13-12 جواهر الحکم المجلد الثالث عشر ـ رسالة جفرية في استخراج اسم الامير (ع) من لفظة ولي الله ـ مقابله

رسالة جفریة فی استخراج اسم الامیر علیه السلام من لفظة ولی الله

 

من مصنفات السید الاجل الامجد المرحوم الحاج

سید کاظم بن السید قاسم الحسینی اعلی الله مقامه

 

«* جواهر الحکم جلد 13 صفحه 531 *»

هو المستعان، بسم الله الرحمن الرحيم و به نستعين

الحمد لله رب العالمين و صلي اللّه علي خير خلقه محمد و آله الطاهرين و لعنة اللّه علي اعدائهم اجمعين.

اما بعد فيقول العبد الجاني و الأسير الفاني كاظم بن قاسم الحسيني الرشتي أن بعض من تجب علي طاعته و أوجبت علي نفسي إجابته اطال الله بقاه و أعزه بهداه و أسعده بتقويه بالنبي و آله الهداة صلي الله عليهم ما أظلت الخضراء علي الغبراء قد أمرني أن أملي كلمات في شرح كلام من استخرج اسم مولانا اميرالمؤمنين و كنيته و لقبه و بعض أسماء اللّه الحسني من لفظ ولي الله علي القاعدة الجفرية و اني و ان كنت قليل البضاعة و لست من أهل هذه الصناعة و لا مارست أهلها و ليس عندي شي‏ء من كتبها و لا أني تتبعت في مقاصدها كمال التتبع و أمعنت فيها النظر مع التدبر و التفكر إلاّ أني بعون الله تعالي افهم من ظاهر العبارة شيئاً و أرجو أن‏يكون(من الله خ ل) هو الواقع لأنه تعالي لايخيب من قصده بالسؤال و لايحرم من أتاه طالباً لعظيم النوال و متمسكاً بالنبي و العترة و الآل عليهم سلام الله الملك المتعال و لايسعني استقصاء الكلام في المقام لما بي من كمال إختلال البال و إغتشاش الأحوال و عروض مرض مزمن مانع من إستقامة الحال لكني أكتب ان شاء الله تعالي ما هو الميسور إذ لايسقط بالمعسور مع ما في انشاء(افشاء خ ل) هذه الرموز و الأسرار من كمال المحذور إلاّ أني في سعة مع من أخاطب لأنه بدقة نظره يفك الرموز و يفتح مغلق(متغلق خ ل) الأبواب لاستخراج الكنوز و لولا أنه اهل للاجابة لما سارعت في الكتابة.

 

«* جواهر الحکم جلد 13 صفحه 532 *»

قــال سلمه الله تعالي: نقلاً: بسم الله الرحيم الرحيم ولي الله عدده الكبير 112 حروفه ب ي ق الوسيط المجموعي 222 حروفه ب ك الوسيط الكبري 13 حروفه ج ي عدده الصغير 4 حرفه د عدد مراتب الاسم مع النقاط 24 حروفه د ك.

اقــول: يريد بالعدد الكبير قوي الحروف و أرواحها لأن لكل حرف قوة عددية بها قوامها و تأثيرها و تختلف تلك القوي للحروف باختلاف ترتيبها و قِران بعضها ببعض مثل ترتيب أبجد و أبتث و أحست و امثالها فالمبدأ هو الاول الي التسعة الأحرف كلها آحاد و من العاشر لكل حرف يزيد عشرة(العشرة خ ل) الي كمال التسعة الثانية ثم بعد ذلك تزيد مائة مائة الي الألف و ذلك معلوم ظاهر إن شاء الله تعالي نعم سر هذا الترتيب و وجه اختلافهم فيه(و سره خ ل) و وجه كون جميع الترتيبات منشأ للتأثير مع كمال التناقض و التضاد و علة ترتيب القوي العددية علي النظم المخصوص و امثال ذلك من الأحوال من غامض العلوم و قد أشرت الي شي‏ء من هذه الامور في بعض مباحثاتنا تركت ذكرها هنا لكونها خارجاً من المقصود و لادائها الي التطويل و ذكر مايجب صونه عن اصحاب القال و القيل.

و انما اقتضي أن ‏يكون عدده الكبير علي هذا المقدار لأن الولي هو المحيط الكلي المتصرف في الكرة الوجودية بالأركان الاثني‏عشر للاسم الاعظم الذي ليس بالحروف مصوت و لا باللفظ منطق و لا بالشخص مجسد فالمائة لاتمام دائرة القاف الجبل(لجبل خ ل) المحيط بالدنيا الي ماسوي الله لان تمام الاحاطة الظاهرية المشار إليها بالقاف دليل تمام الاحاطة الباطنية لبطلان الطفرة و بقي الاثناعشر لبيان ظهور الولاية في الأركان الاثني‏عشر و قطعناهم إثنتي‏عشرة أسباطاً أمماً فافهم.

و المراد بالعدد الوسيط المجموعي هو مجموع عدد الحروف المقطعة بزبرها و بيناتها في مجموع الملفوظي و المكتوبي إذ لو اقتصر علي المكتوبي فقط لما إنطبق كالعكس و هو هنا: و ا و ل ا م ي ا ا ل ف ل ا م ل ا م ا ل ف هـ ا، و عدد مجموع الحروف المذكورة 22 المستنطق ب ك، و سر إقتضاء هذا العدد

 

«* جواهر الحکم جلد 13 صفحه 533 *»

الخاص نشير إليه فيما بعد إن شاء الله و جعل هذا النوع من العدد الوسيط علي خلاف القاعدة المقررة عندهم لأنهم لايريدون به هذا المعني بل ما ذكر في الوسيط الكبير و هو عدد حروف العدد و في هذا المقام كان إستنطاق (عدد خ ل)ولي الله الكبير ب ي ق و تبسط حروف أعداد هذه الحروف التي هي إستنطاق العدد و هكذا يبلغ ما ذكر ا ث ن ي ع ش ر ة م ا ي ه، و إستنطاقه ج ي، و انما إقتضي أن‏ يكون هذا العدد للاشارة الي أن الولي سره(سر خ ل) الأحد و هو قوله7 ظاهري ولاية و باطني غيب لايدرك و الأحد هو ثلثة عشر و هي باطن الواو فاذا أضيفت ظاهر الواو علي باطنها ظهر الواحد و هو مقام الأسماء و الصفات و تجلي الكينونات.

و المراد بالعدد الصغير هو مابقي من الحرف بعد الاسقاط و لهم في ذلك أذواق و إرادات فمنهم من يسقط تسعة تسعة بعدد الأفلاك و منهم من يسقط سبعة سبعة بعدد الكواكب و منهم من يسقط ثمانية ثمانية بعدد حملة العرش و منهم من يسقط أربعة أربعة بعدد الطبايع و منهم من يسقط إثني‏عشر إثني‏عشر بعدد البروج و الشهور و ربما يراعون المقام في الاسقاط كما في المقام فان المائة بعد إسقاط اثني‏عشر اثني‏عشر يبقي اربعة و اما الاثني‏عشر الآخر فمطروح فيكون العدد الصغير اربعة و استنطاقه: د، و انما وجب التقسيم هنا علي اثني‏عشر لان ذلك مقتضي حكم الولاية مع النبوة فللنبوة واحد و للولاية اثني‏عشر ألاتري الشمس التي هي مثال النبوة و القمر الذي هو مثال الولاية فاذا أتمت الشمس برجاً واحداً أتم القمر إثني‏عشر برجاً فاذا أتمت الشمس تمام الدورة كان قد تممها(تمها خ ل) القمر إثنتي‏عشرة مرة و فيه سر ذكرنا في بعض مسائلنا و انما وجب أن‏يكون الباقي أربعة ليظهر مثلث ع ل ي فيها لتمام الاثني‏عشر قال تعالي أن عدة الشهور عند الله إثني‏عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السموات و الارض منها أربعة حرم و هي الأربعة الباقية فافهم.

و أما عدد مراتب الاسم مع النقاط فيزيد نقاط الحروف العددية هكذا: ا ث ن ي ن ع ش ر ة م ا ي ة(ت خ ل) ا ث ن ي ن ع ش ر ي ن ث ل ا ث ة ع ش ر ة

 

«* جواهر الحکم جلد 13 صفحه 534 *»

ا ر ب ع ة، و المراتب أربعة الاّ أن المقصود إثنتان لان الاسم مؤلف من كلمتين و كل كلمة لاتزيد علي مرتبتين آحاد و عشرات و الحروف المنقوطة إثنان و عشرون فيكون المجموع أربعاً و عشرين و استنطاقه: دك، و انما كان كذلك لانه مثني الاثني‏عشر و هو غاية الظهور في الكمال و لذا قال تعالي و لقد آتيناك سبعاً من المثاني و القرآن العظيم فافهم فقد( وقد خ ل) إستخرجت من لفظة(لفظ خ ل)ولي الله خمسة(خمس خ ل) مقامات و مراتب:

الأولي في العدد الكبير و قدأشار به إلي إضمحلال الكون و فناء الوجود عند الولي الظاهر باثني‏عشر ركناً.

الثانية العدد الوسيط المجموعي و قدأشار به الي أن الولي سر الهوية في المرتبة( في الرتبة خ ل) الثانية و هو قوله تعالي و إنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم.

الثالثة العدد الوسيط الحقيقي و قدأشار به الي أن الولي به ظهرت الأحدية قال فبهم ملأت سماءك و أرضك حتي ظهر أن لا إله إلاّ أنت.

الرابعة العدد الصغير و قدأشار به الي أن الولي هو الأصل في التأليف و التركيب و مقامه مقام الربوبية اذ مربوب ذكراً و عيناً فمقامه مقام المربع و مقام النبي9 مقام المثلث و لما كان الولي صاحب لواء النبي9 أعطي التثليث ع ل ي فظهر في التربيع الذي هو مقتضي مقامه فأستنطق باثني‏عشر و لذا كان هو7 تمام الاثني‏عشر و لما كان النبي وقف في مقام الطواف حول جلال العظمة بعد نزوله عن مقام الطواف حول جلال القدرة صار مقامه مقام المربع و حكي إسمه مسماه و دل لفظه علي معناه: م ح م د، و كل حرف له مخرج المربع(الربع خ ل) فافهم الاشارة و لاتقتصر علي العبارة.

الخامسة عدد المراتب و النقاط و الحروف المهملة و إن كانت في حد ذاتها نظراً إلي قربها من الوحدة و اللاتعين أشرف من المعجمة المنقوطة إلاّ أن المقام لماكان مقام التفصيل و الحدود و إظهار الاحكام المفصلة و كشف المغيبات المجملة لوحظ الحروف المنقوطة و قدأشار به إلي أن الولي كما انه

 

«* جواهر الحکم جلد 13 صفحه 535 *»

باركانه الاثني‏عشر ملاذ الخلق و ملجؤهم في الدنيا و إليهم اياب الخلق و عليهم حسابهم في الآخرة كذلك و الاثني‏عشر اذا ثني و كرر يكون أربعاً و عشرين و لهذه الأسرار جرت و تحققت خصوصيات هذه الاطوار(و خ ل) إن في ذلك لذكري لأولي الأبصار و هذه الخمسة الناشئة من ولي الله إذا أستنطقت ظهرت الهاء التي ظاهرها عين باطنها الحافظة نفسها في جميع مقامات التربيع و التكعيب و هو قوله تعالي إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون  و لماكان أصل اقتضائها(اقتضي خ ل) الرفع أشبعت عند ظهورها و بروز نورها حين ما اراد الكنز المخفي أن‏يعرف فحصل من الاشباع الواو فاقترنت بالهاء فكان هو و هو سر الهوية و هي في الرتبة الثانية علي الولي إبن عم النبي كما يشهد عليه لفظ هو و يأتي إن شاء الله زيادة بيان بهذا المدعا فترقب و لذا (لهذا خ ل) أعتبر في هذا المقام عند الاستخراج (استخراجات خ ل) هذه المقامات الخمسة خاصة و إلاّ ففي ساير الأسماء و الحروف لاستنطاق الجواب علي وجه الصواب يحتاج إلي ملاحظة أمور كثيرة زايدة علي ماذكر في هذه الزائرجه و إذا أردت أن‏تعرف الوجه في ذلك و السر فيما هنالك فاسمع لما يتلي (عليك خ ل ) و إعلم أن الله عزوجل لكمال قدرته و نفاذ مشيته و جريان حكمته أبي إلاّ أن ‏يكون بالغ الحجة واضح المحجة و أن‏ يجعل الخلق و يوجدهم مشروح العلل مبين ألاسباب فجعل سبحانه و له الحمد و الشكر و المن كل ذرة من الذرات الوجودية الكونية لوحاً تاماً سوياً حاكياً شارحاً لجميع أحوالها الكلية و الجزئية و المجملة و المفصلة و الظاهرة و الباطنة و الذاتية و العرضية و المبهمة و المعينة و الضارة و النافعة من الأحوال الماضية و المستقبلة و ما يرد عليها بالقضاء المحتوم و المشروط و غير ذلك من الأحوال مما جري به قلم الابتداع فيما لايزال و لماكان تمام الشي‏ء بعلله و أسبابه و لوازمه و شرايطه و أركانه و ساير متممات وجوده و مكملات شهوده و مراتب كونه من غيبه و شهادته و إجماله و تفصيله و سكونه و حركته و ساير مراتبه و كان الشي‏ء بتمامه لوحاً شارحاً و كلاماً واضحاً و منهلاً صافياً كان لايحصل الاطلاع الكامل بجميع

 

«* جواهر الحکم جلد 13 صفحه 536 *»

احواله الاّ بعد الاحاطة بتلك الشرايط و الاسباب من المادية و الصورية كالزمان و المكان و الجهة و الرتبة و الوضع و غير ذلك لأن كل ذلك أوراق كتاب الشي‏ء و أسطر لوحه و حروف كلمته و لما دلت الأدلة القطعية من العقلية و النقلية أن بين الالفاظ و المعاني مناسبة ذاتية و مرابطة حقيقية و أن الالفاظ جواذب للمعاني (المعاني خ ل) و حاملها و حاكيها كالمرآة الجاذبة لصورة المقابل و الارض الجاذبة لنور الشمس أي القابلة لها بمقابلتها إياها فاللفظ للمعني كالمرآة للصورة فاذا أردت أن‏تعرف حال شي‏ء من الأشياء من الأحوال الماضية و المستقبلة فانظر إلي إسمه و إستخرج غيوبه أي أعداده و طبايعه و حروف أعداده و حروف الطبايع و الزبر و البينات و حروفهما و أعداد حروفهما و حروف أعدادهما و طبايعها و حروف طبايعها و طبايع أعدادها و أنحاء الأعداد من الكسر ( الكبير و خ ل) الوسيط و الصغير و استنطاقاتها و مناسبات الحروف من الحروف المتواخية و المتؤالفة و المتوافقة من النورانية و الظلمانية و العلوية و السفلية و مطلوبات كل حرف مما يناسبه في طبيعته او مرتبته او درجته و إن إختلفت الدرجات في العلو و السفل كالألف و الياء و القاف و الغين و الباء و الكاف و الراء و هكذا او فيما يقارب طبيعته او درجته او مرتبته كالهاء و الخاء مثلاً او فيما يوافقه في ساير صفاته من الجهر و الهمس و الشدة و الرخوة و الاطباق و الانفتاح و الاستعلاء و الاستفلاء (الاستقلال خ ل) و امثالها او فيما يقاربه فيها مع اختلاف المخرج او مع إتحاده و الاختلاف في الصفات و هكذا و كذلك القول في بسط الحروف و تكسيرها بالبسط العددي و الحرفي و الغريزي و الجمعي و الطبيعي و بسط التضارب و التجامع و التفوق (التفرق خ ل) و التضاعف و التمازج و التواخي و الترفع باقسامه الثلثة و التقوي و امثالها من الأقسام مما هو مشروح عند أهل الفن و التكسير الكبير و الوسيط و الصغير و أخذ نظاير الحروف باقسامها المختلفة في الترتيب مثل أبجد ابتث ايقغ اهمطمفشذ كما نشير إليه فيما بعد إن‏شاء الله و نظاير نظايرها و الحروف الطالبة و الحروف المطلوبة و بسطها و أخذ الزمام و تضمين الحروف المسماة بقطب

 

«* جواهر الحکم جلد 13 صفحه 537 *»

الأمثال و هي ل ع م ر ك م ا ت ( ا ن خ ل) د ر ي ا ل ض و ا ر ب ب ا ل ح ص ي و ل ا ز ا ج ر ا ت ا ل ط ي ر م ا ل ل ه ص ا ن ع، و الحروف المسماة بقطب الأقاويل و هي: س و ا ل ع ظ ي م ا ل خ ل ق(ر خ ل) ح ز ت ف ص ن ا ذ ا غ ر ا ي ب ش ك ك‌ض ب ط ه ا ل ج د د م ث ث ل ا و، ولو اردنا شرح هذه الأحوال لطال بنا(به خ ل) الكلام و مرادنا الاشارة إلي نوع المسألة فاذا إنحفظت الكليات فاستخراج الجزئيات منها في غاية السهولة

و بالجملة هذه الأحوال بواطن الاسم و غيوبه و الواحه الغيبية المكتوبة فيها بقلم الابتداع أحوال الشي‏ء و هي للأسم(الاسم خ ل) اللفظي كالارواح و النفوس للشخص الجسدي و هذه هي الأمور المتعلقة بالقابل و لابد من الأحوال المتعلقة بالفاعل اذ بهما تتم (تم خ ل) الحكاية بتتميم النظام فلابد حينئذ من ملاحظة طالع المسمي من البروج و الأوتاد الأربعة و هي الطبايع(الطالع خ ل) و رابعه و سابعه و عاشره و ملاحظة طالع المسألة اي حين السؤال اي برج طالع في الدنيا و ملاحظة حروف الأوتاد و ملاحظة رب الطالع في الحالتين و شرفه و هبوطه و أوجه و حضيضه و حروف كسور الحروف من النصف و الثلث الي التسع و ملاحظة الساعة التي يقع فيها السؤال من الليلية و النهارية و الكوكب الذي هو رب الساعة و بسط الحروف و إسقاطها إن احتيج و التقاطها للجواب بمشي الفرس او الفرزين(الغرس او الغرز خ ل) او الفيل او سطر من هذا و سطر من ذا(ذاك خ ل) ثم الصدر و المؤخر إن إحتيج حتي يحصل الجواب الصواب علي طبق السؤال تنزيلاً للألواح الغيبية الي الألواح الحسية الشهودية اللفظية فلابد من أن‏يكون صحيحاً لانه قد انتزع من اللوح المحفوظ الكتاب الذي لايأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد لكن بشرط أن‏ يتنظم المرآة علي نهج الاستقامة و الميزان الطبيعي حتي تنطبع(ينطبع خ ل) فيها صور الكتاب المستودع في عليين كتاب الأبرار و الاّ فلايحكي اي لايأتي الجواب او لايأتي علي الصواب الواقع في ام الكتاب هذا إذا أردت أن‏ تستبصر جميع الاحوال للشي‏ء(احوال الشيء خ ل) و هذا (اذا

 

«* جواهر الحکم جلد 13 صفحه 538 *»

خ ل) لايتيسر لغير المعصومين: لان الاحاطة بجميع القرانات من الاسباب الفاعلية و القابلية و إستخراج حروفها و نظمها علي الميزان الطبيعي المستقيم لاتتأتي الاّ لهم لانهم: الذين أشهدهم الله خلق السموات و الارض و خلق أنفسهم.

و أما إذا كان السؤال عن الأحوال الجزئية فقديحصل بدون كل تلك الأمور و قد لايحصل لصحة الارتباط الواقع في الأشياء كلها لأن كل شي‏ء له ربط بكل شي‏ء و لذا تجد من ليست له الاحاطة الكلية إذا سئل سؤالاً و رتب الحروف ببعض الوجوه (الحروف خ ل) الناقصة قد يحصل الجواب الصواب لأن ذلك كان قريباً من عالم الشهود و قد يحصل الجواب لكنه(و لكنه خ ل) ليس بصواب لأنه ما قابل اللوح الاصلي الحقيقي لفقدان بعض الشرايط و الأصول التي لها المدخلية في تحصيل الجواب و لم‏تكن حاضرة عنده فلايصح و قد لايحصل الجواب أبداً لخلط الاسباب و العلل و تغييرها و تبديلها فلاتحكي المرآة إذا كانت موضوعة في المكان الأول و القاعدة الاولي.

و من هذه الجهة لا إعتناء بما قاله المنجمون فيما يحكمون من الحوادث و سعادة الأوقات ( و الايام خ ل) و نحوستها إذ جميع المبادي العالية من الافلاك و الكواكب لها إتصال و نظر في تربية(مرتبة خ ل) الشي‏ء الواحد و من اين له الاحاطة الكلية بجميع تلك النظرات و قد سمع أن بعض النظرات تورث النحوسة و جربها مراراً فاذا رأي تلك النظرات حكم بالنحوسة و هو في غفلة إنه قد يكون هناك نظرات سعيدة أقوي تدفع تلك النحوسات و لذا(كذا خ ل) تجده قد يصيب و الأغلب يخطي و لذا قال الصادق7 في علم النجوم قليله لاينفع و كثيره ليس عندهم.

 و كذلك الكلام في الجفر و قد علمت منشأه و أصله و مبدأه و منتهاه و تعلم بذلك أن الذي لا إحاطة له بكل أنواع قرانات الحروف و إقتضاءاتها و أحكامها لايتيسر له تحصيل الجواب الصواب و إن حصل له في بعض الاوقات و في بعض الحالات إذا اتفق جريان الأسباب و العلل علي مقتضي تلك القاعدة و ليست هذه بكليته و لذا ترانا ماتصدينا لتنقيح(ليتضح خ ل) مطالب هذا العلم و

 

«* جواهر الحکم جلد 13 صفحه 539 *»

لاتفرعنا له لعدم الفائدة المعتد بها و لو خضنا(خفينا خ ل) فيه لشاهدت أمراً غريباً و مع‏ ذلك كماتري و لا حول و لا قوة الاّ بالله العلي العظيم نعم قد يحصل للعارف بالله المنقطع الي الله قاعدة قل ما تتخلف(تخلف خ ل) و ذلك بتأييد من الله سبحانه بواسطة اهل العصمة و الطهارة: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء و قد تحصل(يحصل خ ل) لغيره من باب سنستدرجهم من حيث لايعلمون ( قال و خ ل) و أملي لهم إن كيدي متين كما تعلم إبليس الاسم الأعظم فافهم.

قــال سلمه الله تعالي ماترجمته: و زبر و بينات المداخل الأربعة مع الأصل الخامس هي الحروف المستحضرة ب ا ي ا ق ا ف(ت خ ل) ب ا ك ا ف ج ي م ي ا د ا ل د ك، و نظاير هذه الحروف هذه: ع س خ س هـ س ج(ح، خ ل) ع س ذ س ج ف خ ظ خ س ص س ض ص ذ(خ س ظ ن س ذ، خ ل)

أقــول: الزبر هو أول الحرف المكتوب و الباقي الملفوظ هو البينات و وجه التسمية ظاهرة و الزبر هو الأصل في الحرف(الحروف خ ل) و هو المسمي و البينات هي(هو خ ل) الاسم و الصفة لأنهم لما أرادوا أن‏يضعوا لكل حرف إسماً يمتاز به عن غيره و لماكان الاسم للتمايز و بينه و بين مسماه مناسبة ذاتية جعلوا كل حرف في أول اسمه و تمموه لكمال التمايز فل‌ب قالوا باء و ل‌ج قالوا جيم و هكذا و لما كانت الألف ساكنة و لايصح الابتداء به استعاروا لها(لهاء خ ل) الهمزة لأنها حركة لا صورة لها كما أن الالف صورة لا حركة لها فلما إستعاروا الهمزة للألف إستعاروا لها الهاء لأنها أقرب الحروف اليها ظاهراً و باطناً فجعلوها في مبدأ إسمها و ذلك معلوم إن شاء الله.

و إنما اعتبر (اعتبروا خ ل) الزبر و البينات كلاهما هنا و في ساير مباحث البسط و التكسير لكون مقام البسط مقام التفصيل و مقام اظهار مستجنات الغيوب و البينات إسم و صفة للزبر فيها تفصيل أحكام الحرف(الحروف خ ل) و شرح أوضاعها و لذا كانت الحروف من جهة البينات ثلثة أقسام ملفوظ و مكتوب و مسرود فالثلاثي المردود الصدر الي العجز ملفوظ كالواو و الميم و النون و الثلاثي المختلف

 

«* جواهر الحکم جلد 13 صفحه 540 *»

مكتوب و الثنائي مسرود و اختلاف خصوصيات البينات دليل علي إختلاف مستجنات الزبر الظاهرة في البينات فكم من أسرار غيبية كامنة في الزبر قدظهرت في البينات و لولا خوف الاطالة لبينت لك شطراً من ذلك لكنه موكول الي ذلك الفهم العالي و الادراك المتعالي و الاشارة كافية لأهلها.

و المداخل الأربعة هي حروف الأعداد الأربعة التي هي بمنزلة الطبايع الأربع بل هي بنفسها فالمدخل الأول مظهر النار(الثاني خ ل) لأن له فاعلية و التأثير و له الهيمنة و به التقدير و هو الوضع الأول الذي وضعه العليم الخبير لانه أول ما جري به قلم الاختراع و المدخل الثاني و هو العدد الوسيط المجموعي مظهر الهواء لوقوعه تلوه و أقرب ما(لما خ ل) عداه إليه و المدخل الثالث و هو العدد الوسيط الحقيقي مظهر الماء لكونه تحت الثاني في العدد و الكم كالماء بالنسبة الي الهواء و المدخل الرابع و هو العدد الصغير مظهر التراب لكونه أقل رتبةً و أقل عدداً بالنسبة إلي غيره و الخامس هو المتحصل من الكل و الحاوي للكل بمنزلة الطبيعة الخامسة الطبيعة الواحدة الحاصلة من ضم الطبايع الأربع(الاول خ ل) هذا علي قاعدة المشهور من جعل الأول النار و الثاني الهواء و الثالث الماء و الرابع التراب او(و، خ ل) جعل الأول النار و(في خ ل) الثاني التراب و الثالث و الرابع علي الترتيب باختلاف أنظارهم من نظر البروج أو العناصر.

إلاّ أن لي هنا مسلكاً آخر و هو ملاحظة البطون و الظهور في ترتيب الطبايع فالعدد الصغير حينئذ هو طبع النار لأنه الأصل الباقي بعد إسقاط الاضافات و الوجه الباقي هو النار لاغير و قد أقمنا عليه براهين قطعية في ساير رسائلنا و أجوبتنا للمسائل و العدد الوسيط الحقيقي هو مظهر الهواء لانه أبطن من غيره لانه كان باطن العدد الذي كان باطن الحروف(الحرف خ ل) و العدد الوسيط المجموعي هو مظهر الماء لأنه كان اقرب الي(من خ ل) البساطة و الوحدة من الكبير بل فيه سر القاعدة و باقي العمل كله يجري علي هذا العدد كماسيظهر لك إن شاء الله و هو الماء الذي به كل شي‏ء حي لانه سر الاشياء كلها و العدد الكبير هو مظهر التراب لمكان الكثرة المستلزمة للسواد المقتضية

 

«* جواهر الحکم جلد 13 صفحه 541 *»

للبرودة و اليبوسة التي هي طبع الموت و هنا وجوه أخر تركتها خوفاً للتطويل و بالجملة فالوجوه كلها تصح.

و لماكان الشي‏ء لايتم الاّ بمزج هذه الطبايع و لاتكمل الاّ بقران بعضها ببعض وجب مزج هذه لكن التركيب الالهي الأولي يقتضي أن‏ يكون مع المزج لايخرج كل منها عن صرافة تأثيره و مكانه فالحرارة عالية متقدمة و هي رأس الانسان و الهواء بعدها و هو صدر الانسان و الماء بعده و هو المعدة و البطن في الانسان و التراب متصل بسنخه و هو ما تحت العورتين إلي أسافل الرجلين فاقتضي أن‏ يكون الترتيب الحرفي في الطبايع علي هذا النسق سيما إذا أردت ان‏ تجعلها مرآة لجذب الصور المكتوبة(الملكوتية خ ل) من اللوح المحفوظ فلابد من مراعاة المناسبة في التركيب الالهي و النفس الرحماني سيما في هذا المقام الذي هو ظهور الولاية المطلقة و مقام إعطاء كل ذي حق حقه و إن جرت عادتهم في بعض القواعد بالمزج التام الاّ أن هذا سر ذاك فافهم و لذا رتب الحروف علي النسق المقرر بالبينات و الزبر و قال ب ا ي ا ق ا ف ب ا ك ا ف ج ي م ي ا د ا ل د ك، و لم‏يأت في الاصل الخامس بالزبر و البينات لكونه محصل(تحصل خ ل) تلك و سره لوصله(و اصله خ ل) و لئلايزيد علي عدد بسم الله الرحمن الرحيم الذي هو ولي الله في التدوين مع ملاحظة الالفات الثلث المحتجبة في البسم و الله و الرحمن التي هي الاسم الأعظم و انما خص هذا العدد الخاص أعني الاثنين و العشرين لأنه مثني أحدعشر الذي هو سر الهوية فان هو أحدعشر فاذا ثني بظهوره و تطوره في العلام في مقام فاحببت أن‏أعرف تم(ثم خ ل) الاثنان و العشرون و لماكان الولاية مقام التدبير و التعلق و الربوبية إذ مربوب كان في الرتبة الثانية فوجب أن‏يظهر بهذا العدد (الخاص خ ل)  المبارك فان في الرتبة(الربوبية خ ل)              المتنزلة هو علي لأن الأحدعشر في رتبة التنزل مائة و عشرة و هو عدد علي7 و هو قوله تعالي و إنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم، و هو العلي العظيم و هو العلي الكبير و هو العلي الحكيم و امثالها و لذا جري حكم التقدير بحكم اللطيف

 

«* جواهر الحکم جلد 13 صفحه 542 *»

الخبير أن‏يجري عدد مراتب ولي الله علي مثني عدد هو و لما لم‏يظهر الجواب من هذه الحروف و بقي في مقام الاحتجاب و كان أقرب المناسبات إليها النظاير عدل إلي نظايرها علي ترتيب ا ب ج د لأن النظاير التي يحتاج اليها سبعة و هي نظاير ايقغ و ابجد و اهطم و احست و افسح و ابهش و ابتث و هي مشروحة في كتب القوم و ها أنا أشير إلي نظاير ابجد كماهي المقصود في هذا المقام دون الباقين حذراً من التطويل و هي ا ب ج د هـ و ز ح ط ي ك ل م ن س ع ف ص ق ر ش ت ث خ ذ ض ظ غ و ماذكره من النظاير يطابق علي هذا الترتيب.

قــال سلمه الله تعالي نقلاً ماترجمته: و هذه الحروف أي نظاير المستحضرة كل حرفين منها يطلبان حرفين من الحروف علي ما هو المذكور في صفايح الجفر و هي بمنزلة الصفحة و البيت للجفر الجامع و بمنزلة الجزو (الحذب خ ل) و السطر للنظاير يعني لتلك الحروف المطلوبة نسبة الصفحة و البيت و للنظاير نسبة الجزو (الحروف خ ل) و السطر و بهما و بالجمع ( بالجميع خ ل ) يتم حروف كل بيت و كيفية وقوعها في البيوت هكذا البيت الأول ع ع س ح الثاني خ(ح،خ ل) س س س الثالث هـ ح س س الرابع ج ظ ع ظ الخامس س خ ذ ب السادس س ح(ج،خ ل) ج ض السابع ف غ خ غ الثامن ظ ر خ ض التاسع س ف ص ظ العاشر س ع ض و الحادي‏عشر ص ر ذ س.

اقــول: لما لم‏ينطق الجواب الصواب من النظاير نظروا إلي مناسباتها و ملائماتها من الحروف لاستجماع جميع ظهور المتممات و المكملات الكونية و الوجودية و إظهار مستجنات البواطن و الأسرار الكونية الحقيقية كاستخراج اللطيفة الاكسيرية من انحاء التعفينات و التقطيرات الأصلية لأن كلمة الوجود تجري علي أسلوب واحد ما تري في خلق الرحمن من تفاوت و ماخلقكم و لا بعثكم الاّ كنفس واحدة فاذا فهمت هذه الدقيقة فاعلم أن كل مناسب يميل إلي

 

«* جواهر الحکم جلد 13 صفحه 543 *»

مناسبه و كل مناسب يطلب مناسبه و إن كان أحد المناسبين أقوي من الآخر مثلاً الحروف النارية يطلب(تطلب خ ل) الهوائية و بالعكس و المائية تطلب الترابية و بالعكس و قد يقال أيضاً(ان خ ل) النارية تطلب الترابية لما بينهما من المناسبة في اليبوسة و الحروف الهوائية تطلب المائية لما بينهما من المناسبة في الرطوبة و لذا تري أهل الحروف في دواير الطبايع يجعلون التراب مقدماً علي الهواء و تالياً للنار و يجعلون الماء تالياً للهواء علي ترتيب البروج فالاول هو الناري كالحمل و الثاني هو الترابي كالثور و الثالث هو الهوائي كالجوزا و الرابع هو المائي كالسرطان و هكذا و هذه الحروف هي التي تطلب بعضها بعضاً و كالحروف المتواخية(التواخية خ ل) أيضاً في الصورة كالباء و التاء و الثاء و الجيم و الحاء و الخاء: ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز، و هكذا و كالمتواخية( كالتواخية خ ل) في المرتبة كالميم و الدال.

و هكذا ساير المناسبات يظهر لك من تتبع اهل هذا الفن و لايسعني الآن ذكر جميع الامثال و العاقل تكفيه الاشارة و من المناسبات و الملائمات بل أعظمها و أقويها الحروف المتوافقة المتلائمة في بيوت الجفر الجامع فكل أربعة أحرف في تلك البيوت بينها تحاب و تصادق و توافق و كل واحد منها يطلب الآخر و قديتوافقان في الصورة الاّ أن كلاً من الصورتين لها جهة غير جهة الأخري كالحرارة الموجودة في العرش و الموجودة في الكرسي و الموجودة في الشمس و الموجودة في النار الكرة الأثيرية و الموجودة في الهواء فان الحرارة و إن كانت في الصورة متحدة(متخذة خ ل) إلاّ أنها تختلف و تتعدد و مع الاختلاف و التعدد و كل واحد منها يطلب الآخر و المائل الي جهة الآخر و كاتحاد صورة ضرب الفعل الماضي و الضرب المصدر و إن اتحدتا الاّ أن الثاني شعاع الاول و علي مزاجه و طبيعته فاذا كان كذلك فاذا وجدت حرفين متماثلين او حروف متماثلة في البيوت الجفرية مثل ا ا ا ا ع ع ع ع س س ك ك فكل منها لها حكم غير حكم الآخر و طبيعته و ساير احكامه و اوضاعه و لما كانت المناسبة الحاصلة للحروف التي في كل بيت من البيوت اقوي المناسبات و اعلاها و اعظمها لوحظت في

 

«* جواهر الحکم جلد 13 صفحه 544 *»

الحروف المطلوبة الحروف المقترنة بحروف هذه النظاير في الصفحات و البيوت الجفرية.

و لما كانت هذه النظاير حروفها اثنين و عشرين وجبت ملاحظة الحرفين ايضاً من الحروف المطلوبة لتمام الاثنين و العشرين اذ الحكمة كما ذكرنا لاتقتضي أن‏ تكون(لا يقتضي ان يكون خ ل) عدد بسايط حروف ولي الله عند إستخراج المطلوب و المراد منه الذي هو علي أميرالمؤمنين أبوتراب7أنقص من الاثنين و العشرين لما ذكرنا من السر المعمي و الرمز المنمنم كما سبق و لما كان الولي سر الهوية و مظهر الألوهية و صاحب الأزلية وجب أن‏يكون البيوتات و الصفحات الملتقطة منها هذه الحروف العاليات أحدعشر صفحة و أحدعشر بيتاً و إذا أردت التقاط تلك الأحرف من الصفحات و البيوت فانظر إلي مرتبة أول الحروف و ثانيها و ثالثها و رابعها لا من جهة العدد بل من جهة الرتبة مبتدياً من الواحد إلي الثمانية و العشرين(العشرين فان الحرف الاول الاشارة الي الجزء و الثاني الي الورقة و الصفحة و الثالث الي السطر خ ل) و الرابع إلي البيت لأن الأصل في وضع الجفر كما روي إن النبي9 كان مع علي علي جبل فاران إذ أتاه جبرئيل7 و معه بقرة صفراء(فاقع خ ل) بكر تسمي بالجفر(بالجفرية خ ل) فذبحها علي7 بامر النبي9 و سلخ جلدها فلما إنسلخ كان مدبوغاً ثم جزءه7 بثمانية و عشرين جزءاً و(ان خ ل) كل جزء بثمانية و عشرين ورقة و كل ورقة بصفحتين يمني و يسري و كل صفحة بثمانية و عشرين سطراً و كل سطر بثمانية و عشرين بيتاً و كل بيت مشتمل علي أربعة أحرف فالبيت الأول من السطر الأول من الورقة الأولي من الجزء الأول ا ا ا ا و البيت الثاني كذلك ا ا ا ب(فالبيت الاول من السطر الاول من الورقة خ ل) وهكذا فقس البواقي و رتب البيوت علي ترتيب حروف النظيرة و إن كان علي خلاف ترتيب الصفحات الجفرية إلاّ أن الآخر أول بالنسبة إلي هذا النظم من الترتيب و يعرف ذلك من وضع بيوت الرمل و يطول الكلام بذكر تلك الكيفيات و الاحوال.

 

«* جواهر الحکم جلد 13 صفحه 545 *»

الاتري أنا نقول كما إستنبطنا من الأخبار بل هو صريح بعض الروايات أن الباء في بسم الله الرحمن الرحيم إشارة الي العقل و السين الي النفس مع أن في الترتيب الأولي الحرفي غير ذلك بل الباء إشارة إلي النفس و الألف إشارة الي العقل فافهم ذلك راشداً موفقاً إن شاء الله تعالي و في هذا الترتيب غلط فاحش يظهر فيما بعد عند بيان التقاط المستحصلة من المستحضرة لأنا إذا عملنا بما هو المكتوب لم‏ينطق(لا ينطق خ ل) الجواب و إنما ينطق علي الترتيب المذكور في المستحصلة و هذا الالتقاط سهل جداً لمن عنده صفحات الجفر بتمامها او(و،خ ل)  للمقتدر المتسلط علي رسم البيوت و الدواير الجفرية علي النهج الذي ذكرنا هذا هو المعروف عند اهل هذا الفن و اما سر خصوصيات وقوع هذه الحروف المخصوصة في هذه المطلوبات و اختصاص كل حرف بما اختص في تلك الصفحة مع انها ليست من الحروف المطلوبة لها علي القواعد المقررة عندهم و المتحققة لديهم فأمر أبي الله إلاّ كتمانه و إخفاءه في الصدور و لايمكن إبرازه في السطور إلاّ أني أجبت لمقام السائل عندي و اشفاقي(له خ ل) و محبتي أن أظهر له بعض تلك الخفايا (و، خ ل) أن أورد بعضها له هناك الاّ أن لاغتشاش قلبي و إضطراب لبي و كوني علي جناح السفر ما يمكنني أن‏ اؤدي ما أريد كما أريد لكنك إعلم أن كل شي‏ء مربع لقوله تعالي و من كل شي‏ء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون و تلك الأربعة هي الأربعة المتناسبة فكل شي‏ء له مناسبة خاصة و مرابطة حقيقية بأربعة لاتتم كينونته و خصوصية ذاته و وجوده إلاّ به فاذن كل أربعة أحرف بينها توافق تام و تناسب حقيقي بها تمام شرح كينونته و سر حقيقته و لذا وجب أن‏ يكون بيوت الجفر مربعة لتمام التأليف و التمكين لهيئة التشريف و قد يعتبر وجه الملائمة بطور آخر في المربعات و هو ملاحظة يمين الحرف و يساره و فوقه و تحته مثلاً الهاء(لها خ ل) يمين و هو حرف غ و يسار و هو ب و فوق و هو ي و تحت و هو ق

 

«* جواهر الحکم جلد 13 صفحه 546 *»

فترسم الألف علي هذه الصورة @ و ترسم الباء هكذا @ و ترسم الجيم هكذا@ و هكذا بواقي الحروف و ترتيب المربعات الحرفية و العددية و علي هذا القياس جميع السلسلة الوجودية الكونية و علي هذا بنيت(بنت خ ل) بيوت الرمل و صارت ستة عشر التي هي جذر الأربعة و بيوت الجفر أيضاً بنيت(بنت خ ل) علي هذا النظم.

و أما اقتضاء العين العين في البيت الأول فلاشارة إلي كلمة كن فانها في البدو الأول يطلب تلك الكلمة في الرتبة الثانية في القران الأول و استنطاق تلك الكلمة ع و الأخري ايضاً ع و الثانية فرع للاولي مثل ضرب الفعل الماضي و الضرب المصدر فكلمة المشية ظهرت في الأثر و هو كلمة ايضاً تأكيد لها و هو معني قول النحاة ان المصدر تأكيد للفعل و هو المفعول المطلق فافهم.

و أما إقتضاء السين الحاء فان السين شكل المثلث و الحاء شكل المربع و المثلث يطلب المربع لأنهما أول شكل برزا في الوجود فكان قد ظهر بذلك الاقتران الاثني‏عشر و هو هيئة المبدأ الأول(للاول خ ل) و قد جرت عليها كلمة التوحيد و السين هو علي7 لانها تكرير اللام و هي إسم علي7 لما قدتقرر عندي أن أصل الاسم في الوسط اي الحرف الأوسط و لذا وردت الأخبار أن السين هو علي7 و هو إسم من أسماء محمد9 و الحاء هو محمد9 لأنها تكرير الدال و هو أيضاً من وسط اسمه9 مع الميم و لذا وردت الأخبار أن حم إسم محمد9 و محمد و علي8هما اللذان يطلب كل واحد منهما الآخر و الكلام في أسرار هذه الحروف كثير و عظيم و الاشارة كافية لأهل الدراية و لو أن لي مجالاً لأسمعتك من غرايب الكلام ما تحار فيه العقول و الأحلام و اختصاص الطالب بالحرف الأكثر و المطلوب لسر علمته علمي و علمني علمه فافهم.

 

«* جواهر الحکم جلد 13 صفحه 547 *»

و أما إقتضاء الخاء السين للاشارة الي سر المرتبة فان الخاء في رتبة المئات هو السين في رتبة العشرات كطلب الهواء النار.

و أما إقتضاء السين السين كما ذكرنا في العين و هو إشارة إلي وصاية الحسن7 لسر ذكره لايناسب المقام و مختصر الاشارة ان السين هو علي7 لكنه(لكن خ ل) حين طوافه حول جلال العظمة فظهر باللام حين طوافه حول جلال القدرة و لما كان الائمة: شعب الولاية المطلقة و تفاصيل ظهوراتها و كان أولهم الحسن7 ظهر بالسين لكونه تكرير اللام فعلي7 السين في مقامه(مقام خ ل) الأول و محمد9في مقامه الثاني فافهم و إغتنم.

و أما إقتضاء الهاء الخاء لأن الخاء واو في الآحاد و الواو من مقتضيات الهاء لاستنطاق هو و من مطلوباتها و شرح هذه الجملة مفصل في شرح الخطبة الطتنجية و تفسير آية الكرسي و انما إقتضي الخاء لأن المقام الكثرة و الانبساط و التفصيل فكلما تزيد القوي كان أدخل في المطلوبية الواقعية مع تحقق المناسبة الوجودية و ذلك معلوم إن‏شاء الله تعالي.

و أما إقتضاء السين السين في البيت الثالث فلأن السين في الرتبة الثالثة هو الحسين7 كما أن السين في البيت الثاني الحسن7 و في البيت الأول أميرالمؤمنين7 و الحسين7 ثالث غصن من شجرة الولاية فاقتضي سين الحسن سين الحسين و قدبينا وجه إقتضاء الحسن و الحسين عليهما السلام السين في أجوبة المسائل العاملية فليطلب من هناك و هذه البيوت ظهورات ولي الله اللفظي الكاشف عن الولي المعنوي المعني في اللفظ كالروح في الجسد فافهم.

و اما اقتضاء الجيم الظاء فلان الجيم مبدأ الاشكال و اول ما ظهر من القدير المتعال و اول ظهور هذا الشكل المعبر عنه بالجذر التسعة فالجيم يطلب الطاء(الظاء خ ل) و لما ان المقام مقام الكثرة اقتضي الظاء الذي هو في رتبة المئات طاء في رتبة الآحاد و لذا(و كذا خ ل) اشترك معه في الصورة و امتاز عنه

 

«* جواهر الحکم جلد 13 صفحه 548 *»

بنقطة الفقر و السواد الذي هو عالم الكثرة و لان الجيم هو الاول و الظاء هو الآخر في رتبة الطبايع فان الجيم مرتبة في الهواء او في الماء و الظاء خامسة في احدهما و المراتب سبعة و حروفها معروفة مشهورة و قدفصلناها في اجوبة المسائل الكاظمية7.

و اما اقتضاء العين الطاء(الظاء خ ل) في البيت الرابع فلان العين في البيت الرابع هو(هي خ ل) كلمة القضاء اللازم له الامضاء مقام التفصيل و الظهور مشروح العلل مبين الاسباب و لما كان متعلق كلمة المشية الشكل المثلث في كل عالم اقتضي العين الظاء في المقام الرابع اشارة الي هذه الدقيقة اللطيفة فان الظاء مجذور اللام و اللام مطلوب العين و الكثرة اقتضيت الظاء دون اللام فافهم فكم من خبايا في زوايا.

و اما اقتضاء السين الخاء فلما ذكرنا من طلب المجانس المجانس فان السين هو الخاء في رتبة العشرات و الخاء هو السين في رتبة المئات و قدتقدم طلب الخاء السين في مبدأ البيت الثاني و هنا انعكست القضية للطريقة المرضية.

و اما اقتضاء الذال الباء فلان الذال خامسة في النار و الباء مرتبة في التراب او الهواء و كل واحد منهما يطلب الآخر و انما اختص الذال من الحروف النارية و الباء من الترابية او الهواء لسر التعديل و بيان شرحه و كيفيته مع اختلاف الكيفيات لايسعني الآن.

و اما اقتضاء السين الخاء في البيت السادس فلما ذكرنا و لما في البيت السادس من المناسبة مع هذا الاقتضاء و تكرر السين و طلبه للخاء لان السين اشرف الحروف و احسنها لمساوات زبره مع بيناته و لانه اقرب الحروف المناسبة للولي كما هو المراد و المقصود في هذا المقام.

و اما اقتضاء الجيم الضاد فلسر التأليف فان المثلث لايظهر و لايوجد الاّ بالمربع فالمثلث دائماً للظهور يطلب المربع و بيان هذا الطلب و الاقتضاء علي التفصيل يطلب في شرحنا علي الخطبة و المثلث هو الجيم و المربع هو الهاء

 

«* جواهر الحکم جلد 13 صفحه 549 *»

المتكرر(المكرر خ ل) من الدال و الضاد في المئات هو الحاء في الآحاد و مقتضي رعاية التفصيل و الكثرة ملاحظة الضاد دون الخاء و لان الجيم مع الحاء هو تمام بيوت الولاية اي الاحدعشر لان الاولية و الآخرية انما حصلتا و ظهرتا بالولاية فهو الاول و الآخر و الظاهر و الباطن و هو بكل شي‏ء عليم و هو احدعشر هكذا خاطبت الشمس مولينا علياً7امير المؤمنين حين سلمت عليه7 فافهم.

و اما اقتضاء الفاء الغين فلان الفاء ميمان و كل ميم تمام ميقات موسي في ظهور المبادي احرف التورية التي فيها تفصيل كل شي‏ء و تمام الكون بعالمين عالم الغيب و عالم الشهادة و هما منشأ الكثرات و ظهور لوازم الانيات و الحجب و السرادقات من النورانية و الظلمانية و اعظم الحروف دلالة علي الكثرة و التفصيل(من خ ل) الغين فاختاره و طلبه.

و اما اقتضاء الخاء الغين فلان الخاء من حروف عالم الكثرة و التفصيل لانه بازاء السين و هو بازاء الواو و هو من حروف الكثرة كالهاء للوحدة فطلبت الخاء حرفاً من حروف الكثرة و لم‏يكن في الحروف اكثر قوة من الغين فطلبه(فيطلبه خ ل) فافهم ان شاء الله.

و اما اقتضاء الظاء للراء(الراء خ ل) فلان الظاء خامسة في الهواء و الراء ثالثة في الماء و الهواء يطلب الماء لما بينهما من المناسبة في الرطوبة او ان الطاء(الظاء خ ل) خامسة في الماء و الراء ثالثة في التراب و الماء يطلب التراب لما بينهما من المناسبة في اليبوسة و اختلاف الرتبة في الطبيعة لسر التعديل.

و اما اقتضاء الخاء للضاد (الضاد خ ل) فلان الخاء رابعة في الماء و الضاد خامسة في التراب و الماء يطلب التراب و التعديل اقتضي الاختلاف في الرتبة.

و اما اقتضاء السين الواو فلما ذكرنا ان السين في العشرات واو في الآحاد فمال ذوالرتبة السفلي الي ذي‏الرتبة العليا و طلب السافل العالي و لان السين ثانية في الماء و الواو درجة في الهواء يطلب الماء الهواء لما ذكرنا.

 

 

«* جواهر الحکم جلد 13 صفحه 550 *»

و اما اقتضاء الصاد الظاء فان الصاد في العشرات ظاء في المئات و لان الصاد ثالثة في الهواء و الظاء(الصاد خ ل) خامسة في الماء كما ذكرنا و الاختلاف لماذكرنا.

و اما اقتضاء السين العين فلان كلاً منهما من حروف الثانية من حروف الميزان الاّ ان السين مائي و العين ترابي و بينهما ميل و احدهما يطلب الآخر و لان السين في الباطن هو محل العين كما قالوا نحن محال مشية الله.

و اما اقتضاء الضاد الواو فلانهما هوائيان الاّ ان الواو في مقام الدرجة و الضاد في الثانية فيتقوي ضعف الخامسة بقوة الدرجة و كل جنس يطلب مجانسه و يميل الي مماثله.

و اما اقتضاء الصاد الراء(الواو خ ل) فلان الصاد بحر تحت العرش يجري فينزل(فيتنزل خ ل) علي جبل القاف و القاف اذا كرر في العالمين عالم الاجمال و التفصيل عالم الغيب و عالم الشهادة يستنطق الراء فالصاد لكمال الظهور يطلب الراء.

و اما اقتضاء الذال للسين (السين ح ل) فلان الذال خامسة النار و هي طبع الذكر و السين ميزان الماء طبع الانثي و الذكر يطلب الانثي.

و هذا الذي ذكرنا لك هو(له خ ل) وجه من وجوه المناسبات الكثيرة التي للحروف و ما طوينا اكثر خوفاً من اشباه العلماء و هذه الوجوه و الاسرار لاتوجد عند اهل الحروف و لايلاحظون عن معرفة هذه المناسبات لكنها جرت من الفيض الاقدس علي هذا الترتيب و الاقتضاء في بيوت الجفر فمن وفق لادراك السر فاز بالنصيب الاعلي من الرقيب و المعلي و من لم‏يوفق لذلك اجري الكلام علي النهج المرتب و يستنطق الجواب ان شاء الله علي نهج الصدق و الصواب و الله الموفق في كل باب و من هذا البيان يظهر لك الاغلاط التي ذكرناها في البيوت علي حسب المسطور في نسخة السائل وفقه الله تعالي و سدده و لقد كتبت علي مافي النسخة و اشرت الي الغلط فاذا دققت النظر و

 

«* جواهر الحکم جلد 13 صفحه 551 *»

أمعنت الفكر وجدت الامر كماذكرت لك و الله الموفق للصواب و عليه التوكل في المبدأ و المآب.

قــال سلمه الله تعالي نقلاً ماترجمته: فاذا حصلنا البيوت الاحدعشر من صفايح الجفر الجامع التي هي نظيرة المستحصلة لهذا العمل فنعمد في تحصيل حروف المستحصلة من هذه البيوت بأخذ الثاني و الرابع من كل بيت فكانت هذه الحروف: ع ح س س خ(خ س ط ظ خ،خ ل) ب خ ض، غ غ ر ض و ظ ع و ر س.

اقــول: اذا اردت تحصيل هذه البيوت من صفحات الجفر بعد ترتيب البيوت فللبيت الاول إعمد الي البيت الثامن من السطر الخامس‏عشر من الورقة السادسة عشرة من الجزو السادس‏عشر و للثاني الي البيت الخامس‏عشر من السطر الخامس‏عشر من الورقة الخامسة عشر من الجزو الرابع و العشرين و للثالث الي البيت الخامس‏عشر من السطر الخامس‏عشر من الورقة الثامنة من الجزو الخامس و للرابع الي البيت السابع و العشرين من السطر السادس‏عشر من الورقة السابع و العشرين من الجزو الثالث و هكذا الي آخر البيوت و كذلك ساير الاسماء مثلاً اذا اردت ان‏ تلتقط(تلفظ خ ل) اسم محمد و جعفر من بيوت الجفر تعمد للاول(للاولي خ ل) الي البيت الرابع من السطر الثالث‏عشر من الورقة الثامنة من الجزو الثالث‏عشر و للثاني الي البيت العشرين من السطر السابع‏عشر من الورقة السادسة عشرة من الجزو(الحرف خ ل) الثالث و اذا اردت استخراج هذه الحروف من تلك البيوت و عندك الحروف المستحضرة فاجعل كل(لكل خ ل) حرفين من الذي عندك الاول و الثالث اي منزلة الجزو و السطر فاذا حصلت الجزو و السطر فاعمد الي الحروف المقترنة بهما من حروف الصفحة و البيت و تمم البيوت و خذ النظاير و اعمل الصدر و المؤخر فان نطق الجواب فهو و الاّ فلاحظ الحروف الأخر حتي ينطق الجواب و لابد من ان‏ ينطق ان شاء الله تعالي.

و ان كان الناظر عارفاً باسرار الحروف و مناسباتها الغيبية

 

«* جواهر الحکم جلد 13 صفحه 552 *»

المعنوية من الطبايع و ساير الاحوال يسهل عليه الاستخراج و الاّ فلابد من ملاحظة تلك الحروف و اخذ نظايرها و الترديد حتي ينطق الجواب الصواب و قوله نظيرة المستحصلة الظاهر انه غلط لان ما ذكر هو نظيرة المستحضرة و المستحصلة هي الحروف الاثنين و العشرين المأخوذة من البيوت من الثاني و الثالث اي الحروف التي بمنزلة الصفحة و البيت و الحروف ظاهرة و هي المستحصلة من تلك البيوت.

قــال سلمه الله تعالي ما ترجمته: و من هذه الحروف لما طلبوا النظاير و عملوا الصدر و المؤخر مرة واحدة ظهرت الكنية و اللقب و الاسم و نظائر المستحصلة هذه: ب ت ا ا ي ا م م ب ع ي ل ن ن و ل ر م ب ر و ا، و لما عملوا(علموا خ ل) الصدر و المؤخر ظهرت هذه العبارة ابوتراب أميرالمؤمنين(أمير المؤمنين علي عليه السلام خ ل)

اقــول: لماكان أصل الحروف المستحصلة: ع ح س س خ س ظ ظ خ (غ،خ ل)  ب خ ض غ غ ر ض ر ظ ع و ر س كانت نظايرها (يراها خ ل) ب ت ا ا ي ا م م ي ع ي ل ن ن و ل ر م ب ر و ا، فاذا جعلت الصدر و المؤخر مبتدياً من الآخر و هو الألف ثم الأول ب و هكذا تأخذ حرفاً من الآخر و حرفاً من الأول فيكون المحصل من الصدر و المؤخر هكذا: ا ب و ت ر ا ب ام ي ر ا ل م و م ن ي ن ع ل ي فظهر مما ذكرنا أن ب قبل ع و بعد م غلط و انما موضعه(موضوعه خ ل) ي لانه نظيرة خ و ذلك ظاهر معلوم و الباقي واضح صحيح لاشك فيه و ب نظيرة ع و ت نظيرة ح و لاينطق الجواب بهما الاّ بما ذكرنا فافهم راشداً موفقاً.

قــال سلمه الله تعالي نقلاً ما ترجمته: و من نفس هذه الحروف يركب ستة إسماء من الأسماء الحسني تواب باري أمين مؤمن علي الر.

اقــول: هذا آخر كلامه و صورة تلك الأسماء المباركة هكذا: ب ا ر ي ت و ا ب ا م ي ن م  و م ن ع ل ي ا ل ر، و هو تمام الاثنين و العشرين حرفاً و هذه

 

«* جواهر الحکم جلد 13 صفحه 553 *»

الأسماء الستة هي ظهورات الولي في العوالم الستة و هي مقامات الواو التي هي الامر بين الكاف و النون قدظهر بهما الولي بأطواره و أوطاره فالباري في عالم العقول و التواب في عالم النفوس و الأمين في عالم الطبيعة و لذا كان جبرئيل الموكل بعالم الطبيعة (الطبيعة هي اسم الامر بين الكاف و النون قدظهر بها خ ل) روح‏الأمين و المؤمن في عالم المثال و العلي في عالم الأجسام من حيث إشتماله للعوالم كلها و لذا كان علياً لا من حيث هو جسم و الر جامع العوالم و الشؤون و الأطوار كلها فالألف اشارة إلي سر المبدأ و اللام الي المنتهي و الراء الي الجهة الجامعة الشامعة للمراتب كلها فهو7 الاسم الباري في مقام الابتداع و التواب في مقام و لو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤك فاستغروا الله و استغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً و الأمين في مقام الأبواب و كونه خزانة لجميع العلل و الاسباب و المؤمن في مقام إنما أنا بشر مثلكم و علي في المقامات كلها الر فالألف شرح مبدئيته و اللام إثبات كونه محلاً للمشية و الراء تقرير و تأكيد لبشريته في العالمين عالم الدنيا و الرجعة او عالم الدنيا و الآخرة.

فليكن هذا ( الآخرة و هذا خ ل) آخر ما أردنا إيراده في هذه العجالة مع توفر الملال و إختلال الأحوال و أنا يعلم الله متعذر بهذه الحالة(العجالة خ ل) لبسط المقال و تحقيق الحال و ما يستجن في الخاطر و البال و علي الله التوكل في المبدأ و المآل و صلي الله علي محمد و آله الطاهرين قدفرغ من تسويدها منشيها حامداً مصلياً مسلما مستغفراً.