13-06 جواهر الحکم المجلد الثالث عشر ـ رسالة في جواب الميرزا ابراهيم التبريزي ـ مقابله

رسالة فی جواب المیرزا ابراهیم التبریزی

 

من مصنفات السید الاجل الامجد المرحوم الحاج

سید کاظم بن السید قاسم الحسینی اعلی الله مقامه

 

«* جواهر الحکم جلد 13 صفحه 325 *»

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين و صلي الله علي خير خلقه محمد و آله الطاهرين.

اما بعد فيقول العبد الجاني و الاسير الفاني کاظم بن قاسم الحسيني الرشتي ان ذا الفطنة الزاکية و الفطرة‌ العالية و البصيرة السامية و الذهن السليم و الفهم المستقيم الآميرزا ابراهيم التبريزي ايده الله بفضله العميم و منه الجسيم قد بعث مسائل اراد الجواب علي الاستعجال فکتبت له ما حضر بالبال مع کمال الاختلال و توارد الاعراض المانعة من استقامة الحال و ذلک هو الميسور و لايسقط بالمعسور و الي الله ترجع الامور و جعلت سؤاله کالمتن و الجواب کالشرح علي حسب العادة ليختص کل جواب بسؤاله.

قال سلمه الله تعالي: مسائل هل يمکن لاحد رؤية الصاحب عليه السلام في الغيبة الکبري ام لا و في صورة الامکان هل يختص ببعض الخواص کالابدال و الاوتاد و النقباء و رجال الغيب ام يعم.

اقول: المعروف بين الفرقة المحقة کما هو مدلول الروايات الکثيرة ان في الغيبة الکبري لايدعي الرؤية الا الکاذب نعم قد يراه عليه السلام و لايعرفه الا بعد ان فارقه عليه السلام اما الرؤية مع المعرفة فلاتمکن الا للنقباء الذين هم ثلثون نفساً معه عليه السلام کما في الکافي عن ابي‌عبدالله عليه السلام قال لابد لصاحب هذا الامر من غيبة و لابد له في غيبته من عزلة و نعم المنزله طيبة و ما بثلين من وحشة هـ و هذا الحديث الشريف صريح بان اولئک الثلثين معه يرونه و الا فلا معني للتخصيص و للقول بعدم الوحشة و فيه ايضاً عنه عليه السلام للقائم عليه السلام غيبتان احديهما قصيرة و الاخري طويلة الغيبة الاولي لايعلم بمکانه فيها الا خاصة شيعته و الاخري لايعلم بمکانه فيها الا خاصة مواليه هـ و التخصيص في الاولي بخواص الشيعة و في الثانية بخواص الموالي يشير الي ما

 

«* جواهر الحکم جلد 13 صفحه 326 *»

ذکرنا فان الموالي هم الخدام المخصوصون و لهم مزيد اختصاص في المعاشرة و الملاقاة و هؤلاء کامامهم عليه السلام غائبون عن اعين الخلق و ربما يظهرون لهم و لهم افاعيل عجيبة و تأثيرات غريبة في الوجود وهم رجال الغيب و لاينقصون عن هذا العدد فاذا مات واحد منهم يؤتي بالآخر و يترقي الي مرتبته و يجعل بدلاً منه فلذا سموا بالابدال.

قال سلمه الله تعالي: و هل الصاحب عليه السلام يأکل و يشرب و يلبس کسائر الناس بلا تفاوت او معه في هذه النشأة الشهودية ام في عالم المثال او غيره مثلاً.

اقول: انه عليه السلام و روحي له الفداء بشر مثلکم يأکل مما تأکلون منه و يشرب مما تشربون الا انه عليه السلام لايأکل الا من الطيبات لقوله عزوجل يا ايها الرسل کلوا من الطيبات علي المعني الاعم و کذلک القول في اللباس و ينکح عليه السلام من بنات هذه الدنيا و اهل هذا العالم من غير ان يعرفنه فاذا ماتت الزوجة فان کان لها ولد يأتي اليه التوقيع بانه ابنه عليه السلام ثم لايراه الاولاد بعد موت امهاتهم و قبل موتهن يرونه و لايعرفونه و قد روي شيخي و ثقتي و استادي جعلني الله فداه عن ابيه الشيخ زين‌الدين بن ابراهيم عمن رواه ان الحجة عليه السلام اتي الي رجل يحيک برداً فقعد و استند الي نورد الحائک فقال له زوجني ابنتک فقال اني لااعرفک من اي الناس انت فمن انت قال لاتسألني ان احببت ان تزوجتني (تزوجني ظ) فافعل فقال استشير امها فقام و دخل بيته ليستشير زوجته فخرج و لم‌ير الشخص و نظر الي البرد فاذاً هو قد تمت حياکته و نظر الي النورد فاذاً هو قد اخضر و اورق في موضع استناده فاذا مکتوب عليه هذه الابيات:

ايا سائلي عن مبدء اسمي و منسبي

سأنبئک عن لفظي و حسن تکلمي

انا بن مني و المشعرين و زمزم

و مکة و البيت العتيق المعظم

انا جدي الهادي النبي و ابي علي

ولايته فرض علي کل مسلم

 

«* جواهر الحکم جلد 13 صفحه 327 *»

و امي البتول المستضاء بنورها

اذا ما نسبناها عديلة مريم

و سبطا رسول الله عمي و والدي

و بعدهما الاطهار تسعة انجم

ائمة هذا الخلق بعد نبيهم صلي الله عليه و آله

فان کنت لم‌تعلم بذلک فاعلم

و من يتمسک منهم بحبل ولاية

يفوز به يوم المعاد و يغنم

انا العلوي الهاشمي الذي ارتمي

به الخوف و الايام بالمرء ترتمي

و ضاقت بي الارض الفضا بعد رحبها

و لم‌استطع نيل السماء بسلم

الابيات و هو عليه السلام في هذه النشأة الشهودية مع الخلق و الا لساخت الارض باهلها الا انه عليه السلام ليس متوسخاً باوساخهم و اعراضهم و احوالهم و انقلاباتهم و تغيراتهم بل هو عليه السلام في جانب اليمن بين مکة و المدينة في وادي شمراخ و شمريخ في قرية يقال لها کرعة و تلک القرية من عالم الاجسام الا انها من صافيها المعتدل اصفي و الطف من الافلاک بل من الاطلس و هو قوله تعالي في الباطن و في السماء رزقکم و ما توعدون و قد روي ان الرزق هو القائم عليه السلام و معني کونه في السماء ان بدنه عليه السلام من ذلک السنخ لا انه ليس في الارض لا انه ليس من عالم الاجسام و ربما نقول انه عليه السلام في عالم المثال و عالم البرزخ نريد به العالم البرزخ بين الدنيا و الآخرة کعالم الرجعة فانها ليست بکثافة الدنيا و لا بصفاء الآخرة و هو الآن طبيعة اهل الجزيرة الخضراء و مدينة جابلقا و جابرسا و هورقليا فافهم.

قال سلمه الله تعالي: و من الابدال و الاوتاد و الاقطاب و النقباء و رجال الغيب کما ورد ذکرهم في دعاء ام داود و اشتهر ذکرهم في الالسنة و الافواه و کم عددهم و مراتبهم و فايدة وجودهم.

اقول: قد روي عنهم عليهم السلام انهم هم الابدال و الاوتاد و قد عقد المجلسي (ره) في البحار باباً لذلک ولکن يستفاد من کثير من الاخبار کما في دعاء ام‌داود و حديث جابر و غيرهما انهم غيرهم عليهم السلام فيکون المراد اما

 

«* جواهر الحکم جلد 13 صفحه 328 *»

اولئک الثلثين او خواص شيعتهم الذين وصفهم اميرالمؤمنين عليه السلام في خطبة الي ان قال عليه السلام کيلا تبطل حجتک و لاتضل اوليائک بعد اذ هديتهم بل اين هم و کم اولئک هم الاقلون عدداً والاعظمون عند الله جل ذکره قدراً المتبعون لقادة الدين الائمة الهادين الذين يتأدبون بآدابهم و ينهجون نهجهم فعند ذلک يهجم بهم العلم علي حقيقة الايمان فتستجيب ارواحهم لقادة العلم و يستلينون من حديثهم ما استوعر علي غيرهم و يأنسون بما استوحش منه المکذبون و اباه المسرفون اولئک اتباع العلماء صحبوا اهل الدنيا بطاعة الله تبارک و تعالي و لاوليائه ودانوا بالتقية علي دينهم و الخوف من عدوهم فارواحهم معلقة بالمحل الاعلي فعلماؤهم و اتباعهم خرس صمت في دولة الباطل منتظرون لدولة الحق و سيحق الله الحق بکلماته و يمحق الباطل ها ها طوبي لهم علي صبرهم علي دينهم في حال هدنتهم و يا شوقاه الي رؤيتهم في حال ظهور دولتهم و سيجمعنا الله و اياهم في جنات عدن و من صلح من آبائهم و ازواجهم و ذرياتهم هـ.

و هؤلاء هم اوتاد الارض لانهم محل نظر الامام عليه السلام و بذلک النظر بقاء الارض فلو خلا الارض من هؤلاء المخلصين انقطع النظر و العناية فساخت الارض باهلها کما روي عن الصادق عليه السلام في اصحاب ابيه الاربعة الي ان قال عليه السلام اذا اراد الله باهل الارض سوء صرف بهم عنهم السوء هم نجوم شيعتي احياء و امواتاً يحيون ذکر ابي عليه السلام بهم يکشف الله کل بدعة ينفون عن هذا الدين انتحال المبطلين و تأويل الغالين ثم بکي عليه السلام الحديث فالخواص المخلصون من الشيعة هم اوتاد الارض بهذا المعني فانهم حملة عناية الامام عليه السلام علي الرعية و العالم و لذا تري امم الانبياء الماضين اذا عصوا کلهم هلکوا باذن الله تعالي و هم الابدال يعني ابدال الاوصياء عليهم السلام عند الغيبة و البعد يبينون عنهم عليهم السلام و يؤدون الي شيعتهم او انهم الثلثون للذي ذکرنا سابقاً عن الصادق عليه السلام فاذا مات واحد منهم جيء بالآخر بدلاً منه و هم النقباء لانهم الاصول الرؤساء و القري الظاهرة

 

«* جواهر الحکم جلد 13 صفحه 329 *»

للسير الي القري المبارکة کماروي عن الباقر عليه السلام و هم الاقطاب الجزئية لانهم وسائط الفيض بين الامام عليه السلام و بين ساير الرعية في الافاضات و الامدادات و ساير العنايات و هم مرجع الخلق و مردهم في زمان الغيبة کماقال الحجة عليه السلام في التوقيع هم حجتي عليکم و انا حجة الله علي الخلق.

و اما رجال الغيب فهم الثلثون الذين معه عليه السلام او هم مع غيرهم لان المتمحضين في محبة الله تعالي و المخلصين في توحيده قد انقطعوا اليه و تشبثوا باذيال عنايته تعالي فاخفاهم الله عن اعين الظالمين و البسهم لباس الجلال الي يوم الدين کماقال الشاعر:

لله تحت قباب الارض طائفة

اخفاهم عن عيون الناس اجلالاً

و اما عددهم فاعلم ان القوم ذکروا ان في کل عصر لابد من غوث و ارکان و نقباء و نجباء و الصالحين و ساير المؤمنين فالغوث واحد ابداً و هو القطب الذي عليه المدار و هو الامام عليه السلام و الارکان اربعة قالوا انه عيسي عليه السلام و الخضر و الياس و صالح عليهم السلام و هم احياء لايموتون باقون ببقاء الغوث و النقباء اربعون او ثلثون و هم الابدال لانهم يموتون فيأتي الآخر بدلهم و لايبقون ببقاء الغوث کالارکان و النجباء اربعون او سبعون و يطلقون عليهم الاوتاد و ان کان الجميع يصلحون لهذا الاطلاق و الصالحون ثلث مائة و ستون و لاينقصون عن هذا العدد و المؤمنون لا حصر لهم و لم‌نطلع لهم لخصوص هذا العدد علي دليل من الشرع و وجه من النص و ان کان في العقل ما يدل علي ذلک لموافقة هذه الاعداد ترتيب الوجود فان القطب الدائر عليه جميع کرات العالم واحد يفيض منه الي اربعة ارکان العرش ثم يفيض من تلک الارکان الي ثلثين مراتب القابليات ثم الي اربعين مراتب المقبول ثم الي ثلاث مائة و ستين درجات تمام الکور و الدور من مراتب القابل و المقبول و ذلک ترتيب مراتب الاسماء الالهية المنزلة الي المراتب و المنازل السفلية بالتعلقات الخلقية و يشير الي الجميع حديث حدوث الاسماء علي ما في الکافي و التوحيد

 

«* جواهر الحکم جلد 13 صفحه 330 *»

ولکنا حيث لم‌نطلع علي نص منهم عليهم السلام علي هذه الاعداد المخصوصة الا علي الثلثين فنقول به و نسکت عما عداه و نرجع علمه الي الله تبارک و تعالي کما قال عليه السلام فاسکتوا عما سکت الله و ابهموا ما ابهمه الله تعالي.

و اما فائدة وجودهم فاکثر من ان يحصي و اعلي من ان يستقصي منها انهم اوتاد الارض کماقلنا سابقاً لانهم محل نظر الامام عليه السلام و حملة عناياته و حفظة اراداته و منها انهم حملة علومه و اسراره و انواره و مهبط فيوضاته و ارض اشراقات شمس معارفه و منها انهم يدبرون باذن الله تعالي اهل الارض بلطيف التدبير من ارشاد الضال و هداية الطريق و الکشف عن المکروب و اغاثة الضعيف و نصرة المظلوم و اعانة المسافر و تعليم الجاهل و غير ذلک مما يحتاج اليه الخلق و غير ذلک من الاحوال و الفوايد و ذکر اکثرها او بعضها مما يطول به الکلام و الاشارة کافية مع انا نقول ان الفائدة في وجودهم و ايجادهم مثل الفائدة في وجود غيرهم و ايجادهم من ساير المکلفين الا انهم بلزوم الطاعات و العبادات و خلوص النيات و صفاء السراير و انحاء التوجهات الي بارئ السموات و قطع السوي من المخلوقات نالوا اعلي الدرجات و فازوا باشرف الغرفات و تأدبوا بآداب امامهم و سيدهم حتي قويت نسبتهم الي النور و کثر تحملهم للظهور فتشعشع عليهم تلک الانوار فصارت ابصار اهل الدنيا تکل عن النظر اليهم و تحسر عن مشاهدتهم لبعد المناسبة و غلبة الفطرة المعوجة فصاروا غائبين و هم مع ذلک لايغفلون عن احوال الضعفة و المساکين و الله من ورائهم محيط.

قال سلمه الله تعالي: و ما طي الارض و طي الزمان و الاخفاء کما اشير اليها في الحديث و کيف يکون هذا و يتحقق و هل يختص بالخواص و الانبياء و الاولياء او يعم الابدال و الاقطاب و نظرائهم او يعم امکانه لغيرهم ايضاً من اهل الورع و الرياضة کماينقلون عن بعضهم.

 

«* جواهر الحکم جلد 13 صفحه 331 *»

اقول: اعلم ان نسبة الخلق بجميع احواله و اطواره و شؤناته و ذواته و جواهره و اعراضه و کينوناته الي فعل الله تعالي في عدم الاستقلال مثل نسبة الخطورات و التصورات و الصور الذهنية الي ذاتک او الي حرکتک النفسانية او القلبية کما انک تتصرف في تصوراتک کما تشاء بما تشاء من تصغير الکبير و تکبير الصغير و طي المستطيل و المستدير بمحض ارادتک و فعلک من دون علاج و توقف علي شيء و من غير مادة زايدة و مدة خارجة کذلک الله سبحانه و تعالي يفعل بفعله في خلقه ما يشاء کما يشاء بما يشاء بمحض توجه الفعل و هو قوله تعالي انما امره اذا اراد شيئاً ان يقول له کن فيکون فاذا ثبت ذلک فکل ما في الوجود خاضع لديه خاشع عند جلال عظمته و مضمحل دون کبريائه و قدرته فاذا اراد الله سبحانه ان يقرب البعيد لاحد من عباده بمحض کرم جوده يطوي له الارض بمعني انه سبحانه يأمر الارض ان يلاقي طرفي مقصود الساير حتي يتحول فتنبسط في اقل من طرفة العين مثلاً اذا کان الشخص واقفاً في ارض مکة و احب السير الي مشهد سيدنا الحسين عليه السلام يأمر الله سبحانه ارض مشهد الحسين عليه السلام ان يلتقي بارض مکة ليکون بينهما للشخص خطوة واحدة فاذا اخطأ خطوة من ارض مکة يري نفسه في ارض کربلاء و عند تلاقي الارضين يأمر الله سبحانه ما بنيهما من الابنية و البساتين و الانهار و الاشخاص ان لايبرحا في اماکنها التي کانت يحفظ الملائکة باجنحتها اياها او حفظها علي وجه الارض بقدر شعرة حتي لاتنهدم الابنية و تضمحل البساتين و لايکون طي الارض عاماً لکل الاشخاص الماشين علي وجه الارض في تلک الساعة لان الاشياء کلها خاضعة لجلال قدسه فما علي وجه الارض تمسکه القدرة بالملائکة و الحفظة و الارض تنطوي و يلتقي طرفاه و ان کان بين المشرق و المغرب والله علي کل شيء قدير.

فعلي ما ذکرنا ظهر لک معني طي الارض و اندفعت شبهتهم علي طي الارض و تفصيل الامر لاتسعه هذه العجالة فنحمل طي الارض الوارد في الاخبار علي معناه الحقيقي المفسر به في الاخبار و لانحتاج الي التأويل و التکلف و اما طي الزمان فاعلم ان الزمان من جملة المشخصات

 

«* جواهر الحکم جلد 13 صفحه 332 *»

فلاينطوي و لايسلب لانه جزء ماهية الشيء و الشيء لايکون بسيطاً ابداً فلايتحلل عن الترکيب ابداً و لايخلو عن الزمان ابداً هذا اذا اردنا من الزمان مطلق الوقت.

و اما اذا اريد به ما هو المصطلح عليه من وقت الاجسام فالشخص اذا تعدي في سيره و توجهه عالم الاجسام فکل الزمان و الزمانيات عنده کالنقطة فيطوي عنده الزمان و يبطل لديه المستقبل و الحال و الماضي فيکون محيطاً بجميع احواله.

و اما في سيره في عالم الاجسام فاعلم ان الزمان کالجسم لطيف و کثيف و غليظ و وسيع و مضيق فزمان المتولدات و العناصر اضيق المراتب و اغلظها و زمان الافلاک السبعة اوسطها و زمان العرش و الکرسي الطفها و اعلاها و اشرفها و لماکان الانسان انموذجة العالم و فيه جميع ما في العالم کان فيه قبضة من کل هذه المراتب قبضة معنوية حقيقية فاذا ترقي الانسان الي رتبة اعلي کان ما تحته لديه مطوياً فيکون يوم عنده کالف سنة مما تعدون فيقطع مائة الف سنة او اکثر في اقل من طرفة عين و من هذا القبيل کان قراءة مولينا الکاظم عليه السلام حين يضع رجله في الرکاب الي ان يستوي جالساً علي المرکوب تمام التورية و الانجيل و الزبور و القرآن في اقل من دقيقة و سيره عليه السلام في ساعة واحدة اثني‌عشر عالماً و اثني‌عشر براً و اثني‌عشر بحراً و احد العوالم عالم الاجسام و قد حددوا قطر محدد الجهات فصار تخميناً مسافة مدة ثمانين الف سنة و ثمان مائة و ثمانين فکيف بعالم هورقليا و عالم المثال و ساير عوالم البرازخ و الحاصل فکلما لطف و رق الشيء و قرب من مبدئه لطف و رق الزمان و اتسع و انطوي ما تحته لدي(كذا) فصار يقطع ما يقطع الاسفل في الف سنة في اقل من لمح العيون و قد روي ان النبي صلي الله عليه و آله ليلة المعراج لماصعد السموات سأل جبرائيل عن الزوال هل صار ام لا فنظر جبرائيل الي الشمس فقال لا ثم قال نعم فقال لقد قطعت الشمس بمقدار زمان قولي لا مسافة خمس مائة عام و روي ايضاً ان الله سبحانه يخلق في الجنة لمن ادي زکوة ماله فرساً فيأمره ان يرکب

 

«* جواهر الحکم جلد 13 صفحه 333 *»

عليه و يرکض في ارض الجنة سنة فما يبلغ جواده فهو له و انه ليقطع في اقل من طرفة عين بقدر الدنيا سبع مرات هـ فانظر ماذا تري.

و اما الاخفاء فقد يکون بالرياضات و المجاهدات و الاعمال الصالحات حتي يتلطف و يتروح فلاتراه الابصار فاذا اراد ان تريه الابصار يتکثف فتريه مثل جبرائيل عليه السلام حين يظهر بصورة دحية بن خليفة الکلبي و قد يخفي عنهم و کما يفعل الائمة عليهم السلام و الانبياء و غيرهم من الصلحاء و قد يکون بانواع المعالجات بخواص العقاقير مما اشتمل عليه علم الليميا و قد يکون بغيرها من تصرفات الحروف و العزائم و الاسماء و الاوفاق و غير ذلک ما هو المعروف عند اهل العلوم المکتومة.

و قولکم هل يختص بالخواص الخ جوابه ان هذه الامور تحصل للکل بحسب مرتبته و مقامه و ليست خاصة بالانبياء عليهم السلام و ربما يکون يحصل ما يشابه طي الارض و طي الزمان و الاخفاء من اعداء الله اولياء الشياطين من جهة کمال بعدهم عن النور و کمال قربهم الي الظلمة فيتصل بهم الشياطين و تبعد عنهم الملائکة فيسيرون به الي الامکنة البعيدة بسرعة الحرکات و يظهرون الغرائب و ما يشابه المعجزات فيغيبون عن الابصار و يخبرون بالاخبار و غير ذلک من الاحوال و کل ذلک من الشياطين فلاتغتر اذا رأيت شيئاً من هذه الامور

اي بسا ابليس آدم‌رو که هست

پس به هر دستي نبايد داد دست

قال سلمه الله تعالي: و هل ذکر في حضرتکم انه في اکثر بلاد الافرنج وضع بيتاً اسمه بالفارسية فراموش‌خانه اي بيت النسيان الخ.

اقول: هذا البيت معروف مشهور الذي اعرف من ذلک ان عدم الاخبار ليس لاجل الغرايب التي في ذلک البيت بل لاجل التصرف في الذي يدخل بحيث لايقدر ان يخبر به و ربما ليس في ذلک البيت شيء الا انهم رصدوه بالارصاد و انحاء المعالجات من احکام السحر مما اشتمل عليه علم السيميا

 

«* جواهر الحکم جلد 13 صفحه 334 *»

بتسخير الملائکة الثلثة شمعون و زيتون و سيمون و اعوانهم في اظهار الصور و الخيالات و الامثال المنزلة من السماء الثانية مما اودع في سر فلک عطارد من القوة الفکرية و مما اشتمل عليه علم الليميا من العجائب المودعة في خواص العقاقير من الرفع و الوضع و الضر و النفع و الجذب و الدفع و الصور و الخيالات و ايهام الکرامات من الدخول في النار و عدم التأثر بها و غير ذلک و مما اشتمل عليه علم الريميا من عجائب المعالجات و سرعة الحرکات و اظهار ما يشابه المعجزات مما اودع في بنية ‌الانسان من احوال الامکان و ما اشتمل عليه علم الهيميا من اسرار الحروف في حقايقها الفکرية و قواها العددية و صفاتها اللفظية و اشکالها الرقمية و لاشک في ان لها تأثيرات عجيبة في ما يراد منها و يتفرع من هذه العلوم انواع التسخيرات و ساير الارصاد کما فعل بليصال بن حور بالمدينة التي بناها بحيث يدخلها الشمس و الهواء و لايدخلها الماء و بذلک نجي اهل تلک المدينة من الغرق في الطوفان و غير ذلک من انواع الارصاد فکذلک حال هذا البيت رصدوه بحيث من دخل فيه لم‌يقدر ان يخبر عن حاله بنحو من انحاء التأثير لتکثر رغبة الناس في ذلک البيت و يکون لهم شأن بذلک و يعرف بعضهم بعضاً بذلک التأثير و لقد سمعت و رأيت ايضاً في الرؤيا ليلة کتابة هذه الاحرف ان الذي يدخل في هذا البيت فيخرج فيري الذي دخله ان له صورتين و بتلک العلامة يعرف بعضهم الآخر و العلامات ايضاً لها مراتب في الشدة و الضعف و العلو و السفل في کل احد بحسب رتبة مقامه و لاتعرف تلک العلامات الا بالمقابلة و المواجهة حسب ما رتبت تلک العلامات و الصور و الاوضاع و الاحوال و غيرها و الله هو العالم بحقيقة الحال.

قال سلمه الله تعالي: و حقيقة الشيطان ما هي و ما الشيطان الکلي الذي له تصرف و تسلط في العالم.

اقول: اعلم ان الشيطان هو الجاهل الکلي الذي في مقابلة العقل الکلي و العاقل الکلي فکما ان الله سبحانه خلق العقل فقال له ادبر فادبر ثم قال له اقبل

 

«* جواهر الحکم جلد 13 صفحه 335 *»

فاقبل و باقباله و ادباره خلق الله سبحانه جميع الذرات الکونية و الحقايق الوجودية فکلها مقهورة تحت هيمنة العقل الکلي فالعاقل الکلي الذي هو رتبة الجامع عليه السلام له هيمنة علي الکل في الکل کذلک الجهل الکلي خلقه الله تعالي من البحر المالح الاجاج ظلمانياً خلقه تعالي من الف جزء سبع مائة من التراب ومائة و خمسين من الماء و مائة من الهواء و خمسون من النار ثم امره تعالي بالادبار فادبر مولياً في مهاوي الظلمات و منازل الانيات فظهر صعوداً في اول ادباره في الثري ثم في الطمطام ثم النيران ثم الريح العقيم ثم البحر ثم الحوت ثم الثور ثم الصخرة و السجين ثم حامل الارضين ثم ارض الشقاوة ثم ارض الالحاد ثم ارض الطغيان ثم ارض الشهوة ثم ارض العادات ثم ارض الممات ثم في الطينة الکلبية ثم في السموم ثم في الماء الاجاج ثم في الارض السبخة ثم اخذ في الادبار و النزول في المرکبات الخبيثات اخذ ينزل بظهوره في الحجارة و الحديد من قوله تعالي قل کونوا حجارة او حديداً الآية و ذلک عند صعوده الي اعلي منازله التي هي اسفل الدرکات ثم ظهر في النبات المر ثم في المسوخ ثم في الشياطين ثم في شياطين الانس ثم الي کمال الدرجة الجامعة الحاوية لکل هذه الظلمات فسرت ظلماته في کل ما في الارضين و السموات في مقام الانيات فلماخلق الله الجن علي وجه الارض قبل خلق آدم عليه السلام ظهر بشره و غيه و فساده و اغويهم و افسدهم و ترأس عليهم حتي قتلوا يوسف النبي المبعوث عليهم من الله عزوجل فاستوجبوا سخط الله عزوجل فطهر سبحانه وجه الارض عن لوث خباثتهم و هو عليه اللعنة اظهر الندم و التوبة و الخضوع و الانقياد لمحض الرياء و الکذب و الافتراء فصعدت الملائکة به الي السماء حيث لم‌يطلعوا علي خبث باطنه و قبح سره و سريرته و بقي يعبد الله تعالي هناک ليتمکن من اظهار ما في بواطنه الخبيثة و کان اسمه عزازيل و کنيته ابوکردوس فلما اراد الله تعالي اظهار ما اراد و انفاذ مشيته و تبين خبث سريرته لتعلم الملائکة بذلک و لاتظن به خيراً امرهم بالسجود لآدم حين خلقه فان الله تعالي خلق آدم من الف جزء تسع مائة من التراب و تسعين من الماء و تسعة من

 

«* جواهر الحکم جلد 13 صفحه 336 *»

الهواء و جزء من النار فامتنع من السجود استکباراً فابلس ثم قنط عن رحمة الله تعالي فسمي ابليساً ثم سمي شيطاناً لانه اما ان يکون مشتقاً من شاط فيکون بمعني الطغيان او من الشطن بمعني الاخذ بصعوبة و المناسبة غير خفية و هذا هو الشيطان المهيمن علي کل الظلمات و المستولي علي کل الکائنات لان کل شيء مرکب من الضدين من نور و ظلمة فالنور من العقل و الظلمة من الجهل فافهم.

چيز ديگر ماند اما گفتنش

با تو روح القدس گويد بي‌منش

قال سلمه الله تعالي: و ما الشيطان الجزئي الذي لکل فرد من الانسان اهو من اجزائه ام من افراده ام من اجناده و اعوانه.

اقول: ان ابليس کانت له زوجة صلماء کالحية اسمها طرطبة فنکحها فباضت ثلثين بيضة عشر في المشرق و عشر في المغرب و و عشر في وسط الارض و خرج من کل بيضة جنس من الشياطين کالغيلان و العفاريت و الغطارفة و اسماء مختلفة منهم الشيصبان و ساجيا و زربا و مسمار و ديهيش و زوبعة و زيعة و صبصبا و سمدون و صعصعة و قيراط و رياح و سلاهب و اسفر و سلهاب و مذهب و عمر و منسويه و الرها و هطهط و هيرام و طايوس و مهيل و قابوس و ذمار و فروة و فرة و سرياط و قاطرس و ذهاز و عافر و عسرج و عطيج و نهرس و نهروس و البطر و مهلب و مهيل و الحارب و الحويرب و عيص و الهريس و الهرسم و بهرز و نعمان و لصيق و عريس و عوس و طهار و فرطس و سامر و الهائم و اقبس و بهيم و الهام و عليص و الاقيض و هامة بن الاقيض و بلدون و هو الموکل بالسوق و دفليس و ابنته ام الصبيان و منهم زوبعة و الخطاب و بشر و عاديس و سليمن و قديداس و قديديس و عليس و فره و کيده و طرقه و يمسة و رفسة و عفته و شقيقه و قلباء و سرحوب و غيرهم من اسماء اجناسهم فکثر النسل منهم حتي ملؤا العالم و صاروا بعدد الملائکه و کلهم من اللعين ابليس ان شئت قلت من اولاده و ان شئت قلت من اجزائه حيث ان

 

«* جواهر الحکم جلد 13 صفحه 337 *»

الله سبحانه جعل الولد جزء لقوله تعالي و جعلوا له من عباده جزءاً لما قالوا ان الملائکة بنات الله تعالي و ان شئت قلت من اعوانه و اجناده و ان شئت قلت من شئوناته و اطواره و ان شئت قلت تفاصيل جمله و جداول ينبوعه کل ذلک صحيح و کل ابليس من الجزئيات موکل بشر من الشرور و موکل بجزء من اجزاء البدن بما فيه من القوي و المشاعر و الحواس و الشيطان الکلي الاضافي بالنسبة ‌الي تلک الجزئيات مقره الرأس المنکوس من القلب الي اسفل السافلين و الباقون متفرقون في البدن و الحواس و کذلک حکم الملائکة حرفاً بحرف و هذا الکلي ورقة من شجرة الزقوم التي هي طعام الاثيم طلعها کأنه رؤس الشياطين فافهم.

قال سلمه الله تعالي: و هل يلحق البسر بالزبيب بالغليان في الطبيخات ام لا و ان لم‌يلحق فما ميزان البسر و الزبيب في الحلاوة و الحموضة بحيث لو کان فيه قليل حلاوة يلحق بالزبيب او الزبيب ان کان له قليل حموضة يلحق بالبسر.

اقول: الظاهر ان مراده سلمه الله تعالي بالبسر الحصرم بقرينة الحلاوه و الحموضة و الزبيب  فان کان ذلک فلا شک ان الحصرم غير العنب و غير الزبيب و لايشمله حکمه فلاينجس و لايحرم اذا غلي في الطبخ او غيره بجميع انحاء الغليان و الميزان ظهور الحلاوة في الحصرم و ان کان قليلاً و اما البسر من التمر فذلک بحکم التمر و ان لم‌ينضج و لم‌يصل الي حد الرطبية کماسئل عليه السلام عن الفضيخ متي يحل قال عليه السلام خذ ماء التمر و اطبخه حتي يذهب ثلثاه هـ و الفضيخ يأخذون من عصارة‌ البسر و البسر يتحقق بتلون التمر کله و في البعض ايضاً لا شک ان الاحتياط في التجنب و صلي الله علي محمد و اله الطاهرين.

قد فرغ من تسويدها مؤلفها ليلة الاحد ثالث شهر ربيع المولود سنة 1242 مع کمال الاستعجال و اختلال البال حامداً مصلياً مستغفراً.