفق مثل هذا الاسم ابداً في اسم من الاسماء

 

«* جواهر الحكم جلد 12 صفحه 518 *»

لان هذه المرتبة لم‏تتفق لاحد من افراد الموجودات (الموجودين خ‌ل) صلي اللّه عليها و علي ابيها و علي بعلها و بنيها الي يوم القيمة.

و اما مولينا (و سيدنا خ‌ل) الحسن عليه السلام سمي به لكونه في العربي اسم ولد هرون بالسريانية و لماكان علي من محمد صلي اللّه عليهما بمنزلة هارون من موسي ناسب ان‏يكون ولداه عليهم السلام بمنزلة ولد هرون و كان اسمهما شبر و شبير فصار اسم ولدي علي عليهم السلام الحسن و الحسين و لكونه عليه السلام اشتق من اسم الله المحسن.

و اما الوجه الحقيقي الباطني فاعلم ان الحسن عليه السلام لماكان من حملة العرش كماروي عنهم عليهم السلام ان الحملة ثمانية اربعة من الاولين و هم نوح و ابراهيم و موسي و عيسي و اربعة من الآخرين و هم محمد و علي و الحسن و الحسين صلي الله عليهم و كان سبط محمد صلي الله عليه و آله و ابن علي عليه السلام ايضاً و هو اول مقام التفصيل و التكرير فوضع له اسماً بجميع هذه المعاني كلها ليكون مجرد اسمه الشريف دليلاً علي نسبه و حسبه و فخره و انه اولي الخلق بابيه الطيب الطاهر صلي اللّه عليهما فجعل الحاء للاشارة الي انه من حملة العرش و السين للاشارة الي انه الرتبة الثانية من الولاية المطلقة و الولاية هي القمر و سيره ثلثون يوماً و لذا جعل اللام في علي عليه السلام و السين للحسن لانها تكرار اللام و لذا كان انزل مرتبة من ابيه قال عليه السلام و ابوهما خير منهما و ظهور القابليات بالولي و هي ثلثون مرتبة فاذا كرر الثلثون يكون ستين و جعل النون في اسمه الشريف للاشارة الي انه من محمد صلي الله عليه و آله فان النون بينات الميم و انما ذكر البينات دون الزبر للاشارة الي ان جهة الولاية فيه اقوي لكونها ميراثاً من ابيه و تلك النسبة من جهة اللام و هي الصفة كما ان البينات صفة للزبر فكان اسمه الشريف دالاً علي انه من حملة العرش و ابن الولي و سبط محمد النبي صلي اللّه عليهم اجمعين فافهم راشداً و اشرب صافياً.

و اما مولينا الحسين جعلني اللّه فداه و عليه الصلوة و السلام سمي به لماذكر في اخيه الطاهر في الظاهر و الباطن الا انه زيد الياء بعد السين لبيان (ان خ‌ل) الائمة العشرة هو عليه السلام

 

«* جواهر الحكم جلد 12 صفحه 519 *»

و التسعة من ذريته عليهم السلام و لم‏يكن ذلك في الحسن عليه السلام و انما زيدت قبل النون لبيان ان الائمة العشرة من فروع الولاية من اولاد علي عليه السلام لانه اصل للولاية الظاهرة (في الخلق خ‌ل) و لوجوه اخر يطول بذكرها الكلام (المقام خ‌ل).

و اما مولينا و سيدنا جعفر بن محمد عليه السلام سمي به لانه اظهر الدين و معالم التنزيل و التشريع و التكوين فاظهر جلال اللّه و عظمته و قهره و سلطانه و انه مقدس عن كل الصفات الامكانية و اظهر علمه سبحانه في ذاته و بخلقه و بسعة احاطة علمه بالاشياء و سلوكه (بسلوكه خ‌ل) مع خلقه علي مقتضي علمه و هو باب غامض اسراره كثيرة و مبدء العلوم منه و اصل علم اصول الفقه و اغلب العلوم من معرفة سلوكه مع خلقه علي مقتضي علمه و هذه المعرفة ماظهرت مشروحة مبينة الا به و اظهر كيفية خلقه تعالي للاشياء و تسويته و تقديره و قضائه و امضائه حتي ظهر انه فاطر السموات و الارض و اظهر عليه السلام رأفته و رحمته و حلمه و كرمه و لطفه و كيفية رزقه للاشياء و استمداد الاشياء منه فاظهر للخلق الاسماء الاربعة الالهية التي تدور عليه جميع احوال الامكان في التكوين و التشريع و الذوات و الصفات و الالفاظ و العبارات في كل الشئون و الاعتبارات و هو اسم الجليل العالم الفاطر الرازق و هذه الاسماء مترتبة في الوجود فالجليل اول و يترتب عليه العالم و يترتب عليهما الفاطر و يترتب عليها الرازق ثم ان هذه الاسماء لها ظهورات في ثلثة عوالم اولاً ثم يفصل في سبعين عالماً ثم في الثمانين ثم في المأتين فالاول عالم الجبروت و الملكوت و الملك و يفصل هذا الي عشرة عوالم في سبع مراتب العقل و الروح و النفس و الطبيعة و المادة و المثال و الجسم و في الكل عشرة اشياء القلب و الصدر و العقل و العلم و الوهم و الوجود و الخيال و الفكر و الحيوة و الجسد و هو تمام السبعين و الثالث لان

 

«* جواهر الحكم جلد 12 صفحه 520 *»

مراتب الوجود اربعون ففي الغيب و الشهادة يكون ثمانين لانه موجود بتلك العشرة المقدمة في اربعة ادوار دور العناصر و دور المعادن و دور النبات و دور الحيوان و الرابع (الرابعة خ‌ل) ملاحظة نسبة العشرة بعضها مع بعض الحاصل بالتجذير فيكون مائة في مقامين و عالمين عالم الاجمال و عالم التفصيل و اسرار هذه المراتب و ظهور تلك الاسماء فيها و ان كانت ظهرت لكلهم عليهم السلام كماقال الحجة عليه السلام بهم ملأت سماءك و ارضك حتي ظهر ان لا اله الا انت الا ان في مولينا الصادق عليه السلام اظهر و ابين و اولي فاختص في الاسم بمايدل علي تلك المعاني فجعل الجيم اولاً للاشارة الي اسم الجلال و الجليل و العوالم الثلثة المتقدمة و العين ثانياً للاشارة الي ظهور الاسم العالم و العوالم السبعين و الفاء للاشارة الي اسم اللّه الفاطر و العوالم الثمانين و الراء للاشارة الي اسم اللّه الرازق و العوالم المائتين و هنا امور عجيبة تركت ذكرها لان مرادنا مجرد الاشارة الي وجه التسمية لا التطويل في العبارة فافهم.

و اما مولينا و سيدنا الامام موسي بن جعفر عليهما السلام سمي به لانه اول مخفي مكتوم بعد الظهور و البروز حفظاً للدين و تعفيناً لنضج طبيعة العالم فجعل في مبدأ اسمه عليه السلام الميم لبيان انه عليه السلام اول مقام الاختفاء لان الميم (مقام خ‌ل) مقامه الاجمال و الابهام بالنسبة الي اللام و هي شفوية و ليست من الحروف المجهورة ثم الواو الساكنة التي هي من حروف اللين و ليس لها مخرج اشارة الي تأكد الخفاء بحيث لايذكر كماكان في زمانه عليه السلام كما في الكافي ثم السين و هي و ان كانت مما له مخرج لكنه من الحروف المهموسة المخفية لاثبات وجوده عليه السلام علي جهة الخفاء و ظهور (لبعض خ‌ل) بعض الظهور حتي لايهلك الشيعة ثم الالف التي قدقلبت عن الياء اشارة الي تأكد الخفاء و الكتمان و التقية فهنا حرفان يدلان علي الظهور علي نهج الخفاء و حرفان يدلان علي شدة تأكدها لكنه سبحانه ماقارن بين المقامين (الخفائين ظ) و لا بين الظهورين فان الظهور حرارة و الخفاء

 

«* جواهر الحكم جلد 12 صفحه 521 *»

برودة و المزج يدل علي التعفين و خفاء اثر البرودة عند ظهور الحرارة و خفاء اثر الحرارة عند ظهور البرودة و هو التعفين المطلوب لنضج (لينضج خ‌ل) طبيعة العالم و من اللطايف انه قدظهرت في هذا الاسم الشريف كل حروف اللين المشار بها الي الخفاء الذي هو مبدأ الظهور فالواو و الالف مذكورتان صريحاً و الياء ضمناً و اشارة و تلويحاً ففي الميم و الواو ضم و سكون و في السين و الياء او الالف كلام مشوب بالخفاء و عدم الظهور و في المجموع شرح حال الامام الطاهر المعصوم عليه السلام و هذا الذي ذكرنا لك هو بعض وجه (وجوه خ‌ل) الترجيح فقدذكرت لك مالم‏‌يذكره العلماء و لم‏تنله ايدي الحكماء و مااخفيت اكثر و لا حول و لا قوة الا باللّه.

و قدبقي لك السؤال عن سبب التكرار (التكرير الخاص خ‌ل) اذ قد تكرّر محمد صلي الله عليه و آله باربع مراتب (مرات ظ) و كذلك علي عليه السلام و الحسن مرتين و الباقي لا تكرير فيه و هو امر صعب بعيدالمنال و نحتاج لبيانه الي بسط في المقال (المقام خ‌ل) و ليس لي الان ذلك المجال ولكني اشير اليه اشارة اجمالية؛

و هي انه اعلم ان محمداً صلي الله عليه و آله مادته التربيع لانه صلي الله عليه و آله نور الانوار و النور الذي منه نورت الانوار فهو مبدأ الايجاد و علة الانوجاد و به حصل التأليف لان مقامه التربيع و المثلث يظهر (فالمثلث ظهر خ‌ل) في اللّه الرحمن الرحيم و التربيع ظهر في الحمد لان مادته الدال و هي اربعة قدكررت فكان ثمانية و هي الحاء و هي قدكررت (تكررت خ‌ل) خمس مرات فكانت اربعين و هي الميم فكل حروف الاسم الاقدس مربع و صورته ايضاً مربعة فيجب ان‏يكرر كمايقتضيه (تقتضيه خ‌ل) كينونته فتكرر اربع مرات.

و اما علي عليه السلام فله وجهان احدهما كونه نفس محمد صلي اللّه عليهما كماقال تعالي و انفسنا و قال النبي صلي الله عليه و آله انت نفسي التي بين جنبي فيكون حكمهما في كل الاحوال المشتركة واحدا فيجري ذلك ايضاً في تكرير الاسم فيكون التكرير اربع مرات و ثانيهما كونه عليه السلام ظاهراً بالولاية و لذا كان اسمه ثلاثياً في مقابلة بسم اللّه الرحمن

 

«* جواهر الحكم جلد 12 صفحه 522 *»

الرحيم لكن الولاية ظهرت علي العرش و له اربعة اركان النور الاحمر و النور الاصفر و النور الاخضر و النور الابيض و له عليه السلام ظهور في كل هذه المراتب فيجب ان‏يكون (يكرر خ‌ل) اسمه المبارك اربع مرات ليكون مع ذلك اشارة الي تمام الاثني‏عشر الظاهر منه بملاحظة الاربعة في الثلاثة الظاهرة في اسمه الشريف.

و اما الحسن عليه السلام في جهة النون و السين اللذان يدلان علي التكرار (الحسن عليه السلام فمن جهة السين و النون اللتين تدلان علي التكرير خ‌ل) و التفصيل مرة واحدة فوجب ان‏يكون في المسمي كذلك لكمال المناسبة.

و اما باقي الاسماء المباركة فلاينبغي التكرار فيها و اما فاطمة عليها السلام فلانها (لانها خ‌ل) آخر الاصل الاول فلايجتمع معها (مع خ‌ل) غيرها و اما الحسين عليه السلام فلانه الاصل الاول في المقام الثاني و هو الفجر اظهر الدين المطلق و الايمان اشد الاظهار لا بالغلبة و القهر و انما هو بالخضوع و المسكنة (الخشوع خ‌ل) و ذلك اظهار بلسان الكينونة و الحال لا بلسان المقال مثله فهو عليه السلام منفرد في هذه الصفة و سبق الكل في هذا الميدان و لذا كان عليه السلام سيدالشهداء روحي له الفداء و كانت الشهداء كلهم من ذريته حتي محمد و علي صلي اللّه عليهما و آلهما و قدورد في تفسير قوله تعالي و وصينا الانسان بوالديه احساناً ان الانسان هو رسول‏اللّه صلي الله عليه و آله و والداه الحسن و الحسين عليهما السلام.

و اما جعفر عليه السلام فانه متفرد بالاظهار بالبيان المقالي و ان كان الباقر عليه السلام كذلك الا انه متمم له و كاشف عنه فظهرت الآثار و تممت فيه و لذا اختص بهذا الاسم المبارك من دون تكرير و تشريك و اما موسي عليه السلام فلانه عليه صلوات الله مبدأ الخفاء و اصله و لم‏يكن له ظهور الا عند خواص شيعته كمايشهد به اسمه الطاهر و اما الرضا عليه السلام فقدظهر امره و انتشر خبره و ذكره و سطع نوره وكذلك في (خبره و ذكره و سطع نوره و ان كان جزئياً و كذلك باقي خ‌ل) الائمة بانتسابهم الي الرضا عليه السلام و

 

«* جواهر الحكم جلد 12 صفحه 523 *»

لذا كانوا يكنون بابن‏الرضا و اما مولينا الكاظم عليه السلام فقدبقي في الحبس الظاهري اربع سنين حتي قتل عليه السلام فيه لعن اللّه قاتله.

و اما خصوص الالقاب و الكني فلظهور صفة من الصفات و غلبة ظهورها علي غيرها فاذا اردت ذلك في الظاهر انظر كتاب معاني‏الاخبار و علل‏الشرايع تجد الامر واضحاً ان‏شاءاللّه تعالي.

و اما سرّ الباطن فهو و ان كان مذكوراً في تلك الاحاديث لكنه سر مقنع بالسر يهتدي اليه من اراد اللّه و اللّه ولي التوفيق و انما اطلت الكلام في هذا المقام لان هذا الامر كثيراًما كان يختلج ببال الناس و ماكانوا يدرون الوجه و السبب في ذلك فاشرت اليه بالاشارة الظاهرية و الباطنية ليعلم كل اناس مشربهم و لينال كل احد مطلبهم و لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم و صلي الله علي محمد و آله الطيبين الطاهرين و السلام عليکم و رحمة الله و برکاته.