13-11 جواهر الحکم المجلد الثالث عشر ـ رسالة في جواب بعض الاخوان ـ مقابله

رسالة فی جواب بعض الاخوان

 

من مصنفات السید الاجل الامجد المرحوم الحاج

سید کاظم بن السید قاسم الحسینی اعلی الله مقامه

 

«* جواهر الحکم جلد 13 صفحه 517 *»

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين و صلي الله علي خير خلقه محمد و آله اجمعين الطيبين الطاهرين.

اما بعد فيقول العبد الفقير الحقير الفاني كاظم بن قاسم الحسيني الرشتي ان بعض الاخوان حرسه الله تعالي عن نوايب الزمان قدامرني ان أملي علي الحديثين الآتيين الشريفين مايخطر بالبال و قدامتثلت امره مع كمال اختلال الحال و تبلبل البال و تعارض الاحوال و الميسور لايسقط بالمعسور و الي الله ترجع الامور.

قــال سلمه الله تعالي: ما معني قوله7 ليس الذكر قولاً باللسان و لا اخطاراً بالبال و الاول للذاكر و الثاني للمذكور.

اقــول: اعلم ان القرآن كما قال سبحانه و ماارسلنا من رسول و لا نبي الاّ اذ تمني القي الشيطان في أُمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته و الله  عليم حكيم ليجعل الله ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض و القاسية قلوبهم و ان الظالمين لفي شقاق بعيد و ليعلم الذين اوتوا العلم انه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم و ان الله لهادي الذين آمنوا الي صراط مستقيم و الاُمنية هي القراءة و تمني بمعني قرأ كماقال الشاعر:

تمني كتاب الله في كل ليلة   تمني داود الزبور علي الرسول

و القاء الشيطان هو احتمال الخلاف المستفاد من الآية لتمكين القابلية و صرف الالجاء و الاضطرار ليهلك من هلك عن بينة و يحيي من حي عن بينة و ليضطروا الي السؤال عن اهل الذكر كما قال سبحانه فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لاتعلمون بالبينات و الزبر و نسخ الله ما يلقي الشيطان عبارة عن نصب القراين و الامارات

 

«* جواهر الحکم جلد 13 صفحه 518 *»

المعينة للمراد و المخصصة له في تلك الآية او في آيات اخر و تنبيه المؤمنين المخبتين عليها بارشاد الائمة الهادين فاذا فهمت هذه القاعدة الكلية التي هي باب ينفتح (يفتح خ ل) منه الف باب فاعلم انه لما امر الله سبحانه الخلق بان‏يذكروه كما قال و اذكروني اذكركم و قال نسوا الله فنسيهم القي الشيطان الي اوليائه الصوفية المطيعين له و المصغين اليه كما اخبر الله سبحانه عنهم و ان الشياطين ليوحون الي اوليائهم ليجادلوكم و قال عزوجل و لتصغي اليه افئدة الذين لايؤمنون بالآخرة و ليرضوه و ليقترفوا ما هم مقترفون بان الله سبحانه يطلب منكم ان‏تذكروه و ليس الغرض من العبادة الاّ ذكره فاذا حصل ذلك كفيتم المؤونة في العبادة فتحزبوا احزاباً كثيرة و تفرقوا فرقاً عديدة فمنهم من قسم الذكر الي قسمين ذكر جلي(و خ ل) هو ذكر الاسماء الحسني بزعمهم باللسان و هذا له مراتب كثيرة ادناها التلفظ به و اعلاها اعلاء الصوت و اعلي ذلك الحركات الوجدية و الوجودية و التواجدية و نهايتها الي ان‏ تخمد(تخمل خ ل) اصواتهم و تزبد افواههم و يقعون علي الارض مغشياً عليهم لتصدق عليهم الآيتان و هما قوله تعالي ثم جعل من بعد قوة ضعفاً و شيبة و هو علامة الكفر كما ان الشباب و القوة و النشاط علامة الايمان و قدقال تعالي في اصحاب الكهف انهم فتية آمنوا بربهم مع انهم كانوا شيوخاً فافهم ضرب المثل و قوله تعالي كذلك يضرب الله الحق و الباطل فاما الزبد فيذهب جفاءاً فافهم التلويح من هذا التصريح و ماكان صلوتهم عند البيت الاّ مكاءاً و تصدية فذوقوا العذاب بماكنتم تكسبون و الذكر الخفي هو من دون معالجة اللسان فلهم فيه اذواق(و خ ل) اشواق فمنهم من يكتب صورة الاسم في قلبه كلفظ الجلالة ام غيرها من الأسماء فيذكرون ذلك بقلوبهم يعني يتصورون ذلك الي ان‏يتمثل لهم ربهم و يعرجون اليه في عرشه و يخاطبونه في تصورهم و يخاطبهم فيه تعالي ربي عن ذلك و منهم من يجعل للقلب يميناً و يساراً فيذكر لا اله الاّ الله فيبتدي من جهة و يختم الي الجهة الاخري ملاحظاً لذلك الترتيب حال ذكره لله تعالي الذي هو عين نسيانه له و

 

«* جواهر الحکم جلد 13 صفحه 519 *»

منهم من يزعم ان الله سبحانه في كمال التجرد و الصفاء و النورانية و هو في كمال التعلق و الغلظة و الظلمانية فلا مناسبة فوجبت الواسطة و يجعلها مرشده المشرد عن كل خير فيتصور صورة المرشد في ذهنه فيوقع عليها العبادات و الاذكار من باب المجاز قنطرة الحقيقة رجاء ان‏يتوصلوا بها الي الله سبحانه كمثل الشيطان اذ قال للانسان اكفر فلما كفر قال اني برئ منك اني اخاف الله رب العالمين فكان عاقبتهما انهما في النار خالدين فيها و امثالهم من الفرق كثيرة من اهل الضلال و الطغيان و لماكان هذه السبل كما قال تعالي و لاتتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله و لايوصل احد هذه الطرق الي الله سبحانه بل لا يزداد (لاتزداد خ ل) الاّ بعداً و نسياناً نسخ الله ما القي الشيطان في قوله تعالي فاذكروني اذكركم بنصب القرينة علي المراد في الآية الاخري بقوله الحق واذكروه كما هديكم و شرح هذا الذكر بقوله عزوجل و لايلتفت منكم احد و امضوا حيث تؤمرون و لماكانت هذه القرائن و ان كانت ظاهرة واضحة الاّ انها للمقتسمين (للمحجوبين خ ل) الذين جعلوا القرآن عضين مخفية ابان الامام7 عن حقيقة الامر اتماماً للحجة مع الاستدلال الالهي بالدليل الحكمي علي بطلان هذه الاقوال الباطلة و الآراء الفاسدة بقوله7 ليس الذكر قولاً باللسان  فقط كما توهمه بعض اشباه الانسان و الآخرون بالسنتهم الحالية فان اللسان جزء من الانسان فلايجوز للكل الاقتصار علي بعض اجزائه في الحكم المتعلق بالمجموع من حيث هو مجموع و لان الذكر لايكون الاّ بانبعاث الشوق في القلب لينجذب الي المذكور المحبوب و لاشك ان القلب هو السلطان في البدن فاذا انجذب السلطان الي شي‏ء لايتخلف عنه شي‏ء من رعايا مملكته و هو قوله7 الناس علي دين ملوكهم فتوجه اللسان دون ساير الجوارح و الاركان دليل علي عدم انبعاث الشوق و هو دليل علي عدم الميل المستلزم للتكلف قال تعالي و ما انا من المتكلفين قال و نعم ما قال الاشراق اللهم سبيلك و الاذواق اللهم دليلك ثم عطف القول للاشارة الي بطلان المذهب الثاني فقال

 

«* جواهر الحکم جلد 13 صفحه 520 *»

7و ليس اخطاراً بالبال الذي يسمونه بالذكر الخفي علي اقسامه المذكورة و الغير المذكورة.

و لما كان كل كلماتهم: تامة الدلالة واضحة الاشارة لمشابهة كل اثر(مع خ ل) صفة مؤثره و كل اناء بالذي فيه ينضح و هم الحجة البالغة و كلماتهم تامة في الحجية اشار7 الي دليل بطلان الشقين و كذب الطرفين لكون المخالفين من المعاندين لايكتفون بمجرد التسليم فقال7 و الاول اي الذكر اللساني للذاكر لانه كلمات صدرت منه و تألفت عنه و اثر له من حيث نفسه فترجع اليه ظلمانياً لان الآثار ترجع الي مباديها و الفروع الي اصولها و لاشك ان اللسان لايجري عليه الاّ اللفظ و هو لايكون منسوباً الي الغير الاّ اذا كان مرآةً حاكية و لايكون مرآةً الاّ اذا اضمحلت ملاحظته و يكون مظهراً للمعني و كذلك المعني مرآةً للظهور الصرف الذي هو جهة المذكور للذاكر و جهته له فهناك الذكر اللفظي لايكون راجعاً الي الذاكر بل يكون راجعاً الي المذكور و مثال ذلك المرايا المتعددة المترتبة التي تحكي المقابل و ان تعددت الصور و المرايا سيما في المرآة الاخيرة لكون النظر اليها لا من حيث هي بل من حيث ظهور المقابل فيها و اما اذا نظرت الي المرآة الاخيرة لا من حيث ظهور المقابل فيها بل من حيث نفسها تكون (فتكون خ ل) حينئذ مجتثة باطلة راجعة الي نفسها منقطعة اليها كالظلمة الراجعة الي النور من حيث هو نور لا من حيث انه اثر للشمس او السراج مثلاً فكذلك الامر فيما نحن فيه فان الذكر اللفظي انما كان ذكراً لله اذا كان متصلاً بالقلب الناظر بنور الرب المتجلي له به و اما اذا كان منقطعاً عنه فكان مجتثاً راجعاً الي مبدئه و مؤثره و موصوفه و هو الذاكر بحسب الصورة و هو معني قوله7 و الاول للذاكر.

ثم قال7 بعد الاشارة الي بطلان الاول و الثاني للمذكور اي الاخطار بالبال فان البال هو القلب في اللغة العربية و القلب اما هو العقل المدرك للمعاني المجردة عن الصورة الشخصية النفسية و المثالية و الجسمية و المدة الملكوتية و المثالية و الملكية و المادة الملكوتية و الملكية او النور الظاهر في

 

«* جواهر الحکم جلد 13 صفحه 521 *»

القلب اللحم الصنوبري و المدبر له فيكون مجموع الانوار الاربعة التي بها قيام البدن في الجزئي و قوام العالم في الكلي و الاخطار بالبال يشملهما الاّ ان الظاهر ان المراد به الركن الايسر الاعلي من القلب لكونه في مقابلة القول بالتصور او بنقش صورة المرشد و امثال ذلك فمعني قوله7 للمذكور حينئذ ظاهر لقوله7 كلماميزتموه بأوهامكم في ادق معانيه فهو مخلوق مثلكم مردود اليكم فان الذهن كالمرآة اذا قابل الامر الخارج او نفس الامر تنطبع الصورة فيه به فالمنطبع فيه هو نفسه كالمرآة فان الصورة المنطبعة فيها هو عينها لا الامر الخارج بحكم الوجدان و الضرورة فيكون المذكور هو عين الصورة المنطبعة فالذكر الذي هو الاخطار بالبال الذي هو انشأ تلك الصورة في مرآة النفس و انشأ معناها و هو الصورة المعنوية المحدودة بالحدود المعنوية في مرآة العقل لايكون هو الله سبحانه  تعالي عن ذلك علواً كبيراً و انما هو اثر النفس و العقل و صفتهما و وصفهما فكان المذكور هو عين الذكر فان كان المذكور هو صورة المرشد فيرجع (فترجع خ ل) الذكر اليه و يكون كقوله عزوجل كمثل الشيطان اذ قال للانسان اكفر فلما كفر قال اني بري‏ء فافهم ضرب المثل تأخذ النصيب من المعلي و الرقيب فان كان هو الصورة التي تصورها علي حسب مراداتهم من صورة اللفظ او المعني فتكون راجعة اليه و مردودة اليه و منتهية عنده و هو قوله7 مردود اليكم و مخلوق مثلكم فمن زعم ان الذكر هو اخطار المذكور بالبال و تصوره او تعقله فكان مذكوره المخلوق و ذكره يتوجه الي مذكوره و يختص به فذكره لمذكوره بل الذكر (ذكره خ ل) عين مذكوره فينقطع عن الحق سبحانه فكانت شجرة خبيثة اجتثت من فوق الارض ما لها من قرار فظهر معني الحديث مشروحاً و اما قول الصوفي يجب تصور صورة المرشد لاجل المناسبة فجوابه انه ان كان يعبد و يذكر رباً مناسباً للمخلوقين و هو كذلك لكنا لانعبد رباً يشابه خلقه فيكون له شبيه في ملكه و يبطل (فيبطل خ ل) بذلك قدمه و ازليته و ان كان يعبد رباً ليس كمثله شي‏ء فلايحتاج في التوجه الي الواسطة لانها جهة

 

«* جواهر الحکم جلد 13 صفحه 522 *»

المناسبة نعم في مقام العلم يجب ان‏يعلم ان المعرفة و الفيض لم‏يصلا اليه من غير واسطة لا من جهة المناسبة بل من جهات اخري يطول بذكرها الكلام و اما في مقام العمل فلايتوجه الاّ الي الاحد بلاكيف و هذه المعرفة العلمية الواجبة بالنسبة الي علة الخلق و اما ذلك الصوفي فيجب الاعراض عنه لانه ليس علة لمريده و الاّ لوجب انه اذا مات لم‏يبق لمريديه اثر و خبر و يموتون معه كما اذا خلا العالم من الامام7 فيهدم و يخرب.

فاذا عرفت ان الذكر ليس هو قول باللسان و لا اخطار بالبال فاعلم انه احد امرين لاحد شخصين:

الاول كماقالوا: ليس الذكر هو قول سبحان الله و الحمد لله و لا اله الاّ الله و الله اكبر و ان كان ذاكراً بل الذكر ان‏تذكر الله حال الطاعة فتفعلها و حال المعصية فتتركها هؤلاء للذاكرين الله كثيراً و الذاكرات و هو للعباد و المتنسكين و الزهاد و اهل السداد الذين قطعوا انفسهم و ازالوا انيتهم فلايحبون الاّ ما احبه الله و لايبغضون الاّ ما ابغضه الله و ذاك (ذلك خ ل) لهيجان حرارة الشوق و المحبة الظاهرة من زناد المعرفة في الفؤاد (و خ ل)قال7 اذا تجلي ضياء المعرفة في الفؤاد هاج ريح المحبة فاستأنس في ظلال المحبوب و باشر اوامره و نواهيه و هذا هو الذاكر لان الفؤاد المتعلق بالقلب في عالم الفرق لايري الاّ جماله و جلاله و عظمته و كبرياءه فهو ذاكر دائماً هذا (فهو خ ل) اعلي معاني هذا الحديث الشريف و ظهر منه مقام المتوسطين و السفلة و هم الظالم لنفسه و المقتصد فافهم.

الثاني هو ان تنسي كلما سواه في وجدانك و تنسي نفسك و احوالها و شؤوناتها و اطوارها و تجرد قواك و مشاعرك عن الكيف و الكم و الأين و المتي و مذ و قد و علي و الي و من و عن و في و علي‏م و حتي‏م و الي‏م فهناك انت ذاكر حقيقة فلو انك حين تذكره و تذكر غيره ما ذكرته حين ذكرك لغيره و الاّ لكان ذكره عين ذكر غيره و ذكر غيره عين ذكره و في ذلك انقلاب الحدوث الي القدم و القدم

 

«* جواهر الحکم جلد 13 صفحه 523 *»

الي الحدوث و الاشارة الي هذا الذكر بعد شهادة الوجدان و الضرورة في الاخبار لاتحصي منها حديث كميل المشهور الذي سأل اميرالمؤمنين7 عن الحقيقة و منها قول مولينا الصادق7 في قوله تعالي و ان كنتم في ريب مما نزلنا علي عبدنا قال7 مامعناه العين علمه بالله و الباء بونه عن الخلق و الدال دنوه من الخالق بلاكيف و لا اشارة و قوله تعالي و اذكروه كما هديكم و قوله تعالي و لايلتفت منكم احد و امضوا حيث تؤمرون فافهم الاشارة و لاتجمد علي العبارة فان العبارة تعمي الفهم و تغطي المطلب و لا حول و لا قوة الاّ بالله العلي العظيم.

قــال سلمه الله تعالي: و في الحديث علي مافي الكافي الي ان قال اخبرني عن وصي محمد9 كم يعيش من بعده و هل يموت او يقتل قال اميرالمؤمنين7 يا هروني يعيش من بعده ثلثين سنة لايزيد يوماً و لاينقص يوماً ثم يضرب ضربة هيهنا علي قرنه فيخضب هذه من هذه الحديث.

اقــول: وجه الاشكال في هذا الحديث في قوله7 ثلثين سنة لايزيد يوماً و لاينقص يوماً فان رسول الله9 قدتوفي علي المشهور في الثامن و العشرين من شهر صفر او لاثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع‏الاول علي رواية الكليني و اميرالمؤمنين7توفي (ليلة الاحد خ ل) لتسع بقين من شهر رمضان فلايكمل ثلثين سنة من غير زيادة و لا نقصان بل يزيد او ينقص سواء جعلت الحساب علي السنة الشمسية او علي السنة القمرية سواء لاحظت الحقيقية فيهما او الاصطلاحية و كذلك لو لاحظته علي حساب الشهر سواء كان من الشهور الشمسية او القمرية حقيقية او اصطلاحية.

و بالجملة ان اقسام الحساب تنحصر في ثمانية و ان كان صاحب العدد و الحساب هو القمر و لايتم الامر باحد من هذه الاقسام فان السنة القمرية ثلثمائة و اربعة و خمسون يوماً و ثمان ساعات و ثمان و اربعون دقيقة و السنة الشمسية

 

«* جواهر الحکم جلد 13 صفحه 524 *»

الاصطلاحية ثلثمائة و خمسة و ستون يوماً و ربع يوم و الحقيقية اقل من ذلك و اختلف اهل الرصد في ذلك لاختلاف الارصاد فعلي رصد بطلميوس اربع دقائق و خمس و اربعون ثانية و علي رصد المحقق الطوسي خمس‏عشرة دقيقة و علي رصد محي‏الدين المغربي اثنتي‏عشرة دقيقة و علي رصد بثاني ثلث‏عشرة دقيقة و ست و ثلثون ثانية و علي رصد اهل ختانة دقيقة واحدة و علي رصد الغ‌بيك (الق‏بيك خ ل) عشر دقائق و خمس و اربعون ثانية و علي رصد طيموخارس و ابرخس من المتقدمين هو تمام الربع فيكون السنة الاصطلاحية مطابقة للسنة الحقيقية.

فاما (و اما خ ل) الشهور فالشمسية الاصطلاحية ثلثون يوماً تقريباً و الحقيقية مقدار سيرها في كل برج و هو يختلف ففي الحمل يكون سيرها ثلثين يوماً و خمس‏ عشر (عشرة خ ل) ساعة و في الثور يكون احد (احداً ظ) و ثلثين يوماً و ساعتين و نصفاً تقريباً و في الجوزا احد(احداً ظ) و ثلثين يوماً و 9 ساعات و في السرطان 31 يوماً و 10 ساعات و في الاسد 31 يوماً و 5 ساعات و في السنبلة 30 يوماً و 19 ساعات و في الميزان 30 يوماً و 6 ساعات و في العقرب 30 يوماً و 19 ساعات و في القوس 29 يوماً و 12 ساعة تقريباً و في الجدي 29 يوماً و 10 ساعات و في الدلو 29 يوماً و 16 ساعة و في الحوت 30 يوماً و ساعتين.

و اما القمرية فالاصطلاحية هي المعروفة من انها بين ثلثين و تسعة و عشرين.

و اما الحقيقية فهي مابين الاجتماعين فيكون تسعة و عشرين يوماً و اثنتي‏عشرة ساعة و اربع(اربعاً ظ) و اربعين دقيقة.

و الجواب اعلم ان صاحب العدد و الحساب هو القمر و به تعرف السنون و الشهور لوجوه كثيرة من الوجدان و القرآن و كلمات امناء الرحمن سلام الله عليهم يطول بذكرها الكلام مع ان قلبي غير مجتمع و بالي متشتت و لايمكن في مثل هذا الحال الاطناب في المقال و القمر كانت دورته ثلثمائة و

 

«* جواهر الحکم جلد 13 صفحه 525 *»

ستون يوماً ولكن لما خلق الله السموات و الارض في ستة ايام اختزلت تلك الستة عن ايام السنة فكانت السنة القمرية ثلثمائة و اربعة و خمسين يوماً و لما كانت الايام التي خلق الله فيها السموات و الارض كلية و هي يوم العقل الكلي و يوم النطفة و هو يوم الاحد و يوم النفس الكلية و يوم العلقة و هو يوم الاثنين و يوم الطبيعة الكلية و يوم المضغة و هو يوم الثلثاء و يوم هيولي الكل المادة الكلية و يوم العظام و هو يوم الاربعاء و يوم شكل الكل و يوم اكتساء اللحم و هو يوم الخميس و يوم جسم الكل و يوم انشأناه خلقاً آخر و هو يوم الجمعة و كان القمر الموجود في الفلك(فلك خ ل) التاسع سيره علي المنازل و كانت المنازل جزئية ما امكن تقدير تلك الايام الكلية في المنازل الجزئية فاختزلت من سير القمر الجزئي المدبر السائر في الكوني (الكون خ ل) الجسمي للاجسام الجزئية تلك الستة الايام الكلية فقدر سيره في المنازل الثمانية و العشرين فيقطعها في تسعة و عشرين يوماً و اثنتي‏عشرة ساعة و أربعة (اربع خ ل) و اربعين دقيقة.

و لماكان الكسر المذكور اكثر من نصف اليوم فيحسب يوماً تاماً و يجعل اول الشهر من اول السنة ثلثين يوماً و لذا ورد ان شهر رمضان ثلثون يوماً ابداً لما ورد ان شهور رمضان اول السنة و في الشهر الثاني يجبر بالكسر كسر الشهر الاول فيبقي اقل من النصف فيحسب الشهر الثاني تسعة و عشرين يوماً و في الشهر الثالث يزاد علي الباقي الكسر يكون ازيد من النصف فيحسب ثلثون و هكذا و يقال للايام الزايدة كبيسة من كبس الشي‏ء و هو الجمع فيطلق علي تلك الشهور ايضاً تجوزاً فيكون ستة اشهر تامة و ستة ناقصة و لما كان يبقي في آخر السنة شي‏ء من الكسر تزاد الكبيسة في سنين بهزيجوح كادوط فيكمل في ثلثين سنة احدعشر يوماً تاماً و لا كسر في سنة الثلثين فظهر لك من هذا البيان

 

«* جواهر الحکم جلد 13 صفحه 526 *»

ان السنة القمرية تكون 354 يوماً و يزيد علي المجموع في مقدار ثلثين سنة احدعشر يوماً كاملاً فاذا عرفت هذا فاعلم ان الزمان و الوقت نسبته و شرفه و لطافته و كثافته و غلظته علي حسب صاحبه و لذا تري زمان الافلاك الطف و اشرف من زمان العناصر و المواليد و برهانه لايناسب لهذا المقام و لما كان علي اميرالمؤمنين7 هو صاحب الولاية المطلقة و الطائف حول جلال القدرة و منشأ ظهور الاكوان و الاعيان و مستجنات غيوب الامكان في الدوائر الصورية و الهياكل الانسانية او الشيطانية كماقال9 ظهرت الموجودات من باء بسم الله الرحمن الرحيم و قال7 انا النقطة تحت الباء كما ان القمر مادة الحيوة و منشأ صور الحيوانات و كان هو كلي جامع رفيع الدرجات ذوالعرش يلقي الروح بامره علي من يشاء من عباده فلم‏ينقص (تنقص خ ل) من دورته شي‏ء فتبقي دورة السنة بالنسبة اليه صلي الله علي محمد و عليه و ابنائه علي حالها كماكانت بدواً من غير اختزال ليكون الظاهر طبق الباطن و الصورة مثال الحقيقة فتحسب سنين ظهوره صلي الله علي محمد و عليه و ابنائه علي السنة القمرية الاصلية و هي تمام 360 فعلي هذا يكون بقاؤه7 بعد رسول‏اللّه9 ثلثين سنة لايزيد يوماً و لاينقص لان رسول الله9 انما قتل لاثنتي‏عشرة ليلة مضت من ربيع‏الاول علي ما في الكافي و قتل اميرالمؤمنين7ليلة الاحد و العشرين من شهر رمضان فيكون بينهما ستة اشهر و تسعة ايام و هو تمام التفاوت بين السنة القمرية الاصلية و القمرية المعروفة لانك اذا زدت الستة علي الثلثين يحصل مائة و ثمانون و هو تمام ستة اشهر و يزيد في السنة المعروفة في مقدار ثلثين سنة احدعشر يوماً كما قلنا فزيد (فتزيد خ ل) علي الستة اشهر و لما كانت تلك السنة (الستة خ ل) علي نحو الشهور المعروفة فينقص يوما (يومان خ ل) و يبقي اليوم الثالث لكونه ناقصاً عن اليوم التام لتفاوت الساعات

 

«* جواهر الحکم جلد 13 صفحه 527 *»

التي بينهما و اذا اردت ان لاتنقص شيئاً من اليومين كما هو الاجود و الاحسن و الاولي و الاليق فاعلم ان مبدأ الدورة القمرية هو اجتماع القمر مع الشمس في وضع من الاوضاع اما الهلال او البدر او المحاق و غير ذلك و المتداول الآن في هذا الزمان هو الوضع الهلالي فبعد المفارقة من هذا الاجتماع الي اجتماع آخر تكون دورة تامة فالدورة التامة انما هي بين الاجتماعين و قددل العقل و النقل ان النبي9 هو الشمس علي الحقيقة و به الاكوان و مواد الاعيان و ان الولي اميرالمؤمنين7 هو القمر و به هياكل الخلق فكانا في حد الاجتماع في الاصلاب الطاهرة و الارحام المطهرة الي حد الافتراق في الصلبين الطاهرين فافترقا فظهر رسول الله9 و بقي الي تمام الدورة التي هي ثلثين يوماً اي ثلثين سنة لان اليوم الطبيعي هو السنة الكاملة في مقادير ثلثمائة و ستين درجة فظهر علي امير المومنين7بعد ثلثين سنة من مولد رسول الله9 كما قال مولينا الصادق7 ان فاطمة بنت اسد جاءت الي ابي‏طالب لتبشره بمولد النبي9 فقال ابوطالب اصبري سبتاً ابشرك بمثله الاّ النبوة و قال السبت ثلثون سنة و كان بين رسول الله9 و اميرالمؤمنين7ثلثون سنة فيجري (فجري خ ل) حكم العود علي حكم البدو فافترقا من مبدأ الاجتماع و اجتمعا عند تمام الافتراق و بين الاجتماعين يجب ان‏يكون ثلثين سنة قمرية فعلي هذا يكون الحساب فيما بين اللقائين اللقاء في الدنيا قبل وفات رسول الله9 و اللقاء في الآخرة بعد وفات اميرالمؤمنين7 و وضعه في القبر و تشريج اللبن عليه علي مافصل في التهذيب فيزاد علي التسعة الايام يومان آخران و هما يوم قبض النبي9 و يوم دفن علي7 فيكون بين

 

«* جواهر الحکم جلد 13 صفحه 528 *»

الاجتماعين و اللقائين ثلثين سنة تامة قمرية اصلية لان بين وفات النبي9 في ربيع الاول علي الاصح و الاوفق و بين وفات علي7ستة اشهر تامة و احدعشر يوماً و هو الذي ذكرت لك.

و هنا وجوه اخر لايسعني بيانها اما لعدم احتمال الناس او لادائه الي ذكر المقدمات الطويلة يطول بها الكلام و العمدة عدم اقبالي و سكون بالي و فيماذكرنا كفاية لاولي الدراية و الله الموفق للصواب و لاحول و لا قوة الاّ بالله العلي العظيم و صلي الله علي محمد و اله الطاهرين.